لقاء خاص - حامد كرزاي - صورة عامة
لقاء خاص

حامد كرزاي.. أفغانستان بعد الانسحاب الأميركي

تستضيف الحلقة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي ليتحدث عن سنوات حكمه والحوار بين طالبان وواشنطن. كيف سيكون الحال بعد الانسحاب الأجنبي من أفغانستان؟

– الحكومة الأفغانية وأهم الإنجازات المحققة خلال عشر سنوات
– إستراتيجية الحكومة الأفغانية ما بعد الانسحاب الأجنبي
– التودد الأميركي لطالبان

  خديجة بن قنة
  خديجة بن قنة
 حامد كرزاي 
 حامد كرزاي 

خديجة بن قنة: مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نرحب بكم من العاصمة الأفغانية كابول ضمن برنامج لقاء خاص، لقاء خاص يستضيف اليوم الرئيس الأفغاني حامد كرزاي أهلا وسهلا بك السيد الرئيس حامد كرزاي، سيد حامد كرزاي 10 سنوات كاملة وأنتم في السلطة ها هي سنة 2012 تبدأ وحصيلة حكمكم خلال هذه العشر سنوات كيف تقيمها؟

الحكومة الأفغانية وأهم الإنجازات المحققة خلال عشر سنوات


حامد كرزاي: كانت السنوات العشر الماضية سنوات تحول حقيقي بالنسبة لأفغانستان، لقد حققنا نموا ضخما ونجاحات في التعليم بالنسبة لملايين من الأطفال الأفغان أولاد وبنات، التعليم العالي من نحو 4000 طالب تحت حكم طالبان إلى ما يقارب 100 ألف طالب اليوم، آلاف الأفغان يدرسون في الخارج في برامج دراسات عليا لدرجات الماجستير والدكتوراه وفي مجال الرعاية الصحية تغير الوضع كثيرا نمو ونجاح من لا شيء، خلال تجربتي الشخصية قبل 10 سنوات أو 11 سنة لم يكن هناك شيء يذكر لم تكن هناك مستشفيات أو خدمات صحية على الإطلاق واليوم فإن نحو 65% من البلاد تتمتع بأحد أشكال الرعاية الصحية.

خديجة بن قنة: لكن سيد كرزاي يعني هذا لا يعتبر شيء كبير بالنظر إلى المليارات التي صرفت على هذا البلد، المساعدات الكبيرة التي قدمت لأفغانستان عندما تجولنا في الشارع لم نرى كل ما تتحدث عنه المواطن الأفغاني مازال يشعر بالبؤس بالفقر، الفساد مازال مستشريا طالبان لم تجتث، العنف مازال مستمرا كيف يمكن تفسير استمرار هذه الحالة بعد 10 سنوات من حكمك؟


حامد كرزاي: الملايين التي تتحدثين عنها لم تنفق من خلال الحكومة الأفغانية، نحن نتحدث عن نسبة ضئيلة هي التي أنفقت عبر الحكومة الأفغانية على سبيل المثال المساعدات الأميركية لأفغانستان التي يقال إنها عشرات المليارات من الدولارات على مدار السنوات العشر الماضية فقط أقل من 10% من تلك المبالغ أنفقت على الحكومة الأفغانية ونفس الأمر ينطبق على بلدان أخرى، لذا فإن ما حققناه هو بسبب القليل الذي حصلنا عليه وبسبب ما قدمه المجتمع الدولي بشكل مباشر للقطاعات التي تحدثنا عنها سابقا والكثير من المساعدات التي تم الحديث عنها كانت مساعدات عسكرية ذهبت لاستخدامات القوات العسكرية التي كانت تحارب في أفغانستان وكثير من الأموال التي كانت مخصصة لإعمار أفغانستان لم تأتِ للحكومة الأفغانية وأنت على حق فلو جاءت كل هذه الأموال إلى الحكومة لكنا قد حققنا نجاحات أكبر، ولكن على الرغم من كل هذا لازلنا سعداء وممنونين لخدمات المساعدات الدولية سواء أكانت قروشا أو ملايين نحن مسرورون ونشكرهم.

