صورة عامة - الملف - غذاؤنا داؤنا ودواؤنا - 16/7/2010
الملف

غذاؤنا داؤنا ودواؤنا

تناقش الحلقة جوانب الخطر في الغذاء وخطورة الهرمونات والتسمم بالميكروبات ومخاطر المبيدات الزراعية، وكيف يمكن تفادي هذه المخاطر. فلماذا نضاعف داءَها بغذائنا الملوث؟

– التسمم بالميكروبات ومخاطر المبيدات الزراعية
– المأكولات المعرضة للميكروبات والأمراض التي تسببها

– أوجه الضرر في البهارات والمكسرات والمعلبات

– سبل الرقابة والوقاية وخطورة الهرمونات

سامي كليب
سامي كليب
عاصم الشهابي
عاصم الشهابي

سامي كليب: السلام عليكم. بين يدي اليوم هنا منتجات زراعية مخيفة مظهرها الخارجي مخادع تماما ولو أكلها أحدكم قد يصاب لاحقا بأمراض عضوية أو حتى بالسرطان لا سمح الله، إنها مبيدات الحشرات الزراعية أو بعض أنواع الأسمدة أو الهرمونات المضافة إلى هذه المأكولات تجعل مائدتنا اليومية عدونا الأول، ولكن في خلال الإعداد لهذه الحلقة اكتشفنا أيضا أن ثمة كثيرا من المغالاة والتضخيم في المعلومات التي نراها يوميا في برامج الطبخ أو نقرأها في الصحف بشأن ما قد يصيبنا لو تناولنا خضارا وفاكهة ولحوما ناضجة بفعل الأسمدة أو الهرمونات ولذلك سنحاول في ملف هذه الليلة معرفة جوانب الخطر فيما نأكل وكيف يمكن تفادي ذلك وسنعرف أيضا عن الميكروبات التي تجتاحنا يوميا دون أن ندري وسنلاحظ أن النساء والأطفال هم الأكثر عرضة لمآسي موائدنا. نرحب بداية بالدكتور عاصم الشهابي، أهلا وسهلا بك، هو ابن القدس واختصاصي الميكروبات الطبية، بروفسور في كلية الطب بالأردن متخصص في ألمانيا وكان مستشارا في وزارة الصحة الأردنية وأيضا بمنظمة الصحة العالمية.

التسمم بالميكروبات ومخاطر المبيدات الزراعية


سامي كليب: مرحبا بك دكتور شكرا لمجيئك من الأردن، وسنبدأ بهذا الكتاب، الكتاب الجميل "ميكروبات بين الصحة والمرض" كتاب لك، لفتني أن الثوم والبصل هما صحيان جدا في حياة الإنسان، لماذا؟


عاصم الشهابي: البصل والثوم معروف أنهما بيفرزوا مواد عضوية كيماوية تؤثر على نمو بعض الميكروبات المعدية للإنسان وخصوصا الميكروبات التي يمكن أن تسبب الإسهالات، فهذا يعني أهم عامل بيؤدي إلى تقليل نسبة الميكروبات اللي ممكن تسبب الإسهالات.


سامي كليب: وتشدد على البصل والثوم الطازجين.


عاصم الشهابي: بصورة خاصة أن تكون طازجة، إضافة طبعا البصل والثوم بتفرز كمان مواد كيماوية إضافية بتساعد كذلك على هضم المواد أثناء عملية التمثيل الغذائي وخصوصا في الأمعاء فهنالك بقايا من الطعام لا يمكن أن يتم هضمها إلا بالاستعانة بعدد من -بنسميها الأنزيمات الخاصة- وهذه طبعا الثوم والبصل بتساعد على تنشيط هذه الأنزيمات التي ستساعد على الهضم.


سامي كليب: إذاً من المهم أن يأكل الإنسان كل يوم تقريبا الثوم والبصل.


عاصم الشهابي: أنا أعتقد أنه من المهم.


سامي كليب: باستثناء الرائحة. طيب قلت دكتور في مقال لك سابق يعتبر التسمم الغذائي بالميكروبات المعدية في مقدمة الأمراض التي يمكن أن تصيب الإنسان خلال حياته اليومية، ما هي أخطر هذه الميكروبات اليومية التي قد يصاب بها الإنسان؟


عاصم الشهابي: بالبداية علينا أن نعرف أن الميكروبات متوفرة في الجو ومتوفرة كمان على أيدي العاملين الذين يعملون في المطاعم ويعملون في البيت حتى لتحضير المواد الغذائية بالإضافة إلى أنه أثناء جمع الخضار أثناء تصنيع اللبن جمع الحليب طبعا من الأغنام أو الأبقار جمع البيض من مزارع الدجاج كل هذه المواد الغذائية تتلوث..


سامي كليب: من أيدي الإنسان.


عاصم الشهابي: أولا من أيدي الإنسان ثانيا مع الأسف كمان من مخلفات براز الحيوانات والطيور إلى آخره. كما هذه طبعا الميكروبات موجودة عادة في أمعاء الطيور أمعاء أيضا الحيوانات وبعض هذه الميكروبات إذا وصلت بنسبة وبعدد كاف إلى المواد الغذائية ستؤدي لاحقا لبداية نوع أو آخر من المرض.


سامي كليب: الأخطر بين هذه الميكروبات بشكل يومي؟


عاصم الشهابي: المثال الآخر اللي هي أخطرهم كمثال يعني ميكروب بكتيريا اللي بنسميها السالمونيلا.


سامي كليب: يصيب الدجاج.


عاصم الشهابي: هذه السالمونيلا عادة تتكاثر بأمعاء بالذات الدجاج وخصوصا دجاج المزارع لسبب بسيط جدا لوجود الدجاج عادة في المزارع في منطقة مغلقة ومحصورة بمساحة محددة مما يساعد أن براز أي دجاجة مصابة أن يؤدي إلى نشر العدوى بين باقي الدجاج، الآن كذلك أثناء جمع بيض الدجاج في هذه الحالة يتلوث ببقايا من براز الدجاج وهذا يؤدي فيما بعد أن تبقى جرثومة السالمونيلا موجودة على سطح البيضة فإذا جاءت إلى المستهلك ولم يتم غسلها لوحدها أو وضعها مع باقي أنواع المواد الغذائية فممكن كذلك تساوي لبعض المواد الغذائية وخصوصا..


