لقاء اليوم 29-6-2008 / لقطة عامة
لقاء اليوم

محمد علي طلعت.. القضية القبرصية

تستضيف الحلقة زعيم القبارصة الأتراك محمد علي طلعت ليتحدث عن مستقبل المفاوضات بين شطري قبرص، وعن معنى القضية القبرصية لكل من تركيا واليونان؟

– مستجدات المفاوضات في القضية القبرصية
– صعوبات المرحلة الجديدة واحتمالات المستقبل

مستجدات المفاوضات في القضية القبرصية


 يوسف الشريف
 يوسف الشريف
محمد علي طلعت
محمد علي طلعت

يوسف الشريف: أهلا بكم. ضيفنا لهذه الحلقة من برنامج لقاء اليوم السيد محمد علي طلعت زعيم الطائفة القبرصية التركية ورئيس الشطر الشمالي القبرصي التركي، أهلا وسهلا بكم في قناة الجزيرة. بداية أنتم تستعدون الآن لجولة جديدة من المفاوضات القبرصية من أجل توحيد الجزيرة، ما الذي يختلف هذه المرة عن جميع المفاوضات التي سبقت؟ حوالي 34 عاما مرت الآن من المفاوضات ولم تنته بنتيجة، ما الذي يجعلنا نقول بأن هذه المفاوضات مختلفة هذه المرة؟


محمد علي طلعت: من الصعب المقارنة بين الوضع الحالي وبين ما كان الأمر عليه قديما، لكن إذا ما نظرنا فقط للسنوات الأربع الأخيرة فيمكننا القول إن هناك فرقا كبيرا اليوم، فخلال السنوات الأربع الأخيرة لا يمكن الحديث عن لقاء جاد بيني وبين الزعيم القبرصي اليوناني، لقاءاتنا المقلقة كانت بضغط من الأمم المتحدة واتخذنا قرارات مهمة خلال هذه اللقاءات لكنها لم تطبق أبدا، الجانب القبرصي اليوناني حاول خلال تلك الفترة التهرب من مسؤولياته ومن أية مفاوضات، فمثلا اتفقت مع باباديبولوس في الثامن من يوليو/ تموز عام 2006 على تشكيل لجان العمل والمتابعة لكن القرار بقي حبرا على ورق لأننا لم نستطع أن نتفق حتى على اسم تلك المجموعات ووظائفها أو حتى أسماء المشاركين فيها وعليه فإذا قارنا تلك الفترة مع الشروط الحالية فإنني أستطيع أن أقول وبثقة إن الموقف اليوم أفضل بكثير، هذا أولا. ثانيا، الشروط اليوم تختلف عن شروط المفاوضات القديمة لأن قبرص قديما كانت جزءا من لعبة الحرب الباردة، قبرص كانت أهم ضحايا تلك الحرب، الجميع كان ينظر إلى القضية القبرصية من تلك الزاوية الجميع كان يعتبر أن القضية القبرصية يمكنها أن تنتظر دون حل وأن حلها أو بقاءها على حالها لن يؤثر في العلاقات مع تركيا أو الاتحاد الأوروبي أو القوى الخارجية، الجميع كان يعتبر القضية القبرصية مسألة داخلية محدودة داخل حدود هذه الجزيرة فقط، البعض كان يتساءل فيقول ماذا سيكسب العالم لو أن القضية القبرصية حلت؟ أو ماذا سيخسر العالم لو بقيت القضية على حالها؟ حتى من وجهة النظر التركية كانت أنقرة تنظر إلى قبرص على أنها ورقة ضغط يستخدمها الاتحاد الأوروبي ضدها ليس أكثر، واليونان كذلك كانت ترى أن القضية القبرصية عبارة عن مساع سياسية لضم الجزيرة إليها ليس أكثر. وبالنسبة للقبارصة اليونانيين فإنهم كانوا يحاولون دائما خلال المفاوضات القديمة فرض سيادتهم علينا وعلى كل الجزيرة أو إلحاق الجزيرة باليونان، لكن اليوم الوضع مختلف تماما فقبرص اليوم عضو في الاتحاد الأوروبي وتركيا مرشحة للانضمام إلى الاتحاد وإذا ما انضمت تركيا إلى الاتحاد فإن هذا سيعني حل القضية القبرصية بالضرورة، باختصار أقول إن الاهتمام الدولي والعالمي اليوم بحل قضيتنا أكبر وأكثر مما سبق. بالإضافة إلى كل ما سبق هناك عامل آخر مهم اليوم وهو وجود زعيم قبرصي تركي يتحدث إليك الآن وعازم على حل القضية القبرصية ويريد توحيد الجزيرة وفي الجانب اليوناني من الجزيرة أيضا نرى قائدا يقول على الأقل إنه عازم على حسم هذه القضية وحلها ويُنظر إليه على أنه رجل الحل لو أغفلنا موقفه السابق من خطة الحل التي طرحها كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة عام 2004، ولذا فإن الوضع مختلف عما سبق.


