حديث الثورة - المشهد المصري - صورة عامة
حديث الثورة

تداعيات خطاب مرسي في ميدان التحرير

أكد الرئيس المُنتخب محمد مرسي ومن ميدان التحرير أكد التزامه بثورة الخامس والعشرين من يناير وبتحقيق أهدافها، مرسي شدد في غير مُناسبةٍ في ثنايا خطابه على أن لا سلطة فوق سلطة الشعب وأن لا شرعية تبزُ شرعية الجماهير.
‪محمود مراد‬ محمود مراد
‪محمود مراد‬ محمود مراد
‪أحمد دياب‬  أحمد دياب
‪أحمد دياب‬  أحمد دياب
‪ريتشارد ميرفي‬  ريتشارد ميرفي
‪ريتشارد ميرفي‬  ريتشارد ميرفي
‪فهد الخيطان‬  فهد الخيطان
‪فهد الخيطان‬  فهد الخيطان
‪آلان غريش‬  آلان غريش
‪آلان غريش‬  آلان غريش
‪أحمد ماهر‬ أحمد ماهر
‪أحمد ماهر‬ أحمد ماهر

محمود مراد: أهلا بكم مُشاهدينا الأعزاء في حديث الثورة، عَشية تسلُمه رسمياً رئاسة مصر أكد الرئيس المُنتخب محمد مرسي ومن ميدان التحرير أكد التزامه بثورة الخامس والعشرين من يناير وبتحقيق أهدافها، مرسي شدد في غير مُناسبةٍ في ثنايا خطابه على أن لا سلطة فوق سلطة الشعب وأن لا شرعية تبزُ شرعية الجماهير وفيما بدا كأنه رسالةً ضمنية  للمجلس العسكري أكد مرسي وبنبرة مِلؤها التحدي والاستقواء بشرعية الثورة والثوار أكد التزامه بمُمارسة صلاحيات الرئيس كاملةً غير منقوصة وضمن الخطاب الذي تخلله كثيرٌ من الإشارات الرمزية أدى مرسي اليمين أمام المُحتشدين في ميدان التحرير استباقةً لخطوةٍ هو ما يبدو مُضطرٌ إليها وأعني بذلك أداء اليمين الدستوري مُجدداً أمام المحكمة الدستورية العُليا. 

[شريط مسجل]

 محمد مرسي/ الرئيس المصري المنتخب: هذه هي مصر هؤلاء هُم المصريون.

 [تقرير مسجل]

ناصر آيت طاهر: رئيس مصر الإسلامي المدني خاطب المصريين من أيقونة ثورتهم ميدان التحرير، يُدرك محمد مُرسي أن لا مجال في مصر بعد الآن للبحث عن الشرعية بعيداً عن الشعب، يبدو هذا الرئيسُ مُختلفاً يقول كثيرٌ من المُراقبين أنه لا يُريد هُنا مثلاً أن يحول شيءٌ بينه وبين من اختاروه رئيساً، خطاب رئيس مصر المُنتخب حفل بالإشارات والوسائل. 

[شريط مسجل]

 محمد مرسي/ الرئيس المصري المنتخب: أقسم بالله العظيم أن أحافظ مُخلصاً على النظام الجمهوري وأن أحترم الدستور والقانون وأن أرعى مصالح الشعب رعايةً كاملة. 

ناصر آيت طاهر: نالت هذه الخطوة رضا الميدان وجنبت مرسي صداماً مُبكراً مع المجلس العسكري لكن كان لِزاماً وضع النقاط على الحروف. 

[شريط مسجل]

 محمد مرسي/ الرئيس المصري المنتخب: جئت إليكم لأنني مؤمنٌ تماماً بأنكم مصدر السُلطة والشرعية التي تعلو على الجميع تعلو على الجميع لا مكان لأحدٍ ولا لمؤسسةٍ ولا هيئةٍ ولا جهة فوق هذه الإرادة. 

ناصر آيت طاهر: بانتظار ذلك لا يملِكُ مرسي سِوى أن يرسم ملامح مصر التي يُريد، مصر لا إقصاء فيها لأيٍّ كان وحيث تُصان حقوق الجميع وكرامتهم إنها مصر السلام التي تصنع مفهوماً جديداً للعلاقاتٍ الخارجية بحيث لا تتبع أيا كان من الدول، الطريق إلى ذلك كُله برأي محمد مُرسي هو روح الثورة التي يتعين أن تستمر. 

[نهاية التقرير]

 خطاب مرسي وطمأنة الشعب المصري

محمود مراد: لِمُناقشة هذه القضية ينضم إلينا من القاهرة الدكتور أحمد دياب عضو المكتب التنفيذي لحزب الحُرية والعدالة، ومن العاصمة الفرنسية باريس ينضم ألينا السيد آلان غريش مُدير تحرير صحيفة lemonade diplomatic على أن ينضم إلينا ضيوفٌ آخرون إذا تيسر هذا الأمر أبدأ مع ضيفي هُنا في الأستوديو الدكتور أحمد دياب دكتور أحمد بعيون قيادي من حزب الحرية والعدالة المُنبثق عن جماعة الإخوان المُسلمين التي لها مُعتصمون الآن في ميدان التحرير. 

أحمد دياب: نعم. 

محمود مراد: المشهد في المرحلة الراهنة بعد هذا الخطاب الذي ألقاه مُرسي هل تعتقد أنه يُبشر بالخير للؤلئك الذين قضوا عشرة أيام أو أكثر من عشرة أيام في ميدان التحرير أم لا؟ 

