جميل عازر – محمد العربي المساري
الملف الأسبوعي

القمة المغاربية، تعديل الدستور المصري

موضوعات جديدة يفتحها الملف الأسبوعي، ومنها: القمة المغاربية والخلافات الجزائرية المغربية، تعديل الدستور المصري بين الحكومة والمعارضة، الانتخابات النيابية ومستقبل السياسة اللبنانية.

– القمة المغاربية والخلافات الجزائرية المغربية
– تعديل الدستور المصري بين الحكومة والمعارضة

– الانتخابات النيابية ومستقبل السياسة اللبنانية

– شرودر.. السياسة المحلية والانتخابات المبكرة

– السياسة الأميركية وحرب العلاقات العامة

– لورا بوش.. شخصية الأسبوع

– إيران.. انتخابات الرئاسة واستبعاد التيار الإصلاحي

– محصلة مهرجان كان السينمائي

undefined

جميل عارز: مشاهدينا الكرام أهلا بكم إلى جولة جديدة في الملف الأسبوعي وفي هذه الجولة قمة مغاربية لم تنعقد مرة أخرى تقويض للعلاقة بين المغرب والجزائر أم للاتحاد فكرة وتنظيما، المصريون يوافقون على أكثر من مرشح للرئاسة فهل في هذا بداية جادة للإصلاح وشرودر يدفع ثمن سياسته الاقتصادية غاليا في صناديق الاقتراع فيهرول إلى الناخب طلبا للبقاء.. طال انتظار القمة المغاربية فخيَّبت الآمال مرة أخرى وقد تحطمت قبل انعقادها على صخرة النزاع على الصحراء المغربية أو الغربية إذ تعتمد التسمية على الجانب المعني في القضية وإذا كانت الجماهيرية الليبية متضررا مباشرا من تأجيل القمة إلى أجل غير محدد فإن الاتحاد المغاربي كله كتنظيم اقتصادي بل وفكرة أو فلسفة هو المتضرر الأكبر وإذا كان النزاع الذي يشل هذا التجمع الخماسي منذ تأسيسه قبل ستة عشر عاما بعيدا عن الحل رغم وقف إطلاق النار الذي رتبته الأمم المتحدة بين المغرب وحركة بوليساريو فإنه يبدو وكأنه أصبح معولا أيضا لحفر رمساً لذلك الاتحاد.

القمة المغاربية والخلافات الجزائرية المغربية

[تقرير مسجل]

إقبال إلهامي: أكثر من رسالة كانت ليبيا ترغب في إيصالها من خلال استضافة قمة المغرب العربي أقلها أن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي كان يرغب في التحدث بأسم الكتلة المغاربية في مؤتمر برشلونة لولا أن شظايا الخلاف المغربي الجزائري حول الصحراء تطايرت في سماء طرابلس لتنسف قمة الدول الخمس.. وبانهيار قمة المغرب العربي الأولى منذ أحد عشر عاما وإرجائها إلى موعد غير محدد تكون مساعي بناء الثقة بين المغرب والجزائر تلقت ضربة موجعة وعكس ما كان يؤمل من لقاء طرابلس زادت خلافات الجارين حول نزاع الصحراء استفحالا وكان لصدور تصريحات الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة حول دعم بلاده فكرة تقرير مصير الشعب الصحراوي لنيل الاستقلال الأثر البالغ في ردود الفعل المغربية التي رأت في ذلك تجاوزا لصلاحيات الأمم المتحدة، خلافات المغرب والجزائر التي كانت سببا في تجميد قمم المغرب العربي منذ سنوات بدت أكثر حدة من أن يتم تجاوزها حتى رغم القمة التي جمعت الملك محمد السادس والرئيس عبد العزيز بوتفليقة في آذار مارس الماضي في الجزائر وأشاعت أجواء الأمل بعد ما تلاها من إلغاء تأشيرة الدخول لرعايا البلدين لكن اليوم أصبح شبه مستبعد فتح الحدود البرية المغلقة منذ حوالي أحد عشر عاما، في خلفية الصراع بين المغرب والجزائر أزمة ثقة خانقة يعزز منها النفق المسدود الذي وصل إليه نزاع الصحراء الغربية ورغم التمديد المتكرر لولاية بعثة المينورسو التي تراقب وقف إطلاق النار بدأت طبول الحرب تدق من جديد في المنطقة أثر تهديد جبهة بوليساريو باستئناف القتال.. لكن مشاكل اتحاد المغرب العربي ما أن تخرج من نفق حتى تدخل آخر يستعصي على الحل وإن كان تلويح الدول الخمس المتكرر بالاتحاد كنوع من الخيار الاستراتيجي يبدو بمثابة صكوك غفران تعوذها إرادة سياسية، فالعلاقات المتردية أضرت كثيرا باقتصاديات البلدان الخمسة التي يقطنها ثمانون مليون نسمة حيث لا تكاد المبادلات التجارية بين المغرب والجزائر وهما محور الاتحاد تتجاوز مائة وأربعين مليون دولار وجاء فشل القمة ليحبط آمال الاقتصاديين بإنعاش مشروع إقامة كتلة تجارية إقليمية في مواجهة الاتحاد الأوروبي. وإذا كانت منطقة المغرب العربي لم تشكل في السابق أولوية بالنسبة للولايات المتحدة فإنها اليوم كذلك بسبب تنامي المخاوف من تحول منطقة جنوب الصحراء مرتعا محتملا للأصوليين المتطرفين وترغب أوروبا في تأسيس بلدان المغرب العربي نظاما أمنيا مشتركا لوقف تدفق الهجرة غير الشرعية وتعزيز الأمن في حوض البحر الأبيض المتوسط كما أن الحوار لا يتوقف بين العواصم المغاربية ودول حلف شمال الأطلسي على خلفية التنسيق الأمني والعسكري في مواجهة تنامي ما يوصف بالإرهاب ولعل من اللافت أن تتعثر القمم المغاربية لسنوات ظل فيها حوار العواصم المغاربية منتظما داخل المؤتمرات الإقليمية، كانت ليبيا ترى في القمة المغاربية بوابة لكسر عزلة عانت منها طويلا والانضمام إلى مسار الشراكة الأورومتوسطي لكن يبدو أن ظلال الخلافات المغربية الجزائرية تحجب مؤقتا الرؤية عن شمال البحر الأبيض المتوسط، إقبال إلهامي لبرنامج الملف الأسبوعي الجزيرة طرابلس.

