بلا حدود

مستقبل مسلمي أوروبا وسط تصاعد الكراهية والعنصرية

تحدثت المديرة المساعدة للشبكة الأوروبية لمكافحة العنصرية كلير فرناندز عن صعود اليمين المسيحي المتطرف في أوروبا، وانعكاس أحداث باريس على مستقبل المسلمين في أوروبا.

دعت المديرة المساعدة للشبكة الأوروبية لمكافحة العنصرية كلير فرناندز المسلمين في أوروبا إلى عدم الانكفاء والاستغراق في دور المستضعفين والمضطهدين، وطالبتهم بالانخراط في المجتمعات التي يعيشون فيها سياسيا واجتماعيا وثقافيا.

وتحدثت كلير خلال حلقة الأربعاء (28/1/2015) من برنامج "بلا حدود" عن صعود اليمين المسيحي المتطرف في أوروبا، وانعكاس أحداث باريس على مستقبل المسلمين في أوروبا.

وعقب الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية وما تلاها من أحداث تصاعدت موجات الكراهية للمسلمين في فرنسا وأوروبا بشكل غير مسبوق، وأصبح تيار اليمين المسيحي المتطرف يحظى بدعم كبير، تزامنا مع تنامي المظاهرات المعادية للمسلمين وسط أجواء مشحونة بالكراهية.

تقول كلير إن الشبكة الأوروبية لمكافحة العنصرية تحاول مواجهة موجات العنصرية المتصاعدة في أنحاء أوروبا ضد الأقليات بشكل عام ومن بينها المسلمون، واعتبرت أن الشبكة هي الأكبر في أوروبا من حيث التعامل مع قضايا العنصرية، وتحاول تمكين المجتمعات لكي تقوم بمشاريع أفضل للدعم والمناصرة في هذا الإطار.

وتضيف أن الشبكة كانت إحدى المنظمات التي رصدت تداعيات أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 على المسلمين في أوروبا، وتم رصد زيادة الخوف من الإسلام والمسلمين، وانعكس ذلك على الممارسات العنصرية ضد المسلمين الذين أصبحوا ضحايا بثلاثة أضعاف ما كانوا عليه قبل هذه الأحداث.

وترى كلير فرناندز أن المسلمين في أوروبا ضحايا التعامل النمطي العنصري بأنهم إرهابيون، كما أنهم ضحايا لسياسات مكافحة الإرهاب، مشيرة في هذا الصدد إلى الاجتماع المقرر أن يعقد الخميس بحضور وزراء العدل الأوروبيين لمناقشة سياسات مكافحة الإرهاب، وطالبتهم بأن تبقى هذه السياسات في إطار القانون، وعدم وصم بعض المجتمعات أو الطوائف بالإرهاب.

وقالت موجهة حديثها للوزراء الأوروبيين إنه يجب ألا يتم تبني إجراءات متسرعة لمكافحة الإرهاب، مع ضرورة النظر إلى المدى البعيد لانعكاسات هذه السياسات على احترام حقوق الإنسان والقوانين المرتبطة بها.

وبشأن النتائج التي حققتها المنظمة فيما يتعلق بمواجهة العنصرية ضد المسلمين، أوضحت كلير أن الشبكة منظمة غير حكومية ونفوذها قليل إذا قورن بما تريد أن تحققه، لكنها أكدت أنها كانت إحدى أهم المنظمات الأوروبية التي وثقت الحوادث المنبثقة من الخوف من الإسلام في أوروبا.

وأضافت أن بعض الزعماء الأوروبيين أدركوا خطورة وجود الإسلاموفوبيا في مجتمعاتهم، لكن تحقيق نتائج ملموسة على الأرض يتطلب عملا مستمرا على المدى الطويل.

وردا على سؤال عن الطريقة التي ستتعامل بها دول أوروبا مع أكثر من عشرين مليون مسلم في ظل تنامي الكراهية للمسلمين، قالت كلير إن المسلمين يساهمون في الاقتصادات الأوروبية، ولذلك فالدول الأوروبية بحاجة إليهم، وبعض القادة أدركوا ذلك، مشيرة إلى أن المواطنين الألمان من أصول تركية يساهمون بنحو 35 مليار يورو في الاقتصاد هناك.

وطالبت المسلمين بعدم الانكفاء والاستغراق في دور المستضعفين والمضطهدين، والانخراط في المجتمع سياسيا واجتماعيا وثقافيا، لكنها أقرت في الوقت نفسه بصعوبة التحرك النشط عندما تكون هناك خشية من التمييز والعنصرية والتعرض للمسلمين.