أحمد دياب: نعم، بسم الله الرحمن الرحيم الخطاب اليوم كان يعني تاريخياً بكُل تأكيد بأنه لأول مرة ينزل رئيس مُنتخب بإرادة حُرة ميدان التحرير ليؤكد رسائل مُهمة جداً جداً في هذا التوقيت، الرسالة الأولى هي إعلاء الإرادة الشعبية يعني ويضع بحق وبُكل قوة المبدأ الأصيل، المبدأ الدستوري، المبدأ الذي تقوم عليه الدساتير والدول الحديثة بالفعل أن الأمة مصدر السلطات وأنه لا إرادة فوق إرادة الشعب المصري و وبالتالي هذه الرسالة في غاية الأهمية أن هذا الرئيس المُنتخب انتخابا حُراً يستند إلى إرادة شعبية حقيقية وليس انتخابات مُزورة ولا صناديق مُزورة أيضاً يُرسل رسالة اليوم أننا سنستكمل هذه الثورة ونحن في حديث الثورة حديث بجد عن ثورة تستكمل إنجازاتها ورئيس الجمهورية من موقعه يقول أنا في مُقدمة يعني الشعب لكي نستكمل مسيرة الثورة وإنجازات الثورة، ومن أهداف هذه الثورة التي رسخها اليوم أنها ثورة الشعب وشراكة الشعب كُله في الإنجاز وأكد في خطابه كما تراءى للجميع على مستوى العالم أنه معكم وبكم لأنه لا يستطيع أحد، أن اللحظة هي لحظة الشراكة الوطنية بامتياز والتكامل، فالجميع مدعو الآن لكي يستكمل مسيرة الثورة لكي يبني مؤسسات بجد لكي يُنجز العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية يؤكد أنه بصدد بناء دولة وطنية دستورية حديثة، يؤكد بأنه على مسافة واحدة من الجميع، من قال له لا ومن قال له نعم، اليوم هو في خدمة الجميع لأنه هو رئيس الجميع فبالتالي اللحظة الآن بامتياز هي لحظة انتصار حقيقي للثورة المصرية، امتداد حقيقي للثورة المصرية، اللحظة بامتياز هي لحظة العمل من أجل بناء دولة وطنية حديثة يُحدث فيها الجميع ويُخاطب فيها كُل فئات الشعب حتى أنه استدرك في بدايات خطابه على من يعني نسى أن يُحييهم ويقدرهم في خطابه الأول يوم الأحد الماضي وبالتالي نحن الآن بصدد رئيس يُرسل رسالة قوية جداً أن شرعيته تستند إلى إرادة شعبية إرادة شعبية حقيقية صناديق شفافة حقيقية بجد نسعى لبناء دولة وطنية دستورية حديثة. 

محمود مراد: طيب في هذه اللحظة انضم إلينا من واشنطن السفير ريتشارد ميرفي مُساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق لشؤون الشرق الأدنى وأنضم إلينا كذلك من العاصمة الأردنية عمان السيد فهد الخيطان الكاتب ومُستشار التحرير في صحيفة الغد الأردنية مرحباً بكم جميعاً أتحول بالسؤال إلى واشنطن معنا من هُناك السيد ريتشارد ميرفي سيد ريتشارد هل هي لحظة لا سابقة لها في تاريخ المنطقة العربية أن ينزل رئيس مُنتخب بهذه الصورة إلى شعبه بنسبة واحد وخمسين وكسور في المئة لِيُخاطب شعبه كأنه أجيرٌ عندهم أو كأنه خادِمٌ عندهم يستقوي بهم على خصومه هل هي لحظة لا شبيه لها في تاريخ هذه المنطقة برأيك؟ 

ريتشارد ميرفي: بالتأكيد هذه انعطافة تاريخية في تاريخ مصر السياسي الحديث وأعتقد أنها انه اتجاهٌ مُشجِعً للغاية تحركت به مصر وكذلك ومن الواضح أنه سيكون هُناك استمرار لبعض التنافس والتعامل مع قضايا تَخصُ الدستور وانتخاب البرلمان لكن يبدو لي أن البداية بداية طيبة على أية حال. 

مدى تأثير خطاب مرسي على علاقة مصر بأميركا

محمود مراد: طيب في كُل الأحوال هل تعتقد أن هذا الحدث سيكون له انعكاسات في المُستقبل القريب على علاقات مصر بِمُحيطها الإقليمي وبالمحيط الأكبر أعني بذلك العلاقات الدولية مع القوى العُظمى ومن بينها الولايات المُتحدة؟ 

ريتشارد ميرفي: أنا سأتوقع أولاً، أولاً دعونا نتفق على أنه لا القيادة الجديدة في القاهرة ولا القيادة الحالية في واشنطن يعرفان بعضهما البعض جيدا فلم تكن بينهما اتصالات السنوات الماضية، إذن هُما يبدأن الآن بالتعرف على بعضهما البعض وكانت هُناك اتصالات طيبة، مُناقشات في القاهرة وفي واشنطن بين القادة الجُدد وبين مسؤولين، ولكن وعلى مدى سنوات النظام السابق في مصر لم يُشجع أبداً وبشكلٍ فعال أية اتصالات بين السفارات الأجنبية وبين الإخوان إذن هُناك الكثير من الحاجة إلى التعارف ومُناقشة الأمور لأننا نحاول إقامة وإدامة علاقات طيبة، طبعاً هُناك شكوك تُساور الطرفين أنا مُتأكِدٌ من ذلك شكوك من جانب الإخوان وشكوك من جانب واشنطن أيضا لكن ببذل الجهود الطيبة وبشيءٍ من الصبر الكثير من الصعاب يُمكن أن يتخطاها الطرفان. 

محمود مراد: أنا أردت التركيز على بعض المُتغيرات من قبيل أن هذا الرئيس هو أول رئيس مُنتخب بصورة ديمقراطية في بلد كمصر، هل برأيك بعد هذا الخطاب القوي الذي أدلى به اليوم وأشار فيه إشارات واضحة إلى أنه لن تكون هُناك علاقات تبعية من مصر لأي من القوى العُظمى أو الأطراف الدولية المُختلفة أيًّ كانت هذه القوى العُظمى، هل تعتقد أن النمط، نمط العلاقات بين مصر وواشنطن خلال الفترة القادمة، سيكون كما كان في عهد الرئيس السابق جمال عبد الناصر أم على نمط رجب طيب أردوغان في تُركيا؟ 

ريتشارد ميرفي: أنا لا أتوقعُ صعوباتٍ كثيرة وبالتأكيد أود أن أوضح تماماً أن واشنطن لا تتطلع إلى علاقة تبعية وخضوع من جانب القادة الجدد في مصر، واشنطن مُستعدة للتعامل على قدم المُساواة ورُبما أساس قوة الطرفين تختلف وقوة اقتصاد الطرفين تختلف لكن رغبتنا في الجلوس ومحاولة استكشاف طرق التفاهم من الجانب الأميركي بالتأكيد موجود اليوم لدينا أنت ذكرت العلاقة بين نظام عبد الناصر والولايات المُتحدة ونظام أردوغان وتركيا ومن جهة والولايات المُتحدة طبعاً علاقة مصر أيام عبد الناصر بواشنطن كانت لها فترات صعود وهبوط أعتقد أن الرئيس كنيدي كان يتطلع إلى إقامة علاقات طيبة مع مصر ولكن كانت هُناك بعض الكلمات القاسية التي تم تبادلها وهُناك شكوك أثيرت حول نوايا مصر تجاه أميركا، تجاه مصر حول مسألة السد العالي فإذن العلاقة كانت علاقة صعبة وأيضاً فأما يخص قيادة الرئيس أردوغان في تركيا فالعلاقة تتطور بشكل مُضطرد وبشكل سليم الآن. 

