حوار في الرياضة - عام من الرياضة
حوار في الرياضة

عام من الرياضة

ملامح بطولة كأس العالم لكرة القدم 2002، دورة الألعاب الآسيوية الرابعة عشرة، حصاد الرياضة العربية في العام 2002، بطولة كأس الخليج لكرة القدم، سباقات السيارات لعام 2002.

مقدم الحلقة:

أيمن جادة

تاريخ الحلقة:

04/01/2003

– ملامح بطولة كأس العالم لكرة القدم 2002
– دورة ألعاب الكومنولث الأخيرة

– فضائح دورة سولت ليك سيتي على مستويات متعددة

– دورة الألعاب الآسيوية الرابعة عشرة

– خيبة آمال العرب في بطولة الأمم الأفريقية لكرة القدم 2002

– حصاد الرياضة العربية في العام 2002

– بطولة كأس الخليج لكرة القدم الأخيرة

– أرقام وإنجازات ألعاب القوى 2002

– سباقات السيارات لعام 2002

– أبرز أحداث كرة السلة والكرة الطائرة وكرة اليد لعام 2002

– أبرز ملامح الرياضات القتالية في العام 2002

– ألعاب المضرب لعام 2002

– إنجازات أندية كرة القدم 2002

– أبرز نجوم ونجمات الرياضة لعام 2002


undefinedأيمن جاده: مشاهديَّ الكرام، تحية لكم من (الجزيرة)، وأهلاً بكم مع هذا البرنامج السنوي الخاص (عام من الرياضة)، فكل عام وأنتم بخير.

في العام الميلادي 2002 الذي انقضى منذ أيام قليلة شهدت الرياضة الكثير من الأحداث ومن المفاجآت والمفارقات، من الأفراح والأتراح، كانت سنة أخرى حافلة بالمنافسات الرياضية بحلوها ومرها، بالمثير منها والمتوقع، بالغريب منها والعادي.


ملامح بطولة كأس العالم لكرة القدم 2002

وسنحاول في هذه الحلقة الخاصة أن نستعرض ذلك كله بالكلمة والصورة وبالإيجاز الممكن. ونبدأ من الأحداث الرياضية الكبرى التي شهدها عالم الرياضة، والبداية من أكبرها بالطبع من كأس العالم لكرة القدم في كوريا واليابان 2002 بكل ما حفلت به من مفاجآت، ونجمة خامسة في سماء البرازيليين الخضراء.

تقرير: انتهت كأس العالم واللسان بأكثر من لغة يقول: بأي حال رحلت يا مونديال؟ رحلت وقد تركت المرارة في أكثر من فم، تركتها في ثغر فرنسي لطالما ضحك ملء شدقيه قبل النهائيات زهواً بلقبه السابق، وببطولته الأوروبية، لكن القدر سخر منه أيما سخرية حين ألقى به خارج المونديال ومن أصغر الأبواب أيضاً، ففرنسا خسرت أمام السنغال وأمام دهشة العالم أجمع بهدفٍ وحيد وضد الدنمارك بهدفين للاشيء، وتعادلت سلبياً أمام أورجواي، هكذا عجز الأبطال عن تسجيل ولو هدف يحفظ ماء الوجه إن بقي في الوجه بعض الماء طبعاً، فهل تبرر إصابة زيدان وحدها هذه المهزلة؟

رحلت يا مونديال ثانية وقد صنعت من المرارة دموعاً تذرف الحرقة واللوعة على خدود الابن المدلل للأرجنتين (باتيستوتا) وغيره ممن صدق أن هذا المنتخب هو أحد المرشحين الأوائل لنيل اللقب، فكانت الحصيلة خروجاً من الدور الأول بعد فوز بهدف على نيجيريا وخسارة بمثله أمام إنجلترا، وتعادل بهدف مقابل هدف مع السويد، ثم رحلت مرة أخرى وقد أسقط حكامك إيطاليا التي تعلق بها قلوبنا بعد أن فقدنا من نشجع، خرج الأزوري بفعل مظالم تحكيمية صارخة بلغت القمة أمام كوريا الجنوبية في الدور ثمن النهائي حين خسرت إيطاليا بهدفين لهدف واحد.

ورحلت إثرها بعد أن اخترت لاعباً إنجليزياً ليكون الشماعة التي ستعلق عليها خيبة إنجلترا في هذا المونديال، إنه حارس المرمى (ديفيد سيمان) الذي غطى خطأه أمام البرازيل حقيقة لا ريب فيها، وهي أن إنجلترا لم تكن جاهزة ولو بـ50% لهذه النهائيات.

وإن كانت إنجلترا بهذه الحال فما بالك بالعرب؟ السعودية مثلاً وبقطع النظر عن خسارتها الكبيرة أمام ألمانيا بثمانية أهداف لصفر أكدت في الحقيقة أن كرة القدم الخليجية مازالت تعيش حالة من الضبابية والتقوقع على الذات في أكثر من مستوى، كما أن شخصية اللاعب الخليجي مازالت وللأسف أضعف على الميدان من أن تمسك بزمام الأمور قبل انفراطها.

أما تونس فكان أداؤها محيراً لأ بعد حد، فالهزيمة أمام روسيا حصلت لأن لاعبيها وربما أيضاً مدربها اقتنعوا قبل اللقاء أنهم سيخسرون، وهذا ما حصل بالرغم من أنهم كانوا أفضل أداءً على الميدان، كذلك كان الشأن في مباراتهم الثانية أمام بلجيكا، فتعادلوا بهدف لمثله في الوقت الذي كان الانتصار هو الأقرب منهم، وتكرر الأمر في ثالث المباريات أمام اليابان في خسارة غير مفهومة وبهدفين للاشيء.

لكن ولحسن الحظ رحلت يا مونديال وقد أهديتنا في منتخب كوريا الجنوبية كرة قدم آسيوية طال انتظارها، ولن تتأخر غداً في فرض نفسها بين كبار اللعبة، الكوريون بلغوا الدور نصف النهائي الذي خسروه بصعوبة أمام ألمانيا بهدف وحيد.

ورحيلك يا مونديال كان بلسماً على إفريقيا السوداء، بعد أن بلغت السنغال في أول مشاركة لها الدور ربع النهائي الذي لم تخرج منه إلا مرفوعة الرأس بخسارة أمام تركيا بهدف وحيد، وعن تركيا التي أهدتنا متعة الإثارة سيقال الكثير والكثير بعد بلوغها الدور نصف النهائي وخسارة أمام البرازيل بهدف يتيم، وبعد إحرازها المركز الثالث بفوزها على كوريا الجنوبية بثلاثة أهداف لهدفين.

وكان آخر فصل قبل رحيلك يا مونديال في دور نهائي ألماني برازيلي، وكانت المناسبة خلاله للألمان حتى يؤكدوا وفاءهم لمدرسة الانضباط التكتيكي والقوة البدنية التي عُرفوا بها على مدار أعوام، كما كانت المباراة فرصة أيضاً للبرازيل لتذكير من نسي أنهم موطن الموهبة والفن اللذين صنعا منهما الثلاثي (رونالدو)، و(ريفالدو) و(رونالدينو) خامس نجمة على قميص الأبطال.

هكذا سيتحدث اللسان، وهكذا سيظل يقول: رحلت يا مونديال، وبأي حال سترجع لنا بعد أربع سنوات؟


دورة ألعاب الكومنولث الأخيرة

أيمن جاده: ومن الشرق الآسيوي الأقصى إلى الغرب الأوروبي، وتحديداً مدينة مانشيستر الإنجليزية التي استضافت دورة ألعاب الكومنولث، وهي أكبر دورة رياضية متعددة الألعاب تشهدها إنجلترا على مدى نصف قرن، ولعلها ذكَّرت الإنجليز بماضي إمبراطوريتهم التي كانت لا تغيب عنها الشمس.

تقرير/لطفي الزعبي: حققت ألعاب الكومنولث، نجاحاً باهراً بحضور الملكة إليزابيث الثانية لتتوج أحد عشر يوماً من المنافسات، في الوقت الذي صاحبت حفل الافتتاح زخات المطر في مانشيستر البريطانية، والتي استمرت حتى حفل الختام أيضاً، الذي حضره ثمانية وثلاثون ألف متفرج تجمعوا في استاد مدينة مانشيستر، حيث أعلنت الملكة خلاله إقامة الألعاب القادمة في ملبورن بعد أربع سنوات، فبعد سنوات من التحضير انتهت أحد عشر يوماً من المنافسات لألعاب الكومنولث، بتوزيع 900 ميدالية من خلال 17 لعبة مختلفة جرت في 15 ملعباً، وعاد 3863 لاعباً يمثلون 39 بلداً إلى بلادهم بعدما حققوا نجاحات باهرة في المنافسات، التي جاءت بعد ثلاثة أسابيع فقط من انتهاء كأس العالم 2002، وهو الأمر الذي حقق بعض الأهمية، فبرزت أسماء عدة منها (جوناثان إدوارد) الذي خطف لقب الوثب الثلاثي مسجلاً 17 متراً و86 سنتيمتراً، في الوقت الذي كادت فيه البريطانية (باولا راديكليف) أن تفقد لقب سباق 5 آلاف متر عدو، وتوجت (ديدي فيرجسون) من جزر البهاما ملكة لسباقات المائة والمائتين والأربعة في مائة متر بعد الأسترالية (رينين بول) التي فازت بنفس الألعاب عام 70.

