مع هيكل
مع هيكل

هيكل.. طلاسم 67 وطبائع بشر

تتناول الحلقة قراءة في تداعيات هزيمة يوليو 1967 ومن يتحملها، لكن هيكل لا يحاول البحث عن مبرر لهذه الهزيمة.

الوجه الآخر للتاريخ
البحث عن طريق
– رهين الظروف والأوهام

الوجه الآخر للتاريخ

محمد حسنين هيكل

محمد حسنين هيكل: مساء الخير. لقد كنت أتمنى لو كان في استطاعتي أن أعفي الناس وأن أعفي نفسي من موضوع حديث هذه الليلة لأنه عن 5 يونيو عبد الحكيم عامر وهو حديث أنا في هذه المرة أعتقد أنه حديث ثقيل، وكنت كما قلت أتمنى لو أعفيت نفسي والناس منه لكنه أمر لا يمكن شرح قصة 67 إلا بالعودة إليه أو الوقوف أمامه ولا يمكن أيضا أن تواجه الحملة النفسية التي شنت على هذه الأمة كلها بسبب هذا الموضوع بالتحديد لأن هذا الموضوع بالتحديد اتخذ وسيلة لحملة نفسية أو اتخذ تكئة أو ذريعة أو سببا حقيقيا بشكل أو آخر لحملة نفسية شنت على هذه الأمة بقصد إفقادها ثقتها بنفسها، إفقادها أولا ثقتها بقدرتها على أن تصنع أي شيء ثقتها في حاضرها وفي مستقبلها وفي كل شيء واعتبار أن خسارة معركة أو خطأ إدارة حرب أو تدني أداء في حرب هي موضوعات يمكن أن يبنى عليها سياسة كاملة أو حملة كاملة لإفقاد أمة بحالها ثقتها بنفسها، وهذا حدث. عايز أقول إنه أن تخسر أمة حربا ليس نهاية حاضرها ولا مستقبلها، كل الأمم.. أنا لا أبرر هزيمة ولا أقبل ولا عاوز لكن عايز أقول إنه في طبائع الصراع كما في طبائع أي حاجة في الحياة أن هناك إمكانية للنجاح وهناك إمكانية للفشل وأن الناس لا بد أن تكون مستعدة وهي تبني مستقبلها وهي تتقبل مخاطرات في سبيل مستقبلها لا بد أن تكون مستعدة للنجاح والفشل، في أمم كثير قبلنا جدا خسرت معارك ولم يحدث أن كان هذا نهاية التاريخ، يعني ألمانيا خسرت حربين عالميتين كبار قوي وما انتهتش ألمانيا، فرنسا استسلمت ثلاث مرات في حرب 1870، 1914، 1939 ولم تكن هذه نهاية التاريخ بالنسبة لفرنسا، كل الأمم في كل وقت تعرضت للهزيمة وللنصر وقبلت التحدي لكنها عرفت أن هذه عوارض مما يحدث للأم كما يحدث للأفراد وأنها إما أن تقف وأن تقاوم وأن تتمسك بمستقبلها أو تستسلم. الحاجة الثانية أن عدد القادة الفاشلين في التاريخ أكبر من عدد القادة الناجحين في التاريخ لكن إحنا عادة الذاكرة لا تعي لا تتذكر الفشل وإحنا بالتركيز باستمرار على فكرة البطل نتذكر من الناس الذين انتصروا ومن الناس الذين فشلوا، يعني على سبيل المثال في واحد من أهم المنتصرين في الحروب.. في المعارك، خسر الحرب في النهاية وهو نابليون وهو أكبر اسم في تاريخ العسكرية في التاريخ كله تقريبا، عايز أقول طبعا عبد الحكيم عامر ما كانش نابليون ولا حاجة يعني، لكن في مسألة مهمة قوي وهي أن ندرك أنه آه في قادة بيخسروا معارك وفي قادة ليسوا محظوظين، في قادة على طول التاريخ وأنا.. الأسماء مليانة في هزيمة فرنسا في هزيمة ألمانيا في أسماء.. حتى في هزائم إنجلترا في المعارك حتى ولو أنها خسرت حروبا في أسامي جنرالات كثير قوي زي ريتشي وأوكنلك وويفل حتى مع أنه اسم أسطوري يعني لكن كلهم خسروا معاركا، فيما يتعلق بالأداء وبسوء الأداء هناك مرات كثير قوي بيحصل أنه في أداء سيء يحدث في المعارك، يعني على سبيل المثال إحنا بنعرف إزاي فرنسا بحالها كده في الحرب العالمية الثانية كيف سقطت جيوشها وكيف سقط قادتها وكيف أن هذا البلد اللي ملأ الدنيا حضارة وملأ الدنيا ثقافة وملأ الدنيا علما أن هذا البلد في النهاية سقط سقوطا لم يكن له لزوم، وبعدين أنا بأعرف والناس كلها ممكن تعرف أنه في معارك بيبقى فيها الأداء سيئا إلى درجة، يعني على سبيل المثال الجنرال بيرسي فال في الملايو في الحرب العالمية الثانية سنة 1941 استسلم وعنده 130 ألف جندي في الملايو قدام قوات الياباني الجنرال ياماشيتا وأن الجنرال ياماشيتا كان بيهاجمه بثلاثين ألف عسكري ومع ذلك سوء الأداء البريطاني أدى إلى أكبر أو إلى واحد من أغرب الاستسلامات في التاريخ. اللي عايز أقوله في ده إنه أنا لا أبرر أي حاجة من ده كله لكن عايز أقول إن هذا وارد، هو مكروه وهو غير مرغوب فيه لكن الفشل والنجاح وارد لكنه حصل في حالتنا إحنا أنه حصل تركيز شديد جدا لأسباب ما هياش غائبة عن بال أي أحد، حصل تركيز شديد جدا على أن هذه الهزيمة وهذا الرجل وبهذه الطريقة أنه موضوع لا يمكن الخلاص منه ولا يمكن أن نتجاوزه مع أنه أعلم أن هذه الأمة تجاوزته في أيام وبعد أيام كانت بتقاتل وكانت بتحارب وكانت موجودة سواء في معارك راس العش أو في معارك زي معركة إيلات إغراق إيلات أو في حرب الاستنزاف على طول الجبهة. لكن فيما يتعلق بنا قصد قصدا مقصودا، قصد قصدا مقصودا لتشكيك هذه الأمة في قدرتها لتشكيك هذه الأمة في تاريخها لتشكيك هذه الأمة في أنها ذات يوم تستطيع أن تملأ موقعها وأن تأخذ وأن تسترد مصالحها الضائعة وأن تخرج من التبعية لكن حتى إذا تصورت أنها تخرج من التبعية فهي عائدة إليها مرة ثانية، الغريبة جدا أنا بأقول الكلام ده وأنا قدامي تقرير واحد للجيش الأميركي تقرير واحد طالع في جزئين كبار قوي وهو عن الحرب النفسية، كيف تشن الحرب النفسية على بلد لإفقاده ثقته بنفسه، وأظن أنه إحنا من أهم النماذج في هذه الدراسات الحرب النفسية اللي شنت على هذا البلد واللي شنت على هذه الأمة