حديث الثورة

الأوضاع في إدلب بين تقدم المعارضة وتراجع النظام

سلط برنامج “حديث الثورة” الضوء على أبعاد التقدم الجديد للمعارضة السورية، الذي سيطرت فيه على مدينة جسر الشغور بعد أقل من شهر من دخولها عاصمة محافظة إدلب.

رصدت حلقة السبت 25/4/2015 من برنامج "حديث الثورة" أبعاد تقدم جديد لكتائب المعارضة السورية، حيث تمكنت من السيطرة على مدينة جسر الشغور في محافظة إدلب بعد أقل من شهر على سيطرتها على عاصمة الإقليم مدينة إدلب، وحاولت الحلقة تلمس أهمية سيطرة المعارضة السورية على تلك المدينة وأثر ذلك على المعارك الدائرة مع النظام السوري في اللاذقية وحماة وحلب.

عبر تقنية سكايب، أوضح القيادي في حركة أحرار الشام أبو الحسن إياد الشعار أن ادعاء النظام السوري أنه أعاد نشر قواته حول المدينة هو محض كذب صريح، مؤكدا أن المنطقة بأكملها سقطت بيد الثوار، ولم يبق للنظام أي وجود بالمدينة، وأوضح أن النظام قصف التجمعات السكنية وتسبب في سقوط الكثير من القتلى والجرحى.

وأضاف أن كل الفصائل التي شاركت في العملية متوحدةٌ لتحقيق هدف إستراتيجي يتمثل في فصل الشمال السوري وتحريره، وكشف أن الدعم الذي يجده الأسد من إيران وحزب الله هو الذي يطيل عمر نظامه، وعبّر عن أسفه لقيام النظام السوري بتجنيد الأطفال والزج بهم في ميادين معارك لا يعرفون الكثير عن جغرافيتها.

كر وفر
ومن جهته، رفض الكاتب الصحفي يونس عودة التصديق بصحة الأخبار التي كشفت عن قيام النظام بقتل معتقلين في فرع جسر الشغور الأمني، مؤكدا أن النظام بدأ شن حملة معاكسة لاسترجاع المدينة من أيدي "الإرهابيين"، الذين قال إن تركيا تتولى دعمهم وتوفير حاجياتهم أثناء المعارك.

واعتبر أن سقوط مدينة إدلب يأتي في إطار أن "الحرب كر وفر"، وناشد السوريين التحلي بالعقلانية والدفع نحو لملمة الوضع السوري، دون الالتفات للتدخلات الخارجية التي تهدف إلى تمزيق البلاد، وأكد أن الأيام كفيلة بأن تظهر مقدرات الجيش العربي السوري الذي تقدم في جبهات عديدة كان منسحبا منها.

وعن الأهمية الإستراتيجية للمدينة، قال الخبير العسكري والإستراتيجي السوري أسعد الزعبي إن سقوط المدينة يعتبر صفعة قوية على وجه النظام، مشيرا إلى أن المدينة تعتبر نقطة انطلاق باتجاه معركة الساحل، وأن النظام حاول أن يجعل منها سجنا كبيرا، وأن يتخذ من المدنيين دروعا بشرية.

وبحسب الزعبي، فإن نتائج المعركة في جسر الشغور أفضل بكثير من دخول إدلب، لأن المعارضة بالكامل قامت بتدمير الحواجز الدفاعية التي أقامها النظام حول المدينة.

وبشأن فرص تسوية الوضع سياسيا، أكد الزعبي أن هذا الأمر مستحيل بعد أن رفع الرئيس السوري بشار الأسد شعار "الأسد أو أحرق البلد"، وأوضح أن النظام واجه المتظاهرين السلميين بالأسلحة والطائرات، وذكر العديد من المبادرات الدولية الأممية التي هدفت لحل الأزمة سياسيا، والتي رفض النظام تحقيق أي بند من بنودها، بل لجأ إلى استخدام جميع أدوات القتل ضد الشعب بما فيها الأسلحة الكيميائية المحرمة دوليا.

قصف القلمون
وناقشت الحلقة في الجزء الثاني دلالات استهداف مواقع للنظام وحزب الله اللبناني في منطقة القلمون بغارات جوية يعتقد أنها إسرائيلية.

وكانت مصادر مطلعة نقلت للجزيرة قيام طائرات يعتقد أنها إسرائيلية بقصف مواقع لقوات النظام السوري وحزب الله اللبناني في منطقة القلمون السورية على الحدود بين سوريا ولبنان، وقال عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري المعارض هادي البحرة في حسابه على تويتر إن القصف استهدف ألوية ومستودعات ذخيرة.

وبشأن الأهمية العسكرية لمنطقة القلمون، قال عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري المعارض هادي البحرة إن المنطقة تحتوي على أكبر مخزون من صواريخ سكود بي المحصنة تحت الأرض، وكشف عن عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن القصف حتى الآن، ولكنه توقع أن تكون إسرائيل هي التي نفذت الغارة الجوية.

أما الكاتب الصحفي يونس عودة فقال إن المصدر الأول الذي ذكر وقوع هذه الغارات لا يمكن الثقة في الأخبار التي ينشرها، وأكد أن إسرائيل تدرك أن اعتداءها على حزب الله يقابل دائما بالرد.

من جهته، أيد الخبير العسكري والإستراتيجي أسعد الزعبي أن إسرائيل هي من نفذت الضربة، واتفق مع حديث البحرة عن وجود مخازن لصواريخ إسكود في المنطقة، وقال إن إسرائيل تخاف أن يقوم النظام بنقل هذه الأسلحة إلى حزب الله، كما تخشى أن تقع في أيدي المعارضة.