وفي أحواض السباحة برز الاسم اللامع الوحيد الأسترالي (ين فور)، الذي نجح في الحصول على ست ميداليات ذهبية تاركاً السابعة لمنافسه (ماتوليش) في سباق المائة متر ظهر، وحفرت الأسكتلندية (أليسون شيفرد) اسمها بحروف من ذهب عندما حققت أول ذهبية لسباحة أسكتلندية منذ عام 54.

كانت أستراليا صاحبة النصيب الأكبر من الميداليات، والتي حصدت 206 ميداليات منها 82 ذهبية، تلتها إنجلترا برصيد 165 ميدالية، ثم الهند 70 ميدالية، كما شاركت برباروس، وناميبيا، وبتسوانا، انتهاءً بمالطة وموريشيوس، وغانا، وساو وبإطفاء شعلة ألعاب 2002، تتجه الأنظار نحو ألعاب 2006 الدورة القادمة التي تحتضنها مدينة ملبورن الأسترالية.


فضائح دورة سولت ليك سيتي على مستويات متعددة

أيمن جاده: كلام كثير قيل عن سولت ليك سيتي حتى أقيمت دورتها، والتي لم تخلُ بدورها من الفضائح سواء على مستوى المنشطات أو قضايا التحكيم، لكنه أولمبياد شتوى آخر والسلام.

تقرير/عماد حامد: أكدت دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التاسعة عشرة التي استضافتها سولت ليك الأميركية أوائل العام المنصرم الارتباط الوثيق بين السياسة والرياضة، فقد طغت أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول على مجريات تلك الدورة التي لفتت الأنظار عن غيرها بسبب الهاجس الأمني الذي كان محور اهتمام الجميع، والذي كلف السلطات الأميركية نحو 60 مليون دولار من إجمالي ميزانية الدورة التي بلغت نحو 400 مليون دولار، والتي تعد الأضخم في تاريخ الدورات الأولمبية الشتوية، فلم تكتفِ بحشد أكثر من 15 ألف شرطي لأغراض الحراسة، بل فرضت حظراً جوياً فوق أجواء المدينة ولمسافة تعدت المائتي كيلو متر، وهددت بإسقاط أي طائرة تنتهك الأجواء خلال إقامة الألعاب، وسبق كل ذلك إعلان اللجنة الأولمبية الدولية للمرة الأولى منذ انتهاء الحرب الباردة عن الهدنة الأولمبية.

البلجيكي جاك روج، الذي احتفى بأكثر من 2500 رياضي ورياضية يمثلون 77 دولة شاركوا في الدورة التي شهدت حدثاً تاريخياً تمثل في مشاركة بطلة التزلج (أَنَّا برنافي) للمرة الخامسة في الدورات الأولمبية لتدخل التاريخ من بابه الواسع باعتبارها أكبر متسابقة في تاريخ الدورات الأولمبية حيث كان عمرها 48 عاماً، كما شهدت تلك الدورة أيضاً صراعاً تكنولوجياً من أجل الحصول على أكبر عدد من الميداليات خاصة في سباقات التزلج، حيث أقدمت العديد من الشركات العملاقة، وفي مقدمتها شركة NIKE على إنتاج بدل رياضية تتميز بالقدرة على التعامل مع تأثيرات الهواء والرياح، والتي يمكن أن تؤثر على مجريات المنافسات، خاصة سباقات التزلج على الجليد.

دورة سولت ليك حفلت أيضاً بالعديد من المشاكل والفضائح خاصة على الصعيد التحكيمي، وكادت تؤدي لحدوث أزمة سياسية بين روسيا والولايات المتحدة، حيث هددت روسيا بالانسحاب من الدورة احتجاجاً على ما أسمته بالانحياز والظلم التحكيمي ضد أبطال بعثتها، خاصة في مباريات الهوكي والتزلج، ووصل الأمر لحد تدخل الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) شخصياً وتهديده ليس فقط بالانسحاب من الدورة، بل من اللجنة الأولمبية الدولية في حال عدم إنصاف روسيا، وتفجرت الأزمة بشكل خاص عقب إعلان نتيجة مسابقة التزلج الإيقاعي للسيدات، والتي منح فيها الحكام الميدالية الذهبية للأميركية (سارة هيوز) رغم احتلالها المركز الرابع في الجولة الافتتاحية، بينما نالت الروسية (سويت سكايا) الميدالية الفضية، وتعمقت الاحتجاجات الروسية بعد منع البطلة (لاريسا لازوتينا) من المشاركة في أحد السباقات بعد ثبوت وجود مادة (الإيبو) في تحاليل الدم الخاصة بها، واحتمال تناولها لمنشطات محظورة.

غير أن الفضيحة الأبرز في تلك الدورة والتي تعد الأكبر في تاريخ الألعاب الشتوية هي اعتراف عضو لجنة التحكيم لسباق التزلج الإيقاعي الفرنسية (ماري رينيه لوجو) بتعرضها لضغوط من قبل اتحاد بلادها من أجل التصويت لمنح الميدالية الذهبية للزوج الروسي (لينا بريزنايا) و(أنطونيوس كاروليدز) رغم أحقية الزوج الكندي بتلك الميدالية مما دفع الاتحاد الدولي للتزلج لفتح تحقيق أدان فيه الحَكَمة الفرنسية وقرر إيقافها ومنح ذهبية أخرى للزوج الكندي.

أزمة التحكيم طالت أيضاً أعضاء بعثة كوريا الجنوبية التي هددت برفع دعوى قضائية ضد الحكم الذي أبعد بطلها بالتزلج السريع (يونج سونج) من نهائي سباق الـ1500 متر وحرمانه من الميدالية الذهبية وإعطائها للأميركي (أبولو أوهونو) بدعوى أن (سونج) قام بعرقلته أثناء محاولته تخطيه في الأمتار الأخيرة للسباق.

أيمن جاده: ألم نقل إنها دورة أخرى والسلام؟

[فاصل إعلاني]


دورة الألعاب الآسيوية الرابعة عشرة

أيمن جاده: ثلاثة أشهر بعد كأس العالم لكرة القدم شهدت مدينة بوسان الكورية الجنوبية دورة الألعاب الآسيوية الرابعة عشر، حدث كبير جداً على الأقل لأنه الأكبر حجماً في أكبر قارات العالم.

تقرير/منقذ العلي: في الأيام الأخيرة من شهر أيلول/سبتمبر المنقضي كانت مدينة بوسان الكورية على موعد مع أهم حدث على الصعيد الآسيوي، وهو دورة الألعاب الآسيوية الـ 14 والتي استضافتها المدينة الساحلية بوسان على مدى أكثر من أسبوعين.

منذ البداية قدم حفل الافتتاح الأنيق فكرة عن مستوى الألعاب التي يرجو المنظمون الكوريون أن ترتقي إليها، من خلال تمازج رائع جمع الأفكار التقنية الخلاقة والأساطير التراثية الكورية، والأرقام التي رجى المنظمون أن تحققها هذه الدورة، وقد حققتها فعلاً منفردة في ذلك على أكثر من صعيد، فأعداد الدول المشاركة الذي بلغ 44 دولة رقم لم يتحقق إلا في بوسان ومشاركة أفغانستان الخارجة من الحروب والأزمات شكل نقطة إيجابية تحسب للمنظمين والألعاب، وكذلك كانت المشاركة الفلسطينية رغم ظروف الاحتلال والحصار، وقد عاد وفد فلسطين محملاً ببرونزية تاريخية في سجل مشاركاته.

أما على الصعيد الإعلامي فقد جاهد المنظمون في تأمين متطلبات التغطية التليفزيونية والإذاعية والصحفية لآلاف الصحفيين من مختلف دول العالم، حيث احتضن المركز الإعلامي في قلب بوسان معظم هذه الفعاليات، و( Bexco) الذي كان بالأساس مركزاً للمعارض تحفة معمارية غير تقليدية، قدَّم خدمات مميزة لدورة ألعاب غير تقليدية أيضاً، كسرت الأرقام بعدد المتطوعين الذين بلغوا عشرات الآلاف، قدموا جهداً سخياً في إرشاد ومساعدة اللاعبين والإداريين والصحفيين والزوار.

وشهد عدد الألعاب المشاركة طفرة نوعية بإدراج رياضيات لها طابع آسيوي تقليدي كرياضات الكبادي والووشو مما زاد في حجم الاهتمام وإبراز الأصالة الآسيوية، أما على صعيد الملاعب والمنشآت فقد قدَّم الكوريون عدداً كبيراً من الملاعب والصالات والمراكز مزودة بأحدث التقنيات والتجهيزات الفنية والرقمية، بالإضافة إلى الملاعب والساحات التدريبية، وبنى الكوريون لأجل الألعاب قرية رياضية أولمبية من خلال أبراج سكنية في منطقة راقية في وسط بوسان صُممت لتتسع لـ10 آلاف رياضي وإداري في تناسق بديع، حيث ستتحول القرية بعد الألعاب وبيع الشقق إلى واحدة من أرقى مناطق بوسان السكنية.

