حوار في الرياضة

فيليب تروسيه ومدرسة كرة القدم الفرنسية

تجربة فيليب تروسيه في التدريب بأفريقيا، تروسيه وتطوير أفكار الكرة اليابانية، مغادرة تروسيه اليابان وترشيحه لتدريب المنتخب الفرنسي، حقيقة مفاوضات تروسيه مع الاتحاد السعودي لتدريب منتخب المملكة، كيفية تطوير المنتخبات العربية لتنافس في المحافل الدولية.

مقدم الحلقة:

حيدر عبد الحق

ضيف الحلقة:

فيليب تروسيه: مدرب منتخب اليابان سابقاً

تاريخ الحلقة:

10/08/2002

– تجربة فيليب تروسيه في التدريب بأفريقيا
– تروسيه وتطوير أفكار الكرة اليابانية

– مغادرة تروسيه اليابان وترشيحه لتدريب المنتخب الفرنسي

– حقيقة مفاوضات تروسيه مع الاتحاد السعودي لتدريب منتخب المملكة

– كيفية تطوير المنتخبات العربية لتنافس في المحافل الدولية


undefinedحيدر عبد الحق: السلام عليكم، وأهلاً بكم مشاهدينا الكرام مع حلقة جديدة من (حوار في الرياضة).

المدرسة الفرنسية في كرة القدم العالمية لم تعرف ألقها وقوتها إلا بعد الفوز بكأس العالم 98، بعد أن كان التنافس بين مدارس أميركا الجنوبية والمدرستين الألمانية والإيطالية، ورغم المحاولات التي بذلتها المدرسة الفرنسية في مرحلة الثمانينات في ظل جيلها آنذاك أمثال (بلاتيني) و(جان تيجانا) و(آلان جريس) وفوزها بكأس أوروبا في العام 84 إلا أنها لم تبلغ من الشهرة مثل ما بلغته في أيامنا هذه، فانتشر اللاعبون والمدربون الفرنسيون في مختلف الأندية والمنتخبات العالمية وحقق كثير من هؤلاء النجاح سواء كلاعبين أو مدببين مما اكسب المدرسة الفرنسية المزيد من الاحترام في كرة القدم العالمية.

ومنهم المدرب الفرنسي (فيليب تروسيه) الذي لُقب بالساحر الأبيض بعد نجاحاته المتكررة في القارة السمراء مع أكثر من ناد ومنتخب إفريقي، حتى بات اسما مطلوبا في إفريقيا وقادر منتخب نيجيريا إلى نهائيات كأس العالم، لكنه اختلف معهم قبل المونديال ليدرب منتخب جنوب إفريقيا في المونديال الفرنسي، وغادره أيضاً بعد نهايته، وحقق مع منتخب بوركينا فاسو إنجازاً كبيراً في كأس إفريقيا بفوزه بالمركز الرابع وهو منتخب مغمور، ثم انطلق نحو أرض جديد وهو المعروف عنه بحبه للمغامرة فأحدث نقلة نوعية في كرة القدم اليابانية التي كانت دون إنجازات حتى مجيء تروسيه، فأصبحت تحرز الإنجاز تلو الإنجاز، وحققت في كأس العالم الأخيرة إنجازا كبيراً بالتأهل للمرة الأولى للدور الثاني وكانت يمكن أن تنتقل إلى مرحلة أعلى لولا خسارتها أمام تركيا بهدف دون مقابل.

ضيفنا سيكون المدرب الفرنسي فيليب تروسيه المتواجد في العاصمة المغربية الرباط، لنتحدث معه عن تجربته كمدرب وكذلك عن المدرسة الفرنسية وعن رحلته في بلاد الشمس المشرقة، ويمكنكم مشاهدينا الكرام المشاركة في البرنامج عبر هواتف وفاكس البرنامج ستظهر تباعاً عبر الشاشة وكذلك عبر العنوان الإلكتروني في موقع:

www. Aljazeera. net

فأهلاً بكم وبضيفنا في حلقة هذا الأسبوع من (حوار في الرياضة)، و بدايتنا ستكون مع التقرير التالي:

تقرير/ حمد جاسم: عندما رفع الفرنسيون كأس العالم للمرة الأولى عام 30، كانت تلك الإشارة لغزو فرنسي لكرة القدم العالمية على مستوى اللاعبين والمدربين، فامتلأت الأندية الأوروبية بلاعبين مثل زين الدين زيدان (جوركايبيه)، (ديساييه) (تيري هنري) (ديفيد ترازيجيه) (فابيان بارتيز) (لوران بلان) و(ليبوف) والقائمة طويلة وتمتد لتصل إلى مختلف البقاع الأوروبية، أما المدربون الفرنسيون فكان نصيبهم من الشهرة لا يقل عن اللاعبين مثل (إرسن فنجر) في أرسنال، و(جرار أو يه) في ليفربول، وكذلك على الصعيد العالمي فكان الفرنسي فيليب تروسيه مدرباً لمنتخب اليابان وكذلك (برونو ميتسو) مدرباً لمنتخب السنغال في كأس العالم الأخيرة، وفي وطننا العربي كان هناك (بيير لوشانتير) مدرباً لمنتخب قطر، وكذلك تناوبت أسماء معروفة مثل (هنري كاسبرزاك) و(هنري ميشيل) في تدريب منتخبات عربية عديدة مثل تونس، الإمارات والمغرب.

فيليب تروسيه كان مثالا لمدرسة فرنسية جديدة في عالم كرة القدم العالمية تعتمد على الواقعية والإمكانيات المتوفرة، فكانت بدايته الحقيقية عندما غادر فرنسا في العام و98 إلى كوت ديفوار ليدرب نادي (أسيك أبيدجان) ويحصل معه على ثلاث بطولات دوري جعلت أسهه ترتفع ليدرب منتخب كوت ديفوار في العام 93، فحصل على شهرة واسعة انتقل بعدها إلى جنوب إفريقيا ثم إلى المغرب ليدرب نادي الرجاء البيضاوي والمغرب الفاسي، ثم انتقل في العام 97 ليدرب منتخب نيجيريا وقاده إلى التأهل إلى نهائيات كأس العالم في فرنسا 98، انتقل بعدها إلى منتخب بوركينا فاسو وفاز معه بالمركز الرابع في كأس الأمم الإفريقية 98، ثم درب منتخب جنوب إفريقيا لفترة أربعة اشهر في نهائيات كأس العالم 98، ثم انتقل بعدها إلى بلاد الشمس المشرقة فحقق نقله نوعية في كرة القدم اليابانية عندما شجع كثيراً من اللاعبين اليابانيين في الاحتراف خارج بلادهم، فكانت النتيجة ظهور أكثر من نجم ياباني على مستوى عالمي مثل (نكاتا) فبدأت كرة القدم اليابانية تضع قدمها بقوة على الساحتين الآسيوية والعالمية وتبنى تروسيه للعمل مع منتخبي الشباب والأول اليابانيين وحصل مع منتخب الشباب على المركز الثاني في كأس العالم في نيجيريا 99 وحصل على المركز الخامس لأولمبياد سيدني 2000 وحصل للمرة الأولى على كأس آسيا 2000 في لبنان ثم كان الظهور المشرف لمنتخب اليابان وكأس العالم 2002 وتأهله أولاً عن المجموعة الثامنة وصعوده للمرة الأولى للدور الثاني، لكنه خرج أمام تركيا ليفرح اليابانيون بمستقبل جديد في كرة القدم العالمية وانتهت مهمة فيليب تروسيه مع نهاية كأس العالم بانتظار مهمة جديدة قد تكون عربية في المستقبل القريبة.

فيليب تروسيه

الجنسية: فرنسي.

العمر: 47 عاماً.

