لقاء اليوم

أنتوني بلينكن: عاصفة الحزم حيّدت خطر الحوثيين على السعودية

استضاف برنامج “لقاء اليوم” أنتوني بلينكن نائب وزير الخارجية الأميركي -خلال زيارته تونس- ليتحدث عن الموقف من تنظيم الدولة الإسلامية بليبيا وتونس، وهل تقتصر مكافحة “الإرهاب” على المواجهة العسكرية والأمنية؟

قال أنتوني بلينكن نائب وزير الخارجية الأميركي إن الضربات التي قامت بها عاصفة الحزم حيّدت الخطر الذي يمثله الحوثيون على السعودية، وأفهمتهم استحالة الاستيلاء على السلطة بقوة السلاح، لكنه دعا في الوقت نفسه إلى إشراكهم في العملية السياسية.
 
وأضاف أن الوضع في اليمن يمر بعملية "مخاض سياسي" صعب، وأوضح أن استيلاء الحوثيين على السلطة كان حجر عثرة في وجه التحول السياسي، وناشد الفرقاء السياسيين في اليمن -بما فيهم الحوثيون- أن يعودوا إلى طاولة المفاوضات.
 
وأوضح بلينكن لحلقة الجمعة 24/4/2015 من برنامج "لقاء اليوم" أن زيارته تونس جاءت في إطار التعبير عن دعم الولايات المتحدة الأميركية للحكومة والشعب في تونس، لأنهما حققا إنجازا كبيرا بانتخاب الحكومة الجديدة.

دول فاشلة
وكشف عن تخصيص بلاده مبلغ 600 مليون دولار سنويا منذ 2011 لمساعدة تونس، وأوضح أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ينوي مضاعفة هذا الرقم في الميزانية المقبلة بقصد مساعدة القوات المسلحة والأمن الداخلي في زيادة قابليتهما للدفاع عن تونس ضد التهديدات الإرهابية.
 
وعن مغزى زيارته الرمزية إلى متحف باردو في العاصمة تونس، قال بلينكن إن ما حدث يعتبر جريمة قتل لأشخاص أبرياء من أنحاء العالم كافة، وقال إن من بين ضحايا الهجوم الذي تعرض له المتحف سياحا قدموا للتعرف على تاريخ وثقافة تونس، ولكنه أكد أن الاعتداء لم ينجح لأن الحكومة والناس أصبحوا أكثر إصرارا على بناء المستقبل.
 
وقال بلينكن إن الجماعات "الإرهابية" تتجه دائما إلى "الدول الفاشلة" وتملأ الفراغ الناتج عن غياب الحكومات، وأوضح أن تونس لديها حكومة قوية ومجتمع واع يرفض التطرف ولذلك لا يمكن حدوث ذلك هنا، ولكن في ليبيا فإن غياب الحكومة ومؤسسات الدولة يعطي الجماعات الفرصة للوجود، الأمر الذي يشكل خطرا على تونس.
 
ولمواجهة "الإرهاب"، دعا تونس إلى أن تحافظ على الحريات العامة والخاصة، وعبّر عن أسفه لأن التهديد الذي يمثله تنظيم الدولة ومثيلاته هو أمر واقع في تلك المنطقة.

جميع الوسائل
وبشأن انعكاسات الوضع في ليبيا أوضح المسؤول الأميركي أن في ليبيا مجموعتين تتقاتلان بدلا من التعاون لبناء بلادهما، وأوضح أن الوقت الحاضر يشير إلى وجود أرضية خصبة لتكوين حكومة وطنية، يتعاون فيها الفريقان ضد تنظيم الدولة في ليبيا.
 
ولإيقاف الإرهاب الآتي من الحدود الليبية، دعا بلينكن إلى العمل بجد والتعاون بين جميع جيران ليبيا، ومراقبة الحدود لمنع دخول "المتطرفين" إلى تونس، إضافة إلى تدعيم التعاون بين أميركا وتونس لمحاربة "الإرهاب"، وأن تقوي الحكومة التونسية من قدراتها الذاتية، وتمارس نفوذها على الفرقاء في ليبيا بهدف تشجيعهم على تكوين حكومة الوحدة الوطنية.
 
وللقضاء على "الإرهاب"، دعا إلى معالجة مشاكل الأفراد ذوي الفكر "المتطرف" وردعهم بمختلف الوسائل بما فيها استخدام السلاح، وتفعيل دور الآباء في مراقبة سلوك أبنائهم، والانتباه إلى السجون التي تجعل النزلاء عرضة للأفكار المتطرفة، وتوفير فرص العمل، وتطوير الجانب الاجتماعي في النواحي الاقتصادية، واستخدام كل الوسائل المتاحة لدحر "الإرهاب" حسب إستراتيجية بعيدة المدى.
 
وبحسب رأيه، فإن محاربة تنظيم الدولة يجب أن تتم عبر استخدام إستراتيجية شاملة، وأشار إلى انحسار أماكن سيطرته في العراق مقارنة بالعام الماضي، وأكد أن التحالف يعمل على منع المقاتلين الأجانب من الوصول إلى أماكن التنظيم، وأن هذا العمل يتطلب تعاونا من تركيا والعديد من البلدان.
 
وأوضح أن القضاء على تنظيم الدولة يحتاج إلى أكثر من مرحلة، وشدد على ضرورة بناء القوات الأمنية المحلية من أبناء الشعب المعني ليكونوا في الخطوط الأمامية للدفاع عن بلدانهم، مع تقديم الدعم اللازم لهم.