حديث الثورة

العراق.. لماذا تتعثر الحرب على تنظيم الدولة؟

ناقش برنامج “حديث الثورة” مدى قدرة الحكومة العراقية وقواتها على مواجهة تحدي المعارك ضد تنظيم الدولة في الأنبار ونينوى والحد من تداعيات أزمة النازحين المتفاقمة.
 
ما زالت المعارك محتدمة ضد تنظيم الدولة في الفلوجة رغم إعلان الحكومة العراقية السيطرة على وسط المدينة، بل إن التنظيم تمكن من توجيه ضربات خاطفة لمناطق يفترض أنه طرد منها مثل الرمادي.

أثناء السؤال عن أسباب التعثر العسكري للقوات العراقية يجري فتح جبهة جديدة ضد تنظيم الدولة في جنوبي الموصل.

وما بين إعلان الانتصار وضربات التنظيم في غير مكان يقول ضياء الوكيل المتحدث السابق باسم وزارة الدفاع العراقية إن القوات العراقية سيطرت على وسط الفلوجة، لكن التنظيم ما زال يتحرك في مناطق أخرى.

القتال باستماتة
غير أن عناصر التنظيم -وفقا له- لم يعودوا يتحركون كما في السابق، بل إنهم يخوضون معركة يائسة، حيث القوات العراقية "تحيط بالعدو" من كل جانب مما يدفع التنظيم ذا العقيدة المتطرفة للقتال باستماتة.

وفرّق المتحدث بين قتال جيش كلاسيكي وبين قتال عناصر يقاتلون بعقيدة، فأي معركة مع جيش تقضي بأن يستسلم إذا خسر المعركة، لكن الحسابات تختلف لدى مقاتلة تنظيم مؤدلج "خريج تنظيم القاعدة".

من ناحيته وافق رئيس مركز صقر للدراسات الاستراتيجية مهند العزاوي على رأي الوكيل بأن الخيار العسكري لا يمكن أن يحل أزمة العراق، لكنه أضاف أن المشهد العراقي لم يعرف سوى معادلة صفرية واستخدام أدوات تسهم في تغذية تنظيم الدولة.

ووفقا له فإن المعركة تعتمد على شكل هجين من قوات مكافحة إرهاب وشرطة اتحادية وجيش وحشد مليشيات وقوات إيرانية إضافة إلى التحالف الدولي، وعليه فإن فقدان القيادة المركزية لا يعطي زخما للمعركة.

أما الانتصارات التي تعلن عنها السلطات العراقية فهي -كما يقول- محدودة ووقتية ودعائية، فلا توجد مناطق استراتيجية تدور فيها المعارك ما دام التنظيم كالرمال المتحركة ليس لديه مناطق دفاعية واستراتيجية.

عن جبهة جنوبي الموصل التي فتحتها القوات العراقية قال إنها ليست جبهة بل عملية "قضم" للوصول إلى تخوم الموصل قد تطول لستة أشهر نظرا لارتفاع درجات الحرارة في الصيف الذي لا يسمح بمشاركة قوات أميركية.

مأساة النازحين
في الجزء الثاني من الحلقة نوقش الوضع الإنساني مع نزوح قرابة أربعة ملايين شخص عن ديارهم، أكثر من أربعين في المئة منهم من أبناء محافظة الأنبار.

ويتحدث مسؤولون محليون عن كارثة إنسانية تقترب من عشرات آلاف النازحين بينما اتهم نازحون الحكومة العراقية بالكذب بشأن توفير ممرات آمنة للنازحين ومخيمات إنسانية لهم.

من عامرية الفلوجة قال القيادي في الحشد العشائري فيصل العيساوي إن الجهد الحكومي والعشائري والأممي ليس بالقليل، لكن ما حصل هو أن 25 ألف عائلة نزحت من الفلوجة، بينما كانت التوقعات لا تتجاوز ربع هذا العدد وهذا ما أربك جهود الإغاثة.

ومن أربيل قال الكاتب والمحلل السياسي مؤيد جبير إن التقصير الحكومي تجاه النازحين متعمد، فهي تعرف عدد سكان الفلوجة، وهي لم تشكل خلية أزمة إلا يوم أمس وبقيت الجهود إعلامية فقط.

وأضاف جبير -وهو من أبناء الفلوجة- أن الكثير من قوافل الإغاثة أعيدت إلى بغداد ولم يسمح لها بالدخول بحجج أمنية.

حول مئات المختطفين الذين تتحدث تقارير عن عدم معرفة مصائرهم قال الكاتب والمحلل السياسي جاسم الموساوي إن الأجهزة الاستخبارية العراقية الممثلة للدولة هي من لها الحق في استجواب الخارجين من الفلوجة ولا يملك أي فصيل أن يتحكم بمصير المستجوبين.

ولفت الموساوي إلى أن الدولة العراقية لا يمكن لها أن ترضخ تنظيم الدولة إلا حينما تسلك سلوكا يرضي البيئة السنية وإن هذا ما تعمل عليه الحكومة.

فيصل العيساوي من جانبه كشف أن الصقلاوية -شمال الفلوجة- شهدت حالات إعدام لمدنيين، كما أن 600 معتقل لم يعرف مصيرهم حتى الآن، مقرا بأن هذه الأزمة موجودة  بينما الحكومة تتابعها باهتمام وقلق.

أما عمليات التدقيق التي تشرف عليها الدولة فقال إنها تجري في مكان احتجاز مفتوح وليس سجنا، حيث جرى التدقيق في هويات ومعلومات 19 ألف رجل من مواليد 1960 حتى 1998 ومن تثبت عليه اتهامات يساق إلى أجهزة التحقيق، والباقون يرحلون إلى مخيمات النازحين.