محمود مراد: دعني أتحول، على ما يبدو هناك صعوبات فنية في التواصل مع الضيفين في عمان وباريس إذن نعود مُجدداً إلى استوديوهاتنا هُنا في القاهرة معنا أو انضم إلينا أحمد ماهر المُنسق العام لحركة شباب السادس من إبريل مرحباً بك أحمد. 

أحمد ماهر: أهلاً وسهلاً. 

القوى الثورية وأداء مرسي لليمين في ميدان التحرير

محمود مراد: أحمد عندما أيدتم الرئيس المُنتخب محمد مُرسي أثناء الجولة الثانية من الانتخابات لم يكن هذا التأييد شيك على بياض لهذا الرئيس وإنما طالبتموه بعدة مطالب البداية بطبيعة الحال الفيصل في هذا أو الحكم في هذا على الأفعال وليس الأقوال لكن البداية بالأقوال على هذه اللحظة، هل خطاب مُرسي أمام الجماهير المُحتشدة في ميدان التحرير ومن بينها أفراد السادس من إبريل تجاوز مُشكلة أداء اليمين الدستورية أمام المحكمة الدستورية العُليا في الغد؟ 

أحمد ماهر: هو بدايةً تأييد الدكتور مرسي ما كانش من أجل الدكتور مرسي ولا من أجل الإخوان المُسلمين ولكن ارتأينا أن السيد مُرسي هو ضرب للنظام القديم وقطع أي فرص للنظام القديم للعودة مرة أخرى عن طريق أحمد شفيق، وطبعاً كان في مطالب كثيرة وقُدم ضمانات في أكثر من خطاب، أعتقد النهاردة خطاب اليوم كان يعني ناجح بصورة كبيرة جداً خطاب شعبي وخطاب حماسي وخطاب قوي وفيه الكثير من الوعود وأهم نقطه هو شرعية الميدان يعني أي خطاب تاريخي إن هو يتحدث في الميدان أمام الناس كلها وطلب شهادة الميدان ويقول أن الميدان هو الذي جاء به رئيساً للجمهورية هذه نقط حاسمة، عندما يعترف بقى أن شرعية الميدان أهم من أي شرعية أخرى وأن السلطة للشعب وليست لأي سلطة أخرى هذه نُقط هامة جداً يُبنى عليها أفعال كثيرة في الفترة القادمة، عندما يتحدث عن الشهداء وحقوق الشهداء ويتحدث عن دولة مدنية وعدالة اجتماعية وحرية هذه أيضاً نقط هامة جداً، خطاب اليوم كان مُطمئن بصورة كبيرة خطاب جيد وناجح بصورة كبيرة وأفضل من خطابات سابقة ليه، أما بخصوص موضوع المحكمة الدستورية من أهميتها أرى في رأيي أن قسمه النهاردة أمام الشعب على الهواء وأمام اللجان وقسمه غداً أمام نواب الشعب في اجتماع كبير وأمام أعضاء التأسيسية ورموز سياسية هذا أهم بكثير وهذا هو الشرعي أهم بكثير من القسم الشكلي أمام المحكمة الدستورية. 

محمود مراد: طيب في غير مُناسبة اتهمت جماعة الإخوان المُسلمين وعلى رأس حزبها كان محمد مرسي من الثوار أو من القوى الثورية بأنهم ما أن يروا بادرة إغراء من قِبل المجلس الأعلى للقوات المُسلحة فإنهم يُهرولون وينسون شرعية الميدان خطوة أداء اليمين في الميدان اليوم ثُم أداء اليمين أمام المحكمة الدستورية العُليا غداً لتجاوز هذه العقبات القانونية ثُم أداء اليمين أمام نواب الشعب كما تقول هل تمت بالتوافق معكم أو بالتشاور معكم أو مع القوى السياسية الأخرى؟ 

أحمد ماهر: لأ بالنسبة لنا طبعاً إحنا نحن نُفضل التحدي يعني كُنا نفضل أن يرفض القسم أمام المحكمة الدستورية ويُصر على موقفه بعدم الاعتراف بهذا القسم وهذا بتاع الدستورية الأخيرة يعني أو الإعلان الدستوري الأخير الغير شرعي أو الغير رسمي دى منهجنا ولكن الإخوان المُسلمين نعتقد ومنهجهم مُختلف هُم يعني يبتعدون أحياناً عن الصدام المُباشر وقد يروا أن هذه الخطوة هي جُزئية تُساعد في استكمال الإزاحة التدريجية للمجلس العسكري، فأعتقد أن اختلاف الأفكار هو السبب اللي خلاهم يعني يقبلوا القسم غداً أمام المحكمة الدستورية ثُم يستكملون الميدان لإزاحة العسكر عن السُلطة وإن كُنا نُفضل أن يرفض القسم دكتور مرسي. 

محمود مراد: لكن صار خلافاً هامشياً يعني ليست نقطة من القضية. 

أحمد ماهر: هُناك مجموعات أخرى من مؤيدين الدكتور مرسي يعني اعترضوا اعتراضا كبيرا على هذه الخطوة لكن بالنسبة لنا نرى أنها شكل قانوني غير مؤثر. 

