حديث الثورة

سياسة مصر الخارجية تجاه سوريا والفلسطينيين

تناولت حلقة “حديث الثورة” اليوم مستقبل السياسة الخارجية المصرية تجاه الثورة السورية والقضية الفلسطينية، وذلك بعد تصريحات لوزير الخارجية المصري أكدت دعمه لحل سياسي بسوريا، وتأكيده على دور مصر في عملية السلام ومواصلة الاتصالات مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) “في سياق مختلف”.

تناولت حلقة "حديث الثورة" اليوم مستقبل السياسة الخارجية المصرية تجاه الثورة السورية والقضية الفلسطينية، وذلك بعد تصريحات لوزير الخارجية المصري نبيل فهمي أكد فيها دعمه لحل سياسي في سوريا، وتأكيده على دور مصر في عملية السلام ومواصلة الاتصالات مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "في سياق مختلف".

فقد اعتبر مدير تحرير جريدة الشروق المصرية وائل قنديل أن النظام الحالي يمارس السياسة بمبدأ تطبيق عكس ما كان يفعله نظام الرئيس المعزول محمد مرسي معتقدا ذلك "عين الصواب"، مشيرا إلى أن التعاطي مع القضية السورية تحول من "المبدئية (من المبدأ) إلى البراغماتية".

وقال قنديل إن محمد البرادعي نائب الرئيس المؤقت سبق أن أعلن خجله من كونه عربيا بسبب الأحداث الجارية في سوريا، لكنه لا يحرك ساكنا تجاه الممارسات الحالية ضد الجالية السورية في مصر "من تشويه وتحريض ضدهم".

وأكد أن ميدان التحرير بقلب القاهرة كان ميدانا للثورة السورية بعد تحقيق الثورة المصرية لعدد من أهدافها الأولية، لكنه أوضح أن الموقف من الثورة السورية تحول إلى ضحية للاستقطاب السياسي الدائر في مصر، وأن تأييد الثورة أو رفضها أصبح خاضعا للكيد السياسي الداخلي.

وعلى صعيد المواقف الرسمية قال مدير تحرير جريدة الشروق إن مواقف الدبلوماسية المصرية وأركان النظام الحالي من الثورة السورية تناقضت تماما مع مواقفهم المعلنة قبل عزل مرسي، وعزا ذلك إلى تولي بعض الشخصيات مناصب رسمية في الإدارة الجديدة.

من جهته قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة حسن نافعة إن الوضع الداخلي المصري لم يستقر، وبالتالي لا يمكن تحديد اتجاه السياسة الخارجية حاليا. وقال إن السياسة الخارجية للرئيس المعزول كانت قائمة على الأيديولوجيا لا على المبادئ.

وأعلن نافعة رفضه لحملات التشويه التي تتعرض لها الجالية السورية في مصر في وسائل الإعلام، مستنكرا "السكوت غير المبرر" للنظام على مثل هذه الحملات.

وبشأن الحل الأمثل لما يجري في سوريا، قال نافعة إن الحل السياسي هو الأمثل لهذه الأزمة، مشددا على أن مصطلح الحل السياسي لا يعني أن يكون هذا الحل على حساب مطالب الشعب السوري.

بدوره قال سفير الائتلاف الوطني السوري المعارض في فرنسا منذر ماخوس إن المعارضة وجهت نداءات للجالية السورية في مصر -التي قدرها بمليون سوري- لتجنب الخوض في الشأن المصري الداخلي. وأكد أن الادعاءات بشأن مشاركة السوريين في الأحداث المصرية يجب أن تكون محل تحقيق نزيه وليس عقوبات جماعية بحق الجالية التي تؤيد أغلبيتها الساحقة الثورة السورية.

أما عضو النادي الاجتماعي السوري في لندن -المقرب من النظام السوري- هيثم السباهي فقد شدد على أن مواقف مصر الجديدة ستأتي اتساقا مع الدور العالمي بضرورة الحل السياسي للأزمة، مؤكدا في الوقت نفسه على أهمية حسن استقبال السوريين في مصر، كما تعاملت سوريا مع عشرات الآلاف من العرب الذي لجؤوا إليها عقب أزمات حلّت ببلادهم.

الموقف من القضية الفلسطينية
وبشأن مستقبل السياسة الخارجية المصرية تجاه القضية الفلسطينية، قال المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري إن الفلسطينيين جميعا ومنهم حركته ينأون بأنفسهم عما يجري داخليا في مصر. وأضاف أن حماس تتعامل مع مصر كدولة مؤسسات وأن التواصل يجري حاليا من خلال جهاز المخابرات لحل الأزمات العالقة بين الطرفين.

لكنه أكد أن قطاع غزة يعاني من التضييق حاليا، وتحديدا فيما يتعلق بغلق معبر رفح الحدودي قبل أن يفتح جزئيا لاحقا، إضافة لحملة تدمير الأنفاق التي عدها أبو زهري المتنفس الوحيد لسكان القطاع من أجل كسر الحصار الإسرائيلي. كما أعلن عن وجود ضائقة في مجالي الوقود ومواد الإنشاءات.

وأبدى أبو زهري أسفه للهجوم الذي يتعرض له الفلسطينيون في وسائل الإعلام المصرية.

في المقابل أعلن المتحدث باسم حركة فتح في الضفة الغربية أسامة القواسمي أن حركته ترى أن الثورات العربية ستؤثر بالإيجاب على القضية الفلسطينية ولكن على المدى البعيد، موضحا أن القيادات الجديدة مشغولة بالشؤون الداخلية بوصفها الأولوية في الفترات التي تعقب الثورات.

وأكد أن حركة فتح أعلنت انحيازها الدائم لحرية الشعوب وقراراتها، وطالب كل بلدان الربيع العربي بدعم كل الفلسطينيين والبعد عن دعم فصائل بعينها.