حوار في الرياضة

جواو هافيلانغ والاتحاد الدولي لكرة القدم

حقق الرئيس السابق للفيفا البرازيلي الدكتور جواو هافيلانغ نقلة كبيرة لهذه المؤسسة وأسلوب عملها، ونطاق نفوذها، وطور كرة القدم عالميا، وزاد عدد بطولاتها، ورقعة انتشارها، وحجم الاهتمام بها على كافة الأصعدة.

undefined
undefined

أيمن جادة:

مشاهدي الكرام، تحية لكم من الجزيرة، وأهلا بكم مع (حوار في الرياضة).

الاتحاد الدولي لكرة القدم، والذي تأسس قبل 96 عاما بات أكبر وأقوى المنظمات العالمية على الإطلاق، سواء من حيث عدد الأعضاء أو الإمكانيات أو النفوذ، بل إن هناك من يصف كرة القدم بأنها أكبر نشاط جماعي في تاريخ البشرية، وأنها -تجاوزا- أكثر المعتقدات أتباعا على وجه الأرض.

ولعل أحد أكثر الرجال تأثيرا على كرة القدم في القرن العشرين هو الرئيس السابق للفيفا البرازيلي دكتور/ جواو هافيلانغ، لأنه حقق نقلة كبيرة لهذه المؤسسة وأسلوب عملها، ونطاق نفوذها، وطور كرة القدم عالميا، وزاد عدد بطولاتها، ورقعة انتشارها، وحجم الاهتمام بها على كافة الأصعدة، وفتح الباب أمام الاستثمار والدعم المالي لكرة القدم وبطولاتها، حتى سلم الفيفا لخلفه (جوزيف سيب بلاتر) قبل نحو عامين من الآن، وهو في ذروة القوة والثراء، بعد ربع قرن من تسلمه الاتحاد الدولي في حالة متواضعة نسبيا.

وللحديث عن الرجل وتاريخه والفيفا في ظل رئاسته وآرائه بالمسار الحالي والمستقبلي للعبة ولاتحادها الدولي، وفي أول وأطول لقاء من نوعه -عربيا على الأقل- معي من مدينة زيورخ السويسرية مباشرة على الهواء الدكتور جواو هافيلانغ الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم، فمرحبا بالضيف الكريم، ومرحبا بمداخلاتكم واستفساراتكم على هواتف وفاكس البرنامج وبريده الإلكتروني، مع التنويه بأن لا تزيد مدة المكالمة رجاء عن 30 ثانية -وسطيا- وإلا اضطررنا آسفين لقطعها حفاظا على وقت البرنامج والمشاهدين، والآن دعونا نبدأ كالمعتاد بهذا الاستهلال.

[تقرير حيدر عبد الحق]

منذ كان سباحا أوليمبيا في برلين عام 36 إلى أن أصبح قائدا لفريق كرة الماء البرازيلي، إلى أن تولى رئاسة الاتحاد البرازيلي للرياضة، وفازت البرازيل في عهده بكأس العالم 3 مرات، كان جواو هافيلانغ شخصية رياضية قيادية بارزة، وتوج ذلك بانتخابه رئيسا للاتحاد الدولي لكرة القدم عام 74 خلفا للبريطاني السير ستانلي راوس.

وعلى مدى 24 عاما دامت خلالها رئاسة هافيلانغ للفيفا، شهدت كرة القدم العالمية تطورا كبيرا وتحولا إستراتيجيا ملحوظا، فمن مقر متواضع للفيفا، وبضعة موظفين إلى مبنى مميز، وأكثر من 60 موظفا، وميزانية.. قفزت أرقامها إلى مليارات الدولارات، وسلطة لا يعصيها أحد من أقصى الأرض إلى أقصاها، وبطولات عالمية لكل الفئات السنية للرجال وللسيدات، وللأندية وأبطال القارات.

وباتت قوة كرة القدم أكثر تأثيرا مما مضى، وأضحت بطولة كأس العالم أكبر حدث جماهيري في تاريخ البشرية، وتزايد اهتمام الناس والإعلام باللعبة الأكثر شعبية ونجومها، وتطورت قوانين اللعبة لتصبح أكثر سرعة وأكثر نظافة، وأصبحت كرة القدم أيضا أحد أكبر مصادر المال، سواء عبر الدعاية والإعلان من الشركات العملاقة، أو عبر الحقوق التلفزيونية، أو تذاكر المباريات، خصوصا بالبطولات الكبرى.

وبعدما أعاد الصين وجنوب إفريقيا لحظيرة الفيفا، وأبعد إسرائيل من آسيا إلى أوروبا، واجتذب الولايات المتحدة واليابان للاهتمام المحموم بكرة القدم، استكمل هافيلانغ إنجازاته، وقدم الدعم لسكرتيره العام جوزيف سيب بلاتر ليكسب حملة الترشيح ويصبح خليفة لهافيلانغ في رئاسة الفيفا، وأنهى مهمته بتسليم كأس العالم للرئيس الفرنسي في نهاية مونديال 98، بينما ظل الرجل الكبير عضوا في اللجنة الأوليمبية الدولية، واسما من أكبر وأهم ما عرفت الرياضة في القرن العشرين.

بطاقة هافيلانغ

من مواليد 8/5/1916 لأبوين من أصل بلجيكي.

يحمل الدكتوراه في القانون.

سيطر لسنوات على بطولة البرازيل للسباحة.

مثل بلاده سباحا في أولمبياد برلين 1936م.

شارك في أولمبياد هلسنكي 1952م قائدا لفريق كرة الماء.

أصبح رئيسا لاتحاد الرياضة البرازيلي من 1958م وحتى 1973م.

أصبح رئيسا للاتحاد الدولي لكرة القدم عام 1974م.

تنحى عن رئاسة الفيفا مع نهاية كأس العالم 1998م ليخلفه السويسري سيب بلاتر، ولا زال محتفظا بعضوية اللجنة الأوليمبية الدولية مدى الحياة.

رؤساء الفيفا

روبير غيران (فرنسي) 1904-1906م.

دانييل وولفول (إنكليزي) 1906-1918م.

جول ريميه (فرنسي) 1921-1954م.

رودولف سيلدرايزر (بلجيكا) 1954-1955م.

آرثر دروري (إنكلترا) 1956-1961م.

ستانلي راوس (إنكلترا) 1961م-1974م.

جواو هافيلانغ (البرازيل) 1974-1998م.

جوزيف سيب بلاتر (سويسرا) 1998م.

أيمن جادة:

إذن بعد هذه المقدمة، مشاهدي الكرام، ندخل في صلب الحوار مباشرة مع الدكتور جواو هافيلانغ الرئيس السابق والرئيس الفخري حاليا للاتحاد الدولي لكرة القدم.

السيد الرئيس، في البداية اسمح لنا أن نشكرك على قبولك دعوتنا للتحدث في برنامج (حوار في الرياضة) عبر قناة الجزيرة من قطر، واسمح لنا أيضا أن نهنئك بذكرى ميلادك الـ84 التي تصادف بعد غد، واسمح لنا أيضا أن نبدأ بسؤال شخصي بعد أن اطمأننا مؤخرا على أن صحتك بخير نتيجة الفحوص الطبية التي أجريتها، هل ما زلت تخصص وقتا كل يوم لممارسة السباحة، وكيف تقضي أوقاتك الآن؟

جواو هافيلانغ:

بعد أن أنهيت مهمتي في الاتحاد الدولي عدت إلى بلادي، وعندما عدت إلى بلادي عدت إلى الرياضات التي كنت أمارسها في شبابي، وفي كل صباح أقوم بالسباحة حوالي 1500 متر في 40 دقيقة، وذلك ينعشني كثيرا، ويهدئ من روعي، ويهدئني، ويحسن من صحتي الجسمانية، ولدي تنفس جيد، ودورة دموية جيدة، وبهذه الطريقة أستطيع الاستمرار في العمل.

وأنا الآن، منذ عام 40 أمارس مهنة المحاماة في إحدى شركات المحاماة في بلادي، ولكن ذلك لا يمنعني من الاستمرار في الاهتمام بالرياضة، وبشكل رئيسي كرة القدم.

أيمن جادة:

نعم، السيد الرئيس، باعتباركم -ربما- رئيسا فخريا للفيفا حاليا، ما حجم اهتمامك بكرة القدم إلى جانب كونك عضوا في اللجنة الأولمبية الدولية، وإلى جانب الأنشطة المهنية والاجتماعية والخاصة التي تحدثت عنها؟

جواو هافيلانغ:

أنا اهتماماتي الخاصة موجودة دائما، لأن ذلك مهم جدا بالنسبة لي وبالنسبة لأسرتي، ولكن بالنسبة، هو شيء طبيعي أن متابعة كرة القدم هي شيء إجباري بالنسبة لي، لأن كرة القدم هو مبدأ فرحة وبهجة بالنسبة لي، وأنا ألتزم به، فكرة القدم يجرى في عروق كل البرازيليين، وأنا كرئيس فخري للفيفا، فإن كرة القدم أعيشه يوميا بشكل يومي وكل ليلة أيضا، وقد استمريت في الاهتمام بكرة القدم.

أحيانا أحصل على دعوات لزيارة بعض البلدان، أو الحضور إلى مؤتمرات، أو أعطي محاضرات، ولكن قبل أن أقرر أبعث برسالة إلى السيد بلاتر -رئيس الفيفا- لأقول له إذا كانت زيارتي هذه مقبولة أو لا، أو هي من صالح الاتحاد الدولي أو لا، وإذا حصلت على موافقته فإنني لا أتوانى عن خدمة كل من يطلبون خدمتي، وهكذا من وقت إلى آخر فإنني أتنقل كثيرا.

والآن أنا موجود في زيورخ لأمور إدارية، وللتعرف على بعض، بعض المهام التي كلفني بها السيد بلاتر، وكذلك الالتقاء مع القادة السويسريين في مجال كرة القدم، والتقيت بهم أمس الجمعة، وكان اجتماعا رائعا للغاية، واليوم قمت بتناول الغذاء مع بعض الأصدقاء، والآن أنا أمام المشاهدين العرب للتحدث مع الشعب العربي عن الرياضة وكرة القدم، وأنا زرت كل الدول العربية، وأحتفظ بذكريات رائعة عنها، وأقول بأني، لا أستطيع أن أقول إلا أنني اكتسبت فيها الكثير من الأصدقاء خلال الفترة الماضية.