أما على صعيد المنافسات فقد تكرست الهيمنة الصينية من جديد، وتصدرت ترتيب الميداليات في مختلف الألعاب بفارق شاسع عن بقية الدول، وانحصر التنافس على المركز الثاني بين كوريا المستضيفة واليابان، وإن كانت الغلبة في النهاية للكوريين الذين استفادوا من كون الألعاب تجري على أرضهم على أكثر من صعيد سواء كان دعماً جماهيرياً أو تهاوناً ومحاباة من جانب الحكام والمحكمين.

أما عربياً فقد كانت ألعاب القوى مجال تألق حقيقي من خلال الوفد السعودي الذي تمكن عداؤوه من فرض سيطرتهم على أم الألعاب، وقهر الصينيين بعدد الميداليات للرجال، وتقدموا العرب جميعاً.

وكما تراوحت ذهبيات بقية ألعاب الكرات بين صينية ويابانية وكورية كان الوضع مشابهاً في ميداليات السباحة الكثيرة مما جعل الفارق يتسع بين هذا الثلاثي وبقية المتنافسين، مثل أوزبكستان وكازخستان، عزَّزه إخفاق غير متوقع للمصارعة الإيرانية التي كان يُرجى منها الكثير، إلا أن الصدمة الإيرانية تحولت لفرحة غامرة في ختام الألعاب بتتويج منتخبهم بالميدالية الذهبية الأغلى وهي ذهبية كرة القدم، ليحافظ الإيرانيون على إنجازهم السابق ولقبهم بفوز مستحق جاء على حساب المنتخب الياباني. ووسط الأضواء والأغاني والرقصات تسلمت قطر التي تصدت لأول استضافة للألعاب الآسيوية على أرض عربية تسلمت علم دورة الألعاب لتكون على موعد مع تنظيم الألعاب الآسيوية الخامسة عشر عام 2006 على أرض الدوحة في قطر.


خيبة آمال العرب في بطولة الأمم الأفريقية لكرة القدم 2002

أيمن جاده: ومن الأماني العربية في تنظيم ناجح لدورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة في الدوحة 2006، ننتقل إلى خيبة أمل عربية، ففي مالي أثبتت كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم تراجع مستوى الكرة العربية في القارة السمراء عندما احتكر الأفارقة السمر مرة أخرى المراكز الأربعة الأولى في كأس الأمم الإفريقية التي ظل لقبها كاميرونياً للسنة الثانية على التوالي وبنفس الطريقة بضربات الحظ الترجيحية.

تقرير/ معز بو لحية: أفريقيا ترقص وتغني، ولا غرابة في ذلك، فالموعد تجدد مع عرس الكرة في القارة السمراء، ومالي 2002 شغلت أهل إفريقيا وغيرهم من عشاق كرة القدم في العالم على مدار ما يزيد عن الشهر.

النسخة الـ 23 لكأس الأمم الأفريقية كانت ذات أهمية بالغة، لأسبابٍ عدة ليس أقلها استباقها لنهائيات كأس العالم في كوريا الجنوبية واليابان، فالفرصة كانت إذن مواتية للوقوف على جاهزية المنتخبات الأفريقية المشاركة في المونديال، وفرصة كذلك لتعويض الإخفاق في بلوغ المونديال الآسيوي للبقية.

الفرصة استغلتها جُلُّ المنتخبات المشاركة، ما عدا العربية، فكان من الطبيعي قياساً لهزالة النتائج في الدور الأول أن يقتصر الحضور العربي في الدور ربع النهائي عن المنتخب المصري، فتونس التي كانت تستعد للمشاركة في المونديال لم تتغلب على التخبط الإداري والفني الذي رافقها في رحلتها لمالي، فخرجت من الدور الأول مثقلة بتساؤلات عدة، أبرزها سر العقم الهجومي للاعبيها الذين شدوا الرحال لبلادهم دون تسجيل أي هدف في شباك منافسيهم.

أما المغرب ففوَّت فرصة مصالحة جماهيره بعد إخفاقه في التأهل لكأس العالم ولم يشفع له فوزه الوحيد أمام بوركينا فاسو في بلوغ دور الثمانية، فيما حاولت الجزائر جاهدة استعادة ألقها القاري لكن دون جدوى، وأفضل نتائجها في الدور الأول كان التعادل الإيجابي أمام ليبريا، أما أمل الكرة العربية في هذه البطولة، ونعني به المنتخب المصري فقد توقف حلمه في استعاده اللقب الأفريقي عند الدور ربع النهائي، لا لشيء إلا لكون اسم منافسه الكاميرون حاملة اللقب، فكان هدف (إمبوما) نهايةً لكابوس المشاركة العربية.

الصورة لم تكن في مالي بكل هذه القتامة، فبقية المنتخبات تكفلت بمهمة إنجاح العرس الأفريقي، فرغم مراوحة البعض منها لمكانها أو تراجعها عنه كنيجيريا وليبريا وغانا وبوركينا فاسو وكوت دي فوار، وجنوب إفريقيا، فقد مثلت مالي المستضيفة المفاجأة السارة للبطولة، وتمكن البولندي الفرنسي (كاسبر جاك) من تمديد الحلم المالي للدور نصف النهائي في أول إنجاز من نوعه للبلاد بعد مبارياتٍ بطولية أمام منتخبات عريقة كنيجيرياً والجزائر وجنوب إفريقيا، غير أن السنغال والكاميرون المتمرسة سرقتا الأضواء من الجميع، وقدمتا للعالم كرة قدم أكدت مرةً أخرى التطور الكبير للكرة الإفريقية، فبدت البطولة وكأنها منافسة غير مباشرة بين المنتخبين على نيل رضا الجماهير والعروس السمراء على حدٍ سواء، فكانت المواجهة المباشرة حتمية بينهما بعد عروضٍ أقل ما يقال عنها أنها كانت ممتعة.

الدور النهائي أو ختام العرس الإفريقي جمع إذن بين المنتخبين الأقوى في البطولة، وهو ما تأكد مجدداً طيلة الـ 90 دقيقة أو ما يزيد، بحث خلالها (فاديجا) و(ضيوف) من جهة، و(أولمبي) و(إيتو) من الجهة المقابلة على الضربة القاضية في مباراةٍ أشبه بنزال في الملاكمة، فكان اللجوء إلى امتحان ركلات الترجيح بعد استمرار تعادلٍ زاد من حدة التشويق، امتحان يبدو وأن الكاميرونيين تعودوا على اجتيازه بنجاح، فاحتفظوا بلقبهم بفضل الركلات الحاسمة، تماماً كما كان الحال في النسخة السابقة، ليرفعوا اللقب الأغلى في القارة ولينال في المقابل السنغاليون شهادات الاستحسان والإعجاب في أول نهائي لهم في المسابقة.

أيمن جاده: هذه نهاية الجزء الأول من (عام من الرياضة) ولكن مازال في جعبتنا الكثير لنقدمه لكم.

[موجز الأخبار]


حصاد الرياضة العربية في العام 2002

أيمن جاده: في العام 2002 الرياضة العربية حاولت واجتهدت أن تجمع العرب من جديد على صعيدٍ واحد، ومن دون خلافات، فنجحت حيناً، وأخفقت أحياناً، ولكن كانت لها محاولاتها.

تقرير/ حيدر عبد الحق: الرياضة العربية في العام 2002 فرحت لانتصارات أبطالها، وحزنت لمنتخباتها، وكررت تخبطها وعشوائيتها في السنوات الأخيرة، ويمكن أن نقسمها إلى تنظيم ومشاركات، ففي التنظيم نجحت أكثر من دولة عربية في جذب عدد من البطولات إلى أراضيها، مثل بطولة قطر الدولية للتنس التي دخلت عامها الحادي عشر، وفي دبي تواصلت أيضاً بطولة التنس، ضمت أسماء عالمية للرجال والسيدات، وتنوعت البطولات الأخرى بين مختلف الألعاب، فمنها للفروسية في قطر ودبي، وللرماية في قطر ومصر، وللشطرنج في العراق واليمن ولبنان، وللتزلج على الجليد في لبنان، وللزوارق السريعة في لبنان أيضاً والإمارات، وغيرها من البطولات التي حملت أفكاراً مختلفة من منظميها بين الدعاية والاستفادة والتطوير.

وعلى صعيد المنافسات العربية العربية فهي لا تزال تراوح مكانها بين الاعتذار والتأجيل وبين المشاكل التي ترافقها، فلو تحدثنا عن بطولة كأس الخليج التي نظمتها السعودية بداية العام 2002 فنجد أنها أقيمت بعد عدة تأجيلات، وتمكن أصحاب الأرض من الفوز بلقبها للمرة الثانية بعد مباراة نهائية مثيرة أمام قطر.