سجله التدريبي

نادي الونكون الفرنسي من 84 – 1987

ريدستار الفرنسي من 87 – 1989

أسيك أبيدجان العاجي من 89 – 1992

منتخب كوت ديفوار 1993

كايزر تشيفز الإفريقي الجنوبي 1994

الرجاء البيضاوي المغربي 1995

المغرب الفاسي 1997

منتخب نيجيريا 1997

منتخب بوركينا فاسو 97 – 1998

منتخب جنوب إفريقيا 1998

منتخب اليابان 98 – 2002

[فاصل إعلاني]


تجربة فيليب تروسيه في التدريب بأفريقيا

حيدر عبد الحق: أهلاً بك فيليب تروسيه في برنامج (حوار في الرياضة) ونتحدث أولاً عن قبولك المغامرة بالرحيل من فرنسا بعد أنت كنت مدرباً لناديين فرنسيين في العام 87 باتجاه إفريقيا وبالتحديد إلى أسيك أبيدجان الكوت ديفوار، مكيف كانت فكرة الانتقال من فرنسا إلى إفريقيا في ذهنك في ذلك الوقت؟

فيليب تروسيه: أولاً مساء الخير.

وأنا سعيد جداً بوجودي معكم في هذا البرنامج وهو برنامج كبير ومهم، وأنا أيضاً سعيد جداً لجودة هذا التقرير الذي قدمتم به، لهذه.. لهذا البرنامج والذي أثنيتم فيه ثناء كبيراً على جهودي كمدرب، فأنا إذن سعيد ومرتاح لهذا التقرير، وأنا أعتقد أنه في جميع المهام والوظائف لابد للمرء أن يكون بوسعه أن يغتنم الفرص وأنا اغتنمت فرصة عام 89 عندما قررت أن أغادر بلدي فرنسا لأرحل إلى إفريقيا فقد اغتنمت فرصة لاحت لي يومها وهي مغامرة إنسانية كانت بالنسبة لي تستحق أن تعاش وكذلك لاحت لي باعتبارها تجربة إنسانية يمكن أن تكون مثرية وأن تكون مفيدة، ولذلك قررت العيش في كوت ديفوار عام 89 منذ ذلك الوقت لم أعد إلى فرنسا على الأقل كمدرب.

حيدر عبد الحق: نعم، بماذا تحدثنا عن هذه التجربة في كوت ديفوار في بداية عملك مع أسيك أبيدجان العاجي؟

فيليب تروسيه: هذه التجربة تجربة مهمة، لأنها كانت أول تجربة من نوعها بالنسبة لي، وبالبداهة لن نتحدث إلا عن كرة القدم، لأنني عندما بدأت عملي في كوت ديفوار وجدت تقريباً نفس المشاكل التي تواجهها فرنسا وبدت لي كرة القدم على حقيقتها وأنها لعبة عالمية تتشابه المشاكل فيها من بلدٍ لآخر، وصحيح أن هناك فرقا كثيرة بين اللاعبين الفرنسيين واللاعبين في كوت ديفوار، و هناك فرق في العقليات وفرق في الظروف، ولكن اللاعب مهما كانت جنسيته مهما كانت أصوله ومهما كانت الظروف التي يلعب بها، فهو دائماً يستجيب لنفس ردة الفعل استجابة تتشابه ولذلك فالمهم دائماً بالنسبة للاعب كرة القدم هو أن يسجل هدفاً وأن يمنع تسيير الأهداف في الشباك، وهذا مشترك بين جميع لاعبي كرة القدم في مختلف أنحاء العالم، في كوت ديفوار، وفي أبيدجان بشكل خاص لقبت بالساحر الأبيض وهو لقب أعتز به كثيراً، لأن هذا اللقب أفادني كثيراً وفتح أمامي الكثير من الأبواب وخاصة في آسيا، لذلك أنا اعتز بهذا اللقب، لقب الساحر الأبيض ففي ساحل العاج استطعت أن أسجل نتائج باهرة، استطعت أن.. يمكن أن أقول أنني لم أخسر أي مباريات خلال ثلاث سنوات متتالية، وكانت هذه نقطة بداية هائلة استطاعت أن تدشن بالنسبة لي مرحلة جديدة، يمكن أن أقول مرحلة كوت ديفوار كانت هي تأسيسية بالنسبة لي مرحلتي المهنية.

حيدر عبد الحق: نعم، يعني بعد نجاحك مع فريق أسيك أبيدجان انتقلت إلى تدريب المنتخب.. منتخب كوت ديفوار في العام 93، فما هو السبب بعد النجاحات التي حققتها مع النادي؟

فيليب تروسيه صحيح أنني بعد أن دربت نادي أسيك أبيدجان انتقلت إلى الفريق الوطني لكوت ديفوار لأحضر نهائيات وتصفيات كأس العالم لكرة القدم التي نظمت في الولايات المتحدة حينذاك، وغادرت بعد ذلك ساحل العاج، لأن هذا حصل سواء تفاهم مع الاتحاد الوطني لكرة القدم، فقد قرر الاتحاد الوطني لكرة القدم أن ينهي عقدي على الرغم من أنني كنت احتل بمربته بارزة أي أن الفريق الوطني كان يحتل مرتبة بارزة وكنا على وشك الفوز، ولذلك حصل سوء تفاهم مازلت أندم عليه حتى الآن، ولذلك يمكن أن أقول إنني غادرت كوت ديفوار رغما عني، ولن كنت بقيت هنالك لكان الفريق الوطني لكوت ديفوار قد سجل نجاحاً حسب نواديه، لكنني قضيت أربع سنوات في كوت ديفوار كانت حافلة بالنشاط وكانت حافلة بالمشاعر الإنسانية، لقيت فيها بعض الصعاب، لكنني يمكن أن أقول إنها كانت بالنسبة لي انطلاقة جيدة، لأنه في مهنة المتدرب لابد أن يعرف الإنسان كيف يتعامل مع المحيط الإنساني، الذي يحيط به، لابد أن يعرف كيف يتعامل مع المشاكل لابد أن يعرف أيضاً أنه لابد في بعض الأحيان أن يغادر وهي مغادرة تضطره إلى أن يراجع الكثير من مسلماته ومناورته للحياة، و لذلك أنا غادرت إلى إفريقيا الجنوبية وكانت تجربة أخرى جديدة ولو كانت قصيرة في الحقيقة، لأنها لم تتجاوز سنة واحدة لكنه في هذه المرحلة أيضاً وبالضبط في عام 74 كان (نيلسون مانديلا) قد تولى لتوه الرئاسة في بلاده وكان البلد يشهد فترة جديدة وكان يواجه مشاكل كثيرة ويشهد فترة تحول حاسمة، في هذه المرحلة شاءت الأقدار أن آتي إلى إفريقيا الجنوبية وأن يكون على عاتقي أن أصمم سياسة للبلاد في مجال كرة القدم، لكن خبرتي هنالك كانت خبرة ممتازة وجيدة، وأعتقد أنني سجلت نتائج أرتاح لها، وأعتقد أن هذه المرحلة أيضاً كانت مهمة.

حيدر عبد الحق: أيضاً بعد جنوب إفريقيا ظللت في إفريقيا وانتقلت إلى بلد عربي هو المغرب لتدرب ناديين هناك، في فترة ربما استمرت طويلاً هذه المرة من 94 لغاية 97 وبالتالي حققت نجاحات أيضاً مع الأندية المغربية فكيف كانت التجربة داخل إفريقيا وداخل المغرب؟

