لقاء اليوم

هشام رامز.. الاقتصاد المصري

تستضيف الحلقة محافظ البنك المركزي المصري هشام رامز، ليجيب على التساؤلات التالية: ما هي أدوات البنك المركزي المصري لرفع احتياطي النقد الأجنبي؟ لماذا عادت السوق السوداء إلى مصر؟

– احتياطي النقد الأجنبي لدى البنك المركزي
– محاربة التضخم والحفاظ على قيمة الجنيه

– انتعاش السوق السوداء في مصر

– استقلالية البنك المركزي المصري

– صندوق النقد الدولي والسياسة النقدية للمركزي

– توسع نشاط المصارف الإسلامية

‪نديم الملاح‬ نديم الملاح
‪نديم الملاح‬ نديم الملاح
‪هشام رامز‬ هشام رامز
‪هشام رامز‬ هشام رامز

نديم الملاح: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلاً بكم مشاهدينا في حلقة جديدة من برنامج لقاء اليوم، اليوم نستضيف محافظ البنك المركزي المصري الدكتور هشام رامز للحديث عن الشأن الاقتصادي المصري تحديداً في جانب السياسات النقدية والتي يقودها البنك المركزي المصري، مرحباً بك دكتور هشام.

هشام رامز: أهلا بك، أهلاً  بك.

احتياطي النقد الأجنبي لدى البنك المركزي

نديم الملاح: ربما نبدأ من وضع النقد الأجنبي لدى البنك المركزي المصري الذي وصل أو تجاوز تقريباً حاجز 13 مليارا و400 مليون دولار كيف تقرأه وما التحديات التي يخلقها؟

هشام رامز: والله يعني نحظى حالياً على 13 مليار و400 تقريباً يعني بالأرقام أنا الحقيقة ابتديت استلمت البنك المركزي في فبراير السنة دي 2013 كان الاحتياطي 13.6 مليون النزول للشهرين اللي فاتوا كان بسيطا، إحنا ابتدينا حقيقة بالظروف الحالية بنقنن استخدام الاحتياطي اللي عندنا لحاجات السلع الأساسية المواد البترولية المواد الغذائية التموينية بمعنى إن إحنا نركز على الاحتياجات الأساسية للدولة هو دا اللي إحنا نركز عليه الفترة دي ما فيش شك طبعاً الاحتياطي دا بالظروف اللي هي زي اللي إحنا موجودين فيها طبعاً الاحتياطي نزل كثير في سنوات الثورة فوق 36 مليار فتم استخدامه تقريباً جزء كبير جداً منه، الحقيقة الوضع الحالي يقتضي يكون فيه جزء كبير منه ودائع من بعض الدول العربية في يعني جزء كبير أغلبه ودائع طبعاً لما عجلة الاقتصاد تبتدي تتحرك ثاني هو دا الحل الوحيد اللي هو يبتدي الاحتياطي يتبني ويزيد، عجلة الاقتصاد من كل ناحية الإنتاجية منها السياحة ترجع ثاني وكل دا يتطلب طبعا إن الظروف تبقى مناسبة إنها ترجع الكلام دا سواء من ناحية ظروف التوافق المجتمعي التوافق السياسي، التوافق المجتمعي  هي الكلمة الأشمل وبالتالي يحصل هدوء وعجلة الإنتاج ترجع ثاني تدور، والسياحة ترجع ثاني ودا مصدر مهم جداً بالنسبة لنا، وبالتالي لما يرجع كل الكلام ده يحصل استقرار، استقرار أمني، الاستثمارات ترجع ثاني لأن مصر فيها فرص كبيرة جداً موجودة إنها تنمو لكن طبعاً مش سيحصل الكلام ده غير لما يحصل استقرار مجتمعي استقرار أمني استقرار سياسي وكل ده الكلام وإحنا أرجو إنه نكون في طريقنا إلى هذا إن شاء الله، أرجو..

