بلا حدود / صورة عامة / أحمد جابا لله / 11/04/2012
بلا حدود

حملة ساركوزي ضد مسلمي فرنسا

تستضيف الحلقة رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا أحمد جاب الله، ليتحدث عن الحملة التي يشنها ساركوزي واليمين المتطرف ضد مسلمي فرنسا في ظل الانتخابات الرئاسية، ودور المسلمين في التأثير على سير الانتخابات الرئاسية، ومدى مسؤوليتهم عن الصورة النمطية السلبية عنهم.
‪أحمد منصور‬ أحمد منصور
‪أحمد منصور‬ أحمد منصور
‪أحمد جاب لله‬ أحمد جاب لله
‪أحمد جاب لله‬ أحمد جاب لله

أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحييكم على الهواء مباشرة وأرحب بكم في حلقة جديدة من برنامج بلا حدود دخلت الانتخابات الرئاسية في فرنسا مرحلة حاسمة فبعد أيام يتوجه الفرنسيون إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد أو التجديد للرئيس الحالي نيكولا ساركوزي لكن المسلمين في فرنسا فوجئوا بأنهم أصبحوا وقودا لهذه الانتخابات بعد أحداث تولوز وامتطى الرئيس ساركوزي صهوة العداء السافر للمسلمين فهدد وتوعد ومنع عددا من العلماء والدعاة من الدخول إلى فرنسا للمشاركة في المؤتمر السنوي لاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا على رأسهم الدكتور يوسف القرضاوي، فيما وجه خطابا قاسيا لرئيس الاتحاد لضيف حلقة اليوم الدكتور أحمد جابا الله ليحذره من استخدام المؤتمر كمنصة للعداء للسامية كما أصدر أوامره باعتقال عدد من المسلمين مع دعاة إعلامية كبيرة سرعان ما أفرج عن معظمهم بعدما اتضح أنه لا أدلة ضد أي منهم كما صعدت زعيمة اليمين المتطرف ماري لوبان من لهجتها فيما حرص المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند على عدم الدخول في مواجهة مباشرة حتى الآن وحتى نتبين أبعاد ما يحدث لمسلمي فرنسا وحملة ساركوزي ضدهم ودورهم في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، نحاور في حلقة اليوم الدكتور أحمد جابا الله رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، ولد في تونس عام 1956 هاجر إلى فرنسا وأقام فيها منذ العام 1980 حصل على درجتين الماجستير والدكتوراه من قسم الدراسات الإسلامية في جامعة السوربون يعمل مديرا للمعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية في باريس ويرأس اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا وعضو في كثير من المجامع العلمية والدينية في أوروبا، دكتور مرحبا بك.

أحمد جاب الله: الله يبارك بك أهلا وسهلا.

أحمد منصور: ساركوزي وجه رسالة مفتوحة لك كرئيس للاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا حذرك من استخدام المؤتمر السنوي التاسع والعشرين الذي أنهى أعماله أول أمس الاثنين في باريس في لوبانشيه بالقرب من باريس من أن يكون المؤتمر منصة للدعوات إلى العنف والحقد ومعاداة السامية، كيف قرأ المسلمون في فرنسا هذه الرسالة التي تناولها الإعلام الفرنسي بشكل مضخم؟

أحمد جاب الله: طبعا المسلمون في فرنسا قرأوا هذه الرسالة بالإضافة إلى عدد من المواقف السابقة التي جاءت بنفس السياق باستياء في الحقيقة واستغراب بنفس الوقت، هذه الرسالة طبعا هي رد عن رسالة كنا وجهناها إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بعد خطاب له بعد أحداث تولوز ذكر فيه بأن هذه الأحداث الإرهابية ينبغي أن تكون مناسبة للخلط بين الإسلام والإرهاب وكنا كتبنا رسالة لنحيي في الحقيقة هذا الموقف ومر علينا بعد أسبوع من إرسال الرسالة..

أحمد منصور: رسالتكم هذه لم تنشر لم يتعرض الإعلام لها.

أحمد جاب الله: في الحقيقة لم تنشر لأننا إحنا تعمدنا أن لا ننشرها وإنما نوجه ذلك الخطاب مباشر للرئيس الفرنسي.

أحمد منصور: يعني هذه الرسالة المفتوحة التي وجهها ساركوزي لكم كانت رد على رسالة أنتم وجهتموها إلى ساركوزي لم تعلنوا عنها؟

أحمد جاب الله: لم نعلن عنها، طبعا رسالتنا هي موجودة ونحن الآن أعلناها ليس فيها ما يخفى لكن هي كانت مناسبة له ليبلغ خطابا أنا اعتقد يعني أستغل هذه الرسالة التي وصلته من خلال الرد ليبلغ الرسالة التي أراد تبليغها وهي تحذير للاتحاد.

أحمد منصور: يعني أنتم أرسلتم له تحية وهو أرسل لكم تحذير وتهديد.

أحمد جاب الله: يعني نستطيع أن نقول هكذا حقيقة لأن الرسالة التي أرسلها الاتحاد كانت رسالة تعبر عن مسؤولية وأن المسلمين في يقظة وأنهم يريدون أن يتعامل أهل السياسة معهم من هذا المنطلق وأننا في نفس الوقت يعني نبين بأن المسلمين كانوا دائما عنوان الاستقرار وهم أبعد ما يكونون عن العنف وعن الإرهاب وجاء الرد..

أحمد منصور: هذا ما قلتموه أنتم لساركوزي.

أحمد جاب الله: نعم.

أحمد منصور: ماذا قال لكم؟

أحمد جاب الله: الذي جاء في الرسالة طبعا أنه يحذر أن نعطي منبرا في مؤتمرنا لدعاة الكراهية والعنف يعني..

التضييق على  العلماء المسلمين بفرنسا

أحمد منصور: يعني وصف الشيخ القرضاوي اللي منعه من الدخول بأنه من دعاة الكراهية والعنف وصف العلماء الوسطيين الآخرين الذين منعهم من أنهم دعاة للحقد والكراهية.

أحمد جابا الله: نعم طبعا، هذا الذي قاله لنا أيضا وزير الداخلية قبل أن تصل رسالة الرئيس ساركوزي عندما ذهبنا لمقابلته وكنا نستفسر عن هذا القرار بمنع هؤلاء الدعاة فكان عنده مجموعة من الأقوال التي نسبت لهؤلاء والتي تبين أن لهم موقف عدائي من اليهود أو موقف يتعلق بالمرأة ولا يراعي حقوق المرأة إلى آخر ذلك، وكنا نبين بأن هذه الأقوال أولا تحتاج إلى تثبت وحتى لو صح بعضها هل أنه نحكم على الإنسان من خلال قول أهل السياسة أنفسهم كم من مرة يصدر عن واحد منهم قول يجانب فيه الصواب ولكن لا ينبغي أن يقيم من خلال موقف واحد يعني وقفه في قضية ما.