جميل عازر: وينضم إلينا من الرباط محمد العربي المساري وزير الإعلام المغربي سابقا، سيدي الوزير بداية ألا يمكن اعتبار رد فعل المغرب على الرسالة التي وجهها بوتفليقة إلى بوليساريو ربما يكون مبالغا فيه خاصة وأن موقف الجزائر المؤيد لبوليساريو ليس بأمر جديد؟

محمد العربي المساري- وزير الإعلام المغربي سابقاً- الرباط: هو نفس الموقف الذي أدى إلى تأجيل قمة في يونيو 2002 ونفس الموقف الذي أدى إلى تأجيل القمة في سبتمبر 2003 بمعنى أن رد الفعل المغربي شيء متوقع، لا يمكن للمغرب أن يكون إلا متمسكا بما جاء في المادة 15 من ميثاق اتحاد المغرب العربي أي اتفاقية مراكش التي تقول أن كل دولة من الدول الأعضاء تتعهد بأن لا تجعل من ترابها قاعدة لأي حركة أو عمل مضاد للوحدة الترابية للغير، فهذا موضوع معروف وموقف متوقع من المغرب دائما.

جميل عازر: إذا في تقديرك ما الذي دفع الرئيس الجزائري إلى القيام بهذا الإجراء؟

محمد العربي المساري: قد يكون أن الجزائر راغبة في أن لا تستوي الأوضاع في المغرب العربي حتى تكون هي مؤهلة لقيادة دول المنطقة كما كان مشروعها دائما حيال دول المنطقة ففي السبعينات كانت الأوضاع ناضجة جدا لانطلاق المغرب العربي ولكن ظهر شعار مغرب الشعوب بدل مغرب الدول وأوقف ذلك المسلسل، الآن أيضا نضجت الأمور إلى حد كبير، تمت تسوية الحالة الليبية، موريتانيا أيضا بدأت تباشير لتسوية وتلطيف الأجواء كما سمتها جريدة (كلمة بلغة أجنبية) الجزائرية حيث تفاءلت بتلطيف الأجواء بين المغرب والجزائر وأصبح الناس يتوقعون شيئا مهما في على صعيد دول المنطقة لمواجهة الحوار مع أوروبا ذلك أننا مقبولون في نوفمبر على الذكرى العاشرة لسياسة الأورومتوسطية وكان يليق بدول المنطقة أن تذهب برؤية جماعية إلى هذه اللقاءات.

جميل عازر: طيب بعد هذه القمم المتداعية بشكل متكرر هل بقي للاتحاد أو في الاتحاد أي روح للاستمرار؟

"
اتحاد المغرب العربي فكرة مصيرية وتخالج الشعوب بقوة، وأيضا الأوروبيون يلحون على أن يتابعوا الحوار مع دول المغرب العربي ككتلة
"
  محمد العربي المساري

محمد العربي المساري: الروح موجودة لأنه.. لأن فكرة اتحاد المغرب العربي فكرة مصيرية وتخالج الشعوب بقوة وهي من المشاريع العنيدة التي رافقت نضالنا منذ عشرات السنين ثم أن هناك موقفا عالميا يملي بالضرورة أن تكون دول المغرب العربي مستوية في تكتل متين، هناك رغبة الأوروبيين وهناك آليات تجمعنا مع الأوروبيين، آليات خمسة زائد خمسة التي نجتمع فيها بعد أن يكون الأوروبيون قد سووا ملفاتهم وهيئوا تصوراتهم بل ومخططاتهم بينما نذهب نحن فرادا إلى تلك الاجتماعات اجتماعات خمسة زاد خمسة، أيضا الحوار السياسي المتوسطي الذي يجرى في حظيرة الحلف الأطلسي والذي بلغ السنة العاشرة الآن، أيضا الأوروبيون وأعضاء الحلف لهم رؤية ومخططات منسقة فيما بينهم، نحن نذهب إلى تلك الحوارات كأفراد كذلك فيما كل ما يتعلق بالمسائل الاقتصادية ولهذا الأوروبيون مُلحون على أن يتابعوا الحوار مع دول المغرب العربي ككتلة لأنه أعياهم الحديث معنا كدكاكين صغيرة، هم كسوق يريدون سوق ثمانين مليون وليست أسواق متفرقة وأيضا منذ أسبوع وزير الخارجية الأسباني موراتينوس قال آن الأوان لكي تفكر الدول الخمسة في اتحاد المغرب العربي في إقامة تحالف دفاعي فيما بينها لأن الأوضاع تستوجب ذلك.