خديجة بن قنة: لكن السيد الرئيس دعنا نعترف بأن الأفغان، الشعب الأفغاني أو المواطنين الأفغان قلقون يقفون حيارى اليوم أمام مستقبلهم ومستقبل أفغانستان بعد انسحاب القوات الأجنبية عام 2014 هم خائفون من عودة الحروب الأهلية أو الحروب بالوكالة ماذا تقول لهم اليوم؟


حامد كرزاي: والآن بعد رحيل القوات الأجنبية وهو أمر لابد أن يحدث فنحن لا نريد أن نكون عبئا عليهم ولو ليوم واحد أكثر مما هو ضروري وأكرر إننا لا نريد أن نشكل عبئا عليهم ولو ليوم واحد أكثر مما هو ضروري وهذا اليوم سيأتي الحمد لله قريبا عام 2014 حيث من المقرر أن ترحل القوات الأجنبية من أفغانستان ومغادرة القوات الأجنبية من أفغانستان وإذا استطعنا توفير بيئة خالية من التدخل الأجنبي في أفغانستان من قبل القوى الكبرى وحتى الدول المجاورة.

إستراتيجية الحكومة الأفغانية ما بعد الانسحاب الأجنبي

خديجة بن قنة: كيف، اشرح لنا يعني ما هي إستراتيجيتكم لما بعد انسحاب القوات الأجنبية 2014؟


حامد كرزاي: من خلال التعامل الايجابي مع الجيران والتعامل مع دول المنطقة وإقامة علاقات يمكن من خلالها ضمان مصالح الجميع وأيضا ضمان مصالح أفغانستان بحيث تعمل أفغانستان بالتعاون والصداقة مع الجيران ويمكن للجيران أن يروا نفس المنافع بالنسبة لهم يرون المصالح المشتركة بالأخذ والعطاء والمصالح الإقليمية ويمكن للدول الكبرى في العالم يمكن للولايات المتحدة ولروسيا أو الصين والهند تلك الدول الكبرى أن ترى مصلحتها في أن تعيش أفغانستان في استقرار وشراكة معهم ومع دول المنطقة.

خديجة بن قنة: طيب السيد الرئيس حامد كرزاي هل تشعر بأن القوات والمؤسسات الأمنية الأفغانية اليوم قادرة على أن تقوم بمهامها الأمنية أو باستلام المهام الأمنية بعد انسحاب القوات الأجنبية سنة 2014 هل هناك جاهزية تامة لاستلام هذه المهام؟


حامد كرزاي: فيما يتعلق بالأمن الداخلي لأفغانستان فإن القوات الأفغانية قادرة ومؤهلة بدرجة كافية ولكن إذا حدث عدوان خارجي فإن أفغانستان ليست مؤهلة لمواجهة ذلك قطعا سنصل إلى تحقيق ذلك، الشعب الأفغاني كان دائما يدافع عن بلاده بكل السبل المتاحة لديه ولكن من حيث وجود قوات مسلحة كمؤسسة تابعة للدولة فإن الأمر مختلف، فمن الناحية الداخلية نحن قادرون ولكن من حيث مواجهة تهديد خارجي فالأمر مختلف.

خديجة بن قنة: إذا كانت المؤسسات الأمنية الأفغانية قادرة كما تقول على تحمل المهام الأمنية وهي بهذه القوة التي تتحدث عنها الآن، لماذا إذن القبول بإقامة قواعد عسكرية أميركية بعد رحيل القوات الأجنبية سنة 2014 ما مدى الحاجة إليها؟


حامد كرزاي: هذان أمران مختلفان الأول يتعلق بأمننا الداخلي واستعدادنا وقدرتنا على حماية أمن البلاد والآخر يتعلق بأفغانستان وعلاقاتها بالولايات المتحدة ودول المنطقة، الولايات المتحدة طلبت عقد شراكة مع أفغانستان وهذه الشراكة طلبوا فيها إقامة قواعد أمنية لمساعدة أفغانستان وحمايتها ولنشاطاتهم الضرورية لهم هنا وقد انعقد مجلس الجيرغا الشهر الماضي وحضر أكثر من 2400 أفغاني وافقوا على تلك الشراكة ولكن بشروط وقد وضع المجلس 76 شرطا لإبرام تلك الشراكة أي إنه لم يتم بعد إبرام عقد الشراكة ولم يتم بعد منح تلك القواعد وهو ما سنفعله بعد أن يلتزم الأميركيون بقبول الشروط التي وضعها مجلس الجيرغا وبعد الاتفاق على جوانب تتعلق بدعمهم للقوات الأفغانية والاقتصاد الأفغاني.