أحمد منصور: استقصاد الشيخ القرضاوي تحديدا وتناوله ومنعه من دخول فرنسا بهذه الطريقة التي يتحدث بها الرئيس الفرنسي نفسه يعني هل كان يعني إيقاع أو وقع هذا على مسلمي فرنسا وهل كان يمثل رسالة أراد ساركوزي أن يرسلها؟

أحمد جابا الله: لا شك أنا اعتقادي أنه الشيخ القرضاوي لما يحظى به من قبول عند المسلمين وهي شخصية عالمية رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين والرجل يعني معروف بمنهجه الوسطي كأن هذه الرسالة هي مس برمز من هذه الرموز التي يحترمها المسلمون في فرنسا وفي العالم أجمع ولكن التبرير الذي قدم لنا أن الشيخ القرضاوي تكلم في 2009 حديثا تهجم فيه على اليهود واعتبر أن..

أحمد منصور: يعني دول قاعدين برصدوا كل كلمة بتتقال؟

أحمد جابا الله: نعم طبعا يعني هناك طبعا كلام يعني فيديو نشر وكان فيه ترجمة طبعا باللغة الفرنسية أن الشيخ القرضاوي تكلم في 2009 وتهجم على اليهود واعتبر أن المحرقة التي حصلت على يد النازيين هي عقوبة إلهية لليهود، فاعتبر أن هذا موقف ضد السامية وبناء عليه لا يمكن أن يسمح لمثله أن يأتي فرنسا وأن يكون له خطاب أو مشاركة في مؤتمر إسلامي.

أحمد منصور: وزير الداخلية الفرنسي نفسه كلود غيان أعلن عن أسفه لمجيء المفكر السويسري طارق رمضان هل لأنه يحمل الجنسية السويسرية  ولا تستطيع فرنسا أن تمنعه من الدخول وكأن يعني دخول أحد لا تستطيع فرنسا أن تدخله من الدعاة المقبولين طارق رمضان مقبول في فرنسا وكان له جمهور واسع ومحاضرات كثيرة جدا هل حضوره إلى المؤتمر أيضا شكل أزمة بالنسبة لكم؟

أحمد جابا الله: طبعا نحن طلب منا بوضوح من طرف السيد وزير الداخلية بأنه ينبغي أن ينصحنا طبعا دون أن يلزمنا بأن نتخلى عن دعوة الأستاذ طارق رمضان ولكن قلنا له نحن لن نتخلى عن أي شخصية دعوناها أنتم الآن منعتم عدد من المحاضرين لا نملك يعني أن نوقف هذا القرار ولكن طالما أن طارق رمضان غير ممنوع فنحن سندعوه فعلا حضر إلى المؤتمر وكان التبرير أن خطاب طارق رمضان ليس خطابا يساعد المسلمين على الاندماج في المجتمع وهو الحقيقة أمر غريب يعني لأن خطاب طارق رمضان على عكس هذا تماما..

أحمد منصور: دا هو ينتقد بأنه يدعو للاندماج.

أحمد جابا الله: فعلا هو بعض الناس اللذين لهم تصور يعني ضيق للدين يعتبرونه يعني منفتح يعني أكثر من اللزوم فخطابه ليس من هذا القبيل الذي يخشونه ولكن يعني أعتقد المسألة مرتبطة بمواقف سياسية لطارق رمضان هي التي تزعج.

أحمد منصور: أنا لاحظت إن في شخصيات فرنسية تحدت أيضا وحضرت زي باسكال بونيفاس مدير معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية من الذين تحدوا وحضروا في المؤتمر وتحدثوا إلى المسلمين هل هناك شخصيات فرنسية أخرى من المفكرين البارزين أو السياسيين تحدوا هذا العداء الذي أبرزه ساركوزي ووزير الداخلية بالنسبة للمسلمين وللمؤتمر وحضروا في المؤتمر..

أحمد جابا الله: طبعا كان عندنا عدد من الشخصيات الفرنسية المرموقة طبعا باسكال بونيفاس يعني عندنا رافايل لوزيه المسؤول عن مركز الدراسات في جامعة اكس أند بروفانس حضر عندنا الأب ديبوست وهو المسؤول عن العلاقات الدينية في الكنيسة الكاثوليكية الأب كريستوفر روكو وحضر عندنا ميشيل لالون وعدد آخر من المحاضرين يعني لا يقل عن 12 محاضر حضروا وبعضهم يعني انتقد بشدة ولكنه رد على هذا الانتقاد وقال بأننا عندما نحضر هذا المؤتمر نحن نحضر في مؤتمر مفتوح فيه الحوار متاح للجميع، مؤتمر يحضره المسلمون وغير المسلمين وبالتالي ليس هناك أي مبرر إلى أن نمتنع  عن الحضور في مثل هذا المؤتمر.

أحمد منصور: إيه أثر تهديدات ساركوزي على المؤتمر والحضور؟

أحمد جابا الله: في الحقيقة هذا الجو العام الذي صحب المؤتمر طبعا قبل رسالة ساركوزي بعد أن حصلت أحداث تولوز طبعا صعدت الحملة في الإعلام وتصريحات بعض السياسيين كان لها آثار يعني ايجابية إذا صح التعبير لأن المؤتمر في هذه السنة وهو المؤتمر التاسع والعشرين حقق رقما قياسيا لم يحققه في السابق.

أحمد منصور: ما هذا الرقم؟

أحمد جابا الله: يعني حضر لهذا المؤتمر 160 ألف مشارك يعني في السنوات الماضية..

أحمد منصور: 160 ألف.

أحمد جابا الله: 160 ألف على مدى..

أحمد منصور: لو قارناه بما قبل.

أحمد جابا الله: طبعا في العام الماضي كان الحضور بحدود 130 يعني في هذه السنة فيه زيادة يعني..

أحمد منصور: هل كان هناك تحدي من الحضور لهذا العداء السافر الذي استخدم بشكل انتخابي ضد المسلمين؟

أحمد جابا الله: فعلا هذا التحدي كان موجودا ونحن قبل المؤتمر تلقينا رسائل كثيرة واتصالات من المسلمين من كل مناطق فرنسا بل حتى من أوروبا لأن مؤتمر فرنسا يحضره الآن من ايطاليا ومن ألمانيا ومن..

أحمد منصور: حضر عندكم من خارج فرنسا.