جميل عازر: أستاذ محمد في هذه الحالة كيف يمكن حفز هذه الدول لكي تقبل على الأقل الالتقاء مع بعض في قمة تكون مجزية ومثمرة؟

محمد العربي المساري: نحن نلتقي ولكن نركب عربة أوروبية وعربة أميركية لكي نصل إلى المغرب العربي، نحن نلتقي في خمسة زائد خمسة، نلتقي في المشاريع الأميركية، نلتقي في الاجتماعات التي تتم مع أوروبا ولكن نذهب إليها بدون رؤية جماعية كخمس دول، هذا شيء من فساد تدبيرنا نحن ويجب أن تصحح هذه الأوضاع وأن نجتمع سويا لكي نذهب إلى أوروبا بملف موحد ومنسق.

تعديل الدستور المصري بين الحكومة والمعارضة

جميل عازر: الأستاذ محمد العربي المساري في الرباط شكرا جزيلا لك، لقد أُعلن أن نسبة عالية من الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في الاستفتاء قد أيدوا التعديل المقترح للدستور في مصر ورغم أن هذه النتيجة تمهد لانتخابات رئاسية تنافسية فإن المعارضة التي قاطعت الاستفتاء ترى في التعديل محاباة لترشيح الرئيس مبارك، أما الآن وقد جرى الاستفتاء فإن الأنظار ستتجه إلى المستقبل لرؤية ما إذا كان الرئيس المصري سيعلن ترشحه وما الذي ستكون عليه تداعيات مثل هذا القرار.

[تقرير مسجل]

"
المعارضة المصرية أعلنت مقاطعتها للاستفتاء باعتبار التعديل وضع شروطا تعجيزية لا تتيح فرصا متساوية للترشح لمنصب رئيس الجمهورية
"
        تقرير مسجل

لينا الغضبان: يوم الاستفتاء على تعديل المادة 76 من الدستور المصري يوم وصفته الحكومة والحزب الوطني الحاكم بيوم الديمقراطية واعتبرته عبور ثانيا لمصر بعد عبور قناة السويس أما المعارضة فنعتت هذا اليوم بيوم الحداد الوطني، هذا التضاد يعكس وبوضوح الفجوة الواسعة بين مواقف الحكومة والمعارضة فيما يتعلق بمضمون التعديل الدستوري المطروح بعد أن أقره مجلس الشعب المصري والذي أعقبه إعلان المعارضة مقاطعتها للاستفتاء باعتبار أن التعديل وضع شروط تعجيزية لا تتيح فرص متساوية للترشح لمنصب رئيس الجمهورية وتفرغ بالتالي التعديل من مضمونه وهو فتح الباب لتداول السلطة، موقف المعارضة المقاطع والذي ضم أحزاب التجمع والناصري والوفد والغد إضافة إلى جماعة الإخوان المسلمين وقوى معارضة أخرى اعتبرته الحكومة والحزب الحاكم تقاعسا عن المشاركة الإيجابية في تحديد مستقبل البلاد السياسي وتأسيسا على هذه المواقف المتناثرة إلى حد القطيعة بدأ كل طرف في حشد طاقاته استعداد لخوض المعركة، الحزب الحكم تزعم حملة الدعاية للاستفتاء وحث المواطنين على المشاركة فيه باعتبارها واجب وطني بينما كثفت المعارضة دعوتها لمقاطعة الاستفتاء. وجاء يوم الحسم في هذه المعركة وسط مظاهرات تأييد وتنديد خاصة في القاهرة أفضت إلى اشتباكات بين أحزاب الحزب الحاكم والحركة المصرية من أجل التغيير كفاية التي كانت من أوائل المقاطعين للاستفتاء والرافضين للتعديل. وتشتت انتباه وسائل الإعلام المحلية والعالمية بين متابعة سير عملية الاستفتاء في اللجان المختلفة وما يجري من مواجهات في الشارع وجاءت النتائج الرسمية لتعلن عن موافقة شعبية كاسحة للتعديل الدستوري الذي سيتيح في الانتخابات الرئاسية المقبلة أن يختار الشعب رئيس للجمهورية من بين أكثر من مرشح بالاقتراع السري المباشر وقد أعلنت وزارة الداخلية المصرية نتيجة الاستفتاء للتجاوز أصوات المؤيدين للتعديل نسبة 80% من مجموع المشاركين في الاستفتاء والذي قال البيان أنهم كانوا أكثر من 50% ممن يحق لهم التصويت وهي نسبة لم تتحقق في تاريخ الاستفتاءات في مصر والتي لم تتجاوز في السابق وحسب الإحصاءات الرسمية 17% ويصبح مفهوما هنا أن إعلان النتائج النهائية لم ينهي السجال الدائر بين المعارضة بشأن التعديل الدستوري ومجمل عملية الإصلاح السياسي، فبينما ترى المعارضة أن الحزب الحاكم يظل متشبث بالسلطة ويغلق الباب أمام التغيير السلمي ترى الحكومة أنها حرَّكت الكتلة الصامتة من الجماهير للمشاركة السياسية وفتحت الباب أمام إصلاح تدريجي في البلاد، لينا الغضبان الجزيرة لبرنامج الملف الأسبوعي القاهرة.

