صورة عامة - حديث الثورة 11/02/2012
حديث الثورة

مرور عام على تنحي مبارك

تتناول الحلقة مرور عام منذ أذعن الرئيس المصري السابق حسني مبارك لإرادة الثورة بعد زلزال شعبي أنهى سنين حكمه التي فاقت الثلاثين. ذهب مبارك لكن المتاعب لم تغب عن مصر خلال هذا العام، انجزت الانتخابات لكن ما عدا هذه كان مثار تباين.

– إنجازات الثورة بعد مرور عام على تنحي مبارك
– الأداء السياسي للمجلس العسكري
– الإسلاميون ومسؤولية المرحلة القادمة
– الدولة المصرية والاستحقاقات المقبلة

محمد كريشان: مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله، عام بالتمام والكمال منذ أذعن الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك لإرادة الثورة بعد ثمانية عشر يوما من الزلزال الشعبي أفلحت في إنهاء سني حكمه التي فاقت الثلاثين، ذهب مبارك لكن المتاعب لم تغب عن مصر خلال هذا العام الذي قضته لأول مرة منذ فترة طويلة فيما يشبه حالة حكم الشعب إن جاز التعبير، تحققت بعض الأمور لعل أهمها إنجاز انتخابات لم يختلف على نزاهتها اثنان لكن ما عدا هذه الانتخابات كان مثار تباين وصل إلى حد التناقض بين مكونات مصر الاجتماعية والسياسية المختلفة.

[شريط مسجل]

عمر سليمان: قرر الرئيس محمد حسني مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة لإدارة شؤون البلاد.

[تقرير مسجل]

بيبه ولد امهادي: لم يسقط حاكم عربي في الثورات المعاصرة بأسرع مما سقط به حسني مبارك، ولعله لم يكن لنشوة المرابطين في ميدان التحرير وساحات مصر المختلفة نظير وقد أنهوا في ثمانية عشر يوما بضربة قاضية من الإصرار نظام حكم يقول كثير منهم أنه حكمهم بقبضة فولاذية 30 عاما، ما بعد مبارك ليس أقل إثارة للجدل أسلوب حكمه، نعم نظمت انتخابات حرة ونزيهة للمرة الأولى منذ عقود وربما منذ آلاف السنين من تاريخ البلاد الضارب في القدم ألا أن ذلك لا يمنع بعضا من القول إن غياب مبارك في سجنه أو المركز الطبي الذي يعالج فيه ليظهر من حين لآخر من وراء القضبان لا يعني أن هياكل نظامه لم تعد راسخة في الإدارة والتسيير اليومي للشأن العام، وفي ممارسات أجهزة الأمن القوية التي بناها في سني حكمه المديدة، سرق صواع الثورة منا يقول بعض المنتقدين دون أن يكون هناك تغيير يذكر، ومرمى النيران الرئيسي ليس سوى المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي تسلم السلطة من مبارك يتهم حينا بالمماطلة في محاكمة الرئيس المخلوع ورموز نظامه وعدم الاكتراث بدماء ضحايا الثورة وحينا بالاستماتة في التمسك بالحكم نشداناً لوضع مميز في مستقبل البلاد، يضاف إلى ذلك الانفلات الأمني المتكرر والحديث عن الثورة المضادة والمعارضة الشديدة للاستمرار في محاكمة الناشطين أمام قضاء عسكري في زمن التحرر، ولمن يكن نادرا أن يسمع من أنصار الرئيس المخلوع ما ينم عن تشفٍ واضح، فهذا ما جناه الثوار على أنفسهم والبلد بالإطاحة من أن يرون أنه كان الضامن للأمن ورجل الإطفاء الأول في مصر، على رسلكم يقول مصريون آخرون صحيح أن البلاد في حاجة إلى تغيير يشمل قوانينها ومنظومتها الاقتصادية، وأسلوب إدارة الشأن العام والعلائق بين فئات الشعب، لكن هذا التغير نفسه يحتاج إلى وقت فالثورات لا تولد جاهزة بكامل خلقتها، وقد لخص أحد المحللين في مقال في الأهرام الموقف بالقول تغير الكثير لكن الأكثر بقي على ما هو عليه.

[نهاية التقرير]

إنجازات الثورة بعد مرور عام على تنحي مبارك

محمد كريشان: لمناقشة هذه القضية ينضم إلينا هنا في الأستوديو أحمد المسلماني، مدير مركز القاهرة للدراسات الإستراتيجية أهلا وسهلا، من القاهرة أيضا معنا مصطفى الجندي عضو مجلس الشعب المصري عن كتلة الثورة مستمرة، ومعنا أيضا اللواء محمود زاهر الخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية، ومن القاهرة أيضا معنا فهمي عبده مصطفى، عضو مجلس الشعب المصري عن حزب الحرية والعدالة أهلا بضيوفنا جميعا، الحقيقة في هذه الحلقة نريد أن نقوم بنوع من جردة حساب سريعة بالتأكيد، إذا أردنا أن نبدأ سيد أحمد المسلماني بأبرز ما تحقق على الأقل نبدأ بما تحقق ثم نذهب إلى ما لا زال هو مطروح الآن.

أحمد المسلماني: الحقيقة أستاذ محمد أبرز وأعظم ما تحقق هو ما حدث في مثل هذا اليوم وقبل عام هو خروج حسني مبارك وعائلة حسني مبارك من تاريخ السلطة في مصر، لكن للأسف ما تم بعد ذلك لم يكن بمستوى هذا اليوم العظيم، ما حدث يوم 11 فبراير للأسف لم يكن معبرا عما جاء تاليا حتى هذا اليوم بعد مرور عام، للأسف يشعر الكثير من المصريين بأن هذا العام، عام ضائع من عمر مصر كان يمكن الكثير لكن القليل فقط هو ما تحقق، كنت أفضل لو محاكمة ثورية بدلا من تلك المحاكمة التي أدت إلى انقسام المصريين وإلى ترهل الحياة العامة، كنت أفضل لو كان الدستور في الشهر الأول أو الثاني للثورة وأنهينا هذا الأمر قبل ذلك التفكك الذي لحق بالحياة السياسية، كان العنوان قبل عام بالضبط سهلا تماما، لأنها كانت كلمة وحدة ارحل، لكن العنوان الآن صعب تماما البعض يريد دولة لها شكل، والبعض يريد دولة لها شكل آخر البعض مختلف على كذا وهذا مختلف على ذاك، من الصراع مع السلطة إلى الصراع على السلطة، ربما ذلك كان يلخص ما جرى في ذلك العام.

محمد كريشان: بهذا المعنى سيد مصطفى الجندي، هل فعلا ترى العام الذي مضى بمثابة عام ضاع كما يقول سيد المسلماني؟.

