حديث الثورة

هل تنجح واشنطن في حل أزمة اليمن؟

ناقش برنامج “حديث الثورة” احتمالات التوصل إلى حل سياسي في اليمن بعد محادثات وزير الخارجية الأميركي في السعودية، والحديث عن نهج جديد للتعامل مع الأزمة.
بعد محادثات مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في السعودية، أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري ضرورة انتهاء الحرب في اليمن، طارحا ما وصف بنهج جديد في التعامل مع هذه الأزمة يقوم على المضي في مسارين أمني وسياسي يتقدمان بالتوازي لتوفير تسوية سياسية.

حلقة الخميس (2016/8/25) من برنامج "حديث الثورة" ناقشت احتمالات التوصل إلى حل سياسي في اليمن بعد محادثات كيري بالسعودية والحديث عن نهج جديد للتعامل مع الأزمة، حيث عزا باري بافيل المستشار السابق للرئيس الأميركي باراك أوباما ونائب رئيس المجلس الأطلسي؛ التحرك الأميركي إلى تعثر مشاورات الكويت بين أطراف النزاع، وعدم وجود تقدم في الجانب الإنساني، وتعاظم خطر المجموعات الإرهابية في اليمن، وتزايد هجمات الحوثيين بالصواريخ البالستية على الأراضي السعودية.

لكن بافيل قال إنه لا يرى في المقاربة الأميركية الجديدة لدفع العملية السلمية في اليمن أية حوافز كافية للأطراف المتنازعة، خاصة طرف الحوثي والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، ورهن نجاحها بوقف الأعمال العدائية وتقديم ضمانات وحوافز للأطراف المتنازعة.

صحوة أميركية
من جهته وصف المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي المبادرة الأميركية بأنها صحوة متأخرة، لكنها أفضل من أن لا تأتي، وذلك بسبب إدراك واشنطن خطورة الوضع على أمن واستقرار اليمن والمنطقة برمتها. 

وأوضح بادي أن الطرف الثالث الذي ينبغي تسليمه نزع سلاح مليشيات الحوثي وصالح -وفق ما جاء في المبادرة الأميركية- هو الحكومة الشرعية وليس أحدا غيرها، "وبدون ذلك فإن الحديث عن سلام حقيقي في اليمن يبقى مجرد جدل بيزنطي لا يؤدي إلى نتيجة".

وأكد استعداد الحكومة الشرعية للتحاور من أجل التسوية السلمية وفق القرار الدولي 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، مشددا على أن أقصر الطرق لوقف القتال هو نزع سلاح الحوثي وصالح، "ونحن في معركة تحرير سنستمر فيها سياسيا وعسكريا".

الحل عسكري
بدوره قال الكاتب الصحفي السعودي جميل الذيابي إن الجديد في المبادرة الأميركية هو تلازم المسارين العسكري والسياسي، لكنه حكم عليها بالفشل بسبب قدرة الحوثي وصالح على الالتفاف على القرارات الدولية واستمرار عدوانهم وقتل الأبرياء وحصار تعز وسعيهم لإطالة أمد الحرب من خلال بيع الوهم والكلام لكسب الوقت.

وأضاف الذيابي أن السعودية تدخلت عبر التحالف العربي في اليمن لإنقاذ الإنسان العربي من محاولات إيران لتلغيم المنطقة بالمشروع الفارسي عبر أداتهم الحوثية، معتبرا أن الحلول السلمية لأزمة اليمن تتلاشى، كما أن إقحام أميركا لإيران يضر بالتوصل إلى حل سلمي.

أما المحلل السياسي اليمني عبد الوهاب الشرفي فقال إن المبادرة الأميركية جاءت بسبب ما سماه تقدم أنصار الله (الحوثيين) على الحدود السعودية، وهو ما فرض أن تظهر على السطح معادلة الصراع اليمني السعودي، وهذا هو الملمح الرئيسي لأي عمل سياسي وعسكري قادم.

وعبر الشرفي عن قناعته بأن الولايات المتحدة تسعى لتوريط السعودية أكثر في اليمن من خلال زيادة عملياتها العسكرية هناك، وزيادة التورط في الدم اليمني، على حد قوله. 

وأكد أن الحوثيين لن يقبلوا تسليم سلاحهم لأي طرف ثالث، وإنما يمكن تسليمه لحكومة توافق، معتبرا أن المبادرة الأميركية تسحب الملف اليمني خارج المسار الأممي.