الانتخابات النيابية ومستقبل السياسة اللبنانية

جميل عازر: وفي لبنان تكتسب الانتخابات النيابية القادمة أهمية لكونها الأولى التي تجرى هناك بعد انسحاب القوات السورية من البلاد، فعملية التصويت على أربعة مراحل قد تفرز مجلس نيابيا سيكون مختلف في عنصر واحد على الأقل وهو أن سوريا لن تكون مرجعية في اتخاذ القرار اللبناني ومع ذلك يبدو أن المعارضة التي سعت أطرافها لتكوين كتلة متحدة لم تتمكن من ذلك وعقد بعض أطرافها ولاءات جديدة مع من كانوا خصومها في الأمس القريب رغم أن الجميع يدركون أن هذه الانتخابات ستؤسس لمستقبل لبنان بكل ما ينتظره من تحديات.

[تقرير مسجل]

"
لم ينجح التحالف بين أقطاب المعارضة لأن عون لم يرض بالمقاعد التي عُرضت عليه ومنافسوه اعتبروا أنه يبالغ في تقدير حجمه على الخريطة السياسية التي تشكلت عقب الانسحاب السوري
من لبنان
"
         تقرير مسجل

محمد رمال: انفرط عقد التحالفات بين بعض أقطاب المعارضة اللبنانية فعادت الحيوية إلى الانتخابات النيابية التي يُجمع الكثيرون على أنها ستدخل البلاد في مرحلة جديدة، فقبل أيام قليلة من بدء العملية الانتخابية لم يكتب النجاح للتحالف بين أبرز أقطاب المعارضة ميشيل عون من جهة وبين وليد جنبلاط وتيار الرئيس الراحل رفيق الحريري من جهة ثانية ولم تنسحب موجة الفوز بالتذكية التي ميَّزت الترشيحات على انتخابات جبل لبنان والبقاع والشمال، الحاصلة أن عون لم يرضى بالمقاعد التي عُرضت عليه ومنافسوه اعتبروا أنه يبالغ في تقدير حجمه على الخريطة السياسية التي تشكلت عقب الانسحاب السوري والبعض فسر عدم التعاون بين الجهتين على أنها محاولة لمحاصلة خصم عنيد قيل إنه يتطلع بعد حصول الانتخابات للوصول إلى سدة الرئاسة وهو ابن المؤسسة العسكرية مثل الرئيس إيميل لحود وبما أن معظم التطورات الحاصلة بات مرتبطا ببعضه البعض فرض النقاش الدائر حول مصير سلاح حزب الله نفسه على الحسابات الانتخابية فالأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله اختار الذكرى الخامسة لتحرير الجنوب ليحدد من خلالها للجميع سقف للنقاش المتعلق بسلاح المقاومة، اليد التي ستمتد إلى هذا السلاح ستقطع بحسب نصر الله الذي بدا برأي البعض أنه أراد إسماع هذه العبارة للخارج والداخل ولاسيما للمعارضة اللبنانية التي يُتوقع أن تمسك بحيز من زمام السلطة في المرحلة المقبلة والمفارقة هذه المرة هي أن قطب المعارضة الرئيسي الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي كان في الأمس خصم للموالاة في موضوع الوجود السوري وقف اليوم على منبر الحليف الأبرز لسورية متمسك بحماية سلاح المقاومة وبالحوار طريق لإيجاد مخرج له، كل هذا الحراك السياسي والانتخابي يأتي في الوقت الذي تتجه الأنظار إلى لبنان من قِبَّل المجتمع الدولي الذي استنفر مراقبيه ليواكبوا انتخابات البرلمان باعتباره مصدر السلطات ومنه ستأخذ الحكومة الثقة ونوابه سينتخبون الرئيس المقبل، هذا في حين انطلق قطار التحقيق الدولي بجريمة اغتيال الحريري وهي الانطلاقة التي تتزامن مع لحظة سياسية حرجة قد تشكل وقود انتخابيا لصالح مرشحين دون غيرهم علما أن المعارضة اللبنانية ترى أن مجرد حضور أعضاء لجنة التحقيق يعتبر بنظرها ما يشبه عامل ردع واطمئنان، بقدر ما يعطي البعض الانتخابات اللبنانية أهمية استثنائية بقدر ما يتطلع البعض الآخر إلى المرحلة التي ستلي هذه الانتخابات حيث سينصرف الداخل والخارج لجني أرباحه السياسية مهما كانت الطريقة التي سيتصرف بها الخاسرون، محمد رمال لبرنامج الملف الأسبوعي الجزيرة، بيروت.

شرودر.. السياسة المحلية والانتخابات المبكرة

جميل عازر: كانت نتائج الانتخابات في مقاطعة شمال الراين وفستفالن زلزال هز أركان الائتلاف الحاكم بزعامة المستشار غرهارد شرودر، فهذه الولاية ظلت معقل للحزب الديمقراطي الاشتراكي منذ عقود وكانت نتيجة انتخابات نتيجة انتخابات برلمانها الإقليمي بمثابة حكم على أداء حكومة هذا الحزب الفدرالية. وهكذا هرع شرودر للاستنجاد بالناخب الألماني ليعلن أنه يريد صوتا على الثقة بسياساته في انتخابات عامة مبكرة قبل سنة من موعدها الرسمي، فالشعبية التي تمتع بها المستشار شرودر بسبب موقفه المعارض للحرب على العراق لم تشفع له عندما أصبحت السياسة المحلية وخاصة الإصلاحات الاقتصادية التي ينادي بها على المحك أمام الناخب الألماني.