كلها حرب نفسية ضارية وفي شروط الحرب النفسية زي ما أخوانا دول بيقولوا عدة حاجات عدة ضرورات لنجاح الحرب النفسية، الحاجة الأولى أن يتصدى لها ليس قوى غريبة ولكن يتصدى للحرب النفسية على فترة معينة من تاريخ وطن أو على نظام معين من تاريخ وطن أو على جماعة معينة من تاريخ وطن أن يتصدى لها وأن يشوه صورتها بعض أبناء هذا الوطن نفسه، الحاجة الثانية أن يكون لما يقولوه أساس من الحقيقة يبنى عليه بمعنى يبقى في أساس يبقى في أساس يمكن أن يلتبس به ما هو ما كان موجودا فعلا وما رآه الناس ثم ما أضيف إليه بالاختلاق وبالدعاية وإلى آخره لكي يكون القليل الحقيقي والصحيح مبررا أو جوازا للباقي كله يدخل، الحاجة الثالثة استخدام كل الوسائل في الحملة، الغريبة أنه هنا في التفكير في الحملة النفسية في دراسة علم وفن، هنا بيسموها علم وفن الحرب النفسية استعمال كل الوسائل التي يمكن أن تتاح في كل عصر من أول الإشاعات لغاية الأفلام لغاية مسلسلات التلفزيون لغاية الصور لغاية الحكايات والروايات لغاية كل شيء، كل شيء في هذه الحرب يمكن استعماله خصوصا وأن التكنولوجيا تساعد على ذلك جدا التقدم العلمي تقدم التكنولوجيا في المواصلات والاتصال يساعد جدا على أن الرسائل المطلوب توصيلها حتى مشحونة بما هي مشحونة به ولأغراض يعرفها أصحابها لكي تصل بكل الوسائل. أنا لما أتذكر ده لما أتذكر كيف جرت هذه الحرب نفسي كثير جدا أن عددا كبيرا قوي مما نشر وما صور وما أذيع يحاول أي أحد يطل على من وراءه، من مول، من أعطى، من وجه، من ساعد، أنا أعتقد أن هذه المحاولة لاستكشاف من كان وراء كل ما شن على.. مش على الثورة المصرية ومش على جمال عبد الناصر، الحرب كان مقصودا بها بالدرجة الأولى إرادة هذه الأمة ومستقبلها ورؤيتها له، وأنا شايف قدامي النهارده قدامي كيف ماذا صنع بهذه الأمة، حتى حرب أكتوبر راحت حتى ما جرى في حرب أكتوبر ضيعناه لأن هذا ليس سلوك أمم انتصرت، في شيء ما حدث في الحرب النفسية وأنا سوف أعود إلى هذا فيما بعد في أوانه لكن أنا اللي بأترجى فيه لا بد من الفصل والفصل بحزم وبوعي بين حقيقة ما جرى -وهو سيء جدا ولا يمكن الدفاع عنه- وبين الطريقة التي استغل بها والتي صور بها ما جرى فيه الأمة وكأنه النهاية وكأنه الإفلاس السياسي والعسكري والتاريخي حتى وأنه لم يعد لهذه الأمة إلا أن تنزوي قابعة في ركنها ثم يدوس عليها كل من يشاء ذاهبا غاديا رائحا طالعا نازلا إلى آخره. ولهذا أنا في هذا الموضوع موضوع بالتحديد 5 يونيو وعبد الحكيم عامر فيها هنا ده الموضوع اللي أنا عاوز أتكلم فيه، أنا وقفت آخر مرة عندما تناولت دور عبد الحكيم أنا وقفت به آخر مرة عند يوم 9 يونيو 67 عندما اتصل بي مساء هذا اليوم يوم الجمعة واتصل بي ليطلب مني إذاعة بيان عن أنه هو تنحى هو الآخر، جمال عبد الناصر كان تنحى وأعلن خبر التنحي وأنا حكيت الظروف، وعبد الحكيم أراد أن يصدر بيانا وكان في تعليمات من الرئيس أن أي بيانات من هذا النوع لا بد أن تمر علي لدقة الظرف ولأن هو كان داخلا مبتعدا عن القرار ويشعر أنه في حالة نفسية لا تسمح له أن يقول أي حاجة، فهو حاول ينام وأنا في هذه الفترة -وأنا شرحت هذا- أخذت على عاتقي ما لم أكن أتصور في يوم من الأيام أني آخذه على عاتقي ولكن أخذته على أي حال، لكن هذه كانت آخر مرة شفت فيها أو أنا أشرت فيها في هذه الأحاديث إلى عبد الحكيم عامر، لكن 9 و10 يونيو أنا ما حسيتش أن عبد الحكيم موجود أو ما كانش 9، 10، 11 ما كانش موجودا لسبب آخر وهو أن كل الاهتمام كان موجها إلى اتجاه آخر بمعنى أن هذه الفترة في هذه الأيام جمال عبد الناصر كان رجع وأدرك أنه أو لقى نفسه قدام مسؤوليات شديدة الأهمية لا تحتمل الانتظار وأنه عين الفريق فوزي قائدا عاما للقوات المسلحة وأنه عين عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب وأنه أجرى تغييرات لأنه في هذا الوقت بدا أن الناس الشعب هنا في مصر والأمة مصممة على عدم قبول نتائج المعركة كما تبدت لها يوم 8 و9 حتى في خطاب جمال عبد الناصر وقد صممت على أن تقاتل وكان باين أن الناس مستعدة وأن الأمة كلها في كل أرجاء من أول المحيط للخليج حقيقة هائجة قائمة مستفزة مستثارة ومستعدة تبذل كل التضحيات وإذاً في معركة قادمة وجمال عبد الناصر أحس أنه وقد عاد إلى السلطة فأول حاجة فيها قدامه هو الاستعداد للمعركة وأي حاجة ثانية ثانوية وتفصيلية، وبالتالي كان في القرار بتاع تغيير قادة القوات المسلحة وتعيين فوزي وتعيين عبد المنعم رياض، وإحنا أنا شخصيا كنت في هذه الفترة بأتابع ده وفي ذهني عبد الحكيم فين وأظن جمال عبد الناصر كمان في رأيه كان عاوز يعرف عبد الحكيم فين لأنه عمل تغييرات في القوات المسلحة وعاوز يقول له وفي ذهنه أن يتم عملية انتقال في قيادة القوات المسلحة بطريقة متحضرة يعني ورغم كل ما جرى يعني أنه يبقى في انتقال فيها بطريقة طبيعية، لكن عبد الحكيم مش موجود وأنا كان تصوري.. مش باين يعني مش باين بالصورة، أنا سألت عليه مرة في هذه الظروف وأنا عارف أن الرئيس عبد الناصر سأل عليه كذا مرة وما كانش باين عبد الحكيم لكن أنا كان تقديري أن الرجل بيواجه أزمة وأن ظروفه سواء العامة الظاهرة قدام الناس أو الظروف في الظل وفيها روايات عن قضية شخصية تمسه أنا