حديث الثورة

خطاب السيسي وحظوظ صباحي بانتخابات الرئاسة بمصر

قبل أسبوعين على انتخابات الرئاسة بمصر يثور جدل بشأن مضمون خطاب عبد الفتاح السيسي وتوظيفه المفرط للدين فيه, فيما يتساءل البعض عن حظوظ حمدين صباحي بانتخابات تبدو محسومة سلفا.

تباينت وجهات نظر ضيوف حلقة الأحد 11/5/2014 من برنامج "حديث الثورة" بشأن مضمون خطاب المرشح للانتخابات الرئاسة بمصر عبد الفتاح السيسي خصوصا الجانب الديني منه ومدى نجاعة خطاب المرشح حمدين صباحي وحظوظ القبول والتأثير لديه عند الشعب المصري.

ويرى أستاذ التاريخ العربي المعاصر بجامعة السوربون عادل اللطيفي أن هناك فرقا بين خطاب الدعاية للسيسي وخطاب السيسي نفسه, مشيرا إلى أن هناك استغلالا مفرطا للدين إلى حد أنه جعل من ترشح السيسي للرئاسة هبة من الخالق.

وفي السياق، اعتبر اللطيفي أن السيسي ارتكب خطأ لأنه لم يتبرأ من الأساطير التي تحاك عنه. ويعتقد أن خطاب السيسي حول الإسلام ليس فيه شطط, وأنه تحدث عن الإسلام ليميز نفسه عن الإخوان المسلمين ولدخول قلوب المصريين من بوابة الدين وليس عبر برنامج سياسي.

وأضاف أن السيسي كان غارقا في خطابه في نوع من الشعبوية والأمور الأخلاقية.

في المقابل، أشار مدير منتدى الشرق الأوسط للحريات مجدي خليل إلى أن البيئة التي أنتجت هذه الخطابات هي بيئة الصحوة الإسلامية, مضيفا أن خطاب السيسي يصنف ضمن الإسلام المحافظ.

ويرى أن السيسي بحديثه عن الإسلام أراد أن يفهم المصريين أنه ليس أقل تدينا من الإخوان المسلمين.

وقال إن السيسي تكلم عما يؤمن به، وحديثه ينم عن صدق وبعيد عن المناورات السياسية, لافتا إلى أن ما يروجه بعض الإعلاميين ورجال الدين عن السيسي هو نفاق وتملق ليس إلا.

من جانبه، يعتقد رئيس تحرير صحيفة "العربي الجديد" وائل قنديل أن الدين جزء مهم في حياة العرب والمسلمين.

وقال إن مصر اليوم تعيش مسخرة عبر محاولات إحياء حالة ناصرية وصناعة شخصية لها قداسة دينية, في حين أن السيسي شارك في قتل أكثر من ثلاثة آلاف رجل كانوا يؤدون شعائر دينية، في إشارة إلى مجزرتي رابعة والنهضة.

واعتبر أن السيسي هو مرشح الرداءة الذي يسعى لاستثارة الغرائز الشعبية من خلاله استخدامه الدين، وقال إن خطابه يخلو من أي مضمون ولا يملك مشروعا سياسيا أو دينيا أو حضاريا. 

حظوظ صباحي
أما عن حظوظ صباحي في سباق الرئاسة المصرية فأوضح اللطيفي أنه ما لم يتم ضمان حياد الإعلام والقضاء في هذه الانتخابات فإن النتائج ستكون محسومة سلفا لصالح السيسي. 

من جهة أخرى، يعتقد اللطيفي أن المصريين بين خيارين من الماضي، فالسيسي امتداد للحكم العسكري الذي حكم مصر منذ 1952، بينما صباحي يسعى إلى إحياء أمجاد العصر الناصري. 

من ناحية أخرى، لفت اللطيفي إلى أن صباحي تحدث أكثر عن ثورة 25 يناير والديمقراطية، في حين أن كلمتي الثورة والديمقراطية تكادان تغيبان عن خطاب السيسي. 

من جانبه، قال عضو المكتب السياسي لحزب المؤتمر الشعبي المصري الناصري عادل شرف إن السيسي يملك مقومات مالية وإعلامية أكثر من حمدين الذي يركز على الالتحام مع الناس, مضيفا أن هناك مجاملة من فضائيات ورجال إعلام ورجال الرئيس المخلوع حسني مبارك للسيسي.

من جهة أخرى، يرى شرف أن ترك الساحة لمرشح واحد أمر لا يليق بمصر, لافتا إلى أن حزبه يتطلع لبناء ديمقراطية حقيقية ويدعو لتأسيس معارضة قوية مستقبلا.  

وفي السياق، أقر شرف بأن السباق محسوم، لكنه يعول على مفاجأة قد يحدثها الشعب المصري على غرار ما حدث في 25 يناير. 

بدوره، يعتقد قنديل أنه ما كان يجدر بصباحي لعب هذا الدور ودخول الانتخابات باعتبارها محسومة سلفا لصالح السيسي, مشيرا إلى أن الجيش بصدد إعادة صياغة منظومة الحكم في مصر.