المقابلة

السعدون: الانتخابات كشفت حجم الغضب الشعبي بالكويت

استضاف برنامج “المقابلة” رئيس مجلس الأمة الكويتي الأسبق أحمد عبد العزيز السعدون، الذي تحدث عن واقع الحياة السياسية ومستقبلها في الكويت.

قال رئيس مجلس الأمة الكويتي الأسبق أحمد عبد العزيز السعدون إن "الشعب الكويتي أرسل رسالة للجميع عبر نتائج الانتخابات الأخيرة، مفادها أن كل ما قام به مجلس الأمة السابق سنتصدى له وفي مقدمة ذلك إلغاء قانون الصوت الواحد وإصدار قانون انتخابي بديل، وإلغاء القوانين المقيدة للحريات العامة وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين عبر العفو الشامل الذي يوقف الإجراءات القانونية المتخذة بحق هؤلاء السياسيين وكذلك يلغي كل الآثار السياسية المترتبة عليها".

وخلال مشاركته في حلقة (2016/12/1) من برنامج "المقابلة"، أكد السعدون أن الانتخابات البرلمانية الأخيرة أجريت وفق المرسوم الأميري بحل مجلس الأمة السابق، لأن السلطة التنفيذية اعتقدت بعد تصديق مجلس الأمة السابق على وثيقة الإصلاح المالي والاقتصادي التي تشمل إجراءات تقشفية وفرض ضرائب جديدة، أنها سيطرت على الشعب الكويتي، وأنها إذا حلت البرلمان الموالي لها فإن نفس رموزها ستفوز في الانتخابات القادمة، لكن النتيجة التي لم يكونوا يتوقعونها كشفت عن حجم الغضب الشعبي، فلم يفز غير نائب واحد.

وبحسب رئيس مجلس الأمة الأسبق، فإنه ينبغي ألا يشارك أيّ وزير من الحكومة السابقة -بما فيها رئيسها- في الحكومة الجديدة، قائلا "صحيح أن تحديد شخص رئيس الوزراء أمر يملكه رئيس الدولة، ولكن لا أحد ينكر أن من حق أعضاء مجلس الأمة استجواب رئيس الوزراء، كما يحق لهم عدم التعامل معه".

وردا على سؤال حول عدم مشاركته في الانتخابات الأخيرة، أجاب "لم أشارك في الانتخابات الأخيرة لأنني ما زلت ملتزما بموقفي السابق بعدم المشاركة قبل تغيير قانون الصوت الواحد، ومع ذلك لم أهاجم قرار بعض الكتل السياسية التي تراجعت عن قرارها السابق بالمقاطعة".

اهتمام جيل
وفيما يتعلق بأسباب التحاقه بالعمل السياسي، أكد السعدون أن العمل السياسي ليس ورطة ولكنه عمل وطني في الكويت على الأقل وخاصة في جيله إذ كان العمل السياسي  جزءا من العمل في جوانب أخرى، "فأنا مثلا كنت مهتم بالرياضة وأسست مع بعض الأصدقاء نادي النهضة 1955، ولاحقا تم حل جميع الأندية الرياضية بما فيها النهضة، لأن الأندية الرياضية لم تكن وظيفتها ممارسة الرياضة فقط ولكنها كانت تهتم وتتابع كل الأحداث السياسية".

وأردف قائلا "في عام 1956 عندما وقع العدوان الثلاثي على مصر، كل الأندية الرياضية هبت للدعوة لمقاطعة بضائع الدول المعتدية، ونحن في نادي النهضة أقمنا دورة خاصة لجمع التبرعات لدعم الجيش المصري، ولكن هذا الوضع تغير الآن فلم تعد الأندية الرياضية أو منظمات المجتمع المدني الأخرى تهتم بالسياسة".

وحول انتمائه السياسي، شدد السعدون على أنه لا يحب التصنيفات السياسية، ولا يقبل الحرب الطاحنة بين التيار الإسلامي والتيار القومي، وتمنى أن يتخلص كلا التيارين من هذا العداء التاريخي لمصلحة الشعوب والدول العربية.

وأرجع ظهور الديمقراطية في الكويت إلى أن آل صباح لم يحكموا البلاد بحد السيف أو بالقوة العسكرية، وإنما اختارهم الشعب عام 1921 لحكم البلاد شرط أن يكون هناك مجلس استشاري من الكويتيين، فالنفَس الديمقراطي موجود ونفَس المشاركة الشعبية وعدم الرغبة في أن يُفرَض على الشعب الكويتي رأي أي إنسان كائنا من كان. وقال إنه بالرغم من كل القوانين السيئة التي صدرت في الفترة الماضية، الأمنية منها والمقيدة للحريات، فإن من يعتقد أنه يمكن أن يحول الكويت إلى دولة بوليسية، واهم.