نديم الملاح: تحدثت دكتور منذ توليك مهام كمحافظ للبنك المركزي المصري وتيرة التراجعات في الاحتياطات النقدية خفت، هناك من يعزو هل هي ناتجة عن نجاعة أدوات تم استخدامها لدى البنك المركزي أم هناك يقول أن مثلاً عائدات أو تحويلات المغتربين زادت، صفقة المصريين من بيع بنك الأهلي جنرال ساهمت في تدعيم النقد الأجنبي؟

هشام رامز: طبعاَ ما فيش شك إن الحاجات دي تساهم يعني تلاقي سوستيه جنرال لما الجزء بتاعه بالأرقام تقريباً 300 مليون دولار اللي هي دخلت في الاحتياطي شهر مارس ودي عمليات نشاط طبيعية تحويلات المصريين طبعاً ما فيش شك إن لها أثر مهم إن هي تنعش حركة أو تعمل توازن، مش شرط إن تحويلات المصريين كلها بتخش على البنوك للأسف بالوقت في زي ما أنت تسمع في سوق موازية موجودة برا البنوك ودي مشكلة موجودة حالياً لأن في الوقت الحالي لأسباب كثيرة يعني لكن في الآخر كل الحاجات دي من العوامل الطبيعية اللي تساعد على إن الاحتياطي يتبني، الاحتياطي يتبني إزاي؟ باستثمارات، بالسياحة، بتحويلات مصريين، بقناة السويس، كل الكلام ده اللي هو احتياطي العملة الأجنبية.

محاربة التضخم والحفاظ على قيمة الجنيه

نديم الملاح: العملة المحلية الجنيه المصري من أكبر التحديات التي تواجه البنك المركزي المصري في سياسته النقدية، سعر الدولار مقابل الجنيه نشهد هذه الأيام مستويات تاريخية لسعره أمام الدولار، كيف تعلق على هذا الارتفاع وما هي الأدوات التي تستخدمونها في الدفاع عن الجنيه؟

هشام رامز: إحنا الحقيقة يعني إحنا أهم حاجة بالنسبة لنا إحنا لا نستهدف حالياً إن أنا مجرد أني بدافع عن الجنيه وعلى سعر معين الجنيه ما هواش هدف للبنك المركزي، هدف البنك المركزي أولاً وبالآخر إنه يبقى في سوق مستقر وطبعاً في مجهود كبير يُعمل على شان يبقى في سوق مستقر، السوق الموازية أو اللي نسميها بمصر السوق السوداء موجودة، وكانت موجودة في 2004 نفس القصة وكان برضه الدولار بسعر 7 جنية وحاجة 7.5، أول ما العجلة الاقتصادية بدأت تتحرك وبقى في نمو اقتصادي الدولار نزل من 7.25 و7.5 جنيه في السوق السوداء كان وقتها 2004 في 2008 كان الدولار وصل 5.25 جنيه ok، والاقتصاد تحرك فهي إيه؟ مجرد إن أول ما الاقتصاد يبتدي يتحرك ويحصل عجلة الإنتاج تدور مرة أخرى، الدنيا ستبقى، وسعر الدولار مش سيبقى هو.

نديم الملاح: هل أفهم من كلامك دكتور أنها هي بحسب أبجديات علم الاقتصاد نوعاً ما من تعويم الجنيه؟

هشام رامز: لا خالص مش مسألة تعويم لا يعني إحنا تعويم مدار Managed Float إحنا نسميها، ما عندناش تعويم كامل ولا ومصر في آخر فترة العصر دي اللي فاتت إحنا Managed Float لكن Manage بطريقة إن أنا مش سأضيع الاحتياطي بتاعي عشان أدافع عن العملة لأن الاحتياطي اللي عندي بالوقت من حيث إني أنا أحافظ عليه عشان احتياجاتي الأساسية، في الوقت المناسب لما الاستثمار يبتدي ولما كل الكلام ده يبتدي أوتوماتك سينعكس على هدوء واستقرار سعر الجنيه، ما فيش شك طبعاً إن سعر الجنيه لما يتأثر والدولار يطلع بقى يضرني من نواحي كثيرة جدا يؤثر علي بالتضخم وبالتالي ارتفاع الأسعار وحاجات كثيرة أخرى فبالتالي طبعاً الهدف بتاعنا أننا نوصل للاستقرار مش أنا يعني نحدد سعر معين أوصله لكن اللي يحصل بالوقت في السوق الموازية بتلاقي الأرقام طبعاً لأن سوق صغير حجمه صغير بتلاقي الأرقام مبالغ فيها مرة تسمع طلع 60 قرش بيومين بدون حدث معين بدون طلب معين.

