حديث الثورة

اعتقال صحفيي الجزيرة ومحنة حرية التعبير

للمرة الخامسة تؤجل محاكمة صحفيي الجزيرة المعتقلين في مصر، بينما يواصل مراسل الجزيرة عبد الله الشامي المعتقل في مصر أيضا إضرابه عن الطعام لليوم الــ81.

كانت محاكمة صحفيي الجزيرة يوم الخميس 10/4/2014 محل انتقاد من منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الصحفية التي أبدت قلقها لتأجيل محاكمة ثلاثة من صحفيي الجزيرة الإنجليزية، بينما يقبع مراسل الجزيرة عبد الله الشامي في سجنه منذ أغسطس الماضي.

وجاءت حلقة "حديث الثورة" في يوم المحاكمة أيضا لتقرأ مسلسل المحاكمات والاعتقال لصحفيين وليدلي عدد من المسؤولين والناشطين في منظمات وهيئات صحفية وحقوقية آراءهم بشأن وجاهة الاعتقال من ناحية قانونية وأخلاقية.

وتحدث عبر الهاتف محمد الشامي شقيق مراسل الجزيرة عبد الله الشامي، قائلا إن صحة عبد الله تتدهور مع إضرابه عن الطعام، وفقدانه أكثر من ثلاثين كيلوغراما من وزنه.

وأضاف أن شقيقه اعتقل ولم توجه له حتى الآن تهمة، ساخرا مما اعتبره فضيحة اشتملت عليها محاكمة الصحفيين الأخيرة يوم الخميس والتي تضمنت عرض مقاطع فيديو من الصومال ومن قنوات إخبارية أخرى، معتبرا أن من يشوه مصر هو "المحاكمات الهزلية" وليس الصحفيين المتهمين.

تكميم أفواه
 بدوره، قال الكاتب الصحفي أحمد حسن الشرقاوي إن سلطات الانقلاب في مصر تسوق الذرائع لقمع الصحافة وتكميم الأفواه، ووصف هذه المحاكمات بغير الشرعية وغير المنطقية.

وأضاف الشرقاوي أن دوافع سياسية تقف وراء اعتقال صحفيي الجزيرة، وأن السلطات المصرية تستخدمهم رهائن لمقايضة الجزيرة حتى تغير من توجهها في تغطية الأحداث بمصر، حسب تعبيره.

أما رئيس نادي الصحافة القومي مايرون بيلكايند فكرر غير مرة أن الأدلة التي قدمتها المحكمة إذا كانت هي أفضل ما لديها فإن عليها أن تفرج عنهم، مستغربا من استخدام مقاطع فيديو ليس لها أي علاقة بقضية المعتقلين.

واعتبر بيلكايند أن من حق الصحفي السعي للحقيقة، بل وإزعاج الحكومة، وإن حدوث انتهاكات قانونية مثل عدم الحصول على تأشيرة لا يستوجب سجن الصحفيين.

ذكريات مخيفة
وقال الصحفي السويدي مارت شيبي الذي سجن سابقا في إثيوبيا إن لديه ذكريات مخيفة حول اعتقاله، لكنه يرى أن الخوف من الرصاص الذي واجهه سابقا صار البديل عنه اليوم الخوف من القوانين.

هذه القوانين التي تجرم الصحافة قال شيبي إن على الصحفيين "انتهاكها"، معتبرا أن ما يجري من محاكمات في مصر جريمة ضد الإنسانية، واصفا الرقابة على الصحفيين والتضييق عليهم بالأسلوب الرخيص، على قوله.

أما عضو تحالف المصريين الأميركيين أيمن وصفي فقال إن وجود أخطاء من الصحفيين كعدم المهنية ليس مبررا للتنكيل بهم، مشيرا إلى أن ظروف المعتقلين "سيئة للغاية"، وأن ضمانات المحاكمة العادلة غير موجودة في ظل الاستقطاب واستخدام النظام القانوني لخدمة أهداف سياسية، بحسب قوله.

وانتقد وصفي اللجوء إلى الحجر على الرأي، مضيفا أن الرد على الأخبار المبالغة هو بنشر الحقيقة وفتح حرية الرأي وليس بالاعتقال.

من جانبه، قال رئيس تحرير ملف الأهرام الإستراتيجي هاني رسلان إن القضاء المصري لا يخضع للتأثير، وإن "ما نطالب به سرعة إنجاز القضية لكي يبت في أمر الصحفيين"، لكنه مقابل ذلك رأى أن هناك ما وصفه ترويجا لأخبار كاذبة أو مشاهد جزئية للتأثير على أوضاع مصر، كما قال.