وتميزت البطولات العربية في الألعاب الأخرى السلة، الطائرة، التنس، بضعف التنظيم وقلة المشاركة، وعزوف الجمهور عن حضورها، مما يحتم على منظميها إعادة النظر في أهميتها وتطويرها، ففي كرة السلة توِّجت مصر بطلة لكأس العرب بعد انسحاب لبنان من البطولة، وحلت تونس ثانيا، وتوِّج الاتحاد السكندري بطلاً للأندية العربية وفي كرة الطائرة توِّج الأهلي القاهري بطل للأندية العربية على حساب العربي القطري.

وعن المشاركات العربية، في البطولات العالمية التي نظمت في العام 2002 نجد المشاركة الضعيفة للمنتخبات العربية في بطولة كأس الأمم الإفريقية التي أقيمت في مالي، وكذلك المشاركة الضعيفة لمنتخبي السعودية وتونس في نهائيات كأس العالم الأخيرة في كوريا واليابان، وما تعرض له المنتخب السعودي من خسارة قاسية أمام ألمانيا، وخروجه دون أهداف أو نقطة.

وفي كأس آسيا للشباب التي أقيمت في الدوحة القطرية لم ينجح سوى المنتخب، السعودي في بلوغ النهائيات العالمية المقررة في الإمارات مارس/ آذار المقبل. وحققت الأندية العربية في إفريقيا إنجازاً ثلاثياً في الحصول على جميع الكؤوس الإفريقية في العام 2002، فشبيبة القبائل الجزائري توِّج بطلا لكأس الاتحاد الإفريقي، بيما حصل الوداد البيضاوي المغربي على كأس الكؤوس الإفريقية، وفي لقاء عربي 100% حصل الزمالك المصري على لقب كأس أندية إفريقيا بعد فوزه في المباراة النهائية على الرجاء البيضاوي المغربي بهدف دون مقابل، وفي آسياد بوسان 2002 كانت المشاركة العربية في أضعف حالاتها ولم تتمكن إلا بعض الدول العربية مثل السعودية، قطر، البحرين والكويت في الحصول على ميداليات ذهبية، وخاصة في فعالية ألعاب القوى، التي شهدت سيطرة عربية على معظم ألقابها، بينما غاب العرب عن بقية الفعاليات، توزعت الميداليات الأخرى بين الرماية وبناء الأجسام ورفع الأثقال وغيرها.

وحققت الفرق العربية في كرة اليد وخاصة الكويت وقطر نتائج لافتة في دورة الألعاب الآسيوية، فحلَّت الكويت ثانية وقطر ثالثة، وفي بطولة آسيا للشباب احتفظ الكويت باللقب، وجاءت قطر ثانية، وتأهلت سبعة منتخبات عربية هي الكويت، قطر، السعودية، المغرب، تونس، الجزائر، ومصر إلى نهائيات بطولة العالم لكرة اليد في البرتغال منتصف كانون الثاني/ يناير عام 2003.

أما على صعيد أبطال الألعاب الفردية فيكاد عددهم لا يتعدى أصابع اليد الواحدة، ويقف في مقدمتهم البطل المغربي هشام القروج الذي أثبت بحق أنه ملك سباق الـ 1500 متر، وتوِّج كأفضل رياضي في ألعاب القوى في العام 2002، وكذلك البطل السعودي مخلد العتيبي الذي حقق إنجازاً فريداً بفوزه بذهبيتي سباق الـ 5 والـ 10 آلاف متر في آسياد بوسان 2002، ولدى السيدات تبرز الجزائرية ليلى الأسواني التي حطمت الرقم القياسي الإفريقي في رفع الأثقال لوزن المتوسط، وكذلك حصلت على المركز السادس في بطولة العالم لرفع الأثقال وكذلك التونسية أحلام العزابي التي حصلت على الميدالية الذهبية في المصارعة اليابانية في وزن 75 كيلو غراماً.

وكان ختام العام 2002 مع بطولة كأس العرب الثامنة لكرة القدم، التي انتظرها الكثيرون وخيبت آمال الكثيرين، فهي قد تأجلت أكثر من مرة، واعتذر عن المشاركة فيها عدد كبير من الدول العربية، حتى وصل عددها إلى 10 من مجموع 22 بلداً عربياً، وحفلت هذه البطولة بمشاكل داخل بعض مبارياتها، واعتداءاتٍ بين اللاعبين وعلى حكام المباريات مما دفع الاتحاد العربي إلى إيقاف عددٍ من اللاعبين طيلة فترة البطولة، و توِّج بلقبها المنتخب السعودي بعد فوزه في النهائي على المنتخب البحريني بهدفٍ ذهبي.


بطولة كأس الخليج لكرة القدم الأخيرة

أيمن جاده: نبقى مع الكرة السعودية، حيث شهدت الرياض العاصمة السعودية محطةً جديدة في تاريخ كأس الخليج لكرة القدم، ورغم التألق القطري اللافت والغير متوقع في هذه البطولة فإن اللقب استقر في النهاية في خزائن أصحاب الأرض.

تقرير/ حمد جاسم: عندما أوقعت قرعة كأس الخليج الخامسة عشر منتخبي قطر والسعودية المضيف في المباراة الختامية لهذه البطولة، لم يدرك الجميع بأن هذا اللقاء سيتحول إلى مباراة نهائية تحدد هوية البطل فيها، وكأن القرعة وضعت لكي تكون مباراة واحدةً بين قطر والسعودية، رغم أنها من عدة لقاءات يخوض من خلالها 6 منتخبات المنافسات وسط أجواءٍ مثيرة، وعادة ما يدخل المضيف متسلحاً بعاملي الأرض والجمهور، لكن المنتخب السعودي دخل وهو مدعوم بعدة عوامل، أولهما صعوده لكأس العالم للمرة الثالثة على التوالي، وبعد ذلك تأتي عوامل عديدة، ألا وهي الأرض والجمهور والخبرة، وفريق يضم العديد من النجوم.

أما المنتخب القطري فقد دخل هذه البطولة بطموح لا يتجاوز المراكز الشرفية أو حتى المركز الرابع بمشاركة وجوه شابة، وبقيادة مدرب جديد، ألا وهو الفرنسي (بيير لو شانتر) ولكن ما حصل هو العكس انتصارات متتالية، وتصدر البطولة منذ بدايتها حتى ما قبل نهايتها بـ 10 دقائق، عندما احتسب الحكم الإيطالي (كارلو بولي نينو) ركلة جزاءٍ أثارت الجدل، كانت هي نقطة التحول لهذه المباراة الماراثونية التي بدأت منذ بداية أول مباراة على استاد الملك فهد، الذي شهد حفلاً افتتاحياً تضمن أوبريت "خليج الكبرياء"، ولوحات خليجية تجسد التراث والعادات والتقاليد الخليجية، ليصل الفريقان إلى المباراة الختامية التي أصبحت نهائية تحدد فيها هوية البطل، حيث كان يكفي العنابي التعادل، بينما الخسارة تمنح اللقب للمنتخب السعودي الذي تأخر بهدف رائع لأحمد خليفة إثر تسديدة لا تصد ، وقبل نهاية المباراة بنحو 10 دقائق، وفي الوقت الذي ظن الجميع بأن اللقب ذاهب إلى الدوحة لا محالة أعلنت صافرة الحكم الإيطالي (بولي نينو) عن ركلة جزاء مثلت نقطة التحول في المباراة، انبرى لها عبد الله الجمعان بنجاح قبل أن يتقدم السعوديون بهدفين آخرين، لينهوا المباراة بفوز أهدى لهم اللقب للمرة الثانية في تاريخهم.


أرقام وإنجازات ألعاب القوى 2002

أيمن جاده: أم الألعاب كانت سنتها حافلة بالمسابقات والأرقام والإنجازات والألقاب.. ألعاب القوى في العام 2002 خلاصة يقدمها التقرير التالي.

تقرير/ جمال جبالي: هذه ليست بداية الموسم، بل نهايته، نهاية من أسرع ما سجل في تاريخ عروس السابقات 100 متر، وإنجازٌ مكَّن الأميركي (تيمون جُمري) من استباق بطلنا العربي هشام القروج في صدارة (الجرونتري) فيما كانت خطيبته (ماريون جونز) فائزة كالعادة لدى السيدات.

الإنجاز العالمي الآخر كان هذه المرة من نصيب المغربي الأميركي خالد خنوشي أسرع المثابرين في سباق المارثون في ساعتين و5 دقائق و38 ثانية، توقيت أدق مما تعطيه بيج بن، رغم أنه تحقق في لندن.

ورغم أنه لا يجري على وقع موسيقى الكاريبي بينما الدومينيكاني (فليب سونشاز) يبدو وكأنه يمرح حين يجري ويفوز في سباق الـ 400 متر حواجز.

المرح يبدو أيضاً على محيا (ماريون جونز) سيدة الـ 100 متر في مسابقة الرابطة الذهبية.

