حديث الثورة

المحرقة السورية.. إلى متى الصمت؟

ناقشت حلقة 8/2/2015 من برنامج “حديث الثورة” استقبال العالم للرقم الجديد لأعداد ضحايا الثورة السورية المقدر بأكثر من 210 آلاف قتيل، دون أي ردود فعل من أي نوع.

تدفع أحداث المنطقة، وهي كثيرة ومتشابكة ومتحركة، وقائع الدم السوري إلى الوراء، فتزداد وتيرة القتل باضطراد بينما يتراجع الاهتمام الدولي أكثر فأكثر.

ما يزيد على 210 آلاف قتيل هم حصيلة الضحايا -وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان- منذ انطلاق الثورة في مارس/آذار 2011، رقم على فداحته لا يمثل وفق منظمات كثيرة من بينها المرصد نفسه سوى من شملتهم جهود التوثيق فقط.

برنامج "حديث الثورة" في حلقته ليوم 8/2/2015، سلط الضوء على مأساة ما يقارب مليوني سوري بين قتيل وجريح، خلافا للاجئين والنازحين.

يقول مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل الشقفة إنهم يتواصلون مع الأمم المتحدة التي ستصدر إحصائية جديدة لما قبل نهاية 2014، ويتوقع أن يزيد عدد الضحايا من المدنيين تقريبا على 240 إلى 245 ألف شخص.

وأشار الشقفة إلى أن هذا الرقم لا يشمل قوات الأمن والجيش والشبيحة، إذ لا توجد منهجية لتوثيقهم، كما لا يشمل الرقم المقاتلين لدى تنظيم الدولة الإسلامية أو جبهة النصرة أو جند الأقصى وغيرها، وإنما فقط المدنيين الذين قتلوا من قبل قوات النظام، والذين قتلوا من قبل "التنظيمات المتشددة"، والذين قتلوا من قبل المعارضة، والثوار الذين قتلوا من قبل النظام أو من قبل "التنظيمات المتشددة".

منذ تجربة حماة
بدوره، قال رئيس حزب الجمهورية السوري محمد صبرة إن النظام السوري اتخذ من تجربة حماة أساسا للتجارب اللاحقة، ورأى أن أميركا كافأت "الطغمة الحاكمة" بعد مجزرة عام 1982 بإعطائها وكالة حصرية لإدارة لبنان، وفق قوله.

وزاد صبرة على ذلك بأن النظام السوري بدل أن "يعاقب على جريمة الحرب الكبرى التي ارتكبها" أعطي تفويضا بإدارة العلاقات الدولية في "هذا الإقليم" الأمر الذي شجعه على ارتكاب المزيد والمزيد من الجرائم، على حد تعبيره.

أما أستاذ العلاقات الدولية ومدير مركز الشرق الأوسط بجامعة لندن فواز جرجس، فقد ذهب إلى أن النظام السوري استطاع من خلال القوة المفرطة أن يقنع العالم بأنه ليس هناك من إمكانية لتغيير القيادة في سوريا عن طريق المعارضة.

ولدى مقارنة الكارثة السورية بسواها، فإن جرجس يرى أنها الأخطر منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، مشيرا إلى أن النسيج الاجتماعي ينهار في سوريا متسائلا "أين هو النظام الدولي والمجتمع الدولي، ولماذا هذا الصمت؟".

الإعلام الغربي
ولفت جرجس إلى أن تغطية الإعلام الغربي للمأساة ضعيفة بسبب التركيز على الصراع لا على ضحايا الصراع، مبينا أن حربا كالعراقية الإيرانية كانت تدرس على أنها أكثر الحروب دموية في تاريخ الحروب بالقرن العشرين، والآن "أعتقد وأتمنى أن أكون مخطئاً: سوف ندرس الصراع في سوريا على أنه الأكثر دموية في القرن الواحد والعشرين".

 وحول الصمت الدولي بشأن الضحايا في سوريا، قال الكاتب والمحلل السياسي محمد زاهد غول "أيعقل أن يتمكن مجلس الأمن الدولي من إصدار قرار يمنع تصدير الفحم من الصومال، ولا يستطيع استصدار قرار يوقف عداد القتل المجاني في سوريا؟".

وخلص غول إلى أن القرارات التي اتخذت في مجلس الأمن الدولي بحق سوريا "مع الأسف الشديد لم تر التطبيق على الأرض حتى في موضوع المساعدات الإنسانية".