حديث الثورة

الأزمة في ليبيا وفرص التدخل الخارجي

ناقش برنامج “حديث الثورة” طلب النظام المصري الحصول على تفويض من مجلس الأمن الدولي بالتدخل العسكري في ليبيا، وتأثيرات ذلك على المشهد السياسي، وفرص حلحلة الأزمة في البلاد.

طلب النظام المصري الحصول على تفويض من مجلس الأمن الدولي بالتدخل العسكري في ليبيا، في أوج حالة فوران شعبي بعد إعدام 21 مصريا فيها والرد بشن ضربات جوية على مدينة درنة، ولكنه فوجئ -كما يبدو- بإعلان قوى إقليمية ودولية أن ليبيا بحاجة إلى تسوية سياسية لا إلى تدخل عسكري دولي.

حلقة الجمعة (20/2/2015) من برنامج "حديث الثورة" بحثت فرضية كون هذه الضربات وطلب التفويض الدولي مجرد رد على حادث مسّ هيبة الدولة المصرية، أم أن هناك استثمارا للحدث لتنفيذ خطط مبيتة لتدخل مصري في ليبيا أشارت إليها مواقف لسلطات ما بعد 3 يوليو/تموز 2013 وتصريحات مقربين منها.

مصر قادرة
وحول مقدرة مصر على التدخل في ليبيا، رأى ضيف الحلقة أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن نبيل ميخائيل أن مصر تملك قوة سياسية وعسكرية وتملك فهما لجغرافيا ليبيا أفضل من أميركا.

وأكد ميخائيل أن مصر تعتمد على قناعات راسخة تؤيد شكواها أمام مجلس الأمن لأنها تخاف على سلامة حدودها، وتخشى العنف ضد المصريين في ليبيا بغض النظر عن دياناتهم، ويقلقها عدم الاستقرار في ليبيا، مشيرا إلى أنها تحتاج إلى مهارة دبلوماسية لطرح هذه القضية.

واتهم أميركا باستغلال مجلس الأمن لفرض إرادتها السياسية، وضرب مثلا باعتراضها على التدخل المصري والأردني لمحاربة "الإرهاب"، وأكد أن مصر يمكنها التدخل في ليبيا وعدم الالتزام بقرارات مجلس الأمن إن أصبح هذا التدخل من مصلحتها.

من جهته، أوضح الكاتب الصحفي محمد القدوسي أن الحديث ينبغي أن يكون عن حكومة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "ذات المنطق المعوج" وليس عن مصر، وضرب مثلا بالسياح الأجانب الذين تم قتلهم في مذبحة الأقصر ولم تطالب دولهم مجلس الأمن بقصف مصر.

ووصف القدوسي القصف المصري لليبيا بأنه "جريمة" مارستها سلطة قصفت مواطنين مدنيين دون أن تكون هناك حرب على الأرض، واتهم الرئيسَ السيسي بالتآمر على الثورات العربية، مستشهدا بحديث السيسي الذي اعترف فيه بأن كل المواقع التي تم ضربها كانت مرصودة قبل شهور طويلة، وتم تنفيذ القصف حينما جاءت المواعيد المناسبة.

دعم الجيش
أما الكاتب الصحفي الليبي المؤيد للبرلمان المنحل بطبرق محمد أنور فقد نفى أن يكون ترحيب البرلمان المنحل واللواء المتقاعد خليفة حفتر بالضربات على ليبيا يعزز الاتهامات لهم بأنهم مجرد أدوات تستخدم من قبل جهات خارجية.

وكشف وجود تنسيق أمني بين "الدولتين"، وأن الشعب الليبي يؤمن "بالسلطة الشرعية" التي جاءت عبر الصندوق، وأوضح أن المؤتمر الوطني العام في ليبيا يسيطر على طرابلس عبر مليشيات تنتمي إلى الإخوان المسلمين.

وبحسب أنور، فقد جاءت هذه الضربات من أجل دعم "الجيش الليبي" الذي يقود حربا أدت إلى شبه تحرير مدينة بنغازي من "المجموعات المتطرفة" التي كانت تتحكم في كل شوارع المدينة، وليس فقط انتقاما لذبح المصريين.

واتهم بعض الضيوف المشاركين في الحلقة بالكذب، وقال إن تنظيم الدولة موجود في ليبيا لأن المصريين لم يتم خطفهم وذبحهم في كوكب "المريخ"، وأكد أن المصريين ذهبوا إلى مجلس الأمن بالتنسيق مع الليبيين، واتهم الضيفَ القدوسي بأنه لا يحترم الحوار مع الآخرين، موضحا أن ذلك هو ديدن الإخوان المسلمين.

من ناحيته، قال عضو المؤتمر الوطني الليبي العام محمود عبد العزيز الورفلي إن ليبيا تدين هذا العمل "الإجرامي الإرهابي" الذي جرى تنفيذه بقصد خلط الأوراق وزعزعة الحوار الليبي الذي يعد خيارا إستراتيجيا يخرج الجميع من الأزمة.

وأكد الورفلي أن الحوار بين الليبيين ماض حتى يتم تحقيق الاستقرار في البلاد، وأوضح "أن اللواء حفتر ومن يدورون في فلكه من مصاصي الدماء وسارقي المال الليبي، لا حظ لهم في مستقبل ليبيا، ولا يعتبرون مكونا أساسيا في الحوار".