أيمن جادة:

نعم، مرحبا بك يا سيدي.

في لقاء سابق نسب إليك قولك إن والديك -رحمهما الله- كانا أفضل أصدقائك بين الرجال والنساء، فما هي أبرز العوامل التي أسهمت في تكوين شخصية هافيلانغ القيادية كما عرفها العالم؟

جواو هافيلانغ:

بالطبع أبي كان مهندسا، ووالدتي كانت حفيدة أسرة من الصناعيين، وقد ربوني على المبادئ المثلى والاحترام، ومنحوني ثقافة حاولت استيعابها وأن أنفذها، ليس فقط في أعمالي، وإنما من أجل صالح الرياضة، وبهذه الطريقة فقد زرت العالم كله، في الاتحاد الدولي هناك الآن 204 دولة، ولكن في وقت كنا 194، وفي مؤتمر باريس تم قبول 10 اتحادات رياضية أخرى، ومن بين هذه 194 دولة هناك 190 دولة زرتها خلال فترة تولي مهامي في الفيفا، وفي كل مرة استطعت أن أزور كل بلد على الأقل 3 مرات، وأعتقد أنني قمت بمهامي، ليس فقط في المجال الرياضي، وإنما في المجال السياسي والاجتماعي، وفي الجانب الصداقة بين الشعوب، وبالنسبة لي الصداقة لها أهمية كبيرة جدا وقيمة كبرى، وهي ضرورية جدا في مجال الرياضة وخاصة في مجال العلاقات، وهذه الصداقة قمت بتنميتها ولدي الكثير منها في الدول العربية.

أيمن جادة:

نعم سيدي، اسمح لنا يا سيادة الرئيس أن نعود قليلا إلى الوراء، يعني عندما توليت رئاسة الاتحاد البرازيلي للرياضة في أواخر الخمسينيات، أدخلت أفكارا جديدة على كرة القدم البرازيلية مثل مصاحبة خبير نفساني، وطبيب لمنتخب البرازيل، وفازت البرازيل في عهدك 3 مرات بكأس (جون ريميه) واحتفظت به إلى الأبد، كيف أوجدت تلك الأفكار، وماذا تروي لنا عن تلك الفترة؟

جواو هافيلانغ:

منذ كنت صغيرا -وكنت رياضيا- فإن والدي قال لي بأن الصحة هي أساس كل شيء، ولذلك علينا أن نستعد، فلا يوجد كل العلاجات أو الفيتامينات التي ممكن أن تساعدنا صحيا، لذلك يجب ألا ينقصنا شيء صحيا، ولذلك فإن الرياضة هي الأصل.

والآن وأنا في الرابعة والثمانين من العمر فإن حالتي الصحية جيدة، لأني لازلت أستمر في السفر، وهذا بسبب العمل، وبسبب إخلاص والدي ووالدتي لي في شبابي، وعندما وصلت إلى الاتحاد البرازيلي، رئاسة الاتحاد البرازيلي عام 55، وترأست الاتحاد عام 58 حاولت إدخال نفس المبادئ التي تلقيتها من والدي.

وقد أعددنا الفريق البرازيلي على أساس طبي أي الصحة الكاملة الجسمانية، وكذلك من الناحية التقنية، ولذلك استطعنا أن نفوز بكأس العالم عام 58 في السويد، وعام 62 في تشيلي، وفي عام 66، ولكن لأسباب لا نريد العودة إليها في هذا النقاش فقد فشلنا في إنجلترا.

ولكن في عام 1970 استطعنا أن نقدم للبرازيل كأسه الثالث، وفي عام 74 بعد انتخابي، في كأس العالم الذي عقد في ألمانيا فإن البرازيل حصلت على المركز الرابع، وبعد ذلك كرئيس للفيفا، استمريت حتى عام 98 في كأس العالم في فرنسا، وفي تلك الفترة عدت إلى البرازيل بشكل نهائي، وباللقب الذي منح لي من قبل مجلس الفيفا بباريس، والذي منحني لقب الرئيس الفخري.

أيمن جادة:

نعم، يعني يا سيدي، دعنا نظل في نفس الفترة، يقال بأن عام 1963 شهد -ربما- طرح فكرة توليك رئاسة الفيفا لأول مرة، في عام 66 اشتكى الأميركيون الجنوبيون من اضطهاد أوروبي -ربما- من خلال التحكيم أو تنظيم كأس العالم عام 66، وشيئا فشيئا التف الأميركيون الجنوبيون حول فكرة توليك رئاسة الفيفا إلى أن نجحت بذلك في عام 74، كيف جاءتك الفكرة بالضبط لتصبح رئيسا للفيفا؟ ثم كيف نجحت في ذلك؟

جواو هافيلانغ:

بالنسبة لرئاسة الفيفا فقد رشحت من قبل أو دعيت من قبل رؤساء الاتحادات أميركا الجنوبية بـ ريودي جانيرو في عام 67، كنت أريد أن أرفض، ولكن لم أكن مستعد لأن أقبل، لذلك قبلت الدعوة لهذا اللقاء، وبدأت بحملتي لزيارة عدة دول من أجل انتخابات 74، حيث زرنا لمدة سنتين 86 دولة.

ولن أنسى بأن أحد زملائي البرازيليين، ولكن من أصل لبناني (إلياس عكوف) الذي رافقني خلال هذه الرحلة، وخاصة في الدول العربية، وفي الدول الإفريقية، وبعض الدول الآسيوية، كان رجلا مرموقا ويحترمه الجميع، وكان يحظى بصداقة كل هذه الدول، والذي كان مهما جدا بالنسبة لي ولانتخابي.

وعندما تم ترشيحي لرئاسة الفيفا فقد كان السيد راوس موجودا بالرئاسة، وقد قمت بالاتصال به هاتفيا، والتقيت معه، وقلت له شخصيا بأنني سأكون مرشحا للرئاسة في عام 74، ولذلك فقد كنت أريده أن يعرف أن الأمر ليس شخصيا ضده، وإنما احترام الآخرين، وقد قلت للسيد راوس والذي أكن له كل الاحترام بأن بأنه عام 74 سيكون هناك فائزا، والذي سيفوز سيكون مثل السباحة، سيحصل على الميدالية، والميدالية ستكون له كفائز، أو أنا كفائز.

وأراد الاتحاد أن أكون أنا، الفائز، وقد فزت بالدورة الأولى من الانتخابات بـ 62 صوتا ضد 56، ولكن كان يجب أن يكون هناك أغلبية الثلثين حسب القانون، لذلك حدثت دورة تصويت ثانية، وفي الدورة الثانية كان يكفي الحصول على الأغلبية المطلقة فقط، وقد حصلت في تلك، حصلت على 10 أصوات إضافية، واستطعت أن أحصل على رئاسة الفيفا بالانتخاب، وتكرر ذلك 5 مرات متوالية، لأنني انتخبت 5 مرات بعد 74، وفي كل مرة كان الانتخاب بالتصفيق حتى عام 96، عندما قررت أمام اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي (الفيفا) الانسحاب.

فقد كنت قد أنهيت 22 عاما، وأرسلت رسالة إلى كل عضو من اللجنة التنفيذية، وفي اجتماع عقد في برشلونة، واللجنة أخذت علما بقراري بعدم الترشيح، وكان أمامي سنتين من الرئاسة ومن العمل، وقمت بهذا بشكل جيد بالنسبة لكرة القدم، خاصة كأس العالم في فرنسا عام 98، بـ 32 فريقا، ونجاح تقني، ونجاح مالي، ونجاح فيما يتعلق بالتنظيم، وتنظيم رائع بالنسبة للجنة المنظمة لكأس العالم فرنسا، وشكرنا فرنسا في تلك الفترة، وكما فعلنا ذلك بالنسبة لكأس العالم الأخرى في الدول الأخرى، والتي رأسناها كرئيس للفيفا، فعام 78 في الأرجنتين، وعام 82 في إسبانيا، و86 في المكسيك، وعام 90 في إيطاليا، وعام 94 في الولايات المتحدة الأميركية، وكأس العام الأخيرة التي ترأسناها عام 98 -كما قلت- في فرنسا، وأعتقد بأن كل بطولات كأس العالم قد جرت بشكل جيد، وأصبحت وكانت مرغوبة جدا من قبل الجمهور، وفي كل مرة فإن اهتمام كرة القدم كان يزداد واليوم فإن الوقت…

[فاصل لموجز الأنباء]

أيمن جادة:

دكتور هافيلانغ، حدثتنا عن صعودك إلى رئاسة الفيفا، ربما هناك ظاهرة ملفتة، وهي أنه مع صعود خطك البياني على رأس كرة القدم العالمية عام 74، بدأ خط الكرة البرازيلية يهبط حيث فشلت على مدى 20 عاما تالية في الفوز بكأس العالم، بينما عادت إلى ذلك فقط في أميركا 94، هل تعتقد أن ابتعادك عن رئاسة الرياضة البرازيلية عموما كان له الأثر في ذلك أم أن ظروف البرازيل الاقتصادية، رحيل النجوم، ربما الحكم العسكري الذي مرت به البلاد، أم ماذا كان السبب؟

جواو هافيلانغ:

أنا سعيد جدا بهذا السؤال الذي تطرحه، لأن كرة القدم البرازيلية لم يهبط مستواها، ولكن الذي حدث هو مع المشاريع التي قمنا بتنفيذها في الفيفا كان هناك تطوير هام للغاية في كافة القارات، فالمستوى التقني للفرق قد بدأ يزداد بشكل كبير، وليس فقط فريق البرازيل الذي تراجع، وإنما الفرق الأخرى التي بدأ مستواها يتصاعد ويزداد، ووصلت إلى مستوى كرة القدم البرازيلية.

لكن كرة القدم البرازيلية هي دائما تقدم عروضا رائعة يحبها الجمهور، وهذا يؤدي إلى تشجيع الجمهور لكرة القدم البرازيلية، في عام 74 كانت البرازيل، وفي 94 فازت بكأس العالم، وفي فرنسا المركز الثاني، ودائما ما كانت تحتل مراكز متقدمة في البطولات الدولية، ولم يكن هناك تراجعا في الحقيقة.

