حديث الثورة

تقسيم سوريا.. هل تصريحات برينان إقرار أم قرار؟

ناقش برنامج “حديث الثورة” مستقبل سوريا على ضوء قول مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي.آي.أي) جون برينان إنه لا يرى أن سوريا ستعود موحدة كما كانت.
قال منذر ماخوس سفير الائتلاف السوري المعارض في فرنسا والمتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات، إن حديث مدير الاستخبارات المركزية الأميركية جون برينان عن تقسيم سوريا ليس جديدا، فقد سبق أن ذكره من قبل.

وأضاف ماخوس في حلقة السبت (30/7/2016) من برنامج "حديث الثورة"، التي ناقشت مستقبل سوريا على ضوء قول مدير سي.آي.أي إنه لا يرى أن سوريا ستعود موحدة كما كانت، أن قرائن مقنعة دعت برينان إلى قوله هذا وهو في أهم موقع استخباراتي يجعله يملك معطيات ومعلومات تجعله يصل إلى هذا الاستنتاج بإمكانية تقسيم سوريا.

وقال إن التقسيم ليس قدرا محتوما على السوريين رغم كل الوقائع التي تشير إليه حاليا، ولن يكون مسألة قدرية إذا كان بالإمكان إنجاز عملية انتقال سياسي، مشيرا إلى أن لدى جميع الأطراف قناعة تامة بأن الصراع في سوريا لن يحسم عسكريا.

وأضاف "هناك حلان هما: الحل العسكري ولا أحد يستطيع أن يفعله، أما الحل الثاني فهو عملية انتقال سياسي، وهما غير متوفرين حاليا فلا يبقى هناك إلا عملية تقسيم، وكل ما يحدث اليوم هو إنضاج لعملية التقسيم، خاصة أن هناك الآن مقدمات واضحة لهذه العملية الخطيرة".

واعتبر أن الطرف الوحيد المستفيد من تقسيم سوريا هو إسرائيل، وأن لا مصلحة إطلاقا لدول الخليج وتركيا أو أي دولة عربية في ذلك، وأنه ليس من مصلحة إيران كذلك لأنه سيرتد عليها. 

تجزئة وتقسيم
من جهته قال أندرو تابلر كبير الباحثين في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى ومؤلف كتاب "في عرين الأسد.. رواية شاهد عيان على معركة واشنطن مع سوريا"، إن برينان كان يتحدث عن واقع، فسوريا الآن مقسمة ومجزأة بين قوى متعددة.

ونفى أن يكون هناك قرار سياسي أميركي بتقسيم سوريا، مشيرا إلى أن المشكلة تكمن في كيفية تحقيق وحدة سوريا مستقبلا، فالرئيس السوري بشار الأسد ليس قادرا على استرجاع ما فقده من مدن، وكذلك المعارضة.

 

تقسيم محسوم
أما الكاتب الصحفي عبد الوهاب بدرخان فرأى أن تصريحات برينان "لم تأت من فراغ، فالرجل هو مدير المخابرات ويعرف الكثير"، مشيرا إلى أن تقسيم سوريا أصبح خيارا تدرسه الدول الكبرى لأنه أسهل لها من إعادة توحيد سوريا.

وأوضح بدرخان أن فكرة التقسيم لم تبدأ أميركية، وإنما ولدت في مخططات النظام السوري لمواجهة الثورة ومخططات النظام وإيران.

وأشار إلى أن أميركا تتناغم مع رغبات إسرائيل في تقسيم سوريا الذي ترى فيه مصلحة لها، وقال إن تركيا -التي كانت تريد نفوذا لها في حلب– أصبحت خارج الحسابات، وإن روسيا ستكون صاحبة النفوذ في حلب، معتبرا أن مشروع تقسيم سوريا أصبح محسوما.

بدوره نفى فلاديمير سوتنيكوف المتخصص في قضايا الشرق الأوسط بمعهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية، أن تكون موسكو تسعى لتقسيم سوريا، معتبرا أن ذلك ليس من مصلحة أحد.

وقال إن سوريا يجب أن تكون موحدة ولا تقسم وإلا فإن جغرافية المنطقة ستتغير كلية وستسيطر التنظيمات الإرهابية، داعيا إلى إحياء مفاوضات جنيف بين الحكومة السورية والمعارضة من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة.