حديث الثورة

ساعة الصفر تدق في الموصل والحسابات تتضارب

سلط برنامج “حديث الثورة” الضوء على ساعة الصفر لمعركة الموصل، وهي عملية مثلت في الآونة الأخيرة محورا لتساؤلات وجدل بشأن الأطراف المشاركة والتداعيات الإنسانية والديموغرافية الناجمة عنها.

على أكثر من جبهة بالعراق وسوريا يخوض تنظيم الدولة الإسلامية معارك مهمة، يتعلق أكثرها مصيرية بمدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى التي سيطر عليها في يونيو/حزيران 2014.

الموصل التي باتت تعيش على وقع ساعة الصفر لانطلاق عملية عسكرية، عملية مثلت في الآونة الأخيرة محورا لتساؤلات وجدل بشأن الأطراف المشاركة فيها من داخل العراق وخارجه، والتداعيات الإنسانية والديموغرافية التي قد تنجم عنها.

ووفق مصدر برئاسة إقليم كردستان، فإن ساعة الصفر لمعركة الموصل بدأت، لكن عدنان السراج رئيس المركز العراقي للتنمية الإعلامية وعضو ائتلاف دولة القانون قال إن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لم يحدد بعد ساعة الصفر، بل ما زالت قيد الدراسة.

بيد أميركا
أما الأمين العام لمجلس العشائر العراقية يحيى السنبل فقال إن الكلام الإعلامي عن إعلان ساعة الصفر هو بيد التحالف الدولي، وأميركا تحديدا، لافتا إلى أن الدور الكبير على الأرض هو للبشمركة التي تحظى بثقة أهالي الموصل لتخليصهم من الظلم ومن دعوات الثأر التي تنادي بها مليشيات طائفية.

وعليه، خلص إلى أن الحكومة العراقية التي لا يوجد بها وزير دفاع ولا داخلية ولا مالية، ومع ما تشهده من انقسامات، هي مجرد حكومة على الورق لا قيمة لها مقابل التحالف الدولي والقوى الأخرى المشاركة، خاصة البشمركة والحشد العشائري والقوات التركية.

من ناحيته، قال باري بافيل نائب رئيس المجلس الأطلسي إن وجود كل هذا العدد من المشاركين في المعركة من حيث المبدأ أمر طيب، لكن يخشى من خلل في التنسيق؛ إذ إن هناك سباقا لتحقيق المكاسب، بينما أكبر التحديات هو ماذا سيحدث بعد انتهاء المعركة؟

وأضاف المتحدث -وهو مستشار سابق للرئيس باراك أوباما– أن "حرب العراق الكبيرة" (الاحتلال الأميركي) لم تتضمن أي خطة لما بعد حسم النزاع العسكري وكيفية إدارة شؤون البلاد، والحال في الموصل تطرح السؤال بعد تحريرها: ماذا عن الخلايا النائمة مثلا؟

وعن حسابات تركيا مع اقتراب المعركة، قال الكاتب والباحث السياسي التركي محمد زاهد غل إن هذه المدينة ثاني أكبر خزان بشري في العراق، وظلمت تحت الاحتلال الأميركي أولا ثم عندما سلمتها الحكومة العراقية إلى تنظيم الدولة.

الحشد الشعبي
ومضى يقول إن أمرا ممنهجا جرى تدبيره بعد الاحتلال وأكمله تنظيم الدولة، ألا وهو تدمير السجلات العقارية والمدنية في الموصل وتهجير أغلب السكان، وعليه فإن الواقع الذي يراد له أن يفرض هو قدوم الحشد الشعبي براياته الثأرية الطائفية، وهذا سيمثل مشكلة للمنطقة برمتها.

عدنان السراج بدوره قال إن البشمركة ليست القوة الضاربة، إذ لا يسمح عديدها ولا تسليحها بذلك، أما من سيدخل الموصل فهم فقط الجيش العراقي والحشد العشائري حصرا، ولن يدخلها لا الحشد الشعبي ولا البشمركة.

وعن مشاركة الحشد الشعبي، فبحسب الأمين العام لمجلس العشائر العراقية يحيى السنبل فهي أمر مرفوض من كل سكان الموصل، مذكرا بممارسات الحشد الشعبي في محافظات عراقية تجاه المكون السني.

وأخيرا، حتى لو حققت معركة الموصل نجاحا بالمعنى العسكري، فإن شوطا طويلا -بحسب باري بافيل- يتبقى لإلحاق هزيمة ساحقة به، إذ ستنتقل المعركة إلى أماكن أخرى عمادها الاستخبارات في مواجهة هذا النوع الجديد من التطرف.