فيليب تروسيه: هذه التجربة كانت تجربة إضافية أضافت كثيراً إلى تجربتي المهنية وكملت التجربة التي بدأتها في كوت ديفوار وفي جنوب إفريقيا، مرة أخرى يمكن أن أقول إن المدرب يواجه نفس المشاكل في كل البلدان ويمكن أن أقول إنني في المغرب واجهت تقريباً نفس المشاكل التي واجهتها في إفريقيا السوداء لكنني استطعت أن وتلك.. تلك التجربة لأن الشعب المغربي شعب طموح واللاعبون المغاربة لاعبون يمتلكون قدرات هائلة، بطبيعة الحال تختلف عن المؤهلات التي يمتلكها الأفارقة السود ودربت ناديين لكل منهما طموحاته الخاصة، أولاً.. أولاً الرجاء.. الدار البيضاء وهو منظم تنظيماً.. تنظيماً محكماً وله بنية محكمة، وكان لا يخلو من.. من ميزة كبيرة، لأنه كان يحظى بأهمية كبيرة ولديه وسائل كبيرة، ويمكن أن أقول إن تجربتي معه كانت تجربة غنية، كانت أساساً تقوم على إشراكه في خبرتي الدولية التي بنيتها في فرنسا وإفريقيا واستطاعت طموحات هذا.. هذا النادي خاصة عام 95 أن تقودنا إلى مراحل كنا معها أن نفوز بالبطولة وكان الوداد.. الدار البيضاء ينازعونا المرتبة الأولى وأنا أحتفظ عن تلك الفترة بذكريات جديدة ربما من أجود ذكرياتي في حياتي المهنية الحافلة، فقد كان من حسن حظي أن الفريق المدرب الذي كان يعمل معي كان فريقاً طموحاً يسهل التفاهم معه، بعد ذلك ذهبت إلى نادي فاس وهو نادي شابٌ حينها، وكانت مرتبتي في المرتبة الثانية، لكن الأمر بالنسبة لي لم يشكل عائقاً، بل وجدت في المشروع مشروعاً محفزاً، وكنت في تلك المرحلة أشعر كأنني أُنشئ شيئاً من فراغ كأنني أضيف إضافة كبيرة إلى فريق أحببته وأعطيته كل ما املك، ولذلك قبلت دون تردد أن أقابل التحدي الذي كان يلوح أمامه.. أمامي يومذاك، ولذلك استطعنا –بفضل الله- أن نفوز بـ.. أن نحقق فوزا كبيراً، ويمكنني بأن أقول في النهاية إن تجربتي في المغرب قد كملت تجربتي الإفريقية ومكنتني من أن أواجه نادي فاس نادياً.. نادياً مصرياً كبيراً وأن أحقق الفوز، وكانت مرحلتي في المغرب مرحلة ممتازة، وبقي معي منها حب كبير للمغرب الذي أقضي فيه الآن عطلتي وأحب دائماً أقضي إجازتي في المغرب، لأني أحب المغرب.

حيدر عبد الحق: نعم، أيضاً عُدت بعد مرحلة المغرب إلى قيادة المنتخبات وبالتحديد إلى منتخب نيجيريا بعد أوليمبياد أتلانتا سنة 96، قدتها في 97 واستطعت مع منتخب نيجيريا أن تؤهله إلى كأس العالم في فرنسا 98، لكنك اختلفت مع إدارة المنتخب أو إدارة الاتحاد، ورحلت باتجاه جنوب إفريقيا لتدِّرب منتخب جنوب إفريقيا في كأس العامل 98.

فيليب تروسيه: إذاً في عام 97 غادرت المغرب متجهاً صوب نيجيريا، وأود هنا أن أشكر رئيس نادي الرباط عبد الكريم أنور لإتاحة.. أعطاني الإذن رغم أنني كنت متعاقداً معهم في مغادرتي المغرب.

وهذه اللفتة الكريمة لن أنساها، لأنها كانت حاسمة مهمة في تاريخي المهني، لقد كانت مهمة بالنسبة لمستقبلي، لأن تدريب الفريق النيجيري كان خطوة في منتهى الأهمية بالنسبة لتجربتي المهنية، لذلك عام 97 يمكن أن أقول أنني بدأت منعطفاً جديداً مع بدايتي لتدريب المنتخب النيجيري ثم منتخب جنوب إفريقيا، ثم منتخب بوركينا فاسو، وفي نيجيريا لم يكن الأمر سهل على الإطلاق، فالحياة في نيجيريا صعبة جداً، خاصة بالنسبة لشخص غربي مثلي، هناك اختلاف كبير في الثقافات، وهناك أيضاً في نيجيريا مشاكل أمن واستقرار، كان في الحقيقة المدرب دائماً يشعر بنوع من الخوف، وكما تعلمون فإن نيجيريا مع ذلك تمتلك قدرات هائلة، ولديها لاعبون ذوو قيمة عالية جداً، فأنا عندما بدأت تدريب نيجيريا كانوا.. كانت.. كانوا فريقاً ممتازاً، ولذلك يمكن أن أقول أنني كنت مرتاحاً ووافاني الحظ بأن أدرب فريقاً بمثل هذه القوة، واستطعنا أن.. أن نكون أول فريق يعني على.. على مستوى العالم يتم تأهله، وحتى قبل الفريق المغربي وبعد ذلك غادرت نيجيريا، لأن ظروف العمل لم تكن مقبولة بالنسبة لي، ووددت أن أنهي هذا المشروع، لأنني لم أكن أملك القدرة على الاستمرار لأن الاتحاد.. اتحادات كرة القدم في نيجيريا كانت عاجزة عن وضع جدول يمكِّن الفريق الوطني من الاستعداد لكأس العالم 98، ولذلك اخترت أن أتخلى عن هذا الفريق رغم أنفي، لأنه لم تكن..

[موجز الأخبار]


تروسيه وتطوير أفكار الكرة اليابانية

حيدر عبد الحق: سيد فيليب، بعد التجربة الإفريقية وخوضك هناك أكثر من تجربة مع أكثر من منتخب إفريقي انتقلت إلى مدرسة جديدة وإلى كرة قدم جديدة هي كرة القدم اليابانية التي كانت لم تكن معروفة على المستوى العالمي، فكيف جاء هذا الانتقال من إفريقيا إلى آسيا وبالتحديد إلى اليابان؟

فيليب تروسيه: إذاً وبعد أن شاركت في كأس العالم عام 98 في فرنسا مع جنوب إفريقيا، ما كنت أتخيل على الإطلاق أنه يمكن لي أن أغادر إفريقيا هذه القارة التي أحببت والتي استطعت أن أطوِّر فيها قدرات أربع فرق مختلفة، واستطعت أن أقضي فيها أكثر من عشرة أعوام، واستطعت فوق ذلك أن أحصل فيها على الاعتراف الدولي، أنا أعتقد أن كل ما عندي من خير أدين به لإفريقيا، فإفريقيا.. ففي إفريقيا أصبحت مدرباً عالمياً معروفاً ومعترفاً به، واستطعت في إفريقيا أن أسجِّل نتائج باهرة، وبعد كأس العالم عام 98 أصبحت لي الصورة جيدة على المستوى العالمي التي مكنت لي من الحصول على فرصة العمل في اليابان، وكان اليابان يومها في طور تنظيم كأس العالم لعام 2002، وأود هنا أن أوضِّح أنه في هذه الفترة أي في عام 98 تلقيت عدة عروض بينها عرض من قطر، ورحت.. وصلت الدوحة، لأنني كنت أتطلع لمعرفة مسؤولي الرياضة القطريين، وأنتهز هذه الفرصة لأقول إن سمو الأمير.. سمو ولي العهد قد شرفني بأن استقبلني في قصره، وتبادلت معه أطراف الحديث حول بعض الشجون الرياضية، وفي تلك المرحلة –كما شرحت ذلك يومها لمسؤولي الرياضة القطريين- كانت.. كنت قطعت على نفسي التزامات مع اليابانيين، وبهذا غادرت إلى اليابان في عقد مدته أربعة أعوام، وطالعني حسن الحظ في تجربتي في اليابان أن كنت المسؤول التقني لثلاث فئات وطنية، الفريق الذي يقوده تقل أعمار أعضائه عن عشرين سنة، والذي استطاع أن يحرز المرتبة الثانية في نيجيريا ضد إسبانيا، وكنت كذلك مدرباً للفريق الأولمبي الذي تقل أعمار أعضائه عن ثلاثة وعشرين عاماً، والذي أحرز المرتبة الخامسة في أولمبياد سيدني، وانهزم أمام الولايات المتحدة، كنت كذلك المدرِّب للفريق الوطني، فريق.. الفريق الأول في اليابان، والذي أحرز بطولة آسيا في اليابان عام 2000، والذي استطاع أن يحصل على المرتبة التاسعة في كأس العالم الأخيرة عام 2002.

