حديث الثورة

ما آفاق عملية السلام في سوريا؟

ناقشت حلقة (23/1/2016) من برنامج “حديث الثورة” إمكانية تسوية الخلاف حول تشكيل وفد المعارضة السورية بمحادثات السلام المرتقبة في جنيف، وتأثير الوضع الميداني وتعقيداته على فرص إحلال السلام.
ما آفاق عملية السلام في سوريا؟ تساؤل يطرحه الجدل الراهن حول تشكيل وفد المعارضة السورية بالمحادثات المرتقبة مع النظام برعاية دولية، وتعقيدات الوضع الميداني، وأبرزها استمرار القصف الروسي على المدن السورية، وحصار العديد من المناطق، وحسابات القوى الكبرى ومصالحها في سوريا.

فالمعارضة السورية حملت النظام وروسيا مسؤولية أي فشل للمحادثات بسبب استمرار الحرب، ورفضت أي تدخل روسي في العملية السياسية والتفاوضية. في المقابل، حذرت موسكو من قبل أن محادثات السلام في سوريا يمكن أن تبدأ دون مشاركة المعارضة، وأكدت ضرورة توسيع وفد المعارضة الذي تشكل في الرياض أو أن يكون هناك وفد معارض منفصل.

في خضم هذا الجدل، أكد جو بايدن نائب الرئيس الأميركي دعم بلاده الحل السلمي بسوريا، ولم يستبعد اللجوء إلى الحل العسكري للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية.

حلقة (23/1/2016) من برنامج "حديث الثورة" ناقشت إمكانية تسوية الخلاف حول تشكيل وفد المعارضة السورية بمحادثات السلام المرتقبة في جنيف، وتأثير الوضع الميداني وتعقيداته على فرص إحلال السلام في هذا البلد، ومدى التوافق الروسي الأميركي على شروط التسوية ومستقبل سوريا في ظل الخلاف على مصير بشار الأسد.

رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وعضو الوفد المفاوض هيثم المالح يرى أن تشكيل وفد المفاوضات يعود للهيئة العليا للتفاوض التي شُكلت في اجتماع المعارضة السورية بالرياض، ومن ثم فلا أحد يملك أن يُملي على السوريين ذلك، "والتدخل الروسي في هذا الشأن جزء من الاحتلال الروسي لسوريا، وروسيا ليس أمامها سوى أجندة واحدة هي تصفية الثورة لصالح نظام الأسد".

ويرى مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما جوشوا لاندس أن الخلاف حول تشكيل وفد المعارضة السورية مستمر، فروسيا ترى أن جيش الإسلام وأحرار الشام فصيلان إرهابيان وتريد إبعادهما عن طاولة المفاوضات، مشيرا إلى أن التوافق مؤخرا على أن تكون المفاوضات غير مباشرة من الممكن أن تكون حلا لذلك.

من جهته، قال الباحث الروسي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط أندريه ستيبانوف إن التيار الإسلامي يحظى بدعم جزء كبير من الشعب السوري، لكنه تساءل إن كان باستطاعة القيادي بجيش الإسلام محمد علوش، الذي اختير كبيرا للمفاوضين، المناورة والقبول بحل وسط.

وأبدى ستيبانوف اعتراضه على تشكيل وفد المعارضة، الذي قال إنه غير ممثل لكل السوريين، خاصة الأكراد، ووصفه "بالمستفز".

لكن المالح قال إن كل من شارك في اجتماعات الرياض سوريون لهم الحق في تمثيل الشعب السوري، ملقيا باللائمة على الدعم الروسي للنظام السوري الذي قتل مئات الآلاف واعتقل مثلهم ودمر البلد.

دور روسي
أما الباحث في المعهد الدولي للدراسات الجيوسياسية خطار أبو دياب فقال إن الوفد الذي شُكّل في اجتماعات الرياض أفضل المتاح، خاصة أنه يضم أطيافا سورية عدة، مشيرا إلى أن روسيا حاولت أن تكون وصية على النظام وشريكا مضاربا عند المعارضة، وأكد أن حلف أصدقاء الشعب السوري ليس إلا حلفا كرتونيا، بينما الحلف الداعم للنظام السوري حلف حقيقي.

ويرى لاندس أن الأسد لن يقدم تنازلات في مباحثات جنيف، وسيحاول فقط التعاون مع المجتمع الدولي، لكنه مؤمن بأن المفاوضات الحقيقية تحدث في أرض المعركة في الزبداني وحمص وغيرهما.

ويعتقد ستيبانوف أن من مهام موسكو في الأزمة السورية إرغام كلا الطرفين على الجلوس إلى مائدة المفاوضات، مشيرا إلى أن النظام السوري مستعد لتقديم تنازلات من بينها تشكيل هيئة انتقالية ذات صلاحيات كاملة وإعداد دستور جديد، ولفت إلى صحة الأنباء التي تسربت عن ضغط روسي على الأسد للرحيل.

أما المالح فقال إن رحيل الأسد لا يكفي، وإنما ينبغي عقابه هو وأركان نظامه، مؤكدا أن النظام لم يقدم أي بادرة حسن نية قبل ذهابه للمفاوضات كوقف إطلاق النار.

من جهته، أكد أبو دياب أن هناك خطة بالفعل لرحيل الأسد، مشيرا إلى ما يشبه التوافق الروسي السعودي على ذلك.