وأستطيع أن أقول إن الفيفا استحدثت مفهوم الترتيب، وخلال السنوات الماضية كانت البرازيل في المرتبة الأولى، ولا نستطيع أن نقول بأن المستوى تراجع، وإنما العكس، فلكرة القدم البرازيلية قيمة كبيرة، ومرغوبة من قبل الجميع، وأينما حلت الكرة البرازيلية يهتم الجمهور بذلك، والتليفزيون يتحدث عن هذه الكرة، في كافة أنحاء العالم، وفي أوروبا، أعتقد بأن هناك 600 لاعب برازيلي، 200 منهم بمستوى عال و400 من الشباب، الذين يعدون أنفسهم من أجل الدخول في الفرق الأوروبية الكبيرة، وهذا يشير إلى أن كرة القدم البرازيلية ما زالت تحتفظ بقيمتها وحجمها وإرادتها، وأنا واعي تماما بأنه لم يكن هناك تضاؤل لهذا المستوى.

أيمن جادة:

نعم، سيدي الرئيس، يعني تتحدث دائما عن الفصل بين الرياضة والسياسة، ولكن في فترة رئاستك ربما كان على الفيفا أن يتعامل مع بعض القضايا ذات الخلفية السياسية، وهو فعل ذلك بنجاح، مثل إعادة الصين لحظيرة الفيفا، وكذلك جنوب أفريقيا، وأيضا نقل إسرائيل عن آسيا إلى القارة الأوروبية، إلى أي مدى نجحتم في الفصل بين السياسة والرياضة؟ وكيف تعاملتم مع هذه القضايا بنجاح؟

جواو هافيلانغ:

كرة القدم عبارة عن لعبة جماهيرية، ولماذا لا نقول بأن السياسة أيضا عبارة عن لعبة، وعلينا أن نعرف أن تكون هناك قواعد، وإلا فإن الهواية أو اللعبة تصبح فوضى، وأنا سأتذكر دائما ما حدث في ميونيخ عام 72، وعندما وصلت إلى الفيفا، لم أكن أريد أن تتكرر مثل هذه الأمور تحت رئاستي، لذلك فقد توصلت إلى اتفاق مع الدول العربية، واتفاق شخصي أيضا مع إسرائيل، من أجل فصل إسرائيل -بهذه المناسبة- عن الاتحاد الآسيوي، وإلحاقها بمجموعة أوقيانوسيا، وبذلك تهدأ كافة المباريات، وتهدأ النفوس، وهدأت لمدة 20 عاما فيما يتعلق بما بين العرب وإسرائيل.

وبهذا استطعنا أن نحصل على الهدوء، وبعد ذلك دخلت إسرائيل في المجموعة الأوروبية، وهناك كان تعديل في القوانين التي تسمح بأنه عندما يكون هناك مشكلة سياسية في منطقة ما فإن الاتحاد الوطني المعين ممكن أن ينتقل من مجموعة إلى مجموعة أخرى من ضمن الفيفا، وفي هذه الحالة كانت إسرائيل في آسيا، وذهبت إلى (أوقيانوسيا) والآن هي في أوروبا، وهذا جلب الهدوء.

أما فيما يتعلق بالصين، عندما وصلت إلى الفيفا كانت الصين منفصلة عن كرة القدم الدولية لمدة 25 عاما بسبب وجود تايوان فيها، وقضينا حوالي 5 سنوات من أجل التوصل إلى حل، وتم إيجاد هذا الحل، وتم الموافقة عليه من قبل الصينيين، وبعد ذلك أيضا من قبل رؤساء اتحادات تايوان، ودخلت الصين عام 80 إلى الاتحاد الدولي بعد 25 سنة غياب، بسبب إرادتهم هم أنفسهم، وتم قبولها في مؤتمر زيورخ عام 80 مرة أخرى في الفيفا.

هذه هي النقطتين الرئيسيتين التي كنا نناقشها، والتي كانت تهمنا كثيرا، وفيما يتعلق بالقضايا الأخرى أستطيع أن أقول ممكن أن نكون واثقين من أن كرة القدم كانت عبارة عن رابطة، وحلقة وصل، ولقاء، وصداقة، وحلقة دبلوماسية بين كافة الشعوب من خلال كرة القدم، وأعتقد بأن كل ذلك كان له قيمة كبيرة، وكان ذلك يشكل، كرة القدم كانت تشكل عنصرا للاتحاد، وللوحدة بين الدول، وبين الشعوب، وبين الاتحادات، وأنا أهنئ كل أولئك الذين يفهمون الأمر بهذا الشكل، وفي هذا السياق كنت أنا رئيسا للفيفا.

[فاصل إعلاني]

أيمن جادة:

سيدي الرئيس.. هناك بعض الاتصالات من مشاهدينا في مختلف أنحاء العالم، معنا خليل فرج الله من هولندا، مساء الخير خليل، تفضل بسؤالك.

خليل فرج الله:

السلام عليك أخ أيمن

أيمن جادة:

وعليكم السلام

خليل فرج الله:

في سؤالات، السؤال الأول في المدة الطويلة التي قضاها هو في الحكم في رئاسة حكم الفيفا، ما رإيناش تقدم كبير للمستوى العربي، ليش ما عمل شيء للمستوى العربي لكي يتقدم؟ والسؤال الثاني: هل من الممكن أن يجي يوم، ويكون رئيس الفيفا عربي؟ وهل كيف؟ بالنسبة ليه إنه عنده خبرة، وشكرا.

أيمن جادة:

شكرا لك، إذن في المدة الطويلة التي قضيتها رئيسا للفيفا، تطور مستوى الكرة العربية بشكل ملحوظ، ما رأيك في ذلك؟ وأيضا هل يمكن أن يكون رئيس الفيفا في المستقبل عربيا؟ وما هو المطلوب لتحقيق ذلك؟

جواو هافيلانغ:

في عام 72 عندما زرنا الدول العربية خلال حملتي الترشيحية، أستطيع أن أقول بأن كرة القدم في هذه الدول لم يكن شبه موجود، ولكن بالعمل الجاد، وبرامج التنمية والتطوير، اليوم نستطيع أن نقر بأن كرة القدم العربية لها قيمة كبيرة تنظيمية وتقنية، والعالم العربي مهم جدا في عالم كرة القدم.

فلدينا دول الخليج مثلا ذات مستوى عال جدا، وفيما يتعلق بدول الخليج فإنه يحزنني أني فقدت أحد أهم أصدقائي الذي لن أنساه، والذي أود وهو سمو الأمير فيصل، اجتماع باريس انتهى عندما انتهى، وكنا مع بعضنا البعض، واحتفل بي، لأنني كنت قد أنهيت مهمتي على رأس الفيفا، وبعد عدة أشهر عرفت بأنه قد توفي، وقد أرسلت رسالة إلى أخيه عبرت له فيها عن حزني وأساي، وقلت فيها إن الأمير فيصل هو فقيدنا على الصعيد الشخصي، وأيضا فقيد للأمة العربية وكرة القدم العربية، بالنسبة وخاصة بالنسبة لخصاله، فهو رجل خلاق ورائع، وكرة القدم العربية اليوم هي من الأفضل تنظيما، والملاعب جيدة، والحكام جيدين، واللاعبين جيدين، والمباريات ذات مستوى عال.

وأعطي مثالا على ذلك، فقد كان هناك عام 97 أول كأس للعالم للقارات للأندية، والذي جرى في المملكة العربية السعودية بنجاح رائع، والمباراة النهائية فازت البرازيل، وصلت البرازيل للنهائية، وأنتم تعرفون في العالم العربي، وخاصة في منطقة الخليج هناك صداقة كبيرة مع كل البرازيليين، وأنا شخصيا كنت سعيدا جدا أن أقول بأن هذه الصداقة ذات قيمة عالية جدا بالنسبة لي، وفي بلادي، وعند كل البرازيليين، ولهذا السبب فأنا دائما أنظر إلى الدول العربية في المستقبل.

أيمن جادة:

نعم.. الشق الثاني من السؤال للسيد الرئيس كان: هل بإمكان عربي أن يصبح رئيسا للفيفا في المستقبل، وما هو المطلوب لتحقيق ذلك -ربما-؟

جواو هافيلانغ:

بالطبع، أي شخص أو أي اتحاد وطني من حقه أن يقدم مرشحه للرئاسة، فإذا فإذا تم تقديم مرشح، وتم انتخابه، أعتقد بأن ذلك ممكن، خاصة بالنسبة للثقافة العربية، والبعد العربي في المجال الرياضي، والتقدم الذي حققوه في كرة القدم، لذلك لا أعتقد بأن ذلك مستحيل، وأعتقد أنه يجب أن يكون هناك عربي في الفيفا، وهناك الكثير من المنظمات الدولية، وخاصة في الفيفا لدينا أعضاء عرب، وفي اللجنة التنفيذية وفي اللجان الأخرى، وهناك عرب يقومون بعمل رائع للغاية، ونتابعه بشكل جيد، وهو عمل مخلص تماما، لذلك فإن الشعب العربي هو شيء هام للغاية في عالم كرة القدم.

أيمن جادة:

لنأخذ المزيد من الاتصالات، هشام عزمي من القاهرة، مساء الخير.

هشام عزمي:

مساء النور، ممكن أسأل سؤال، أولا أهنئ مستر هافيلانغ بعيد ميلاده، وثانيا السؤال الأول بعد ما حظيت إفريقيا بتنظيم شرف تنظيم كأس العالم 17 سنة في القاهرة بحضور مستر هافيلانغ كرئيس، وبعدين حصلت إفريقيا برده في نيجيريا كأس العالم للشباب السنة اللي فاتت، هل ستحظى، ما هو موقفه ورأيه في طلب تنظيم المغرب الشقيقة وجنوب إفريقيا لكأس العالم؟

السؤال الثاني سريع جدا، من واقع تجربته في الفيفا بعد أن بدأت بـ 12 فرد فقط، إزاي قدر يوصل إلى أن تصبح مؤسسة عالمية ومؤسسة اقتصادية عالمية، من واقع تجربته، إيه السياسة اللي اتبعها في ذلك؟

أيمن جادة:

نعم، شكرا لك هشام، الحقيقة أنت أخذت بعض أسئلتي كنا قد برمجناها، شكرا لاتصالك، نأخذ أيضا محمد كريتا من المغرب مرة واحدة لكي نفسح المجال لبقية المتصلين، محمد كريتا مساء الخير.