ما حبيتش أخش فيها كثير قوي، لكن كنت بأعتقد أن الرجل في هذه اللحظة في أمان عائلته وتصورت فعلا يعني أنه لأني أنا بأعرف قد إيه إلى أي مدى كان متمسكا هو أو كان قريبا جدا من عائلته وأنا بأعرف قد إيه إلى أي مدى -فيما بعد عرفت يعني- أنه إلى أي مدى الغواية أخذته وهذه أيضا مش جديدة في التاريخ، حصل يعني التاريخ مليان بالغوايات من أول مارك أنتوني وكليوباترا وما أظنش أنه كان عندنا كليوباترا أو مارك أنتوني في هذه الحالة لكن على أي حال في التاريخ الدور اللي لعبه الضعف الإنساني وهو طبيعي عايز أقول إنه هو مكروه لكنه مثل كل مكروه أنا أعلم أن التاريخ الإنساني مليان بالحكايات، لو أنا بصيت لحياة ناس زي نابليون وناس زي قيصر وناس زي هنري الثامن وكل من أشاء، كاترين العظيمة، كاترين كانت بتعمل.. كاترين كان عندها وظيفة خاصة أنشئت.. يعني إحنا الملك فاروق شفنا الملك فاروق عمل مديرا للشؤون الخصوصية لجلالة الملك وهو بولي لكن كاترين العظيمة عملت حاجة أحسن من كده، ست فاتحة وهائلة جدا لكن الغريبة قوي أنه كان عندها صديقة لها بيتروسوفا كونتيسة بيتروسوفا كان مهمتها أنها تبقى الـ tester للإمبراطورة بمعنى أن هي الإمبراطورة ليست مستعدة أن تجازف بأن تذهب أو تغامر مع أي رجل ففي مهمة الكونتيسة بيتروسوفا أنها تختبر Tester تختبر الرجال قبل ما يروحوا الإمبراطورة. عايز أقول إن التاريخ، التاريخ له جانبان في الجانب العام اللي بيشوفوه الناس وفي أيضا الجانب الإنساني زي ما بيقولوا الوجه الآخر للقمر على فرض أنه في أقمار يعني لكن ليست هناك.. الجرائد النهارده في كتاب طالع في إنجلترا قالب الدنيا على الليدي دوروثي مكميلان زوجة هاري مكميلان رئيس الوزراء أنها أحبت اللورد بوثبي أحد وزارئه من قبله وأنها فرضت على زوجها أن يجعل منه وزيرا في وزارته وبقى قاعد الرجل رئيس الوزارة قدام العشيق عشيق زوجته وراحت له الليدي دوروثي في شأن سارة آخر بناتهم وقالت له -والكلام موجود في الكتاب- "هارولد البنت دي ليست ابنتك"، عايز أقول إنه أنا لا أقر هذا ولا أوافق عليه لكن لا أستطيع أن ألغي الطبائع البشرية أو أقول إنها مش موجودة، على أي حال يعني أنا أطلت في هذه النقطة لكن كل هذه المسائل استغلت وكلها صورت وأزيد عليها واختصر كل تاريخ كان بكامله كما لو أن التاريخ بكامله التاريخ الحركة العربية التي نشأت بعد الحرب العالمية الثانية وفي قلبها ثورة 23 يوليو وكل هذا الذي جرى في كل هذا العالم العربي وكل هذا الفوران وكل هذا التفاعل مع آسيا وأفريقيا وكل هذا التفاعل مع العالم وكل هذا الخروج للعصر اختصر واختزل كله كأنه هو ده ما فيش حاجة ثانية غير كده وهذا الحقيقة يعني ظلم.

[فاصل إعلاني]

البحث عن طريق

محمد حسنين هيكل: لكن على أي حال بأرجع لعبد الحكيم بأقول إنه أنا عبد الحكيم فقدت أثره في هذه الفترة لكن عرفت من جمال عبد الناصر أن هو بيدور على عبد الحكيم عامر بشدة لأنه عاوز يتكلم معه لأن عبد الحكيم في بعض الضباط اللي كانوا موجودين في مكتبه في حراسة مكتبه بدؤوا يعملوا أعمالا يعني بلهاء حوالين بيته، قفلوا السكة الطريق إلى بيته وأنا كنت واحدا من الناس اللي أحسوا بده لأن ده جنب بيتي يعني، ففي تصرفات غير لائقة أو على الأقل اعتبرها جمال عبد الناصر غير لائقة، المهم هو بيدور عليه وبعدين يوم من الأيام يوم الأربعاء بالضبط يوم الأربعاء 14 يونيو أنا في مكتبي الساعة 12,10، 12,15 جمال عبد الناصر بيكلمني في التليفون بيحكي على حاجة وبيتكلم وبعدين أنا فوجئت أنه في ورقة دخلت لي جاءت لي جابتها حطتها على مكتبي مديرة مكتبي في ذلك الوقت السيدة نوال محلاوي، نوال محلاوي تلقت تليفونا من عبد الحكيم المختفي واللي كل الناس بتدور عليه ومش لاقياه، على الأقل جمال عبد الناصر يعني وغيره يعني، فبتقول لي في الورقة بتقول لي.. لما كلمها عبد الحكيم عاوز يكلمني أحست وهي متابعة بشكل أو آخر لظاهر الحوادث يعني فدخلت لي ورقة قالت لي فيها المشير على الخط، فأنا قلت للرئيس عبد الناصر إن عبد الحكيم على الخط فقال لي اقفل معي وكلمه وحاول بكل وسيلة تجيبه لي إذا كان ممكن لأنه لازم نتكلم لأن البلد مش ناقصة مشاكل مش ناقصة وجع قلب يعني، فعلا حطيت السماعة كلمت عبد الحكيم أنت فين؟ قال لي هو.. أو قلت له أنا عاوز أشوفك، قال لي وأنا كمان، إداني عنوان في شارع في الزمالك متفرع من شارع حسن صبري وعرفت فيما بعد أنها شقة بتاعة تملكها شقيقة العقيد عصام خليل اللي كان مشرفا على برامج التسليح غير التقليدي وهي طبيبة فيما أظن أو يعني فيما عرفت وأنا على طول على الفور رحت له، كلمت جمال عبد الناصر قلت له إنه إنا كلمته وأنا رايح له دلوقت، قال لي اعمل جهدك بكل وسيلة هاته لأنه لازم نتكلم وهو هربان بقى يعني شردان أو بعيد ومش عارف ألاقيه نتكلم جد يعني، بالفعل أنا رحت لعبد الحكيم دخلت لعبد الحكيم والحقيقة أنا لاقيت قدامي رجلا.. أنا كنت متصوره في بيته وكنت متصورا أنه هنا كان محتاجا عائلته لكن لقيته هناك في البيت في الشقة دي في الزمالك ولقيت اثنين ثلاثة أنا عارفهم عارف واحد منهم على الأقل المقدم جلال هريدي والجو الحقيقة ما كانش.. كان غريبا شوية لكن أنا قلت له قعدنا أنا وهو في الصالون وما حدش موجود وقلت أنا قل لي لفين؟ على فين رايحين بالطريقة دي يعني؟ هو كان بيقول طيب.. اتعين.. ابتدأ على طول هو أول كده قال لي خلاص فوزي وعبد المنعم رياض حلوا المشكلة، عبد الحكيم عامر بوظ الدنيا كلها ودلوقت جايبين فوزي وعبد المنعم رياض يصلحوها! قلت له شوف أنا رأيي الموضوع أكبر من كده قوي وأنا رأيي الموضوع يقتضي الناس تبص له بصة جدية، ومش عايز أقول أنا قلت إيه كملت إيه في الكلام لأنه قد يكون في هذا الكلام مظنة ادعاء، لكن أنا بأعتقد أني أنا قلت له بأمانة اللي أنا حاسس به اللي أنا شايفه وأظن أن الرجل بشكل أو آخر تأثر أو يعني بلاش تأثر على أقل تقدير بدا أنه يستجيب، قلت له قوم بينا نروح للرئيس عبد الناصر دلوقت وأحسيت أن هو ما كانش بيعارض الحقيقة لم يكن يقاوم، أنا كنت قبل ما أنزل المكتب قلت للسيدة نوال المحلاوي قلت لها أنا حأكلمك في التليفون إذا.. أنا عايز أروح أشوف الرئيس بعد ما أخلص مع عبد الحكيم عامر لكن إذا كلمتك في التليفون من فضلك كلمي محمد أحمد، السيد محمد أحمد في سكرتارية الرئيس وقولي له إني أنا جاي استئذني لي أن يقول بلغوا الرئيس إني أنا جاي، وقد كان. عبد الحكيم عامر وافق فأنا كلمت نوال المحلاوي من عنده وقلت لها نوال من فضلك كلمي محمد أحمد قولي له إني أنا جاي، وبعدين قلت لعبد الحكيم قلت له ألا ترى أن إحنا نقول لمحمد أحمد إحنا أنا دلوقت قدامك نقول لمحمد أحمد أنك أنت جاي معي كمان؟ قال لا خليها تبقى مفاجأة للرئيس، على أي حال رحنا عند الرئيس نزلنا وركب عربيتي وعربيته كانت ورائي فيها جلال هريدي وما أعرفش مين ضابط كمان ورحنا على بيت الرئيس عبد الناصر دخلنا، وأنا عايز أقول ده كان أول لقاء للاثنين منذ آخر مرة تقابلوا فيها يوم 8 يونيو في القيادة والموقف في الجبهة كارثي والاثنان اتفقوا في أجواء مغلقة وعصبية جدا على حكاية شمس بدران، لما قعدوا الاثنان أنا قاعد موجود أنا أحبيت أخرج الحقيقة قلت لهم أنتم الاثنان موجودان وأنا أمشي أنتم تكلموا زي ما أنتم عاوزين وأنا أطلع فالاثنان تمسكوا بأن أستنى، وهذه واقعة معروفة كل تفاصيلها معروفة معروف الظاهر فيها يعني، قعدت وأنا مش عاوز أتكلم عاوز الاثنين هم اللي يتكلموا مع بعض. وبدأ الكلام بدأ جمال عبد الناصر بيقول لعبد الحكيم عامر إنه أنا حساب كل ما جرى لا أنا أملكه ولا أنت تملكه لكنه يملكه هذا البلد ويملكه في مرحلة لاحقة لكن نحن في هذا الوقت ما إحناش في صدد حسابات، اللي حصل بشع بكل المعايير وأنا الحقيقة فيه وجه الحقيقة فيه لا يمكن.. هو ما فيهاش سر ولا حاجة، الحقيقة يعني أن هو ما جرى فيه.. بعض الناس بيتصوروا أنه في أسرار غير ما يبدو عل السطح، مع الأسف هذه من الوقائع الغريبة جدا التي ما جرى فيها.. ما يرى فيها هو بالضبط ما جرى ما فيش حاجة غريبة هو الضعف الإنساني وهو عدم الاستعداد وهو الانزلاق وهو خطأ في الحسابات إلى جانب التكالب الهائل على ما كان يجري في مصر وضرورة ضربه من جانب قوى دولية لكن هو كله ظاهر ما فيش حاجة فيه. لكن جمال عبد الناصر بيقول لعبد الحكيم عامر إن كل ده كله حيتحط قدام الناس في يوم من الأيام لكننا في هذه اللحظة أنتم.. وبدأ يتكلم في اللي بيعملوه قطع الطريق وهؤلاء الشباب واللي بيقولوا إن المشير عبد الحكيم.. كلهم لا يزيد عددهم عن عشرين ضابطا اللي كانوا موجودين في حراسته يعني، في كلام اتقال بعد كده كثير قوي ده كان أوهاما أن دي كانت ثورة في الجيش تطالب بعبد الحكيم عامر، الجيش لا يطالب بأحد إلا في حالة انقلاب، الجيوش كلها وأنا حكيت المرة اللي فاتت شيل قائد عام وحط قائد عام المسائل بتمشي وممكن قوي يبقى لها آثار فيما بعد لكن هذه آثار تتبدى فيما بعد، لكن أي سلطة سياسية السلطة السياسية القادرة والتي تتمتع بقدر من الشرعية تستطيع أن تغير وأنا تكلمت في هذا الموضوع كفاية، لكن ما كانش في انقلاب ولا كانش في موقع قعدوا فيه وتمترسوا فيه وحاولوا يفرضوا على السلطة ما لم تكن تريده. لكن اللي حصل أن الكلام استمر، عبد الحكيم عامر بيقول إن الصورة بالطريقة دي بخروجه هو عودة جمال عبد الناصر وخروجه هو ثم عدم السماح له بأن يقول إنه تنحى هو الآخر ومجيء فوزي رئيس أركان حرب معه ومجيء عبد المنعم رياض بهذا الشكل كأنه يلقي المسؤولية على عبد الحكيم عامر وعلى من كانوا معه وأنه قدام الناس هم المسؤولون عن كل ما جرى، والحقيقة مسؤولون عن جزء كبير مما جرى وجمال عبد الناصر مسؤول لكن اللي حصل أن الناس طلعت تمسكت بجمال عبد الناصر لأنها لم تكن تعرف أحدا غيره ولأسباب طويلة اختبرته وعرفته ووثقت فيه يعني في أسباب طويلة جدا لكن لم تكن تعرف غيره وبالتالي.. أنا فوجئت وأنا قاعد في هذا الوقت أن جمال عبد الناصر بيقول لعبد الحكيم عامر بيقول له -وأنا بحقيقي فوجئت- بيقول له أنا لك موقع في السياسة عبد الحكيم أنت لم تعد عسكريا وبالأخطاء الكبرى أن إحنا أنك أنت بقيت أنا كنت متصورا أنك أنت ممكن تبقى وزيرا سياسيا ولكن بالظروف وبالممارسة وبأشياء كثير جدا اللي حصل أنك تدخلت في مسارات الحرب وأنه كان في مجموعة حواليك.. الكلام دخل بدأت الحتة تزداد، لكن موضوع القوات المسلحة انتهى الموضوع فيما يتعلق بك لكن إذا أردت أن تبقى في العمل السياسي فأنا بأعرض عليك أنك تجيء في الرئاسة حتى ولو نائب رئيس