بلا حدود

التحديات السياسية ومستقبل تونس

ناقشت حلقة الأربعاء 2/10/2013 من برنامج “بلا حدود” دخول الثورة التونسية منعطفا خطيرا بمحاولة أعدائها وفلول النظام السابق الإطاحة بالرئيس منصف المرزوقي، وسعيهم لزعزعة استقرار تونس، ووأد التجربة الديمقراطية بالبلاد.

ناقشت حلقة الأربعاء 2/10/2013 من برنامج "بلا حدود" دخول الثورة التونسية منعطفا خطيرا بمحاولة أعدائها وفلول النظام السابق الإطاحة بالرئيس منصف المرزوقي، وسعيهم لزعزعة استقرار تونس، ووأد التجربة الديمقراطية بالبلاد.

وأوضح المرزوقي أن البلاد تمر بمرحلة انتقالية من حكم دكتاتوري دام أكثر من ثلاثة عقود إذ إن مراحل المخاض دائما صعبة وموجعة، مشيرا إلى ثقته في أن تنتهي هذه المرحلة بـ"مولود" سعيد، يتمثل في الدولة الديمقراطية والانطلاق الاقتصادي.

وأبان أن لبلاده خصائص تجعل حظوظها كبيرة في نجاح أهداف الربيع العربي وتجاوز الأزمات، مجملا هذه الخصائص في وحدة الشعب "المسلم السني"، والانضباط العالي للجيش وعدم تدخله في السياسة، إضافة إلى العلاقات المميزة والراسخة التي تربط تونس بكل جيرانها.

وأكد المرزوقي أن الحوار الوطني إحدى مميزات المجتمع التونسي، وأنه لم يتوقف يوما، وأنه عادة استمرت حتى في العهود السابقة وهو ما جعل منه ضامنا لنجاح النقلة الديمقراطية.

ووصف الثورة التونسية بأنها من "أرخص" الثورات ثمنا بحساب عدد الضحايا الذين سقطوا إبان اندلاعها، موضحا أن كل ثورة تتعرض لثورة مضادة، ولكننا نفرق بين المعارضة الطبيعية ومحاولة الانتفاض على الدولة القائمة.

منصف المرزوقي:
تعرضت "باخرة" تونس لخمس أو ست "عواصف" وتجاوزتها بسلام ولم يحدث عنف، لتمتع الشعب بـ"الحس المدني القديم" الذي يجعله يكره العنف ولا يمارسه

ونعت الرئيس الشعب التونسي بتميزه بالوعي العالي الذي جعله يرفض محاولات تخريب مؤسسات الدولة والاستيلاء عليها، واصفا الجيش بأنه يتمتع  بـ"المهنية العالية" التي لا تسمح له بالتدخل في السياسة.

وعن الوصول لسدة الحكم، أوضح المرزوقي أن الفيصل الوحيد هو الصندوق الانتخابي، مؤكدا أن الشعب التونسي هو الحكم والفيصل وهو صمام أمان الثورة، ولن يسمح "للدولة العميقة" أو غيرها بالانقلاب على الديمقراطية.

وفي هذا السياق، أشار الرئيس إلى أنهم بصدد تشكيل منظومة الإعلام والقضاء في البلاد، مبينا وجود قوى "سليمة ونظيفة" داخل هذين الجهازين وتريد الخير لهذا البلد، ومؤكدا تحفظهم في الحكومة على استخدام العنف والمواجهة التي يمكن أن تقود الجميع إلى "الجحيم".

وعن الجنوح للعنف أبان أن "باخرة" تونس تعرضت لخمس أو ست "عواصف" وتجاوزتها بسلام ولم يحدث عنف، لتمتع الشعب بـ"الحس المدني القديم" الذي يجعله يكره العنف ولا يمارسه، حيث تعد الاغتيالات السياسية ثقافة غير معهودة، مما أفشل مخطط "الإرهابيين" في زرع الفتنة بين طوائف الشعب الواعي الذي لا يمكن استدراجه لمثل هذه الفخاخ.

ونفى المرزوقي أن تكون التغيرات التي حدثت في الجيش تمت على أساس جهوي، ولكن باتباع قاعدة "الرجل المناسب في المكان المناسب"، وفي إطار صلاحياته لحماية البلاد والديمقراطية والشرعية، التي ترتكز الآن على المؤسسة الأمنية والعسكرية.

واستغرب موقف الإمارات العربية المتحدة التي سحبت سفيرها، مشيدا في الوقت نفسه بالعلاقات التونسية المصرية، ومبينا أن طلبه بالإفراج عن الرئيس المعزول محمد مرسي جاء من باب المبادئ التي يؤمن بها لأنه السبيل لحل الأزمة المصرية، واصفا نفسه بأنه "تلميذ" لمدرسة نيلسون مانديلا وليس لبشار الأسد.