المرصد

صحفيون وخبراء يلمعون الصور السيئة للزعماء

سلط البرنامج الضوء على ظاهرة تلميع السياسيين والحكومات والدول، التي تبدأ بمقالات رأي تنشر في الجرائد الدولية، وتصل إلى عقود مع محللين سياسيين وكتاب محترفين.

تلميع صورة السياسيين لم يعد خطيئة في عالم السياسة المعاصر، بل أصبح هناك محترفون وشركات عابرة للمصالح والقارات تضطلع بهذه المهمة.

برنامج "المرصد" سلط الضوء على هذه الظاهرة، والتي تبدأ بمقالات رأي تُنشر في الجرائد الدولية، وتصل إلى عقود مع محللين سياسيين وكتاب محترفين بهدف تلميع هذه الحكومات وشخصياتها.

ظاهر هذه المهنة إعلامي بريء وباطنها إعلاني محض، ففي واحدة من الحالات الشهيرة التي عرفتها وسائل الإعلام ما حدث في سبتمبر 2013 حين كانت واشنطن تستعر بالجدل بشأن ما إذا كان على إدارة أوباما التدخل عسكريا ضد جيش النظام السوري.

في ذلك الوقت نشرت جريدة نيويورك تايمز مقالا تداولته مختلف وسائل الإعلام، كتبه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أقوى حلفاء الأسد، حيث ربطت بين الجريدة والرئيس شركة إعلان أميركية تعمل لصالح الكرملين.

يقول الباحث الإعلامي دايا سوثو من جامعة وستمنستر إن هذا المقال أحدث تأثيرا واسعا، بينما لو نشر المقال في روسيا لتقيد بحدود جمهورها.

دول غير شفافة
ووصف سوثو الدول التي تلجأ إلى تلميع صورها بأنها دول غير شفافة كالصين وإيران وروسيا ونيجيريا، ولا تجيد التواصل مع الآخرين، لذلك تحتاج إلى من يقدمها بصورة جذابة في الصحافة الغربية.

ويضيف "هنا يبرز دور شركة العلاقات العامة للدعاية السياسية أن تصل للصحف بصورة يمكن أن يقبلها الصحفي".

مستشار السياسات العامة سيموت أنولت يشير إلى أنه ربما شاب تحسين الصورة بعض الكذب، ولكن المهم أن يعرض السياسيون أفكارهم لدى العامة، "لقد أصبحت الدبلوماسية جماهيرية".

في حالة أخرى، واجه الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان مشكلة من نوع آخر بعد اختطاف منظمة بوكو حرام عشرات من الطالبات، ووجهت له انتقادات واسعة للطريقة التي تعامل بها مع الحدث، فلجأت الحكومة النيجيرية إلى شركة دعاية وإعلان في واشنطن لتحسين صورتها خارجيا وداخليا.

للعبة التلميع أسرار أعمق، يطلق عليها "الفنون السوداء"، كما تكشّف ذلك مع التلميع الذي دفع بالرئيس الأوكراني المخلوع فيكتور يانكوفيتش إلى قائمة المرشحين لجائزة نوبل للسلام بعد مقال نُشر بقلم أنتوني سالفيا وهو مستشار لإحدى المؤسسات البحثية في العاصمة الأوكرانية كييف تسمى المعهد الأميركي. المؤسسة على صلة بشركة علاقات عامة أميركية تدعى فينابل وقعت عقدا مع حكومة يانكوفيتش عام 2003.

تعلق فرازانا على تلميع يانكوفيتش: إن هذه الدعاية الزائفة أجلها قصير وتضر بالعميل في نهاية المطاف.

مع هوس الحكومات بالتأثير على الرأي العام، سيبقى مجال العلاقات العامة رحبا للاستثمار، وستستمر الفنون السوداء بمساعدة الصورة الملفقة والمحللين المأجورين وسيزداد القراء استهلاكا لهذه المواد.