المرصد

رحلة التواصل الاجتماعي.. والحروب السيبيرية بين القوى الكبرى

سلطت الحلقة الضوء على تغطية الإعلام للهجوم على صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية، ورحلة التواصل الاجتماعي من النقش على الحجارة إلى لوحة المفاتيح، كما تناولت الحروب السيبيرسة المتصاعدة بين القوى الكبرى.

أحداث متلاحقة وتغطية إعلامية غير مسبوقة للهجوم الذي استهدف صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية الأسبوع الماضي، وما تلاه من أحداث انتهت بمقتل من قالت الشرطة إنهم متهمون بارتكاب الحادث.

جدل واسع في فرنسا وأوروبا بشأن أسباب تنامي ظاهرة التطرف في فرنسا ومسؤولية الدولة عنها، وكذلك انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي العديد من التعليقات والآراء بشأن الهجوم وتبعاته.

حلقة الاثنين (12/1/2015) من برنامج "المرصد" سلطت الضوء على تغطية الإعلام الفرنسي والغربي لهجوم شارلي إيبدو، كما تناولت رحلة التواصل الاجتماعي من النقش على الحجارة إلى لوحة المفاتيح، ورصدت الحروب السيبيرسة المتصاعدة بين القوى الكبرى في العالم.

رحلة التواصل
قد يكون عصر الإعلام بدأ أقدم بكثير مما نتصور. كان التدوين وسيلة الإنسان للتواصل والتخاطب، متجاوزا الحدود الجغرافية والزمنية ليبني حضارات متلاحقة، ميزته عن باقي الكائنات.

فقد سعى الإنسان منذ حقب بعيدة إلى تدوين ما يجول في خاطره.. فرسم على جدران الكهوف، ثم خط على الجلد ورقائق النبات، حتى وصلنا إلى عصر الطباعة وآلاتها التي تدرجت جيلا بعد جيل.

مع اكتشاف الكهرباء، تغيرت معالم الحضارة الإنسانية، وتطور علم التواصل والإعلام، لتصل الثورة الاتصالية ذروتها مع انبلاج عصر الإنترنت.. الذي تحول العالم معه إلى قرية، والأخبار إلى نهر جارف لا يتوقف.

الحماية والتشفير
عندما قرر إدوارد سنودن أن يفضح وثائق الاستخبارات الأميركية، كان يعلم أن ما سيفعله لن يكون لا يسيرا ولا آمنا.. كان يدرك أن مراسلاته مع الصحفيين يمكن رصدها واعتراضها من قبل من يضرهم نشر مستندات وكالة الأمن القومي الأميركي حيث كان يعمل متعاقدا.

لجأ سنودن إلى تأمين جميع مراسلاته مع الصحفي الأميركي غلين غرينوولد وقتها في جريدة غارديان البريطانية. لكن مغامرة الرجلين كانت محفوفة بمطبات تقنية لا تحصى.

بعد أكثر من عام على سبق سنودن وغرينوولد، ما زال الإعلاميون ينبشون في تلك القضية الصحفية، وما حفلت به من دروس.

معارك سيبيرية
خرج استياء الاتحاد الأوروبي من تعاظم نفوذ محرّك البحث غوغل إلى العلن مع تصويت غالبية أعضائه مؤخرا على قرار يطالب بتقسيم أي شركة تُقدّم خدمة البحث على الإنترنت.

عمليا، يعني هذا القرار فصل خدمة البحث عن بقية الخدمات التجارية التي تُقدمها شركات الإنترنت.

ورغم أن القرار لم يذكر غوغل بالاسم فإنه كان المقصود به ضمنيا نظرا لاستحواذ الشركة الأميركية على 90% من سوق البحث على الإنترنت في عدد من دول أوروبا، مما يعطيها أفضلية مطلقة في الترويج لخدماتها على حساب الشركات الأخرى، وهو ما يعتبره الاتحاد الأوروبي نوعًا من الاحتكار يتم التحقيق فيه منذ سنوات.

وفي الحروب السيبيرية أيضا، حذّر مدير وكالة الأمن القومي الأميركية الأدميرال مايكل رودجرز من قدرة الصين على زعزعة الاستقرار في الولايات المتحدة من خلال شن هجمات إلكترونية.

وأكّد رودجرز أن الصين، بالتعاون مع دول أخرى، تستطيع إغراق مساحات من بلاده في ظلام دامس بهجوم إلكتروني تنفذه في أجزاء من الثانية، أو الإضرار بكثير من البنى التحتية والمرافق المحورية الأخرى.

وأكد رودجرز رصد برمجيات تجسس مصدرها الصين في أنظمة حواسيب بدوائر تمس الحياة اليومية للأميركيين، مطالبا بتحقيق قوة ردع مماثلة وعدم الاكتفاء بموقف دفاعي لأنه إستراتيجية خاسرة.