محمد كريتا:

أهلا، مساء الخير.

أيمن جادة:

أهلين وسهلين، مساء الخير.

محمد كريتا:

 شكرا يا أخ أيمن جادة، مساء الخير مستر هافيلانغ ..

أيمن جادة [مقاطعا]:

أرجوك بدون شكر، أرجوك، السؤال مباشرة، الوقت فعلا محدود، الاتصالات كثيرة جدا.

محمد كريتا:

السؤال هو، كان السيد هافيلانغ قد وعد القارة الإفريقية أن يساعدها في تنظيم كأس العالم في آخر ترشيح له، ولم يفعل ذلك، وعند ترشيح السيد سيب بلاتر، ودعم هافيلانغ له وعد بنفس الشيء، فهل لازالت هناك هذه الوعود قائمة أم لا؟

أيمن جادة:

نعم، طيب، شكرا لك محمد كريتا من المغرب، إذن السيد الرئيس هناك سؤالان تقريبا متشابهان من القاهرة والمغرب عن حظوظ إفريقيا، موقفك من ذلك؟ ورأيك في فرصة إفريقيا في تنظيم كأس العالم عام 2006 في المغرب أو جنوب إفريقيا؟

جواو هافيلانغ:

أولا أود أن أشكر الذين يهنئوني على عيد ميلادي بعد يومين. فيما يتعلق بكأس العالم في إفريقيا، هناك دولتان مرشحتان لكأس العالم عام 2006، إفريقيا الجنوبية والمغرب، المغرب الذي نعرفه بشكل جيد منذ عدة سنوات، وهو بلد رياضي، وبلد لديه ملاعب ومنشآت رياضية جيدة، وظروف ملائمة، وهناك دولة أخرى، وهي إفريقيا الجنوبية والتي تترشح أيضا بشروط وظروف ملائمة للغاية، خاصة فيما يتعلق بالمنشآت الرياضية، وأعتقد وآمل وهذا، الاتحاد الإفريقي الذي لديه أربعة أعضاء في اللجنة التنفيذية في الفيفا الذين يستطيعون أن يقرروا إما المغرب أو إفريقيا الجنوبية، والذي يستطيع أن يقرر، من يقرر هم الأعضاء
الـ 22 في اللجنة التنفيذية في الفيفا، والتي ستقرر من خلال التصويت.

ولكن أود أن أقول كرئيس للفيفا، كنا نريد أن يكون كأس العالم ليس فقط بالتصويت، وإنما بشكل دوري، فكان هناك كأس العالم عام 98 في فرنسا، وفي عام 2002 ستكون في آسيا، وفي عام 2006 ستكون من العدل أن يكون تنظيم كأس العالم تحظى به إحدى الدول الإفريقية، والقرار ومهما كان القرار، فإن ذلك يعود أيضا للأعضاء الأربعة الأفارقة في اللجنة التنفيذية، ولكني أعتقد أن 2006، وقد قلت ذلك سابقا في أحد الاجتماعات أثناء خلال رئاستي للفيفا بأنه يجب أن يكون خلال، في جوهانسبرج منذ 6 أو 8 سنوات، قلت بأن إفريقيا الجنوبية أو إفريقيا بشكل عام أو المغرب يجب أن يكون لها الحق في تنظيم كأس العالم، لذلك فإن رأيي يجب أن يكون هناك دورية.

إذن 98 في باريس في فرنسا، أي في أوروبا، وفي عام 2002 ستكون كأس العالم في آسيا بين اليابان وكوريا، وبنفس الطريقة يجب أن يكون هناك دورية، وأن يكون كأس العالم لإفريقيا، هذا هو رأيي الشخصي، وآمل بأن أعضاء اللجنة التنفيذية في الفيفا يستطيعون أن يحققوا آمال هذه القارة في تنظيم كأس العالم.

أيمن جادة:

نعم، المزيد من المتصلين، نأخذ حسين اليامي من المملكة العربية السعودية..

حسين اليامي:

مرحبا.. مساء الخير..

أيمن جادة:

مساء الخير، أهلا، تفضل.

حسين اليامي:

سؤالي هو، هل كان المستر هافيلانغ سعيدا وهو يترك الفيفا بعد استحداث آخر بطولة كروية، وهي بطولة القارات على كأس الملك فهد؟ وهل حققت البطولة النجاح المطلوب؟ بمعنى هل هو راض عن النجاح الذي حققته حتى الآن؟ وما رأيه في بطولة أندية العالم الحديثة؟ شكرا.

أيمن جادة:

نعم، وشكرا لك حسين، ونأخذ أيضا سليمان عيديد من الإمارات، مساء الخير سليمان.

سليمان عيديد:

السلام عليكم

أيمن جادة:

وعليكم السلام.

سليمان عيديد:

 كيف حالكم؟

أيمن جادة:

تفضل، مباشرة بالسؤال.

سليمان عيديد:

الله يبارك فيك، بالنسبة بغيت أسأل سؤال لمستر هافيلانغ، السؤال هو عبارة عن مارادونا كإنسان وكشخصية رياضية؟ بس هذا هو السؤال؟

أيمن جادة:

نعم، طيب شكرا لك أيضا، إذن السيد الرئيس نأخذ سؤال الأخ من السعودية، هل كنت سعيدا وأنت تترك الفيفا بعد استحداث كأس القارات؟ ما رأيك في هذه البطولة؟ ثم ما رأيك في بطولة كأس أندية العالم؟

جواو هافيلانغ:

أولا، أود أن أقول بأن أصعب شيء في حياة الإنسان هو ليس الوصول إلى الهدف، وإنما أن يتخذ قرار المغادرة، والتقاعد، فعندما اتخذت قرار التقاعد كان عمري 80 عاما، وعندما أخذت هذا القرار، وكان عمري 82 عاما قلت للجنة التنفيذية إنني لن أقوم بترشيح نفسي مرة أخرى، لذلك قمت بإتمام السنوات الأربع والعشرين التي قضيتها بالفيفا أعتقد بأنني قمت بتنفيذ كل البرامج التي وضعناها عندما وصلت إلى الرئاسة عام أو ترشيحي لها عام 72، واستلامي للرئاسة عام 74، وأعتقد بأنه خلال الفترة، هذه الفترة، فإن كرة القدم قد تطورت بشكل كبير جدا في كافة منطقة الخليج العربي، واليوم وخاصة بعض الاتصالات تأتي من السعودية، وأستطيع بأن أقول إن أجمل استاد رياضي لكرة القدم فيما يتعلق بإنشائه وهيكله مع عمارته هو استاد الرياض، ولا يستطيع أحد أن يجادل ذلك، فهو جوهرة من جواهر ملاعب كرة القدم في العالم، وأنا أنصح جميع أصدقائي أن يذهبوا إلى الرياض ليشاهدوا هذا الملعب الرائع، ففي كل مكان من الملعب تستطيع أن ترى كامل الملعب، وهو ملعب رائع للغاية، وأنا أهنئ المملكة العربية السعودية على ذلك.

أنا بالنسبة لي غادرت موقعي، ولكني أحتفظ دائما في قلبي بالذكريات التي أحملها دائما من المملكة العربية السعودية، وأحيي كل الشعب السعودي من خلال صديقي العزيز والذي غادرنا، وهو سمو الأمير فيصل.

أيمن جادة:

نعم، كان الشق الثاني من السؤال عن كأس أندية العالم، ما رأيك فيها كبطولة؟

جواو هافيلانغ:

بطولة كأس أندية العالم بدأت في السعودية تحت رعاية …

أيمن جادة [مقاطعا]:

أقصد، أقصد كأس العالم للأندية، وليست بطولة القارات التي جرت في البرازيل مطلع هذه السنة، السؤال كان عن كأس العالم الأولى للأندية التي جرت في البرازيل بعد الحديث عن كأس القارات؟

جواو هافيلانغ:

آسف، لقد فهمت السؤال خطأ، أول كأس للعالم الذي نظم في البرازيل دون شك كان ذلك نجاحا كبيرا، فكان هناك أكثر في كل مباراة من 60 إلى 80 ألف مشاهد، وكان هناك مستوى راقي جدا للفرق، والحكام بشكل عام، كان مستواهم جيد، وكذلك الحكام الأطراف، وكانت البطولة جيدة، وأعتقد بأنه يجب أن تستمر هذه التجربة، لأن ذلك سيقدم للعالم القيم الحقيقية لكل قارة من خلال فرق وأندية، فهي بطولة كبيرة، وأنا أهنئ كل أولئك الذين كانوا مسئولين عن هذا التنظيم، وأنا أود، أود هنا أن أذكر ذلك الذي كان مسئول عن تنظيم هذه البطولة، وهو صديقي (عبدول) [عبدالله الدبل] من المملكة العربية السعودية عضو اللجنة التنفيذية للفيفا، ومن الاتحاد الآسيوي، الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، والذي خلال رئاسته لهذه البطولة ساهم في نجاحها.

أيمن جادة:

سؤال سليمان عيديد من الإمارات كان عن رأيك في اللاعب الأرجنتيني الشهير مارادونا كإنسان وكشخصية رياضية؟

جواو هافيلانغ:

دون شك، أنا سأتذكر دائما أن مارادونا عام 79 لعب بطولة كأس العالم لتحت سن العشرين في اليابان، والأرجنتين في المباراة النهائية كان ضد الاتحاد السوفيتي، فازت الأرجنتين 1/3، ثلاثة أهداف سجل منها مارادونا اثنين، و(دياز) الذي كان اللاعب المتميز الآخر في هذا الفريق، سجل الهدف الثالث، ومنذ ذلك الوقت حتى عام 90، يجب أن نعترف بأن مارادونا كمهاجم، كان واحد من أكبر اللاعبين الذين رأيناهم أمام عدسات الكاميرا وفي الملاعب، وبالنسبة لكل ما قدمه أنا أشكره على ذلك لنوعية اللعبة التي قام بها.

