حديث الثورة

دلالات ملاحقة رموز ثورة فبراير ببنغازي

استعرضت حلقة الأحد 2/11/2014 من برنامج “حديث الثورة” مدى قدرة ثوار بنغازي على حسم مصير ثورة 17 فبراير، وحقيقة الأوضاع في مدينة بنغازي بعد موجة العنف الأخيرة.

تصاعدت الاشتباكات في مدينة بنغازي بين قوات مجلس شورى ثوار بنغازي والقوات الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر، وشهدت المدينة موجة عنف غيرَ مسبوقة، إضافة إلى مداهمات لمنازل رموز الثورة الليبية.

واستعرضت حلقة الأحد 2/11/2014 من برنامج "حديث الثورة" مدى قدرة بنغازي اليوم وثوارها على حسم مصير ثورة 17 فبراير، وتساءلت: هل ما يجري هناك مجرد صراع بين قوى الثورة المختلفة على مسارات المستقبل، أم بين قوى ثورة 17 فبراير وقوى الثورة المضادة؟
 
وقال المحامي والناشط السياسي مصطفى المانع إن الوضع في المدينة يشهد محاولات للسيطرة من قبل قوات حفتر المدعوم من قيادات النظام السابق، ومن جهات محلية ودولية وحدت جهودها ضد ثورة 17 فبراير.

وأضاف المانع أن الدول التي دعمت هذا التحرك هي نفسها التي استقبلت ودعمت قيادات النظام السابق، مشيرا إلى استخدام هذه القوات نفس "إستراتيجيات النظام السابق في ترويع الآمنين والمداهمات الليلية لزوجات الشهداء"، كما أشار إلى التحالف الظاهر بين قيادات قوات حفتر و"أزلام" نظام العقيد الراحل معمر القذافي.

وأكد أن الثوار "يدافعون عن أعراضهم وعن مدينة بنغازي دفاعا شرعيا" ضد قوات حفتر، واستبعد أن يحقق من وصفهم "بقطاع الطرق وتجار المخدرات" الأمن والاستقرار، مشيرا إلى أن لغة الأرقام توضح أن ما لا يقل عن 250 مواطنا أزهقت أرواحهم في مدينة بنغازي، موضحا أن هذا "يؤكد أن الظلم لا يحقق الاستقرار".

من جهته وصف المحلل السياسي أنس الفيتوري ما يحدث في ليبيا بأنه "فشل سياسي"، موضحا أن الحكومات فشلت في حل مشكلة البطالة رغم الثروة الموجودة بالبلاد.

وأضاف أن الوضع في ليبيا لا يحتمل أي مصالحة مع النظام السابق، لقناعة الثوار بأن الممارسات الأمنية والعسكرية لا يمكن التعامل معها بالحوار.

الموقف الدولي
وبدوره اعترض المحلل السياسي الليبي عبد الحكيم الفنوش على تسمية الموالين لحفتر "بالجماعة"، مؤكدا أنهم يمثلون "الجيش الرسمي"، وأن باقي الجماعات المسلحة هم "مجموعة من المارقين عن الشرعية" و"الحائدين" عن أهداف ثورة 17 فبراير.

وقال الفنوش إن من يناصر المجموعة التي "فقدت إنسانيتها والتي تقطع الرؤوس لا يملكون الحق في أن يتحدثوا عن الثورة"، وأكد أن "الضباط الشرفاء" قرروا أن يدافعوا عن الوطن في وجه "الظلاميين العدميين الذين يقطعون الرؤوس، وخرجوا ليدافعوا عن أنفسهم".

وحول مداهمة منزل القيادي إسماعيل الصلابي أكد الفنوش أن الصلابي انضم إلى "المجموعة الظلامية التي قررت أن تعدم بنغازي وبالتالي سحبت منه صفة الثورية"، مؤكدا رغم ذلك أن "الجيش الوطني الليبي" يرفض عمليات الدهم والتخريب.

ومن داخل مدينة بنغازي قال الناشط السياسي سليمان التاجوري إن الحرب القائمة في المدينة بدأها حفتر وتم إصدار أمر قبض عليه قبل أن يسقط المؤتمر الوطني العام، وأكد أن الحديث عن كون هذا الجيش "وطنيا" حديث مردود وغير صحيح.

وأوضح التاجوري أن الثوار يحاصرون بعض المعسكرات حول مدينة بنغازي، بينما تقوم قوات حفتر باستخدام سياسة "الحرب القذرة بتدمير بيوت العائلات وحرقها بطريقة ممنهجة من قبل برلمان طبرق والقوات الموالية له"، امتثالا لتصريحات فرج البرعصي "أحد أزلام النظام السابق" والتي دعا فيها إلى إحراق بيوت كل من ساهم في الثورة، حسب قول التاجوري.

من جانبه، قال الباحث في قضايا العالم الإسلامي صلاح القادري إن موقف الأمم المتحدة كان "سيئا" منذ بداية الأزمة، مشيرا إلى أن المبعوث الأممي والمبعوثة الأميركية كانا يتحدثان دوما عن مكافحة "الإرهاب" وأقصيا جزءا كبيرا من الأطراف السياسية الفاعلة في ليبيا عن جولات الحوار السياسي، ودعا المنظمات الدولية إلى مراجعة مواقفها من أطراف الأزمة.

وأضاف القادري أن ما يحدث الآن هو "هروب" من الأزمة وإجهاض لفرص الحلول السلمية، وناشد المبعوث الأممي إلى ليبيا الاعتراف بأنه ارتكب خطأ بإقصائه لبعض الأطراف، ووجه نداء إلى الأمم المتحدة بأن تمارس ضغوطا على بعض الأطراف الدولية حتى تتوقف عن التدخل العسكري المباشر في الصراع.