نديم الملاح: مفتعلة؟

هشام رامز: طبعاً نسميها  Fell Marketيعني سوق ما لوش صاحب مش باين ما لوش ملامح برا الجهاز المصرفي، فالإشاعة تحركوا بسرعة حسب احتياج اللي عايز يشتري، لكن لما تيجي تبص للأرقام والمبالغ تتم في هذا السوق أنا طبعاً ما أقدرش أعرفها لكن أقدر أعرفها منين؟ لما أنا أشوف حجم الـ Cash اللي بتسحب من البنوك لأنه هو بالآخر لما يشتري لازم يدفع قصاده بالجنية المصري، لو يشتري دولار، لأننا إحنا في الأسبوع اللي فات لما حصلت حركة كبيرة قوي لقينا إن حركة الـ Cash كانت عادية جداً بالبنوك فبالتالي المبالغ اللي بتم ما هياش مبالغ كبيرة، وفي طبعاً خلق نوع من الذعر لما يسمع رقم عالي زي ما إحدى الجرائد طلعت رقم مثلاً ما كانش موجود خالص حتى في السوق السوداء، جاله تلفون حد قاله رقم فـ Printed No فالأرقام يبقى فيها مبالغ ودا طبيعي في أي سوق غير رسمي، ستقول لي هدفك إيه؟ هدفي طبعاً إني أنا أرجع السوق ثاني للجهاز المصرفي في الوقت المناسب لما يكون عندي، لكن مش سأقدر أضحي بالاحتياطي بتاعي مجرد إني أنا أدافع عن العملة..

نديم الملاح: في المقابل لا تريد كبنك مركزي أن تضحي بما لديك من عملات أو..

هشام رامز: استخدمها استخداما..

نديم الملاح: رشيد.

هشام رامز: الاستخدام الرشيد الاستخدام الأمثل للاحتياجات الأساسية يعني إيه احتياجات أساسية؟ الغذاء إحنا دولة مستوردة للغذاء فأنا ما قدرش إني مجرد عشان أدافع عن العملة أروح أخلص الاحتياطي بتاعي بعد كده سيحصل إيه.

نديم الملاح: هل هناك أدوات أخرى بجانب هذه؟

هشام رامز: ما فيش لا شك فيها في أدوات كثيرة للسياسة النقدية من ضمنها أدوات كثيرة عنصر الفايدة مثلا، الفايدة أساساً مش عشان العملة الفايدة عشان التضخم.

نديم الملاح: كيف توازن ما بين استخدام لنتكلم أسعار الفائدة دون الإضرار والزيادة في التضخم مع أخذ عين الاعتبار ربما مصر قادمة على استحقاقات عن رفع الدعم ربما تشتعل الأسعار وترتفع؟

هشام رامز: لا هو ما فيش شك إنه إحنا بالنسبة لنا إحنا أساس التضخم أنت لما ترفع أسعار الفايدة تحاول إنك أنت تحارب التضخم إنك تقلل التضخم بس هو محاربة التضخم ما بتكونش بس بأسعار الفايدة هي كالسياسة النقدية والسياسة المالية لازم يبقى في جزء برضه للسياسة المالية للدولة.

نديم الملاح: طيب سياسة مالية تضخ في شرايين الاقتصاد وسياسة نقدية تكبح جماح هذا هناك يعني تعارض بين..

هشام رامز: هذا من ضمن الحاجات اللي بالنسبة لك لما عجز الموازنة نفسه دا شيء تضخمي لما يكون في عجز كبير بالموازنة بعمل تضخم، فبالتالي أنت في لازم يبقى فيه دور للسياسة المالية دور للدولة في حاجات كثيرة جداً زي إن في حاجات أسعارها بتطلع عشان وصول السلعة ما هواش سهل يعني ساعات مثلاً أسباب أمنية إن مثلاً البضائع ما تعرفش تعدي في مشاكل كسعر البضاعة زائد لأن الـ Supply ما بيوصلش في الميعاد المناسب فهي سياسات متكاملة ودا اللي إحنا نعمل عليه بالوقت عملنا حاجة جديدة لجنة عليا لمتابعة المشاكل الهيكلية اللي لها تأثير على أسعار السلع والخدمات إن في مشاكل هيكلية من ضمنها النقل، وصول السلعة إلى الأسواق، سهولة الوصول إلى الأسواق دي تؤثر على الأسعار طبعاً.