مصطفى الجندي: أنا مش سامع كويس.

محمد كريشان: أنت مش سامع كويس، إذن نبحث عمن يسمع بشكل أفضل، سيد لواء محمود زاهر، هل تعتقد فعلا بأن العام الماضي كان عاما ضائعا كما يعتبر السيد المسلماني؟.

محمود زاهر: أولا بسم الله الرحمن الرحيم، وتحياتنا أستاذ كريشان..

محمد كريشان: أهلا وسهلا..

محمود زاهر: احتساب أن العام الماضي عام ضائع وفرصة كانت سهلة كما يقال وراحت وأصبحنا أمام فرصة صعبة، أعتقد أن هذا كلام لا يقال إلا لمن يرى الأمور بمنظور ليس عميقا وليس قائما على معلومات، ولو تحب حضرتك أديك فكرة بسيطة بثلاثة أمثلة على المستوى الدولي والإقليمي والداخلي حتى نرى إذا كان الأمر فعلا في فايدة ولا ما فيهوش، على المستوى الدولي وفي إطار احترام مصر وحكمة المجلس العسكري القائد لسياستها حاليا نحن متمسكون دائما بالإستراتيجية مع المستوى الدولي وخاصة إذا كنا بنتكلم على الولايات المتحدة الأميركية فبيننا وبينها علاقات إستراتيجية لا تتأثر ببعض الظروف الطارئة، ولكن في هذا الأمر..

محمد كريشان: العنوان..

محمود زاهر: الايجابيات التي حدثت..

محمد كريشان: نعم لو سمحت لنذهب إلى العنوان الثاني والثالث مباشرة حتى نتقدم في النقاش بشكل أسرع لو تكرمت.

محمود زاهر: تمام، تحت أمر حضرتك والله هو بس يعني عايز أشير إلى الموقف الكريم اللي واخذه مصر حاليا لكرامتها ولتثبيت موقفها على المستوى الإقليمي حضرتك من النتائج الإيجابية اللي ممكن إن إحنا نتحدث عنها مع حرصنا الشديد والذي لا يطرأ عليه تغيير بالحفاظ على إقليميتنا والعلاقة الوطيدة وتنمية ما هو مشترك ما بيننا وبين أخونا العرب والمسلمين، ورغم إن حصل بعض الثغرات الخفيفة ألا إننا مازلنا إيجابيا وخلال السنة ننمو يعني تتنامى السياسة الإقليمية بينية بين مصر وإخوانها، أما على المستوى الداخلي وبه علامات كثيرة جدا لأي إنسان ممكن إن هو يتغاضها أعتقد أنه هيكون هنا في خطأ معين سواء في استلهام الأمر أو في رؤية data المؤكدة لهذا الأمر، لو نبص نلاقي إن المسيرة في إطار الخريطة التي رسمت وسرت عهدا بين المجلس الأعلى للقوات المسلحة وشعب مصر سواء بالشرعية اللي أخذها من الثورة في ميدان التحرير يوم 11 أو انتخابات 19/3 أو استمراره الجدي الشريف، الخريطة ماشية سليمة ناس النهارده وموجودين معانا نتصرف بيهم، موجودين في مجلس الشعب، عندنا مجلس الشورى بيكتمل عندنا الأمن بيتنامى بعد أن كان لا وجود له، عندنا الاقتصاديات وخاصة في مجال الزراعة والصناعة والتعليم نمت بنسب ما بين 31% إلى 65%، الأمن موجود الناس عايشه حياتها الحرية اللي موجودة في الإعلام واللي الكثير بيشتكي منها طيب يبص أول اللي باقي عنده حرية وبيتكلم وبيقول رأيه سواء بالغلط أو الصح، والقلة دائما بتجنح إلى الغلط..

محمد كريشان: ولكن سيد محمود بالتأكيد لكن حتى للإنصاف، حتى في عهد مبارك كان هامش الحرية في الصحافة وحتى في وسائل الإعلام لم يكن بالأمر القليل حتى تكون الأمور أيضا في نصابها، في انتظار أن يجهز بقية الضيوف سيد مصطفى الجندي والسيد فهمي عبده مصطفى، أعود إليك مره أخرى أحمد المسلماني تقديم الأمور بهذا الشكل الوردي تقريبا من السيد محمود زاهر يبدو أنه ليس محل إجماع داخل الطبقة السياسية المصرية؟

أحمد المسلماني: لا أعتقد حضرتك السبب الإيقاع الذي تحدث به الضيف الكريم هو إيقاع عصر حسني مبارك أن الأمور تمشي برتم هادئ، أن الأمور تسير بمعدلات لا يتحملها هؤلاء الثوار ولا هؤلاء الشباب ولا هذا الشعب الذي صمد 30 عاما تحت حكم حسني مبارك، كلما تفضل به السيد اللواء كان يمكن إنجازه في أسبوع واحد، تحسين وضع المصري المحلي أمنيا واقتصاديا، والتزاماتها الدولية والإقليمية كان يمكن إنجاز كذلك في أسبوع لا يمكن أن يكون إيقاع السلحفاة الذي حكم 30 عاما هو الإيقاع الحاكم ما بعد الثورة..

محمد كريشان: يعني برأيك الذهنية السياسية ما زالت هي نفسها التي تحكم البلد تقريبا؟.

أحمد المسلماني: إستراتيجية البطء قائمة والقناعة بالحد الأدنى قائمة، هذه الثورة ليست ثورة الحد الأدنى وإلا لسكت المصريون، هي ثورة الحد الأقصى ومن ثم الإيقاع غير مرض للمصريين حجم الانجازات موجودة هذه الانجازات ولكن حجمها قليل للغاية، كنا نتمنى في هذا العام أن يكون الدستور الذي شق المصريين، الاستفتاء الذي كان خطأ تقديري لم يحدث، كانت أتمنى أيضا إن إحنا نؤدي أداء اقتصاديا أفضل من ذلك الأداء الموجود الآن، كنت أتمنى ألا يتحسن الأمن إنما يعود الأمن تماما حتى تعود السياحة بالتالي، هناك تحسن ولكن هذا التحسن بإيقاع ثلاثين عاما تمنينا أن يكون تحسنا بإيقاع 18 يوما كما تفضلت في المقدمة.

محمد كريشان: نعم، فيما يتعلق بهذا الإيقاع عندما تكون الخارطة واضحة على الأقل في الفترة القليلة الماضية، اتضح متى الانتخابات الرئاسية مبدئيا قبل شهر 6، فتح باب الترشح مع 10 مارس، هل تعتقد بأن إعطاء هذه المواعيد من شأنه أن يخفف درجة الاحتقان في البلد ؟.