سامي كليب: وما هو المرض الذي يصاب به الإنسان بسبب السالمونيلا؟


عاصم الشهابي: أهم الأمراض الموجودة بسالمونيلا الدجاج اللي بتسبب ما يسمى تسمم السالمونيلا الغذائي وتسمم السالمونيلا الغذائي يعني ببساطة أنها تتكاثر جرثومة السالمونيلا في خلال فترة زمنية لا تزيد عن 48 ساعة وتفرز أنواعا من المؤثرات الكيماوية المشابهة للسموم تؤدي إلى حالة إسهال وتقيؤ وممكن كذلك في حالات محدودة أن تنتقل هذه الجرثومة من أمعاء الإنسان إلى الدم وتسبب تسمم الدم وتسبب حتى حالة الوفاة وخاصة إذا كان المريض يعاني من كبت المناعة.


سامي كليب: لو أكملنا على هذا النحو ربما لن نأكل شيئا بعد اليوم. كارثة المبيدات الحشرية التي تستعمل على النبات والخضار ذهبنا لمعرفة المزيد عنها إلى كلية الزراعة في جامعة عين شمس في القاهرة.

[شريط مسجل]


زيدان عبد الحميد/ اختصاصي كيمياء المبيدات والسموم الزراعية: بالنسبة للمبيدات يعني إحنا في مصر بنستخدم جميع أنواع المبيدات، بالنسبة للخضار والفاكهة في مبيدات كثير جدا ممنوعة بالقانون وبالقرارات الوزارية، الخطر بيجي منين؟ أن الفلاح لا يحترم هذا الممنوع، وبعدين الفلاح إحنا مسؤولون رسخنا في دماغه المبيد القوي وليس المبيد المناسب فبيدور على القوي ده، أديك المأساة اللي عندنا في مصر بالنسبة للخضار، عندنا في مجموعة من المبيدات اسمها.. زي مثلا الدلتا ميسرن، الديكه ميسيرن، زي السيلفنريد، يعني كل الناس عارفاها، هذه المجموعة من المركبات متميزة موصى بها للاستخدام للقطن فقط ومرة واحدة في السنة وغير مسموح استخدامها في الخضار، النهارده كل الخضار في مصر بترش بهذه المركبات خلافا للتوصيات وضربا بكل القوانين عرض الحائط، حتسألني مثلا تقول لي المبيدات إيه اللي في مصر؟ كله مبيدات فوسفورية شغالة بعدين مبيدات بايرسويت شغالة كاربميت شغالة، سموم عاتية، وهنا دي نقطة خطيرة بقى، لو.. وإحنا فين ولا المستهلك يعرفها ولا إحنا نعرفها، الناس النهارده بيستخدموا مخاليط من المبيدات مع بعض والمخاليط دي بتاع مبيد ألف ومبيد باء لا يقبلوا الخلط مع بعض وهنا الكارثة، لأنه لو عندك معمل في واحد معه جائزة نوبل مش حيعرف إيه اللي حصل وهنا المشاكل اللي بتحصل لنا بالنسبة لتناول الخضار والفاكهة اللي هي اترشت بمركبات غير مسموح بها، يعني أنت سمعت مثلا من ثلاث أربع سنوات مشكلة البطيخ، طيب أنا كان حكم بحثي امبارح لبن الأمهات اللي بترضع لبن الثدي بتاع الصدر فيه مبيدات، DDT وكلام من ده أربعين سنة ما جراش حاجة، النهارده يعني المبيدات موجودة في كل حتة، يعني يتولد النهارده عندهم سرطان، أطفال مشوهين اللي من غير ذراع ومن غير رجل ومن غير رجلين والصور موجودة عندي أنا، خلاص يا جماعة أنا حصل لي إحباط.

[نهاية الشريط المسجل]

سامي كليب: دكتور هذه الجامعة عين شمس كلية تخرج في الواقع كبار المهندسين يذهبون للعمل في الدول العربية، ما رأيك في كلام الدكتور؟


عاصم الشهابي: كلام الدكتور صحيح إلى حد ما وخاصة كما نعرف أن هنالك في مبيدات حشرية ومبيدات ضد أنواع من فيروسات النبات وضد فطريات النبات. بالغالبية يجب للذي يريد أن يستخدم هذه المبيدات أن يعرف بالتمام التجهيزات المطلوبة وكيفية استعمالها والمدة المطلوبة لاستعمالها قبل أن يجني الثمار.


سامي كليب: إذاً المبيد لو استخدم بشكل صحيح ومبيد جيد ومدروس لا يضر، بالعكس قد ينفع.


عاصم الشهابي: تماما، إذا كان تقيد الواحد بالتعليمات الموجودة على المبيد واستعملها حسب الظروف المعروفة فبالغالبية المبيد يمكن أن يكون مفيدا ويمنع بالفعل تواجد هذه الحشرات أو تواجد الفطريات وإلى آخره.


سامي كليب: ولكن المشكلة أن بعض المبيدات كانت مشهورة في العالم ومنعت لاحقا وسنشاهد ذلك في هذا التقرير إضافة إلى بعض الأمراض التي راجت في الآونة الأخيرة.

[تقرير مسجل]

المعلق: من جنون البقر إلى إنفلونزا الطيور إلى إنفلونزا الخنازير يعيش العالم هاجس الأوبئة الغذائية المتفاقمة بسبب تعدد الميكروبات وتنوعها وتلوث الغذاء، وإذا كانت الدراسات العلمية لم تثبت بعد علاقة مباشرة بين المبيدات والأسمدة والهرمونات من جهة وأمراض السرطان من جهة ثانية إلا أن التحذيرات كثيرة وحالات الإصابة بالسرطان تبدو مقلقة، فبعض المبيدات على غرار الـ DDT والتي كان مخترعها قد نال جائزة نوبل حرمت لاحقا. ولم تنج الدول الغربية من خطر التلوث الغذائي حيث أصيب نحو مائتي ألف أميركي بميكروبات خطرة عام 1985 إثر تلوث أحد مصانع الألبان، كما أصيب ثلاثمئة ألف صيني بالتهاب الكبد بعد تناول أسماك ملوثة وأما في دولنا العربية فليس مستغربا أن يتهم مسؤولو وزارة الزراعة في مصر مثلا قبل عامين باستيراد مبيدات فاسدة أو أن نجد في بعض الأسواق العربية مبيدات ممنوعة ولحوما ملوثة بالهرمونات والمضادات الحيوية، فمثلا لو نظرنا إلى الفارق بين هذه الخضار وتلك وهذه الفاكهة وتلك لوجدناها متشابهة ولكنها تختلف بحجم سمومها، فهذه دراقة ملوثة بسموم الأسمدة والمبيدات وهذه مزروعة بطريقة عضوية حديثة وربما لا يمكن اكتشاف ذلك إلا عبر صحة الإنسان، لا بل إن النحل التي أغنت أجسادنا ومخيلتنا بعسلها مهددة بالانقراض.


مشارك: إن بقينا على هذا المنوال فإن النحل يمكن أن يسير إلى الانقراض، إذا لم يكن هناك خطوات من الوزارة أو من الجهات المختصة بمنع الرشوش السامة للنحل خاصة مبيدات الأعشاب فهي قاتلة للنحل.