إذاً كان العمل الذي أنجزته في اليابان عملاً جباراً وكبيراً استطعت من خلاله أن أبني فريقاً باستخدام أسلوب معين من اللعب وفي التكتيك، واستطعت كذلك أن أفتح أمام اللاعبين (الفلسطينيين) [اليابانيين] فرص اللعب في أوروبا، لأنه من الشروط الأساسية التي ستمكن الدول من تطوير فرقها.

حيدر عبد الحق: نعم، يعني سيد فيليب تروسيه، يعني وصلت إلى اليابان من إفريقيا، هناك فرق بين اللاعب الإفريقي واللاعب الآسيوي، وبالتأكيد لديك كانت هناك أفكار مع.. تناقشها مع الاتحاد الياباني، من هذه الأفكار كانت احتراف اللاعبين اليابانيين خارج اليابان لكي يطوروا مستوياتهم والاستفادة من التقنيات التي يحصلون عليها من البلدان التي يلعبون فيها، فما هي الأفكار الأخرى التي وضعتها.. وضعتها لمنتخب اليابان، للاتحاد الياباني لكي تصل بكرة اليابان للمستوى التي وصلت إليه في كأس العالم؟

فيليب تروسيه: أعتقد أن أفضل مقارنة يمكن أن تقوم بها بين إفريقيا واليابان وهو أن اللاعبين الأفارقة جميعهم يحترفون في الخارج، جميع الأفارقة الكبار يلعبون في الأندية الأوروبية، وخاصةً في فرنسا، وإيطاليا، وألمانيا، وبريطانيا، وهولندا، وإسبانيا، والبرتغال، واليوم جميع الفرق الكبرى في إفريقيا تتكون من لاعبين محترفين في الخارج، وأعتقد أن هذا الأمر يُعطي المنتخبات الوطنية الإفريقية هذا النضج، ويمكن أن نقول اليوم إن كرة القدم الإفريقية أحرزت تقدمات هائلة، واستطاعت أن تتطور باستمرار، في الحقيقة أن كرة القدم الإفريقية لم تتطور نتيجة سياسات محلية فإفريقيا لها مصاعب كثيرة، ولها أولويات أخرى غير الرياضة وغير كرة القدم، لها أولويات اجتماعية، ولذلك أعتقد أنه من الصعب أن.. أن تنتهج السياسات طويلة المدى في المجال الرياضي ومع ذلك استطاعت كرة القدم الإفريقية أن تتطور، وذلك من خلال اللاعبين المحترفين في.. في أوروبا، وهذا فرق جوهري بالمقارنة مع اليابان، ففي اليابان وفي قطر، وفي المملكة العربية السعودية، وفي كوريا، وفي الصين، ففي هذه البلدان هناك وسائل طرد كبير من الوسائل الإفريقية، لكن هذه الدول آسيا وإن كانت لها إمكانات وضع وانتهاج سياسة عملية في مجال تطوير وتقدم ومجال تقديم اللاعبين إلا أنها تفتقر إلى أمر كبير يشكل أكبر عائق أمام المنتخبات الآسيوية، وهي أن اللاعبين الآسيويين لم يحترفوا بعدُ، وليسوا ولا بالاعتراف للأندية الأوروبية، لأنه من الصعب ربما بالنسبة للأوروبيين أن يتعرفوا على الآسيويين لأنهم بعيدين بعداً ربما يكون ثقافياً، وخاصةً فيما يخص اليابان التي تفصلها ثماني ساعات مع أوروبا، ولذلك لا يشاهد الأوروبي صور اللاعبين اليابانيين على الشاشة، ولا نجد أيضاً لاعباً يابانياً في الأندية الأوروبية، وهذا نقص كبير وعائق أمام الكرة الآسيوية، سواء تعلق الأمر بقطر أو بالصين أو باليابان أو بكوريا، أو ببلدان أخرى، كل هذه البلدان تواجه صعوبات متشابهة، وتطورها يواجه صعوبة كبيرة هي عدم الاحتراف، لأنه لا يمكن أن نركز على العمل وجوانب التقنية، لابد أن يتوفر اللاعبون على فرص العمل واللعب في الخارج، لابد أن.. أن يلعبوا في أكبر الأندية العالمية، وأن يجاوروا كبار اللاعبين العالميين، فالدروس التي يستخلص منها لذلك لا تعوَّض فـ90% أو 100% من كبار اللاعبين الأفارقة يحترفون في الخارج، وفي هذه الوقت.. وفي هذا الوقت بالذات يحتاج اتحاد كرة القدم الآسيوية لهذه التجربة.

حيدر عبد الحق: نعم، يعني وشاهدنا كثيراً من المنتخبات العربية، وكذلك في منطقة آسيا والعربية في إفريقيا تُعسكر معسكرات طويلة قبل البطولات ومن ثمَّ تنتقل إلى المشاركة في هذه البطولات، منتخب اليابان كان طبعاً مهمة كبيرة على أرضه يلعب كأس العالم، فكيف كانت فكرة الإعداد بالنسبة لك لمنتخب اليابان ومن ثم تصاعد تدريجي في مستوى منتخب اليابان حتى يصل إلى كأس العالم بمستوى جيد ويقابل منتخبات عالمية مثل روسيا، بلجيكا، وتونس في تلك المجموعة الثامنة؟

فيليب تروسيه: الشيء الذي كان الأهم هو أنني عملت طيلة أربع سنوات استطعت من خلالها أن أبني مخبراً حقيقياً، وكانت فرصتي كبيرة، أنني كنت متدرباً لثلاث فئات، اللاعبين الذي تقل أعمارهم عن 20، والذي تقل أعمارهم عن 23 عاماً، و..، وهذا الأمر في منتهى الأهمية، لأنه كان بإمكاني أن أعمل مع 150 لاعباً من مختلف الفئات، وهذا الأمر مكنني من أن أعود بعض اللاعبين على بعض، وأن أُعود الجميع على فلسفتي ونظرتي وطريقتي في اللعب، ويمكن أن أقول أنني ربيت الجميع طيلة أربعة أعوام على نظرتي وطريقتي.

أما الميزة الأخرى التي كنت أتمتع بها وهو أن 90% من اللاعبين اليابانيين يلعبون في اليابان، استطعنا خلال أربعة أعوام أن ننتهج سياسة يابانية صرفة، فبالتعاون مع بطولة اليابان كان سهل بالنسبة لي أن أُجمِّع جميع اللاعبين اليابانيين للمشاركة في التدريبات والتمارين عملياً وتدريبياً، واستطعت أن أستفيد خلال هذه السنوات الأربعة من 150 يوماً للسنة خصصناها للتدريب، إذاً الفريق الوطني الياباني أصبح نادياً حقيقياً يمتلك مركزاً للتدريب، وتسعده فلسفة معينة في العمل، كنا نعمل بهذه العقلية، وأعتقد أن هذا الأمر ساعدنا كثيراً على ما أحرزناه من تقدم كبير، وفي الوقت ذاته ينبغي ألا نخلط بين الأمور، ينبغي ألا نرتكب الأغلاط، ينبغي أن نتأكد أن المكانة التي حصلت عليها.. حصل عليها الفريق الياباني ما كان ليحصل.. ليحصل عليها لولا التحضير طويل المدى الذي اجتهدنا على القيام به، ولا أعتقد أن النتيجة التي حصلنا عليها تعكس ذلك المستوى الكبير الذي حصل عليه الفريق، صحيح أن كرة القدم اليابانية تشهد تطوراً في الوقت الراهن، لكنني أنا أعتقد أن الفريق الياباني يمكن يكون من أفضل الفرق الـ25 على مستوى العالم، لكن لابد أن يواصل العمل والاجتهاد والجد والكد، ولابد أيضاً من مرور بعض الوقت لكي يحصل على أحسن النتائج، لكني أعتقد أن كرة القدم اليابانية تمتلك القدرات والميزات التي ستمكنها خلال السنوات العشر القادمة من أن تكون من أفضل فرق العالم العشر.