أيمن جادة:

نعم، كان هناك سؤال أيضا من السيد هشام عزمي من القاهرة عن، يعني كيف حولت الفيفا من مبنى وكمؤسسة متواضعة بـ12 موظفا إلى مؤسسة كبيرة ذات ميزانية بمليارات الدولارات، وذات سلطة عالمية، وهذا المستوى الكبير عندما تركتها؟

جواو هافيلانغ:

قد بدأت حياتي بالعمل، وعمري 18 عاما عندما توفى والدي، وأنهيت دراسة الحقوق وعمري 20 عاما، وأنشأت شركة عام 40 عام 1940، ومازلت أرأسها حتى الآن، وبدأت العمل كإداري بسيط، وتعلمت بأنه الإدارة يجب أن لها علاقة بالموارد، وهكذا استطعت أن أنفذ، أطبق ذلك في الفيفا، فباستثناء البرامج، التطوير والتنمية التي أوجدناها، قمنا باستحداث برامج من أجل أن يكون هناك دخل مادي، وكان أول راع بالنسبة لنا هو (أديداس) و(كوكاكولا) الذين دعموا برامجنا، وكانت النتيجة هو أننا أظهرنا للعالم بأن هناك برامج جيدة، وهكذا استطعنا أن نتطور مع الزمن، والآن لدينا، وقد أظهرنا للعالم بأن راعي المباريات هو شيء، هم شيء مهمين للغاية، ووجود التليفزيون، ومشاركته هامة للغاية أيضا، وأحيانا مهمة جدا لتطوير كرة القدم، وأيضا فيما يتعلق بالموارد المادية والمالية، فنحن ندين كثيرا للتليفزيون ولراعي البطولات ذو المستوى العالي، ويسعدنا أنهم كانوا معنا خلال أكثر من عشرين عاما من أجل تقديم دعمهم.

أيمن جادة:

نعم، ولكن يعني، سيدي الرئيس ألا تعتقد بأنه بفتح الباب أمام الشركات الكبرى باتت الخشية من أن يسيطر رأس المال على الرياضة بدل أن يكون في خدمتها، يعني على سبيل المثال على موضوع الحقوق التليفزيونية لاحظنا محاولة (B Sky B) في بريطانيا شراء مانشستر يونايتد للسيطرة على حقوق مبارياته، وهناك على مستوى الوطن العربي حقوق كأس أوروبا 2000 تضاعفت 10 أضعاف تقريبا عن سابقتها عام 96، وبالتالي فإن المشاهدين الذين كانوا حوالي 100 مليون مشاهد في المنطقة العربية، قد لا يكونوا أكثر من مليون هذه المرة، بسبب أنها محصورة بالقنوات المدفوعة الأجر أو (BTV)، وقد يتكرر هذا الأمر نفسه في كأس العالم القادمة في اليابان وكوريا، يعني ألا يتناقض هذا مع حرص الفيفا على نشر اللعبة، ومشاهدتها على أوسع نطاق ممكن، خصوصا بالنسبة للناس الذين لا يملكون المال لشراء الصورة؟

جواو هافيلانغ:

أنت ترى في العالم، وخاصة في القرن هذا، القرن الجديد، هناك تحولات كبيرة في كافة المؤسسات الكبرى في العالم، فهناك الكثير من الشركات الكبرى للسيارات التي اتحدت مع بعضها البعض، وهناك شركات كبرى للتليفزيون أيضا تتحد بعضها مع بعض، وفي كرة القدم، لماذا لا يكون هناك، لا يحدث ذلك في كرة القدم؟ هذا تطور يحدث في العالم، فإذا كان لدينا المال ينتقدوننا الناس، وإذا ليس لدينا المال فإننا ننتقد أيضا.

ولكن يجب أن أن ان نحاول أن نعطي الكثير للآخرين في العالم الذي نعيش به، وهو عالم يجب أن نرى فيه بأن التليفزيون -وخاصة في بطولات كأس العالم- التليفزيون موجود دائما، ويفرض دائما أحيانا مسئوليات معينة فيما يتعلق بنقل بطولات كأس العالم، كل دول العالم لديهم الحق في الحصول على هذه المباريات، ففي شمال البرازيل مثلا داخل منطقة الأمازون يستطيعون مشاهدة كأس العالم.

إذن ترى أهمية التليفزيون هنا، وبنفس الطريقة عندما ترى كأس العالم في فرنسا أو تشاهد مباريات في القاهرة أو الرياض أو أي مكان آخر عن طريق التليفزيون، إذن الطريقة التي يتجه فيها كرة القدم هي مهمة للغاية، والتليفزيون له عامل مهم هنا.

أيمن جادة:

نعم، المزيد من المتصلين يا سيدي، هناك الأخ وجدي جمال من الدوحة، مساء الخير.

وجدي جمال:

مساء النور. سؤالي الأول، دكتور هافيلانغ، بالرغم من إنجازاتكم العظيمة للاتحاد الدولي لكرة القدم، ما هو الشيء الذي لم تنجزه، وتتمنى أن يتم إنجازه على يد السيد بلاتر؟ والشيء الثاني، ما موقع الاتحاد البرازيلي لكرة القدم في مخططكم مستقبلا في رئاسته أو مساعدته للإنجازات القادمة إن شاء الله؟ شكرا.

أيمن جادة:

شكرا لك، نأخذ أيضا السيد حسن قرقوري من الدوحة، قطر، مساء الخير حسن.

حسن قرقوري:

ألو مساء الخير.

أيمن جادة:

أهلا وسهلا.

حسن قرقوري:

لقد زار الدكتور هافيلانغ المغرب لمرات متتالية، السؤال هو ماذا كان ينقص المغرب من خلال زيارتكم إلى المغرب وماذا ترونه؟ أو ما ينقص المغرب في تنظيم كأس العالم؟

أيمن جادة:

مفهوم، طيب شكرا أيضا لحسن من الدوحة، السيد الرئيس، يعني يقول الأخ وجدي جمال من الدوحة إنه رغم إنجازاتكم العظيمة هل هناك شيء لم تنجزه، وتتمنى أن ينجزه السيد بلاتر؟

جواو هافيلانغ:

أولا، كانت رغبتي الكبيرة هو أن يكون هناك مباراة تحدث في نيويورك بين منتخب فلسطين ومنتخب إسرائيل، وهذه المباراة تجري في نيويورك، لأنه مقر الأمم المتحدة، وبذلك نستطيع عن طريق كرة القدم أن يكون هناك وحدة بين إسرائيل وفلسطين، ولكن للأسف انتهت مهمتي في رئاسة الفيفا، ولم أستطع تنظيم تلك المباراة، أو تحقيق ذلك من خلال لم الفلسطينيين والإسرائيليين في مباراة واحدة، ولكن آمل بأن السيد بلاتر الذي خلفني، والذي هو رجل متفهم للغاية، يستطيع يوما ما أن ينظم هذه المباراة.

أما الجانب الآخر الذي لم أستطع أن أنفذه، والذي يؤثر في كثيرا لحد اليوم، لأني زرت كثيرا هذا البلد، أود أن أتحدث عن كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، خلال رئاستي للفيفا زرت كوريا الشمالية 4 مرات، ولذلك كان علي أن أمر عن طريق بكين من أجل أن نصل إلى بيونج يانج عاصمة كوريا الشمالية، لقد حاولت جهدي في ذلك الوقت أن يكون هناك فريق موحد بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، كان ذلك ممكن أن يكون هاما جدا بالنسبة لكرة القدم، وللعلاقة بين هاتين الدولتين.

وربما هناك الكثير من الأشخاص لا يعرفوا بأن أحد أجمل الملاعب وأكبرها في كرة القدم موجود في كوريا الشمالية، في بيونج يانج، والذي يتسع لـ 100 ألف متفرج، تخيل إذا كان هذين البلدين كوريا الشمالية و كوريا الجنوبية يستطيعوا أن يتحدوا مع بعضهما البعض، وأن يقدموا في آسيا وإلى كل الآسيويين وللعالم هذا الملعب، والذي يتسع لـ 100 ألف شخص، هذا مشروع لم أستطع أن أنفذه، ولكن مرة أخرى أنا متأكد من قدرة ومهارة رئاسة الرئيس الحالي للفيفا بلاتر، والذي يستطيع من خلال كأس العالم عام 2002 أن يستطيع أن يوحدهما في فريق واحد، والذي سيكون شيئا رائعا بالنسبة لي؟

أيمن جادة:

نعم، يعني ذكرت أكثر من مرة السيد بلاتر وهو خليفتك، وطبعا كان السكرتير العام للفيفا لفترة طويلة تحت رئاستك، ويعني البعض قارن بين حملتك عام 1974 التي انتصرت فيها على سير ستانلي راوس وبين حملة بلاتر عام 98، والتي أيدته فيها وفاز على السيد يوهانسن.

السؤال، هل فعلت ذلك لعدم إفساح المجال للأوربيين للسيطرة مجددا على الفيفا؟ وما رأيك بمسار الفيفا في هذين العامين تحت قيادة السيد بلاتر؟ هل تراه يمثل استمرارا لعهدك؟

جواو هافيلانغ:

أولا، ليس لدي شيء ضد أوروبا، وعندما تركت الفيفا، الكل كان يمكن أن يكون مرشحا، أوروبا قدمت مرشح، واعتقدت بأن السيد بلاتر الذي مع خبرته الطويلة ومعرفته وذكائه وقدراته ورغبته في الخدمة سيكون شيئا جيدا لكرة القدم، ولهذا السبب فإن الاتحادات الوطنية الأخرى وافقتني على ذلك، لأن الاتحادات الوطنية صوتت للسيد بلاتر، الذي فاز بأكثر من، بفارق 30 صوت، وأنا عندما فزت على السيد ستانلي راوس في المرحلة الثانية حصلت على فرق 18 صوت فقط، أما السيد بلاتر فحصل على 30، إذن نرى هنا رغبة وإرادة الاتحادات الوطنية أين ذهبت؟ أنا ليس لدي شيء ضد أوروبا.. أي شخص يستطيع أن يترشح، ولكني اعتمدت على السيد بلاتر لأني كنت أعتقد، وكنت واثقا من أنه سيكون إداريا جيدا.

