لقاء خاص - صورة عامة
لقاء خاص

أحمد تيجان.. علاقات سيراليون الخارجية

تستضيف الحلقة رئيس سيراليون أحمد تيجان ليتحدث عن مرور خمس سنوات على انتهاء الحرب الأهلية, والعلاقات مع إسرائيل والعالم الإسلامي, وموقفه من محاكمة الرئيس الليبيري السابق تيلور.

– إنهاء الحروب الأهلية واحترام حقوق الإنسان
– صناعة الألماس والعلاقات مع إسرائيل


undefinedغسان أبو حسين: أعزائي المشاهدين أهلا وسهلا بكم في لقاء خاص مع فخامة رئيس سيراليون الحاج الدكتور أحمد تيجان كبا، أهلا وسهلا بكم فخامة الرئيس.

أحمد تيجان كبا- رئيس سيراليون: (Thank you).

إنهاء الحروب الأهلية واحترام حقوق الإنسان

غسان أبو حسين: فخامة الرئيس بعد خمس سنوات منذ نهاية الحرب الأهلية هنا في سيراليون هل تعتقدون بأن الأسباب التي أدت إلى نشوب الحرب قد انتهت؟

أحمد تيجان كبا: حسنا بصورة ما يمكن القول نعم لكننا أخذنا بالعديد من الوسائل للتأكد من أننا انتقلنا من المشاكل التي آلمت بنا والفترة التي نتحدث عنها هي قصيرة، قد أطيل في حديثي إذا ما أتيح لنا الوقت الكافي لاختبار هذه الأسباب ولكن على سبيل المثال فإن أحد أسباب الحرب كانت قضية الحكومات السيئة حيث قمنا بخطوات لإعادة هيكلة الحكومة بحد ذاتها، فمنذ عام 1961 وهو العام الذي حصلت فيه سيراليون على استقلالها لم يتم اتخاذ خطوات واعية لهيكلة الحكومة بشكل يلبي المطالب والتحديات التي تواجه البلاد، لذا فإننا انهمكنا في إنجاز ذلك، كذلك فقد كانت هناك عدد من المشاكل التي لها علاقة بالحكومة بشكل عام حيث تمكنا من البدء في حلها.. أعتقد أننا على الطريق وبسبب الحرب فقد لحق دمار شامل بالبنية التحتية والخدمات في سيراليون، بالإضافة إلى ذلك فلدينا مشكلة البطالة ومرة أخرى أشير إلى إننا واجهنا مثل هذه المشكلة وقمنا بإحراز بعض التقدم الجيد جدا في هذه المجالات.

غسان أبو حسين: هل تعتقدون بإمكانية ضمان مستقبل سيراليون اليوم؟

أحمد تيجان كبا: نعم سيراليون اليوم واحدة من أكثر الدول أمنا في قارة إفريقيا ونحن متفائلون أن تستمر الأمور على هذا النحو.

غسان أبو حسين: لقد انتخبكم شعب سيراليون لدورتين متتاليتين رئيسا لهم، ترى الآن وبعد عشر سنوات ما يزال هنالك سؤال يلح هل تم تلبيه مطالب وحاجات الناس الأساسية؟

أحمد تيجان كبا: حسناً عليك أن تنظر للأمر من هذه الزاوية.. ففي الوقت الذي جئنا فيه إلى السلطة فقد أصبحت رئيسا عام 1996 والحرب انتهت عام 2002 وفي الوقت الذي جئنا فيه فإن كل الخدمات التي تتحدث عنها لم تكن موجودة وكذلك قبل أن أتسلم الرئاسة كان هناك واحد أو اثنان من الأنظمة العسكرية في سيراليون لذا فإن مصادر البلاد استنفذت بشكل كامل على غرار الكهرباء والبنية التحتية والخدمات الأخرى التي تتحدث عنها تتطلب مبالغ هائلة للاستثمار وقد تعاملنا مع ذلك، نحن نتحرك في ذلك الاتجاه والأمور تتحسن لكنها لن تتغير بين ليلة وضحاها.

