حديث الثورة

احتجاجات العراق وخيارات العبادي في مواجهتها

تناول برنامج “حديث الثورة” مسببات التظاهرات في العراق، والمدى الذي يمكن أن تصله في ظل الوضع الأمني المضطرب بالبلاد، وبحث أسباب إخفاق الحكومات العراقية المتعاقبة في تحسين أوضاع مواطنيها.

شهد العراق مظاهرات في مدن عدة احتجاجا على تردي الخدمات الأساسية والأوضاع المعيشية، فرغم إنفاق مئات المليارات من الدولارات على مدار سنوات عديدة لم يلمس الناس تحسنا في حياتهم.

ويعتبر العراق واحدا من أغنى بلدان العالم بموارده النفطية، إلا أنه يصنف أيضا ضمن دول العالم الأكثر فسادا.

التظاهرات الأخيرة في العراق أثارت أسئلة حول مسبباتها، وإلى أي مدى يمكن أن تصل في ظل الوضع الأمني المضطرب في البلاد، ولماذا أخفقت الحكومات العراقية المتعاقبة في تحسين أوضاع مواطنيها، وما مدى قدرة حيدر العبادي رئيس الوزراء بعد قرابة عام من توليه منصبه على التجاوب مع مطالب مواطنيه.

عقود وهمية
وفيما يتعلق بمصير الأموال الموجهة لتطوير قطاع الكهرباء أقر عضو ائتلاف دولة القانون محمد العكيلي في حلقة السبت 1/8/2015 من برنامج "حديث الثورة" بوجود نسبة فساد كبيرة في وزارة الكهرباء، وأكد أن حوالي 30 مليار دولار ذهبت بفساد مالي وعقود وهمية.

واعتبر ملف الكهرباء ملفا سياسيا ومشكلة متفاقمة، مؤكدا عدم وجود خطط استراتيجية في وزارة الكهرباء، ولا يمكن حلها بين يوم وليلة، لأن العبادي لا يملك عصا موسى لحلها.

وعزا أزمة الطاقة إلى تعرض العراق لعمليات "إرهابية" أخرجت عددا من محطات الطاقة الكهربائية من الخدمة، واتهم الكثير من الوزراء السابقين بنهب الأموال والهرب خارج البلاد.

نظام فاسد
من جهته، رأى مدير المعهد العراقي للتنمية والديمقراطية غسان العطية أن العراق يحكم بالطائفية والمحاصصة التي أضاعت حقوق المواطنين بما يسمى بالمكون، واعتبر التظاهرات إدانة للعملية السياسية القائمة على الفساد والعاجزة عن الخروج من المأزق.

وحسب رأيه، فإن الشارع العراقي أصبح يصرخ بحثا عن قوة سياسية بعيدة عن الهيمنة الطائفية لدولة جارة، وهو غير راض عن العملية السياسية ككل ولم يتظاهر احتجاجا على قطع الكهرباء فقط.

وقال العطية إن النظام كله فاسد وغير قادر على إصلاح نفسه، وإن الترقيع لا يفيد في هذا الجو الذي سيخلق حالة احتقان، وعبر عن خشيته من أن ينهار العراق نتيجة لذلك.

إدارة عبثية
وفي تفسيره لأزمة الطاقة التي تمر بها البلاد رأى مسؤول العلاقات في الحراك الشعبي العراقي عبد الرزاق الشمري أن العامل الأول يعود إلى الفساد المالي والإداري الذي اتصفت به الحكومات المتعاقبة، التي لم تكن حكومات تخصصية وطنية، وأرجع مطالبة البعض بعزل وزير الكهرباء إلى دوافع طائفية.
 
أما رئيس مرصد الحريات الصحفية في العراق زياد العجيلي فأكد أن ملف الكهرباء شهد سوء إدارة وعبثية في التعامل من قبل القائمين على أمر الوزارة، وقال إن الحكومة لم تقدم عملا مقنعا في مجال الكهرباء طيلة 12 عاما.

وأرجع التزامن في انطلاق التظاهرات في مدن مختلفة إلى ارتفاع درجات الحرارة التي تجاوزت 51 درجة مئوية و 65 مئوية تحت أشعة الشمس في بعض المناطق، إضافة إلى أن المجتمع بدأ يتثقف ديمقراطيا ويعرف أين الحقوق والواجبات، ويتلمس أماكن الخلل في إدارة الدولة العراقية، حسب رأيه.

وعبر عن قناعته بأن العملية السياسية في العراق قابلة للتغيير لا للإسقاط، وأشار إلى أن المظاهرة التي خرجت في بغداد لم يعترض عليها مسؤول أو يتهمها بالعمالة.