أحمد جابا الله: نعم حضر طبعا تقريبا من 7 أو 8 دول أوروبية لكن الحضور الأساسي طبعا حضور فرنسي فكثير من المسلمين يقولون هذه السنة بالذات سوف نحضر لنبين بأننا نريد أن نعبر من خلال حضورنا على رفضنا لهذا الأجواء وهذا الاستهداف وهذا الاستهجان الذي يتعرض إليه المسلمون في فرنسا.

أحمد منصور: هل دا كان رد غير مباشر على ساركوزي وعلى يعني التهديدات للمؤتمر وللحضور وللخطاب الذي يمكن أن يكون؟

أحمد جابا الله: أعتقد هو رد يعني على الحملة العامة لأنه كان هناك حملة قادتها الحقيقة زعيمة اليمين المتطرف في البداية وبعد ذلك أصبح هناك من المزايدة السياسية بين بعض المرشحين.

أحمد منصور: أنا كنت الأسبوع الماضي في فرنسا ولاحظت في وسائل الإعلام حملة ضد المسلمين كانت قوية جدا وشملت قناة الجزيرة طبعا وكانت حملة كبيرة جدا في الإعلام مع انعقاد المؤتمر أيضا نفس الزخم كان بالنسبة للتغطية الفرنسية هل لاحظتم هذا العام إن الإعلام الفرنسي اهتم بالمؤتمر بشكل غير مسبوق من المؤتمرات السابقة؟

أحمد جابا الله: طبعا أيضا نحن حققنا رقم قياسي في التغطية الإعلامية عقدنا ندوة صحفية في اليوم الثاني يوم السبت فحضرها أكثر من 100 وسيلة إعلام، وهذا رقم لم يتحقق يعني في السابق من طبعا مراسلين شركات تلفزيون والجرائد والإذاعات والتغطية في الحقيقة يعني لنقل أنها كانت إلى حد كبير موضوعية وايجابية.

أحمد منصور: أنا لاحظت معظم وسائل الإعلام العالمية غطت مؤتمرك الصحفي دا بشكل كبير جدا وأبرزت التصريحات التي تحدثت فيها في هذا المؤتمر وكان منها رد على ساركوزي طبعا بالنسبة لخطابه.

أحمد جابا الله: نعم.

أحمد منصور: قبل ذلك كيف كانت التغطية الإعلامية بالنسبة للمؤتمر؟

أحمد جابا الله: التغطية الإعلامية قبل ذلك كانت متأثرة طبعا بأحداث تولوز والتصريحات التي..

أحمد منصور: لا أنا بقصد في المؤتمرات السابقة مقارنة بالتغطية الهائلة التي تم تغطيتها..

أحمد جابا الله: والله كانت محدودة يعني بصراحة كان يحضر طبعا بعض وسائل الإعلام الأساسية خصوصا قنوات التلفزيونية الأساسية تحضر لكن ليست بهذه الكثافة التي حضرت هذه السنة، ولذلك نحن في خطابنا الختامي في المؤتمر وجهنا رسالة للإعلام وقلنا نرجو أن لا تكون تغطيتكم للمؤتمرات القادمة أقل أهمية من هذه التغطية هذا المؤتمر لهذه السنة.

أحمد منصور: أنا لاحظت أن الهجوم إلي شنه ساركوزي على المؤتمر على المسلمين قبلها الرسائل التي وجهها كأنما لعبت دورا ايجابيا لصالحكم في النهاية.

أحمد جابا الله: تماما يعني هو فعلا كانت ردة الفعل الناس يعني شعروا باستياء هناك حالة من الاحتقان النفسي أيضا أمام هذه الهجمة الإعلامية وأرادوا أن يظهروا تعاطف مع الاتحاد يعني الاتحاد كان مع الأسف في مستهدفا من خلال هذه الحملة فكان أفضل تعبير عن هذا التعاطف هو الحضور والمشاركة.

أحمد منصور: الاتحاد كان يوصف بأنه يعني متحالف مع ساركوزي وعلاقتكم بساركوزي كانت علاقة متميزة من قبل هل ما حدث يعتبر طلاقا بائنا بينكم وبين ساركوزي؟

أحمد جابا الله: والله هذا الذي قالته عدد من وسائل الإعلام الفرنسية وكان ردنا نحن لسنا في الحقيقة علاقة زواج أو طلاق، نحن نتعامل مع الحكومة القائمة والرئيس المنتخب أيا كان اتجاهه السياسي صحيح أن ساركوزي عندما تأسس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية كان حريصا على مشاركة الاتحاد في هذا المجلس، ولكن حضور الاتحاد كان سابقا عن ذلك قبل أن يصل أصلا ساركوزي قبل أن يكون وزيرا للداخلية الذي حصل أن هناك موقفا سياسيا اليوم واعتقد يعني لا يخص الاتحاد فقط وإنما أكثر من قضية أثيرت يعني في الحكومة الحالية الحقيقة كان فيها نوع من الاستهداف والاستهجان للمسلمين فنحن قلنا ليست القضية مع شخص الرئيس وإنما مع السياسة التي يعبر عنها أي رجل سياسي.

أحمد منصور: هل السياسة هذه جديدة أم أنها سياسة يعني دائمة من الفرنسيين مع المسلمين؟

أحمد جابا الله: والله ليست جديدة لكن يعني تضخمت أو خلينا نقول يعني زادت وتيرتها في السنوات الأخيرة خصوصا يعني مع بداية الأزمة الاقتصادية والقلق إلي يعيشه الشعب الفرنسي طبعا اليمين المتطرف هذه قضية ثابتة عندهم في خطابهم السياسي وكان هناك نوع من التسابق فبالتالي هذه الأجواء تصاعدت يعني في الفترة الأخيرة.

أحمد منصور: لماذا يشعر المسلمون في فرنسا بالإقصاء والتهميش والازدراء؟

أحمد جابا الله: يعني هذا الشعور طبعا هو شعور حقيقي وليس هو مفتعل لأنه حتى الدراسات الاجتماعية تشير مثلا لو أخذنا مثال الشغل ما يسمى العنصرية في مواطن الشغل كثير من الحاصلين على شهادات عليا فرصهم في العمل مع أن لهم كفاءات بمجرد أن يكون مسلم أو على ظاهره في صورته أنه غير فرنسي يعني من أصول فرنسية يجد صعوبات جمة في قضية الحصول على عمل كذلك إثارة عدد من القضايا آخرها مثلا..