ومن أسعد من هشام صاحب الابتسامة الدائمة والخطوات الأنيقة التي لم يجاريها أحد هذا الموسم؟

أمام المكسيكية (أَنَّا جيفارا) فقد أصبحت انتصاراتها عديدة هذا الموسم إلى درجة أن الذين لا يعرفونها يراهنون دائماً بفوز صاحبة النظارات الشمسية. (سونشاز)، (جونز)، قروج، (جيفارا) شكلوا هذا الموسم الرباعية الذهبية، وتقاسموا 50 كيلو جراماً من الذهب، جزاء 7 انتصاراتٍ في أقوى السباقات، أما البريطانية (بولا راد كلايف) فإذا لم تتوج ضمن الأربعة الأوائل فلأنها اختارت الجري خارج المضمار أكثر من داخله، فخسرت، ولكنها ثابرت،و أخيراً انتصرت. ختام موسم 2002 في (موناكو) مقر الاتحاد الدولي، حيث اختير القروج و(راد كلايف) أحسن رياضيين هذه السنة.

وإذا كانت ألعاب القوى نواة الألعاب الأولمبية وأصل كل الألعاب، فإن الاتحاد الدولي للعبة حديث العهد نسبياً حيث احتفل في العام المنصرم بذكراه التسعين، اتحاد سجل مرور العداء الأميركي الأسود، الذي أغاظ هتلر في برلين (جي سي أوين) صاحب الميداليات الذهبية الأربع والتشيكي (إميل زاتوتك) صاحب الذهبيات الثلاث في هلسنكي، دون أن ننسى صاحب الوثبة الأولى على الظهر في القفز العالي (ديك فوسبري) الذي رفع اختصاصه إلى الأعالي دون أن يدر عليه ذلك أدنى ربح.

ديك فوسبري (بطل القفز العالي 1968): بصراحة أنا فخور بكوني من الهواة، الأمر يبعث فيَّ السعادة لرؤية النجاحات الكبيرة التي يحققها رياضيو القفز العالي أنا على يقين بأن الأرقام ارتفعت لدى الرجال والنساء في رياضة القفز العالي بسبب التقنية التي ابتكرتها، إن مساهمتي في تطوير هذه الرياضة هي مكافأتي الحقيقية التي أعتز بها.

جمال جبالي: رياضيون كثيرون جاءوا في أعقابه وارتفعوا إلى أعلى وجروا أسرع ورموا بقوة محتفظين بهوايتهم قبل أن يرفع الرئيس الأسبق الإيطالي (بري مونو بيولو) رياضتهم إلى مصاف الاحتراف ويكرس خليفته السنغالي (لامين دياك) التحول بحذف كلمة الهواية من التسمية الرسمية.


سباقات السيارات لعام 2002

أيمن جاده: الآن إلى الرياضات الميكانيكية أو الآلية من سباقات للسيارات عبر الرالي أو الفورميولا 1 والتي شهدت الكثير من السباقات والمنافسات المثيرة خلال العام المنصرم التقرير التالي يوجزها.

تقرير/ رائد عابد: كانت بداية المسابقات الميكانيكية عام 2002 من رالي داكار الرابع والعشرين الذي يعتبر من أهم سباقات السيارات في العالم، لما يتمتع به من سمعة طيبة بين السباقات الأخرى، وللمرة الأولى شهد السباق مشاركة بطل الراليات القطري سعيد الهاجري الذي ظهر بصورة طيبة وحلَّ سادساً، بينما كانت الصدارة للياباني (هيروشي ماسوكا) الذي قطع مسافة السباق خلال ست وأربعين ساعة وإحدى عشرة دقيقة وثلاثين ثانية، تلاه في المركز الثاني الألماني (يوتا كلينشميت) وكان المركز الثالث من نصيب اليابان الآخر (كنجيرو شينوزوكا) وفي منافسات الدراجات النارية احتفظ الإيطالي (فابريت جيميوني) بلقبه بطلاً للسنة الثانية على التوالي وحل الجنوب إفريقي (ألفي كوكس) في المركز الثاني، وفي سباقات الراليات تفوق الفنلندي (ماركوس جرون هولم) على جميع منافسيه، وحقق اللقب العالمي قبل نهاية المراحل الأربعة عشرة بمرحلتين، ودخل المرحلة الثالثة عشرة في أستراليا وقد ضمن الفوز باللقب إلا انه أكد أحقيته بهذا الإنجاز عندما انتزع صدارة رالي أستراليا وللمرة الثالثة على التوالي، وأنهى (جرون هولم) السباق وهو يتقدم على مواطنه وزميله في فريق بيجو (هاري روفنبيرا)، وبفضل إنجازاته عام 2002 أصبح الفريق في أحسن حالاته بعد أن اعتلى منصة التتويج 14 مرة بين المركز الأول والثاني.

وفي سباقات الدراجات النارية سيطر الإيطالي (فالنتينو روسي) على سباقات العام وفاز بإحدى عشرة جولة، وكان يأمل في معادلة الرقم القياسي العالمي بفارق جولة واحدة، ورغم أنه فاز باللقب العالمي للفئة 500 سنتيمتر مكعب قبل نهاية البطولة بخمس جولات، كان يطمح إلى معادلة الرقم القياسي بعدد مرات الفوز خلال موسم واحد، وفي الجولة الأخيرة تألق البرازيلي (أليكس باروس) في بطولة جائزة فالنسيا الإسبانية وحقق اللقب ليحرم الإيطالي روسي من معادلة الرقم القياسي ليكتفي روسي بالمركز الثاني في هذه الجولة.

ستصبح مملكة البحرين أول دولة عربية تستضيف إحدى مراحل سباقات السيارات السريعة الفورميولا 1 ابتداءً من عام 2004، وقد تم وضع حجر الأساس للحلبة التي تصل تكلفتها إلى 150 مليون دولار، وسيتم بناؤها على أحدث طراز، وتتسع الحلبة لسبعين ألف متفرج، من المتوقع الانتهاء من بنائها منتصف العام 2003، الحلبة الآسيوية الرابعة بعد ماليزيا واليابان والبحرين ستكون في شنغهاي الصينية، التي ستحتضن أول سباق للفورميولا 1 عام 2004، أي أن القارة الآسيوية ستتمتع باستضافة أربع جولات من سباقات موسم العام 2004.

سباقات الفورميولا 1 لهذا العام حملت عنوانين فقط كانا هما الأبرز طوال المراحل السبعة عشرة التي تتألف منها البطولة وبالتأكيد كان الألماني (مايكل شومخر) هو الأول والعنوان الآخر هو (فيراري)، شومخر الذي سجل إعجازاً سيتحدث عنه التاريخ طويلاً إنجازاً شهدته الجغرافيا وهو يُولد بين قارات العالم المختلفة، البداية كانت من أستراليا، عندما فاز بالمرحلة الأولى التي أُقيمت في الثالث من مارس آذار، والنهاية كانت في اليابان في الثالث عشر من أكتوبر الماضي، حيث فاز باللقب العالمي للمرة الخامسة، وبهذا الفوز تمكن من معادلة الرقم القياسي العالمي الذي كان مسجلاً باسم الأرجنتيني (خوان مانويل فانجيو) برصيد خمسة ألقاب ثلاثة منها على التوالي مع فريق (فيراري) أما لقبه الأول فكان مع (بيناتون) عام 94، ثم مع (فورد) عام 95، شومخر لم يكتفِ بذلك، بل حطم رقماً آخر وهو الفوز بلقب 11 مرحلة من أصل 17 مرحلة متفوقاً بذلك على البريطاني (نايجيل مانسل) الذي احتفظ برصيد تسعة ألقاب فقط.

انتهى الموسم وخرج شومخر بإنجازات كثيرة جعلت من مهمة الآخرين غاية في الصعوبة، لأن تحطيم الأرقام القياسية يحتاج إلى الكثير من الجهد والعطاء ويحتاج السائق إلى مهارات عديدة وقوة وشجاعة وهي صفات قلما نجدها، ويستعد البطل الآن لخوض الموسم القادم وهو يرغب في تأكيد ما تحقق وعلى الآخرين أن يستعدوا جيداً من الآن وإما أن يظهروا بالشكل المطلوب ويتمكنوا من المنافسة وإما أن يختاروا الرحيل إلى مجالات أخرى ليبقى الملك متربعاً على عرشه.


أبرز أحداث كرة السلة والكرة الطائرة وكرة اليد لعام 2002

أيمن جاده: الحدث الأبرز في عالم كرة السلة في العام الذي مضى كان بطولة العالم التي أُقيمت في الولايات المتحدة الأميركية، لكن الحدث الأبرز في البطولة ذاتها كان أن الأميركيين لم يفوزوا باللقب.