انتعاش السوق السوداء في مصر

نديم الملاح: أعود إلى النقطة التي تحدثت عنها السوق السوداء قبل 10 سنوات تقريباً تم القضاء شبه كامل على هذه الظاهرة لماذا عادت بهذه القوة الآن؟

هشام رامز: هي طبعاً موجودة لأن في لها أسباب كثيرة وهي من ضمن أسبابها إن في ناس كثير مثلاً تبقى عندها احتياجات في ناس تنقل القلق والإشاعات والكلام ده كله، أنت كل يوم يطلع إشاعات، زي إشاعة تقول لك إيه إن خسارة في البنوك طلعت قبل كده الإشاعة دي، البنوك المصرية من أقوى يمكن أقوى حاجة الجهاز الاقتصادي المصري هو الجهاز المصرفي.

نديم الملاح: كيف تفسر إذن تخفيضات التصنيف الائتماني التي حدثت؟

هشام رامز: لا التخفيضات دي طبيعة لسبب بسيط إن التخفيضات الأدبية الدولة Sovereign بالتالي لازم البنوك تبقى أقل من الدولة دا في أي حتة من العالم، مش ممكن البنك يبقى أعلى من درجة الدولة فبنزل الدولة درجة بنزل البنك تحت الدولة لكن البنوك المصرية capital adequacy ratio نتكلم بمعدل 16.5% دا مش موجود في أي حتة بالعالم تتكلم عن بنوك ميزانيتها قوية نتكلم عن بنوك بالاقتصاد قوية نتكلم عن بنوكvery solid  ما عندهاش مشاكل ما إحناش زي أوروبا زي في بنوك في أوروبا رغم مشاكل أوروبا الأساسية هي المشاكل اللي هي لها علاقة بالجهاز المصرفي، فإحنا الحمد لله ما عندناش النقطة دي، الجهاز المصرفي قوي وما فهوش أي مشكلة الإشاعات بقى والكلام ده عشان تخويف الناس تبقى لها أثر سلبي.

نديم الملاح: دكتور ألا تعتقد أن البنك المركزي ساهم ولو بصورة غير مباشرة من خلال عملية ضخ سيولة محددة سواء يومياً أو أخيراً 3 أيام في الأسبوع في إيجاد طلب أعلى على الدولار وبالتالي تعميق السوق السوداء؟

هشام رامز: لأ هو إن أنت مش مغطي العرض كله أكيد خلقت سوق، آه يعني مجرد إن أنت مش مغطي كل الطلبات بس أنت بتوصل لمرحلة الأهمية عندك إيه إن أنت يعني إحنا لو كنا عملنا كده من السنة  دي تبقى السنة أقل، لكن أنا أهم حاجة عندي إن أنا بالنسبة لي لو غطيت كل الطلب أنا المهم أبقى sustainable فلازم إن أنا أحافظ على استخداماتي للاحتياطي ده فيما يخصني من السلع الأساسية اللي هي لها تأثير على التضخم اللي أنا ببص عليه ولها تأثير على رجل الشارع في الآخر فبالتالي في حاجة اسمها الاضطرار لكن أنا لو مشيت أنا أغطي كل الاحتياجات أي كانت هي وما عنديش إيراد جاي لي فدي المشكلة، أول ما العجلة تدور والإيراد والـ Cash Flow نسميه التدفق النقدي الطبيعي ستقدر الكلام ده كله تغطيه والسوق السوداء ستختفي on  known time في خلال أيام يعني بس يكون عندي إن أنا ابتديت العجلة تدور.