محمود مراد: طيب دعنا نُرحب مُجدداً بضيفنا من عمان السيد فهد الخيطان الكاتب ومستشار التحرير في صحيفة الغد الأردنية سيد فهد، بعيون عربية من الخارج كيف تُقيم ما حدث في مصر اليوم أو على مدى الأسابيع القليلة الماضية والمشهد اليوم بعيون عربية؟ 

فهد الخيطان: رُبما كانت لحظة تاريخية فارقة اليوم ومنذ إعلان فوز مرسي في رئاسة مصر كانت لحظة أمل جديد للقوة الطامحة بالتغيير في العالم العربي بعد أسابيع من القلق والتوتر في مصر والشعور بأن هُناك نكوصاً عن الثورة ورافق ذلك أيضاً أوضاع غير مُريحة في دول عربية أخرى عاشت ثورات الربيع، فوز مرسي بحد ذاته ثُم تنصيبه شعبياً اليوم أعاد للربيع العربي ألقه الشعبي أعاد الروح من جديد إلى فكرة التغيير وقدرة الشعوب على التغيير، ولمسنا ذلك بوضوح في انعكاس ذلك بشكل واضح على الشارع في الأردن وفي غيره من الدول العربية، في الأردن اليوم كانوا في المسيرات يهتفون لِمرسي وللشعب المصري على ما أنجز في هذه في ثورته، تتويج Sorry، تتويج مرسي في هذه اللحظة التاريخية هو مُفيد جداً لكُل الدول العربية التي تعيش لحظة التحول الديمقراطي سواء الثوري الدموي الذي تعيشه سوريا أو تلك الدول التي اختطت الطريق الإصلاح التدريجي والسلمي كانوا يحتاجون إلى مثل هذه الدفعة وأنا أعتقد أن مصر في موقعها القيادي التاريخي في الأمة العربية سيكون لتجربتها الديمقراطية إذا ما استقرت واستمرت تأثير بالغ وكبير على الدول عربية عديدة، اليوم العالم العربي في حالة تحول هُناك عالم عربي جديد دول ربيع عربي هُناك عالم في حالة مخاض ثوري وفي عالم عربي قديم اليوم لم تصله بعد رياح التغيير ولا ثورات الربيع العربي ولذلك النموذج المصري، نجاح التغيير في مصر مُهم للشعوب العربية وسيكون نموذجاً مُلهماً بلا شك. 

محمود مراد: دعنا نتحول إلى السيد آلان غريش من باريس سيد آلان يعني رغم أن البعض لا يرتضي هذا التقسيم لكن هو أمرٌ واقع هُناك من يُصنف العالم إلى عالم أول وعالم ثاني وعالم ثالث كثيراً ما نعى حُكام ومنظمات المُجتمع المدني في  العالم الأول على العالم الثالث وفي القلب منه العالم العربي أنهم لا يعرفون شيئاً عن الديمقراطية، الرؤساء مُنبتو الصلة بينهم وبين الشعوب، هذا الخطاب الذي ألقاه محمد مرسي الرئيس المُنتخب في مصر اليوم وأصر فيه على أن السلطات كاملةً تأتي من الشعب وهو الذي يرفع الحُكام إلى مقاعدهم وكراسيهم وهو الذي يُزيلهم عن تلك الكراسي، هل بذلك استقرت بُوصلة مصر على الأقل في نظر العالم الأول على الديمقراطية الصحيحة التي ينشدونها في هذا الجزء من الأرض من العالم؟ 

آلان غريش: للأسف أنا مش مُتأكد من ذلك طبعاً يعني ثورات العالم العربي وفي مصر خصوصاً خلقت في البداية مناخ إيجابي في الرأي العام الأوروبي ولكن مع صعود القوى الإسلامية خصوصاً الإخوان والسلفيين بدأ الناس والرأي العام والسياسيين للأسف يخافوا من التغيير يعني كان الخطاب أول أن هذه الشعوب مش مُستعدة للديمقراطية ولما شافوا انتخابات حُرة وبتجيب ناس إسلاميين حتى هذا الإسلاميين بيقولوا بوضوح إن هُم مع الديمقراطية دا خلق مناخا سيئا في أوروبا خصوصاً ودي ما لهوش علاقة يعني مُباشر مع الوضع في العالم العربي في خوف في المُجتمعات الأوروبية وفي القيادات السياسية بما فيها اليمين واليسار على في خوف من الإسلامي وخوف داخلي وخوف خارجي، فأنا أظن طبعاً يعني خطاب مرسي أنا فكرت إن هو جيد جداً وخطوة إلى الأمام والانتخاب خطوة أنا أظن الحقيقة خطوة تاريخية بس مش مُتأكد إن حتى الحُكام الأوروبيين فهموا هذا التغيير.. 

محمود مراد: ماذا على مرسي مثلاً وعلى الصاعدين في الربيع العربي أن يفعلوا لكي يُطمئنوا الغرب؟ 

آلان غريش: شوف أولاً الغرب له مشاكله خاصة ويعني أنا أظن شُغل مرسي مش أنه يطمن الغرب، مُشكلة مرسي الأساسية أنه يبني حكومة يبني مجتمع يبني اقتصاد حر دا الحاجات الأساسية، لا بد أن أوروبا تفهم دا، طبعاً يعني ممكن يعني لا بد أن يكون صلة بين الحكومة الجديدة والرئيس الجديد والحكومة بُكرا مع الحكومات في أوروبا بس أنا أظن الأساس يعني أي خطاب بالأسف يعني فيه في الرأي العام وفي الصحُف الأوروبية فكرة إن حتى إذا قائد إسلامي بقول إحنا مع الديمقراطية هم بقول لأ دى مش صحيح بقول كدا وبفكر مُختلف فأنا أظن الأساس مش إن تطمن أوروبا الأساس إن الشعب المصري يبني مُستقبله ويوري وهو لا بد أنه يوري لأوروبا أن ما فيش تناقض ما بين العرب والديمقراطية ولا بين الإسلام والديمقراطية. 

محمود مراد: سيد آلان غريش أرجو منك أن تبقى معنا وأرجو منكم كذلك مُشاهدينا الكرام أن تبقوا معنا سنعود بعد الفاصل. 

[فاصل إعلاني]

محمود مراد: أهلاً بكم مُجدداً مُشاهدينا الأعزاء في حديث الثورة أعود لضيفي في الأستوديو الدكتور أحمد دياب دكتور أحمد ما زال للغرب كما شهدت مخاوف ويحتاجوا إلى تطمينات وفي الداخل أيضاً ما زال هُناك من لا زال يتخوف من الرئيس مرسي أو وصول عضو سابق بجماعة الأخوان المُسلمين أو عضو سابق بحزب الحرية والعدالة للحكم ما السبيل إلى إصلاح الجبهة الداخلية أولاً ثُم تطمين الخارج؟ 