تقرير مهند المعاضيدي: شهد العام 2002 بطولات كثيرة في كرة السلة سواء كانت عربية أو قارية أو عالمية، وإذا نظرنا إلى نتائج فرقنا العربية في مجمل هذه البطولات، فإننا سنجدها مشجعة إذا أبعدنا العواطف عن تقييمنا قليلاً، ولنبدأ استعراضنا لما حدث سنويا في العام الماضي من البطولة الثالثة عشرة للأندية الآسيوية الأبطال في العاصمة الماليزية كوالالمبور، والتي أكدت فيها الأندية العربية هيمنتها على المراكز الثلاثة الأولى لهذه البطولة حيث كانت الصدارة في نسخة العام 2000 للحكمة اللبناني، فالاتحاد السعودي، فالمنامة البحريني، ونسخة 2001 فقد حل الاتحاد السعودي في إعادة الترتيب، الريان القطري، ثم الوحدة السوري، أما في العام الماضي فقد تمكن فالريان القطري من خطف اللقب للمرة الأولى في تاريخه من حامله الاتحاد السعودي وحلَّ الوحدة السوري في المركز الثالث، أما في دورة الألعاب الآسيوية فلم تكن للسلة العربية فيها كلمة مسموعة، وغادرت الفرق العربية بوسان الكورية الجنوبية بخفي حنين، ومن بوسان إلى عاصمة الجمال بيروت والتي احتضنت بطولة الأندية العربية بمشاركة ثمانية فرق من خمسة بلدان فإن المركز الأول آل للاتحاد السكندري المصري للمرة الخامسة في تاريخه، وعلى صعيد المنتخبات وفي بطولة مجلس التعاون الخليجي والتي جرت وقائعها في الإمارات، ذهب المركز الأول إلى البلد المضيف على حساب جاره القطري بنتيجة نهائية بلغت 69 نقطة مقابل 58، وعلى صعيد المنتخبات أيضاً، ولكن هذه المرة عربياً، فقد استضافت القاهرة منتخبات البلدان العربية للتنافس على المركز الأول عربياً والذي استقر في نهاية المطاف للمنتخب المصري صاحب الأرض والثاني إلى التونسيين والثالث إلى المنتخب العراقي الذي عاد إلى المنافسة عربياً بعد غياب عقد من الزمان.

أما الحدث الأكبر والأهم في كرة السلة دولياً، فكان النسخة الرابعة عشرة لبطولة العالم، والتي شارك فيها متنخبان عربيان، هما لبنان عن آسيا والجزائر عن إفريقيا وبالعودة إلى بطولة العالم الأخيرة والتي شهدت أسوأ سقوط لما يُطلق عليه بمنتخب الأحلام الأميركي وفي عرينه بعد أن حلَّ سادساً في الترتيب النهائي، فإذا كان فريق أبناء العم سام لا يضم في صفوفه (مايكل جوردن) و(لاري بيرد) و(تشارلز باكلي) الذين شكلوا نواة فريق صاحب ذهبية برشلونة الأولمبية عام 92، فلا عذر للفريق من تلقي هذه الضربة الكبيرة لوجود أفضل لاعبي الـ NBA حالياً، فتبددت الأحلام الأميركية أمام الإصرار الأرجنتيني لتكون الخسارة بـ 87 نقطة مقابل 80، وأمام إسبانيا بـ 81 نقطة مقابل 78، وتلاشت هذه الأحلام أمام الفريق اليوغسلافي الأكثر ظهوراً في المراكز الثلاثة الأولى في بطولات العالم منذ انطلاقتها عام 50 من القرن الماضي بـ 81 مقابل 98 نقطة، أما ممثلا السلة العربية الجزائري واللبناني فجاءا في المركزين الأخيرين على التوالي.

أيمن جاده: من كرة السلة إلى كرة اليد والكرة الطائرة واللتين شهدتا في كل العالم الكثير من الأحداث التي يتوقف عندها التقرير التالي:

تقرير/ طاهر عمر: إذا كان من حدث هام في عام 2002 بالنسبة لكرة اليد العربية فهو بدون شك تأهل 7 منتخبات عربية دفعة واحدة إلى نهائيات كأس العالم التي ستُقام بعد أيام في البرتغال، سبعة منتخبات هي مصر وتونس والجزائر والمغرب والسعودية وقطر والكويت، نجحت في التأهل إلى المونديال محققة بذلك تواجداً عددياً ملفتاً حيث تشكل قرابة ثلث عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات، ويتطلع الجميع إلى أن تنسج هذه المنتخبات على منوال المنتخب المصري الذي سبق وأن حقق نتائج ملفتة ووصل إلى المربع الذهبي للبطولة، ويبقى هدف المنتخبات العربية في هذه المرة التواجد بأوفر عدد في الدور الثاني لتكون لها حظوظ أوفر في مواصلة المشوار، ولتؤكد التحسن الملحوظ لكرة اليد العربية التي يحتل رجل من أهلها سدة الرئاسة في الاتحاد الدولي وهو الدكتور حسن مصطفى، ولم يكن فوز نادي السد باللقب الآسيوي ومن ثمة بلقب بطولة العالم للأندية التي انتظمت في الدوحة خلال بداية الصائفة الماضية إلا دليل إضافي على تطور كرة اليد العربية خاصة أنه انتزع اللقب من أعتى منافس المرشح الأول نادي (مجديبورج) الألماني وفيلقه من المحترفين الذين ينتمون إلى منتخبات أوروبية عتيدة كفرنسا وروسيا وألمانيا، غير أن الموسم لم ينته قبل أن تسجل كرة اليد العربية نصراً جديداً حين فازت تونس بتنظيم بطولة العالم لعام 2006 بعد منافسة شديدة مع الملف الألماني القوي خلال مؤتمر الاتحاد الدولي في (سان بطرسبرج) بروسيا، ويعد اختيار تونس بفارق ضئيل مما شكل مفاجأة كبيرة يعد تأكيداً على المكانة التي باتت تحظى بها اليد العربية في المحافل الدولية، أما على المستوى العربي فإن العام لم يمر دون تسجيل حلقة أخرى من المسلسل السلبي للبطولات العربية وما يشوبها من مشاكل تحكيمية، حيث لم تسلم البطولة العربية للأندية والتي أقيمت في سوريا من هذه المشاكل مما أثر على مصداقيتها وعلى سيرها، وهو ما يؤكد حتمية القيام بمبادرات إيجابية لتخليص البطولات العربية من هذه المشاكل التي تعوق تطورها.

وفي الكرة الطائرة كان العام 2002 حافلاً واعتبر في رأي الملاحظين من أنجح المواسم على الإطلاق، فقد نجح الاتحاد العالمي للعبة في تنظيم أكثر من حدث هام خلال هذا العام، وفي مقدمتها بطولة العالم للرجال التي انتظمت في الأرجنتين وفاز بها المنتخب البرازيلي على حساب نظيره الروسي، قبل ذلك احتضنت ألمانيا بطولة العالم للسيدات، والتي فاز بها المنتخب الإيطالي الذي حقق مفاجأة كبيرة بهزمه للمنتخب الأميركي في بطولة تألقت فيها عدة منتخبات أخرى وخاصة منها اليونان وبرتوريكو، كما تألق المنتخب الروسي للرجال بفوزه ببطولة الرابطة العالمية التي أُقيمت في البرازيل ونسج على منواله منتخب السيدات أيضاً بفوزه باللقب في الدور النهائي في هونج كونج على حساب المنتخب الصيني.

إلا أن النشاط الدولي للكرة الطائرة برز بوضوح أيضاً من خلال بطولات الكرة الطائرة الشاطئية والتي تزايدت دوراتها وتزايد معها اهتمام المولعين بهذه اللعبة، إضافة إلى الدعم المادي الكبير الذي تلقاه من وكالات الترويج والإشهار، وشكلت بطولة العالم للرجال والسيدات نقطة اهتمام كبيرة على الساحة الدولية مع تألق نجوم منتخبات الولايات المتحدة والبرازيل والأرجنتين، وتألق أكثر من نجم ونجمة أمثال (بارسيتي) و(مارثن كومبي) من الأرجنتين أو(أدريانا) و(تشيلدا) من البرازيل أو(وولش) و(ماي) من الولايات المتحدة، وقد شكلت كل هذه البطولات التي تزامنت معها عدة بطولات أخرى محلية وقارية شكلت مصدر دخل هاماً للاتحاد الدولي، ولأخذ فكرة فقط نشير إلى أن بطولات الجائزة الكبرى للكرة الطائرة الشاطئية خلال العام القادم ستُرصد لها جوائز تفوق قيمتها مبلغ 5 ملايين دولار.

أما على المستوى العربي فقد اختتم النادي الأهلي المصري العام باحتفاظه بلقب بطولة الأندية العربية التي انتظمت في بيروت بعد فوزه في الدور النهائي على العربي القطري بثلاثة أشواط دون رد، وسيواصل سعيه لبلوغ الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بهذا اللقب وهو من ملك نادي صفاقس التونسي الفائز به في خمس مناسبات.

[فاصل إعلاني]

أبرز ملامح الرياضات القتالية في العام 2002

أيمن جاده: ألعاب القوة من ملاكمة ورفع أثقال وغيرها من الرياضات القتالية تستحق أن نفرد لها مساحة بما يسمح به الوقت من خلال هذا التقرير الموجز لاستعراض أبرز ملامحها في العام 2002.

تقرير/ حسن طه: إذا كان مونديال كوريا الجنوبية واليابان لكرة القدم ومن بعده بطولة كأس العالم لكرة السلة وبطولة العالم للكرة الطائرة، إذا كانت هذه البطولات سرقت الأضواء أكثر من غيرها من البطولات خلال العام 2002، إلا أن بطولات العالم لألعاب القوة كالملاكمة ورفع الأثقال والمصارعة والكاراتيه وبناء الأجسام قد شدت إليها الأنظار أيضاً لما تمخضت عنه من نزالات أثارت الجدل والاهتمام بآنٍ معاً، وأرقام قياسية عالمية ونتائج خرجت عن المألوف.