يوسف الشريف: الجميع يبدو الآن متفائلا، هناك زعيمان يساريان يسعيان الآن لحل هذه القضية القومية بعيدا عن التطرف القومي لنقل، لكن هناك من يقول بأن هناك أيضا شروط غير مناسبة للحل الآن، ما يحدث في أنقرة، مصير الحكومة التركية هناك وأيضا تردد الطرف القبرصي اليوناني. هل ستؤثر هذه على المفاوضات والمباحثات؟


انضمام الشطر اليوناني فقط للاتحاد الأوروبي دون انضمامنا نحن في القسم التركي سبب لنا مشكلة كبيرة لأن الاتحاد الأوروبي كان بإمكانه أن يشترط توحيد الجزيرة أولا قبل ضمها إليه

محمد علي طلعت: صحيح، هناك مشاكل كما ذكرت واسمح لي أن أضيف مشكلة أخرى لم تذكرها وهي انضمام قبرص إلى الاتحاد الأوروبي فانضمام الشطر اليوناني فقط إلى الاتحاد الأوروبي دون انضمامنا نحن في القسم التركي يسبب مشكلة كبيرة لنا لأن الاتحاد الأوروبي كان بإمكانه أن يشترط توحيد الجزيرة أولا قبل ضمها إليه وهذا كان من شأنه أن يسرع في آلية الحل من الطرفين لكن منح القبارصة اليونانيين العضوية دون شروط أزال آخر وأهم عامل ضغط عليهم من أجل الجلوس إلى طاولة المفاوضات وهم بدؤوا فعلا بالهروب من الطاولة بعد حصولهم على العضوية وأصبحنا نجد صعوبة كبيرة في الضغط عليهم عبر المجتمع الدولي للجلوس إلى المفاوضات، والعامل الوحيد المتبقي لدفعهم للتفاوض معهم هو ما تحدث عنه خريستوفياس خلال دعايته الانتخابية للرئاسة وهو تخوفه من أن يتجسد تقسيم الجزيرة وإلى الأبد إن هم أصروا على ترك المفاوضات، هذا هو العامل الوحيد المتبقي لدفعهم للتفاوض معنا. لكن هناك أيضا مشاكل أخرى كما ذكرت أنت قبل قليل وهي تردد المفاوض القبرصي اليوناني ولجوئه إلى حيل سياسية من أجل التهرب من تعهداته السياسية وآخر مثال على ذلك توقيع خريستوفياس مذكرة تفاهم مع بريطانيا تنسف ما اتفقنا عليه في 23 مايو الماضي بحضور الأمم المتحدة ورعايتها وهذا التصرف حدث مع بريطانيا التي يفترض أنها إحدى الدول الضامنة للقضية القبرصية. للأسف الشديد هذا ما يحدث، نتفق على شيء ثم نفاجأ بأن السيد خريستوفياس يلتفت من وراء ظهورنا ويتفق مع الآخرين على شيء آخر، هذا حدث وسيحدث ونتوقع أن يتكرر مستقبلا لأن طريق المفاوضات هذه طريق طويلة وصعبة وليست سوية ونتوقع فيها كل أنواع الصعوبات والمشاكل لكن أؤكد أنه إذا أراد القبارصة اليونان التوصل إلى حل وهناك في الشطر التركي من سيساعدهم ويسير معهم إلى ذلك الحل لكن يبدو أن إرادة خريستوفياس لوحدها غير كافية خصوصا وأن شركاءه في الائتلاف الحاكم يشكلون جبهة رفض لحل القضية القبرصية أو الجلوس إلى طاولة المفاوضات وعلى رأسهم الرئيس السابق السيد باباديبولوس.