جمهورية، أنا الحقيقة سمعت هذا الكلام ولم أخف ضيقي لكن سكت فضلت ساكت لكن.. عبد الحكيم عامر بعد كده بيقول للرئيس بيقول له إذا أنا قبلت هذا الوضع كأني بأتحمل المسؤولية وحدي مسؤولية ما جرى لوحدي، أنا أرجع إذا أردت أرجع سواء في العمل السياسي أو في العمل العسكري زي ما كنت كما رجعت أنت إلى حيث كنت، فأنا تدخلت في الحديث الحقيقة وتدخلت في الحديث وقلت أنا مع المشير أنه حكاية أنه يروح عسكري يروح يجي في السياسة وبلاش عسكرية أنا معه في هذه النقطة، بأضيف عليها أنه أيضا بالنسبة للعسكرية أنا بأتمنى لو كان يدي فرصة ثانية لأحد ثاني، قلت الكلام ده برقة وبأدب وأضفت إليه تفاصيل كثير جدا لا أرى أيضا مناسبا أن أقولها لأن فيها أيضا قد يبدو فيها مظنة ادعاء، لكن حصل الحديث بين الاثنين لم يصل إلى نتيجة محققة وأن عبد الحكيم اتفقنا أن عبد الحكيم حيخرج يعني حيروح وأنه حيفكر في الكلام اللي اتقال له وأنهم حيلتقوا ثاني بعد شوية، وخرج أنا خرجت وصلت عبد الحكيم كانت عربيته جاءت وراءنا وهو أخذ عربيته ومشي وأنا رجعت للرئيس عبد الناصر واكتشفت أن الرئيس عبد الناصر زعلان مني وبيقول لي أنت خذلتني لأني كنت متصورا.. قلت له أنا.. كنت متصورا أنك حتقف جنبي تأخذ وجهة نظري وأنه يرجع بس سياسي، قلت له ولا يرجع حاجة أبدا الحقيقة يعني، وأنا استطرادا للي كنا بنتكلم فيه عن حكاية شمس بدران أنا مش متصور.. يعني أنا متصور أن الفرصة لا بد أن تنفسح ومرة أخرى مش عايز أتكلم في اللي أنا قلته لأنه عيب لا يليق أني أقول أنا قلت إيه، لكن اكتشفت أن جمال عبد الناصر كان زعلان مني أو زعل وعلى أي حال انتهت المسألة واكتشفت أيضا أن عبد الحكيم زعل لأنه بعدها بأربع خمس أيام طلبني ورحت له، رحت له في بيته جنبي في الجيزة وكان موجودا في البيت راح الجيزة وقتها، يومها كان يوما غريبا قوي نزل من فوق وأنا لما رحت يظهر كان نائما، كان معادي معه الساعة 11 وأنا اضطريت أنزل من بيتي أروح الأهرام وأرجع ثاني مرة ثانية إلى المنطقة لأن المعاد معه كان الساعة 11، لكن لما رحت الساعة 11 تأخر عبد الحكيم وأنا بصيت في الساعة، برضه في أخواننا الأربعة خمسة من بتوع الصاعقة والعقيد جلال هريدي وهو يعني المفروض كان قائدا من قواد الصاعقة المهمين في ذلك الوقت يعني، لكن موجود في الحاشية وفي الحراسة وفي الحاجات دي كده وواخد مواقف Militant قوي، لكن نزل عبد الحكيم على 11,15 وأنا أحسيت أنه مش طبيعي حتى هو قال لي يومها قال لي أنا.. أوعى تفتكر.. بيتكلم بطريقة يعني في نبرة غريبة في لسانه وهو لاحظ أني أنا مستغرب قوي الطريقة اللي بيتكلم بها والنبرة الغريبة في صوته وفي تعبيرات صوته، وهو قال لي أوعى تفتكر أني أنا واخد مخدرات قلت له أعوذ بالله أنا ما فكرتش، قال لي لا أنا أصلي امبارح ما عرفتش أنام فأخذت قرصين سيكونال، أنا.. هو كان بيأخذ سيكونال كثير قوي وأنا كنت بأستغرب أطباء القوات المسلحة بيدوا له ليه هذا المنوم الثقيل، لكن على أي حال يومها ما عرفناش نتكلم لكن كل اللي قاله لي قال لي إنه يعني أنا كنت رجل متصور ده أنا ما كلمتش أحدا أبدا رغم أن كلهم حاولوا يكلموني ومين ومين حاول يكلمني وأنا شفتك أنت بس لأنه عارف -يعني قال كلاما ظريفا- لكن أنا كنت متصور أنك أنت تقدر تشوف موقفي، قلت له أنا شايف موقفك لكن أنا شايف البلد كمان وشايف الظروف وعلى أي حال، لكن ما تكلمناش واتفقنا برضه حنتقابل بعدين ولكن أحسيت برضه أن هو الآخر زعلان، وعلى أي حال فات وقت ما شفتوش، فات وقت والوقت ده بقى فيه معارك بتجري في راس العش وفي إعادة قوات تنظيم قوات مسلحة إلى آخره لغاية ما جينا يوم الجمعة.. كلمني هو يوم الجمعة اللي هو آخر يونيو وقال لي إنه عاوز يشوفني وإنه في سطال في قريته في المنيا في سطال وأنه يفضل قوي يشوفني هناك لأن عنده حاجة مهمة عاوز يتكلم فيها معي، وأنا فعلا يوم السبت الصبح بدري رحت له وكنت عنده في سطال قبل الساعة 11 وقعدنا وبرضه كان في جلال هريدي ومجموعة الضباط دول أو بعضهم يعني شوية ضباط من دول بيروحوا وييجوا وما أعرفش بيعملوا إيه وبيتحركوا كده، في حاجات أنا عارفها في الحاجات اللي من النوع ده، لكن عبد الحكيم بيقول لي إن هو فكر في خطة للعمل العسكري وإنه عاوز يشرحها لجمال عبد الناصر لكن هذه خطة لن يستوعبها أحد زي فوزي لأنهم تقليديون فوزي وعبد المنعم رياض، الخطة تقوم على إجراء عملية مقاومة ترتكز على جبال جنوب سيناء وهي منطقة في منتهى الوعورة وتتولى التعرض للإسرائيليين سواء على طريق طابا شرم الشيخ أو على الطرق المؤدية لسيناء لكن تبقى محتمية بالطرق الجبلية وتنزل تعمل حرب عصابات، وأشار هو إشارة غريبة قوي أنه فاكر الكلام اللي كان دائما يتكلم فيه تيتو على سوتييسكا على معركة سوتييسكا اللي كانت معركة فاصلة في معركته ضد الألمان لأنه.. وأنا كنت يعني أنا الحقيقة سمعت الكلام ده، أنا فكرة حرب العصابات دي كلها عمرها ما دخلت دماغي أقصد حرب العصابات في ظروفنا إحنا، لكن وحرب العصابات في جنوب سيناء قوات ترتكز في جنوب سيناء وقوات تطلع تقطع الطرق والكلام ده كله وأنه هو بيقول هو مستعد يروح يقعد هناك كمان في جنوب سيناء، أنا كل ده بدا لي في أحد بيبحث عن طريق، في أحد يعني بشكل أو آخر ممزق بيدور على طريق.

