لقاء اليوم

سيري: جميع الأطراف لا تسعى لتحقيق حل الدولتين

استعرض المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، روبرت سيري، في برنامج “لقاء اليوم”، تجربته مع عملية السلام التي دامت سبع سنوات تخللتها ثلاثة حروب.

قال المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، روبرت سيري، لحلقة الجمعة 10/4/2015 من برنامج "لقاء اليوم"، إن جميع الأطراف لا تسعى لتحقيق حل الدولتين، ولكنها تكرس جهودها لحل المشكلة في إطار الدولة الواحدة، وأضاف أنه قام بتنبيه مجلس الأمن لهذا الأمر منذ عام 2002.

كما أشار إلى دعوته مجلس الأمن أن يصدر "مقاربة جديدة" حول عملية السلام، داعيا المجتمع الدولي لإعادة النظر في الدور الذي يقوم به لإحياء عملية السلام.

معضلة غزة
وبحسب سيري، فإن ثوابت العملية السلمية تتعلق بالقضايا التي يجب التوافق حولها، مثل مخاوف إسرائيل حول الأمن، وملف الحدود الواضحة، وملف القدس عاصمة لدولة فلسطين، وملف اللاجئين. وبحسب رأيه فإن ما جرى في السابق كانت مفاوضات تقوم على المناورات التكتيكية ولا تشكل أساسا لمفاوضات جادة.

وأكد على قناعته بأن قطاع غزة يشكل "معضلة" لا يمكن أن تتجاوزها أي عملية مفاوضات، وأشار إلى الصعوبات التي تواجه الأمم المتحدة فيما يتعلق بمتابعة قرارات مجلس الأمن وتطبيقها، وأبدى تفهمه لمشاعر الإحباط لدى الفلسطينيين، خصوصا أن القضية الفلسطينية تعتبر الأزمة الأقدم التي يشهدها العالم، ولا زالت دون أفق للحل.

وعبر المسؤول الأممي عن أسفه لأن الأميركيين قادوا ثلاث محاولات لتنشيط المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين ولكنها لم تحقق نجاحا، لكنه دعا الأمم المتحدة إلى مواصلة جهودها بهدف إيجاد حل للأزمة في الشرق الأوسط.

وبحسب سيري، فليس من حق أحد الاعتراض على انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية، لأنها دولة عضو في الأمم المتحدة بصفة "مراقب"، وبالتالي من حقها التوقيع على جميع الاتفاقيات الدولية.

واعتبر توقف التنسيق الأمني عقبة تصعب من عملية حل الدولتين، وأوضح أن هذا ما دفعه إلى وصفه بالمسمار الأخير في نعش اتفاقية أوسلو، ولكنه أشار إلى تطور مهم -بحسب رأيه- تمثل في "إفراج الإسرائيليين عن عائدات الضرائب الفلسطينية"، الأمر الذي سيساعد في دفع رواتب موظفي الأمن الفلسطينيين ليقوموا بواجباتهم.

إنهاء الانقسام
وناشد الفلسطينيين أن ينهوا الانقسام فيما بينهم، وأن يفعلوا حكومة الوحدة الوطنية التي تلتزم فعليا بحل الدولتين وتمثل قطاع غزة والضفة الغربية.

واستبعد سيري أن يتم حل خلافات حركة التحرير الفلسطينية (فتح) وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بين ليلة وضحاها، ولكنه أوضح أن إقناع الجهات المانحة بوجود حكومة قادرة على السيطرة على المعابر أمر مهم جدا.

وأشار المبعوث الأممي إلى الكثير من التحديات التي تواجه قطاع غزة، رغم وجود بوارق أمل بعد قرار قطر بناء مجمعات سكنية ضخمة، وأوضح أن الأمم المتحدة أصبحت مسؤولة عن مراقبة مواد البناء للتأكد من استخدامها في الأغراض المدنية.

وعبر عن أمله في أن تتمكن مصر من فتح معبر رفح حتى يساهم ذلك في إعادة إعمار غزة، مع أخذ الاعتبارات الأمنية المصرية في سيناء في الحسبان، وأكد أن المصالحة بين كافة الفصائل الفلسطينية تساعد مصر على القيام بدورها المهم في إعمار غزة.