المعلق: الدول الغربية منعت عددا من المبيدات والهرمونات لخطرها وكذلك فعلت بعض الدول العربية ولكن الرقابة ضعيفة، وإذا أضفنا إلى ذلك انعدام الثقافة الغذائية وري المزروعات بالمياه الملوثة بالصرف الصحفي في عدد من مناطقنا العربية تصبح الصورة أكثر من مقلقة، فمن يراقب؟

[نهاية التقرير المسجل]

سامي كليب: الصورة مقلقة.


عاصم الشهابي: بالفعل مقلقة. الواقع هنالك في نقطة هامة جدا بموضوع استعمال المبيدات واستعمال حتى أي نوع من اللي بنسميها المضادات المايكروبية، أنواع الميكروبات أكانت بكتريا أو فيروسات أو فطريات أو طفيليات تحاول دائما أن توجد الوسيلة لتقاوم مفعول هذه المواد الكيماوية وأثناء محاولتها لمقاومتها هذه المواد الكيماوية يصبح عند نسبة قليلة منها مناعة وهذه المناعة بتؤدي إلى نشوء سلالات جديدة من الميكروبات اللي تقاوم المواد الكيماوية التي تستعمل لقتلها.


سامي كليب: يعني المضاد الحيوي الذي يصلح اليوم ربما بعد فترة قد لا يصلح.


عاصم الشهابي: قد لا يصلح, ولذلك أعيد وأكرر وأقول إن من المهم استعمال المبيد أو استعمال المضاد الحيوي بالكمية المطلوبة المحددة وبالتركيزات حتى يكون مفعوله جيدا، وهنالك في خطة عادة لكمان تداول هذه المبيدات..

المأكولات المعرضة للميكروبات والأمراض التي تسببها


سامي كليب (مقاطعا): طيب لماذا يقال دكتور -وهذا في صلب اختصاصك- إن الحبوب مثلا أكثر عرضة للميكروبات خصوصا الفول السوداني وما إلى ذلك، هل القشور هي التي تحمل هذه الميكروبات؟


عاصم الشهابي: لا. الحقيقة بتكون دائما إذا الحبوب أو أي مادة غذائية مهما كانت إذا كانت حفظت بشكل سليم وكانت بصورة جافة وتعرضت للتجفيف الصحيح كمان فترة التجفيف والحفظ الصحيح فبالغالبية لا يصيبها التعفن ولا تصبح يعني فيها خطورة على حياة أي شخص.


سامي كليب: طيب اللحوم النيئة يقال إنها تحمل الكم الأكبر من هذه الميكروبات صحيح هذا الكلام؟ خصوصا أنه في مشرقنا العربي الكثير ممن يأكلون هذه اللحوم.


عاصم الشهابي: اللحوم كما تعرف هي مادة غذائية متكونة طبعا من كمية كبيرة من البروتينات والمواد التي تسهل لنمو الجراثيم فلذلك سطحها ممكن يتلوث بسرع عن طريق الهواء عن طريق اللمس عن طريق الحفظ إلى آخره، فلذلك يفترض أن اللحوم بعد ذبحها رأسا أن تنقل إلى البرادات وتحفظ في البرادات للفترة المطلوبة وألا تعرض للهواء لأن الهواء يحمل عادة ذرات.


سامي كليب: يعني هذه اللحوم التي نراها في الدول العربية معلقة على واجهات الأماكن التي تذبح فيها مثلا خطيرة فيها ميكروبات؟


عاصم الشهابي: طبعا إذا تركت لساعات وخصوصا بوجود درجة حرارة مرتفعة تبدأ يعني تتحلل نتيجة وجود الأعداد الهائلة من الميكروبات على سطحها فلذلك يفضل دائما أن تحفظ في البرادات وألا تعرض لفترة طويلة خارج هذه البرادات.


سامي كليب: لو تم شواء أو سلق هذه اللحوم أو طبخها هل تفقد الميكروبات من خطورتها بالنسبة لصحة الإنسان؟


عاصم الشهابي: عادة إذا تم شواؤها بطريقة صحيحة أو مثلا طبخها بطريقة صحيحة تموت معظم الميكروبات بالغالبية ولكن ممكن أن تقل الفائدة الغذائية إذا تركت لفترة طويلة خارج الثلاجة ولم تطبخ وهي طازجة.


سامي كليب: طيب فلنذهب لو سمحت إلى الخليج إلى دولة الإمارات العربية المتحدة تحديدا إمارة أبو ظبي، هنالك جهاز رقابة غذائية متقدم وعنده أجهزة إلكترونية لفحص الأغذية المستوردة، ما هي أخطر هذه الأغذية؟

[شريط مسجل]


أحمد كليب/ مدير جهاز الرقابة الغذائية في أبو ظبي: لا شك أن المواد اللي تعتبر أكثر خطورة هي المواد اللي يتم استهلاكها مباشرة ضمن.. تكون طازجة أو تكون لفئات معينة أو تكون طبيعة المواد الغذائية هي طبيعة ممكن أن تنمو عليها البكتريا مثل منتجات الألبان واللحوم الطازجة.

[نهاية الشريط المسجل]

سامي كليب: تعليق على هذا الكلام؟


عاصم الشهابي: يعني أنا أفضل دائما أن أقول إنه في البداية أي مادة غذائية أكانت بشكل لبن أو بشكل حليب رايب أو بشكل لبنة أو جنبة إلى آخره حالما يتم تصنيعها أن يتم التصنيع بطريقة سليمة بطريقة طبعا البسترة المعروفة وبعد ذلك تحفظ بطريقة سليمة.


سامي كليب: بطريقة البسترة المعروفة كيف يعني؟


عاصم الشهابي: يعني نحن معروف عادة أنه في طريقة أن تغلي الحليب ولأن درجة الغليان تقتل تقريبا غالبية الميكروبات ولكن في حالة الحليب بيستعلموا درجة حرارة منخفضة هي 63 تقريبا درجة لفترة محددة أو لدرجة 72 لفترة 15 ثانية على طريقة معينة وهذه طبعا تقضي على جميع الميكروبات التي يمكن أن تصل من الحيوان إلى الحليب وتؤثر فيما بعد على نوعية الحليب وعلى نوعية الألبان المنتجة.


سامي كليب: قلت أيضا بروفسور في كتابك -وأنا أنصح بقراءته في الواقع لأن فيه معلومات مبسطة جدا- إن الشامبو الذي نستخدمه لغسل الرأس قد يكون مضرا جدا خصوصا بالنسبة للأطفال.