أحمد المسلماني: من شأنه أن يخفف نعم، ولكن الناس لن تتعايش مع إجراءات فحسب الثورة لم تقم من أجل أن يدخل البعض إلى مجلس الشعب، والبعض إلى مجلس الاستشاري، لم نقم بالثورة من اجل تغيير النخبة الحاكمة للبلاد فحسب وإنما تغيير الفكر الحاكم ووضع خريطة الإنجازات تختلف عما كانت عليه في عصر حسني مبارك لم يكن الهدف وربما كان هذا الخطأ الرئيسي في تفكير البعض داخل المجلس العسكري، كأن لدينا هدف واحد ألا إلا يصل جمال مبارك إلى السلطة، كأن الهدف الوحيد هو منع التوريث، هذا الهدف يجمع عليه الجيش والشعب وذلك سر الشراكة بينهما في الثورة المجيدة لكن الثورة تذهب إلى أن ذلك بند من ربما عشرين أو ثلاثين بندا تصنع الدولة المصرية أو الجمهورية الثانية، منع التوريث ليس إنجازا كافيا لئن يقوم الشعب عن بكرة أبيه بتلك الثورة الكبرى، كنت أتمنى لو أن حجم الانجازات كان أكبر ولو أنها كانت أسرع و لو كنا الآن في نقطة متقدمة جدا على النقطة التي بدأنا فيها 11 فبراير 2011.

محمد كريشان: هل أخطأت الطبقة السياسية المصرية في التهليل للمؤسسة العسكرية في البداية وأعطاها نوع من الصك على بياض، وبالتالي أصبحت نوعا ما مع مر الأيام تصاب بنوع من خيبة الأمل بدرجات متفاوتة بالطبع إلى درجة أن الهيبة والهالة التي كانت خاصة بهذه المؤسسة، لا أقول تلاشت ولكن أصابها الكثير من الضرر في الأشهر الماضية.

أحمد المسلماني: لا أعتقد أستاذ محمد أن التفويض في بدايات الثورة وفي بدايات النجاح بإسقاط حسني مبارك ونظامه للقوات المسلحة كان خطأ، تلك المؤسسة مؤسسة وطنية وحاكمة للضمير الوطني في البلاد وخاضت حروب طويلة وهي عصب الدولة المصرية، ذلك التفويض كان صوابا، ولكن للأسف ذلك التفويض لم يتم العمل به بما يليق بتاريخ القوات المسلحة وما ينبغي أن يكون عليه المجلس العسكري وأنا هنا أفرق بين المجلس العسكري كسلطة حكم بيننا وبينه أخذ وعطاء نوافق ونختلف وبين القوات المسلحة المصرية أو الجيش المصري الذي هو على رؤوس الجميع ويحظى باحترام الجميع، نتحدث عن الأداء السياسي الداخلي والخارجي للمجلس الأعلى للقوات المسلحة ولا نتحدث عن الهيكل الوطني للجيش المصري الذي نحترمه جميعا.

الأداء السياسي للمجلس العسكري

محمد كريشان: هذا الأداء السياسي بتقديرك ما الذي جعله يكون هكذا مرتبكا، ما سبب ذلك برأيك؟.

أحمد المسلماني: ربما يكون السبب الأول ضمن مجموعة من الأسباب أن المجلس ربما اعتقد أن الثورة قد تكون خصما لهذا المجلس وأن هناك صراع على المستقبل أو على عصر ما بعد حسني مبارك بين شباب الثورة وبين المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وربما الخطأ الثاني أيضا في التوصيف أن حسنى مبارك ومجموعة ليمان طرة ليسوا خصوما للمجلس العسكري أو أنهم خرجوا تماما من الساحة تقديري أن الصواب كان ينبغي على المجلس العسكري أن يعتبر أن الثورة حليفا لا يوجد ميراث عداء بين الشعب والجيش، ولا ميراث عداء بين الثورة وبين الجيش، كان الثوار يلتقطون صورا تذكارية على أسطح الدبابات، كانت العروسة والعريس يذهبان إلى أي ثكنة عسكرية قريبة لكي يلتقطوا الصور لا توجد خصومة وليسوا في حالة عداء، الخصومة والعداء مع الذين ذهبوا إلى ليمان طرة أو الذين لم يذهبوا حتى الآن، ربما تبدلت خريطة التوازنات والتحالفات وربما أعتقد البعض أن حسني مبارك ليس عدوا وأن الثورة خصم في صراع على السلطة في المستقبل.

محمد كريشان: ذهاب المصريين إلى الانتخابات و تصويتهم بهذا الشكل الواسع في انتخابات نزيهة لم تكن في السابق بهذا الشكل لماذا لم يستطع أن ينفس إلى حد كبير ما بدا من احتقان متفاوت في مناسبات مختلفة؟.

أحمد المسلماني: ربما لأن الخريطة السياسية أتت ببرلمان يعبر بالطبع عن الغالبية وهي جماعة الإخوان المسلمين ومعهم التيار السلفي ولكن ذلك المجلس لا يعبر عن غالبية الفكر السائد في التحرير أو الخلفية الفكرية للشباب الذين أطلقوا هذه الثورة، فجاء شعور بأن الذين أطلقوا الثورة هم قوم والذين جنوا نتائج تلك الثورة هم قوم آخرين، جاء الشعور بأن الشباب الذين خرجوا في التحرير ذهب غيرهم إلى البرلمان المقارب للميدان، الأمر الثاني أن ربما أداء البعض في مجلس الشعب لم يكن بالمستوى الكافي لإقناع الشعب أن الاختيار كان صحيحا وأعتقد أن هناك نسبة ربما تكون كبيرة أو صغيرة من المصريين راجعوا أنفسهم بعد أن ظهر لهم سوء الاختيار ربما لا يكون سوء الاختيار في الفكر إنما ربما في الشخص الذي يعبر عن هذا الفكر، ربما جماعة الإخوان المسلمين بالنسبة لمؤيديها جماعة تستحق الاحترام والتأييد باستمرار لكن ربما بعض أعضاء الإخوان المسلمين داخل البرلمان ليسوا بالضرورة في مستوى الإخوان كما يعرفونهم تاريخ من الأستاذ حسن البنا موصولاً إلى المرشدين التاليين، يعني ثمة ظروف كثيرة لكن يعتقد الذين قاموا بالثورة أنهم نهضوا من أجل أن يصل آخرون إلى السلطة.