أيمن جادة:

نعم، وما رأيك في مسار الفيفا في هذين العامين تحت قيادته؟ ويعني هل يستشيرك أحيانا؟

جواو هافيلانغ:

نعم، بلاتر، بلاتر قام بعمل رائع للغاية خلال السنتين الماضيتين يحضر إلى مقر عمله الساعة السابعة والنصف صباحا، ويغادر الساعة العاشرة مساء، حياته هي كرة القدم، والاتحاد الدولي الفيفا، ومن أجل تقدم كرة القدم، ولدينا دائما، نحن أنا وهو، نقول إن كرة القدم لا يجب أن تكون ساكنة، ولكن يجب أن تتدحرج دائما، والسيد بلاتر يحافظ دائما على هذه المقولة، ويحافظ على هذه الكرة تتدحرج، ولذلك فإني أجد أن انتخاب السيد بلاتر كان شيء جيد لكرة القدم.

أيمن جادة:

ما رأيك في حديثه عن إقامة رزنامة عالمية لكرة القدم، وفكرة إقامة كأس العالم كل سنتين مرة؟

جواو هافيلانغ:

أولا، من حق السيد بلاتر أن يقدم هذه الاقتراحات للجنة التنفيذية، فهذه فكرة أن تكون كأس العالم كل عامين، فهذه فكرة يمكن أن تتم، وإذا قدم هذه الفكرة فمن الواقع أنه درسها جيدا، واللجنة التنفيذية هي التي ستقرر إذا كان ذلك ممكنا أم لا، أن ننظم كأس العالم كل عامين، فإذا كان ذلك ممكنا سيتم، وإذا لم يكن ممكن فسننتظر لنرى إذا كان في المستقبل يمكن أن نقوم بشيء آخر، أما النظام الحالي جيد للغاية وممتاز، ولكن إذا كان هناك أفكار جديدة مثل تلك التي قدمها السيد بلاتر فيجب أن ندرسها بعناية، وأن نحللها، وأن أن ننفذها، إذا كان ذلك ممكنا، وأنا أهنئ السيد بلاتر لأفكاره الجديدة هذه.

أيمن جادة:

نعم، نأخذ المزيد من الاتصالات، عمر أشبار من ألمانيا، مساء الخير عمر.

عمر أشبار:

السلام عليكم

أيمن جادة:

وعليكم السلام، تفضل.

عمر أشبار:

سؤالي، هل سيؤخذ في عين الاعتبار موقع المغرب الجغرافي فيما يخص ترشيحه لكأس العالم، علما بأن الجمهور الأوروبي بحضوره سيكون هناك نجاح للدورة؟

أيمن جادة:

نعم، نعم، طيب، شكرا لعمر من ألمانيا، نأخذ أيضا خليفة بهبهاني من الكويت، مساء الخير.

خليفة بهباني:

مساء الخير، طبعا أنا، أنت سبقتني في موضوع الرزنامة، وكنت عاوز أتكلم عنها، لكنك أنت أثرت الموضوع، بس أنا أعتقد هذه الروزنامة الجديدة راح تؤثر على الدوري المحلي الآن، واحنا الان بدينا نشجع المنتخب ما نشجع الأندية، سؤالي الثاني للدكتور وهو من سنة 70 وحتى الآن يدير الاتحاد

أيمن جادة:

من 74 لحد 98.

خليفة بهبهاني:

من 74 حتى 98، فهو عاصر تطور إعداد الفرق لكأس العالم، شلون ينظر الآن إلى كأس العالم بعد ما كان 16 فريق إلى وصل الآن إلى 32 فريقا، هل المستوى هذا أثر على المستوى الفني للبطولة؟ وشكرا.

أيمن جادة:

شكرا لك، يعني الحقيقة السيد الرئيس، دعنا نسترجع هناك اتصالات كثيرة تراكمت أسئلتها، عمر أشبار من ألمانيا، ومعه أيضا الأخ حسن قرقوري تحدثا عن المغرب، حظوظ المغرب، ما الذي ينقص المغرب لتنظيم كأس العالم؟ هل الموقع الجغرافي للمغرب بالقرب من أوروبا، والجنوب الأوروبي قد تكون له مزية؟

جواو هافيلانغ:

لقد قلت عدة أسئلة، وسأحاول أن أجاوب عليها، أولا فيما يتعلق بحظوظ المغرب في تنظيم كأس العالم، أولا كل اتحاد وطني عضو في اتحاد الفيفا لديه الحق في ترشيح نفسه لتنظيم كأس العالم، والفيفا فيها اللجنة التنفيذية، ولجنة خبراء تزور الدول المرشحة من أجل التعرف على الإمكانيات.

تنظيم حدث مثل هذا يجب معرفة ذلك، وتحضير تقارير من قبل هذه اللجان، وهناك تقارير قدمت لأعضاء اللجنة التنفيذية، وفيما يتعلق بالقرب المغرب الجغرافي من أوروبا، فاعذرني هنا، إذا كان كل مرة نريد أن ننظم فيها كأس عالم خارج أوروبا، وتحدثنا عن القرب من أوروبا، فإن ذلك ليس قرارا جيدا، لأننا الآن سنذهب إلى آسيا، وفي آسيا هناك 24، إذا أردنا أن نغادر من البرازيل إلى كوريا يجب أن نمضي 24 ساعة طيران.

ولكن كل أولئك المرشحين أو الأعضاء في الفيفا لديهم نفس الحق، ويجب أن نرى إذا كان هذا البلد من قبل لجنة الخبراء التي تزور البلد، إذا كانت هناك ظروف ملائمة ومناسبة لتنظيم كأس العالم فيما يتعلق بالاتصالات من أجل اتصالات البث التليفزيوني، والمستشفيات والمطارات والملاعب والفنادق، وكل ذلك.

هناك الكثير من الأمور ومن العناصر التي تدخل بالحسبان في اتخاذ القرار، لكن القرب من أوروبا، أنا آسف أن أقول إن ذلك ليس عاملا، ولكن عندما تنظم أوروبا كأس العالم أو آسيا كما سيحدث في 2002 فإننا نهنئهم، ولكني آمل في عام 2006 نستطيع أن نهنئ إفريقيا بالقرار بتنظيم كأس العالم، سواء في المغرب أو في جنوب إفريقيا، ولكن في إفريقيا عام 2006 وفقا لنظام الدوري.

أيمن جادة:

نعم، أيضا كان هناك سؤال عن موقع الاتحاد البرازيلي لكرة القدم في مخططاتك حاليا ومستقبلا؟

جواو هافيلانغ:

فيما يتعلق بالفرق كأس العالم، كان لدينا 16 فريقا، وبعد ذلك انتقلنا إلى 24 وبعد ذلك إلى 32، وأود أن أشرح لماذا هذا الشيء؟

بـ 16 فريقا كان لدينا خلال البطولة 32 مباراة، وبالنسبة لـ32 مباراة تلعب في 25 يوما، والفريق الذي يصل إلى، يحصل على الأول والثاني في كل مجموعة يلعب 7 مباريات، والنتيجة المالية النهائية تمثل.. كانت تمثل 80 مليون دولار، ولذلك غيرنا النظام إلى 24 فريقا، وبدلا من أن يلعبوا 25 يوما سنلعب في30 يوما البطولة، وبدل من 32 مباراة لدينا 52 مباراة، والفائز الثاني سيكون قد لعب أيضا 7 مباريات، إذن هذا لا يؤثر على الفرق، ولا حالتهم الصحية، أو الجسمانية، ولكن الموارد تزداد من 80 مليون إلى 500 مليون دولار، إذن ترى بأن هناك عامل مالي مهم للغاية بالنسبة للفيفا، وبالنسبة لتطوير كرة القدم في العالم.

وبعد ذلك تمت دراسة أخرى من قبل الفيفا تحت رئاستي، وانتقلنا من 24 إلى 32 فريق مستفيدين بشكل ديمقراطي أكثر لكل القارات، ولذلك بدلا أن نلعب في 30 يوم بـ 32 فريق، ففي كأس العالم في فرنسا كان لدينا 32 يوما لعب، وبدلا من 52 مباراة كانت هناك 64 مباراة، وبالنسبة للفرق، وبالنسبة للاعبين، الأربعة الأوائل يلعبون 7 مباريات أيضا، إذن لا يؤثر ذلك نهائيا على لياقتهم، أو صحتهم، أو الطابع التقني للفريق، أو الطابع الصحي، إذن ترى الأهمية.

ولكن فيما يتعلق بالجانب المادي الذي بدأنا من 80 مليون إلى 500 مليون وصلنا إلى ملياري دولار أي 2000 مليون دولار، إذن كرة القدم يجب أن تتطور، يجب أن تكبر، ويجب أن تكون موجودة في كل دول العالم، وأعتقد بأن الدراسات التي تمت والطريقة التي تمت بها البطولات هذه فإن ذلك يمثل تطورا هاما للغاية، ورغبة في خدمة الجميع، وهذا الذي حاولنا أن نقوم به خلال رئاستنا للفيفا.

أيمن جادة:

نعم، يعني الحقيقة هناك أسئلة كثيرة وردت من المتصلين، وأحاول أن أنظمها، لا أن نعطيك الأسئلة مرة واحدة، لكيل لا يكون ذلك مجهدا في الإجابة، نعود إلى النقطة التي طرحها الأخ وجدي جمال من الدوحة، وهي موقع الاتحاد البرازيلي لكرة القدم حاليا ضمن مخططاتك أو اهتماماتك، وأيضا حملة البرازيل لتنظيم كأس العالم 2006.

جواو هافيلانغ:

أولا، أنا شخصيا كبرازيلي سأكون سعيدا لو نظمت البرازيل كأس العالم، ولكن لست عضو في الاتحاد، فالبرازيل تستحق هذا التنظيم، فقد نظمت آخر مرة عام 1950، وإذا نظمته عام 2006 فسيكون مر على ذلك 56 عام، وإذا عام 2010 أي 60 عام منذ تنظيمها لأول مرة.

وقد قلت ذلك في جوابي على سؤال آخر بأن الترتيب الفرق لفرق العالم يعطي البرازيل المرتبة الأولى منذ 6 سنوات، بالنسبة لنوعية كرة القدم.