عاصم الشهابي: لأنه نحن بنعرف أن مادة الشامبو هي عبارة عن مادة كيماوية بتؤدي مكان الصابون ولكن مع الأسف في بعض الشركات تضع مادة إضافية كيماوية حتى يصبح الشامبو يعني له رغوة كبيرة ويعطي نوعا من اللمعان ونوعا من التألق للشعر، هذه المادة إذا زاد تركيزها يمكن أن تؤثر على بصيلات الشعر، فبصيلات الشعر معروف أن هناك نوعا من الباكتريا مفيدة لبصيلات الشعر وتقوم بإنتاج مادة دهنية وهذه المادة الدهنية تمنع الإصابة بأنواع من الفطريات فلذلك إذا كان الشامبو مكونا من مواد كيماوية بتركيزات أعلى من اللي المفروض تكون فيها وهنالك في مواد يعني الآن منع استعمالها في الشامبو فلذلك تفيد، طبعا..


سامي كليب (مقاطعا): كيف يمكن لامرأة عادية أو رجل عادي أن يعرف أن هذا الشامبو مضر أو صحي؟


عاصم الشهابي: هذا فيه صعوبة بصراحة، بده يرجع لأحد المتخصصين حتى يشير له أن هذه المادة موجود فيها أمونيوم اسمها لورييل سولفيد هذه إذ يعني غير مفيدة للشعر وفي مادة أخرى بديلة.


سامي كليب: تخيل أنه كلما نشتري شامبو سنذهب إلى اختصاصي! على فكرة اليوم ونحن نسجل هذه الحلقة في خبر من الصين خطير جدا أن الحليب ملوث لأنه أضيفت إليه مادة الميلامين التي ربما تزيد من سعره أو من احتمال بيعه أكثر وتوفي على ما يبدو أو أصيب العشرات، ماذا يقول إخصائيو التغذية؟

[شريط مسجل]


غنى الصنديد/ اخصائية التغذية العيادية: منظمة الصحة العالمية food and drug administration أنزلت قائمة بالعشر مأكولات أو عشر خضار وفاكهة اللي هي بتمتص أسمدة أكثر من غيرها اللي هي قشرتها رقيقة عادة مثل الفريز الدراق المشمش الكرز التوت يعني كل الفواكه اللي قشرتها رقيقة ممكن أن الكوسا حتى ممكن تأخذ أسمدة من غيرها، بينما الفواكه والخضرة اللي قشرتها سميكة اللي هي مثل الليمون التفاح الموز طبعا الكيوي المانغا الأناناس هذه كلها أشياء فينا نأكلها نحن وضامنين أنه 90% من الفاكهة لما نعمل عليها دراسة بكل البلاد 90% من هذه الفاكهة بينت أنه ما في عليها أسمدة بطريقة مضرة للمستهلك. السكر هو من أهم مسببات السرطان فبالتالي نحن أول سبب لما بنأكل كثير سكر وبنطعمي أولادنا بنعطيهم كمكافأة الولد عم نيجي نعطيه سكر حلويات بوظة آيس كريم هذه لحالها سموم، يعني ما نفكر بالمبيدات أول شيء لازم نفكر فيه السكر، الطحين، يعني نحن نسميهم السموم البيضاء اللي هم السكر الطحين والملح، الطحين اللي هو بالمعجنات اللي بيسبب البدانة والبدانة هي أهم أسباب السرطان والأمراض الثانية اللي نحن ممكن نخاف منها أكثر من المبيدات وأكثر من الهرمونات لأن البدانة هي اللي بتعمل سكري هي اللي بتعمل كوليسترول بتعمل تريغريسيليد بتعمل أمراض قلب وشرايين بتعمل ضغط وبالتالي بتؤدي إلى الوفاة أكثر من المبيدات، السم الثالث اللي هو الملح ولما أقول ملح بأقصد أكثر كمان الأشياء المملحة يعني مثل الأشياء المدخنة أو الـ processed food يعني مثل المرتديلا مثل الهوت دوغز مثل هاللحوم المعلبة اللي بنحافظ عليها لأن أهم نوع حافظ للطعام هو الملح نايتريت، صوديوم نايتريت هذا هو من أهم السموم اللي عم نفوته على جسمنا، بالإضافة إلى عندك طبعا الملونات وأهم أربع ألوان هم الأزرق الأحمر الأخضر والأصفر.

[نهاية الشريط المسجل]


عاصم الشهابي: بعض يعني ما ذكرته السيدة صحيح وهو أن هنالك للحفظ عدد كبير من المواد الغذائية تضاف إضافات كيماوية وهذه الإضافات الكيماوية إذا زاد تركيزها كمان ممكن تضر وخصوصا مركزات النيترات المعروف أنها ممكن تضر صحة الأطفال بالذات وتؤثر كذلك على الكريات الحمراء.


سامي كليب: طيب قالت إن الفواكهة للقشرة الرقيقة أكثر عرضة للميكروبات، صحيح؟


عاصم الشهابي: صحيح، هذا صحيح لسبب أنه مثلا قشرة البندورة على سبيل المثال بسرعة يمكن أن يصير فيها شقوق وهذه الشقوق تساعد رأسا أنها تتلوث بنوع من الفطريات أو نوع من الباكتيريا وتتلفها، في حين طبعا الفواكه اللي قشرتها زي التفاح والموز إلى آخره في صعوبة ولكن لا يمنع كذلك إذا كان هنالك في شقوق أن تدخل كذلك الميكروبات وخصوصا الفطريات وتتلفها بسرعة كمان نفس سرعة.. فلذلك بأرجع وبأكرر ضرورة حفظ الفواكه والخضار دائما بطريقة سليمة وهذه تحتاج إلى خبرة ومعرفة ويجب أن تطبق ويجب على الدوائر الصحية في كل بلد أن تراقبها.


سامي كليب: طيب بلفظك كلمة البندورة عرفنا أكيد أنك ابن القدس. هذه اللائحة بأهم الأمراض التي قد تصيب الإنسان بسبب المبيدات أخذناها من كتاب مقدمة في الزراعة العضوية تأليف الدكتور خالد بن ناصر الهضيمان والدكتور محمد زكي الشناوي، كنا نود مشاركة الدكتور خالد ولكن لم نجد له في الواقع مكانا على الطائرة من القصيم، حركة الطيران قوية جدا. هذه بعض الأمراض التي نراها أعراض تسمم المبيدات على صحة الإنسان، صداع فقدان ذاكرة تشوش رؤية حساسية غثيان إنفلونزا حمى دوخة غيبوبة تشنجح تقيؤ إسالة لعاب ربو ضيق تنفس شلل الجهاز التنفسي، عقم تشنجات وتقلصات وإسهال وسرعة نبض القلب وارتفاع ضغط القلب. كلها صحيحة هذه الأمراض دكتور؟


عاصم الشهابي: كلها ممكن طبعا تؤدي أثناء تركيزها للمواد الكيماوية التي تضاف إلى المأكولات تؤدي بصورة أو بأخرى وأحد هذه الأعراض أو أكثر من نوع، فلذلك يعتمد كذلك على مدى تركيز هذه المواد المضافة بجسم الإنسان وجسم الإنسان لا يستطيع التخلص ببساطة من جميع المواد ويحتاج إلى سنوات طويلة حتى يتخلص من المواد الكيماوية التي تتجمع مثلا في المثانة أو تتجمع في الكبد لأن الكبد هو تمر فيه معظم المواد الكيماوية.