الإسلاميون ومسؤولية المرحلة القادمة

محمد كريشان: على فكرة هذا الشعور موجود حتى في تونس، موجود حتى في ليبيا هناك اعتقاد شعبي سائد بأن من ثار، ثار على وضع معين ولكن من وصل بعد هذه الثورة إلى الحكم ليس بالضرورة معبر عن كم الآمال الجارفة في هذا الموضوع، وهنا ربما نسأل سيد فهمي عبده مصطفى عضو مجلس الشعب المصري عن حزب الحرية والعدالة، طالما نتحدث عن هذه النقطة تحديدا، سيد مصطفى بتقديرك وصول الإسلاميين إلى مجلس الشعب وهم من يعتبرون أنفسهم تعبير عن مزاج شعبي واسع في مصر لماذا لم يغير الكثير ونحن نتحدث عن جردة حساب عام بعد رحيل حسني مبارك؟.

فهمي عبده مصطفى: بسم الله الرحمن الرحيم، نود إن إحنا العام ده نقسمه ما ينفعش نقول دي سنة كاملة ولكن عندنا مراحل نقدر نقول المرحلة الأولى هي سقوط رؤوس النظام الممثلة في الرئيس المخلوع ووزير الداخلية ومساعديه، حل الحزب الوطني وحل المحليات، حل جهاز أمن الدولة الفاسد، عندنا استعادة الشعب المصري لحريته وكسر حاجز الخوف اللي كان معطل للإنتاج للشعب المصري، عندنا استعادة لكرامة الشعب المصري في خارج الدول العربية والأجنبية، عندنا حضرتك استعادة لإرادة الشعب في اتخاذ قراره، الحفاظ على الروح الثورية كل دي نتاج هذه الثورة عشان بس ما نضيعش حق الثوار والشهداء إن إحنا ما عملناش حاجة، الأمر الآخر تم ارتباك في الحالة السياسية وقلق وانفلات امني منظم ومحاكم عسكرية وطوارئ ولكن تم بعض الاستقرار بعد الانتخابات التي أفرزت من أردهم الشعب المصري وأنا اعترض على كل من يقول أن هناك خلافا بين ميدان التحرير وبين مجلس الشعب حضرتك ميدان التحرير هو الذي أتى بهذا الشعب كله وهو الذي أتى بهذا المجلس وكان معبرا تعبيرا جيدا على إرادة هذا الشعب، الأمر الآخر مجلس شعب بقى له حضرتك أسبوعين ثلاثة فلا نزايد على أن مجلس الشعب لم يفعل حتى الآن أنا حضرتك في خطة وموازنة حضرنا قانونين في خلال أسبوعين، فهذه الخطة التي تريد إهدار كل ما أنجزته هذه الثورة المباركة المجيدة للشعب المصري هذا خطأ أو أنها تهدر اختيار أكثر من 30 مليون مصري برضه ده خطأ كبير جدا ولكن نحن ندعو كل ﺇخواننا المحللين السياسيين ﺇلى قراءة الوضع اللي ﺇحنا قلناه في بداية الثورة وفي برنامجنا السياسي وبرنامجنا الانتخابي أن أهم نقطة أن ما حتى نستطيع أن نصلح ما أفسده النظام السابق، يجب أن تتفق كل التيارات والأحزاب ولن يستطيع حزب وحده أو تيار وحده أو فصيل وحده بإصلاح ما أفسده النظام السابق من ليس 30 سنة ولكن عندنا أكثر من 60 سنة، فساد سياسي واجتماعي وثقافي ﺇلى آخر هذا الفساد نحن نريد تكاتف كل القوى الوطنية حتى نستطيع أن نخرج من هذه الأزمة، هناك ما يدبر ضد هذه الثورة الآن ليس في ميدان التحرير من ﺇخواننا الثوار الشرفاء المحترمين ولكن يندس فيهم وهذا ما تأتي به لجنة تقضي الحقائق بالفعل أن هناك من يندس داخل الثوار الشرفاء يريد ﺇفشال هذه الثورة وهناك من يدبر ﻹشعار الشعب المصري بأن اختياره كان خطأ في الإسلاميين وهذا خطأ لأن الشعب المصري استطاع أن ينجز مرحلة كبيرة جدا لم يستطيع أن ينجزها من قبل، الأمر الآخر هذه قضيتنا مع الأحزاب الأخرى أن الشعب يريد من يساعده داخل هذا المجتمع، نحن الآن بنحل مشاكل كثيرة جدا مجتمعية، فيعيب على اﻹخوان المسلمين أنهم يحلوا مشاكل المجتمع من أنبوبة الغاز أو غيره، العمل داخل اللجان وليس في المكلمة داخل المجلس، كل هذه الأمور يجب أن تتضح لإخواننا في الأحزاب الأخرى أننا يجب نتكاتف حتى نمر بهذه المرحلة التي يترصد لنا الداخل والخارج ليس الداخل فقط ولكن هناك من يهدد شعب مصر، ومصر كلها بالكامل بقطع المعونات كأميركا وغيرها، نحن لدينا من المقدرات والموارد البشرية والموارد الطبيعية ما تقيم مصر مرة ثانية حتى تقود الأمة العربية كلها ﺇن شاء الله ليس الأمة اﻹسلامية بل العالم كله ولكن بتكاتف كل القوى الوطنية لا بالتناحر لا بأننا عندنا فصيل أغلب أو فصيل قليل لأ عايزين ﺇن ﺇحنا نتكاتف كلنا كفصائل وكأحزاب حتى نخرج مصر من الأزمة، فهذا ما نريده ﺇن شاء الله في الفترة القادمة وشبه ﺇن شاء الله بدأ يبقى في توافق بين الأحزاب نريد إن ﺇحنا نتوافق على هذه المبادئ ﺇخراج مصر من الأزمة وفاضل لنا بعد فترة بسيطة أيام قلائل ويبقى عندنا مجلس شورى الغرفة الثانية لنا أو ثم رئاسة ﺇن شاء الله في فترة وجيزة لا تتعدى شهرين ثلاثة ويكون مصر تستقر القوى سياسيا واقتصاديا ويعود لنا السياحة والاقتصاد المصري مرة ثانية وتكون نبراس للعالم كله ﺇن شاء الله.