حيدر عبد الحق: نعم، يعني سيد فيليب، هناك تنافس كبير، يعني تنافس بين بلدين هما اليابان وكوريا الجنوبية في تنظيم كأس العالم، وكذلك في النتائج التي حققوها في كأس العالم، ألا تعتقد أن ما حققته كوريا الجنوبية في كأس العالم المركز الرابع كان الفريق الياباني وصل إلى الدور الثاني وخرج أمام تركيا، ألا تعتقد أن اليابانيين لم يفرحوا كثيراً بهذا الإنجاز بسبب إنجاز الكوريين في كأس العالم؟

فيليب تروسيه: هذه مشكلة خاصة باليابان وكوريا، أنا أعلم أن البلدين بلدان شقيقان، لكل منهما تاريخه الخاص، صحيح أن كوريا واليابان كلاهما يشعر دائماً بالحرج تجاه الآخر، وهناك منافسة بينهما، لكن هذه المنافسة ضرورية في نظري، ويمكن أن تكون إيجابية، يمكن على سبيل المثال.. المنافسة القائمة بين البرازيل والأرجنتين أو بين فرنسا وألمانيا بهذه المنافسة القائمة بين كوريا واليابان، إلا أن هذه المنافسة هي طاقة مهمة ووقود للتطور، وصحيح أنه.. أن اليابانيين يشعرون بنوع من الحرج لأن كوريا استطاعت أن تحرز المرتبة الرابعة، ولكنني أعتقد أن الأفضل أن نعترف بأن كوريا كانت.. كان للمنتخب الكوري كان فريقاً قوياً، وكان.. وكان فريقاً ممتازاً، لابد أن نعترف أيضاً بأن كوريا قد أنجزت عملاً كبيراً هو الذي مكنها من الوصول إلى هذه المرحلة وهذا الإنجاز، وهذه المرحلة.. وهذه المرتبة الرابعة التي أحرزتها كوريا يمكن أن تعتبر نجاحاً لآسيا كلها، وأعتقد أن جميع الدول الآسيوية وجميع الدول التي تنتمي إلى الرابطة الآسيوية لكرة القدم ومن بينها دولة قطر أعتقد إذن أن هذا النجاح نجاح لكل هذه الدول وقد أعطى صورة ممتازة عن كرة القدم الآسيوية، وفوز كوريا كان استفادت منه اليابان، كما استفادت منه قطر أو المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وإيران، ولبنان، كل هذه الدول التي تنتمي للقارة الآسيوية تستفيد هذه.. من هذا الفوز الكوري، ونحن سعداء وأنا شخصياً سعيد جداً وأعتقد أن اليابان تمتلك فريقاً قوياً وينبغي أن لا ننسى أن اليابان أحرز المرتبة التاسعة في هذه الكأس، لكن مازال هناك عمل جبار ينبغي أن ينجز، لقد اجتزنا إلى المرحلة التانية وهذا أداء ممتاز يعتد به واعتقد أن هذه صورة يمكن من خلالها أن نعترف بالإنجاز اللي وصلنا إليه، وأن يحذونا ذلك على بذل المزيد، ولا شك أن المستقبل ملك لليابان.


مغادرة تروسيه اليابان وترشيحه لتدريب المنتخب الفرنسي

حيدر عبد الحق: نعم، يعني بعد تجربة 4 سنوات في اليابان قررت أن تغادر اليابان، لماذا لم تبق مدرباً للمنتخب الياباني وهل تعتقد أن البرازيلي (زيكو) سيحقق للمنتخب اليابان نتائج أفضل من التي حققتها في السنوات الأخيرة؟

فيليب تروسيه: أجل، لابد أن نعرف.. لابد أن نتعلم كيف يمكن أن نتوقف عندما يكون التوقف مهما في.. قبل.. قبل 6 أشهر في شهر ديسمبر في السنة الماضية أبلغت الاتحاد الياباني أنني لن أكون مترشحاً لمركز مدرب الفريق الياباني، أعتقد أن السنوات الأربع التي قضيتها في اليابان والعمل الجبار الذي قمت به خلال هذه الفترة، وكان هذا العمل شارك فيه أعضاء الفرق وجهاز التدريب، وبذلت فيه طاقات كبيرة، و تمت فيه تعديلات كثيرة من وسائر الطاقات، وأنا كنت أعتقد أن مشروعي قد انتهى مع كأس العالم، وحققت هدفي الذي كان هو أن.. أن أتجاوز الدور الأول، وهدفي التاني الذي كان هو أن نعكس صورة جيدة لكرة القدم اليابانية، وهدفي الثالث الذي كان إنه دائماً اليابانيين يمتلكون من الطموح والقوة، وما يمكنهم أن يهاجموا وأن.. وأنا أعتقد إذن أنني حققت هذه الأهداف الثلاثة، ولذلك كان علي أن أرحل، ولذلك أنهيت هذه التجربة لأتيح الفرصة لمدرب آخر.

وأذكر هنا..أذكر المشاهدين بأن المدرب الجديد لليابان السيد زيكو، واعتقد أن زيكو يمكن أن يشكل رافداً جديداً وطريقة جديدة لليابانيين، وزيكو سيستفيد بدون شك بهذه الميزة الكبيرة، لأنه هو نفسه كان لاعباً، ومن الخبرة التي (…) شخصياً، وأعتقد أن اليابان سترقى إلى المرتبة الأعلى، وستواصل قدرتها التنافسية بحيث أن يكون لها جدول عالي المستوى، وأعتقد أن اليابان يمكن خلال السنوات القادمة أن يتطور بشكل مستمر.

حيدر عبد الحق: نعم، بعد تجربة اليابان وجدت نفسك أحد المرشحين الأربعة لتولي مهمة تدريب المنتخب الفرنسي بعد المأزق الكبير الذي تعرض له المنتخب في كأس العالم 2002 وخروجه من الدور الأول وهو حامل اللقب، ما هي الأفكار التي وضعتها أمام الاتحاد الفرنسي لغرض تنشيط كرة القدم الفرنسية والخروج من هذا المأزق الكبير التي وقعت فيه في كأس العالم؟

فيليب تروسيه: أفكاري كانت أساساً مستقاة من تجربتي الدولية الطويلة، فأنا كنت مدربا مع 5 اتحادات. مختلفة، و شاركت في كأسين.. كأسي العالم وشاركت في كأس لآسيا وكأس لإفريقيا، وشاركت كذلك في عام 99 مع.. مع الفريق الياباني في الكأس الأميركية، شاركت كذلك في الأولمبياد، وفي سجلي 150 مباراة دولية، وأنا مدرب منذ 20 عاماً، عملت في فرنسا، في آسيا، في إفريقيا، واكتسبت خبرة إنسانية ومهنية، وأتكلم عدة لغات، وأعتقد أن كل هذا هو ما كنت أريد أن يستفيد منه الفريق الفرنسي، بطبيعة الحال كانت لدي مقاربة جديدة، هذه المقاربة التي تنطلق من شخصيتي ومن تجربتي الخاصة وكنت أريد أن أشكل رافدا شخصياً.. الرافد الذي اكتسبته من خلال تجربتي الشخصية، لكني مع كل ذلك كنت أعلم أن لكرة القدم نفس القواعد، ولذلك لابد من طريقة تكتيكية جديدة تعيد الثقة للفريق الوطني الفرنسي الذي هزم ربما شر هزيمة عام 2002، لكنني كنت صراحة أعتقد أنني أمتلك القدرة البدنية والجسمية والعقلية، لمساعدة الفريق الفرنسي على تجاوز محنته وعلى إعادة بناء الظروف التي من خلالها استطاعت فرنسا منذ سنوات أن تبرهن على قوتها.

حيدر عبد الحق: نعم، أيضاً مشاهدينا الكرام، نشرك مشاهدينا الكرام حتى لا يظلوا كثيراً على الهاتف معنا محمد حسن من ليبيا، تفضل أخ محمد.

محمد حسن: آلو..