حرب عنصرية ضد الإسلام والمسلمين

أحمد منصور: يعني الملاحظة دي معلش أنا لمستها بنفسي مع عدد كبير من أصول مسلمة معاهم شهادات متميزة جدا ربما تفوقوا فيها على فرنسيين ولكن لا يجدون فرص عمل يعني كثيرون يشكون بأنهم لا يجدون فرص عمل ويضطرون للهجرة من فرنسا إلى دول أوروبية أخرى للبحث أو للحصول على هذه الوظائف يعني فعلا لديكم تسجيل بأرقام ونسب ومعلومات عن أن المسلمين لا يمنحون الفرصة التي تمنح لغيرهم في التوظيف؟

أحمد جابا الله: بالطبع هناك دراسات وهذا أمر يقر به الجميع ليس محل جدال ولا خلاف إلى حد انه الحكومة الحالية نفسها وكان الرئيس ساركوزي اقترح في فترة من الفترات انه عندما ترسل طلبات الشغل ترسل يعني بغير ذكر الأسماء وإنما يرسل يعني السيرة الذاتية مع الكفاءة أو الشهادة حتى يحاولوا أن يقاوموا هذه الظاهرة ظاهرة العنصرية والإقصاء التي يتعرض لها العرب والمسلمين فالظاهرة ثابتة مع الأسف.

أحمد منصور: أجبني بوضوح هل تشعرون بحق بالعنصرية والتمييز ضدكم كمسلمين في فرنسا؟

أحمد جابا الله: طبعا نشعر والأرقام تشير لذلك يعني هذا ليس كلام يعني هناك دراسة صدرت في الفترة الأخيرة عن اللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الإنسان وهذه لجنة وضعتها الحكومة الحالية هي مكلفة من أجل أن تراقب مسألة حقوق الإنسان في المجتمع الفرنسي وترفع دراسات تقول الدراسة أنه في سنة 2011 على عكس يعني ما نقرأه في بعض وسائل الإعلام أن هناك تراجع في الأعمال العنصرية بشكل عام بنسبة 2.4 هناك تراجع أيضا في الأعمال المعادية للسامية يعني ضد اليهود تراجع بنسبة 16.5% في حين أن الأعمال التي استهدفت أو استهدف فيها المسلمين زادت بنسبة 33.6%.

أحمد منصور: استهداف للمسلمين استهداف عنصري.

أحمد جابا الله: استهداف للمسلمين أشخاص عنصري للمسلمين يعني أشخاص بسبب انتمائهم الإسلامي وهذا التقرير يعني من مؤسسة رسمية مكلفة برقابة أو مراقبة حقوق الإنسان في فرنسا بحيث الحديث عن الإسلام والفوبيا ليس حقيقة أمر مفتعل لأنه بعض الناس يعتبرون أن المسلمين يريدون أن يستدروا عطف الآخرين بإظهار هذه المسائل لا هذه حقيقة قائمة، طبعا أنا أريد أن أقول لا ينبغي أن نعمم هذا على عموم الفرنسيين الظاهرة موجودة لكن ينبغي أن لا نعمم هذا..

أحمد منصور: إيه أشكال التمييز إلي بتعانوا منها؟

أحمد جابا الله: يعني أولا في قضية ما ذكرت يعني فيما يتعلق في سوق العمل وهذه قضية مهمة، الشيء الثاني يعني إثارة بعض القضايا التي يعني يستهجن فيها الإسلام نفسه عندما مثلا يثار موضوع الحلال وزعيمة الجبهة الوطنية تقول تبين لنا أنه نسبة من اللحم الحلال لا تقتصر على المحلات الإسلامية وإنما تباع في السوق فإذن المسلمين أصبحوا يجبرون على أكل لحم الحلال.

أحمد منصور: يعني تباع في السوق لأن اللحمة الحلال ارخص وأجود.

أحمد جابا الله: نعم، وفي ذلك فيه أجزاء من اللحم الذي يذبح يعني تأكله بعض المجازر..

أحمد منصور: عزموني في بيوت فرنسيين وقالوا لي دا لحم حلال يعني أنا ما كنتش راضي أكل لحمة فقالوا لي دا لحم حلال دا إحنا بنشتري لحم حلال لأنه أجود وأرخص وفوجئت إن الفرنسيين فعلا يشترونه لعدة أسباب منها هذا السبب.

أحمد جابا الله: طبعا إحنا في مجتمع مفتوح الأصل أن الإنسان حر فيما يفعل وفيما يشتري وفيما يأكل أيضا إثارة بعض القضايا المتعلقة مثلا بمسألة طبعا موضوع الحجاب كما تعرفون بعد ذلك حصل قانون النقاب الذي نحن لم نؤيده من الناحية الفقهية ولكن اعتبرناه نوع من التقييد للحريات.

أحمد منصور: أنا لاحظت في دراسة قامت فيها 3 جامعات أميركية جامعة ديوغ جامعة نورث كارولينا جامعة شابهيل عدد العمليات الإرهابية التي تمت في أعوام 2006، 2007، 2008، 2009، وقام ما يطلق عليها إرهابيون إسلاميون صفر 2006 عدد العمليات صفر عدد المعتقلين الإسلاميين 39 مشتبه 2007 صفر المعتقل 91 مشتبه 2008 صفر المعتقل 98 مشتبه 2009 صفر المعتقل 37 الأعمال الأخيرة أيضا وسائل الإعلام الفرنسية كلها طلعت المسلمين المقبوض عليهم وبالآخر أفرج عنهم لأنه لا أدلة ضد أحد منهم أما يلعب المسلمون دورا في تشويه صورتهم عبر التمسك بالشكليات مثل الجلباب والنقاب وهذه الأمور التي التمسك بها في مجتمع غربي هو نوع من الاستفزاز لهذا المجتمع؟

 أحمد جابا الله: لاشك يعني إذا كنا نريد يعني أن ننظر من جهتنا كمسلمين هل نحن في تصرفاتنا نساعد المجتمع الفرنسي على أن يتقبل المظاهر الإسلامية رغم كل الصعوبات الموجودة مع إننا على عكس ذلك يعني ربما نزيد يعني من هذا الجو العدائي لا شك أن هناك أعمال مسلمين سواء في السلوك الظاهري في قضية يعني إظهار نوع من المظهر الذي فيه نشاز حقيقة وأكثر من ذلك بعض المواقف المتطرفة يعني أعطيك مثال نحن الآن في أجواء انتخابية قبل عدة أسابيع هناك فتوى مترجمة إلى اللغة الفرنسية توزع في المساجد وعلى المسلمين بتحريم المشاركة في الانتخابات ووصفهم كل من يشارك بأنه أن شارك فإنه يكون بذلك قد كفر أو وقع في الفسق والضلال يعني مثل هذه المواقف المغالية أو المتطرفة لاشك أنها مع الأسف تزيد من هذه الصورة سلبية وتكريسها عند الرأي العام الفرنسي.