سامي كليب: وعلى ما يبدو يتأثر أكثر من غيره. سنشاهد فقط بشكل سريع قبل أن نتوقف للحظات مع استراحة حركة المبيدات في مكونات البيئة الرئيسية -من الكتاب نفسه طبعا- كيف أن المبيد يعني يرش على النبات وكيف ينتقل إلى جسد الإنسان. مشاهدي الأعزاء برنامج الملف يتواصل معكم عبر قناة الجزيرة، ابقوا معنا هناك معلومات كثيرة مهمة حول ما نأكل كل يوم وهل المبيدات مضرة فعلا للنبات ولصحة الإنسان، بعد لحظات نكمل هذا الحوار.

[فاصل إعلاني]

أوجه الضرر في البهارات والمكسرات والمعلبات


سامي كليب: مرحبا بكم مجددا أعزائي المشاهدين لمواصلة برنامج الملف هذه الليلة مخصص للغذاء، لما نأكل وللمبيدات للهرمونات التي تضاف على المأكولات، ونرحب مجددا بالدكتور عاصم الشهابي. في هذا الكتاب دكتور تتحدث عن البهارات في حياة الناس مفيدة من جهة ومضرة جدا من جهة ثانية، حدثنا عن الموضوع.


عاصم الشهابي: بالنسبة لأنواع البهارات مثلا الفلفل الأسود أو القرفة أو إلى آخره، جميع هذه بالرغم من أن لها فائدة وأنها بتساعد على إفراز إفرازات من المعدة ومن الأمعاء لهضم الطعام وتزيد من شهية الإنسان وحتى لها مفعول الحقيقة ضد أنواع تكاثر أنواع معينة من الباكتيريا أكانت باكتيريا معدية أو غير معدية، ولكن على الجانب الآخر يجب أن تحفظ هذه البهارات دائما كذلك تحت ظروف صحية..


سامي كليب: وإلا؟


عاصم الشهابي: وإلا، مثلا إذا صار هناك أي رطوبة لهذه البهارات فأول شيء يمكن أن يتكاثر فيها نوع من الفطريات ونوع من الفطريات التي تنتج سموما، هنالك فطر معروف باسم الاسبرجلاس فليفاس وهذا بينتج نوعا من التكوسنز بيسموه أفلا توكسن وهذا الأفلا توكسن سام للغاية ويكفي أن أذكر أن نانو غرام كافي أن يسبب هنالك التهابا في الكبد ويسبب تلف الكبد نتيجة..


سامي كليب: نانو غرام؟ يعني أقل من..


عاصم الشهابي: يعني كمية قليلة جدا، ولذلك فطر الأسبرجلاس بيخافوا منه الحقيقة في وزارة الصحة العرب يعني لتلوث المواد الغذائية أو لتلوث الأطعمة والنباتات التي تعطى للبقر لأنه بيؤثر كذلك على إنتاج الحليب في البقر ويؤدي كذلك إلى موت البقر نتيجة هذا الأفلا توكسن.


سامي كليب: يعني أنا أحب البهارات دكتور ولكن حين قرأت والله خفت، يعني حين تقول إن الفلفل الأحمر والأسود إذا ترك في مكان طبعا كما تتفضل رطب قد يؤدي إلى سرطان الكبد والوفاة.


عاصم الشهابي: تمام، فلذلك يعني يفضل دائما هذه البهارات أنها تكون دائما طازجة وتحفظ دائما بطريقة مغلقة وإذا تعرضت لأي رطوبة أفضل شيء أن يتخلص منها وبيلاحظ الإنسان دائما هنالك في تغير بلونها فأي تغير بلون هذه البهارات معنى ذلك أن هنالك في فطر ونفس الشيء ينطبق كذلك على المكسرات، اللوز الفستق الحلبي إلى آخره كلها هذه كمان سريعة العطب وخصوصا من فطر الاسبرجلاس.


سامي كليب: إذاً يجب أن تبقى فعلا في مناخ جاف أو في حرارة معينة.


عاصم الشهابي: تمام، وخصوصا أعطي مثالا على الفستق الحلبي اللي هو سريع العطب، ممكن يعملها أي شخص في البيت أنه يحط كام حبة فستق ويحط عليها نقطة من الماء لمدة عدة أيام فبنلاحظ رأسا تكون شيء أبيض في الوسط وإذا داق هذه الحبة يلاحظ مرارة وهذه المرارة بداية خراب الفستق، لذلك يعني يجب أن هذه الأمور نأخذها بمعرفة ونعرف كيف نتقي شرها.


سامي كليب: لمن يواصل مشاهدة هذا البرنامج سنواصل الكلام عن خطورة الأكل يعني إن شاء الله ما يهربوا المشاهدين، انظر دكتور يعني حاولت أن آتي ببعض المنتجات العضوية يعني المزروعة بشكل عضوي وبعض المنتجات التي أضيف إليها أسمدة أو هرمونات يعني هذا الشكل طبيعي مثلا أو هذا الشكل الطبيعي لبعض الخضار وهل هذا مضر يعني فيه ميكروبات؟


عاصم الشهابي: أولا كما ألاحظ يعني بالنسبة أن لا بد أن من استعملوا الهرمونات بإنتاج هذه الخضار ومعروف أنه بيستعمله لكن كما أرى طبعا على الباذنجان هنالك في بقع وهذه البقع نتيجة فطريات موجودة على سطحها وهذه طبعا تؤدي إلى خرابها وتلفها بسرعة.


سامي كليب: المأكولات المعلبة هل تأكل حضرتك مأكولات معلبة علبة تونا علبة سردين؟


عاصم الشهابي: آكل ولكن لا أكثر منها بصراحة لسبب بسيط أن نحن معروف أن التونا بالذات إنها الآن تحضر من أسماك كبيرة الحجم وأسماك كبيرة الحجم أنها بتجمع عادة كميات من الزئبق لأن البحار ملوثة كما تعرف وهذا التلوث بالغالبية بأنواع من المعادن الثقلية من الزئبق والكاديوم ويتكاثر طبعا في خلايا الأسماك ولا يمكن القضاء عليه ومعروف أن جسم الإنسان كذلك لا يستطيع التخلص من الزئبق وإنما يتكاثر ويؤثر على الجهاز العصبي ويسبب أمراضا عصبية فلذلك..