أحمد دياب: هو اسمح لي هو خطاب الرئيس اليوم خطاب يعني مُنفتح على الجميع أكد بوضوح أنه على مسافة واحدة من الجميع، وأكد للجميع أيضاً أنه معهم وبهم ومعهم وبهم سيبدأ مرحلة سواء المُصالحة الشاملة أو المُصالحة الوطنية الشاملة وأيضاً الشراكة الوطنية في بناء مؤسسات الدولة بدءاً من مؤسسة الرئاسة ثُم موضوع تشكيل الحكومة بعد ذلك، فبالتالي هو أكد على نقطتين أساسيتين أيضاَ مهمين جداً في المرحلة المقبلة، موضوع إعلان الإرادة الشعبية، موضوع الشراكة الوطنية، موضوع المصالحة، وأنه لا مجال اليوم إلى لغة التصادم أو التخوين، لأننا بصدد بدء مرحلة جديدة لبناء شراكة وطنية، لبناء أو لتحقيق أهداف الثورة في الحرية وفي العدالة الاجتماعية وفي تحقيق حل لمشكلات المواطن البسيط، وهي بالمناسبة برنامج 100 يوم الأولى الذي طالب الدكتور مرسي بأن يتعاون معه الجميع في إنجاز هذه المهام وهذه المشكلات البسيطة التي تهم الشارع المصري سواء في الأمن أو في رغيف الخبز أو المواصلات أو في موضوع الوقود والغاز، فبالتالي هذه  تبدأ هذه الشراكة الوطنية، وتبدأ هذه المسؤولية الوطنية بمشاركة الجميع ولا إقصاء لأحد، الأمر الآخر أيضاً الذي أكد عليه هو إقامة علاقات متوازنة مع العالم كله، سواء في إفريقيا أو العمق الإفريقي أو العربي أو الإسلامي أو الدولي، وهو يسعى وفي خلفيته وفي يقينه أنه لا رجعة أبداً إلى زمن التعامل مع الديكتاتوريين الذين لا يمثلون شعوبهم، وبالتالي لا تعامل مع املاءات، لا تعامل مع تبعية مطلقة لأحد، لأنه منطلق من إرادة شعبية كما قلت وهو رئيس منتخب إرادة شعبية حرة، هدفه الأساسي هو المحافظة على كرامة الوطن وكرامة المواطن. 

محمود مراد: ما دمت قد ذكرت مسألة المشكلات التي تهم المواطن، المشكلات البسيطة التي يسعى لإنجازها في 100 يوم الأولى. 

أحمد دياب: مش بسيطة ولكن الحقيقة كبيرة أو ربما.. 

مرسي وتحقيق مطالب الثوار

محمود مراد: أو عسيرة في 100 يوم الأولى، السلطة ليست كاملة حتى الآن، أنتم ربما ستسمرون في الاعتصام، كلاكما سيستمر في الاعتصام، الإخوان المسلمين، حركة 9 إبريل وباقي الثوار سيستمرون في الاعتصام لكن ربما أيضاً تقابلون من الطرف الذي تطالبونه بإلغاء الإعلان الدستوري المكمل والرجوع عن حل مجلس الشعب، تقابلون بأذن صماء لا تستجيب إلى تلك المطالب، عوام الناس لديهم حساسية أو لدى كثير منهم لديهم حساسية تجاه مسألة الاعتصام وتعطيل المرور والأشياء التي تدركونها جيداً، هذا كله ربما ينصب في صورة سخط شعبي على محمد مرسي وليس على المجلس الأعلى.. 

أحمد دياب: دكتور محمد مرسي اليوم في خطابه مع الجماهير أكد على هذا البعد وقال أننا يعني ثوار أحرار هنكمل المشوار، لكن في نفس الوقت لا تعطيل ولا اعتداء على مصالح خاصة أو عامة للناس، وفي نفس الوقت مصرين على يعني حقوقنا كاملة وهو أيضا ما أكده أيضا في خطابه، وبالتالي لا أذن صماء اليوم يعني يتحمل المسؤولية من يصم آذانه، يعني إذا كانوا هذه المؤسسات، مؤسسات الدولة وهي بالمناسبة ملك للشعب، وإذا كانت هذه المؤسسات تأتمر بأمر بديكتاتور لم يأتِ بإرادة الشعب، فكيف يتعاملون مع رئيس منتخب جاء بإرادة شعبية وهذه المؤسسات هي ملك للشعب، فأعتقد أن هذه المؤسسات بتعاملها مع رئيس منتخب مستند إلى  إرادة شعبية حقيقية وهي أصلاً ملك لهذا الشعب أعتقد أن الأمر يجب أن يكون مختلفاً، الأمر يجب أن يكون فيه تعاوناً أكثر فيه دفع لمصلحة الشعب أكثر لأننا في النهاية كلنا بما فينا الرئيس لأي مؤسسة خدام هذا الشعب. 

محمود مراد: أستاذ أحمد ماهر ما رأيك؟ 

أحمد ماهر: يعني أعتقد الثورة في الفترة الجاية هتستمر، ولكن قد تختلف في النوع أو في الشكل فقد يكون في حاجة لإغلاق الميدان مثلا، إغلاق الميدان بحيث لا يؤثر على الاحتياجات الشعبية أو احتياجات الناس بصفة عامة وثانيا فإن الفترة الجاية في تحدي حول 100 يوم بالذات، يعني إحنا كحركة بدأنا بعمل دراسة برنامج 100 يوم وبدأنا بوضع ملاحظات ووضع برامج تفصيلية ليه، وفي خلال أيام هنكون مقدمين الاقتراحات دي، بحيث نساعد في 100 يوم، على أساس بعد 100 يوم نتحاسب يعني هنقدم كل قوتنا و…. 

محمود مراد:  يعني ستكونون في مقعد المعارضة بمجرد وصول مرسي إلى الحكم؟ 

أحمد ماهر: المعارضة.. 

محمود مراد: البناءة. 

أحمد ماهر: حضرتك قبل الثورة، لكن هنحاول في 100 يوم نساعد بكل قوتنا من اجل بناء مصر، إحنا كنا جمعنا نفسنا تعبنا في السنة والنص في الفترة الانتقالية، بعد 100 يوم لو لمسنا إن أصلاً أنه ما فيش رغبة أصلا في الإصلاح، وإن كل ده كان وعود لمجرد الوصول للسلطة يعني هنكون أكثر من يعارض سياسة في مصر الدكتور محمد مرسي، فإحنا هنساعد بكل قوتنا وسنساهم بأفكار وسنساهم بمجهودات بشرية من أجل الإصلاح من أجل الشعب، العيش والمرور والنظافة والأمن، كل هذه الأمور هنساعد فيها بكل قوتنا وبعد 100 يوم لو حسينا أنه ما فيش رغبة في الإصلاح عند الدكتور محمد مرسي فسنكون أول من نعارضه. 