[تقرير مسجل]

أكثم سليمان: انتخابات ولاية شمال الراين وفستفالن كانت القشة التي قسمت ظهر البعير بل ودفعت المستشار الألماني غيرهارد شرودر إلى ردة فعل فاجأت الجميع بمن فيهم أعضاء حزبه وأعضاء الحزب الحاكم الشريك حزب الخضر، انتخابات مبكرة هذا هو قرار المستشار ورئيس حزبه فرانس مونتيفرنغ بعد أن أضحى خط الحكومة وسياساتها الإصلاحية موضع شك وجدل، المستشار الألماني يبحث عن دعم الشعب لإصلاحاته ولا عجب في ذلك بعد الهزيمة المُرّة في الولاية التي تضم مدن هامة كالعاصمة القديمة بون ومدينتي كولونيا ودوسدورف وهي الأكبر بين الولايات الألمانية من حيث عدد السكان وكانت قلعة لحزب المستشار شرودر، الحزب الديمقراطي الاشتراكي منذ حوالي أربعين عاما يحكمها بلا منازع كما أنها الولاية الأخيرة في ألمانيا التي كان يحكمها حتى الأسبوع الماضي تحالف الاشتراكيين والخضر، المراقبون ووسائل الإعلام والرأي العام انقسموا بين رأيين، الأول اعتبر قرار المستشار إقرارا بالهزيمة وهروبا من عام متبقي على حكمه حتى الموعد النظامي للانتخابات في سبتمبر من عام 2006، عاما ستنخفض فيه شعبيته مع عزه عن خفض نسبة العاطلين عن العمل الذين وصلت أعدادهم إلى حوالي خمسة ملايين، عاما ستقوم فيه المعارضة بعرقلة أي قوانين للحكومة من خلال سيطرتها على مجلس الولايات أو مجلس الشيوخ بعد انتخابات شمال الراين وفستفالن، الرأي الآخر والذي يتبناه جزء من الشارع السياسي الألماني هو أن خطوة الانتخابات المبكرة خطوة جريئة وإشارة قوة فحواها نحن نتحرك إلى الأمام ونريد أن نضع النقاط على الحروف ونعرف الحقيقة، بل يرى فيها البعض تحديا للمعارضة وزعيمتها انجيليكا ميلكل المرشحة الأقوى حظوظا لمنصب المستشارية، صناديق الاقتراع هي الفيصل لكن الطريق إلى انتخابات مبكرة يُتوقع إجراؤها في سبتمبر أيلول المقبل يمر عبر خدعة قانونية تستغل ثغرة في الدستور الألماني حيث يرى الدستور أن من حق أي حكومة أن تتأكد داخل البرلمان من حجم التأييد الذي تتمتع به في لحظة ما حول قضية من القضايا من خلال طرح مسألة الثقة، أي أن الحكومة تسأل البرلمان أن يمنحها الثقة أو يحجبها كما فعل المستشار غيرهارد شرودر في عام 2002 عندما قرر إرسال قوات ألمانية إلى أفغانستان للمشاركة في الحرب على ما يسمى بالإرهاب، يومها حصل شرودر على الثقة من خلال الأغلبية التي يتمتع بها التحالف الحاكم ومن خلال اضطرار المعارضين من نواب التحالف إلى منح مستشارهم الثقة خوفا من سقوط الحكومة وإجراء انتخابات جديدة، اللعبة القانونية في عام 2005 تتمثل في طرح الثقة بهدف عدم الفوز بها، أي أن نواب التحالف الحاكم سيحجبون الثقة عن حكومتهم بالاتفاق معها لإسقاطها وإجبار الرئيس الألماني على حل البرلمان والدعوة إلى انتخابات جديدة وإن كان أغلب المراقبين يعتقدون أن السحر سينقلب على الساحر وأن أيام المستشار شرودر في الحكم باتت معدودة، ما الذي استطاع شرودر الوصول إليه بقراره الأخير هل هو الهروب إلى الأمام أم خلط أوراق اللعبة السياسية بحيث يفوز بها من جديد هذا ما ستجيب عليه الانتخابات القادمة خلال أسابيع قليلة، أكثم سليمان لبرنامج الملف الأسبوعي الجزيرة برلين.

جميل عازر: ومن قناة الجزيرة في قطر نواصل وإياكم هذه الجولة في الملف الأسبوعي وفيها أيضا بعد الفاصل لورا بوش سفيرة أميركية فوق العادة في الشرق الأوسط وأجندة التغيير والإصلاح على الطريقة الأميركية هدفها.

[فاصل إعلاني]

السياسة الأميركية وحرب العلاقات العامة

جميل عازر: فرشت واشنطن السجاد الأحمر لرئيس السلطة الوطنية الفلسطينية وأحيطت زيارته باهتمام أميركي رسمي يمكن تفسيره بأنه ينم عن الرضا مما قام به محمود عباس من جهود للتهدئة مع الإسرائيليين حتى الآن. وكون هذه الزيارة جاءت في أعقاب جولة عقيلة الرئيس الأميركي في الشرق الأوسط حيث خاطبت أولا المنتدى الاقتصادي في الأردن وتحدثت فيه عن أوضاع المرأة والحاجة إلى إعطائها حقوقها السياسية فإن تصريحات لورا بوش تشير إلى أن مقتضيات الحرب الأميركية على الإرهاب تتطلب ليس فقط تغييرا في نبرة الخطاب الأميركي بل وفي أساليب الترويج له.