غسان أبو حسين: لكن فخامة الرئيس لا تزال هنالك اتهامات بوجود فساد بين صفوف كبار المسؤولين إضافة إلى أن عمل اللجنة الوطنية لمكافحة الفساد لا يزال غير فاعل، فما هو تعليقكم؟

أحمد تيجان كبا: من أخبرك أن لجنة مكافحة الفساد لا تقوم بدور فاعل لابد أنه قدم لك معلومات مضللة، دعني أخبرك عن ذلك.. في المقام الأول أود أن أعرف بلدا واحدا في العالم لا يوجد فيه فساد.. لقد عم الفساد الجميع، ثانيا لقد مثل الفساد فعلا مشكلة حقيقية في الوقت الذي جئنا فيه إلى السلطة وقد سألت أصدقائنا البريطانيين مساعدتنا في إنشاء لجنة لمكافحة الفساد وفي الوقت الذي شكلنا فيه اللجنة كنت جادا جدا حينما كان يقول أحدهم أنه ليس لدينا تفويض قوي.. التفويض الممنوح لهم قويا جدا لأنني قلت حينئذ إن اللجنة مشروطة بقوانيننا حتى نعي فأنا لست مستثنى من تحقيقاتهم، إذا وجدوا شيئا سيئا حول الفساد يجب أن يأتوا ويحققوا معي وقلت للموظفين لدى اللجنة الوطنية لمكافحة الفساد إن اللجنة لا يمكن حلها من قبلي فحتى لم أكن راضيا عنها يجب أن أرفع قضية أمام البرلمان الذي عليه أن يقرر فيما إذا كان يجب حلها أم لا، لذا أردت تقويتهم بأنهم ليسوا تابعين لأي قوة سياسية أو أسرى لها وهذا بالضبط ما قمنا به ولا نزال نقوم به، لقد كانت هناك مرحلة معينة حينما أنشأنا اللجنة الوطنية بمكافحة الفساد قررنا عليها أن تركز على قطاع الأول تعليم الناس مدى خطورة الفساد والثاني أنه حين يوجد فساد يجب معاقبة المتورطين فيه، الآن قرر بعض الناس في مرحلة ما البدء في عمل اللجنة وفق آلية معينة ما جعلنا نطلق صفارة البداية والآن لدينا رجل قوي جدا يتولى مسؤولية اللجنة كان قاضي المحكمة العليا وفي وقت من الأوقات كان عميد كلية القانون في الجامعة كما كان محاضرا زائرا في عدد من الجامعات من بينها جامعات بريطانية، لذا فهو رجل معروف ويحظى باحترام.

غسان أبو حسين: ولكن هل تم تجريم أحد من المسؤولين؟

أحمد تيجان كبا: نعم أعتقد أن لدينا على سبيل المثال وزيرين تم تجريمهما وأحد أعضاء البرلمان وقاضيا في محكمة الاستئناف لهذا السبب أنا متفاجئ من معلوماتك.

غسان أبو حسين: فخامة الرئيس يشعر الناس في سيراليون بأن العدالة التي يرنون لها من خلال محكمة الخاصة لجرائم الحرب في سيراليون لا تزال بعيدة المنال، فهما هو تعليقكم؟

"
المحكمة الخاصة بجرائم الحرب في سيراليون محكمة هجينة ولدت بالتعاون بين منظمة الأمم المتحدة وحكومة سيراليون، لكننا وصلنا إلى اتفاق منذ البداية ينص على ألا تتدخل الحكومة في شؤون المحكمة
"

أحمد تيجان كبا: هذه محكمة هجينة ولدت بالتعاون بين منظمة الأمم المتحدة وحكومة سيراليون، لكننا وصلنا إلى اتفاق منذ البداية ينص على ألا تتدخل الحكومة في شؤون المحكمة، لذا أنا خارج الموضوع بشكل كامل ولكنا الطريقة التي يعملون بها هي طريقة جيدة فهم يحققون حسبما فهمت مع كل المتهمين من خلال تحقيق دقيق ومحاكمات، إنها ليست بالعملية السهلة، إذا أردت أن تحصل على قضاء أو عدالة في أي وضع عليك أن تتحلى بالصبر.

غسان أبو حسين: تحاول سيراليون تقديم مثال في احترامها لقوانين الإنسان الدولية لكن السؤال ما إذا كانت سيراليون قد واءمت بين قوانينها المحلية وقوانين معاهدة جنيف؟

أحمد تيجان كبا: لقد أطرنا كل قوانيننا للتواءم مع جميع التزاماتنا الدولية بما فيها معاهدة جنيف، في الحقيقية سيراليون كانت عضوا في لجنة حقوق الإنسان التابعة لمنظمة الأمم المتحدة لذا فإننا لا نستطيع أن نذهب لمقاضاة الناس إذا كنا نحن لا نقوم بما يجب عليه القيام به.. على سبيل المثال حتى عندما كانت الحرب سيئة للغاية سمحنا للجنة سيراليون التابعة للأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان بزيارة السجناء والإطلاع على أحوالهم، لذا لا اعتقد أنه يمكن لأحد أن يخطئنا في هذا المجال.

