حديث الثورة

مواجهة تنظيم الدولة بين التصورات الأميركية والتعقيدات العراقية

تطرقت حلقة الأحد (23/11/2014) من برنامج “حديث الثورة” بالتحليل لمسألة مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق من زاوية التصورات الأميركية من ناحية، والتعقيدات العراقية الداخلية من ناحية ثانية.

قبل قرابة عامين ثارت الأنبار ومحافظات عراقية أخرى في وجه سياسات حكومة نوري المالكي. وفي اعتصامات واحتجاجات دامت عاما في مدن عدة بدت آنذاك تأثرا بثورات الربيع العربي، طرح أهالي تلك المحافظات مطالب لإصلاحات سياسية وتشريعية لوقف ما اعتبروه استهدافا للمكون السني العراقي.

لكن حكومة المالكي لم تبال بتلك المطالب وقررت فض تلك الاعتصامات بالقوة بحجة أنها صارت ملاذا لعناصر القاعدة، وتفجرت مواجهات عنيفة بين مسلحي العشائر والقوات الحكومية العراقية، تمدد في ظلها تنظيم الدولة الإسلامية في مدن مختلفة.

حاليا يعود اهتمام واشنطن وحكومة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بالعشائر السنية، وتبرز التصورات لتسليحها في إطار إستراتيجية للقضاء على هذا التنظيم، في محاولة لاحتواء تجربة الصحوات في الأنبار.

حلقة الأحد (23/11/2014) من برنامج "حديث الثورة" بحثت إمكانية نجاح هذه الإستراتيجية ومدى تجاوب العشائر السنية معها في ظل التعقيدات السياسية في المشهد العراقي.

تعاون منشود
ومن واشنطن قال هارلن أولمان مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق إنه دون تعاون شيوخ الأنبار والسنة بشكل عام فإن هزم تنظيم الدولة سيكون أمرا في غاية الصعوبة.

واعتبر أن العنف الطائفي قد يجعل التعاون المنشود بعيد المنال، مما يفسح المجال لاستفادة تنظيم الدولة من هذا الوضع.

ورأى المسؤول الأميركي السابق أن ما هو مطلوب اليوم هو عقد مؤتمر كبير تنظمة الدول المشكلة للتحالف الدولي من أجل وضع إستراتيجية شاملة تكون قادرة على هزم تنظيم الدولة في العراق، محذرا في الوقت نفسه من خطر الحرب الأهلية.

من جانبه، ذكر المتحدث باسم مكتب رئيس الحكومة العراقية رافد جبوري أن العراق كله اليوم في حالة حرب مع ما سماه "الإرهاب" الذي قال إنه يستهدف الأنبار قبل غيرها.

وأضاف جبوري أن الحكومة العراقية اليوم "حكومة الجميع والكل مشترك في القرار"، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء استقبل شيوخ عشائر الأنبار في أكثر من مناسبة، مما يعد دليلا على مستوى الاهتمام الحكومي بهذه الجبهة، وفق تعبيره.

السلاح والفوضى
ومن عمان تحدث عماش آل عواد العبيدي -أحد شيوخ عشائر الأنبار- واستهل مداخلته بالقول إن كل سلاح خارج إطار الدولة هو جزء من الفوضى.

وتابع "نحن من ناحية المبدأ موافقون على تسليح العشائر لمحاربة تنظيم الدولة، ولكن وفق إستراتيجية محددة وفي سياقات يتبناها عسكريون أكفاء".

وأوضح العبيدي أنه لا توجد عشيرة بذاتها تقاتل مع تنظيم الدولة، مشيرا إلى أن المناطق التي تكفلت بها العشائر مثل حديثة لم يقدر التنظيم على دخولها.

أما الكاتب والمحلل السياسي جاسم الموسوي فقال إن العراقيين لديهم اليوم تركة ثقيلة ويعانون من انعدام الثقة بين كثير من الفصائل، واعتبر أن الأميركيين هم الذين أسسوا عراق السنة والشيعة والأكراد.

وأعرب الموسوي عن تفاؤله بأن العراق يتجه إلى الاستقرار وبناء عملية سياسية يشارك فيها جميع العراقيين، مستبعدا إمكانية نشوب حرب أهلية في العراق بفضل عقلاء السنة والشيعة.

تراكمات
كما كان مدير المركز الوطني للعدالة محمد الشيخلي من بين ضيوف الحلقة وأكد أن هناك تراكمات من "الأخطاء والجرائم" ارتكبتها حكومة المالكي، مقرا بعدم وجود حل جذري للنظام الذي يحكم العراق.

وحذر الشيخلي من مغبة عسكرة المجتمع الذي سيكون خطأ إستراتيجيا سيدفع فاتورته الشعب العراقي عاجلا أم آجلا.

واتهم مدير المركز الوطني للعدالة الحكومة المركزية باعتماد سياسة الأرض المحروقة في المحافظات الغربية.

وأضاف أن "تغيير البيدق لا يعني تغيير الرقعة"، مؤكدا أن "الأذرع التي استخدمها المالكي في مفاصل الدولة لا تزال قائمة اليوم".