حيدر عبد الحق: تفضل أخ محمد.

محمد حسن: نحييك يا أخ حيدر ونحيي ضيفك الكريم على هذه الحلقة.

حيد عبد الحق: أهلاً بك.

محمد حسن: وعندي سؤال بسيط، لو سمحت أن يجبيني عليه المدرب.

حيدر عبد الحق: تفضل، نعم.

محمد حسني: وهو معناها هل هو تدريبه لعدة فرق ومنتخبات سابقة، فهل ممكن يشرح لنا إذا كان فيه يعني فيه.. في أي فريق في العالم ممكن يكون الدور اللي.. الذي يقوم به الجهاز الإداري للفريق إذا كان الدور هذا يعني يتجاوز حده، هل ممكن.. هل ممكن إنه يأتي بثمار سلبية.. بآثار سلبية على أداء الفريق ومستوى اللعب والأسلوب؟ وشكراً.

حيدر عبد الحق: نعم، شكراً أخ محمد، أيضاً معنا محمد الحربي من السعودية، تفضل يا أخ محمد.

محمد الحربي: أخوي حيدر أسعد الله مساك.

حيدر عبد الحق: يا أهلاً.. مرحبا.

محمد الحربي: كيف الحال؟

حيد عبد الحق: تفضل.

محمد الحربي: أخوي حيدر عندي بضعة أسئلة بس للمدرب الكبير تروسيه، أولاً سمعنا من وسائل الإعلام أن المدرب فيليب تروسيه صرح بأن ناصر الجوهر أعاد المنتخب السعودي 10 سنوات للوراء، هل التصريح دا صحيح؟

وإذا كان قال الكلام هذا ماذا يقصد بذلك؟ هذا السؤال الأول.

السؤال الثاني: أيضاً اتهام (فيليب تروسيه) إنه حاد المزاج في التدريب مع استخدام بعض الكلمات النابية يطلقها على اللاعبين، هل الكلام هذا صحيح؟ وأيضاً يقال أن المنتخب السعودي كان يفاوضه، وهذه النقطة هي التي خلَّت المسؤولين عن المنتخب ينسحبون عن هذه المفاوضات.

حيدر عبد الحق: نعم، يعني كان هناك مفاوضات مع الاتحاد السعودي؟ نعم.

محمد حربي: سمعنا هذا الكلام، السؤال الأخير، ما رأيه في المنتخب السعودي؟ وهل يعني في.. في وجهة نظره فيه لاعبين يستحقون الاحتراف خارجياً؟ شكراً جزيلا لكم وشكرا على برنامجكم المليح.

حيدر عبد الحق: شكراً.. شكراً يا أخ محمد.

[فاصل إعلاني]

حيدر عبد الحق: نجيب على أسئلة المشاهدين الكرام، محمد حسن من ليبيا، سيد فيليب تروسيه ما هو دور الجهاز الإداري في أي منتخب؟ وهل هو له دور سلبي في بعض النتائج التي يحققها أي منتخب دربته في تلك الفترة؟

فيليب تروسيه: أحيي مستر حسن من ليبيا، دور الجهاز الفني دوره في منتهى الأهمية لأن المدرب وحده لا يمكن (…) الشيئين، أولاً لأنه هناك إلى جانب اللاعبين جملة.. مجموعة من الخدمات وهناك خدمة اللباس وخدمة اللعيب، وهنا الخدمة الصحية، وهناك الخدمة الإدارية، هناك أيضاً أجهزة كثيرة لابد من توافرها ليتمكن الفريق من أداء مهامه، ولذلك فهذا الجهاز الفني في منتهى الأهمية بالنسبة للمدرب، وأعتقد إذن أن هذا الجهاز الفني يتكون من أفراد مكلفين بالمشاركة في إنعاش التدريب، وهذه الأشخاص لكل منها دوره وأيضاً في تبليغ رسالة المتدرب.. المدرب لفريقه، والمدرب لابد.. لابد دائماً أن.. أن يكون صاحب شخصية قوية لأن عليه اتخاذ قرارات تكون صعبة في بعض الحالات، ولا تروق للاعبين وفي بعض الأحيان يكون المدرب يشعر بنوع من الغيظ تجاه هذا اللاعب أو ذاك وردة فعل هذا اللاعب أو ذاك، وفي هذه الحالات ينبغي أن يتدخل بصرامة وبقوة، ولكن في نفس الوقت فالمتدرب يأخذ قرار إن يزج باللاعب إلى ساحة اللعب أو لا، وهذا قرار خطير، وأنتم تعلمون أن اللاعبين حسب ثقافاتهم وعقلياتهم وشخصياتهم لهم ردود فعل تختلف اختلافاً بيناً من لاعب لآخر، ودور الجهاز الفني هو محاولة تقريب اللاعبين إذ ربما قد يظهر بينهم من اختلافات، وهذا أمر صعب، وأمر تربوي قبل كل شيء، وأنا أعتقد أن الجهاز الفني سواء كان صحيا أو إدارياً أو غير ذلك، أعتقد أن الجهاز الفني في مجمله يكون فريقاً ينبغي أن يكون منسجما وينبغي أن يكون المدرب هو الشخصية الرئيسية في هذا الفريق، ولا يمكن أن يكون هناك أي التباس في الشخص الذي يقود هذا الجهاز الفني، لابد أن تكون كل هذه أشخاص يقتنعوا ويتبنوا نفس المشروع، ولابد أن يكون هذا الجهاز الفني إذن وحدة عضوية في خدمة المدرب، ودور الجهاز الفني دور في منتهى الأهمية، ولذلك اختيار أعضائه ينبغي أن يتم بشكل دقيق، فقوة الفريق هي في قوة الجهاز الفني.


حقيقة مفاوضات تروسيه مع الاتحاد السعودي لتدريب منتخب المملكة

حيدر عبد الحق: نعم، أيضاً المشاهد محمد الحربي كان لديه بعض الأسئلة، السؤال الأول كان انك صرحت في.. لإحدى الصحف بأن ناصر الجوهر (مدرب منتخب السعودية في كأس العالم) قد أعاد المنتخب السعودي 10 سنوات إلى الوراء، وأيضاً هناك بعض الاتهامات إليك بأنك حاد المزاج في التدريب، والسؤال الأخير كان هناك مفاوضات مع الاتحاد السعودي لتدريب المنتخب السعودي.

فيليب تروسيه: مساء الخير محمد الحربي من السعودية، أنا لا أعتقد أنني أدليت بتصريحات جارحة لمدرب الفريق السعودي، فهو شخص احترمه كثيراً وقد التقيت به قبل سنة في سنغافورة خلال منح جائزة أهم مدرب لعام 2000 وقد فزت بتلك الجائزة، وفي هذه المناسبة التقيت المدرب السعودي، ولا أعتقد أبداً أنه بإمكاني أن أدلى بتصريحات من هذا النوع، لأنني أعي كل الوعي صعاب مهنة المدرب.

فيما يخص قضية كوني قاسياً مع اللاعبين، يمكنني أن أقول أنني حريص على أن أكون دقيقاً وصارماً فعلاً لأن دوري هو أن أفرض على اللاعبين أن تكون لهم ردات فعل مناسبة، وهذا دور المدرب الحقيقي، وهو أن يتأكد من أن كل لاعب من اللاعبين يستطيع أن يشرف بلده وأن ينجز المهام المنوطة به، و أنا صارم فعلاً، لكن هدفي هو أن أدري أقوى فريق لكرة القدم وأن تتم هذه اللعبة بإتقان وأن أحرز أفضل نتيجة، وأعتقد أنها هذه أهداف تتطلب من صاحبها أن يكون في بعض الأحيان قاسياً، لأنه لابد من أن يفرض احترامه على اللاعبين لكي يعطوا افضل أداء لديهم، وأعتقد أن ماضيَّ كله يبرهن على اعتناقي لهذه الطريقة في العمل، وكانت لدي دائماً علاقات طيبة مع اللاعبين وهي علاقة مهنية قبل كل شيء، لكن أيضاً علاقة.. هي علاقة إنسانية، واستطاعت أن تمكن اللاعبين من إحراز تقدمات كبيرة، ومن تطور الفريق بشكل عام.