خديجة بن قنة: نود أن نتحدث قليلا عن الوضع الأمني، المواطن الأفغاني لا يشعر حقيقة بالأمن ربما أنت أيضا السيد الرئيس ربما لا تشعر كثيرا بالأمن دليل الحراسة الكبيرة المحيطة بك شخصيا وبالرئاسة لكن المواطن العادي لا يملك في الواقع حماية له مداهمات ليلية كثيرة تقوم بها قوات التحالف أنت شخصيا طلبت من قوات التحالف أن توقف هذه المداهمات الليلية ولكن لا استجابة لطلبك حتى الآن، ألم يضر هذا كثيرا بسمعة حكومتك؟


حامد كرزاي: لقد قلنا لفترة طويلة نحو 8 سنوات إن الحرب على الإرهاب إذا كانت حقا حربا على الإرهاب فهي ليست في القرى والبيوت الأفغانية وإن الحرب على الإرهاب ينبغي أن تخاض في مخابئ ومعسكرات التدريب ومصانع التحفيز والمصادر المالية للجماعات الإرهابية وجميع تلك العناصر تأتي من خارج أفغانستان وليست من داخلها، حركة طالبان والقاعدة ومن يدعمهم من الأجانب قد تم نزعهم من أفغانستان في مدة تقل عن شهر ونصف عندما جاء المجتمع الدولي إلى أفغانستان ليس بقوة الولايات المتحدة أو الناتو ولكن بإرادة وحافز الشعب الأفغاني خلال فترة شهر ونصف الشهر، فماذا حدث لتعود أفغانستان لتلك المعاناة تفجيرات وعمليات انتحارية وهجمات وأيضا مقابل تلك الهجمات تشن قوات الناتو والقوات الأميركية هجمات على الشعب الأفغاني لقد كنا واضحين مع شركائنا الدوليين منذ البداية إن هذه الحرب ليست في القرى والبيوت الأفغانية ولا يمكن كسبها في القرى والبيوت الأفغانية لذا فإنه من الضروري وليس مقبولا لأنه يسبب معاناة كبيرة للشعب الأفغاني إنهم يسيئون للبيوت الأفغانية ويسيئون لسيادة أفغانستان وأيضا يسيئون للقانون الأفغاني، لذا فلدينا مشكلة خطيرة مع القوات الأميركية ومع الناتو بهذا الشأن وهو أمر سبب الكثير من التوتر بيننا لعدة سنوات ستواصل أفغانستان مطالبها بوقف تلك الغارات وهذا أحد الشروط الموضوعة لتوقيع اتفاق الشراكة بين أفغانستان والولايات المتحدة لأننا نعتبر هذا خرقا للسيادة الأفغانية فإذا لم تلتزم الولايات المتحدة باحترام السيادة الأفغانية فلن يتم توقيع الشراكة بيننا.

التودد الأميركي لطالبان

خديجة بن قنة: السيد الرئيس لنتحدث قليلا عن الحوار بين طالبان والولايات المتحدة الأميركية واضح أن يعني أعداء الأمس صاروا حبايب يعني حوار وتقارب وفتح مكتب لطالبان في قطر أنتم ما هو موقفكم من كل هذا؟


حامد كرزاي: نريد السلام في أفغانستان وهذا ما طالبنا به منذ فترة طويلة لعلك تذكرين أنني لقبت الطالبان بإخواننا وبأبناء الأرض الأفغانية وطالبت بإحلال السلام وهو ما فعله نصف الشعب الأفغاني في نداء واضح طالبين السلام في العام الماضي عندما قمنا بتنظيم مجلس جيرغا السلام الأفغاني الذي قاده الرئيس الراحل رباني الذي قتل باسم السلام على يد انتحاري مع الأسف، إذن الرغبة في السلام هي رغبة الشعب الأفغاني تماما مثل أي شعب آخر يرغب في السلام والمحادثات بين الأميركيين وطالبان هو فتح مكتب بقطر هو أمر خاص بين الأميركيين وطالبان لقد أراد الأفغان أن تكون عملية السلام في كابول أو إذا لم تكن في كابول ففي السعودية أو تركيا ونحن نثمن الدور الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين، فنحن نتوجه في صلاتنا صوب الكعبة 5 مرات يوميا..

خديجة بن قنة: عفوا.

حامد كرزاي: ولقد كان خادم الحرمين الشريفين كريما مع الشعب الأفغاني ولكن إذا فضل الأميركيون وطالبان أن يكونوا في قطر فليس لدينا اعتراض يمكنهم أن يكون لهم مكتب في قطر ولكن نريد أن يكون لخادم الحرمين الشريفين دور في هذه العملية.