ولكني سأستمر حتى وأنا برازيلي، سأحاول بأن أركز بأن كأس العالم -برأيي- يجب أن يكون في إفريقيا، رغم كوني برازيلي، وفي عام 2010 أن يأتي إلى البرازيل وفقا لنظام الدوري الذي يجب أن نتبعه، وفقا، وأن البرازيل تستطيع أن تقدم الجانب الأمني، وجانب الاتصالات والمطارات والملاعب الكبيرة والفنادق والمستشفيات والسكك الحديدية، والطرق الرئيسية، وكل ما هو ضروري من منشآت كأس العالم، ولا ننسي أيضا الشيء الهام وهو الاتصالات، فالاتصالات في البرازيل مع العالم كله هي رائعة للغاية، لذلك فهناك الكثير من الجوانب في صالح البرازيل، ولكني أعتقد شخصيا في عام 2006 يجب أن تكون كأس العالم في إفريقيا، وفي عام 2010 إلى بلدي البرازيل.

أيمن جادة:

نعم، طالما أنك ما زلت يا سيدي الرئيس تتحدث عن كأس العالم وتنظيمها، نقل عنك مؤخرا تصريح بأنك لم تكن مسرورا كثيرا لإعطاء كأس العالم 2002 بطريقة التنظيم المشترك لبلدين مثل كوريا واليابان، وأنك كنت تفضل إعطائه لأحدهما على الأقل، بلد واحد، وأن ذلك حدث نتيجة ضغوط ربما، ما تفسيرك لهذا الكلام؟ وأي نوع من الضغوط الذي مورس؟

جواو هافيلانغ:

أتساءل لماذا لبطولة كأس العالم 2006، هناك اتحادين وطنيين من أوروبا، هذا صحيح، إذن لماذا لا يتفقا مع بعضهما البعض لتنظيم كأس العالم، فألمانيا لا تريد ذلك، وبريطانيا لا تريد ذلك، ولماذا نريد أن نفرض ذلك على آسيا، اليابان كانت مرشحة، وكوريا أيضا كانت مرشحة، وكان يجب اتخاذ قرار، أن يكون لدينا الشجاعة أن نقرر لليابان أو لكوريا، ولكن في اللجنة التنفيذية شعرنا بالنسبة لهذه البطولة سيكون هناك فائز وخاسر، ولا يوجد سوى بلدين مرشحين في آسيا، لذلك وافقت على هذه الفكرة.

ولكن أوروبا لا تريد الآن أن تتخذ نفس الفكرة بالنسبة لألمانيا وبريطانيا، وأعتقد أنها ستكون جيدة، ولكن في ذلك الوقت كان من الملائم أن نتخذ هذا القرار في كأس العالم 2002، وأن نقسمه بين اتحادين وطنيين، وقد اتخذ القرار بالإجماع من قبل اللجنة التنفيذية، وأن هذا هو ما أستطيع أن أقوله حول هذا الموضوع.

أيمن جادة:

نعم، الحقيقة يعني، أحد الذين أسهموا في فوز البرازيل بكأس العالم تحت رئاستك لاتحاد الرياضة البرازيلي بكأس جون ريميه للأبد كان بيليه الذي يعترف بفضلك عليه، ولكن ما الذي حدث حتى تم تجاهله في حفل قرعة كأس العالم خصوصا في فرنسا 98؟

جواو هافيلانغ:

إذا كان لدي أن أدعو كافة اللاعبين الكبار فلن يكون هناك مجال للجميع، لن يكون هناك مكان لوضعهم، أما فيما يتعلق بالنسبة لسحب القرعة هو أن تجري مع أعضاء اللجنة التنظيمية، وفي ذلك الوقت كان من الطبيعي أن يتم ذلك مع أطفال..

أيمن جادة:

نعم، صيغة أخرى للسؤال..

جواو هافيلانغ:

وفي تلك الفترة لم يكن هناك سبب يدعو بأن يكون لاعبين، وقد تم ذلك بشكل رائع جدا من قبل أولئك الذين سحبوا القرعة كأس العالم في عام 94 في الولايات المتحدة الأميركية، نحن لسنا مع أو ضد هذا القرار أو ذاك، فالفيفا هي التي تقرر.

أيمن جادة:

نعم، بقي جزء ثالث وأخير من هذا الحوار أرجو أن تستمروا معنا.

[فاصل لموجز الأنباء]

أيمن جادة:

دكتور هافيلانغ، الحقيقة، لدينا الكثير من الأسئلة وكثير أيضا من الفاكسات والبريد الإلكتروني، لكن لم يبق لدينا غير ربع ساعة، لذلك نتمنى أن تكون الإجابات قدر الإمكان مختصرة، سيد مدساحي من المغرب يقول لماذا لم يعاقب الفيفا ألمانيا والنمسا بعدما رتبا -حسب قوله- مباراتهما لإقصاء الجزائر في كأس العالم عام 82؟

جواو هافيلانغ:

عام 82 سأتذكر دائما في تلك المباراة، والتي كانت.. التعادل كافية لهم لإقصاء الجزائر، كنت حزينا، وفي تلك الفترة فإن رئيس الاتحاد الإفريقي السيد (تيسمان) أرسل لي رسالة قاسية للغاية حول ما جرى، وكنا في خضم المباريات، وقد أجبته على هذه الرسالة بأن ألمانيا والنمسا قد اتفقتا من أجل إقصاء الجزائر، إذا أرسلت رسالة لرئيس الاتحاد الإفريقي، وطلبت منه أن يكون هناك.. أن يقدم اقتراحا، فقرة، من أجل أن توضع في تعليمات الفيفا، حتى لا يتكرر ذلك في المستقبل، وحتى هذا اليوم لم أتسلم رد على هذا الطلب الذي طلبته.

وهناك سبب لذلك، فكل فريق يلعب، يلعب وفق التعليمات الواردة من المدرب، والفيفا لا تستطيع أن تتدخل في ذلك، فإذا كان، لا يوجد شيء في التعليمات تجبر الفيفا على معاقبة أحد هذين الفريقين، لذلك لم أستطع أن اتخذ قرار بهذا الشأن، ولكن للأسف، وللأسف كان ذلك مثالا سيئا، ولكن لحسن الحظ لم يتكرر في أية بطولة في كأس العالم لاحقا، وهذا يعتبر نجاحا جيدا من أجل ألا يتكرر مثل هذه الأحداث في المستقبل.

أيمن جادة:

نعم، السيد على لحميدة من الرياض -الحقيقة- بعث برسالة إلكترونية، يتحدث فيها أيضا عن موضوع المال، وقد تحدثت دكتور هافيلانغ عن ذلك، لكنه يقول إن التوحش المالي -إذا جاز هذا التعبير- سيقتل كرة القدم على المدى المتوسط والطويل، وسيحرم الناس العاديين من مشاهدتها عبر التليفزيون، خصوصا لغير القادرين على دفع المال.

جواو هافيلانغ:

سأقول أيضا بإن أيضا الكثير من المال قد يتغول على العالم كله، وقد يقتل العالم، فدائما فعندما نحن ستخرج الكثير من البترول من أجل مصلحة العالم كله، ولكن لماذا ننظر لكرة القدم على أنها متغولة، عندما تجلب الكثير من الأموال، ولكن ما علينا أن نفعله هو أن نوجه جيدا الموارد التي نحصل عليها من أجل فائدة كرة القدم، عندما لا يكون لدينا أموال ينتقدوننا، وعندما يكون لدينا أموال ينتقدونا، لذلك من الأفضل أن يكون لدينا أموال، وأن نوجهه بشكل صحيح، وهذا ما نحاول، تحاول أن تقوم به الاتحادات القارية والفيفا.

أيمن جادة:

نعم، في الحقيقة موضوع تنظيم كأس العالم 2006 بالذات في حملة المغرب تأخذ الكثير من الأسئلة، سواء عن طريق الفاكس أو البريد الإلكتروني، نبيل بن عيسى من المغرب، أيضا يونس بن عيسى من المغرب يسألان: لو كان لك أن تصوت على اختيار أحد البلدين الإفريقيين، لمن تعطى صوتك لجنوب إفريقيا أم للمغرب؟ ولو كنت مكلفا من قبل المغرب لتقديم ملفه لاستضافة كأس العالم، ما الذي تفعله في هذا الملف؟

جواو هافيلانغ:

أولا أعتقد بأنه، أنه فيما يتعلق بالنظام الدوري يجب أن تكون إفريقيا، أما فيما يتعلق بالتصويت لهذا البلد أو ذاك يجب أن نقرر أولا من الذي سيستمر في النهاية، وهذه اللجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقي التي ستقرر إذا كانت ستدعم المغرب أو ستدعم جنوب إفريقيا، والذي.. البلد الذي سيحصل على هذا الدعم هو الذي سينظم البطولة.

أيمن جادة:

نأخذ اتصالا من خالد شهاب من الدوحة، قطر.

خالد شهاب:

السلام عليكم.

أيمن جادة:

وعليكم السلام.

خالد شهاب:

سؤالي للدكتور هافيلانغ، كيف يرى التوافق بين المحترفين الأفارقة وأنديتهم الأوروبية بحيث لا تؤثر رزنامة لا على الفرق الوطنية، ولا على أنديتهم الأوروبية، وهذا للذكر بأن التوقيت الحالي يؤثر على الجانبين؟ شكرا.

أيمن جادة:

شكرا لك، الحديث طبعا عن المحترفين الأفارقة في أوروبا، والتوافق في الرزنامة بين الأندية والمنتخبات الوطنية.

جواو هافيلانغ:

أولا، قلت إن السؤال يأتي من قطر، وأود أن أستفيد، وأستغل هذه الفرصة لأشكر صاحب السمو أمير قطر بالبطولة الرائعة التي تم تنظيمها عام 95، حيث كان التنظيم رائع، وذات مستوى عال، وبطولة لاعبين تحت سن العشرين، والذي أثبت على قدرة هذا البلد من أن يستطيع.. من خدمة كرة القدم، وأنا أشكر سمو الأمير، وأشكر كل الرياضيين في قطر، وأشكر الشعب القطري…

أيمن جادة [مقاطعا]:

تقصد كأس العالم للشباب عام 95.

جواو هافيلانغ:

وفيما يتعلق بالسؤال أطلب منك أن تعيده لي.