سامي كليب (مقاطعا): الخطير أيضا أنه في بعض الأسماك باتت خطيرة لأنها لا تربى في البحر والتي نأكلها في المطاعم عادية وأنه تأكل على ما يبدو مسحوق أسماك فاسدة وهذه تؤدي إلى إصابات كثيرة.


عاصم الشهابي: هذا كمان يحدث ويحدث كذلك أنه أضيف على ذلك أنه للأسف مزارع الأسماك بدؤوا يستعملون المضادات الحيوية، والمضادات الحيوية لمنع طبعا أن تموت الأسماك أثناء تربيتها وهذه المضادات الحيوية تتكاثر كذلك في لحوم الأسماك وتؤدي كمان عندما يأخذها الإنسان تسبب له نوعا من الحساسية.


سامي كليب: طيب لنر ما هو خطر المأكولات المعلبة.

[شريط مسجل]


يوسف أبو جودة/ اختصاصي الأمراض النباتية في الجامعة الأميركية: بالنسبة لو نستعمل المبيدات الزراعية لكان الضرر أكثر بكثير لأن الحشرات التي قد تصيب النبات تجعل النبات يفرز مواد كيميائية لمكافحتها وهذه المواد هي خطرة وقد تكون أكثر خطورة من المبيد الذي نستعمله والذي تمت دراسته لفترة طويلة للتأكد من أنه لن يؤدي إلى ضرر يذكر للإنسان، فإذا أخذنا مثلا هلق فنجان القهوة، فنجان القهوة يحتوي حسب هذه الدراسة على آلاف المواد، جرى دراسة حوالي 28 منها، 19 منها تؤدي حسب الدراسات التي يعتمد عليها الأطباء تؤدي إلى سرطان، ثمانية منها فقط لا تؤدي إلى سرطان ولا يزال ما يزيد عن ألف تحتاج إلى دراسة. إن المخاطر المحدقة بغذاء الإنسان كثيرة وخاصة أثناء عمليات التصنيع والتخزين، فإذا أكلنا الفاكهة الطازجة خطورتها إجمالا أقل من الفاكهة التي خضعت للتخزين لمدة طويلة وخاصة الحبوب حيث إنه قد تحصل تغيرات كيميائية تؤدي إلى نشوء مواد كيميائية جديدة قد تضر بصحة الإنسان وأهمها بالنسبة لخاصة في الحبوب هي السموم الفطرية، السموم الفطرية قد تبدأ من الإصابة بالحقل وقد تزداد كثيرا أثناء التخزين وإذا كانت إصابة خفيفة في الحقل وأثناء التخزين كانت الرطوبة مرتفعة فإن نسبة السموم الفطرية تصبح عالية جدا ولا يمكن استغلالها من قبل البشر أو الحيوان، هذه السموم أحيانا تؤدي إلى سرطانات فظيعة وأهمها سرطان الكبد.

[نهاية الشريط المسجل]

سامي كليب: يعني كل ما هو محفوظ في أماكن رطبة أو معلب مضر بشكل عام.


عاصم الشهابي: معرض دائما للتلف وكما ذكر الزميل يؤدي إلى تكاثر أنواع من الفطريات التي كما سبق وذكرت تنتج سموما فطرية ومضرة على الصحة وخصوصا على الكبد.

سبل الرقابة والوقاية وخطورة الهرمونات


سامي كليب: طبعا نحن حاولنا الاستفادة أيضا من كتب عديدة هنا، هذه الموسوعة الجميلة الموسوعة العربية للغذاء والتغذية فيها رصد للكثير من الأمراض التي تنتقل للإنسان عبر الغذاء، من هذه الأمراض حمى التيفوئيد الكوليرا الإسهال يعني الكثير من الأمراض لا داعي لذكرها لكي لا نخيف أكثر المشاهدين، أيضا مجلة البيئة والتنمية قدموا لنا في الواقع معلومات مهمة حول ما يصيب الإنسان. ذكرت أكثر من مرة دكتور عن براز الحيوانات، معروف أن ما يخرج من أمعاء الحيوانات يستخدم في كثير من المزارع التقليدية في العالم العربي من أجل النبات والخضار والفواكه، هل هذا مضر؟


عاصم الشهابي: هذا مضر إذا استعمل بدون تعقيم فلذلك إذا أريد استعمال براز الحيوانات في الزراعة فيجب أن يتم تعقيمه لأنه ما عدا ذلك ممكن يحتوى على أنواع من الجراثيم مضرة والتي تؤدي كذلك..


سامي كليب (مقاطعا): مكلف التعقيم؟


عاصم الشهابي: لا، مش مكلف ممكن في طرق الآن حديثة وسريعة ويفضل أن تعمل وهذه تعمل في بعض البلدان العربية بيصير ما يسمى الزبل اللي عادة المعقم.


سامي كليب: طيب في منطقة في لبنان منطقة البقاع معروفة أنها منطقة زراعية على ما يبدو فيها أيضا كارثة مالية وتلوث، سيشرح لنا أحد الأطباء هذا الملف.

[شريط مسجل]