محمود مراد: الدكتور محمد مرسي تقريباً 50% لم يصوتوا له في هذه الانتخابات، ولكن مع مرور الوقت وبخطاباته المتتالية ببساطتها وقربها، حسب تقييم كثيرين، يكتسب القلوب شيئاً فشيئاً، هل هذا الأمر يقلقكم مسألة صنع رئيس أو بصناعة رئيس بكاريزما تلتف حوله هذه الناس ثم يقبلون منه الزلط كما يقول المثل المصري، أم يطمئنكم؟ 

أحمد ماهر: يعني أعتقد من الصعب نرجع لورا ويتم صناعة ديكتاتور جديد، ودعمنا للدكتور مرسي مش هيكون دعم مفتوح، هيكون مشروط فيه بالسير بمسار الإصلاح بصفة عامة، فأعتقد من الصعب أن يتحول لمبارك آخر أو حتى يتحول إلى حزب وطني جديد، إحنا برضه هنؤدي دورنا كرقابة واعتراض على أي أخطاء قد تحدث، فأعتقد من الصعب العقارب أن تعود للوراء، وأعتقد إن التجارب كثيرة جداً في أوروبا الشرقية وأنت عارف بصفتنا ناس بيقولوا عنا عملاء لأوروبا الشرقية وصربيا والدول دي، لو اطلعنا لتجارب التاريخ في أوروبا الشرقية وحتى بعد الثورات اللي حصل فيها  حزب احتكر السلطة قعد خمس سنين أو سبع سنين أو عشر سنين والشعب صحح له مرة أخرى فأنا أعتقد أنه.. 

محمود مراد:  كان في تكويش.. 

أحمد ماهر: حتى لو حضرتك تكويش من بعض الأحزاب من بعض الثورات فتم إنهائها من الشعب مرة أخرى بعد فترة يعني. 

محمود مراد: دعنا نتحول إلى السيد ريتشارد ميرفي في واشنطن، سيد ريتشارد يعني الدكتور محمد مرسي تحول في خطابه اليوم من رجل الثورة إلى رجل الدولة والعكس أكثر من مرة ووصفه البعض بأنه أحدثها بمهارة شديدة، لكن أنت كمراقب من الخارج ما برأيك في واقعية الخطاب السياسي لمرسي اليوم؟ 

ريتشارد ميرفي: حتى الآن الأمور جيدة، فقد تعهد بصيانة الاتفاقيات الدولية التي أبرمتها مصر على مر السينين وتعهد أيضاً من أن يعمل من أجل مصلحة الشعب المصري وخدمة أهدافه وإقامة علاقات طيبة على صعيد المنطقة، من يستطيع أن يختلف على ذلك، نعم السيد ماهر وهو يتحدث باسم ائتلاف الشباب سيكون لديه بعض لديه بعض الشكوك، وسوف يرفع صوته وسيدفع باتجاه المطالب، هذه هي ضمن الديمقراطية فأنت عندما لا تقبل كلمات تصدر عن زعيمك تسعى إلى تصحيح المسار وأن تلزمه بكلامه وتنفيذ إرادة الشعب، إرادة الشعب طبعا تبقى مسألة ليست من السهل الوقوف عليها، حتى الأنظمة الديمقراطية والاستبدادية على حد السواء تستخدمها، الأفضل هو أن يستمع إلى أكبر عدد ممكن من الأصوات والكل يسعى لحل الخلافات برغبة جدية في حلها والتفاهم بشأنها. 

محمود مراد: عندما تعهد مرسي بخاطبه ببذل كل ما في وسعه للإفراج عن الدكتور عمر عبد الرحمن المعتقل خلف السجون الأميركية في الوقت الراهن هل شعرت بالقلق؟ 

ريتشارد ميرفي: هذه القضية تمت مقاضاتها أمام نظامنا القضائي وهو يبقى في السجن حالياً بسبب جهوده في التسعينيات ضد مبنى التجارة العالمي، هذه القضية حسمها القضاء.. 

محمود مراد: دعنا نتحول إذن إلى السيد آلان غريش في باريس وأطرح عليه السؤال ذاته وهو الخاص بالواقعية السياسية في خطاب مرسي، ما رأيك؟ 

آلان غريش: أنا أظن أنه كان واقعيا، ولما بنتكلم عن عمر عبد الرحمن لازم نفهم أولاً إن مرسي تكلم عن السجناء في سجون الجيش المصري أولا، يعني في عشرات السجناء حتى الآن حكموا في الجيش وهم في السجون، ودا كان طلب من شبان الثورة إن الرئيس الجديد أن يأخذ هذا بعين الاعتبار، على قضية عمر عبد الرحمن طبعاً دي قضية حساسة في العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر، طبعاً من شأن كان خطاب مرسي مفتوح للجميع، للقوات الجديدة في مصر للأقباط يعني، ويمكن خلقت بعض الخوف لبعض الناس اللي يؤيدون مرسي، يعني من السلفيين أو من الإخوان، وهذا يعني الكلام على عمر عبد الرحمن كان ممكن يطمئن لهذا الجمهور الإسلامي ممكن نقول، إن هو يأخذ بعين الاعتبار مواقفهم، بس بشكل عام الخطاب في العلاقات الخارجية كان مفتوحا، حتى إذا كان الخطاب عام يعني على طبعا المصالح القومية لمصر، أنا لاحظت أنه ما قال أي كلمة عن فلسطين وده له كان على الأقل علي شوي غريب. 