يوسف الشريف: في 23 مايو الماضي توصلتم أنتم والرئيس القبرصي خريستوفياس إلى اتفاقية مهمة، إلى تفاهم لنقل مهم بحضور الأمم المتحدة هنا وإحدى أهم هذه النقاط والتي اعتبرت من جانبكم نصرا عظيما هي الاتفاق على دولة فيدرالية لكن بطرفين مؤسسين متساويين، أنتم دائما تسعون إلى المساواة في السيادة رغم أنكم أقلية من حيث العدد في الجزيرة لأن الجزيرة القبرصية أو الجمهورية القبرصية قامت على هذا الأساس في عام 1960، المساواة في السيادة رغم التفاوت العددي الكبير هذا، الآن تم العودة إلى هذه النقطة وهذا كسب كبير بالنسبة إليكم، لكن كما ذكرت قبل قليل الجانب اليوناني يحاول التهرب الآن، إلى أي مدى يمكن أن تضعف هذه الاتفاقيات الجبهة الداخلية في قبرص اليونانية؟ هل تعتبر أن خريستوفياس ندم على هذه الخطوة؟


محمد علي طلعت: هذا سؤال مهم، والحقيقة أنني لا أعرف بالضبط لماذا سعى خريستوفياس إلى نقض تفاهمنا أمام الأمم المتحدة، على الأغلب يبدو أنه ندم على هذا الاتفاق ويحاول التهرب منه. لكن فيما يتعلق بدور الأمم المتحدة وماذا ستفعل حيال تصرف خريستوفياس ذلك أقول إن مساعد الممثل الخاص بسكرتير عام الأمم المتحدة بشأن القضية القبرصية السيد باسكو زارنا قبل أيام وقد أكد لي أن الأمم المتحدة تدعم الاتفاق الذي توصلنا إليه ولن تتراجع عنه وأنه قد ضمن تلك الاتفاقية التقرير الذي يقدمه بشكل دوري للأمين العام. ونحن أيضا من جانبنا لن نفرط في تلك الاتفاقية لأنها القاسم المشترك الأدنى الذي يجمعنا مع خريستوفياس وإذا كنا نسعى للوصول إلى حل فيجب أن نتمسك بما تم الاتفاق عليه ونبني عليه مستقبلا لا أن نتراجع عنه وبالتالي فإننا لن نتخلى عن تلك الاتفاقية أو نتراجع عنها.


يوسف الشريف: أعزائي المشاهدين فاصل ونعود لمتابعة اللقاء.

[فاصل إعلاني]

صعوبات المرحلة الجديدة واحتمالات المستقبل


يوسف الشريف: أهلا وسهلا بكم مجددا. السيد محمد علي طلعت الآن ستبدأ المفاوضات، برأيك ما هي أصعب نقطة ستواجهكم خلال هذه المرحلة الجديدة من المفاوضات؟


محمد علي طلعت: نحن نريد بداية المفاوضات النهائية والجدية وفورا، علينا أن نجلس إلى طاولة المفاوضات وأن لا نتركها حتى الوصول إلى حل نهائي للقضية وأن نسخر كل طاقاتنا وكل إرادتنا من أجل الوصول إلى ذلك الحل، هذا ما نريده، أما سياسة الهروب والتعذر بأي شيء للتأجيل فهي غير مقبولة من طرفنا، الجانب القبرصي اليوناني يحاول الهرب لأن شركاء السيد خريستوفياس في الحكم يقيدون يديه ويرفضون الحل. نحن حتى الآن نجري لقاءات تحضيرية لتلك المفاوضات وإذا استطعنا أن نتخذ قرار البدء في المفاوضات دون تأخير سيكون هذا أهم مكسب لنا في لقائنا القادم. عندما التقينا في الحادي والعشرين من مارس الماضي اتفقنا حينها على بدء التفاوض بعد ثلاثة أشهر أي أننا كان يجب أن نبدأ المفاوضات قبل حوالي أسبوع أو أكثر ولا نعرف سببا واضحا لهذا التأجيل، فتأجيل المفاوضات أهم مشكلة تواجهنا حاليا.