حيدر عبد الحق: نعم، وماذا عن المفاوضات مع الاتحاد السعودي لكرة القدم لتدريب المنتخب؟

فيليب تروسيه: أجل، عدة مرات أتيحت ليَّ الفرصة للتشاور والحديث مع مسؤولين رياضيين سعوديين، ربما من خلال بعض الوسطاء الذي كلفوا بتقديم بعض العروض لي، ويمكن أن نقول أنه منذ عدة سنوات كانت اتصالاتي متصلة مع المسؤولين الرياضيين السعوديين، ونعتقد أن كرة القدم السعودية تشكل نقطة مشرقة في أي جزء من.. من العالم، فالعربية السعودية استطاعت أن تحرز بطولات عدة، والفريق السعودي يضم لاعبين كباراً، وأنا أعتقد أن تدريب فريق كالفريق السعودي هو تحدىٍ، وتحدىٍ كبير، وأنا مقتنع بأنه.. بأنه إذا رغب المسؤولون السعوديون في اسنادي كمدرب، ولذلك يمكن أن أصبح يوماً ما مدرب للفريق السعودي، وأنا أيضاً لديَّ الآن اتصالات بعدة فرق وطنية، وهذا أمرٌ يشرفني كثيراً، لأنه دليل على الاعتراف بي، والاعتراف بخبرتي وبعملي، و.. ولكن في الوقت الراهن يمكن أقول إنني في فترة الاستراحة في بلدي الثاني في المغرب، وإنني لن أتخذ قراراً إلا في الأسابيع والأشهر القادمة لأنني بحاجة لأن أستريح، وبحاجة لأن أقيِّم تجربتي بيني وبين نفسي، حتى أنطلق إلى أفقٍ جديدة بتحدٍ رياضيٍ جديد.

حيدر عبد الحق: نعم، أيضاً نبقى في هذا الإطار أيضاً، نشرك معنا المشاركين عبر الإنترنت، عاشور عبد الكريم بن نوي من.. مهندس من الجزائر، يذكر أنه يروج في هذه الأيام في الصحف الجزائرية أن اتحاد الكرة الجزائري يتفاوض معكم من أجل تدريب المنتخب الجزائري، هل لنا أن نعرف منكم رأيكم في الأمر، وما هي شروطكم لتدريبه؟

فيليب تروسيه: أجل، أنا الآن على اتصال بالاتحاد الجزائري لكرة القدم، وقد التقيت رئيسها (فروار)، لكنني مرة أخرى أود أن أوضح أنه يشرفني كثيراً أن يتم الاتصال بي، وأنا الآن على اتصال بعدة فرق وطنية في آسيا وفي إفريقيا، وبداية أنا الآن أدرس كل هذه العروض وهذه الاقتراحات، وهدفي الأساسي هو.. هو أن أتبنى مشروعاً رياضياً حقيقياً يمثل نوعاً من التحدي، ويطلب مني أن أضع برنامجاً للتدريب، وللتكوين، وأنا الآن في.. في.. أتصل بمسؤولي كل اتحادات على حدة، لكني في نفس الوقت يمكنني أن أقول إنني أعيش وضعية خاصة، لأنني أود أن أبتعد قليلاً، وأن أستريح، وأن أدرس بشكل ذكي كل هذه المشاريع، وهذه المشاريع كلها بالنسبة لي مهمة أهمية كبيرة، لكنني أرغب أن.. في.. في الاستراحة، وعلى كل حال لن أتخذ أي قرار على الفور، وصحيح أنني على.. على اتصال بالاتحاد الجزائري لكرة القدم الذي اقترح عليَّ مشروعه.

حيدر عبد الحق: نعم، يعني ابتعادك بهذه الإجازة هل ربما من خيبة أملك في عدم تدريب المنتخب الفرنسي بعد كأس العالم؟ وهل جاء اختيار المدرب الحالي (جاك سانتيني) نتيجةً لضغوط معينة من قبل أشخاص داخل الاتحاد، وعدم اختيارك بعد.. رغم السجل الحافل التي.. الذي تحوية في.. في عدد المباريات وفي عدد المنتخبات التي دربتها؟

فيليب تروسيه: أنا لا أرى.. أرى فشلاً، على النقيض من ذلك أراه نصراً، لأنني كنت واحداً من المرشحين الأربعة لهذا المنصب. لماذا لم يتم اختياري مدرباً للفريق الفرنسي؟ أعتقد أن الأمر عائد ربما لأنني أختلف اختلافاً جذرياً عن المدربين الفرنسيين الآخرين، فأنا غادرت بلادي فرنسا منذ ثلاثة عشر عاماً، فأنا فرنسي بالجنسية، لكنني يمكن أن أقول إنني أصبحت غريباً على.. على فرنسا، وعلى كرة.. كرة قدمها، وهذا الأمر يجعلني بالنسبة لمسؤولي كرة القدم الفرنسية يشكل ربما عائقاً، لأنهم لا يعرفونني في الملاعب الفرنسية، لكنني أعتقد أن الفرصة كانت سنحت لي لأتحدث وأحتك بالمسؤولين الفرنسيين، الذين قدروا حق قدرها مواهبي وخبراتي، ولذلك أعتقد أن عدم اختياري ليس فشلاً على الإطلاق، بل هو نوع من الاعتراف بخبرتي، وهو على كل حال هذا الأمر قد حررني، وأتاح أمامي فرص لدراسة مشاريع ربما تكون أكثر إغراءً بالنسبة للمستقبل، وعلى كل حال أنا كثير الاعتزاز بأنني كنت من الأربعة الذين اختيروا لشغل المنصب.

حيدر عبد الحق: يعني برأيك هل كان لسبب أيضاً أنك كنت خارج فرنسا في.. في كل هذه الفترة، وبالتالي أسماء الثلاثة الآخرين كانوا متواجدين داخل فرنسا كلاعبين وكمدربين؟

فيليب تروسيه: أعتقد أنني يمكن أن أجيب بالإيجاب إلى حد ما، لأنني كنت المرشح الوحيد من خلال المرشحين الأربعة.. كنت ربما الوحيد الذي كنت أكثرهم خبرة، وأكثرهم تجربة، لأنه كانت لي مائة وخمسون مباراة دولية، وكانت اكتساباتي في كؤوس العالم، وفي الألعاب الأولمبية، إذن كنت أكثرهم تجربة، وأوسعهم خبرة، لكنني –كما تعلمون- في كل بلد هناك اتفاق وهناك خصوصيات، وأنا أعتقد أن تعيين (جاك سانتيني) كانت بالنسبة للسلطات الرياضية الفرنسية، أتحدث أساساً عن الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، وعن الرابطة المهنية.

أعتقد أن جاك سانتيني الذي أحرز بطولة فرنسا كان انعقد عليه نوع من الإجماع داخل السياسة الفرنسية التي تنحو نحو الاستمرار، وأعتقد أن اختياره كان منعطفاً حاسماً في تاريخ كرة القدم الفرنسية، وكان ضرورياً أن يتخذ، أما أنا فقد كانت لديَّ أفكار مختلفة كثيرة، وطاقة مختلفة كثيرة، وتجارب مختلفة كثيرة، وربما كان هناك نوع من الخوف من توظيف كل هذه التجربة المغايرة ففريق فرنسا ربما كان بحاجة إلى نوع من الاستمرار بدلاً من هذه الفلسفة التي كانت ستشكل نوعاً من القطيعة، ربما كان هذا هو السبب الذي جعل الاتحاد الفرنسي يقوم بالتغيير في ظل الاستمرار.

نعتقد أن جاك سانتيني المدرب الجديد للفريق الفرنسي يمثل في نفس الوقت هذا التغيير، وهذا الاستمرار أو نوعاً من الاستمرار.

