لقاء اليوم

عبد الله الشامي: تعرضت للضرب والإهانة في بلدي ج1

كشف عبد الله الشامي تفاصيل اعتقاله والمعاملة السيئة التي كان يتلقاها مع معتقلين آخرين في سجون مصر، خاصة بعد أن كشفت السلطات المصرية هويته كمراسل للجزيرة.

سرد عبد الله الشامي -مراسل الجزيرة أثناء فض اعتصام رابعة العدوية بالقاهرة في أغسطس/آب 2013- لحظة اعتقاله أثناء تغطيته تلك المجزرة، وأكد لبرنامج "لقاء اليوم" أنه أحصى بنفسه عند فترة الظهيرة من ذلك اليوم أربعمائة جثة خلال تلك المجزرة.   

ويقول الشامي إنه بعد توقف إطلاق النار من قبل قوات الجيش والشرطة على المعتصمين برابعة، خرج هو وزوجته باتجاه منطقة الحي السابع بمدينة نصر، وجرت محاولة اعتقاله عند حاجز للشرطة دون جدوى، ثم توجه بعدها نحو منطقة شارع مصطفى النحاس، وهناك تم تفريق الناس إلى صفين: نساء ورجال.

بعد التدقيق في الهويات استدعى ضابط بالجيش أحد ضباط المباحث وهمس في أذنه "شكله جاسوس.. خذ بالك منه"، في إشارة إلى الشامي الذي أُخذ مع آخرين إلى داخل الميدان، حيث تم سؤاله عن سنه ومكان إقامته، لينقل بعدها مع حوالي خمسين شخصا إلى ملعب القاهرة الذي كان يتواجد به حوالي ألف شخص، باعتبار أن الاعتقالات كان تتم على مدار اليوم.

في فترة الفجر نُقل الشامي- كما يؤكد هو نفسه لبرنامج "لقاء اليوم"- مع حوالي ثلاثين شخصا إلى قسم شرطة الشروق، وهناك كان استقبال المساجين الجدد بالاعتداء الجسدي واللفظي، وضرب في منطقة الرقبة والظهر، والبعض الآخر كان يتم ضربهم على الوجه.

ضرب وشتائم
وكانت تلك الأساليب تهدف إلى كسر إرادة السجين، كما يقول الشامي الذي أوضح أن التعامل معه كمراسل الجزيرة كان بعد نقله مع المعتقلين الآخرين إلى سجن أبو زعبل العسكري، حيث تم كشف هويته من قبل طرف أحد الضباط.

يقول الشامي إنه في مخالفة قانونية أخرى نقلوا إلى سجن أبو زعبل دون إخبارهم بذلك ووضعوهم في سيارة ترحيلات لمدة ساعتين تحت حرارة الشمس، ومن كان يطلب شرب الماء من كبار السن يتم إذلاله بأن يطلب منه شتم نفسه.

مراسل الجزيرة يؤكد أن هذه المعاملة المهينة لم يتلقها طول حياته رغم أنه قام بتغطيات صحفية في دول عدة، منها ليبيا والنيجر.

في سجن أبو زعبل كانت لحظة التعامل مع الشامي كصحفي الجزيرة، حيث أدخل مع خمسة أشخاص إلى غرفة (عنبر) متسخة جدا، فيها حشرات، وأطعمة فاسدة، وملابس متسخة للجنود، وأعقاب سجائر، وفي إهانة لهم طلبوا منهم تنظيف المكان، وحين يخرجون لإلقاء هذه الأمور المتسخة يتم ضربهم، وهناك مخبر وعسكري كانا يضربان الشامي بالهراوة والحزام.  

أدخل حوالي مائة فرد في مساحة ثلاثين مترا مربعا، وطالبوا من الجميع الجلوس في وضع القرفصاء (رأسك بين ركبتيك ويداك فوق رأسك) مع استمرار الشتائم والإهانات، وهم في هذه الوضعية يأتون بأطعمة فاسدة ويلقونها عليهم، وكان بينهم الشامي. حدث ذلك دون تلاوة أي بيان اتهام للمعتقلين.

كما يؤكد الشامي أنهم تعرضوا للضرب على الوجه والرقبة والشتائم من قبل عساكر من الأمن المركزي، وسحب أحدهم ساعته من يده، ويقول إنهم بعد ثلاثة أيام نقلوا لسجن آخر في أبو زعبل، وهناك تعرضوا لشتائم وإهانات.  

ويروي مراسل الجزيرة حادثة تتعلق بمقتل شخص يدعى السيد عبد الحميد دمياط (53 عاما) حيث تم ضربه على منطقة ما خلف الرأس، وسقط مغشيا عليه واستمروا في ضربه ليكتشف المساجين أنه قد مات، وأخفيت الجثة عن أهل القتيل لمدة شهر.