يوسف الشريف: يعني الطرف القبرصي اليوناني يقول بأن عليكم أن تقدموا بعض خطوات حسن النية من أجل استمرار هذه المفاوضات وهناك تصريحات تطالبكم بسحب نصف القوات التركية الموجودة هنا على الجزيرة في الشطر الشمالي القبرصي كبادرة حسن نية، نحن نعلم أن القوات التركية الموجودة هنا لحماية الطرف التركي من الجزيرة هي موضع بحث وخلاف شديد في هذه المفاوضات لكن هل يمكن خروج أي عدد من القوات التركية قبل الوصول إلى نتيجة كاملة ومحددة؟ هل يمكن أن تكون خطوة مقابل خطوة؟


محمد علي طلعت: أولا يجب أن نتوصل إلى اتفاق ثم ننفذ كل ما علينا أن نفعله فجميعنا نحن والقبارصة اليونان والأمم المتحدة متفقون على ضرورة التوصل إلى حل شامل ومتكامل من خلال المفاوضات فلا يمكننا عمليا أن نتفق على جزء ونهمل ونؤجل الجزء الآخر من القضية، لا يمكن تقسيم المفاوضات إلى أجزاء أو مراحل لأن المواضيع متشابكة ومتداخلة فموضوع الجيش التركي والأمن وغيرها كلها متداخلة ولا يمكن فصلها عن بعضها، علينا أن نتوصل إلى حل شامل ثم نقوم بما يمليه هذا الحل.


يوسف الشريف: يعني أنتم غير مستعدين لإلقاء أي خطوات قبل الاتفاق النهائي؟


قبل التوقيع على الاتفاق النهائي لا يمكننا إلقاء أي خطوة عملية إلا في حدود خطوات تعزيز الثقة وهي خطوات لا تمس القضايا الأساسية

محمد علي طلعت: كلا، هذا غير وارد، قبل التوقيع على الاتفاق النهائي لا يمكننا إلقاء أي خطوة عملية إلا في حدود خطوات تعزيز الثقة وهي خطوات لا تمس القضايا الأساسية، يعني كلا الطرفين لديهما مقترحات لمجموعة من القضايا التي من شأنها تعزيز الثقة بين الطرفين وهي أمور نبحثها مع الأمم المتحدة ومن خلالها ويمكن تطبيق هذه الاقتراحات خلال المفاوضات بالتدريج لأنها ستساعد على تعزيز الثقة والتقارب بيننا لكنها لن تؤثر مباشرة في القضايا الرئيسية المطروحة للتفاوض. يعني على سبيل المثال نحن اقترحنا أن يتعهد الطرفان بعدم إجراء مناورات بالمدافع والأسلحة الثقيلة بالقرب من الحدود الفاصلة بين الطرفين، أيضا اقترحنا سحب القوات من الطرفين إلى مسافة معينة بعيدا عن الحدود منعا لأي استفزاز عسكري أو مشاحنات، هذا فيما يتعلق بالشأن العسكري وهناك أمور مدنية أخرى مثل فتح المزيد من البوابات الحدودية بين الجانبين لزيادة إمكانية الاختلاط والتعايش وأيضا تشكيل لجنة مشتركة لتقريب وجهات النظر تتكون من جمعيات المجتمع المدني في كلا الطرفين حيث يمكن للمشاركين في هذه اللجنة الحوار بعيدا عن السياسة من أجل تقريب وجهات النظر بين المجتمعين وهذا ما نحاول عمله الآن وتحاول اللجان المشتركة القائمة عمله، كل هذه الاقتراحات كما ترى لا تمس بالقضايا الرئيسية للقضية لكن سحب الجيش التركي من الجزيرة هذا أمر يخص القضية في الصميم ولا يمكن البت فيه قبل انتهاء المفاوضات والوصول إلى اتفاقية نهائية.