[فاصل إعلاني]

رهين الظروف والأوهام

محمد حسنين هيكل: لكن أنا قلت.. طبعا قعدنا تكلمنا في الموضوع ده وقعدنا تكلمنا في موضوعات غيره وأنا بأقول له إني أنا قلق من بعض الحاجات اللي بتتعمل لأنه في كلام كثير قوي، في ضباط أنا في ذلك الوقت عرفت أنه في ضباط كثير.. بعض الناس اللي حواليه راحوا يروحوا لضباط ثانيين في وحدات فعلا عاملة وراحوا يحرضوا بعض الضباط أن يروحوا لعبد الحكيم عامر وأنهم يقولوا إنهم متمسكون به وأنه وأنه، حكايات غريبة منها الفريق عبد المنعم واصل اللي كان عين في التعيينات الجديدة عين قائدا للفرقة المدرعة الرابعة وعبد المنعم واصل نفسه قائلها في مذكراته بعد كده فيما بعد لكن كانت معروفة لأن عبد المنعم واصل راح تكلم في هذا الموضوع قال إنه حصل فيه كذا وكذا وإنه في ضباط جاؤوا لي أروح لعبد الحكيم عامر وأنا قلت لهم لا، وده كلام غريب قوي يعني اللي حاصل وأن الضبط والربط للقوات المسلحة.. في كلام من النوع ده حاصل وبيصل طبعا لجمال عبد الناصر وبيصل لغير جمال عبد الناصر لكن بقى واضحا أن عبد الحكيم في بشكل أو آخر مجموعة لا تزيد عن عشرين ضابطا موجودة في بيته بقيت متحصنة في بيته بدعوى حراسته وبدأت الأوهام تكبر والأوهام في ظروف الخوف يعني هم الناس دول خائفون، عارفون أنه لازم يطلعوا وعارفون أنه في.. لازم يطلعوا من الخدمة وعبد الحكيم كمان بعد عن الجيش وصدرت أوامر بفصلهم وقد يكون ممكنا محاكمة بعضهم لأن اللي بيعملوه ده حالة عصيان كلهم 18، 20 ضابطا وموجودون في البيت حواليه وبيدعوا أنه في خطر وأنه بيبالغوا وهم خائفون نفسهم هم.. لكن هنا الخوف مع الاجتراء مع التصور مع الآمال مع الأوهام مع حقيقة أنه شاف جمال عبد الناصر ومع حقيقة أن جمال عبد الناصر نده له بعد كده، ما كنتش موجود، نده له بعد أنا ما شفته في المنيا علشان يقول له إن فكرة حرب العصابات دي كلها ما تنفعش يعني، يعني أحب يرد على الرسالة برقة يعني وقال له إنها ما تنفعش ولفت نظره إلى أنه في ناس في ضباط وحدات يعني قالوا إنه في راح لهم ناس من رجالتك وأنهم حاولوا وضرب له مثلا بعبد المنعم واصل فعلا يعني، وأنه ده الكلام في هذا الظرف في هذه اللحظة الشباب اللي عندك دول كلهم لا يليق أن يعملوا الحاجات دي كلها لأنه.. لكن أنا عارف أن عبد الحكيم إنسانيا كان في هذه اللحظة محاصرا، عنده حياته في النور وعنده حياة أخرى في الظل وعنده ادعاءات كان بيتكلم عليها ثم ثبت أن هذه الادعاءات كلها مزعجة جدا ولا أساس لها، لكن هنا كان في شخصية ظروفها بقيت طاغية جدا على كل إمكانياتها وبقى أنا بحقيقي جد أنا واحد من الناس اللي كان في ذلك الوقت صعبان علي عبد الحكيم وأنا عارف أن عنده فكرة، ما فيش حاجة أبدا ممكن تدفع أحدا إلى طريق خطأ وإلى منزلق مؤثر أكثر من أنه يبقى عنده تصورات وأوهام لا تتناسب مع قوته ويبقى في موجود من يحرضه وفي وجود ما يخشى منه وفي وجود ما يطلبه وليس متاحا له، في ظرف وأنا عاذر عبد الحكيم عامر فيه قوي، لكن بدأ يتقال بدأ كلام يتقال إن أخواننا دول ما عندهمش سند لكن عندهم خطط وبدأ يبقى في كلام على الخطط يتقال ويتسمع وهم بيتكلموا فيه، خطة أنه والله خطة لتهريب عبد الحكيم عامر يظهر وسط القيادة الشرقية في الإسماعيلية وأنه ما أن يراه الضباط كأنه نابليون راجع من إلبا ما أن يراه الضباط حتى يصرخوا أن الإمبراطور رجع، ما حصلش ما يحصلش مش حيحصل، لكن فكرة أن أحد يروح الجبهة الشرقية.. فكرة الفرقة المدرعة أن يروح يظهر في الفرقة المدرعة في دهشور أن يأخذوه، وصل الأمر إلى فكرة أنهم يحاولوا يقنعوه يعزم جمال عبد الناصر عنده علشان يشوفه يتكلموا في المسائل وإلى أي مدى وأنه قال إيه يحتجز ينزل جمال عبد الناصر فيحصل حاجز بينه وبين الحرس اللي وراءه فيخش بيت عبد الحكيم عامر فيتمسك جواه ويتاخد رهينة في.. كله كلام أوهام، أنا بأعتقد أنها يعني ضارة كلها على أي حال يعني، لكن في ذلك الوقت حصل أنه رؤي أن عبد الحكيم عامر ما يمكنش الوضع ده يستمر بالطريقة دي فانطلب، طلبه.. وحتى أنور السادات بيتكلم فيها ويحكي فيها في مذكراته، يوم 25 أغسطس بيطلبه جمال عبد الناصر ومعه عدد من أعضاء مجلس الثورة وبيقول له ببساطة إن هذا الوضع لم يعد يحتمل وإنه أنت عامل حاجة غلط جدا في البلد من غير داعي وممكن قوي لها.. الجيش مستغرب لأن الناس بتحارب، وفعلا كان عبد المنعم رياض وأنا فاكر عبد المنعم رياض اشتكى مرتين أو ثلاثة أنا سمعتها من عبد المنعم رياض نفسه أنه هذا كلام نحن في غنى عنه وأنه الكلام الفارغ الاتصالات بالضباط والكلام ده كله والناس مش عارفة تعمل إيه مش عارفة تقول له إيه، في ناس يقدروا يقولوا لا زي عبد المنعم واصل وفي ناس ويقولوا ويتكلموا وفي ناس يعني يستغربوا ويقعوا في حرج وما يتكلموش، لكن في عملية لا ينبغي أن تكون في القوات المسلحة في هذا الظرف وأنا بأعتقد