أحمد منصور: ما مسؤولية المسلمين في فرنسا عن الصورة السلبية الموجودة لهم في المجتمع الفرنسي عن العداء الذي يزيد يوما بعد يوم وبالنسبة لهم اسمع منك الإجابة بعد فاصل قصير نعود إليكم بعد فاصل قصير لمتابعة هذا الحوار مع الدكتور أحمد جابا الله رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا فابقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

المسلمون ومدى مسؤوليتهم عن الصورة النمطية السلبية

أحمد منصور: أهلا بكم من جديد بلا حدود في هذه الحلقة التي نتناول فيها وضع مسلمي فرنسا في ظل الانتخابات الرئاسية التي ستجري بعد 10 أيام من الآن ضيفي هو رئيس الاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا الدكتور أحمد جابا الله كان سؤالي لك حول مسؤولية المسلمين في فرنسا عن الصورة السلبية الموجودة لهم في المجتمع وعن عملية التشويه التي تدفع بعض السياسيين وعلى رأسهم الرئيس ساركوزي إلى أن ينالوا من المسلمين بهذا الشكل؟

أحمد جابا الله: طبعا مسؤولية المسلمين كبيرة وهذا الذي تحاول المؤسسات الإسلامية أن تضطلع به ومنها اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا أولا عبر يعني التوعية بإسلام معتدل وسطي، إسلام يندمج في المجتمع، نحن في الحقيقة من دعاة الاندماج الإيجابي في المجتمع.

أحمد منصور: إيه مفهوم الاندماج الإيجابي في ظل ما يقال عن أن الاندماج يعني الذوبان في المجتمع الفرنسي؟

أحمد جابا الله: طبعا هناك من يريد اندماجا بمعنى الذوبان ولكن نحن نريد اندماجا يحافظ فيه المسلم على شخصيته ولكنه يشارك في حياة المجتمع، المشاركة الاجتماعية، المشاركة الاقتصادية، المشاركة السياسية، نحن أطلقنا مشروعا مثلا في باب المشاركة السياسية وهذا يدخل في باب تصحيح الصورة، سميناه يعني النداء الوطني، ودعونا المسلمين إلى أن يشتركوا بقوة في الانتخابات لأن الإحصاءات مع الأسف تشير إلى أن نسبة مشاركة المسلمين في الانتخابات الرئاسية الماضية لا تزيد عن خمسة في المئة.

أحمد منصور: فقط؟

أحمد جابا الله: خمسة في المئة فقط.

أحمد منصور: إحنا طبعا بنتكلم هنا عن تسعة في المئة من عدد سكان فرنسا، أو ستة مليون مسلم تقريبا، يعني بين ثلاثة وستين مليون عدد سكان فرنسا كلهم.

أحمد جابا الله: طبعا الوجود الإسلامي وجود قوي في فرنسا.

أحمد منصور: في نفس الوقت نسبة اليهود أو عدد اليهود 750 ألف فقط لا غير، يعني عدد المسلمين تقريبا تسع أضعاف اليهود في فرنسا.

أحمد جابا الله: نعم.

أحمد منصور: ومع ذلك اليهود لهم تأثير عالي في كل شيء والمسلمون لا تأثير لهم في أي شيء، سوى إن هم عمالين يتمسكوا بالجلباب وباللحية والأشكال، الأمور الشكلية للإسلام، يعني حتى وإن كانت نسبة قليلة لكن هي التي يسلط عليها الضوء بشكل دائم.

أحمد جابا الله: صحيح، لأنه طبعا المسألة تعود إلى  أن الوجود الإسلامي نوعا ما حديث وهو أساسا وجود قائم على الهجرة ولكن أصبحنا مع الأجيال الجديدة، الجيل الثاني والثالث والرابع، هم مواطنون فرنسيون ونحن هؤلاء ندعوهم أن ينخرطوا في المجتمع باعتبارهم مواطنين لأننا نعيش في مجتمع علماني مسألة الدين، الأصل لا دخل للدولة في مسألة الدين أو أن ترسم لإنسان شيء يتعلق بتدينه أو بتطبيقه للدين، لكن ما زال طبعا الوعي بالمشاركة السياسية والاجتماعية محدود يحتاج إلى مواصلة واستمرار.

أحمد منصور: ما هي الوسائل والأساليب التي يمكن لمسلمي فرنسا أن يقوموا بها لتحسين صورتهم المشوهة في المجتمع الفرنسي؟

أحمد جابا الله: يعني أنا أعتقد من الوسائل أيضا أن احتكاكنا مع المجتمع، حضورنا في المنتديات، في وسائل الإعلام، حضورنا في مختلف يعني مراكز التأثير في المجتمع، ولذلك نحن ندعو حقيقة أبناء المسلمين أنه ينبغي أن نصل إلى النخبة القيادية في هذا المجتمع، ولا نصل لذلك إلا عن جدارة، لذلك واحد من أهم التحديات أن أبناءنا وأجيالنا ينبغي أن يكونوا من المتفوقين في مجالاتهم المختلفة، في اختصاصاتهم، حتى يستطيع أن يكون منا المحامي القدير ومنا الأستاذ الجامعي ومنا الإعلامي المتفوق، إلى آخر ذلك، هذا طبعا التحديات المعروضة.

أحمد منصور: للأسف الشديد المسلمون في فرنسا لا يتواجدون إلا في الأحياء الفقيرة، والمكتظة والمهمشة، هل الفقر والتهميش أصبح هو سمة مسلمي فرنسا وصورتهم وتواجدهم؟

أحمد جابا الله: هناك نسبة طبعا غير قليلة من المسلمين وجدوا في هذه الأحياء وليس هذا باختيارهم لأنه المهاجرون عندما جاؤوا والمسلمون بالأساس هم ينحدرون من الهجرة وضعوا في هذه الأحياء الفقيرة التي فيها مسلمون وفيها أيضا طبقات مهمشة من الفرنسيين، ولكن حقيقة في السنوات الأخيرة بدأ يحصل هناك شيء من التغير، هناك تغير الآن، هناك طبقة وسطى إن صح التعبير من المسلمين بدأت تظهر وأعتقد يعني الوضع الاجتماعي سيكون بإذن الله تعالى في نمو على الرغم من أن الأزمة الاقتصادية الآن أيضا جاءت يعني وتداعياتها على المجتمع ككل.

أحمد منصور: هل تعتقد إن انطلاق قناة فضائية ناطقة بالفرنسية يمكن أن تساهم في تحسين صورة المسلمين؟ هو الصورة الذهنية المترسخة لهم، لدى الناطقين بالفرنسية بشكل عام.

أحمد جابا الله: لا شك يعني أعتقد أنه نحن من أهم وجوه القصور التي نعاني منها هو هذا الغياب الإعلامي الرهيب، طبعا الآن موضوع الإنترنت والمواقع خفف بعض الشيء ولكن هذا لا يعوض تماما قناة مثل قناة تلفزية ممكن أن تعرض الإسلام بشكل حضاري مفتوح، وان تتعامل مع الحراك الفكري الموجود في المجتمع.