ونبدأ من عاصمة الكنانة القاهرة وهي التي شهدت واحدة من أقوى بطولات العالم لبناء الأجسام في نسختها السادسة والخمسين وفيها أسرت عضلات الفراعنة المصريين كأس البطولة بإحراز المركز الأول فيما حلت أوكرانيا في المركز الثاني في البطولة التي شارك فيها 71 دولة ونجح البطل العالمي المصري يسري السيد في إحراز ذهبية وزن 75 كيلو جراماً في حين أحرز أنور العماوي بطل العالم السابق والشحات مبروك ميداليتين فضيتين عززت رصيد المنتخب المصري في المركز الأول.

ومنذ إنزاله الهزيمة بمتحديه الأميركي (مالك تايسون) وبالضربة الفنية القاضية في الجولة الثامنة فإن الملاكم البريطاني (لينوكس لويس) تُوِّج ملكاً على عرش ملاكمة الوزن الثقيل بحسب تصنيف المجلس العالمي، بعد أن رفع رصيد انتصاراته إلى 40 فوزاً مقابل هزيمتين وتعادل واحد وهو النزال الذي أخرس فيه ألسنة منتقديه، ليحتفظ بلقب بطولة العالم للوزن الثقيل، ولم يخض لويس أي نزال منذ فوزه على (تايسون)، لهذا فقد لقب بطل العالم بتصنيف الاتحاد الدولي بسبب رفضه مواجهة متحديه الأميركي (بريس بيرج) الذي أحرز اللقب الشاغر لبطولة اتحاد الملاكمة العالمي في الوزن الثقيل بفوزه بالنقاط على مواطنه (إيفاندر هوليفيلد) الذي كان يُمني نفسه للفوز بالنزال، لتحقيق رقم قياسي بالفوز بلقب وزن الثقيل للمرة الخامسة.

وبعد خسارته أمام المكسيكي (باريرا) في وزن الريشة فإن الملاكم البريطاني اليمني الأصل (نسيم حميد) عاد حلبات الملاكمة بعد غياب، وتكلت عودته بالفوز على الملاكم الإسباني (مانويل كالفو) بالنقاط ليرفع رصيد انتصاراته إلى 36 فوزاً مقابل هزيمة واحدة.

وشهدت الدوحة القطرية عاصمة آسياد 2006 ميلاد بطولة قارية جديدة تحت مسمى "لقاء نجوم آسيا الأول لرفع الأثقال"، والذي تنافس فيه صفوة الرباعين في القارة الصفراء، وكانت أروع لحظات البطولة تلك التي شهدت صراعاً على الذهب بين أقوى رجل في العالم الإيراني حسين رضا زاده ومنافسه القطري جابر سالم في وزن زائد 105 كيلو غرامات ليحسم زاده المنافسة في النهاية ويفوز بالميدالية الذهبية، ولم يخيب البطل الإيراني زاده آمال أبناء القارة الآسيوية، عندما توج بلقب بطل العالم لذات الوزن ضمن بطولة العالم التي استضافتها بولندا وبرقم عالمي جديد.

وجاءت استضافة إيران لبطولة العالم السادسة والثلاثين للمصارعة الحرة لتشكل حدثاً بارزاً بعد فوز البلد المضيف بالزعامة العالمية وللمرة الرابعة، فيما حلت روسيا ثانية قبل كوبا التي جاءت في المركز الثالث، وشهدت البطولة تخلف المنتخب الأميركي عن المشاركة لأسباب أمنية، في حين اقتصرت المشاركة العربية على العراق وتونس.

العاصمة الإسبانية مدريد كان لها شرف استضافة بطولة العالم للكاراتية في دورتها السادسة عشرة، وأحرزت فرنسا لقب البطولة بعد منافسة مثيرة مع إسبانيا واليابان اللتين جاءتا في المركزين الثاني والثالث، وكانت أبرز الإنجازات العربية في البطولة الميدالية الفضية التي نالتها التونسية ابتسام حناشي، والميدالية البرونزية التي أحرزها المصري كريم شريف، فيما لفتت المشاركة الإماراتية النسائية الأنظار كونها الأولى على هذا الصعيد، فيما سُجل على البطولة ضعف التحكيم الذي بات يمثل الطامة الكبرى التي تنسف بالأخطاء والظلم براءة ومتعة الألعاب الرياضية عموماً.


ألعاب المضرب لعام 2002

أيمن جاده: ألعاب المضرب وفي طليعتها التنس شهدت الكثير من الأحداث والمنافسات والنجوم والنجمات خلال العام الذي مضى 2002 مما يعرضه التقرير التالي بإيجاز.

تقرير/ليلى سماتي: ماذا حمل عام 2002 بأفراحه وأحزانه إلى رياضة المضرب؟ سيطرة أسترالية أميركية في عالم الكرة الصفراء عند أساتذة وسيدات اللعبة.

تألق آسيوي رسَّخ جذوره في سجلات رياضة كرة الطاولة لاعبون ولاعبات من المدرسة الصينية والكورية.

واستمرارية تاريخية لأبناء ماليزيا والصين في رياضة الريشة الطائرة.

أما لعبة السجناء.. الأسكواش فرياحها وككل عام هبت في اتجاه القارة العجوز وديار الإنجليز.

التنس العالمي في عام 2002 بدوراته الأربع الكبرى Grand Slam تجدد فيه تألق المضرب الأسترالي عند الرجال مع اكتشاف اللعبة الأسترالي (لايتون هويت) الذي حسم الصراع على العرش العالمي للمرة الثانية على التوالي بفارق 218 نقطة عن الكنج (أندريه أجاسي)، واحتدمت المنافسة بين هويت وأجاسي على المركز الأول بفارق 88 نقطة عندما شاركا في بطولة الماسترز في شانجهاي الصينية والتي فاز الأسترالي بلقبها للعام الثاني على التوالي، رافعاً رصيده إلى 897 نقطة معززاً رصيده بـ130 نقطة جديدة، وهويت الذي يبلغ من العمر 21 عاماً أحرز قبل عام وفي الثامن عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2001 في سيدني بطولة الماسترز والمركز الأول عالمياً لأول مرة، وليصبح أول لاعب يحتفظ بصدارة التصنيف للعام الثاني على التوالي بعد الأميركي (بيت سامبراس) وأصغر لاعب يحقق هذا الإنجاز التاريخي وليدخل لايتون هويت الأشقر سجلات عظماء التنس ويكتب اسمه بأحرف من ذهب لينضم إلى قائمة ثلاثة أميركيين من كبار المضرب العالمي (جيمي كونورس)، (إيفان لندل)، و(بيت سامبراس)، واستطاع لايتون هويت خلال مسيرة حصد الألقاب أن يثري رصيده المالي بأكثر من ثلاثة ملايين ونصف مليون دولار، وليرتفع رصيده الإجمالي إلى عشرة ملايين دولار ويصبح اللاعب رقم 18 على قائمة لاعبي كرة المضرب الأكثر حصاداً مالياً لكنه لا يزال بعيداً عن (سامبراس) صاحب الرقم القياسي في عدد ألقاب Grand Slam بمجموع 14 لقباً والذي يحتل المركز الأول بثروة بلغت 34 مليون دولار.

إنجازات سيدات التنس العالمي لعام 2002 رسمها مضرب (سيرينا ويليامز) الذي فاجأ الجميع وخالف تكهنات اختصاصي اللعبة ومنح عرش الكرة الصفراء النسائية لسيرينا حارمة بذلك مواطنتها (جنيفر كبرياتي) والاحتفاظ بالريادة للموسم الثاني على التوالي، واكتفت هذه الأخيرة بالفوز بلقب بطولة أستراليا للعام الثاني على التوالي وهي أولى البطولات الأربع الكبرى لتذهب ألقاب البطولات الثلاث الأخرى (رولان جاروس) الفرنسية و(يمبلدون) الإنجليزية و(فلاشينج ميدوز) الأميركية إلى خزائن سيرينا ويليامز التي عرفت كيف توقف زحف شقيقتها (فينوس) نحو العرش العالمي وفازت عليها في نهائيات البطولات الثلاث ولتعجل رحيلها من العرش العالمي الذي لم تقضِ فيه فينوس سوى شهرين فقط بعد إزاحتها لمواطنتها جينفر كبرياتي.


إنجازات أندية كرة القدم 2002

أيمن جاده: كرة القدم نعود إليها من جديد كانت لها بطولاتها الأخرى أيضاً وبالذات على مستوى الأندية وعلى مستوى كل القارات مما يعرضه بسرعة التقرير التالي.