محمد العبد الله/ مدير مستشفى في البقاع اللبناني: موضوع المبيدات نحن لاحظناه بالمستشفى نحن صار لنا هون بالمستشفى 17 سنة فاتحين، عم بنشوف أن هذه الأمراض السرطانية عم بتزيد يوما عن يوم بكمية عالية مش بس عند الكبار عم بتزيد عند الصغار عند الأعمار الصغيرة، تحت السنة كمان في أطفال تحت السنة عم بتؤثر عليهم وهذه ناجمة من طبعا المياه الملوثة بالأسمدة ومن الفواكه والخضار اللي عم بيأخذها الإنسان، عدا عن الدراسات اللي انعملت من وزارة الصحة اللبنانية وقالت إنه كلما بتزيد المبيدات الزراعية كلما بتزيد الأمراض السرطانية في البلد. عندنا مشكلة نحن في لبنان وخاصة في البقاع هو نهر الليطاني، نهر الليطاني عم بتتحول كل المجارير البلدايات القرى والمدن بالبقاع وغير البقاع لأنه هو بيصب في الجنوب عم تتحول عليه، بعض المزارعين طبعا مش كلهم بعض المزارعين نتيجة غلاء المازوت عندنا في لبنان ونتيجة الكهرباء المرتفعة عم يضطر يسقي من مجرى الليطاني. هذه كمان التركيبات الكيماوية وتفاعلها عم بتؤدي إلى بعض الأمراض زي الأمراض السرطانية، يرجع بعض الناس نتيجة غياب الدولة ومش عاملة، مدت مجارير على القرى بس ما عملت محطة تكرير ما مدتها بطريقة سليمة بالبلديات، قاموا بعض الأهالي أو بعض البيوت بحشوا آبار إرتوازية وحولوا الجور الصحية عليها، كمان هذه لوين عم بتروح؟ عالمياه الجوفية، في مزارعين في العالم بيعطوا للمواشي تبعهم مثل غروس هرمون لتكبر المواشي بسرعة منشان الربح السريع خاصة مش ببلادهم عم بيبيعوها، بيبيعوها للعالم الثالث هذا الموضوع لأنه ببلادهم في مراقبة دقيقة لهذا الموضوع، هذا كمان الدور بيؤدي إلى وأثبتت بعض المختبرات أن مادة الأستروجين اللي عم نأخذها نحن من هذه اللحوم عم بتؤدي إلى مرض سرطاني وخاصة بالمثانة البولية والمري والكلى لأنه مثلما بنعرف نحن النترات بتتجمع بالمعدة والأمعاء وبتتجمع بجوف الفم، وهذا امتصاصه بجسم الإنسان بده بين أربع ساعات و18 ساعة ليصل إلى الدم، هذه اللي عم بتزيد نتيجة لأنه حسب ما فحصنا المياه نحن وتأكدنا من كل هيدا أنه في تلوث كبير في موضوع النترات بالمياه الجوفية في لبنان. مرض السرطان عم بيزيد كثير عن الأولاد الصغار نتيجة الشرب من المياه هذه، وهلق بأحكي كطبيب أنا أنه بأعرف أنه في كل دول العالم وخاصة نحن نستورد أكثر الشيء لحوم من أميركا اللاتينية هناك في مختبرات منشان يستخرجوا بعض الهرمونات من المواشي وأثبتت بعض المختبرات أن مادة الأستروجين اللي عم نأخذها نحن من اللحوم عم بتؤدي إلى مرض سرطاني وخاصة بالمثانة البولية والمري والكلى.

[نهاية الشريط المسجل]

سامي كليب: دكتور عندك تعليق؟


عاصم الشهابي: آه عندي تعليق. نحن ندعو جميع الدول العربية في منطقتنا أن يعملوا كافة الإمكانيات لإنشاء محطات تكرير المياه العادمة اللي تؤدي إلى بالطريقة البيولوجية تؤدي طبعا أولا إلى تدمير بقايا المواد الهرمونية بقايا المضادات الحيوية وللتخلص من الميكروبات المعدية وألا يطرحوا المياه في الأنهر أو في أي –نقول- مصدر مائي إلا تكون المياه مكررة ونظيفة إلى حد ما كبير وبعد ذلك طبعا ممكن استعمال هذه المياه في الزراعة..


سامي كليب (مقاطعا): طيب في البعض بروفسور يعني يقول إن المياه المعبأة في القارورات في الزجاجات في القناني يعني صحية أكثر، البعض الآخر يقول لا لأن حتى البلاستيك المستخدم في مرحلة معينة قد يؤدي إلى السرطان.


عاصم الشهابي: طبعا هذا كمان من شروط تعبئة المياه، يجب أن تعبأ بأنواع من العبوات البلاستيكية اللي تصلح للمياه لأنه في عبوات ممكن تؤدي كذلك زي ما ذكرت وخصوصا إذا تعرضت لأشعة الشمس تفرز بعض الكيماويات المضرة للصحة.


سامي كليب: يعني قرأت نصيحة أنه حين تشرب من إحدى العبوات أو القارورات أو القناني يجب أن ترميها مباشرة بعد ذلك يعني لا تستخدم عدة مرات.


عاصم الشهابي: يفضل عدم استخدامها عدة مرات، يفضل عدم تعريضها لأشعة الشمس أو للحرارة يفضل كمان عدم وضعها بالقسم المبرد جدا بالثلاجة الفريزا حتى لا تحدث هنالك بعض المواد الكيماوية تخرج من البلاستيك وتؤدي إلى مضار صحية، هذا صحيح.


سامي كليب: طيب في مصر استمعنا إلى رأي يحذر من دور إسرائيل أيضا في بعض المبيدات.

[شريط مسجل]


حسام رضا/ مهندس زراعي: بالنسبة للمبيدات أولا المبيدات الفوسفورية بتؤثر على الأعصاب وكثير من المبيدات بتؤثر على الكلى والكبد نظرا لأنها بتترش بطريقة غير آمنة وبطريقة غير منضبطة، بالنسبة للأسمدة ففي مشكلتين، مشكلة السماد الكيماوي أنه في بعض الأسمدة زي على سبيل المثال سماد اليوريا لا يجوز استخدامه في الأراضي الرملية والأراضي الحديثة وعند استخدامه يؤدي إلى تسمم النبات ويؤدي إلى أنواع من السموم داخل النبات. لكن في الحقيقة في خطورة أخرى وفي سماد آخر وهو حاليا بدأ ينتشر في مصر هو سماد الحمقى اللي ناتج عن مخلفات الصرف الصحي والتي لا يجوز استخدامها إلا في الغابات لأنه في الأسف بعض منعدمي الضمير بيستخدمونه في إنتاج الخضر والفاكهة وده فيه مشكلتين مشكلة محتوى بكتريولوجي غاية في الخطورة السالمونيلا والكوليرا وبيوض الاسكاريس وهذه الأشياء والمعادن الثقيلة، المعادن الثقيلة جاية من منتجات ومخلفات الصرف الصناعي ودي بتؤثر بتخلف عقلي وبتؤثر على الكلى والكبد أيضا وللأسف الحكومة شريكة في هذا الموضوع لأن إنتاج مخلفات الصرف الصحي بتنتج من محطات الصرف الصحي اللي موجودة ومنتشرة في أنحاء الجمهورية، بجانب أن المعونة الأميركية على سبيل المثال اشترطت الخصخصة في مجالات ومن ضمنها الزراعة، ده أدى إلى عدم إحكام السيطرة على استخدام المبيدات، المبيدات في السابق كان يتم استيرادها عن طريق الهيئة الزراعية وفقط وبيتم توزيعها عن طريق الجميعات الزراعية، الآن بيتم توزيعها عن طريق أي كشك في كميات مهولة من المبيدات التي لا يتم استخدامها في السابق في مصر فوجئنا بها أنها بيتم تهريبها عن طريق إسرائيل من ضمنها الـ DDT والذي لا يتم استخدامه منذ أكثر من خمسين سنة في العالم.

[نهاية الشريط المسجل]

سامي كليب: يعني كلام خطير لو كان الـ DDT فعلا بيسرب إلى مصر مجددا رغم أنه ممنوع منذ سنوات طويلة. من 1973 تقريبا.