بأمانة يعني أنه قد لا يكون عبد الحكيم عامر هو المسؤول عنها إلى أبعد مدى لكن في كان حول عبد الحكيم عامر في حاجات أنا كلها يعني حتى بعضها لا أستطيع أن أسميه ولا أنطق به يعني حاجة كله كان يعني في حاجة غلط، وبعدين الحصار جو الحصار اللي هو موجود فيه وإحساسه بالبعد وأنه إلى آخره، كل ده بيزود قوي في أزمته وفي تأزمه الشخصي. المهم، جمال عبد الناصر بيجيبه في بيته عنده في البيت وبيقول له إنه دلوقت حتروح تقعد في بيتك أولا الناس دول كلهم حيطلعوا من البيت وبالفعل كان في أوامر عند الفريق فوزي وعبد المنعم رياض أن البيت يخلى فترة وجود عبد الحكيم عامر عند عبد الناصر ولكي لا تحدث إصابات أو أي حاجة ثانية خصوصا للمشير فكله يطلع من البيت وراح فوزي فعلا وطالع كل من البيت وشال كل الأسلحة اللي كانت موجودة في البيت والناس كلهم مشيوا من غير هوسة.. واتقال له إنه حتقعد في البيت وفي تحديد إقامة وخلصنا وتقعد وقت طبيعي تقعد ساكت لأنه كفاية قوي اللي حصل في البلد، وبعدين هو بدأ ينرفز فجمال عبد الناصر ساب الأوضه وطلع فوق، أحب يخرج عبد الحكيم عامر لقى في حرس واقف بيمنع الخروج وبدأ يكلموه أخوانه أعضاء مجلس قيادة الثورة زكريا محيي الدين وحسين شافعي وأنور السادات أن هذا اللي بيعمله هو لا يليق به.. فهو قال لهم إنه عاوز ينتحر وحينتحر وأنه.. وهو كان فيه هدد هو بالانتحار كذا مرة يعني وأنا.. فكرة الانتحار كانت موجودة باستمرار، أنا فاكر أيام السويس لقيت بغدادي حاطط خاتم أنه فيه سم على طريقة الحرب العالمية الثانية الجنرالات الألمان في الحرب العالمية الثانية أنه إذا الإنجليز دخلوا والله لن نقع أسرى في أيديهم أبدا وأنه حنأخذ سما، وأنا في حاجات طبعا في حوالين كل حاجة حقيقية في أوهام مرات تبقى آه في كل الناس عندها يعني عندها جانب ما هو جد وجانب ما هو حقيقي في تفكيرها وفي تصرفاتها في حاجات يعني قد لا تكون مناسبة، لكن هنا في موضوع الثقافة وموضوع الاعتقاد وموضوع التصور يعني إلى آخره. لكن على أي حال عبد الحكيم راح حدد إقامته في بيته، كل اللي كان موجودا ده مش موجود وبعدين بدأ وهو في بيته بهذه الطريقة بدأ برضه تبقى في مشاكل وراح له فوزي وراح له عبد المنعم رياض يحاولوا يقنعوه أنه يعني هذا كله عمال تجيب.. لأنه بيبعث يستدعي ينزل بنفسه يقابل مثلا أحد زي جلال هريدي أو غيره يعني ويروحوا البيت.. وأوامر غير مطاعة يعني وتحديد الإقامة هو يطلع هو قدام أي ضابط وقدام أي عسكري ثم يخرج بنفسه ويأخذ أي واحد هو عايزه يدخله البيت ما حدش يقدر يقول له حاجة يعني، لكن بقى في وضع حرج فتقرر أنه على أي حال يسيب البيت ويروح يقعد في استراحة في الهرم اللي فيها.. الاستراحة هو اللي كان واخدها اللي كان فيها بيمارس فيها حياة الظل اللي كانت موجودة الحياة الأخرى يعني، هو كان عنده حياتان حياة النور اللي فيها بيته وأولاده والمكان اللي كان فعلا أنا بأعرف إلى أي مدى متعلق به، وفي مكان آخر يعني هو كان موجودا فيه بيمارس فيه حياته الأخرى وهي حياة الحقيقة ما أقدرش أتكلم عليها لأن هذه حياة أنتجت حاجة ثانية أنتجت أحدا يحمل اسمه يعني وهذا يستحق الاحترام في حد ذاته وانتهى الموضوع فيما يتعلق بي أنا يعني ما أقدرش أتكلم عليه أكثر من كده. لكن اللي حصل أن عبد الحكيم رفض يروح البيت ده وبعدين بدا.. دخل في حاجات ثم دخل في حكاية الانتحار. أنا قدامي هنا قدامي تقرير الأطباء الشرعيين، الانتحار ده كمان استغل في أنه لا ده قتل مش انتحر أو سمموه، أنا الناس اللي بيقولوا الكلام ده كله بينسوا أن البلد فيها طب شرعي وفي نيابة وفي.. وبعدين في حاجة أهم من ده كله كل ده كله، في حاجة وهي أنه ليه؟ ليه يتقتل؟ ما حدش ممكن ما حدش عنده مصلحة يعمل جريمة من هذا النوع وأنا كنت قريبا وشايف أن هذا لا يمكن، يعني واحد عنده شعبية محمد نجيب لو أنه في فكرة الذهاب إلى هذا المدى كان ممكن يبقى مع محمد نجيب لأن محمد نجيب رجل كان عنده شعبية رجل كان هو يتصدر الجيش، أما فيما يتعلق بعبد الحكيم عامر وهو الذي جرى على.. بالقرب منه على الأقل بلاش على يديه وهو المسؤول في الحقيقة دي كلها ما كانش في داعي إطلاقا لأحد لأنه.. الجيش كان أكثر مكان حاسين فيه بأن هؤلاء القادة اللي جابهم عبد الحكيم والنظام الأمني اللي وضعه يعني اللي وضع بصرف النظر عن مين عمله لكن كله الجيش كله كان بيحتاج يبتدئ بداية جديدة مختلفة بداية قتالية وليست بداية أي حاجة ثانية والدنيا كلها بتتصور حاجة ثانية. بأقول أنا قدامي تقرير الأطباء الشرعيين اللي بيقولوا تم من فحص الكشف الظاهري والصفة التشريحية كذا كذا وماضين واحد اثنين ثلاثة أربعة الدكتور كمال السيد مصطفى، الدكتور علي عبد النبي، الدكتور يحيى شريف، الدكتور عبد المنعم سليم البشري بأنه هذه حالة سمية، المشير أخذ ريتالين مع الأسف الشديد كان مخبيه.. أنا مش عاوز