محمد كريشان: نعم، لنرى ما ﺇذا كان السيد مصطفى الجندي عضو مجلس الشعب عن كتلة الثورة المستمرة يشاطرك هذا التشخيص العام للحالة بسلبياتها وﺇيجابياتها كما ذكرتها ؟

مصطفى الجندي: بسم الله الرحمن الرحيم، أكيد ﺇحنا هنتفق في أشياء وهنختلف في أشياء كثيرة أخرى، هنتفق بأن رأس النظام قد سقط ولكن النظام باقي وممثل في المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير مجلس الوزراء ويدير مصر أمنيا وفي كل المجالات يعني، لا يوجد وزير لا يوجد على بابه غرفة لأحد عمداء الجيش اللي موجود لا يتصرف في الأشياء ﺇلا بالعودة ﺇليه، فبالتالي نحن نتحدث مع وجود العسكر في الحكم حقيقة منذ ذلك، منذ سقوط الرأس ، دعنا ننظر ماذا حصدنا وماذا حصلنا عليه منذ الثورة قبل اليوم حصدنا وحصلنا على أشياء زي محاكمة مبارك التي لم تتم لأنها محاكمة صورية لا يوجد فيها أي أدلة لأن تم التخلص من كل الأدلة تحت مظلة النظام الحالي وتحت أعين النظام الحالي، وجدنا ﺇن ﺇحنا لم نحصل في شيء ﺇلا باعتصامات ﺇلا بوجودنا داخل الميدان وفي الأغلب لم يكن معنا في كثير من الأحيان اﻹخوان المسلمين الذين أخذوا الطريق السياسي منذ أول يوم مع المجلس العسكري، ونحن نقول أن هناك اتفاقات وحينما يقول الأخ الزميل المحترم النائب المحترم أننا لن نستطيع أن نحمل هذه المسؤولية وحدنا ونحن في حاجة ﺇلى أن يكون الجميع في حالة توافق، أنا أتفق معاه تماما ولكن هذا ليس ما رأيناه في البرلمان حينما قاموا بتوزيع اللجان يعني هناك ما يقال وهناك ما هو على الأرض، حينما نتحدث عن الأزمة الأخيرة وهي أزمة إستاد بورسعيد والتي رأى العالم كله كيف كانت مخططة وكيف أدار الشرطي ظهره، وكيف أدار المجلس العسكري ظهره، وكيف كانت هذه المجزرة التي لم ير تاريخ كرة قدم في العالم مثلها، فبالتالي النهارده تحول هؤلاء الشباب في لحظة داخل البرلمان من كثير من النواب ﺇلى بلطجية، وهنا رفضنا ذلك كنواب ثورة ومن المفترض أن البرلمان هو برلمان ثورة، والأهم من ذلك ﺇن لو تم أخذ مضبطة مجلس الشعب حينما قال واتفق الجميع فيها من الأغلبية أو الأكثرية لو أردنا التحليل أنه يجب على الداخلية حماية المنشآت والتعامل مع أي شاب يأتي غضبان وليكن حتى بالقتل لهذا سيأخذ ﺇلى المحكمة لكي يقولوا والله هذا ما فعله مبارك وهذا برلمان الثورة يقول أن مبارك لم يفعل أي شيء خطأ، الحقيقة نحن عشنا سنة كاملة لم نر المجرم يحاكم نرى العسكريين يحاكموا في محاكم مدنية، نرى المدنيين يحاكموا في محاكم عسكرية، نرى القتلة بتوع ماسبيرو والبالون ومحمد محمود ومجلس الوزراء وإستاد بورسعيد مش موجودين، آه النهارده عندنا برلمان وده شيء مهم وده شيء مهم جدا ولا نستطيع أن نقول أن الشعب المصري أخطأ في اختياره، الشعب المصري شعب عمره 7000 سنة يعلم تماما أنه يجب أن يخرج من هذه المرحلة لأنه شعب استقرار فاختار اختار القريب ليه ويجب أن نعترف أنه من كان قريب للشعب المصري في الفترة الـ 30 سنة الماضية، كان اﻹخوان المسلمين، كان السلفيين، كان بعض الرجال المصريين ما تركوش دوائرهم وقعدوا جنب أهلهم وكان لهم قربى منهم، ولكن هل هذا الاختيار.

محمد كريشان: نعم ولكن أشرت سيد الجندي ﺇلى نقطة أشرت ﺇلى نقطة مهمة جدا يعني نود أن نعود ﺇليها بعد الفاصل نقطة أن الكثير مما تحقق في مصر طوال هذا العام كان نتيجة تحركات شعبية شبابية تحركات اعتصامات مظاهرات، نريد أن نقف عند هذه النقطة تحديدا بعد فاصل قصير، نعود ﺇليكم مشاهدينا الكرام نرجو أن تبقوا معنا.

[فاصل ﺇعلاني]

محمد كريشان: أهلا بكم مشاهدينا الكرام ما زلتم معنا في هذه الحلقة التي نناقش فيها ونستعرض جردة حساب سنة بعد انتصار الثورة المصرية، سيد أحمد المسلماني، تقريبا لم يقع التقدم بأي خطوة ﺇلى الأمام في مصر طوال هذا العام ﺇلا بعد تحركات واحتجاجات أحيانا للأسف دفع ضريبة دم لماذا؟

أحمد المسلماني: لا أعرف لماذا تأخر المجلس العسكري ﺇلى أن تحدث تلك الاحتشادات في التحرير أو غيره وربما تسال الدماء من أجل بعض الأهداف أو تحقيق بعض الأهداف، تمنيت لو أن تلك القرارات الرائعة التي اتخذها المجلس العسكري كانت قبل الدماء وقبل الاحتشاد وجزء من رؤية السلطة ﻹدارة المرحلة الانتقالية لا استجابة لضغوط الثائرين، ولكن اسمح لي أستاذ محمد بما تعرض له السادة الضيوف، مرحلة ما بعد 11 فبراير 2011 شهدت جديد في الساحة السياسية المصرية لدينا مصر لا نعرفها لدينا أولا ثوار لا يعرفهم الشعب من قبل ظهروا لأول مرة على الساحة، لدينا تيارات ﺇسلامية لا يعرفها المجتمع كأفراد، يعرفون أن هناك التيار السلفي ويعرفون أن هناك جماعة اﻹخوان المسلمين، الإخوان المسلمين كان هناك نجوم معروفين للمجتمع المصري أيام الأستاذ عمر التلمساني الأستاذ محمد حامد أبو النصر زي الأستاذ صلاح أبو إسماعيل مأمون الهضيبي مصطفى مشهور كانوا نجوماً، الإخوان الذين ظهروا في البرلمان في النقابات أو الأماكن العامة بعد الثورة ليسوا معروفين على نطاق شعبي، الجماعة معروفة ولكن الأعضاء ليسوا معروفين وهذا جزء أيضاً من ضبابية الخريطة، التيار السلفي بكامله ربما هذا الظهور الأول له أو أول ..

محمد كريشان: اكتشاف.