أحمد منصور: أنتم حضر لديكم في المؤتمر أكثر من مئة وسيلة إعلام كما قلتم وكان حضور إعلامي بارز جدا، ونقلت وجهة نظركم إلى الفرنسيين وأنت قلت أن النتيجة كانت إيجابية، ألم تخططوا لإقامة علاقات مع وسائل الإعلام بشكل أفضل مما هي عليه بحيث يكون حضور المسلمين أيضا من خلال هذه الوسائل في شبه توازن مع الآخرين؟

أحمد جابا الله: نعم، هذا في الحقيقة من أوجه القصور التي كنا نعاني منها وبدأنا الحقيقة نستدرك هذا الأمر، نحن في هذا المؤتمر منذ بدأنا الإعداد له شكلنا فريق كامل من الإعلاميين خصوصا من شبابنا يعني الذين هم لهم اختصاص في هذا المجال، وهم الذين هيئوا للندوات الصحفية التي قمنا بها والاتصال بالإعلام والحديث معه ثم جاءت الأحداث فزادت من اهتمام الإعلام بالمؤتمر كحدث، ولكن لا شك أن موضوع الإعلام أعتقد هو من الأولويات التي نحتاج يعني أن نركز عليها.

أحمد منصور: هل لديكم خطط للحوار مع الفرنسيين في ظل المفكرين والفلاسفة والصحفيين الذين حضروا وقاموا بالتغطية، الحوار مع الفرنسيين أما يمكن أيضا أن يطفئ يعني، العداء السافر الذي يحدث بالنسبة إليكم؟

أحمد جابا الله: والله من حيث الحوار، الحوار الديني بالأساس نحن انطلقنا فيه منذ زمن بعيد ولدينا لقاءات كثيرة مع رجال الكنيسة وحتى مع ممثلي الأديان الأخرى بما في ذلك اليهود كممثلي ديانة، مع المفكرين أيضا عندنا بعض الندوات ولكن، نحتاج أن نوسع أكثر في مجالات الحوار، نحن نشترك في مناسبات عديدة لكن هؤلاء الذين يأتون ويقبلون على الحوار في كثير من الأحيان ليس دائما لهم أصوات مسموعة، يعني يزداد عددهم مع الوقت والحمد لله، وأعتقد انه يعني لا بد أن نراهن على هذا لأنه ليس هناك سبيل فعلا إلا الحوار.

المسلمون في الحملة الانتخابية الفرنسية

أحمد منصور: الآن يعني أنت قلت لي معلومة مخيفة شوية، إن خمسة بالمئة فقط من بين ستة ملايين مسلم هم الذين شاركوا في الانتخابات الرئاسية السابقة، لو شكل المسلمون كتلة تصويتية أما يمكن لساركوزي وأمثال ساركوزي وكافة مرشحي الرئاسة أن يخطبوا ود المسلمين بدلا من استخدامهم محرقة في الانتخابات كما يحدث الآن؟

أحمد جابا الله: لا شك يعني.

أحمد منصور: فين الوعي اللي موجود عند الستة مليون حتى يفهموا هذه الرسالة؟

أحمد جابا الله: طبعا هم الستة مليون ليسو كلهم ممن يحق لهم التصويت.

أحمد منصور: مليون حتى منهم.

أحمد جابا الله: حتى مليون وأكثر من مليون، أنا أعتقد نصفهم على الأقل يحق له الانتخاب ولا شك أنه يعني بمجرد أن تنتخب بقطع النظر هل إنه كتب الآن بعض الدراسات، هل هناك تصويت إسلامي، ليس بالضرورة أن المسلمين سيصوتون لحزب واحد أو لمرشح واحد، لكن بمجرد أن تسجل على اللوائح الانتخابية وأن تذهب يوم الاقتراع وتدلي بصوتك، كل المرشحين سوف يأخذونك بعين الاعتبار، الذي يحصل الآن هو عكس ذلك لأن المرشح هو يقوم بعملية حسابية، إذا هو أعلن خطاب عدائي للمسلمين ماذا يكسب؟ وإذا هو أعلن خطاب ودي ماذا يكسب؟ لحد الآن ما تزال الحسبة أن الخطاب العدائي أو المناهض هو الذي يكسب.

أحمد منصور: المسلمون في بعض الدول الأوروبية الأخرى، في بريطانيا، في دول أوروبية أخرى، دخلوا البرلمان، لهم وجود في البلديات قوي، لهم وجود في الأحياء بشكل كبير جدا، المسلمون في فرنسا رغم أن أعدادهم أكبر ليس لهم وجود يذكر حتى في هذه الجوانب إلا في أحياء قليلة، أليس هذا قصورا منكم أنتم في اتحاد المنظمات الإسلامية الذي من المفترض أنكم تنظموا وضع المسلمين وتدفعوهم إلى هذا الأمر؟

أحمد جابا الله: طبعا القصور موجود ولكن أعتقد الواقع الفرنسي يختلف عن الواقع البريطاني، في بريطانيا لعل الحياة السياسية فيها انفتاح أكبر وهذا بشهادة الجميع، الأحزاب الكبرى التي من خلالها يتقدم المرشحون خصوصا البرلمان، لا يزال انفتاحها على الأجانب عموما وعلى المسلمين بشكل خاص انفتاح محدود جدا، يعني في كل الأحزاب، من اليمين إلى اليسار، عندما يلتحقون بهذه الأحزاب يظلون في الصف الثالث أو الرابع لا يمكن أن يرشحوا، صحيح أن الرئيس الفرنسي وهذه الحقيقة حتى نكون عادلين يشهد له بأنه في الحكومة عين عدد من الوزراء من أصول عربية يعني من العرب من المسلمين، وهذا يعني كانت خطوة جريئة، ولكن على المستوى المنتخبين ليست موجودة، في البلديات هناك بدأ يتقدم أعداد من العرب والمسلمين وينتخبون في المجالس البلدية.

أحمد منصور: المسلمون الآن، هناك توجه لكي يميلوا إلى تأييد مرشح معين في الانتخابات في ظل هجوم ساركوزي وهجوم ماري لوبان اليمين المتطرف دائماً ضد المسلمين، هولاند لم يهاجم، إلى أين سيتوجه الصوت المسلم في الانتخابات الفرنسية؟

أحمد جابا الله: والله حسب بعض الدراسات التي صدرت يعني وهذه مسألة صعب التكهن بها المسلمون حقيقة موزعون، إذا نظرنا إلى المسائل الأخلاقية تجد أنه الحزب اليمين الحزب الحاكم حالياً الذي يتزعمه طبعاً مرشحه الرئيس ساركوزي هو أقرب إلى القيم الأخلاقية مثلاً الآن فيه قضية وأعطيك مثال حولها جدل بين المرشحين هل ينبغي أن نقنن الزواج المثلي أو لا نقننه؟ تجد أن الرئيس ساركوزي يرفض هذا بشدة، في حين مرشح اليسار يتبنى هذا الأمر فالمسلمون يجدون أنفسهم على مستوى القيم الأخلاقية أقرب إلى اليمين لكن على مستوى..