غسان أبو حسين: فخامة الرئيس كبا الانتخابات القادمة لسيراليون عام2007 حيث ستغادرون هذا المنصب، ترى ما هو الميراث الذي ستتركونه لسيراليون؟

أحمد تيجان كبا: حسنا في المقام الأول لقد أنهيت الحرب فحيث هناك حرب ليس هناك أمن ولا يمكنك إنجاز تنمية، فالحمد لله أننا أنهينا الحرب ويوجد حقيقة سلام ثابت وقوي في البلد حاليا إلى جانب الأمن.. هذا أولا، ثانيا لقد أعدنا بناء هيكلة الحكومة بحيث تدير نفسها بنفسها بجعلها أكثر تطورا وموجهة لتحقيق التنمية ووضعنا على أرض التطبيق آليات قوية للتأكد من أن هناك تقارير ديمقراطية راسخة وعملا مؤسسيا في البلاد، النقطة الثالثة تتمثل في أن أحد اهتماماتي الرئيسية حاليا ينصب على سبيل المثال على أحد الأنشطة التي جئت منها للتو وهي أن الدولة يجب أن تشعر بالأمن فإذا لم يجد الناس طعاما يتناولونه وإذا لم تتوافر لديهم القدرة على الحصول على خدمات طبية وإذا لم يكن لديك مؤسسات في البلد تدرب الناس لجعلهم قادرين على معرفة إمكانياتهم فإنك ستعيش في مشكلة كبيرة، هذه هي القطاعات التي تعاملنا معها وأشعر بالراحة أنني يمكنني أن أحال إلى التقاعد.

غسان أبو حسين: أعزائي المشاهدين فاصل قصير ومن ثم نواصل فابقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

صناعة الألماس والعلاقات مع إسرائيل

غسان أبو حسين: أعزائي المشاهدين أهلا وسهلا بكم من جديد في لقاء خاص مع فخامة رئيس سيراليون الحاج الدكتور أحمد تيجان كبا، أهلا وسهلا بكم من جديد، كما هو معروف فأن الألماس لعب دورا مهما في تغذية الحرب الأهلية في سيراليون ولا يزال يلعب دورا مهما في اقتصاد هذا البلد، ترى ما هي الخطوات التي تتخذونها من أجل حماية وضبط صناعة الألماس؟

أحمد تيجان كبا: في هذا الإطار رفعنا أمام الأمم المتحدة ومجلس الأمن مشروعا لتبني قرار أطلقنا عليه اسم إجراءات أو عملية كمبرلي، على سبيل المثال إذا قام أحدهم بتهريب الماس من هنا إلى مكان آخر إذا لم نقم بمهرها بختم يسمح لها بالخروج من هذا البلد فإنها سوف تضبط في المكان الذي ستباع فيه وسيواجه الشخص المتورط مشاكل نتيجة ذلك، كما وضعنا إجراءات محل التطبيق للتأكد من أن الناس لا يقومون بتهريب الماس وقد عانينا من بعض المشكلات المتعلقة بذلك على سبيل المثال يقوم أحدهم بتصدير الماس حيث يدفع3% فقط.. فكرنا في مرحلة ما بزيادة نسبة الضريبة لكننا قررنا فيما بعد أننا إذا قمنا بذلك فأن الناس سيقومون بتهريب الماس إلى الدول المجاورة وسيحصلون على كل شيء، لذا قررا التأكد من عدم حدوث ذلك.

غسان أبو حسين: يعتقد الكثير من الناس في الشرق الأوسط بوجود مصالح إسرائيلية مهمة في قارة أفريقيا، ترى ما هي طبيعة العلاقة بين سيراليون وبين إسرائيل؟ وهل يوجد لإسرائيل مصالح أو أجندة خفية هنا؟

"
إسرائيل لديها سفير غير مقيم لدينا وإنما في نيجيريا ويأتي هنا في المناسبات لتقديم أوراق اعتماده ومنذ أن قدم أوراق اعتماده لم أراه
"

أحمد تيجان كبا: إسرائيل لديها سفيرا غير مقيم لدينا وإنما في نيجيريا ويأتي هنا في المناسبات لتقديم أوراق اعتماده ومنذ أن قدم أوراق اعتماده لم أره هنا، أعتقد أن هذا ما يحدث وليست هناك تلك العلاقة القوية ولذا أفترض أن إحدى الحقائق هي أننا جميعا أعضاء في منظمة الأمم المتحدة وعلينا في حال حدوث شيء ما ليس له أي أثار انعكاسية مباشرة علينا ربما يجب أن يكون لدينا ذلك النوع من العلاقة.. علاقة رسمية جدا لأنها ليست علاقة عملية فالسفير غير مقيم وكذا الأمر مع سفيرنا المعتمد لدى إسرائيل حيث يقيم في إثيوبيا، في حال بروز فرصة لنا لتقديم أي مساعدة بالمساهمة في أي شيء بسيط لإحراز سلام دائم في الشرق الأوسط وتحديدا في فلسطين وإسرائيل، لماذا لا؟

غسان أبو حسين: لكن ماذا عن الألماس؟ هل يوجد مصالح إسرائيلية تجارية في هذا القطاع بالذات هنا؟

أحمد تيجان كبا: ليس هناك وجود إسرائيلي رسمي في هذا القطاع.

غسان أبو حسين: وهل يمكن أن يكون هناك شيئا ما غير رسمي؟


أحمد تيجان كبا: لا أعلم.

غسان أبو حسين: مؤخرا قررت نيجيريا تسليم الرئيس الليبيري السابق تشارلز تايلور إلى بلاده، هل أنتم متفائلون بإمكانية مثول تايلور أمام المحكمة الخاصة لجرائم الحرب هنا في فريتاون في سيراليون؟

أحمد تيجان كبا: الرئيس أوباسنجو لم يناقش معي الأمر، انطباعي أو التنبؤ مما حدث هو أن أوباسنجو كان يحاول مساعدتنا لأنه خلال الحرب كان سنكوح قائدا للمتمردين وكما ترى فلدينا حدود طويلة مع ليبيريا وكان المتمردون في تلك النواحي ينظمون أنفسهم هناك ويجهزون كمائن لقتل الناس، لذا فإن الاعتقاد كان أن تشارلز تايلور إذا ما بقي في الأحراش على الحدود فسيكون هناك لتنظيم قتل الشعب في بلادنا، لذا ومن أجل منع ذلك الوضع تم التفكير بإبعاده إلى نيجيريا حيث لا يتمكن من خلق مثل تلك المشاكل وعليه فإنه من خلال فهم تلك النقطة فأنني أعتقد أن أوباسنجو كان يساعدنا.

غسان أبو حسين: إذا ما هو موقفكم من تشارلز تايلور؟

أحمد تيجان كبا: أخبرتك منذ البداية أنني لا أتدخل في شؤون المحكمة الخاصة لأن تايلور قام بعمل سيئ تجاهنا وبالنسبة لنا أن نذهب الآن ونحاول أن نكون القضاة ونتجادل معه لن يكون أمرا جيدا، انطلاقا من تلك الزاوية فقد رفضت مناقشة قضيته مع المحكمة الخاصة كما رفضت مناقشتها مع الحكومة النيجيرية، أنا وأوباسنجو لدينا صداقة جيدة جدا.

غسان أبو حسين: ترى ما هي الحلول والمقترحات التي تقدمونها للنزاعات والصراعات في الجزء العربي من القارة الأفريقية على غرار دارفور والصومال؟

أحمد تيجان كبا: حسنا إن لدى الصومال أصدقاء جيدين في أفريقيا والشرق الأوسط، أعتقد أنها وصلت لمرحلة بات على الفرقاء المسلحين أن يتكلموا بصراحة لشعوبهم فمعظمهم مسلمون، أعتقد أن الدول الإسلامية يجب أن تكون فاعلة في الحديث بصراحة للصومال ودارفور وتشاد والسودان والقول لهم إن ما يحدث ليس صحيحا، لا يمكنكم إنجاز تنمية حيث توجد الحرب أو العنف، اصنعوا السلام، اعملوا مع بعضكم، أعيدوا بناء دولكم وتحدثوا مع شعوبكم بصراحة وإخلاص، أعتقد أنه يمكن لهم القيام بذلك ولكن حينما يكون لديك الانطباع باستمرار هذه النزاعات ويكون لديك فصيل يدعم هذا الطرف وآخر يدعم الطرف الآخر فإن هذه النزاعات ستسمر.

غسان أبو حسين: السيد الرئيس ما هي الرسالة التي توجهونها للعالم العربي والإسلامي؟

أحمد تيجان كبا: حسنا سأكون صريحا معك، منذ الحرب فإن دول الشرق أوسطية والمسلمة الوحيدة التي تعاملت بطريقة إيجابية وساعدتنا في مشاكلنا كانت ليبيا ومصر والسعودية والكويت وإلى حد ما قطر، ولقد التقينا منذ شهرين في قمة المؤتمر الإسلامي في مكة.

غسان أبو حسين: شكرا لكم فخامة الرئيس، أعزائي المشاهدين شكرا لكم لحسن متابعتكم كان معنا في لقاء خاص لهذا اليوم فخامة رئيس سيراليون الحاج الدكتور أحمد تيجان كبا وهذا غسان أبو حسين يحييكم من العاصمة فريتاون على أمل اللقاء بكم من جديد.