أحمد المسلماني: اكتشاف ثم سيبنى لاحقاً أشياء غير مفهومة للرأي العام، ثوار ضد الثوار، ثورة ضد الثورة، فصائل ضد فصائل وكلاهما مخلص هؤلاء مخلصون وهؤلاء مخلصون ولكنهم لديهم اجتهادات مختلفة الناس لا يعرفون لماذا يختلفون إلى هذا الحد؟ أيضاً الرأي العام لا يستوعب كثيراً لماذا هناك الإخوان ولماذا هناك السلفيين؟ ولماذا داخل السلفيون هناك حزب الفضيلة وهناك حزب الأصالة وهناك حزب النور؟ ما الذي يفرق تلك التيارات الثلاثة داخل المجموعة السلفية مع جماعة الإخوان المسلمين؟ أصبح يجب علينا أن نجد طريقة ليعرف الناس من هم اللاعبون الجدد، الأبطال الجدد الذين يقفن على المسرح بعد 11 فبراير ربما عدم المعرفة أدى إلى نوع من الصدام ليس أساسه سوء النية وإنما ضعف ومحدودية المعرفة بالآخر.

محمد كريشان: هذا الصدام الذي حدث أكثر من مرة وما وصف بالانفلات الأمني والكل طوال هذا العام يبحث من المسؤول؟ هل هي فوضى مرتجلة، هناك جهات تدبر؟ الكل يتساءل ولا أحد يملك الجواب برأيك أيضاً لماذا؟

أحمد المسلماني: كان ينبغي يا أستاذ محمد حتى نصل لمن أن نختبر، البعض يقول فرضية أن الذين يقيمون في ليمان طرة كان ينبغي مبكراً أن يتفرقوا لكنهم تفرقوا في فبراير 2012 بعد عام، البعض يقول أن هناك طرفا ثالثا كان ينبغي تقديم أشخاص من لحم ودم وأسماء ثلاثية أو رباعية هؤلاء يمثلون الطرف الثالث، القضايا لم يتم البت فيها القضايا الكبرى مثل موقعة الجمل إلى موقعة بورسعيد لم يتم تقديم أشخاص واضحين للمحاكمة قالوا شيئاً أو قيل عنهم شيء فقط هناك ملف فتح في النيابة العامة بهذا الشأن، كان ينبغي اختبار فرضية، فرضية وحذف الفرضيات الخطأ لكي نحاصر المجرم ونعرف من هو الذي ارتكب هذا الخطأ؟ لكن هنا أنا أبريء تماماً المجلس العسكري كسلطة حكم من التواطؤ أو التآمر في هذا الإطار، لا أعتقد نهائياً أن يكون ضليعاً في أي مؤامرة من هذه، ولكن أحياناً سوء التقدير يجعل البعض يفسر الأمر بأنه تواطؤ أنا اعتبر أن المجلس العسكري أخطأ في إدارة الكثير من الشؤون السياسية العامة للبلاد نتيجة ربما عدم المعرفة نتيجة أن البعض سوق إليه مشروعات غير صحيحة ربما بعض المقربين لم يكونوا بالنضج والمسؤولية الكافية لكني أعفيه من التواطؤ وأصفه مثل آخرين معي بالإخلاص.

محمد كريشان: نعم هذا الملف الأمني اللواء محمود زاهر سمم كثيراً الأجواء السياسية وقد يكون هو مسؤول إلى حد لا بأس به عن ارتباك الأجندة السياسية في التقدم نحو الديمقراطية في مصر هل تعتقد بأن أي معالجة يجب أن تنطلق من حل هذا الإشكال الأمني قبل التقدم سياسياً؟

محمود زاهر: أولاً يا أستاذ محمد لو إحنا ناس والحمد لله بنحتسب نفسنا مسلمين فالقرآن سبق الأمن على الأكل والسكن يعني فأما تأمنه بعد كده سيأكل وهو مرتاح لو هو خائف عمره ما سيأكل ولا سيفكر ولا سيسوس حياته هذه نقطة، ولكن دعني امتدح ضيفك الكريم في الأستوديو مع حضرتك في بعض ما قاله وفي أسلوبه الهادي المتزن ولكن أنا بحب بس أقول له شيء إن السياسة وخاصة على مستوى دولة وفي أطر إقليمية ودولية ومحلية وفي بلد مستهدفة لا تأتي بالأماني ولا تأتي بكنا نتمنى أو نرجو وأعتقد أنه على مستوى من العلم إذا ما أسقط هذا الكلام على مستوى دولة وإدارتها اعتقد أنه هو سيرى المؤسسة العسكرية ومجلسها الأعلى بصورة أوضح وسيستقرئ الأرض، النقطة الثانية إلي أحب أقولها أستاذ محمد وهي برهان شديد جداً وإحنا موجودين في النهار ده السبت 11/2 انحياز الشعب المصري الأصيل الشريف بالصورة الرائعة الكريمة إلي حصلت النهارده أليس هذا برهان من هذا الوجدان الشعبي إلي هو أمانة في رقبة المجلس الأعلى ومؤسسته العسكرية، برهان على إننا ماشيين بنوع من الحصافة والحكمة السياسية التي ينكرها علينا البعض؟ أليس هذا وواقع مصر الأمني إلي ماشيين فيه النهارده بنسب عالية جداً سواء على مستوى وزارة الداخلية على الأمن الداخلي على الأمن الخارجي على الأمن السياسي على امن إدارة مخابرات عامة وامن قومي بتديره وهي مصنفة عالمياً أليس هذه علامات بتقول أن إحنا عندنا سياسة بترى على مستوى دولة وبتحكم بأسلوب رجل الدولة الحقيقي المسيس؟ إلي صبره إذا حتى الآخر افتكره أنه هو نوع من تباطؤ فهذا ليس مهم في النهاية سيفهم لو شاف إن إحنا أخطأنا وإحنا نرى بالمعلومات المؤكدة إن إحنا ماشيين في الطريق الصواب وإلي وصلنا النهارده إن إحنا نكتشف بعضنا ونتائج بعض انتخاباتنا تستحق المراجعة وخاصة النهارده لما نلاقي ناس ومنهم أعضاء ومسؤولين ونالوا على ثقة وقدر عالي من أصوات الشعب موجودين مثلاً في جامعة القاهرة أو جامعة الديهلقية في المنصورة بيدعّموا العصيان إلي رفضه الشعب المصري كله! فانا مع ضيفك الكريم أنه ربما بنحترم الأصول والأسماء والتاريخ ولكن ربما يكون إلي بيمثلها في العصر الحديث لا يرتقي إلى هذا المستوى إلي الشعب أساساً اختاره بناء على هذا الرقي التاريخي أما من الناحية الأمنية فأؤكد سيد محمد..

محمد كريشان: نعم عفواً إذا أردنا إذا أردنا أن نلفي نظرة على التاريخ على المستقبل لأن هذا العام تقريباً راوح بين مؤشرات التفاؤل ومؤشرات التشاؤم إذا أردنا أن ننظر إلى المرحلة المقبلة سيد فهمي عبده مصطفى أي المؤشرات ترجحها بناء على الوضع الحالي في مصر بعد عام من الثورة؟

فهمي عبده مصطفى: استأذنك بس في نقطة قبل دي سريعاً؟

محمد كريشان: تفضل تفضل.

