بلا حدود

الأسرى الفلسطينيون.. الذاكرة رغم سجن الاحتلال

يوافق الجمعة 17/4/2015 ذكرى يوم الأسير الفلسطيني. وجاءت حلقة “بلا حدود” لتساهم مع ستة آلاف أسير بسجون الاحتلال في إضاءة شمعة رغم الظروف العربية الطاحنة التي تحيط بقضية العرب الأولى.
في ظل الظروف العربية الطاحنة كاد الناس ينسون موضوع الأسرى الفلسطينيين، ليأتي يوم الأسير الفلسطيني الذي يوافق 17 أبريل/ نيسان من كل عام، مذكرا بمأساة أكثر من ستة آلاف فلسطيني يقبعون في سجون الاحتلال، ولا يمكن الجزم بعددهم بساعة محددة، حيث شغل الاحتلال الشاغل عدم ترك فراغ في سجونه.

في حلقة تذكارية لبرنامج  "بلا حدود"، استضاف مقدم البرنامج أحمد منصور عددا من الأسرى المحررين وعددا من الأطفال أبناء الأسرى الذين يطالعون سيرة آبائهم بفخر، وربما تتاح الفرصة لهم كي يسخروا من الجانب الآخر للمأساة حيث والد أحد الأطفال محكوم بالسجن ألف عام وفوقها خمسين عاما زيادة.

 
أيقونة الحلقة التي احتفى بها كل الأسرى المحررين كانت الحاجة أم ناصر أبو حميد التي تحدثت من رام الله، وهي أم لسبعة أسرى يمكث أربعة منهم في السجن بينما استشهد واحد منهم في التسعينيات وكان ضمن كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس، بينما الأربعة الباقون من كتائب الأقصى التابعة لحركة فتح.

"منذ ثلاثين عاما وأنا أزور أبنائي في السجون"، هكذا تلخص أم ناصر مسيرتها. ولكن المحتل لم يرق له الأمر فمنعها عام 2002 مدة خمس سنوات من زيارة أي من أبنائها.

توفي زوجها قبل أربعة شهور، وكانت في يوم بث الحلقة على موعد مع أبنائها لكنها لم تتحدث إلا مع ثلاثة، ولم تستطع إكمال مهمتها مع ابنها الرابع لأن مغادرتها قد أزفت بحسب ساعة السجّان.

تقول "أنا فخورة بأبنائي الذين تركوا ملذات الحياة من أجل أن يعيشوا هم وشعبهم بحرية".

تحدثت أم ناصر عن لقائها أبناءها من خلال زجاج مبطن وسماعات، فلا تستطيع أن تضمهم، وحين اعتذر لها أحمد منصور عن بقائها حتى ساعة بث الحلقة المتأخرة ليلا، قالت "هل التفكير يتيح لي النوم؟".

من ناحيته، دعا المدير التنفيذي لنادي الأسير الفلسطيني رائد أبو الحمص -الذي قضى ما يقارب العشر سنوات في السجن- إلى دور تكاملي بين فتح وحماس وبقية الفصائل لجهة ملف الأسرى، وخصوصا طريقة التفاوض مع المحتل.

وأضاف أن إعادة الاعتقال سياسة تنتهجها دولة الاحتلال، فقد اعتقلت ثمانين محررا في صفقة وفاء الأحرار من أصل مائة محرر،  بل إن بعض المعاد اعتقالهم أعيدت لهم أحكام المؤبد، لافتا إلى أن ثمة "أخطاء واضحة في طريقة التفاوض" ينبغي تجاوزها في المستقبل.

واستضافت الحلقة أيضا عصام قضماني وهو من الأسرى المحررين ضمن صفقة وفاء الأحرار أو "صفقة شاليط" عام 2011، وقضى في السجن 17 عاما.

وعرض قضماني إلى الطرق التي يستخدمها السجان في استباحة جسد السجين الأعزل، مؤكدا أن الشلل الذي يعاني منه في جانبه الأيسر نجم عن حبوب يتعمد المحتل إعطاءها للسجين المريض.

بالجنود يخرج الجنود
لكن الأسرى لديهم من وسائل القوة ما يجعلهم يفرضون احترامهم على السجان بحسبه، وأن يفرضوا عليه 24 ساعة من حالة الطوارئ، مشيرا إلى إخراج الأسير بدل تحسين ظروف سجنه هو ورقة المقاومة من خلال معادلة "بالجنود يخرج الجنود".

 من غزة تحدث رئيس رابطة الأسرى المحررين توفيق أبو نعيم عن إصابة الأسرى المحررين بأمراض غامضة، ثم وفاة مائتين منهم، وهو ما يجعل المحتل يسعى إلى أن يبقي ذلك ملفا مغلقا.

وقال إن الأسرى يستخدَمون في التجارب العلمية الإسرائيلية، وآخرهم مجدي حماد الذي كان في السجن يتناول دواء لغير المرض المصاب به، فتعرض لعدة جلطات إلى أن قضى نحبه أوائل العام الماضي.

 

وتمنى أبو نعيم أن يحمل يوم الجمعة 17 أبريل/نيسان -وهو يوم الأسير الفلسطيني- مفاجأة من المقاومة الفلسطينية التي ربما تحتفظ "بأخبار أو معلومات" عن جنود إسرائيليين بما يخدم ملف الأسرى في سجون الاحتلال.

من جانب آخر، انضمت خدمة التعليق وطرح الأسئلة من خلال الفيديو إلى البرنامج  من أجل مزيد من التواصل مع المشاهدين، علما بأن الخدمة الجديدة تتوافر عبر موقع الجزيرة نت.