تقرير/ظافر الغربي: لم يكن اللون الأبيض في يوم من الأيام أحد مفردات السيطرة والهيمنة والاكتساح، فهو لون يرمز للمحبة والسلام والوئام، ولكن ماذا نقول عن راية (ريال مدريد) البيضاء التي سيطرت وهيمنت واكتسحت ولم تترك سوى الفتات لغيرها، وإذا كان معروفاً عن الراية البيضاء أنها تعني الاستسلام والقبول بالأمر الواقع فإن فريق العاصمة الإسبانية جعل منها رمزاً للتفوق ودليلاً للإنجازات وعنواناً للمجد، إنها راية التميز التي رفرفت في سماء القارة الأوروبية عام 2002، إنها الراية التي خفقت في دوري الأبطال أمام (بايرن ليفر كوزن) الألماني وفي كأس السوبر الأوروبية ضد (فينورد) الهولندي بطل كأس الاتحاد الأوروبي، وفي كأس الانتركونتنتال أمام (أولمبيا) الباراجواني، ثلاثية تاريخية تُضاف إلى سجل تطول تفاصيله من كثرة ألقابه، ومن القارة العجوز إلى أميركا الجنوبية حيث ضرب أولمبيا الباراجواني موعداً مع لقب (الليبرتدروس) للمرة الثالثة في تاريخه متفوقاً على (كيتانو) البرازيلي بركلات الترجيح.

وننتقل إلى القارة السمراء حيث تحدثت لغة الألقاب بلسان عربي وكان أول من أخذ الكلمة على منبر التتويج فريق شبيبة القبائل الجزائري الذي احتفظ بكأس الاتحاد الإفريقي للمرة الثالثة على التوالي بعدما تخطى رعد ياوندي الكاميروني ثم تلاه الجار المغربي الوداد البيضاء الذي لم يأبه بأشانتي كوتوكو الغاني ليرفع عالياً كأس أبطال الكؤوس للمرة الأولى في تاريخه وتأريخ الكرة المغربية، وغير بعيد عن الشمال الإفريقي كان مسك الختام مع دوري الأبطال بنهائي عربي خالص بين الزمالك المصري والرجاء المغربي واختارت الكأس أن تستقر في عاصمة المعز ليرصع الزمالك تاجه الإفريقي بدرة خامسة جعلته ملك سجل الذهب لأبرز مسابقة إفريقية للأندية.

ومن عرب إفريقيا إلى أشقائهم في القارة الآسيوية حيث كان موعد الفرح هلالياً في كأس أبطال الكؤوس لكنه كان كورياً في أبطال الدوري بفوز (سون سامسونج) على مواطنه (أنينج) وتواصل المد الكوري في كأس السوبر فتقنية سامسونج كانت أكثر دقة في تسديد ركلات الترجيح مما ضيع الفرصة على الهلال السعودي.


أبرز نجوم ونجمات الرياضة لعام 2002

أيمن جاده: والآن مَن هم أبرز نجوم ونجمات الرياضة في العام 2002؟ هذا سؤال كبير وهو يكبر في كل عام وصولاً حتى الشهر الأخير حيث تُعرف الإجابات من خلال الحفلات والاستفتاءات على مستوى مختلف الألعاب هذا هو موضوع التقرير التالي الذي يجيب عن السؤال من هم أبرز نجوم ونجمات الرياضة في العالم في العام الذي انقضى؟

تقرير/أحمد عبد الله: نجوم ونجمات الرياضة للعام 2002 والبداية في الدوحة حيث برز نجم العداء الإثيوبي (هايلي جابريل سلاسي) الذي نال جائزة المليون دولار بعد تسجيله أفضل توقيت عالمي لسباق عشرة كيلو مترات على الطريق وقدره 28 دقيقة وثانيتان على هامش معرض قطر الرياضي الدولي.

كما توجت نجمة التنس الأميركية سيرينا ويليامز بلقب رياضية العام 2002 في الاستفتاء الذي أجرته وكالة "رويترز" للأبناء في لندن بمشاركة عدد كبير من الإعلاميين الرياضيين من 27 دولة. ونال بطل العالم لسباقات الفورميولا واحد الألماني مايكل شومخر جائزة أفضل رياضي للعام الحالي في أوروبا بعد اختياره من قِبَل اتحاد الكتاب الرياضيين ليكون سائق فريق فيراري الإيطالي قد حصد هذه الجائزة للمرة الثالثة بعد أن فاز بها العام الماضي وعام 94 متوجاً مسيرته الحافلة بخمسة ألقاب ضمن بطولة العالم لسباقات الفورميولا واحد وهو رقم قياسي.

الجائزة أيضاً نالتها الكرواتية (يانكا كوستليتش) لتتوج أفضل رياضية في أوروبا لهذا العام من قِبَل اتحاد الكُتَّاب الرياضيين ولتكمل فرحتها من بعد الجائزة بفوزها ببطولة كأس العالم للتزلج المتعرج للسيدات والذي جرى في منتجع (لينفرد) السويسري.

وعلى الرغم من تلقيه تهديدات إرهابية إلا أن ذلك لم يمنع النجم الإيطالي (فالينتينو روسي) لخطف الأضواء خلال حضور حفل توزيع جوائز الفائزين بمسابقات الدراجات النارية على اختلاف فئاتها في العاصمة الإيطالية روما واستلم روسي جائزته باعتباره بطل العالم لسباقات الدراجات النارية فئة 500 سنتيمتر مكعب بعدما هيمن على مراحل البطولة الست عشرة وفاز باثنتي عشرة جولة منها، كما توجت صحيفة "البيتس" الإسبانية اليومية نجم الدراجات الأميركي (لانس أرمسترونج) لقب أفضل رياضي أجنبي للعام 2002 وذلك في استفتاء الصحيفة التي تجريه سنوياً وذلك بعد فوزه بسباق فرنسا للدراجات الهوائية للمرة الرابعة على التوالي العام 2002.

عربياً ورغم غيابه لفترة بسيطة عن منصات التتويج عاد إليها من جديد النجم الإماراتي محمد بن سليم ليتربع على عرش رالي دبي الدولي للسيارات للمرة الخامسة عشرة، وأحرز بذلك فوزه الخامس في راليات البطولة في الشرق الأوسط والتي تمثل تخصصه في ألقابها.

وفي المغرب توج النجم المغربي العداء هشام القروج كأفضل رياضي في بلاده بعد تحقيقه العديد من الإنجازات خلال العام المنصرم أبرزها فوزه بالجائزة الذهبية مناصفة مع الأميركي (ماريون جونز) والدومينيكي (فيليب سانشيز) والمكسيكية (أنَّا جيفارا) بالإضافة إلى تربعه على عرش التصنيف العالمي للاتحاد الدولي لألعاب القوى منذ انطلاقها موسم 2002.

احتفالاً بذكرى مرور قرن على تأسيسه تعادل فريق النجوم ريال مدريد الإسباني مع منتخب نجوم العالم بثلاثة أهداف لكل منهما في اللقاء الودي الذي جمعهما في عرين الفريق الأسباني الذي حقق ألقاباً عدة هذا الموسم تمثلت بفوزه بدوري أبطال أوروبا والكأس القارية للأندية.

المدرب البرازيلي (لويس فيليب سكولاري) هو نجم نجوم الرياضة للعام 2002 بعد أن تفوق على كل التحديات ليخوض غمار بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2002 مع منتخب بلاده الذي حقق لقب البطولة بفوزه على ألمانيا في النهائي بهدفين نظيفين، سكولاري تسلم وظيفته الجديدة كمدرب للمنتخب البرتغالي لكرة القدم.

ختاماً وبعد توقفه عامين بسبب الإصابة اختتم النجم البرازيلي (رونالدو) عام 2002 باختيار الاتحاد الدولي لكرة القدم له أفضل لاعب في العالم لهذا العام لتكون هذه المرة الثالثة التي يتوج فيها رونالدو أفضل لاعب في العالم بعد عامي 96 و97 محققاً بذلك رقماً قياسياً بعدد مرات الفوز وليحتكر هذا العام معظم الألقاب بعد اختياره أفضل لاعب من قِبَل قرُاء "وورلد سوكر" الإنجليزية و"أونز" الفرنسية، إضافة إلى الكرة الذهبية الأوروبية التي تمنحها مجلة "فرانس فوتبول" الواسعة الانتشار وفوزه بجائزة الرياضي الأفضل في استفتاء محطة B.BC الرياضية إضافة إلى فوزه مع منتخب بلاده بكأس العالم 2002 ونيله لقب هداف البطولة بثمانية أهداف وانضمامه لفريق العاصمة الإسباني ريال مدريد.

أيمن جاده: العام 2002 إذن كان عام البرازيل، عام رونالدو، العام الذي فاز به مجدداً (سيب بلاتر) برئاسة الفيفا على حساب متحديه الإفريقي عيسى حياتو، العام الذي ترشحت فيه مصر بتنظيم كأس إفريقيا 2006 وتتنافس مع ليبيا وتونس والمغرب وجنوب إفريقيا على تنظيم كأس العالم 2010، العام الذي مُنحت فيه سويسرا والنمسا شرف تنظيم كأس أمم أوروبا 2008، العام الذي شهد الكثير والكثير من الأسماء على صعيد النجوم والفرق والدول.

شريط ذكريات لهذا العام هو ما نختم به هذه الحلقة. نتابع.

بالكلمة والصورة رسمنا لكم بإيجاز ملامح العام الرياضي الذي انقضى 2002، نرجو دائماً أن يتجدد هذا اللقاء معكم في كل عام كما نلتقي كل أسبوع، لقاؤنا السبت القادم كالمعتاد مع (حوار في الرياضة)، إلى اللقاء.