[تقرير مسجل]

سمير خضر: بعض الأوساط الأميركية المحافظة لا تتردد في وصف استقبال محمود عباس في البيت الأبيض على أنه بادرة حسن نية وتنازل كبير للفلسطينيين لكن جورج بوش كان بحاجة ماسة لمثل هذا اللقاء بقدر وربما أكثر من حاجة عباس له فالولايات المتحدة لم تقدم نفسها يوما على أنها وسيطا متوازنا بين الفلسطينيين والإسرائيليين وانحيازها لجانب تل أبيب لم يكن سرا محاطا بالكتمان، لكن أهداف السياسة الخارجية الأميركية تبدلت بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر وأصبح الإرهاب الشغل الشاغل لأروقة ودهاليز البيت الأبيض والكابيتول والبنتاغون ولونغلي وبعد نحو أربع سنوات من حرب معلنة ودموية ضد كل من وقع تحت تصنيف واشنطن للإرهاب بدأت إدارة بوش تعي أن الوسائل العسكرية وحدها لن تكون كافية وها هي الدبلوماسية التي اختفت من القاموس السياسي الأميركي تعود ولكن بحلة جديدة وخطى أكثر تألقا يسميها البعض بحرب العلاقات العامة وهل يوجد أكثر من القضية الفلسطينية لتكون رأس حربة هذه السياسة الجديدة، جورج بوش لم يعلن بالطبع تغييرا جوهرية في سياسته تجاه الصراع لكنه حرص على أن يظهر بمظهر المهتم بمستقبل ورخاء الشعب الفلسطيني من خلال إعلان دعمه الكامل لجهود الرئيس عباس الرامية إلى إصلاح السلطة الفلسطينية ومحاربة العنف والعودة إلى المفاوضات كأسلوب وحيد لتحقيق حلم دولة الفلسطينية المستقلة وحتى وأن كان بوش صادقا في مساعيه هذه فأن صورة الولايات المتحدة لا تزال تعاني في العالمين العربي والإسلامي وهذا يشكل بحد ذاته تحديا أمام خطط واشنطن للتبشير بالديمقراطية وحقوق الإنسان من خلال الدفع باتجاه حملة إصلاحات واسعة، صورة أميركا تعاني يوميا من جراء ما يحدث في فلسطين والعراق وعانت مؤخرا من ضربة جديدة بعد مزاعم عن تدنيس المصحف الشريف في معسكر غوانتانامو رغم كل محاولات النفي المتكررة التي صدرت من أعلى المراتب العسكرية في البنتاغون وإن كان الساسة والعسكر الأميركيون قد فقدوا مصداقيتهم عند العرب والمسلمين فأن واشنطن اكتشفت مؤخرا سلاحا جديدا قد يكون أكثر تأثيرا من صواريخ كروز ومروحيات الأباتشي، سلاح تفرش له السجادة حمراء أينما حل، لورا الاكتشاف الجديد للدبلوماسية الأميركية، لورا التي لا خبرة كبيرة لها في الاعتبارات السياسية أو الأيديولوجية والتي تتحدث عن مواضيع لا تمت بصلة لما يتحدث عنه زوجها، جولة سريعة لسيدة أميركا الأولى في الشرق الأوسط كشفت عن مدى القبول الذي تتمتع به على الأقل على الصعيد الشخصي هذا إذا استبعدنا حقيقة كونها قرينة جورج بوش، جولة لورا في الأردن والأراضي الفلسطينية ومصر ولقاءاتها مع النساء والأطفال قد لا تكون كافية لتغيير صورة زوجها وبلادها في أذهان الناس لكنها على الأقل أظهرت للبعض أن هناك وجها آخر لأميركا ينتظر إماطة اللسان عنه.

لورا بوش.. شخصية الأسبوع

جميل عازر: وفي إطار الاستراتيجية الأميركية الجديدة إزاء الشرق الأوسط كبيره وصغيره جاءت جولة السيدة الأميركية الأولى ويبدو أن الجمهوريين اكتشفوا في زوجة الرئيس الأميركي سلاحا جديدا في حرب كسب العقول والقلوب التي يخوضها للتبشير بالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان في منطقة تعتبر هذه الشعارات ترفا يمكن الاستغناء عنه، فلورا بوش شخصية الأسبوع في الملف كانت قد آثرت الحفاظ على مكانتها كربة بيت حتى وأن يكن البيت الأبيض ولكن خيارها ليس في يدها على ما يبدو.

[تقرير مسجل]

"
لورا بوش اكتشفها الجمهوريون كسلاح لدعم حملتهم ضد الديمقراطيين الذين يتباهون بشخصية هيلاري كلينتون، وتم استغلالها للترويج للسياسة الخارجية للبيت الأبيض في الشرق الأوسط
"
       تقرير مسجل