خديجة بن قنة: طيب لحظة السيد الرئيس فقط فيما يتعلق بالمكان، المملكة العربية السعودية أو تركيا أنت تعرف لماذا طالبان ترفض يعني هذين البلدين المملكة العربية السعودية لأن لديها علاقات استخباراتية قوية مع باكستان مؤثرة في القرار الباكستاني، بالنسبة لتركيا لديكم يعني العرقية التركمانية وهي جزء من القضية الأفغانية أعتقد أن هذه مبررات معقولة لكي يكون المكان في دولة أخرى وهي قطر؟


حامد كرزاي: قلنا إنا نقبل بمكتب في قطر لأننا نريد السلام، نحن نحترم وجود المكتب في قطر لأننا نريد السلام ولكننا نود أن تكون محادثات السلام كإجراء أن تتم في السعودية تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين أو في تركيا إذا كان لدى طالبان أو الأميركيين مشكلة في السعودية، وعملية السلام التي نسعى لانجازها يمكن أن تكون أيضا في تركيا فتركيا بلد شقيق لأفغانستان ودعمت أفغانستان لأكثر من قرن مضى، نحن نتحدث عن رغباتنا كأمة أفغانية ولكننا لن نمنع تقدم عملية السلام بسبب تفضيلاتنا نحن نريد السلام في هذا البلد لذا فإن أي سبيل أو مكان أو أسلوب للتفاوض من شأنه أن يحل السلام في أفغانستان لنحصل على أفغانستان مستقلة وموحدة ونحافظ على النجاحات التي حققتها خلال السنوات العشر الماضية، على أفغانستان أن تحترم دستورها حيث دور المرأة محل احترام.

خديجة بن قنة: إذن لا يهمكم المكان المهم أن تنجح المفاوضات؟


حامد كرزاي: كان لدينا أفضليات باختيارنا السعودية أو تركيا الآن بعد أن قرر طالبان والأميركيون اختيار قطر نحن لا نمانع أن تكون في قطر.

خديجة بن قنة: ولكنك سحبت السفير من قطر هذا دليل على امتعاضكم سحب السفير من قطر بسبب فتح مكتب لطالبان في قطر؟


حامد كرزاي: نعم سآتي لهذا يمكن لطالبان أن يكون لديهم مكتبهم في قطر بالاتفاق مع الأميركيين وعلى أي حال نحن مسرورون بإعلان نائب الرئيس الأميركي أن الطالبان ليسوا أعداء لأميركا، ولكن نحن نؤيد هذا التصريح لأننا نريد السلام ولأننا لا نريد أي استمرار لشن هجمات على البيوت والقرى الأفغانية، المكتب في قطر وعلاقتنا بقطر هي قضية تتعلق بشكوى أخوية لدى أشقائنا في قطر كان ينبغي أن يبلغونا بالأمر لم يبلغونا به فلم يكن هناك أي اتصال بينهم وبيننا بهذا الشأن مع أن لدينا سفارة هناك وليس لديهم سفارة هنا كنا نتمنى أن يبلغنا الأخوة في قطر بالتطورات ولكن هذا لم يحدث.

خديجة بن قنة: برأيك ماذا يريد الأميركيون من هذا الحوار مع طالبان؟


حامد كرزاي: نحن لا نعلم ماذا يريد الأميركيون؟ وما الذي يتفاوض الأميركيون مع طالبان بشأنه؟ نحن لا نعلم ماذا يريد الأميركيون من طالبان؟ نحن قلقون بشأن عملية السلام في أفغانستان والتي نسعى إلى تحقيقها، نحن كشعب أفغاني سندعم أي مبادرة لتحقيق السلام في أفغانستان ولاستعادة الاستقرار والسلام للشعب الأفغاني وعودة الأمن للمواطن الأفغاني ولكنا لن ندعم أي اتفاق بعينه بين الأميركيين وطالبان بشأن أي أمر يضاف لعملية السلام وليس من صالح أفغانستان أو يقوض استقلال أفغانستان ووحدتها.

خديجة بن قنة: لكن هل تعتقد أنه لو نجح هذا الحوار أن أميركا يمكن أن ترضى بحكم طالبان من جديد يمكن أن تستغني عنكم أنتم؟


حامد كرزاي: إذا نجحت عملية السلام وتم احترام الدستور الأفغاني فإن طالبان هم أبناء هذا البلد وهم أفغان ونحن نريد أن يكون سلوكنا كأفغان وكمسلمين، نحن نريدهم أن يتصرفوا كأفغان وكمسلمين هؤلاء هم أفغان ونريدهم أن يتصرفوا كمسلمين وأفغان وأن يضعوا حدا لقتل الأفغان من أجل مصلحة هذا الأجنبي أو ذاك، لهذه المصالح الأجنبية أو تلك نريدهم أن يدركوا أنهم يؤذون البلاد ويضرونها من أجل مصالح أجنبية وسواء كانت هذه المصالح الأجنبية مجاورة لأفغانستان أو بعيدة عنها لابد أن يدركوا ضرورة عدم خدمة مصالح أجنبية، تدمير المدارس الأفغانية ومنع الأطفال من التعليم في المدارس وتدمير الشوارع والجسور، قتل الناس وإرسال الانتحاريين هذا ليس سلوكا أفغانيا ولا إسلاميا بالنسبة لهم فإن مطلبنا كإخوة مسلمين هو إنهاء تلك الممارسات والعودة إلى أفغانستان وعند تحقيق ذلك وإحلال السلام ستكون لديهم كافة الحريات مثل الأفغان الآخرين سيعودون إلى أفغانستان ويمكنهم المشاركة في الحكومة وفعل كل ما يحق لهم كمواطنين.