أحمد منصور: رغم هجوم اليمين عليهم وتشويهه لهم.

أحمد جابا الله: رغم هذا الهجوم، لكن من الناحية الاجتماعية وعدم التركيز عليهم يجدون أنفسهم ربما أقرب إلى اليسار ولذلك أكيد أن الأصوات ستتوزع، وإن كانت الدراسة عن الانتخابات الرئاسية الماضية تقول بأنه الذين صوتوا الذين صوتوا وهم قلة ربما 80% منهم صوتوا إلى اليسار.

أحمد منصور: هل تعتقد أن هذه السنة بالذات في ظل هذا التصعيد الذي يتم ضد المسلمين أن يستفز مسلمو فرنسا وأن يذهبوا إلى الانتخابات ويمارسوا حقهم في الاختيار بشكل أفضل من الانتخابات السابقة؟

أحمد جابا الله: فعلاً هذا الذي نتوقعه وهذا الذي يقولوه كثيرون الآن يقولون كفا هذه المرة سنذهب وننتخب يعني من ينتخبون قضية أخرى..

أحمد منصور: يعني السلبية التي استمرت على مر العقود الماضية.

أحمد جابا الله: نعم.

أحمد منصور: هل تعتقد أنها ستتغير هذه السنة؟

أحمد جابا الله: أنا أعتقد هذه السنة ستكون فارقة لذلك هناك فعلاً حملة لدفع المسلمين أن تشتركوا، نحن..

أحمد منصور: هل ستدفعون مرشحي الرئاسة في فرنسا إلى أن يشعروا بأن الصوت المسلم هو صوت مهم وعليهم أن يأخذوا وده بعد ذلك؟

أحمد جابا الله: والله هذا الذي نريده ويحتاج أن يبنى هذا يعني لن نصل إليه بسرعة نحن أعلنا حملة تقول: "تحركوا انتخبوا" وطلبنا من الناس أن يبدوا آرائهم ومواقفهم من أجل أن نجمع هذا في كتاب فيه مطالب المسلمين يعرض على جميع المرشحين، الآن الرئاسيات وبعد ذلك الانتخابات البرلمانية لأنه لا ننسى أنه بعد الانتخابات الرئاسية هناك موعد آخر مهم وهو الانتخابات البرلمانية أيضاً هذا موعد آخر ينبغي المسلمين أن يتحركوا.

أحمد منصور: إذا أردتم أن يكون لكم مكاناً أما ينبغي أن تعملوا على الانتخابات الرئاسية القادمة؟ على تحفيز المسلمين للتحرك لتسجيل أنفسهم في قوائم الانتخابية لممارسة حق الانتخاب وأن تجعلوا الانتخابات ربما ليست هذه إنما الانتخابات القادمة أن تبثوا الوعي والمسؤولية لدى مسلمي فرنسا بحيث يصبح الصوت المسلم شكله غير وجوده الحالي الذي يستهزئ به ولا قيمة له ويهاجم ويستخدم للحصول على أصوات الآخرين؟

أحمد جابا الله: فعلاً هو الحقيقة لا سبيل للمسلمين أن يصبح لهم ذلك الشأن وذلك الوزن وأن يصبحوا كبقية الأقليات الأخرى في المجتمع وهم الأقلية الكبرى في الحقيقة إلا إذا انخرطوا في الشأن السياسي، والانخراط في الشأن السياسي أدناه هو المشاركة في الانتخابات، يعني إذا لم يدخلوا في الأحزاب ويصبحوا يعملون عملا سياسيا كمناضلين سياسيين الأدنى هو أن يشتركوا في المسألة السياسية لكن التسجيل في اللوائح الانتخابية هذه المرة قد فات أجله لأنه انتهى في شهر ديسمبر..

أحمد منصور: من أراد أن يعمل بعمل إستراتيجي يخطط للانتخابات القادمة.

أحمد جابا الله: لا شك للسنوات القادمة بدون شك.

أحمد منصور: وقبلها يتم بث الوعي عند الناس وتحفيزهم إلى أن يذهبوا ويسجلوا في الوقت الذي تفتح فيه..

أحمد جابا الله: فعلاً.

أحمد منصور: ولكن المسلمين نايمين بقى الهم عشرات السنين والآن أفاقوا حينما هاجمهم ساركوزي واستقدم لهم ورقة للحصول على أصوات الآخرين؟

أحمد جابا الله: لا شك، يعني أنه الناس هناك وعي الحقيقة بدأ يظهر في أنه السبيل لأن يكون لنا شأن وأن يكون لنا وزن وأن لا نتخذ وقوداً في هذه المعارك الانتخابية هو أن نذهب وندلي بأصواتنا، وهذا الذي سيكون إن شاء الله في المستقبل.

مواطن القوة في شخصية ساركوزي

أحمد منصور: الصحف الفرنسية في خلال سنوات ساركوزي الماضية كانت تبرز حياة البذخ التي يعيشها ساركوزي والتي لم يسبق لرئيس قبله أن عاشها وكأنه إمبراطور ومع ذلك بقي ساركوزي قوياً ما سر قوة ساركوزي؟ بالنسبة من منظوركم أنتم مسلمي فرنسا؟

أحمد جابا الله: طبعاً الرئيس ساركوزي انتخب والرجل له قدرة وكفاءة على الحديث..

أحمد منصور: ده أول على رأس اللائحة الانتخابية لهولاند تخفيض راتب الرئيس وامتيازاته وكأن ساركوزي يحصل على امتيازات ورواتب حتى نشرت إحدى الصحف أنه يشتري ورد فقط ب 55 ألف يورو كل شهر أو حاجة زي كده كل شهر يعني مبالغ طائلة تنفق من قبله.

أحمد جابا الله: والله طبعاً هذه المعلومات هي الآن لا تخلو من مزايدات بين المرشحين لأنه كل يريد أن يجد عيوب عند الآخر وإن كان الآن السياسة الفرنسية نفسها حتى الحكومة الحالية الرئيس ساركوزي يعد في برنامجه أنه سيكون هناك تقشف في ميزانية الدولة في مختلف المجالات لأن الأزمة الاقتصادية طبعاً تستلزم هذا التقشف.

أحمد منصور: كثير من المراقبين يقولون إن ساركوزي نجح في نقل اهتمامات الفرنسيين من الأزمة الاقتصادية التي يعيشونها إلى الملف الأمني وخطر المسلمين عليهم وأنه هو الوحيد القادر على حمايتهم.