أخش في تفاصيل ده كله لكن ما يعنيني أنه أنا هنا قدام نهاية مأساوية لرجل وضعته الظروف يمكن بأكثر مما تتحمل طاقته الإنسانية، وأظن أنا والله من الناس المعتقدين أن عبد الحكيم عامر ظلم بأنه وضع على قيادة القوات المسلحة، هو ابتدأ في الأول آه موجود صديق جدا لجمال عبد الناصر مؤتمن على القوات المسلحة مؤتمن أن يشوف الضباط الأحرار مين اللي يطلع ومين اللي يستنى ونظام أمن للجيش وإلى آخره ومعه شمس بدران، وبعدين مشيت الأمور فإذا به بيمارس فعلا في السويس وبعدين بينحى وبعدين فات في تاريخه كله، وتاريخه كله العسكري ظلم فيه بأعتقد لأنه ببساطة كده الصراعات اللي كانت داخلة فيها هذا البلد واللي داخلة في هذه الأمة أنا بأعتقد أن هذه الصراعات كان لا بد الجانب العسكري منها يقاد بطريقة مختلفة، في ممكن يبقى وزير حربية سياسي -وده اللي عملته كل الأمم- مش عسكري، في وزير حربية ممكن يبقى سياسي مالوش دعوة.. لكن هو يتولى أن يوفر للقوات المسلحة في الدولة وفي نظام الدولة -على فرض أنه في دولة يعني- يتولى أن يوفر لها احتياجاتها وأن يضمن مصالحها وأن يضمن كفاءتها عند اللزوم في أداء المهام اللي ممكن تديها لها السياسة، لكن على أي حال الظروف الرجل عاش أنا بأعتقد حاول قدر ما يستطيع لكن الظروف ظلمته وأظنه يعني هو كمان يعني أنا لا أعتقد أن عبد الحكيم عامر قرأ كفاية لا أعتقد أنه سمع كفاية لا أعتقد أنه.. وبأعتقد أنه انقاد.. ممكن ظروف مرواحه لسوريا ومرواحه اليمن وبعده وخلافات أعضاء مجلس قيادة الثورة معه إدته نوعا غريبا قوي يحس أنه بيعتمد على جمال عبد الناصر وأن هو ده سنده، لكنه بينه وبين نفسه خصوصا بعد 67 بعد الواقعة يكره هذا الاعتماد ويحاول إثبات نفسه لكن ما عندوش القواعد اللي يقدر يثبت نفسه بها مع الأسف يعني. أنا قدامي كل أوراق التحقيق الطبيب الشرعي قرار الإحالة على النائب العام، قدامي ورقة هو كتبها وصيتي وهي أنا عارف أنها مش هو اللي كتبها لأنه يعني.. قدامي كلام عبد المنعم رياض، قدامي كلام.. قدامي التقرير بتاع الطبيب الشرعي اللي فيه كل الصور بتاعة الحاجات الريتالين اللي أخذها وكان مخبيه فين موجودة قدامي، وأتذكر ده كله والحقيقة كان نفسي ما أتكلمش فيه يعني، لكن قدامي ده كله، قدامي أيضا ورقة جاية فيها سيرتي كذا مرة أوراق جاية فيها سيرتي كذا مرة منها ورقة مع السيدة المعنية بهذا الكلام كله بتحكي عن علاقتها به وحكايتها معه وحتى جايبة سيرتي فيها بتقول إنه نقل لها إنه تكلم معي في كذا وتكلم معي في كذا وأني أنا وافقته على كذا وما وافقتوش على كذا، قدامي حاجات كثير جدا من وثائق تلك الأيام لكن كل ما بأشوفها كلما يزداد اقتناعي بأنه والله لولا أن هذه الفترة في تاريخ مصر استغلت في حرب نفسية والله أنا ما كنت أقرب من كل هذا كله لأنه أحس أن الاقتراب منه حتى يعني جانب من الصورة فيه مشاهد فيه بانوراما سياسية عظيمة ممكن تبقى وفي مشاهد تاريخية مهولة، في خروج الشعب وفي الحرب وفي حرب الاستنزاف وفي المشاهد حتى الشباب اللي وقفوا واللي تحت ظروف غريبة جدا في سيناء وإدوا حياتهم في ظرف يائس الحقيقة يعني يائس ولم يكن ينبغي أن يحدث، في مشاهد عظيمة، لكن بجوار هذه المشاهد العظيمة في حاجات أنا يعني لما أشوفها أستغرب منها جدا وأقول هذا كله أنا لم يكن ينبغي لي أن أتناوله في شيء. الحاجة الغريبة قوي في الحكم في قدامي وثيقة أخيرة على ورقة واحدة أخيرة على.. ده اللي كتبه العقيد أو العميد جلال هريدي اللي كان قائد المجموعة.. وأنا مش عاوز أتكلم عليه كثير قوي، لكن هو أظن هو كتب بعد ما انتهت الموضوعات دي كلها كتب بقى تقريرا كاملا عن كل ما جرى وهذا في حد ذاته أولا يحط المسائل في حجمها تقرير كذا صفحة يعني واحد اثنين ثلاثة أربعة خمسة ستة برضه جايب فيه سيرتي أني أنا دخلت ورحت عند عبد الحكيم وعملت إيه وما أعرفش إيه وفي حضوري وجرى إيه والتليفونات وإلى آخره، ولكن في آخر الحديث في آخر التقرير أظن الصفحة السادسة ولا السابعة، أنا بأعتقد أنه مرات في التاريخ مرات في عبارات قد لا تكون قمة البلاغة ولا قمة الحكمة لكن تصف مواقفا معينة وتصفها كويس قوي، آخر سطر بيقول فيه هو بيقول فيه بيقول إيه؟ هو قال كذا.. طبعا هذا الكلام.. كده.. لكن طبعا بعد ما حكى كل حاجة وإزاي غرر بهم وضحكوا عليهم ومين قال له إيه وعبد الحكيم عمل له إيه، وحتى تنكر له يعني بلاش تنكر يعني لكن يعني كلام كله كله حاجة قد كده، بالآخر بيقول إيه؟ لكن طبعا الكلام هذا الكلام بيقول هو في الآخر "هذا الكلام ما لوش لازمة دلوقت لأننا طلعنا ولاد" وراح قايل كلمة أنا ما أقدرش أقولها، وراح موقع بإمضائه. كله لا يساوي، صفحة لا تساوي لكنها حدثت في تاريخ مصر، تُنسى تُزاح من الذاكرة لكن لا يجري التركيز عليها واعتبارها هي دي ما ينبغي أن يركز عليه إلا إذا كان هناك قصد مقصود. تصبحوا على خير.