فهمي عبده مصطفى: إحنا موضوع التخوين كان برضة قبل الثورة الإخوان يخونوا أن هم اتفقوا مع مبارك في الانتخابات في 2005 ثم نفس هذه السياسة بعد الانتخابات بعد الثورة، نفس الموضوع برضة نؤكد إن الإخوان اتفقوا مع المجلس العسكري وهذه السياسة إلي الإخوان يرفضوها تماماً، الأمر الثاني ضيف حضرتك الكريم إن الناس انتخبت الإخوان لبرامج وليس لأفراد إحنا ترانا ننزل مؤتمرات وندوات نشرح فيها برنامج حزب الحرية والعدالة الانتخابي أما غيرنا كان بيقول انتخبوني من اجل التوازن انتخبوني ويشتم في الإخوان المسلمين ويشتم في حزب الحرية والعدالة فده مرفوض تماماً، ولكن لدينا برامج إن شاء الله تخرج هذه الأمة من الأزمة لا لأفراد فقط ولكن لحزب الحرية والعدالة، الأمر الثاني أن المجلس العسكري بعد الاستفتاء وفى فعلاً بما أراده واختار خليفة هذا الشعب من خلال انتخاب نزيهة وحما فعلاً بالرغم إن كانت الفضائيات شغالة على إن الناس ما تنزلش الانتخابات سيكون هناك الضرب أمام اللجان والبلطجية كلها أمور وعد بحماية الانتخابات ووفى المجلس العسكري بها، الأمر الآخر إن المستقبل أن شاء الله مشرق في مصر انتخابات مجلس الشعب تمت ونزيهة ولم يشهدها مصر من قبل، الأمر التالي الشورى النص ابتاعها اكتمل والنص الثاني سيكتمل إن شاء الله الرئاسة فاضل لها شهرين ثلاثة بالكثير وتستقر مصر، كل من يريد أن إفشال هذه الثورة سوف يفقد الأمل في إفشالها بتكوين كل هذه المؤسسات، بتكوين قوانين وتشريعات تستطيع أن تعيد لمصر اقتصادها الجيد تشريعات نحتاجها فعلاً وأنا أتوافق مع حضرتك مع ضيفك الكريم أن هناك محتاجين لتشريعات حتى تستطيع النيابة العامة أن تؤدي دورها الجيد، هناك بعض أعضاء مجلس الشعب إلي ينادون بإقالة النائب العام وده أصلاً مرفوض في القانون يعني إخوانا بينادوا بأمور ليست قانونية نحن مش دولة دستورية دولة قانونية وبالتالي نحن كأعضاء مجلس الشعب نرجع للقوانين نفهم إن إقالة النائب العام دي لا تجوز أصلاً لمجلس الشعب، ولكن نريد قانون للسلطة القضائية يحترم فعلاً هذه السلطة إلي إحنا كلنا نحترمها يعطيها سلطة تعيين أو انتخاب حسب ما ترى هذه السلطة إلي إحنا نحترمها إلى آخر العمر التي هي درة المؤسسات في مصر ولكن لدينا من الخيارات في مصر الكثير، الدكتور خالد عبد القادر عودة يكتشف نهر كنهر النيل يبدأ من تشاد وينتهي في الصحراء الغربية، لدينا تريليون جنيه مصري داخل الصناديق الخاصة لم تدخل في ميزانية الدولة من قبل، لدينا إعادة تسعير وتقييم للأراضي المنهوبة لمصر لألفين رجال الأعمال تقدر ب600 مليار جنيه مصري، لدينا فلوس كثيرة جدا في التأمينات الاجتماعية هي ديون على المؤسسات الحكومية يجب أن ترد مرة ثانية، هناك برامج لدينا وتشريعات، حزمة تشريعات كبيرة جداً ولكن المكلمة إلي موجودة في مجلس الشعب ما بتخليناش نعرف نطرح في خلال أسبوعين هذه الأمور ولكن اللجان اشتغلت عندنا وبدأنا بفضل الله ننزل تشريعات وأول تشريع هو رفع التعويض من 30 إلى 100 ألف جنيه لإخواننا أسر الشهداء والمصاب سوف يعادل بأسرة الشهيد لدينا عدم المنافسة وعدم الاحتكار كقانون تم طرحه في مجلس الشعب وإن شاء الله هينزل مباشر على المجلس لأننا إحنا عملناه في طريقة لا يمر على لجنة الشكاوى والمقترحات، الإخوان المسلمون وحزب الحرية والعدالة مع الأحزاب الأخرى يعملون داخل اللجان وليس داخل المجلس فقط لأن اللجان هي التي يتم فيها كل شغل المجلس وليس المكلمة الموجودة، والشغل الإعلامي لمجلس الشعب.

الدولة المصرية والاستحقاقات المقبلة

محمد كريشان: فيما يتعلق بالاستحقاقات المقبلة سيد الجندي هل تعتقد بأن الشعب المصري الذي صبر طويلا على حكم الرئيس مبارك يمكن أن يصبر لأشهر قليلة، هناك موعد حتى لشهر 6 حتى تنتهي المرحلة الانتقالية الحالية وبفتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية قد تشهد مصر انفتاح أفضل نحو مستقبل أكثر ديمقراطية واستقرار؟

