حديث الثورة

رسالة أوباما لخامنئي ومستقبل المنطقة

ناقشت حلقة الجمعة من برنامج “حديث الثورة” تعامل الولايات المتحدة مع التنظيمات المدعومة من إيران في ضوء الكشف عن رسالة وجهها أوباما إلى خامنئي لبحث تعزيز التعاون لمواجهة تنظيم الدولة.

استهدفت غارات التحالف الدولي على الأراضي السورية في الأيام الأخيرة مواقع فصائل مسلحة غير تنظيم الدولة الإسلامية وتجنبت مواقع قوات النظام السوري، كما أغارت الطائرات الأميركية شرقي اليمن ضد أهداف يشتبه في أنها تعود لتنظيم القاعدة ومهدت لتقدم الحوثيين في منطقة رداع، وهو ما طرح تساؤلات عن ما إذا بات مصير ثورتي البلدين وتحقيق الاستقرار فيهما مرهونا بتسويات إقليمية أكبر تتعلق بالعلاقة الأميركية الإيرانية ومستقبل برنامج طهران النووي.

وقد عزز هذه التساؤلات ما كشفته "وول ستريت جورنال" من أن الرئيس الأميركي باراك أوباما وجه رسالة سرية الشهر الماضي إلى مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي لبحث تعاون مشترك في محاربة تنظيم الدولة إذا تم التوصل إلى اتفاق نووي.

حلقة الجمعة (7/11/2014) من برنامج "حديث الثورة" ناقشت تعامل الولايات المتحدة مع التنظيمات المدعومة من إيران ودلالاتها، خاصة في دول الربيع العربي.

كبير الباحثين في معهد الشرق الأوسط بواشنطن أليكس فاتانكا أبدى تفاجؤه من عدم رد الإيرانيين على رسالة أوباما، وعبر عن اعتقاده بوجود نقاش في طهران بشأن السياسة الخارجية لأن الإيرانيين في نظره يعرفون قدر احتياجهم للأميركيين في المنطقة لمواجهة تنظيم الدولة.

وقال إن الرئيس الأميركي لم يغير سياسته في التواصل مع طهران، ولا سيما أن هذه الرسالة هي الرابعة من نوعها. وحول أسباب توجيه الرسالة إلى خامنئي وليس إلى الرئيس حسن روحاني أضاف أن "الأميركيين يعرفون الشخص الذي يحدد السياسة الإيرانية".

واستبعد فاتانكا وجود تنسيق أميركي إيراني بشأن اليمن، مؤكدا أن واشنطن تشعر بالقلق حيال الوضع هناك.

وعبر عن اعتقاده بأن العلاقة بين الطرفين ستنبني على أساس 24 نوفمبر/تشرين الثاني (الموعد المقرر للتوصل إلى اتفاق بشأن النووي الإيراني)، مشددا على أن النقاشات الدبلوماسية إذا انهارت فإن الطرفين سيكونان على طريق الحرب.

التوائية التعامل
في المقابل، قال الدبلوماسي الإيراني السابق هادي أفقهي إن المراسلات "غير رسمية بين مسؤول رسمي وزعيم ثورة، مما يعكس التواء في طريقة التعامل من جانب الأميركيين"، مشيرا إلى أن خامنئي يرد على محتوى الرسائل عبر الخطب وتوجيهاته للمسؤولين.

ونفى أفقهي وجود أي تنسيق مع أميركا بشأن أي قضية في المنطقة، وأضاف أن "الأميركيين أنفسهم يصرحون بعدم وجود أي تنسيق أو تعاون مع طهران".

وأكد أن طهران تشك في نوايا واشنطن دائما، مدللا على ذلك بعدم اعتراف إيران بالتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة وقرارها بعدم المشاركة فيه.

وفي ما يتعلق بملف المفاوضات، قال أفقهي إن "المفاوضات واضحة ولا توجد أي صفقات، بل توجد تهديدات ونحن نواجهها بصلابة".

تداعيات الانتخابات
وفي هذا السياق، أكد الأستاذ الزائر في جامعة جورج واشنطن عبد الله الشايجي انعكاس نتائج التجديد النصفي للكونغرس على العلاقة بين أميركا وإيران في ظل صعود الجمهوريين، موضحا أن نتائج الانتخابات التي أجريت الثلاثاء الماضي أظهرت أن أوباما سيكون "بطة عرجاء لمدة سنتين قادمتين".

وأشار الشايجي إلى أن "أوباما يتخبط منذ فترة، وسياسته ساهمت في تدهور الوضع بالمنطقة لعدم تدخله في سوريا منذ البداية (..) والآن التحالف يقصف حركة أحرار الشام وجبهة النصرة ويعزز نظام بشار الأسد".

وبشأن مغزى رسالة أوباما لخامنئي، أضاف أستاذ العلوم السياسية أن "الرئيس الأميركي يعلم من هو صاحب القرار في إيران"، وشدد على أن طهران "لديها سجل حافل من التعاون مع أميركا من منطلق براغماتي لا أيديولوجي".