حديث الثورة

تعثرات دول الربيع العربي وتجربة جنوب أفريقيا

ناقشت حلقة الجمعة 6/12/2013 من برنامج “حديث الثورة” إلى أي حد أثر غياب مفهوم المصالحة والعدالة الانتقالية في التعثرات التي شهدتها دول الربيع العربي؟ وإلى أي مدى يمكن لهذه البلدان الاستلهام من تجربة جنوب أفريقيا التي أرسى أسسها الزعيم الراحل نيلسون مانديلا؟

ناقشت حلقة الجمعة 6/12/2013 من برنامج "حديث الثورة" إلى أي حد أثّر غياب مفهوم المصالحة والعدالة الانتقالية في التعثرات التي شهدتها دول الربيع العربي؟ وإلى أي مدى يمكن لهذه البلدان الاستلهام من تجربة جنوب أفريقيا التي أرسى أسسها الزعيم الراحل نيلسون مانديلا؟

واستضافت الحلقة كلا من الكاتب والمؤرخ محمد الجوادي، ورئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا، وأستاذ العلاقات الدولية بالجامعة التونسية عبد المجيد العبدلي، والكاتب والباحث السياسي محمد سيف حيدرة من اليمن.

تجربة مانديلا
وقال صبرا إن ما يمكن استلهامه من تجربة مانديلا هي منظومة القيم من تسامح ومصالحة وطنية، حيث إن مانديلا آثر الصلح والصفح بدلا من الانتقام والثأر.

وأضاف أنه على الثورة السورية دراسة تجربة مانديلا والاستفادة منها للعبور بالثورة إلى بر الأمان.

من جانبه يعتقد الجوادي أن الرئيس المعزول محمد مرسي استلهم روح تجربة مانديلا في التسامح مع خصومه, لكنه لفت إلى أن عملية المصالحة يجب أن تكون مصحوبة بالحقيقة والاعتراف، وهو ما لم يحدث في مصر.

بدوره أثنى سيف حيدرة على تراث مانديلا في مجال المصالحة والتسامح، مؤكدا ضرورة الاستلهام من هذه التجربة في اليمن.

لكنه اعترف بوجود إشكالات كثيرة تحول دون تحقيق ذلك، حيث يتمتع رموز النظام السابق بالحصانة التي منحها إياهم اتفاق المصالحة.

من ناحيته يرى عبد المجيد العبدلي أن هناك اختلافات بين الواقع التونسي وما كان في تجربة جنوب أفريقيا, مشيرا إلى أن بقايا النظام في تونس باتوا يتصدرون المشهد السياسي، في حين انسحب البيض تاركين الحكم للسود في جنوب أفريقيا.

ويعتقد أن هناك ارتدادا عن الثورة في تونس، لأن من اؤتمنوا على الثورة لم يسيروا بها إلى أهدافها.

الواقع والحل
ويتصور صبرا أن الثورة في سوريا جاءت من أجل الوطن وليس من أجل فئة بعينها، ومن ثم لا بد من الحقيقة ثم المساءلة وإنصاف الضحايا قبل مطالبتهم بالصفح ومعاقبة كبار المجرمين من المسؤولين.

وقال إن رد المظالم إلى أهلها ضروري من طرف الثورة والقيادات التي ستقود المرحلة الانتقالية.

من جانبه يرى سيف حيدرة أن المشكلة في اليمن تكمن في جذور المصالحة والطريقة التي تم بها إخراج هذه المصالحة.

ولفت إلى أن هناك إصرارا على عدم تطبيق العدالة الانتقالية في اليمن، والتأكيد يقتصر فقط على العفو.

ويقول إن قبول الشعب ببعض الأطراف والخصوم في الحوار الوطني دليل على أنه يريد المضي قدما وأن الحوار الوطني سينتهي إلى منتهاه في النهاية.

ويرى سيف حيدرة أن اليمنيين بحاجة إلى عزل الثلة التي مارست طغيانها على الشعب لإنجاح العملية السياسية والمرحلة الانتقالية.

من جانبه يرى العبدلي أن قانون تحصين الثورة في تونس لم يشمل إلا من ارتكب جرائم بحق الشعب التونسي، وأن بقايا النظام أصبحوا يتحدثون باسمها. واعتبر العبدلي أن تونس لم تصل بعد إلى مرحلة كشف الحقيقة.