مصطفى الجندي: الشعب المصري شعب يحب الاستقرار، ما هواش شعب يعمل ثورة كل يوم ولا يثور كل يوم، ولكن شعب لما ينتفض يكمل لغاية النهاية، على ما أظن الشعب المصري كله لاحظ أنه من يوم الثورة لغاية النهاردة لا شاف خمس فدانين ولا شاف مكتسبات من الثورة فهو مستمر في ثورته حتى يحصل على مكتسبات عن طريق البرلمان، عن طريق الميدان، عن طريق أي طريق سيحصل على مكتسباته، إن استطاع البرلمان أن يتعامل مع الموقف بالشرعية الدستورية أو شبه الدستورية بتاعت الإعلان الدستوري ويضيف إليها الشرعية الثورية سيستطيع أن يرضي الشارع، اللي عمل فقط بالشرعية شبة الدستورية لأنه آخر ما تحدث، تحدث عن البرلمان ثم الشورى ثم الرياسة ولم نتحدث عن الدستور، ولماذا لا يكون الدستور فورا في حالة التوافق اللي إحنا فيها وبعد ذلك نقيم كما كان مخططا في خريطة الطريق يعني، نحن نتساءل أسئلة كثيرة طالما المجلس العسكري كان قادرا على حماية انتخابات مصر على مستوى مصر في الكامل اللي هي كانت في الأوقات العادية بيحصل فيها 200 و300 قتيل لماذا لم يحمِ مصر على مدار عشرة أشهر كانت البلطجة فيها في الشارع في وضح النهار، دي أسئلة إحنا بنسألها نحن لا نشكك في المجلس العسكري ولكن طالما أنت تعلم أن هناك طرفاً ثالثا موجودا داخل الداخلية وموجودا في السجون وموجودا خارج السجون، لماذا لم تقم بالقبض عليهم؟ لماذا لم تعترف حقيقة بأنها ثورة ويجب أن يكون هناك محاكم ثورية تحاكم هؤلاء المجرمين الذين قتلوا شعب هذه البلاد ليس فقط بالمظاهرات ولكن بالأمراض، فهناك أسئلة كثيرة يجب أن نسألها حينما نقول أن قاعة البرلمان مكلمة، فالأكثرية أو الأغلبية ليست لنا الأقلية ونحن نحارب لكي يعطونا الكلمة في البرلمان حينما نقول بأننا نتعاون كلنا في اتجاه واحد والشعب اخترنا على أساس برنامج ونتكلم على أنبوبة البوتوغاز يبقى أنت النهاردة أنت جهاز تشريعي وتنفيذي في نفس الوقت، لما نتكلم على كيس فيه زيت وسكر يبقى أنا بتكلمش على برنامج مع ناس كثيرة محتاجة قامت الثورة عشان توصل لمرحلة إن هي لما تنتخب، تنتخب على برنامج، إحنا قمنا بثورة مصر عشان شعب مصر وصل فيه الجهل بنسبة 40% أهلي وأهله وأهل كل مصري، راحوا حتى المدارس والجامعات لم يتعلموا شيئا فيه المتعلمين الجهلة لأنهم دمروا التعليم في مصر، فالثورة قامت لكي يصلح كل ذلك وثم بعد ذلك يكون لنا شعب على مستوى إن هو يحكم ما بين البرامج، شعب مصر انتخب الله وانتخب رسول الله وانتخب كل إنسان أتى إليه بقال الله وقال الرسول لأن شعب مصر هو شعب مؤمن من قبل الأديان ومن قبل الرسالات وشعب له ثقة، شعب مصر انتخب الإخوان والسلفيين لأن الإخوان والسلفيين كانوا موجودين بجانبه والتيارات الأخرى لم تكن موجودة ولذلك يجب على كل التيارات الأخرى بدل ما هي تقول أن الشعب أساء الاختيار أن تنزل وتعمل بجانب الإخوان وأنا قلت قبل ذلك في البرلمان أنا أؤمن بأن الله أعطى دفة مركب مصر للإخوان وأولادي موجودون على هذه المركب فأنا لست هنا لكسر الدفة ولكن لعدل الدفة فحينما أنتقد الإخوان وأقول أن هناك استئثارا بكل شيء وعدم مشاركة للآخرين أنا أريد أن أقول ذلك لأنني أرى في الآخرين وفي الأحزاب الأخرى شخصيات محترمة علمية وكان يجب أن تكون على رأس اللجان ولكن أحزابها لم يكن لها أغلبية، لذلك أنا أطالب..

محمد كريشان: هذا المركب الذي، نعم، هذا المركب الذي أشرت إليه حتى ننهي مع السيد المسلماني، هذا المركب الذي أشار إليه السيد الجندي هل تعتقد بأنه سيبحر بأكثر سلاسة في مياه النيل في المرحلة المقبلة المتبقية على الأقل من هنا إلى شهر يونيو حزيران؟

أحمد المسلماني: نعم أتوقع، الحقيقة أن الفكرة تحولت إلى حركة وهي ثورة 25 يناير حان الوقت أن تتحول الحركة إلى سياسة تتفاوض وتأخذ وتعطي، لا بد لأي فكر أن يتحول في النهاية إلى سياسة واقعية، اليوم التقيت السيد خالد مشعل وهو زعيم حماس وهناك مفاوضات مع فتح، كان يتحدث بطريقة براغماتية سياسية فيها منطق عاقل، على الحركة الثورية أن تتحول إلى حركات سياسية عاقلة تتفاوض، ما يدعو للتفاؤل أن الاقتصاد المصري رغم كل ذلك ينمو أن هذا الشعب مصرٌ على النجاح أننا لا نحتمل الفشل، إذا مصر فشلت هذه المرة سوف يكون هبوطا ربما يؤدي إلى هزيمة الدولة المصرية المعاصرة والحديثة لكن أعظم ما يدفع إلى الأمل أننا اليوم في 11 فبراير 2012 بدون حسني مبارك وبدون جمال مبارك.

محمد كريشان: بالنسبة لما طرح حول تشكيل حكومة ائتلافية يمكن أن يسرع المسار قليلا لماذا الفكرة لم تلق الرواج ربما المطلوب؟

أحمد المسلماني: لأكثر من سبب، السبب الأول أن الإخوان المسلمين لم يطرحوا هذه الفكرة من قبل وظهر أنهم مؤيدون لحكومة الدكتور كمال الجنزوري وذلك الطرح مفاجئ، السبب الثاني النظام لا يزال رئاسيا وكثيرون وأنا واحد منهم نريد للنظام أن يبقى رئاسيا، وضع الإخوان الآن على رأس حكومة تنفيذية يدفع بالضرورة إلى دستور برلماني ولا يعطي الفرصة للحوار حول دولة رئاسية والأمر الثالث الحكومة التكنوقراطية الحالية حكومة كمال الجنزوري أمامها شهور محدودة ويرى الرأي العام والمجلس العسكري بأنه لا معنى للتغيير الآن إذا كنا على وشك تغيير جذري أو كبير بعد ثلاثة أو أربعة شهور من الآن.

محمد كريشان: شكرا جزيلا لك السيد أحمد المسلماني مدير مركز القاهرة للدراسات الإستراتيجية شكرا لحضورك معنا في الأستوديو، شكرا لضيوفنا من القاهرة مصطفى الجندي عضو مجلس الشعب المصري عن كتلة الثورة مستمرة، اللواء محمود زاهر أيضا شكرا لك الخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية، شكرا أيضا لضيفنا عضو مجلس الشعب المصري عن حزب الحرية والعدالة فهمي عبده مصطفي، بهذا مشاهدينا الكرام نكون قد وصلنا إلى نهاية هذه الحلقة التي حاولنا فيها أن نرسم أبرز الخطوط الأساسية لهذا العام من حياة الثورة في مصر، دمتم في رعاية الله وإلى اللقاء.