مستقبل علاقة الرئيس الجديد بالدول العربية

محمود مراد: دعني أتحول إلى السيد فهد الخيطان في العاصمة الأردنية عمان سيد فهد قبل أيام صدرت أو نسبت تصريحات للسيد ضاحي خلفان قائد شرطة دبي اعتبرها المصريون إهانة لرئيسهم المنتخب وبالتالي إهانة لمصر بأسرها ثم تلا ذلك استدعاء السفير الإماراتي لاستيضاح هذه التصريحات ثم جاء اليوم محمد مرسي ليؤكد أنه لن يقبل بأي انتقاص لكرامة أي مواطن مصري في الخارج أو في الداخل، هل تعتقد أن وصول مرسي بخلفيته الإسلامية يمكن أن يفتح باب لخلافات عربية مصرية؟ 

فهد الخيطان: بالتأكيد كان واضحا منذ إعلان فوز مرسي أن بعض الدول العربية قد استقبلت هذا الإعلان بفتور شديد ولم تكن متحمسة والبعض كان يمني النفس بأن يعود رجل النظام المخلوع رجل مبارك أحمد شفيق إلى السلطة ولهذا السبب في العلاقة مع العالم العربي سيواجه تحديات كبيرة الرئيس مرسي هناك دول عربية لا تريد للتجربة المصرية الديمقراطية أن تنجح على هذا النحو هي تخشى من أن تنتقل إليها ما يمكن وصفه بعدوى الديمقراطية على الطريقة المصرية، هذا الشعار الشعب يريد صار يعني يزعج ويرعب دول عربية كثيرة ولذلك حول كثير من القضايا العربية التي يجري حولها جدل ونقاش سيكون هناك خلافات بين القيادة المصرية في المقاربات والدول أو بعض الدول العربية الأخرى وخاصةً في دول الخليج العربي وسنشهد أيضاً صراعاً مركباً بين هذه الدول والقوى الإقليمية النافذة في الإقليم، مصر مرسي- إذا جاز التعبير- ستنفتح على إقليم على عالم عربي منقسم وفي حالة صعبة ومتردية وعلى قوى إقليمية ثلاث رئيسية متنفذة في داخل العالم العربي وأعني إيران وتركيا وإسرائيل ولكن في المرحلة الأولى سيواجه صعوبات كبيرة مع العالم العربي قبل هذه القوى الرئيس مرسي والقيادة المصرية الجديدة لأن العالم العربي لم يريد.. 

محمود مراد: سيد، سيد فهد.. 

فهد الخيطان: نعم. 

محمود مراد: سيد فهد الحركات الإسلامية في العالم العربي والإسلامي لم تصل كثيراً أو في تجارب كثيرة إلى السلطة، نظام البشير، الترابي قبل أن يستفرد البشير بالسلطة في السودان نظام حماس في قطاع غزة، نظام طالبان في أفغانستان رجب طيب أردوغان إن صح أن نحاكمه أو نقيمه بخلفيته الإسلامية في تركيا بعض هذه الحركات أو بعض هذه التجارب تركت أثراً سيئا على الحركات الإسلامية والبعض الآخر قال هناك أثراً إيجابياً، وصول مرسي وأداءه حتى الآن برأيك يصب في الاتجاه السلبي أم الإيجابي على تلك الحركات؟ 

فهد الخيطان: على كل الأحوال لغاية الآن كما قلت تجربة الإسلاميين في السلطات تجربة لم تترك آثاراً إيجابية في الشارع العربي كانت تجارب تحولت إلى ديكتاتوريات وأنظمة مغلقة لكن ميزة التجربة المصرية أن الإسلاميين جاءوا إلى السلطة في سياق ثورة شعبية وليس في سياق آخر كما حدث في دول أخرى ليست ثورة بالمعنى الذي عهدناه سابقاً ليست انقلابا عسكريا لهذا السبب الإسلاميون في السلطة اليوم بوصفهم قوى اجتماعية شعبية وصلت بأدوات ديمقراطية نزيهة شهد لها العالم وصلت إلى السلطة في مصر ربما التحدي الكبير أمام الإسلاميين في العالم العربي اليوم هو أن تنجح التجربة المصرية إذا فشلت تجربة الإسلاميين في الحكم في مصر فهذا سينعكس بشكل كبير وسلبي بالتأكيد على الحركات الإسلامية في العالم العربي ولذلك الإسلاميون في العالم العربي اليوم يتطلعون باهتمام كبير إلى التجربة المصرية البعض يحاول أن يقطف ثمارها بسرعة في بلده لكن الاختبار لم يبدأ بعد أيام فقط على فوز مرسي وأمامه مسيرة طويلة الحكم عليها يحتاج إلى الوقت الكافي لكي نستطيع أن نصدر حكماً أولياً على الأقل في تجربته في الحكم. 

محمود مراد: دكتور أحمد عندما يقول مرسي بالنص خلال خطابه اليوم للمحتشدين في ميدان التحرير جئت إليكم ليقيني أنكم مصدر السلطة والشرعية التي لا تعلوا عليها شرعية وشرعياتكم تعلوا على الجميع لا مكان لمؤسسةٍ أو جهة فوق هذه الإدارة عندما قال ذلك من كان يعني مؤسسة أو جهة؟ 

أحمد دياب: هو خاطبه للجميع والنقطة الأساسية والرسالة الأساسية كما قلت في نزوله إلى التحرير اليوم هو إعلاء الإرادة الشعبية أن هذا الرئيس هو يندمج إلى إرادة شعبية حقيقية، هو أول رئيس ينتخب في تاريخ مصر، رئيس مدني ، فبالتالي هذه الرسالة إلى الجميع، لكن دعني أقول أيضاَ بأنه قال في نفس الوقت أنه لا مجال لاستدعاء لغة التصادم أو التخوين، فبالتالي بيدعو كل المؤسسات كما دعا الشعب أيضا أن يتعاونوا معه في إنجاز مهام مهمة جداً في المرحلة المقبلة، أولها برنامج 100 يوم وأنا هنا أحي الأخ الأستاذ أحمد ماهر لأنه يشكل معارضة حقيقية وليس معارضة من أجل المعارضة وليس تربصاً بالرئيس وإنما تعاوناً مع الرئيس من أجل إنجاز مهام لخدمة الشعب لأن المعارضة الحقيقية والنظام الحقيقي هو من يعمل من أجل إسعاد الناس ومن أجل خدمة الناس ومن أجل تحقيق إنجازات الشارع ينتظرها، وبالتالي اليوم انطلاقا من الإرادة الشعبية التي جاء بها الرئيس يمد يده للجميع من أجل بناء مصالحة وطنية من أجل بناء مشاركة وطنية سواء في فريق الرئاسة سواء في تأليف الحكومة سواء في بدء دولة حقيقية بمؤسسات حقيقية ثم بعد ذلك أيضاً في نفس الوقت بهذا التوازن وبهذه القوة وبهذه الكرامة يبني علاقات مع الآخرين. 

محمود مراد: صحيح أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوصه  لكن السبب هنا بارز وواضح وأشار إليه في غير مناسبة وإشارات قوية، يعني الرجل حيا النواب الذين يفترض أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة بصريح العبارة حل مجلسهم، الراجل قال.. 

