التدخل العسكري في ليبيا.. تعميق للأزمة أم حلها؟
وأمام تفاقم التدهور الأمني والسياسي في البلد، الذي شهد قبل أكثر من ثلاث سنوات ثورة أطاحت بنظام العقيد الراحل معمّر القذافي، تحول الملف الليبي إلى بند ساخن في دوائر إقليمية ودولية، دعا بعضها إلى التدخل العسكري في ليبيا، وسط مخاوف من أن تدفع خطوة كهذه إلى تعميق الأزمة الليبية بدل حلها.
رأى ولد محمد المختار أن القمة أتت من الحرص الطبيعي على أن تخرج ليبيا من دوامة العنف، وتجنيب دول المنطقة المزيد من المشكلات الأمنية الناجمة عن تحول ليبيا إلى دولة فاشلة.
وأضاف أن المؤتمر ذكر أن الليبيين معنيون أكثر من غيرهم بحل أزمتهم الداخلية، أما مسألة الشرعية في ليبيا فقال إن الجميع يعلم أن هناك انتخابات برلمانية شارك فيها كل الفرقاء السياسيين وأنتجت برلمانا يحظى بتأييد واسع في العالم".
من جانبه، قال عبد الحميد صيام إن الحلقة الغائبة في جهود المبعوث الأممي إلى ليبيا برناردينو ليون هي في إشراك دول الجوار ببحث الأزمة الليبية، مضيفا أن الحرب في ليبيا أصبحت بالوكالة، وأن هناك دولا تدعم هذا الطرف ودولا تدعم طرفا آخر.
وعن الدعوة لتشكيل قوة عسكرية للتدخل بالاتفاق مع الاتحاد الأفريقي، قال إن هذا غير منطقي، بل إن تشكيل القوة لا يتم إلا بتوافق داخل مجلس الأمن تنتج عنه شراكة مع الاتحاد الأفريقي، مؤكدا أن الأمم المتحدة لا ترى الحل عسكريا في ظل انقسام ليبيا بين فريقين وشرعيتين وبرلمانين.
قفز على الحقائق
أما صلاح القادري فتساءل: هل طلب التدخل لخدمة الشعب الليبي؟ مجيبا أن الدول المجتمعة -وهي تشاد ومالي وبركينافاسو وموريتانيا والسنغال- تقبع في مراتب متأخرة في الجانب التنموي وحقوق الإنسان، ورأى أن اعتبار اجتماعها خدمة للديمقراطية في ليبيا قفز على الحقائق.
وأضاف أن الدعوة لدعم الشرعية في ليبيا تقتضي دعوة جميع الأطراف للحوار، وأن تقف المؤسسة الدولية على مسافة واحدة من الجميع.
من ناحيته، قال خطار أبو دياب إن التدخل العسكري وهم، بينما اعتبر -في المقابل- أن المبعوث الدولي تأخر كثيرا عن دوره تجاه ليبيا.
وأضاف أن القوة الناعمة ضرورية لإيجاد أفكار تحل مشكلة الشرعية في ليبيا، حيث إن الأزمة في البلاد بدأت منذ أول حكومة بعد إسقاط القذافي، وبدا منذ تلك اللحظة أن الأطراف لم تقبل بعضها البعض.
أما دوغلاس أوليفانت، فعبر عن عدم اعتقاده بحدوث تحرك عسكري مشابه لما جرى مع القذافي.
وأوضح أن المجتمع الدولي كان بطيئا لفهم أزمة ليبيا حتى وصلت الأمور إلى حال تصعب إعادتها إلى السابق، وأنه لا يرى أدوات لدى أميركا وأوروبا للوصول إلى مصالحة وطنية في ليبيا.