عاصم الشهابي: صحيح لأن مادة الـ DDT تبقى عادة في الأرض لفترة طويلة ولا يحدث فيها أي تحلل وممكن تنتقل مع سلة الغذاء وتصل إلى الإنسان وتتراكم في جسم الإنسان وتؤثر على الجهاز العصبي ولها مضارات كبيرة جدا معروفة، صحيح.


سامي كليب: الهرمونات خطيرة وتنتقل عبر اللحوم إلى الإنسان والضحايا خصوصا من النساء وفق ما تقول لنا اختصاصية التغذية.

[شريط مسجل]


غنى الصنديد: بخلال العشر سنوات اللي مرقوا كمان مع الإكثار من استخدام الدجاج لأنه بيمرق كثير بالـ fast food أو الأكل السريع بيمرق بالبرغرز بيمرق بالصندويش، كمان بنشوف نساء عم بيصير عندهم حالات مش طبيعية، بدانة بأماكن مش طبيعية يعني بدأنا نشوف بدانة على منطقة البطن والخصر، ظهور شعر بأماكن مش طبيعية على الذقن على الوجه على الرقبة وشعر بلون كمان مش كثير منشوفه عادة، بالإضافة إلى مشاكل كثير بالغدد والهرمونات، هالشيء عم بيتزايد مع الوقت أكيد لسبب معين والسبب المعين هو الكورتيزون أو الهرمونات اللي عم بينعطى للدجاج كرمال يسرع بنموهم وبالتالي عم بيصير في عندنا تأخير بالحمل عند المرأة.

[نهاية الشريط المسجل]


عاصم الشهابي: في عندي تعليق بموضوع الهرمونات للدجاج لأن دراسة جديدة -مع أن هذا ليس جزءا من تخصصي في الحقيقة- ولكن في دراسة حديثة بينت أنه يجب ألا.. يعني الواحد يستهلك نوعا من الدجاج وزنه أقل من تسعمئة غرام ولأنه في هذا الوقت بيكون الهرمون متركزا بلحم الدجاج ولذلك يفضل أن تكون الدجاجة وزنها ما بين كليوغرام ومائتين إلى كيلوغرام وثلاثمائة إلى أربعمائة غرام وبيكون جزء من البقايا الهرمونات قد تلاشت من لحوم الدجاج، هذه حسب دراسة قرأتها حديثة، وأضيف إلى ذلك مع الأسف كذلك لم يذكرها أحد من الزملاء وهي تتعلق ببقايا المضادات الحيوية، معظم مزارع الدجاج لا يزالون يستعملون أنواعا من المضادات الحيوية التي تستعمل كذلك لمعالجة الأمراض عند البشر ومنها التيتراسكلين..


سامي كليب: وتنتقل إلى الإنسان من الحيوان؟


عاصم الشهابي: وهذه تنتقل ولذلك نحن ندعو انه استعملوا أنواعا من المضادات الحيوية المختصة بالدجاج باللحوم بالماشية إلى آخره ولا تستعملوا المضادات الحيوية المخصصة لعلاج الإنسان حتى لا ينتقل عامل المقاومة للباكتيريا من الحيوانات إلى الإنسان وتصبح معالجة الإنسان مشكلة طبية معقدة.


سامي كليب: على كل حال لن أسألك عن دور الدولة لكي لا نكسر النصال على النصال، المطلوب من الدولة المراقبة جدا. فوائد ومضار الأغذية المعدلة وراثيا، حضرتك يعني تحدثت عن الفوائد والمضار بشكل سريع ما هي فوائد الأغذية المعدلة وراثيا؟


عاصم الشهابي: الأغذية المعدلة وراثيا الحقيقة حتى الآن هنالك دراسات تثبت مضارها السريعة ما عدا ما تم دراسته بالفول السوداني أو فول الصويا حيث وجدوا أنه بيسبب نوعا من التحسس عند البشر نتيجة استعمال أنواع من البكتيريا اللي بتنقل العامل المقاوم للجين اللي استعمل بتنمية فول الصويا.


سامي كليب: دكتور يعني بشكل سريع ربما أحد الاختصاصيين قال لنا جملة مفيدة جدا إنه يجب أن يعود الإنسان أكثر إلى الطبيعة، كلما اقتربنا من الطبيعة كانت صحته أفضل ولذلك البعض يعود إلى الزراعات العضوية حتى ولو كانت صغيرة جدا، في الإمارات مثلا من المستحيل أن نتصور زراعة بدون أسمدة ولكن هناك مراقبة قوية اليوم على الأسمدة.

[شريط مسجل]


أحمد كليب: قد تكون بداية دور المفتش جهاز أبو ظبي للرقابة الغذائية عند وصول المادة الغذائية إلى المنفذ عندما نتكلم على المواد المستوردة وحسب طبيعة وخطورة مستوى خطورة هذه المواد الغذائية يتم التعامل مع هذه الشحنة، بعد دخولها إلى المنفذ وبعد التأكد من أن هذه المادة صالحة للاستهلاك الآدمي من خلال مراقبة الوثائق الكشف الظاهري على الشحنة وأخذ عينات إلى المختبرات وإثبات أنها صالحة للاستهلاك الآدمي يتم السماح لها بالدخول إلى مخازن التاجر وكذلك أيضا وباستمرار يتم مراقبة هذه المخازن وصلاحية هذه المخازن للاستخدامات المخصصة لها، كما أنه أيضا يتم مراقبة المادة الغذائية أثناء عرضها في السوق حتى وصولها للمستهلك لأنها قد تكون المادة الغذائية صالحة للاستهلاك الآدمي عند وصولها ووجودها في المخزن لكن قد تتعرض في أي مرحلة من المراحل حتى وصولها للمستهلك لأي تلف سواء اختلاف درجات الحرارة أو سوء تناول ونقل يؤثر في صلاحية هذه المادة الغذائية، في ظروف مثل دولة الإمارات ودول مجلس التعاون من الصعب الاستغناء عن مخصبات التربة والأسمدة وكذلك المبيدات التي قد تساعد الإنتاج المحلي في الوصول إلى مرحلة الإنتاج والاستفادة من هذه المخرجات.

[نهاية الشريط المسجل]

سامي كليب: للأسف الدكتور عاصم الشهابي انتهى الوقت كنت أود أن تعلق. المعدة بيت الداء قال الحارث بن كلدة ولكن هو نفسه الذي أضاف إن الحمى هي رأس الدواء. آمل ألا أكون قد أفسدت عليكم طعامكم ولكن الوقاية خير من العلاج، شكرا لكم جميعا، شكرا لمن ساهم في هذه الحلقة ولمن يود الكتابة لبرنامج الملف عنوننا الإلكتروني هو، almelaf@aljazeera.net  وإلى اللقاء بإذن الله في الأسبوع المقبل.