أحمد دياب: وهو لا يملك الحق في ذلك. 

الشعب مصدر السلطة والشرعية

محمود مراد: الراجل في غير مناسبة أكد على مسألة شرعية الشعب وليست شرعية أية جهة أخرى، أو مؤسسة أخرى بما يمكن أن يفهم منه أنه يعني المجلس الأعلى للقوات المسلحة، هل تعتقد أن هذا الأمر يمكن أن يغضب قادة المجلس العسكري؟ 

أحمد دياب: اسمح لي أقول يعني قادة المجلس العسكري والجيش بنفس الإعلان الدستوري ونص الدستوري والأعراف كلها هي ملك للشعب كلها والجميع يتحدث عن أن الأمة مصدر السلطات، الدكتور مرسي جاء اليوم ليؤكد أن من المفترض مبادئ راسخة لطيلة العهد الديكتاتوري خلال عشرات السنين نسيها الناس أو لم يستحضروها جاء لأنه جاء باختيار حر لا يمثل نفسه ولم يفرض نفسه وإنما جاء به الجماهير وجاء به الشعب، جاء ليؤكد على مبادئ هي في الأصل مبادئ راسخة الأصل أن نعود إليها وهي أن الأمة مصدر السلطات وأن الشعب وحده مالك لهذه المؤسسات ومن ثم هو هذه المؤسسات تكون خادمة له ليس خادماً الشعب لهذه المؤسسات. 

محمود مراد: أسأل السؤال ذاته للأستاذ أحمد ماهر عندما يقول مرسي أيضا في النص من يحتمي بغيركم يخسر أنتم أصحاب الإرادة مصدر هذه السلطة تمنحونها لمن تشاءون وتسلبونها ممن تشاءون بتوفيق الله أتيت إليكم دون واقي رصاص لأنني أشعر بالأمن بينكم، عندما يقول هذا تراه من كان يعني؟ 

أحمد ماهر: فهمته ودي الحتة اللي الكل صفق فيها وكل كان سعيد جدا بها هو يقصد المجلس العسكري، السلطة الحقيقية هي من الشعب وهي من الثورة وهي من الميدان مش المجلس العسكري ولا مؤسسات النظام القديم اللي بتحكم لغاية دي الوقتِ، فده بالتأكيد اعتبرناها كلمة قوية جدا وخطاب صريح ضد من يحاول إفشال الثورة ومن يحاول إعادة النظام القديم ويحاول التحكم بالإدارة بصفة عامة هو المجلس العسكري اللي هو أصلاً من النظام القديم، فاعتبرناها إن هي تحدي لهذا المجلس وإعطاء والتأكيد على شرعية الميدان والتأكيد على شرعية الشعب. 

محمود مراد: طيب من قبل وضعت العراقيل في طريق مجلس الشعب المنتخب بإرادة  شعبية حرة قبل شهور ووجه اللوم كله إلى مجلس الشعب ولم يوجه إلى من وضعوا تلك العراقيل، هل تعتقد انه في الأيام القليلة القادمة وفي سبيل تحقيق خطة 100 يوم التي أشار إليها الدكتور أحمد دياب، إذا وضعت العراقيل أمام مرسي ترى من سيتحمل اللوم آنذاك؟ 

أحمد ماهر: عشان كده إحنا لسه مصممين على موضوع الصلاحيات، ولسه مصرين على الاعتصام والتصعيد من أجل وجود صلاحيات للرئيس خاطر لما نيجي نحاسبه، نحاسبه اليوم على الصلاحيات، ما يصحش نحاسب رئيس جمهورية ما عهوش صلاحيات، فموضوع العراقيل، إحنا منذ اليوم الأول كان في نظام ذم بينا وبين المجلس العسكري، وكان حتى في شتيمة في الإعلام وبيانات ضد بعض وبتاع  بسبب أننا نحملهم كل التياهان اللي إحنا فيه، كل الفوضى اللي حصلت في مصر وكل اللي حصلت في الفترة الأخيرة بسبب الإجراءات الخاطئة أو المسار الخاطئ اللي هم وضعوه لنا في الفترة اللي فاتت كلها، فأي محاولة منهم لانتقاص من سلطة رئيس الجمهورية إحنا هنقف مع رئيس الجمهورية من أجل سلطاته، مش من أجل مرسي لأ من أجل السلطات رئيس الجمهورية حتى حل البرلمان مش من أجل الإخوان إحنا مش معاه من أجل البرلمان، ما ينفعش برلمان منتخب يتشال بجرة قلم، لأ يشلوه بانتخابات جاية مش يتشال بجرة قلم. 

محمود مراد: نتوجه بالسؤال في عجالة للسيد ريتشارد ميرفي في واشنطن، سيد ريتشارد قيل أن الولايات المتحدة لعبت دوراً كبيراً في إعلان نتيجة انتخابات الرئاسية في مصر كما أعلنت، هل هذا كان بضغط من الإدارة الأميركية على المجلس العسكري؟ 

ريتشارد ميرفي: أعتقد أن الضغط الأميركي تركز على إحداث وبأسرع وقت ممكن عملية تسليم السلطة إلى الفائز الشرعي في الانتخابات، والدكتور مرسي وهو يخاطب الميدان وشعب مصر ورائه كان على علم ودراية أن انتخابه لم يكن على غرار الانتخابات السابقة، حيث تعطى النتيجة لأكثر من 80% و 99% ولا زال الطبع في حالتك أن هناك خلافات واختلافات ولكن واجبه الآن ومن الأهمية بمكان أن يقدم برنامجه ويختار أعضاء حكومته ويمضي قدماً وهذا وقت فيه تحديات كثيرة لكنه مشوق ومثير أيضاً.

محمود مراد: السفير ريتشارد ميرفي مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق لشؤون الشرق الأدنى شكراً جزيلاً لك  كان معنا من واشنطن، أشكر كذلك ضيفي من باريس آلان غريش رئيس تحرير صحيفة ليموند دبلوماتيك، من عمان كان معنا السيد فهد الخيطان الكاتب ومستشار في صحيفة الغد الأردنية شكراً لكم، وأشكر ضيفي في الأستوديو الدكتور أحمد دياب عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة، والأستاذ احمد ماهر المنسق العام لحركة السادس من إبريل، وأشكركم أعزائنا المشاهدين على حسن المتابعة لكم منا تحية وإلى اللقاء.