نديم الملاح: طيب إلى ماذا تعزو رفع أسعار الفائدة لأول مرة منذ 13 شهراً ما هي كانت الحاجة لرفعها؟

هشام رامز: لا إحنا أعلنا في البيان الصحفي بتاعنا أسبابنا ليه رفع الفائدة لأن أنا دوري الأساسي كبنك مركزي وهي بأن نستمر في الحفاظ على قدر من الأسعار يعني نحارب التضخم أرقام التضخم في شهر فبراير كانت عالية جداً لأول مرة منذ مدة كبيرة الرقم الشهري يزيد تقريباً 2.8% في شهر على معدل اللي كان ماشي في حدود 0.5% on average فطبعاً نطة كبيرة جداً إلى جانب إننا نبص للأرقام المستقبلية، التوقعات المستقبلية فإحنا شايفين في trends جامد للتضخم مش معقولة إن أنا أجي أشوف التضخم شغال وإن نحنا أسيب أنا ما أتحركش في يقولك لك ما دي ستؤثر على التكلفة المالية إن هي أكبر مدين بتستلف أيوه أنا عندي أولوياتي أنا أعمل شغلي والمالية تعمل شغلها، تقلل في ميزان المدفوعات بتاعها، لكن أنا ما أقدرش أضر، لأن أخطر حاجة في الاقتصاد هو التضخم أخطر حاجة بالنسبة للبنك المركزي هو التضخم، التضخم مع عدم نمو نسميها زي ما هو معروف stagflation أخطر حاجة ممكن تواجه أي اقتصاد في الدنيا أو تواجه بنك مركزي وأنا كبنك مركزي لازم أقوم بدوري والحكومة تقوم بدورها وده اللي يرجع لنا بنقطة الاستقلالية التامة للبنك المركزي أنا مش بشتغل للحكومة والحكومة لها سياستها لكن في الآخر لازم نتقابل لمصلحة الصالح العام بتاع الاقتصاد المصري.

استقلالية البنك المركزي المصري

نديم الملاح: ربما دكتور أنت تدفعني إلى سؤال استقلالية، البنك المركزي في مصر مستقل الآن دون أي تدخلات؟

هشام رامز: البنك المركزي في مصر مستقل بقى له أكثر من سنة 2003 استقلال تام وأنا طبعاً دي حاجة مستمرة وحاليا البنك المركزي مستقل استقلال تام ودي حاجة معروفة ما حدش يتدخل في سياسة البنك المركزي، البنك المركزي دوره هو السياسة النقدية والبنوك المصرية والحفاظ على البنوك المصرية وله استقلالية تامة نحن ليس لنا علاقة بأي فكر سياسي أيا كان هو إيه، ودا هو موجود بأي حتة بالعالم، أي بنك مركزي بالعالم عنده استقلالية تامة وده هي القوة اللي تكون موجودة فيه.

نديم الملاح: كيف يرى أبو البنوك الخطوات التي قامت بها بعض الدول الأوروبية ببيع وحداتها في مصر؟

هشام رامز: شيء طبيعي، هو عنده مشاكل في بلده وباع وحدات، وهو يبيع وحدات اللي هي زي البنوك الفرنسية لما باعت وحدات ناجحة جداً كانت بتحقق له أعلى أرباح مقارنة بفروعه بأي حتة في أوروبا موجودة، كان بعمل عائد على حقوق الملكية فوق 35% رقم مش موجود في أي حتة بأوروبا ولا يعملوا الكلام ده، فحاجة مربحة يستطيع يبيعها، بل العكس أنا ممكن أشوف دي الناس اللي جاءت تشتري ما هي جاءت تشتري ليه؟ لأنها شايفة Potential ما هياش جاءت تشتري واشترت بأسعار سوق عالية بالمقارنة حتى بأسعار البنوك المتداولة في أوروبا كـ PE أو Price Stock فبالتالي دي علامة جيدة.

نديم الملاح: هذه العلامة الجيدة هل تدفع البنك المركزي في ربما التفكير في خصخصة بعض البنوك الحكومية؟

هشام رامز: لا الفكرة دي مش واردة خالص.

نديم الملاح: طيب هل هناك اتجاه لتعديل قانون البنك المركزي؟

هشام رامز: حالياً لأ ما فيش حاجة واردة في تعديل البنك المركزي.