يوسف الشريف: الآن الطرف القبرصي اليوناني ليس لديه ما يخسره إن امتدت المفاوضات إلى ما لا نهاية ربما، هذا ما تقوله تركيا ويقوله الجانب التركي، ولا يوجد ما يضغط عليه لإنهاء هذه المفاوضات لكن هناك انتقادات بشأنكم بأنكم متحمسون جدا لعقد اتفاقية لدرجة أنكم ممكن أن تقدموا تنازلات كثيرة، هذه الصورة التي تروج عنكم أحيانا من خلال المعارضة في تركيا وهنا في قبرص التركية، هل سعيك إلى الحل بهذه السرعة هو دليل ضعف لأنك أنت مضطر إلى إنهاء هذا الوضع والتوقيع على اتفاقية حل قبل انتهاء مدة الرئاسة أم أنه مجرد تكتيك؟


محمد علي طلعت: يجب أن أوضح نقطة مهمة هنا، لقد أثبت في أكثر من موقف وأكثر من مرة أنني جاد في نيتي للوصول إلى حل لهذه القضية وعازم على ذلك وموقفي هذا له أسباب عدة وأهمها هو أن القبارصة الأتراك في حاجة ماسة إلى هذا الحل لأننا نحن الذين نعاني من الحصار الدولي المفروض علينا، نحن الذين نعيش تحت الحصار وهدفي هو رفع هذا الحصار وانفتاح الشطر الشمالي من قبرص على العالم من أجل حل دائم وعادل للقضية ولكنني في نفس الوقت أعتقد أن القبارصة اليونانيين أيضا بحاجة إلى الحل حتى لو تصرفوا بعكس ذلك وكأن حل قضيتي لا يعنيهم، والسبب هو أن تأخير الحل يعني تثبيت الأمر الواقع وتجسيد انقسام الجزيرة إلى دولتين منفصلتين ولمنع هذا الانقسام يجب أن نتوصل إلى حل من أجل توحيد الجزيرة من جديد. وعلى صعيد المدى البعيد أيضا يجب أن لا يفرح القبارصة اليونانيون بانضمامهم بمفردهم إلى الاتحاد الأوروبي ويعتبرون أن القضية انتهت عند هذا الحد فبقاء الوضع على ما هو عليه دون حل قد يفسح المجال لنشوب منازعات جديدة من أصغر عملية استفزاز مقصود أو غير مقصود فلا يجب عليهم أن يعتقدوا بأننا نحن وحدنا فقط الذين بحاجة إلى حل هذه القضية وهم بعيدون تماما عن مشاكلها، هم أيضا بحاجة إلى التفاهم معنا. صحيح أن المجتمع الدولي لا يمارس أية ضغوط عليهم من أجل الحل لكن هناك حقيقة تقول بأن خريستوفياس انتخب رئيسا بسبب وعوده بحل القضية وهذا شكل جوا إيجابيا لدى المجتمع الدولي الذي بدأ يتفاءل بالتوصل إلى حل أما إذا تبين لاحقا أن خريستوفياس أيضا يحاول التهرب من المفاوضات كسابقه فإن المجتمع الدولي لن يقبل بذلك وسيمارس ضغوطا قوية عليه حينها وقد يهدد المجتمع الدولي حينها بقبول تقسيم الجزيرة إلى الأبد وهذا في غير صالحه. نحن كما ذكرت لك على أهبة الاستعداد لإنهاء هذا الخلاف لكن عزمنا هذا لا يدفعنا للتنازل عن حقوق الشعب القبرصي التركي في الجزيرة، نحن نريد حلا يقوم على العدل واسترداد الحقوق الدستورية المسلوبة منا من أجل أن يكون هذا الحل باقيا ونهائيا أما الحديث عن تقديم تنازلات معقولة من أجل الحل فهذا بالطبع مطروح بشرط أن يكون من الطرفين.


