حديث الثورة

التطورات الميدانية في سوريا ومصير الأسد

ناقش برنامج “حديث الثورة” أبعاد التطورات الميدانية في سوريا خاصة في حلب شمالا، والجدل الدائر حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد.
اعتبر الخبير العسكري والإستراتيجي السوري عبد الناصر العايد أن المعارك الميدانية الأخيرة في سوريا تدل على مسألة أساسية وهي المأزق الذي وصلت إليه العملية السياسية لحل الأزمة.

وشهدت سوريا في الآونة الأخيرة تطورات ميدانية في أكثر من جبهة في سوريا، خاصة في حلب شمالا التي كانت مسرحا لمعارك متعددة الأطراف والأهداف، أبرز نتائجها سيطرة المعارضة السورية على بلدة الراعي بعد معارك مع تنظيم الدولة الإسلامية.

وأضاف العابد في حلقة الخميس (7/4/2016) من برنامج "حديث الثورة" والتي ناقشت أبعاد التطورات الميدانية في سوريا والجدل الدائر حول مصير الرئيس بشار الأسد، أن الجميع في المعارضة والنظام وكذلك أميركا وروسيا وتركيا بدأ يلجأ إلى السلاح لفرض نفسه على الخارطة العسكرية من أجل تحقيق مكاسب سياسية.

ورأى أن المرحلة القادمة ستشهد تحفزا كبيرا من فصائل المعارضة للعودة إلى القتال، مشيرا إلى أن روسيا والنظام قلبا الطاولة على الهدنة وخرقاها. ودعا المعارضة إلى التمسك بالقرارات الدولية وشرط تشكيل هيئة حكم انتقالية في المفاوضات القادمة بجنيف.

وقال إنه في حال انهيار المفاوضات القادمة بين المعارضة والنظام فإن على المعارضة توحيد قواها العسكرية للاستمرار في المعركة حتى إسقاط النظام، معتبرا أن بشار الأسد سيسقط ومصيره لن يختلف عن مصير صدام حسين ومعمر القذافي.

غياب التسوية
من جهته عزا المفكر السوري والرئيس الأسبق للمجلس الوطني السوري الدكتور برهان غليون المعارك الميدانية الأخيرة إلى غياب التسوية السياسية التي يدفع غيابها باتجاه الحرب وإعادة تسعير المعارك.

ووصف هذه المعارك بأنها استنزاف سياسي وعسكري لفصائل المعارضة التي قال إن من مصلحتها تعزيز قوتها وتشكيل قيادة عسكرية موحدة لها للقضاء على هوس الأسد بالسلطة والتي قتل من أجل البقاء فيها أكثر من نصف مليون سوري.

واعتبر غليون أن الحل في سوريا مرتبط بإبعاد الأسد عن السلطة عبر تسوية سياسية قائمة على تشكيل هيئة حكم انتقالية تجمع المعارضة والنظام تحت إشراف أممي، وتوفير الشروط اللازمة للشعب السوري لإجراء انتخابات حرة ونزيهة لاختيار من يمثلهم ويحكم البلاد.

بدوره أعرب كبير الباحثين في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى أندرو تابلر عن خشيته من أن تؤدي المعارك الدائرة في سوريا حاليا إلى تعطيل محادثات جنيف وإيجاد تسوية سياسية للأزمة السورية. 

تردد أوباما
وقال تابلر إن أميركا وروسيا والمجتمع الدولي يريدون الحل السياسي، لكن المشكلة في ماهية الحل السياسي القابل للحياة، مشيرا إلى أن الهيئة الانتقالية تعني انتقال السلطة من طرف إلى آخر، وأن النتيجة ستكون بقاء الأسد في السلطة، وهذه هي العقبة الرئيسية الآن في المفاوضات بين النظام والمعارضة.

وعزا تردد الرئيس الأميركي باراك أوباما في الملف السوري إلى أنه يريد حلا سياسيا دون تدخل عسكري، خاصة أنه يرى أن أميركا لا تستطيع السيطرة على كل الملفات الساخنة في المنطقة، كما أن تقسيم سوريا سيؤدي إلى سيطرة تنظيم الدولة، وهو ما لا يرغب فيه.

ودعا تابلر للانتظار إلى ما بعد الانتخابات الأميركية ومن سيفوز فيها وكيف ستكون سياسته إزاء سوريا، لأن أوباما لا يريد اختتام فترته الرئاسية باتخاذ قرارات كبيرة.

أما مدير مؤسسة "غنوسوس" الإعلامية عمار وقاف الذي يطلق على النظام السوري "الدولة السورية"، فاعتبر أن فصائل المعارضة هي التي خرقت الهدنة مما أتاح لجيش الدولة السورية التقدم ضد هذه الفصائل.

وقال إن الحل في سوريا يقوم على رؤية الدولة السورية للحل والتي تستند إلى تشكيل حكومة موسعة وانتقال سياسي تديره الدولة وسن دستور جديد تجرى بموجبه انتخابات، معتبرا أنه إذا ترك الخيار للسوريين فإنهم سيصوتون لبشار الأسد.