حديث الثورة

مغزى زيارة شكري لإسرائيل

ناقش برنامج “حديث الثورة” دلالات لقاء وزير الخارجية المصري ورئيس الوزراء الإسرائيلي في القدس الغربية وحديثهما عن إحياء عملية السلام.

قال عضو لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس الشورى المصري سابقا ثروت نافع إن "زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري لإسرائيل لا تأتي في سياق محاولة الدعوة إلى السلام الدافئ والترويج لإعادة المفاوضات كما يزعم الجانب المصري الذي يسعى لإخفاء الأسباب الحقيقية للزيارة".

وأضاف خلال مشاركته في حلقة الأحد (10/7/2016) من برنامج "حديث الثورة" أن الأسباب الحقيقية للزيارة تتعلق بعدد من الملفات الدولية، منها على سبيل المثال عودة العلاقات الإسرائيلية التركية، وكذلك التواجد الإسرائيلي في أفريقيا، والتوسط الإسرائيلي لدى إثيوبيا في موضوع سد النهضة.

وتابع "لا مشكلة من السلام إذا كان سيعيد للفلسطينيين حقوقهم، ولكن عندما تصنف الأمم المتحدة إسرائيل كدولة محتلة لأراض فلسطينية ثم يأتي رئيس أكبر دولة عربية ويصنف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي كحرب أهلية أو صراع بين طرفين متساويين، فهذا تزييف للتاريخ وللمعايير الدولية".

من جانبه أكد الباحث الفلسطيني المختص في الشؤون الإسرائيلية صالح النعامي أن الحكومة الإسرائيلية تصر على موقفها الرافض للمبادرة الفرنسية، ولذلك جاءت المبادرة المصرية كبديل، وهي عمليا تخلو من أي أفكار عملية لمبادرة.

واعتبر النعامي أن المبادرة المصرية للسلام تمثل مباركة مصرية غير مباشرة لإعلان نتنياهو قبل شهر بأن المبادرة العربية للسلام لم تعد صالحة كمنطلق للتسوية، كما تمثل هدية للحكومة المتطرفة لأنها جاءت بعد أربعة أيام من قرار الحكومة تعزيز وتوسعة الاستيطان في الضفة الغربية.

وأوضح أن الرئيس محمود عباس قدم جميع التنازلات للإسرائيليين وما زال يصر على التنسيق الأمني معهم، ومع ذلك ترفض الحكومة الإسرائيلية إبداء أي مرونة أو تنازل حول مستقبل الدولة الفلسطينية.

مخاوف مصرية
ونقل النعامي عن محللين إسرائيليين قولهم إن "أحد أهداف زيارة شكري لإسرائيل هو تخوف السيسي من أن يسهم تطبيع العلاقات الإسرائيلية التركية في تحسين الوضع السياسي لحركة حماس وتخفيف الحصار عن قطاع غزة".

في المقابل دعا الكاتب والباحث السياسي توفيق حميد الطرف الفلسطيني إلى أن يبدي بوضوح استعداده ورغبته الحقيقية في العيش بسلام مع الطرف الإسرائيلي حتى يتحقق السلام، زاعما أن الجانب الفلسطيني لديه فكرة ذبح كل اليهود رغم أنهم الطرف الأضعف ولم يحققوا أي انتصار منذ سنوات على الجانب الإسرائيلي في مسيرة طويلة من الفشل، على حد قوله.

وأضاف أن مصر استطاعت إعادة سيناء وقناة السويس عن طريق السلام، واستطاعت كذلك الاستفادة ماليا عبر تنشيط السياحة في سيناء، قائلا "عندما تتحرك الحكومة المصرية لتعزيز علاقتها بإسرائيل حرصا على مصالح الدولة المصرية، فهذا لا يسمى تنازلا، ولكن هو في الحقيقة عمل وطني في الصميم".

أما الشاعر والكاتب السياسي عبد الرحمن يوسف فقال إن "الإسرائيليين العرب يرون أننا فاشلون لأننا نريد أن نسقط إسرائيل، وهم محقون لأننا كنا نعتقد أن الأنظمة العربية قادرة على تحرير فلسطين بينما هي حليفة لإسرائيل، وعلينا أن نعيد تفكيرنا ونبدأ بإسقاط هذه الأنظمة العميلة حتى نتمكن من إنهاء الاحتلال الإسرائيلي".

وأضاف يوسف أن الذين يزعمون أن المقاومة خيانة وفشل ويريدون أن نتعايش مع إسرائيل، يرغبون أن نتعايش كما يتعايش الصرصار مع الحذاء الذي يدوسه. أما المجتمع المصري فغالبيته العظمى ترفض التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وهذا النظام لا يبحث عن مصالح مصر، بل يبحث عن مصالح شخصية لتثبيت دعائم حكمه.

وتابع "عندما تبادر إسرائيل بإشهار علاقاتها بالدول الأفريقية فالمتوقع من أي نظام شبه وطني أن يتخذ إجراء ما ضد هذا العدوان الصارخ والتحدث عن مياه النيل علنا والتدخل في إدارة سد النهضة، ولكنه يسارع إلى زيارة إسرائيل في جريمة خيانة عظمى مشهرة".