صندوق النقد الدولي والسياسة النقدية للمركزي

نديم الملاح: طيب الحديث في مصر أو الشغل الشاغل اقتصاديا هو موضوع صندوق النقد الدولي، هل لصندوق النقد الدولي من قريب أو بعيد شروط فيما يتعلق في أداء البنك المركزي، من حيث الاحتياطي أو سعر العملة؟

هشام رامز: لا لسه، صندوق النقد الدولي يطلب خطة من الحكومة، خطة الإصلاح الهيكلي التي هي بتعمله بالاقتصاد الحكومة بتعمل الخطة بتاعتها والصندوق ينظر بهذه الخطة ولما يشوف إنها خطة على المدى الفترة اللي هي مقدمة فيه خطة ناجحة بيديها الدعم، بالنسبة للبنك المركزي هو ليس له علاقة بالبنك المركزي، البنك المركزي يبقى الرأي الفني للحكومة يعني الحكومة المصرية فعلاً عملت برنامج وعاملة برنامج على مراحل مختلفة ولأن هو لازم البرنامج ده ما لوش علاقة.. مش بس له خص بالصندوق لأنه ما يقدرش إنه يفضل مكمل كده في عجز الموازنة عالي بزيد سنة عن سنة ما هو لا يصح لأن كل ما يزيد عجز الموازنة كل ما ده  يؤثر لك على حاجات كثيرة جداً في الاقتصاد المصري ويضرب في الاقتصاد المصري ويرفع التضخم وتأثيره يبقى عليه يعني هو لازم يقدم خطة الإصلاح بتاعته كدولة وبالتالي يناقشها مع  الصندوق، لكن الصندوق بالنسبة له إن هو تناقش معي كبنك  مركزي ويقول لي أعمل إيه ولا ما أعملش إيه؟ دي طبعاً غير واردة، وفي ناس تقول لك بحط شروط عليهم وسعر العملة والكلام ده أنا بقول الكلام ده غير وارد، إحنا نأخذ قراراتنا والدليل إن قرار اللي إحنا أخذناه كلجنة سياسة نقدية كان منتقد من بعض أعضاء الحكومة اللي هو بالنسبة لهم بتزود التكلفة بتاعتهم، أنا بالنسبة لي أخذ قراري بما يفيد الاقتصاد كما نراه كبنك مركزي، ففي استقلالية تامة للبنك المركزي في اتخاذ قراره، لا يمكن ولا الصندوق، في فرق إن إحنا الصندوق أو البنك الدولي لما يجيبوا يقعدوا معانا نبقى نأخذ Technical Support اللي هو دعم فني، تبادل، بقول ده طبيعي لكن يحط علي شروط أو يحط لي، الكلام ده الحقيقة مش موجود.

نديم الملاح: الودائع فيما يتعلق بالبنك المركزي تحديداً من دول الخليج قطر تحديداً، هناك حديث بأن ربما زيارتك لقطر لطلب استكمال الوديعة القطرية، وهناك كانت أنباءنا الوديعة القطرية سابقاً تم إيداعها بالكامل هل هذا صحيح؟

هشام رامز: أنا حقيقة جاي قطر عشان المؤتمر اللي أنت عارفه واللي أنت كنت مستنيني بعدما خلصته اللي هو مؤتمر اللي هو الإسلامية اللي هو وإحنا كبنك مركزي مصري أعضاء بهذا المجلس، فأنا جاي للمؤتمر ما جيتش إن أنا أتكلم على موضوع وديعة، الودائع اللي موجودة كانت اتفاقيات حكومية بين الدولتين.

نديم الملاح: طيب اتخذ البنك المركزي من إحدى الإجراءات الحد الأعلى سواء إخراج النقد وحتى المعاملات الإلكترونية هل تم رفع هذا الحد أو هل كانت ناجعة حتى الآن؟

هشام رامز: لا هو طبعاً بعد الثورة كان في قرار إن بالنسبة للأفراد المصريين ما يقدر يحول برا أكثر من 100 ألف دولار، ودا يحصل، وحصلت في بلاد أوروبية في وقت من الأوقات إيطاليا ما رضيتش تحول فلوس برا إنما في إيطاليا مثلا في الثمانينيات والتسعينيات كان في restrictions إحنا طبعاً بعد الثورة اتخذنا القرار ده عشان ما يحصلش تحويل يعني لأسباب كثيرة أخدنا القرار، فكان لفرد من الأفراد، لكن ما منعناش الشركات ما منعناش الأجانب، الأجانب كلهم حولوا اللي هم عايزينه ما فيش مانع للأجانب، كان للأفراد المصريين، مستمر هذا القرار يعني لما تبدأ الأمور إن شاء الله تهدأ ثاني والقرار ده مفروض ما يبقاش ويبقى مؤقتا، أخذت قرارا جديدا لما جيت وقلت على شان الأفراد المصريين اللي عندهم فلوس برا وعنده وشايف فرص استثمار في مصر وخايف يجيب فلوسه عشان لو دخلها مش هيعرف يطلع غير 100 ألف دولار قلت أي حاجة تخش بعد 9 فبراير عن طريق الجهاز المصرفي في مصر ويستثمر في بلده أو خلص استثماره عمل وديعة سواء مش عارف إيه، يقدر يطلع المبلغ بالكامل أياً كان المبلغ ديت.

نديم الملاح: ما رأيك بقانون الفتيكا الأميركي وهل هذه تجربة من الممكن تطبيقها مصرياً محليا؟

هشام رامز: لا الحقيقة إحنا ما إحناش ما وصلناش لدرجة إن إحنا نطبقها على المصريين في الخارج يعني؟ لا فكرة غير واردة التجربة هي نفسها منتقدة من ناس كثير بالعالم يعني.

نديم الملاح: وستوقع مصر على هذه؟

هشام رامز: أكيد طبعاً سيبقى، رأي الحكومة المصرية توقع زي ما أوروبا كلها بتوقع فيه.

توسع نشاط المصارف الإسلامية

نديم الملاح: الصيرفة الإسلامية هل هناك نية للتوسع فيها في مصر؟

هشام رامز: هو عمره ما كان في نية عدم التوسع وما فيش نية للتوسع، ده سوق عرض وطلب، البنوك لما تجد إن في طلب على منتج معين تظهره فالطلب موجود على الأدوات الإسلامية أهلاً وسهلاً، يعني هي ما فيش حاجة جديدة اختلفت لكن لو في طلب، يعني كل ما الطلب يزيد كل ما البنوك بتدي أدوات إسلامية جديدة كل ما بنوك بتطلب إن هي تقلب رخصتها لإسلامي بالكامل وده حصل عندنا في مصر لبعض البنوك اللي كانت موجودة جم مشترون للبنوك قلبوها إسلامي بالكامل وعاملين شغل كويس.

نديم الملاح: طيب آخر تعليق ربما أطلب منك دكتور، ما هي توقعاتك أو نظرتك لما يتعلق نتحدث فقط عن جانب السياسات النقدية، الوضع في مصر كيف تراه أنت؟

هشام رامز: مصر كاقتصاد فرصته كبيرة جداً للنمو، ولكن النمو ده لازم يتم يبقى فيه يعني نرجع ثاني لعجلة الإنتاج ونرجع للتوافق المجتمعي في كل المجالات ده أساسي وضروري ويجب أن يحدث وعشان  نبتدي نبص لقدام، فأرجو إن هو ده يكون الاتجاه بتاعنا، لكن لو تسألني إحنا عندنا مؤسسات ناجحة، الـ infrastructure ما زال قويا، فرص النمو بتاعت البلد كبيرة جداً، أنا أتكلم على بلد فيها حجم ضخم جداً من الاستهلاك، بتكلم على بلد فيها موارد طبيعية كثيرة جداً تصلح إن السياحة بتاعتك تبقى على مستوى أعلى بكثير، تتكلم على بلد موقعها الجغرافي ما ينفعش يتغير مهم جداً للعالم كله، بتكلم على بلد أهميتها للعالم كله كبيرة جداً، تتكلم على بلد فيها 90 مليون فيها سوق كبير جداً ففرص النمو ضخمة قوي فأنا  لما أجي أبص على الحاجات ديت بس لازم أعمل شغلي لازم نبتدي نبص لقدام ونبتدي نتوافق ونشتغل وأنا يعني أنا مش سأقدر، أنا أرى إن ده الطريق الوحيد قدامنا ومصر إن شاء الله ستعدي كل الظروف الموجودة بشعبها وناسها اللي قدر يعمل حاجات كثيرة في أزمنة أصعب من كده، الشعب المصري اللي هو عدى من أزمات كثيرة قبل كده إن شاء الله نقدر نعدي منها وعندنا الإمكانيات اللي إحنا نعدي منها بإذن الله.

نديم الملاح: محافظ البنك المركزي المصري الدكتور هشام رامز شكراً جزيلاً لك على هذا اللقاء، وشكراً لكم مشاهدينا على المتابعة في أمان الله.