حديث الثورة

ماذا بقي من ثورة 25 يناير؟

توقفت الحلقة عند الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، وتساءلت عما تبقى منها، وما المدى الذي يمكن أن يبلغه الحراك الشعبي الراهن في مواجهة انقلاب 3 يوليو/تموز 2013؟

شكلت ثورة 25 يناير في مصر واحدة من أبرز محطات الربيع العربي، فقد أجبر مدّ جماهيري غاضب الرئيس المخلوع حسني مبارك على التنحي، مفتتحا بذلك مرحلة جديدة حبلى بوعود الحرية والكرامة.

واستمر المخاض عسيرا وسط اختلاف شديد بين قوى سياسية وعسكرية وأمنية حول ما ينبغي أن تكون عليه مصر المستقبل، اختلاف استفادت منه قوى بعينها قلبت المعادلة إلى الحد الذي قاد كثيرا ممن قام بالثورة إلى أقبية السجون، بينما برئت رموز نظام مبارك واحدا تلو الآخر.

حلقة الأحد (25/1/2015) من برنامج "حديث الثورة" توقفت عند الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، وتساءلت عما تبقى منها، وما المدى الذي يمكن أن يبلغه الحراك الشعبي الراهن في مواجهة انقلاب 3 يوليو/تموز 2013؟

وشارك في الحلقة من باريس عميد كلية الحقوق السابق ووزير الشؤون القانونية السابق محمد محسوب، ومن إسطنبول القيادي في حزب الحرية والعدالة حمزة زوبع، وفي الأستوديو عضو ائتلاف شباب الثورة سابقا محمد عباس والكاتبان الصحفيان وائل قنديل وسليمان جودة.

ثورة وحاضنة
وقال محمد محسوب في مستهل حديثه إن الثورة في مصر ثورة شعبية وطنية خرجت من الفخ الذي نصب لها، موضحا أن الثورة الآن تتمتع بحاضنة مجتمعية هائلة، بينما يفتقد النظام أي حاضنة تناصره، بحسب قوله.

وفي ما يتعلق بقطاع القضاء، رأى محسوب أن هذه المؤسسة لم تكن مستقلة ولا شامخة منذ العام 1968، مضيفا أن القضاء المصري تحول من قضاء للشعب إلى أداة في يد السلطة.

من جانبه، شدد حمزة زوبع على ضرورة أن تتنحى ما سماها "النخب الفاسدة" في مصر، وقال إن "النفايات السياسية" التي انتشرت في البلاد آن لها أن تتوقف.

ورأى القيادي في حزب الحرية والعدالة أن الثورة القادمة في مصر ستزيل تلك "النفايات"، بحسب وصفه.

واعتبر محمد عباس أن الخطأ الأكبر الذي أدى بثورة 25 يناير إلى ما هي عليه اليوم، يتمثل في ترك السلطة للعسكر عقب سقوط نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك.

ورأى عباس أن مسؤولية ما يجري اليوم تتحملها أطراف عديدة بمن فيها الإخوان المسلمون الذين لم يحسنوا التعامل إبان حكمهم.

الثورة تقاوم
أما وائل قنديل فنفى أن تكون ثورة 25 يناير قد شيعت إلى مثواها الأخير، مؤكدا أن الثورة تقاوم وتثبت أقدامها على الأرض.

وقال قنديل إن الثورة الحالية تشهد الكيمياء نفسها التي صنعت صورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، واصفا إياها بأنها ثورة الشعب المصري بجميع أطيافه.

في المقابل، ذكر الكاتب الصحفي سليمان جودة أن المصريين خرجوا في الذكرى الرابعة لثورة يناير "للاحتفال باستعادة ثورتهم من الإخوان".

وأوضح جودة أن ثورة يناير "استرجعت طابعها الوطني بعدما كانت ثورة إخوانية"، بحسب تعبيره.

ورفض الكاتب الصحفي القول إن الإعلاميين في مصر يمشون في ركب السلطة، قائلا إنهم يساندون بلدا لا نظاما أو حكومة.