يوسف الشريف: لنقل أنكم أنتم يعني بصراحة أنتم أقمتم جمهوريتكم المستقلة ولا يعترف أحد فيها في العالم سوى تركيا، متى يمكن القول بأن الحل هو هذا، هو بقاء هذه الجمهورية وبقاء الجزيرة مقسمة، إذا فشلت هذه المفاوضات مع خريستوفياس هل سنعود مجددا من مفاوضات أخرى أم أن هناك نقطة عندها سيكون الحل مستحيلا؟


محمد علي طلعت: يهمني أن أقول إنه ورغم الحصار الدولي المفروض علينا فإننا استطعنا أن نطور علاقاتنا مع العالم بشكل ما فنحن عضو مراقب في منظمة المؤتمر الإسلامي ثاني أكبر منظمة دولية من حيث عدد الأعضاء، وهناك عدد من فعاليات المؤتمر الإسلامي تقوم على أرضنا هنا في شمال قبرص وسياستنا التي تؤكد رغبتنا وعزمنا على حل القضية بدأت تفتح أبوابا كثيرة أمامنا في المجتمع الدولي الذي بدأ يدرك حقيقة الأمر وبدأ يتأكد من أن القبارصة الأتراك يريدون حلا للقضية القبرصية يوحد الجزيرة بينما يتهرب القبارصة اليونانيون من ذلك. ونحن ننتظر المزيد من الدعم والعلاقات من دول العالم الإسلامي بالتحديد لأنه واضح أننا نتعرض إلى ظلم كبير من المجتمع الدولي وننتظر من دول العالم الإسلامي أن تنصفنا. لكن فيما يخص سؤالك عن إلى متى ستستمر هذه المفاوضات، فأقول إن هذا يتعلق بالظروف التي ستمر بها المفاوضات وعلى موقف الطرف المقابل، هل سيفاوض خريستوفياس أم أنه سيحاول التهرب من جديد وعرقلة المفاوضات وتضييع الوقت. لا أعرف متى يمكننا أن نقول إنه لا فائدة من استمرار المفاوضات وإنه من الأفضل السعي إلى تثبيت تقسيم قبرص إلى دولتين تركية ويونانية، هذا يعتمد على سير المفاوضات كما قلت لكن أتمنى أن لا يدفعنا الطرف الآخر إلى ذلك الخيار، كما أن رأي الشريك الأممي مهم فمن المهم أن تقتنع الأمم المتحدة بأن الطرف اليوناني يتهرب ولا يريد التفاوض عندها يمكننا أن نبحث  عن خيارات أخرى.


يوسف الشريف: أخيرا، كيف تجد السيد خريستوفياس؟ يعني هناك من يتهمه في تركيا وحتى في قبرص التركية هنا بأنه متردد كثيرا يعني يصعب عليه كقائد اتخاذ قرارات صعبة لأنه يقدم على خطوة ومن ثم يتراجع. خلال المفاوضات كيف عرفت السيد خريستوفياس، هل يمكن أن تحدثنا عنه؟


محمد علي طلعت: ما ذكرته بالفعل يجعلني أشعر بالقلق، موقف خريستوفياس المتردد من خطة كوفي عنان، شركاؤه الذين يسعون إلى تقييد حركته، محاولته للتهرب من الاتفاق الذي توصلنا إليه كما فعل مع بريطانيا بعد اتفاق 23 مايو، نعلم أنه يحسب حسابا للمعارضة ولشركائه في الحكم وسيحاول طمأنتهم بعد كل خطبة يلقيها وهذا قد يتسبب لنا في مشاكل كثيرة ويزعجنا كثيرا ونتمنى أن لا يحدث فلو أنه كان من الممكن التوصل إلى حل في عهد باباديبولوس لكنا حلينا القضية حينها ولكن الواقع يقول بأننا لم نتمكن من التوصل إلى حل مع من سبقوا خريستوفياس ولذلك فإن القبارصة اليونانيين انتخبوا خريستوفياس من أجل التوصل إلى حل ومن أجل التصرف بشكل مختلف عن من سبقوه وهذا ما نتمناه، نتمنى أن يتمسك خريستوفياس بوعوده للتوصل إلى حل من أجل شعبه ومن أجل القضية القبرصية على خريستوفياس أن يثبت على موقفه الساعي لحل القضية.


يوسف الشريف: سيد محمد علي طلعت شكرا جزيلا لك على هذا اللقاء. شكرا لكم أعزائي المشاهدين وإلى اللقاء في حلقة قادمة.