حيدر عبد الحق: نعم، يعني سيد فيليب، يعني نبقى مع جاك سانتيني، هل هو كان مرشح (لمشيل بلاتيني)، وبالتالي تم اختياره لتدريب المنتخب الفرنسي؟

فيليب تروسيه: نعم، السيد بلاتيني قد أعلن منذ البداية أن جاك سانتيني هو مرشحه المفضل، والسيد بلاتيني كما تعلمون هو نائب رئيس الاتحاد، وجاك سانتيني كان يحمل لقب البطل، سانتيني كان كذلك حراً من كل التزام، لأنه لم يكن يومها.. لم يعد يومها مدرباً لفريق ليون، لذا أعتقد أن الاتفاق أو الإجماع انعقد حول جاك سانتيني، وهذا ما يفسر اختياره، ومع ذلك أعتقد أن تعيينه على الأقل فيما يخصني يبدو لي منطقياً، ويبدو لي ممتازاً، لأن جاك سانتيني خبر كثيراً الفريق الفرنسي، ويعرف العقليات الفرنسية، ويمكنه أن يلعب دوره وينجز عمله ويحقق أهدافه، أو هدفه الأساسي، وهو إعادة الظروف التي مكنت فرنسا من تحقيق نجاحاتها.

حيدر عبد الحق: نعم، أيضاً نشرك معنا -مشاهدينا الكرام- المشاهد عماد سمير من الكويت، تفضل أخ عماد.

عماد سمير: مساء الخير.

حيدر عبد الحق: مساء النور.

عماد سمير: عايز أسأل المدرب فيليب تروسيه على الكرة المصرية، وأيه اللي بينقصها؟ وأيه تقييمه لعمل الكابتن محمود الجوهري سنوات طويلة مع المنتخب المصري؟ خصوصاً إن هم تواجهوا سوا سوا في بطولة بوركينا فاسو، وأيه اللي بينقص الكرة المصرية في المرحلة القادمة حتى تصعد لنهائيات كأس العالم.

حيدر عبد الحق: نعم.

عماد سمير: وتكون أحد أفضل الفرق الأفريقية؟ وتقييمه بالذات للكابتن محمود الجوهري؟

حيدر عبد الحق: نعم، شكراً أخ عماد.

عماد سمير: وشكراً.


كيفية تطوير المنتخبات العربية لتنافس في المحافل الدولية

حيدر عبد الحق: شكراً أخ عماد. يعني أيضاً دعنا نصيغ السؤال بطريقة.. بطريقة أخرى، المنتخبات العربية التي اتصلت بك، والاتحادات العربي التي اتصلت بك، ربما قرأنا في الصحف هناك اتصالات من الجزائر، من السعودية، كما ذكرت، وأيضاً هناك اتصالات من تونس، واتصالات من المغرب لتدريب منتخباتها، برأيك كيف يمكن أن تضع خطة لتطوير المنتخبات العربية، بحيث تستطيع أن تنافس في المحافل الدولية؟ حيث لم يعد هناك فرق تسمح بدخول أهداف كثيرة في مرماها، وبالتالي مقارعتها للمستويات العالمية، مثلما كان المنتخب الياباني قارع بلجيكا وقارع روسيا في كأس العالم، وأيضاً خرج أمام تركيا وكوريا خير مثال على المنتخبات الصغيرة التي يمكن أن تحقق نتائج كبيرة.

فيليب تروسيه: أود أن أعود إلى ما قلته قبل قليل فيما يتعلق بالمقارنة بين إفريقيا وآسيا، وخاصة أوجه المقارنة المتعلقة بوجود محترفين أفارقه كبار من الأندية الأوروبية.

فاليوم ما هي الخطة التي يمكن أن نعتمدها بالنسبة للفرق العربية من أجل تطوير كرة القدم العربية؟ لو أخذنا المغرب مثالاً أو الجزائر فسندرك أن مجمل اللاعبين المغاربة أو الجزائريين يلعبون في الأندية الأوروبية الكبرى، وتفهمون أن هذه ميزة كبيرة، لأن هؤلاء اللاعبين تتوافر لهم فرص اللعب مع كبار اللاعبين العالميين، والتدرب مع أكبر المدربين العالميين، وخوض أهم المباريات سواءٌ في فرنسا أو في بريطانيا أو في أسبانيا أو في ألمانيا أو في إيطاليا، وصحيح كذلك أن دول كالمغرب أو الجزائر لهم ميزة إلى حد ما تتمثل في قدرتهم على تنمية وتطوير الكرة.. كرة القدم الوطنية، إلا أن هناك أيضاً سياسة محلية تقتضي أو إيجاد تنظيماً محكماً يمكن.. يمكن الأجيال الصاعدة من أن التدرُّب بشكل يستجيب للطموح.

فيما يخص مصر أو تونس أو البلدان العربية الأخرى، فمن الواضح أن مجمل اللاعبين يلعبون فقط في بلدانهم، وأنا أعتقد أن هذه البلدان تعمل بجد، في قطر على سبيل المثال هناك أندية ومدربون يعملون بجدٍ، وفي السعودية مدربون يعملون بمثابرة، وفي مصر يعملون كذلك، وفي تونس، إلا أننا ندرك أن الأمر.. أن هذا العمل غير.. غير كافٍ، ففي كرة القدم السعودية، وفي الأندية السعودية نلاحظ أن الأندية السعودية تحرز في أحيانٍ كثيرة البطولات الآسيوية، ولو نظرنا إلى جانب.. الجانب الإفريقي، فسيلاحظ أن المصريين يحرزون البطولات على المستوى الإفريقي، إذن هناك قدرات كامنة، ولو نظرنا كذلك على.. إلى كرة القدم التونسية فسنلاحظ أن الأندية التونسية تحرز البطولات الإفريقية، إذن البطولة الإفريقية دائماً تتقاسمها تونس ومصر، لكن العائق الكبير أمام هذه الدول –في نظري- هو أنها تفتقر إلى لاعبين محترفين في الأندية الأوروبية، وأنا أعتقد أن هذا التفسير الذي قد يبدو لنا تافهاً هو في منتهى الأهمية، وهو الذي يمثل الفرق بين الفرق الكبيرة والفرق الصغيرة، وأنا أعتقد جازماً أن السعودية أو تونس أو مصر كلها تمتلك قدرات تمكنها من التأهل لكأس العالم القادمة.

حيدر عبد الحق: نعم، يا سيد فيليب تروسيه، وباختصار أيضاً هل مهمتك القادمة ستكون تدريب منتخب عربي؟

فيليب تروسيه: اليوم لا يمكن أن أجيبكم على هذا السؤال، لأن تدريب.. تدريب.. فتدريب فريقٍ عربيٍ بالنسبة لي شرف، وهو بالنسبة لي تحدٍ جديد ومغامرة جديدة، مغامرة إنسانية، ورياضية، ومهنية، وهذا الاختيار لو.. سأقوم به في الأشهر القادمة، وسأحاول أن أختار مقصداً واحداً بطبيعة الحال، وكما وضحت ذلك قبل قليل، فلي الشرف، إلا أنه اتصلت بي عدة جهات، منها الصين، والاختيار الذي سأقوم به سأضع في عين الاعتبار المشروع الرياضي، وسأراعي كذلك الرسالة التي مررها إليَّ المسؤولون الرياضيون في بلدان معينة، لأن المحيط الذي سأعمل فيه مهم بالنسبة لي.

حيدر عبد الحق: نعم.

فيليب تروسيه: إذن سأقوم بهذا الاختيار في الأسابيع القادمة.

حيدر عبد الحق: نعم.. نعم، سيد فيليب تروسيه، نعم، شكراً جزيلاً لك على حضورك في برنامجنا (حوار في الرياضة)، وعلى هذا الوقت الطويل الذي قضيته معنا، ونتمنى أن تكون مهمتك القادمة عربية، وبالتأكيد تكون ناجحة مثلما كنت ناجحاً مع اليابان.

أعزائي المشاهدين، إلى هنا ينتهي برنامج (حوار في الرياضة)، شكراً لمتابعتكم. وإلى اللقاء.