أحمد جابا الله: يعني هذا الأمر في الحملة الانتخابية موجود فعلاً لأنه قضية الأمن ثم دخل الملف الإسلامي وقضية المسلمين كانت هي القضية الأبرز يعني في هذه الفترة، ونتوقع أنه سيستمر إلى الدور الأول، لكن أعتقد بعد الدور الأول وقبل الدور الثاني أتصور أنه سيتغير الملف وإن كان في الفترة الأخيرة يعني بدأ يخف كذلك التطرق لمسألة الإسلام والمسلمين وبدءوا لأنه هناك الحقيقة استياء عام عند الشعب الفرنسي الغريب أنه استطلاعات الرأي في المجتمع الفرنسي لما يسألون الناس: ما هي القضايا التي تهمكم قضية العمل والشغل والقضايا الاجتماعية ومسألة التعليم ومسألة السكن ويأتي متأخر موضوع الأمن يعني في درجة متأخرة فالغريب أن المرشحين لا يأخذون بعين الاعتبار هذه القضية والمسألة..

أحمد منصور: مش سهل هو يذهب إلى السهولة وإلى تخويف الناس حتى يلتفوا حوله..

أحمد جابا الله: لا شك إنه التعامل مع عامل الخوف هذا يبدو أنه مقصود في مثل هذه الأمور.

أحمد منصور: الأزمة الاقتصادية تعتبر هي أساس الأمن بالنسبة للفرنسيين.

أحمد جابا الله: طبعاً.

أحمد منصور: وارتفاع نسبة البطالة وأزمة التعليم وكل هذه المشاكل الأساسية، والمسلمون أكثر معاناة من غيرهم فيها.

أحمد جابا الله: فعلاً، فعلاً لا شك هذه الأزمات الحقيقية التي يعاني منها الناس وهذا مع الأسف الذي يجعل الآن بعض الإحصاءات تشير أنه ربما نسبة الممتنعين عن التصويت ستكون عالية في هذه الانتخابات رغم الأزمة الطاحنة والسبب أن الناس بدءوا يفقدون الأمل في الحقيقة في السياسة وفي الأحزاب ويجدون أن المرشحين هدفهم الوصول إلى السلطة وليس إعطاء حلول حقيقية للمشاكل التي يعاني منها الناس.

أحمد منصور: هل تتوقع بعد انتهاء الحملة الانتخابية والانتخابات أياً كان الفائز سواء هولاند أو ساركوزي أن تتوقف الحملة ضد المسلمين ولو في هذه المرحلة وتتغير تلك اللهجة؟

أحمد جابا الله: أنا أعتقد ذلك يعني أعتقد منذ نهاية الدور الأول سيتحول الاهتمام للقضايا الأخرى لأنه سيكون التنافس بين مرشحين ربما يكون مرشح الاشتراكيين والرئيس ساركوزي وسيكون الحديث عن القضايا الاجتماعية أكثر بين الدور الأول والدور الثاني فيما أعتقد وهذا ما يتوقعه كثير من المراقبين.

أحمد منصور: ما الذي استفاده المسلمون من تلك الحملة التي شنت عليهم والتي استخدموا وقوداً لها في تلك الانتخابات؟

أحمد جابا الله: يعني المسلمون أنا أعتقد بالفترة الأخيرة ما لاحظناه في الإعلام وجدنا نوع من التعاطف الحقيقة لأنه شعروا بأن الهجمة على المسلمين ليست منصفة وفيها كثير من الافتعال وأعتقد أن هذه الصورة بدأت توجد على مستوى الرأي العام وإن كان هناك فئات محسوبة على اليمين المتطرف زاد هذا تصلباً في موقفها ومزيداً من الخوف والتخويف من الإسلام والمسلمين.

أحمد منصور: ما الذي تقوله لمسلمي فرنسا الآن قبيل الانتخابات بقيت عشرة أيام، ما هي الرسالة التي ترسلها لمسلمي فرنسا قبيل الانتخابات الرئاسية؟

أحمد جابا الله: والله الرسالة التي أرسلناها ونعيد إرسالها أن "تحركوا وانتخبوا" يعني أعتقد هذا هو الأمر الأول، هذا الأمر العاجل لأنه إحنا على أبواب انتخابات ولكن أمامنا طبعا تحديات لا بد أن نواجهها المسلمون..

أحمد منصور: ما هي هذه التحديات؟

أحمد جابا الله: أهم التحديات هو تغيير هذه الصورة السلبية عن الإسلام نحتاج إلى جهد في تغيير كثير من المواقف والسلوكيات نحتاج إلى عرض الإسلام بأسلوب يتقبله المجتمع الفرنسي والعقلية الفرنسية، نحتاج أن نتحرك على مستوى الإعلام لنقدم هذه الصورة الجيدة عن الإسلام، نحتاج أن نوسع من دوائر الحوار والاحتكاك مع المجتمع ونحتاج أن نبرز من أبنائنا القيادات الفاعلة المؤثرة على كل المستويات، هذه أعتقد مجموعة من التحديات لو أخذناها بجد فنستطيع أن نغير من وضع الإسلام في المجتمع.

أحمد منصور: في ظل هذه التحديات كيف تنظر لمستقبل مسلمي فرنسا؟

أحمد جابا الله: أعتقد المسلمون في فرنسا هم جزء من المجتمع على الرغم من كل الصعوبات أنا لا أتكلم عن الجيل أو الذي استقر يعني قسم منهم لا يحمل الجنسية أبناؤهم لا يجدون..

أحمد منصور: حتى أنت لا تحمل الجنسية رغم أنك بقى لك 32 سنة في فرنسا.

أحمد جابا الله: نعم أنا طبعاً أحمل إقامة دائمة في البلد وأبنائي كلهم فرنسيون والعجيب أن والدي كان من الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية فأنا ابن مناضل حضر إلى فرنسا ودافع عن فرنسا ولكن هذا من الحيف الذي يتعرض له بعض المسلمين، لكن نحن عندنا إقامة دائمة فهي كالجنسية، فنقول يعني أن المسلمون هم جزء من المجتمع الفرنسي وهم جزء هام وسيستمرون رغم كل هذه الصعوبات وأعتقد الحل هو أن يأخذ المسلمون وضعهم الطبيعي وأن يتعامل معهم كمواطنين مثلهم مثل غيرهم ولا شك أن المسؤولية مشتركة بينهم وبين المجتمع الذين يعيشون فيه.

أحمد منصور: دكتور أحمد جابا الله رئيس منظمة اتحاد في فرنسا شكراً جزيلاً لك، كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج وهذا أحمد منصور يحييكم بلا حدود والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.