جيان اليعقوبي: خبراء العلاقات العامة في البيت الأبيض لم يجدوا شخصا أفضل من لورا ولش لتحويل الأنظار عن الصعوبات التي يواجهها زوجها جورج بوش في ولايته الرئاسية الثانية سواء داخل الولايات المتحدة من خصومه الديمقراطيين أم خارجها حيث الخصوم يتوزعون على القارات الخمسة، لورا بوش قد لا يعرفها كثيرون خارج بلدها، أما داخلها فهي تحظى بشعبية تتجاوز الـ 80% حسب آخر استطلاعات الرأي ولهذا بعد مكانتها بالسيدة الكتومة مغيبة خلال الولايات الأولى لزوجها يأتي دفعها الآن إلى الواجهة لأغراض دعائية بحتة، ولدت لورا عام 1947 في ميتلاند بتكساس، أنهت دراستها في المدينة نفسها وعملت مدرسة وأمينة مكتبة ثم تزوجت بجورج بوش زميلها السابق في المدرسة الثانوية وأنجبت له توأمين وتركت عملها لتتفرغ لتربيتهما ولكن هذه المرأة التقليدية الهادئة التي كانت تصوٌت للحزب الديمقراطي قبل زواجها تحولت خلال الخمس السنوات الماضية من زوجة وربة بيت بعيدة تماما عن كواليس السياسة في واشنطن إلى سيدة ناضجة تقوم بخطوات مدروسة لدعم زوجها وهذا ما كان واضحا في الحملة الانتخابية في نوفمبر الماضي، وصلت الآن إلى مرحلة الترويج للسياسة الخارجية للبيت الأبيض في منطقة الشرق الأوسط. والتغيير لم يشمل الدور الجديد للورا فقط بل حتى مظهرها فتغيرت صورتها من سيدة في منتصف العمر بتسريحة تقليدية وشعر بني غامق إلى سيدة أنيقة بشعر قصير أشقر وقامة أكثر رشاقة بعد حمية أفقدتها عدة كيلو جرامات كانت كافية لتغيير شكلها بالكامل وهكذا أكتشف الجمهوريون سلاح سري جديدا لدعم حملتهم ضد خصومهم الديمقراطيين الذين كانوا يتباهون بشخصية هيلاري كلينتون القوية والطموحة كما أدركوا أنهم وأن كانوا بحاجة إلى شخصية نسائية جديدة ليست بقوة هيلاري إلا أنها لا ينبغي أيضا أن تبدوا ضعيفة إلى الحد الذي تظهر معه خارج إطار المرأة العصرية صاحبة الشخصية المستقلة والرأي المستقل وكانت لورا هي المزيج الذي سوقه الجمهوريون بنجاح للترويج لقيم العائلة بعد الفضائح التي أغرق بها بيل كلينتون نفسه وحزبه وزادت تريزا هاينز زوجة جون كيري الطي بلة بتصريحاتها الجريئة وشخصيتها المثيرة للجدل والتي يعتقد خبراء العلاقات العامة الآن أنها تسببت في ضرر كبير لصورة زوجها أثناء حملته الانتخابية الأخيرة ولكن هل ستنجح لورا بوش في تسويق أجندة المحافظين الجدد بعد أن شابتها أحداث أبو غريب وغوانتانامو، قد يكون أمام لورا مهمة أكثر صعوبة مما تتوقع.

إيران.. انتخابات الرئاسة واستبعاد التيار الإصلاحي

جميل عازر: لم يبق طويل وقت أمام انتخابات الرئاسة في إيران حيث يبدو أن الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني يتربع على صدارة المرشحين الثمانية وبعضهم من مخضرمي الحرس الثوري.. وكان لقرار مجلس تشخيص مصلحة النظام استبعاد مرشحيّ التيار الإصلاحي الذي وصف ذلك بأنه انقلاب تأثير ليس على الشارع الإيراني فحسب بل ولدى أعلى مرع في الجمهورية الإسلامي، فقد تدخل آية الله علي خامينئي فأقنع المجلس بالعدول عن قرار استثناء الإصلاحيين مصطفى معين ومحسن مهر علي زادة من الترشح وبالتالي الأهلية لمنصب رئيس الجمهورية إذا فاز أحدهما في الانتخابات ولهذا التطور اعتباراته الداخلية والخارجية.

[تقرير مسجل]

"
مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله خامنئي تدخل في مسألة اختيار المرشحين لمنصب رئيس الجمهورية لتفادي حدوث أزمة سياسية في فترة الاستعداد لانتخابات الرئاسة
"
              تقرير مسجل

جيان اليعقوبي: كان تدخل مرشد الجمهورية الإسلامية أية الله خامينئي في مسألة اختيار المرشحين لمنصب رئيس الجمهورية لا شك استباقا لتفادي حدوث أزمة سياسية في فترة الاستعداد لانتخابات الرئاسة في السابع عشر من الشهر القادم، فاستثناء مصطفى معين وزير التعليم السابق ومحسن مهر علي زادة نائب الرئيس لشؤون الرياضة أثار أكبر الأحزاب الإصلاحية وهو جبهة المشاركة في إيران الإسلامية الذي رد بالتهديد بمقاطعة الانتخابات، كما أن الصيحات التي أطلقها عدد من طلبة جامعة طهران من داخل مباني الجامعة بقولهم فليسقط الديكتاتوريون، لابد أعادت للأذهان ما أدت إليه مظاهرات سابقة من هذا القبيل وتسببت فيه بالمصادمات بين الطلبة والسلطات في مختلف أنحاء إيران. وإدراكا منه لحساسية الموقف خاصة وأن أربعة من المرشحين الستة الذين أقرهم مجلس تشخيص مصلحة النظام محسوبون على التيار المحافظ بل والأقرب إلى التطرف، سارع مرشد الجهورية لتوجيه رسالة إلى المجلس يحثه فيه على مراعاة ضرورة أن يكون المرشحون يمثلون مختلف التيارات من أجل تشجيع الناخبين على المشاركة في العملية الانتخابية وفي استقراء نقل عن رد رئيس المجلس أية الله أحمد جنتي على رسالة مرشد الجمهورية فإن تراجع المجلس عن قرار استبعاد الإصلاحيين لم يكن بطيب خاطر فجنتي أعتبر خامينئي بمثابة فتح باب الترشح لمن هب ودب للمؤهل وغير المؤهل ليكون رئيس للجمهورية ويبدو كأنه يريد تحميل خامينئي المسؤولية عن التبعات ويمكن القول مع قدر كبير من اليقين بأن تخوف نظام الحكم الإسلامي من إمكانية أن تستغل قوى خارجية أية اضطرابات قد تقع بين أنصار التيارين كان على الأقل واحد من الأسباب ورأى قبول مرشحي الإصلاحيين فمعروف أن طهران تتعرض لضغوط خارجية ليس فقط بالنسبة لملف برنامجها النووي بل ونتيجة اتهام الولايات المتحدة لها بالإرهاب، أما إذا كان وجود معين ومهر علي زادة في الساحة سيسحب البساط من تحت أقدام الباحثين عن ذرائع لإثارة الفتنة فمسألة أخرى ولكنه سيعطي الإصلاحيين دون شك فرصة للاحتفاظ بمنصب الرئاسة بعد زعيمهم محمد خاتمي رغم أن النتيجة غير مضمونة بأي حال.