أيمن جادة:

السؤال هو كيف ترى التوافق بين اللاعبين المحترفين الأفارقة وأنديتهم الأوروبية أيضا مع المنتخبات الوطنية، قضية التوافق بين الأندية والمنتخبات في تحرير أو في تسريح اللاعبين المحترفين في الوقت المناسب للمباريات الدولية؟

جواو هافيلانغ:

ما يحدث في إفريقيا يحدث أيضا في أميركا الجنوبية، ففي أوروبا هناك 600 لاعب برازيلي، وإذا وضعنا كل اللاعبين الآخرين من الأرجنتين وأوروجواي وكذا، هناك أكثر من 1200 لاعب من أميركا الجنوبية يلعبون في أوروبا.

فالموارد المالية موجودة في أوروبا، وأوروبا هي التي تقدم العروض، فلماذا لاعب لديه مهارات كبيرة في إفريقيا ويطلبه نادي أوروبي عريقا ليلعب معه، ونمنعه من ذلك، لا نستطيع أن نقوم بذلك، إذا كان هناك لاعب جيد إفريقي إلى أوروبا يجب أن نشجع ذلك، ويجب أن نعرف العالم باللاعبين المهرة الموجودين في إفريقيا، وكرة القدم عبارة عن فن، وإذا كان في إفريقيا لاعبون جيدون وكبار فإن ذلك يدعم إفريقيا.

فهذا اللاعب مثلا يحصل على مبلغ كبير جدا، وبعد ذلك يعود إلى بلده، ويساعد أسرته، ويساعد بلده، وهذا شيء يجب أن نصفق له جميعا، وشيء يجب أن تتكرر دائما من أجل مصلحة الجميع أما هناك، أنا أطرح السؤال التالي، إذا كان هناك صحفي عربي كبير، وطلب منه أن يذهب إلى لتقديم برنامج في الولايات المتحدة أو أن يعمل في الولايات المتحدة براتب 100 أو 200 ألف دولار، هل سيذهب؟ نعم سيذهب لأن هذه مهنته، ولماذا إذن ننتقد ذلك؟ لأنه يكسب أموال؟ كلا، وكرة القدم هذه مهنته، المحترف كرة القدم، هذه مهنته، وإذا كان لديه الإمكانية عن طريق كرة القدم أن يضمن مستقبله ومستقبل أسرته، فعلينا أن ندعم ذلك وأن نحافظ عليه.

أيمن جادة:

ولكن يبقى موضوع ربما، التوقيت المناسب في تحرير اللاعبين من الأندية للمنتخبات. أيضا، الحقيقة هناك الكثير من الأسئلة، يعني ربما نسأل الأخ محمد أبو قرن من المغرب، نأخذ الاتصال أولا.

محمد أبو قرن:

مساء الخير.

أيمن جادة:

تفضل.

محمد أبو قرن:

ألو، مساء الخير.

أيمن جادة:

مساء النور، تفضل يا سيدي.

محمد أبو قرن:

نعرف أن الفيفا صارت إمبراطورية اقتصادية مهمة، إلا أن ما نعيب عليها هو تحيزها الظاهر للدول الأوروبية والأميركية، فهل من تفسير؟

أيمن جادة:

نعم، شكرا لك. دكتور هافيلانغ الأخ يتكلم عن تحيز الفيفا إلى أوروبا وأميركا الجنوبية، ماذا تقول؟

جواو هافيلانغ:

لقد طرحت علي سؤالا فيما يتعلق باللاعبين الأفارقة الذين لم يستطيعوا أن يكونوا متواجدين في بطولاتهم أو في، مع فرقهم الوطنية، هناك قرار اتخذت، اتخذته اللجنة التنفيذية بأن نسمح للاعب بأن يستطيع العودة إلى بلاده خلال 3 أيام. أعتقد أن القرار ليس عمليا، وهذا الذي يجب أن نحلله، أما سؤالك سؤال المغرب ممكن أن تعيده؟

أيمن جادة:

سؤال المغرب كان يتحدث عن، أو يتهم الفيفا بأنه ينحاز إلى أوروبا وأميركا الجنوبية على حساب القارات الأخرى، رغم أننا نعرف أنك قدمت كثيرا للقارات الأخرى؟

جواو هافيلانغ:

لا أعتقد، هذا غير صحيح، فوفقا لتركيبة اللجنة التنفيذية هناك 8 من أوروبا وإفريقيا 4، وآسيا 4، أي 8+8=16 وأميركا الجنوبية 3، أي 19، وكونكاكاب 3، أي 22، والأوقيانوسية صوت واحد، أي 23، والرئيس.. الفيفا هو الصوت الرابع والعشرين.

إذن، إذا كانت أوروبا تتحد مع قارة أخرى ستفوز بالطبع، وبالطبع فإن أوروبا دائما تتحد مع إفريقيا، إذا اتحدت مع إفريقيا ستفوز، لا نستطيع، ليست أميركا الجنوبية ولا آسيا هم الذين يتحدون مع أوروبا، إذن يجب أن نقول للمغرب بأن تراجع موقفها في التصويت داخل الفيفا.

أيمن جادة:

السيد الرئيس، في الحقيقة إلى جانب الكثير من المديح لشخصك وإنجازاتك، هناك أيضا بعض المنتقدين خصوصا صدرت بعض الكتب في أوروبا في السنوات القليلة الماضية مثل(How this tall the game?) أو(Great Balls of Fire) يتحدثوا ربما أو يتهمونك بالديكتاتورية أو يتحدثوا عن القوة والمال والسيطرة في الفيفا، ويتحدثوا عن الانتخابات، ودعمك للسيد بلاتر، والسيد بلاتر كما أخبرنا في لقاء في هذا البرنامج، وطبعا لجأ إلى المحكمة، وأخذ حكما بحذف فقرات من بعض هذه الكتب.

هل تعتبر هذا في إطار حملة ربما أوروبية ضدك، أو لكسب الشهرة، وهل فكرت في نشر مذكراتك أو كتاب عن حياتك لترد فيها على منتقديك، وتوضح وجهة نظرك في كل ذلك؟

جواو هافيلانغ:

أولا، ليس لدي ما أشرحه، ما كنت أريد أن أقوم به قمت به عام 98، عندما تركت الفيفا كرئيس للفيفا، وطلبت من مؤتمر الفيفا، هل أستطيع أن أخرج من البيت من الباب الواسع بعد أن أنهيت مهمتي؟ وقد، وأعتقد أن ما قد يكتبه صحفي أو كاتب أو لا أدري ما هو، لا أستطيع أن أعلق عليه، يستطيع أن يكتب ما يريده، ولكن ما أعرفه هو أن الصفحات التي كانت تتعلق بهذه المشكلة التي ذكرتها كأن الصحفي اضطر بقرار من المحكمة بأن يلغي بعض الفقرات من الكتاب لأنه غير صحيح، لأنه عندما تكون هناك انتخابات، وعندما يخسر شخص لا يستطيع أن يعادي الفائز، لست أنا الذي صوت، لم يكن لدي الحق بالتصويت أنا، والذي كان له الحق هي الاتحادات الوطنية، وإذا، وفي تلك المناسبة السيد بلاتر تم انتخابه بفارق 30 صوت، إذن أعتقد بأنه عندما نخسر بفارق 30 صوت فيجب أن نهدأ وأن نسكت.

أيمن جادة:

نعم، السيد هافيلانغ يعني، ربما على مدى 24 سنة كان هناك 24 شهرا أخيرة، كيف تتذكر تلك الفترة، كيف تنظر إلى أفضل قرار ربما اتخذته، قرار ندمت عليه، أبرز الشخصيات التي قابلتها في هذه الفترة من الزعماء العالميين الذين تركوا انطباع في نفسك، أفضل تكريم تلقيته، ربما ثوان قليلة بقيت لدينا، وأسئلتنا كثيرة ما زالت؟
 
جواو هافيلانغ:

لحسن الحظ أنا سعيد جدا، ليست لدي ذكريات سيئة، فيما يتعلق بأفضل القرارات باستثناء فيما يتعلق بتطوير كرة القدم في كرة القدم، من الناحية التقنية والصحية، والتحكيم، والإدارية، والمالية، هناك نقطة عزيزة علي، فخلال الزيارات التي قمت بها لدول العالم في آسيا، أو في أميركا الجنوبية، أو في أميركا الوسطى أو في إفريقيا وفي أماكن أخرى هي ظاهرة الأطفال المشردين التي كانت تحزنني كثيرا، وقد أنشأنا مؤسسة من الفيفا، من أجل مساعدة هؤلاء الأطفال، ولكن القانون السويسري لم يساعدنا في ذلك، لذلك انضممنا إلى مجموعة (sos) للأطفال الموجودة في أثينا، والتي أنشأها أحد الألمان، وهذه المنظمة الموجودة في 130 دولة، والفيفا اجتمعت مع هذه المنظمة من أجل مساعدتها، من أجل رفاه الأطفال المشردين، فهم أطفال دون أب ودون أم، تشردوا في الشوارع، والذين ممكن أن نساعدهم، ونعلمهم، ونعطيهم الرعاية والتعليم، والفيفا من خلال كرة القدم ساهمت في هذا المشروع بشكل كبير.
هذا هو إحدى النقاط، النقطة الأخرى والتي هي أيضا تطور كرة القدم في المجال الإداري، فقد كان هناك اتفاق مع جامعة (نيو شاتل) السويسرية، ونقدم محاضرات عن الإدارة في كرة القدم للمندوبين من جميع دول العالم في نيوشاتل التي قريبة من زيورخ…

أيمن جادة:

سيدي الرئيس يؤسفني أن أقاطعك.

لكن في الختام دكتور جواو هافيلانغ -الرئيس السابق والفخري للاتحاد الدولي لكرة القدم- ليس لي إلا أن أشكرك جزيل الشكر على الوقت الذي خصصته لنا، أجدد التهنئة بعيد ميلادك الرابع والثمانين بعد غد.

وأشكر أيضا كل الذين أسهموا في إظهار هذه الحلقة من برنامج حوار في الرياضة.

مشاهدي الكرام، شكرا لضيفنا الكريم، شكرا لمتابعتكم وإلى اللقاء.