خديجة بن قنة: لكن ألا تعتقد سيد حامد كرزاي أن طالبان يمكن أن تحاول كسب الوقت من خلال هذه المفاوضات لتعاود نشاطها من جديد بعد رحيل القوات الأجنبية؟


حامد كرزاي: لا هذه الفرصة لن تتاح لن يفقد الشعب الأفغاني المكاسب التي حققها خلال السنوات العشر الماضية، لن يعود الشعب الأفغاني إلى الحرب من أجل مصالح أجنبية لا يمكن وإذا كانوا يعتقدون أن إذا اعتقد أي أجنبي أنه بإمكانه أن يعيد حكمه إلى أفغانستان بعد رحيل الأميركيين سواء تحت اسم طالبان أو أي اسم آخر فهم مخطئون تماما.

خديجة بن قنة: طيب هناك من يرى أن هناك صفقة في نهاية هذا الحوار ستسلم أميركا بعض الأقاليم من أفغانستان في الجنوب لطالبان.


حامد كرزاي: تقصدين أن أميركا تنوي منح أجزاء من البلاد لطالبان؟

خديجة بن قنة: لطالبان.


حامد كرزاي: لقد سمعنا هذا الأمر وسألنا بعض أعضاء طالبان عن ذلك فقالوا إن الأميركيين قد عرضوا عليهم ذلك ولكنهم رفضوا، هناك في طالبان أناس صالحون لا يقبلون بأن تحكم البلاد من قبل جماعات مختلفة ويريدون أفغانستان موحدة ومستقلة لقد سألنا الأميركيين عن ذلك وهل قدموا مقترحات بهذا الشأن لطالبان ولكنهم أنكروا هذا القول بينما طالبان يقولون إن العرض قد قدم إليهم إنه خطأ أن يقدم الأميركيون مقترحا كهذا إذا كانوا قد قدموا هذا العرض وهو أمر معادٍ لأفغانستان إذا قام طالبان بالتفاوض بشأن مقترح كهذا أو القبول به.

خديجة بن قنة: طيب أنت تقول أنك مع الحوار، أنت تدعم الحوار بين طالبان والولايات المتحدة حتى وأنتم مغيبين عنه لكن ألا ترى السيد الرئيس أن هذا الحوار فيه خذلان، يخذل الجهات التي حاربت وقاتلت من أجل إزاحة طالبان عن الحكم في أفغانستان؟


حامد كرزاي: السلام سيكون من أجل الشعب الأفغاني، الأفغان سيستفيدون من السلام وطالبان ستستفيد وكذلك كل مواطن أفغاني لذا فإن عملية السلام هي عملية سلام أفغانية وستتم بأسلوب مقبول لكل الأفغان لتجلب الاستقرار لأفغانستان والسلام للشعب الأفغاني ككل ولن يكون السلام من أجل هذه الفئة أو تلك أو لذلك العنصر أو هذا القطاع إنها ستكون عملية سلام تنتهي بسلام لكافة أنحاء أفغانستان وللشعب الأفغاني بكامله هو تماما ما يطلبه الشعب الأفغاني.

خديجة بن قنة: حتى ننهي هذا الحوار في هذه النقطة أنت إذن لست متخوفا أو لست خائفا من مزيد من الاعتراف الدولي بطالبان؟


حامد كرزاي: إذا اعترف المجتمع الدولي بطالبان كقوة داخل أفغانستان تعمل ضد الدولة الأفغانية والشعب الأفغاني فإن هذا سيكون عملا يبعث على الكراهية من قبل المجتمع الدولي ضد أفغانستان وعملا يثير العداوة من قبل طالبان ضد الشعب الأفغاني.

خديجة بن قنة: شكرا جزيلا لك السيد حامد كرزاي رئيس أفغانستان، نشكركم أنتم أيضا مشاهدينا على حسن المتابعة نحييكم من العاصمة الأفغانية كابول لكم منا أطيب المنى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.