محصلة مهرجان كان السينمائي

جميل عازر: انتهى مهرجان كان السينمائي وانطوت المظلات على شاطئ المدينة الذهبي ورجع النجوم كلا إلى سبيله لكن المهرجان الذي بلغ عامه الثامن والخمسين مازال قادر على مفاجئة العالم والنقاد وإثارة اهتمامهم.. ولعل ما تتطلع إليه الأنظار هو جائزة المهرجان المسماة السعفة الذهبية وكانت مصممة مجوهرات فرنسية قد استلهمت رمز السعفة من أشجار النخيل التي تحيط بشارع لاكروازيت المحاذي لساحل البحر المتوسط ولكن منح الجائزة هذه يثير قدر كبير من النقاش.

[تقرير مسجل]

ميشيل الكك: مظاهر الحياة السياسية والاجتماعية عولجت في الأفلام التي تنافست في مهرجان كان إلى أن تمكنت اللجنة التحكيمية من حسم موقفها ومنح السعفة الذهبية للفيلم البلجيكي الاجتماعي (كلمة بلغة أجنبية) الطفل للمخرجين الأخوين بردان. ويروي الفيلم قصة شاب متسكع يتحول إلى السرقة لكن عندما تلد حبيبته ويصبح أب يتحول إلى التفكير في الحياة من منظور جديد وإضافة إلى الطابع الاجتماعي يحتل الطابع السياسي حيّز كبير من الأفلام التي عرضت في كان وقد ذهبت جائزة أفضل ممثلة للإسرائيلية حنا لسلو عن فيلم فريزون المنطقة الحرة وهو قصة لثلاثة نساء يجدن أنفسهن في أتون صراع الشرق الأوسط ويركز الفيلم على مطالبة الفلسطينيين والإسرائيليين بالجلوس معا لحل مشاكلهم والملفت للانتباه في كان هذا العام حلول الفيلم العراقي على لائحة أفلام المسابقة الرسمية لأول مرة في تاريخ هذا المهرجان الذي بدأ في العام 1946، الفيلم هو للمخرج الكردي سليم هينر وبعنوان الكيلو متر صفر وتدور أحداثه في منطقة كردستان العراقية خلال الحرب العراقية الإيرانية وقد أخذ عدد من النقاد على الفيلم طرحه الذي يشجع على التفرقة بين أبناء المجتمع العراقي العرب والأكراد الأمر الذي رفضه المخرج جملة وتفصيلا.. والملاحظ أن عدة أفلام اهتمت بظاهرة التطرف وقد عُرض في كان الفيلم التسجيلي البريطاني الذي بقي خارج المسابقة وهو بعنوان قوة الكوابيس للمخرج آدم كورتس ويعتبر الفيلم أن المتطرفين الإسلاميين والمتطرفين الأميركيين ممثلين بالمحافظين الجدد هما وجهان لعملة واحدة وقد أعاد هذا الفيلم السياسة إلى جو المهرجان الذي كان يرغب بالابتعاد عنه بعد أن كان المخرج الأميركي مايكل مور فاز بالجائزة الكبرى العام الماضي عن فيلمه الذي كان يسخر من رد فعل الرئيس الأميركي بوش على الإرهاب وتمثَل في المهرجان مؤسسة لبنان سينما لأول مرة عبر مجموعة من الأفلام لجذب الاستثمارات الأجنبية إلى هذا القطاع، كما عُرض في سوق المهرجان فيلم دنيا وهو إنتاج مصري مغربي لبناني فرنسي والهدف من هذا الإنتاج المشترك إيجاد سوق أوسع للأفلام العربية وفي كل موسم تبقى جادة لاكروازيت في مدينة كان على الشاطئ المتوسط ملتقى للآلاف الذين جاءوا لرؤية مشاهير السينما ونجومها.. وضمن الأجواء الخاصة جدا بهذه المدينة تتزاوج الموضوعات السياسية والثقافية والاجتماعية في المهرجان الذي طرحت فيه القضايا الإنسانية بكل أبعادها في تنافس على الأفضل والأكثر تعبير من بين واحد وعشرين فيلم من أربعة عشر دولة استطاعت أن تصل إلى التسابق النهائي، ميشيل الكك لبرنامج الملف الأسبوعي الجزيرة كان.

جميل عازر: وبهذا نختتم جولتنا في الملف الأسبوعي، نذكر حضراتكم بأن بإمكانكم الوصول إلى مضمون هذه الحلقة بالنص والصورة والصوت في موقع الجزيرة نت في الشبكة المعلوماتية أو الكتابة إلى عنوان البرنامج الإلكتروني فإلى اللقاء.