حديث الثورة

مستجدات الملف السوري في انتهاك حقوق الإنسان

تناقش الحلقة تطورات الملف السوري من حيث كيفية تعاطي مجلس حقوق الإنسان في جنيف مع الأوضاع الميدانية خاصة في ضوء قرار للمجلس تراوح بين التمديد والتنديد، تمديد لمهمة محققي الأمم المتحدة المعنيين بمتابعة التطورات الدامية.
‪عبد الصمد ناصر‬ عبد الصمد ناصر
‪عبد الصمد ناصر‬ عبد الصمد ناصر
‪عبد القادر الصالح‬ عبد القادر الصالح
‪عبد القادر الصالح‬ عبد القادر الصالح
‪فايز الدويري‬ فايز الدويري
‪فايز الدويري‬ فايز الدويري
‪عبد الحميد صيام‬ عبد الحميد صيام
‪عبد الحميد صيام‬ عبد الحميد صيام
‪عبد الكريم الريحاوي‬ عبد الكريم الريحاوي
‪عبد الكريم الريحاوي‬ عبد الكريم الريحاوي

عبد الصمد ناصر: السلام عليكم ورحمة الله، وأهلا بكم في حديث آخر من أحاديث الثورات العربية، محوران رئيسيان في هذه الحلقة، سنواكب عبرهما تطورات الملف السوري، حيث سنهتم في حلقتنا هذه بكيفية تعاطي مجلس حقوق الإنسان في جنيف مع الأوضاع الميدانية خاصة في ضوء قرار للمجلس تراوح بين التمديد والتنديد، تمديد لمهمة محققي الأمم المتحدة المعنيين بمتابعة التطورات الدامية، وتنديد بمجازر وثقها التقرير الأول لهؤلاء المحققين غير أن بدايتنا ستكون من الوضع الميداني اللافت في حلب، حلب التي تشهد معارك توصف بأنها لافتة، ويعتبرها البعض الأكثر شراسة منذ تمركز الثوار في العديد من أحيائها، وبعد أسابيع من المد والجزر في المواجهات والقصف المكثف من الطيران الحربي النظامي أعلن مسلحو الجيش السوري الحر عن سيطرتهم على أحياء جديدة مثل: العامرية، وباب أنطاكية، كما أعلنوا بدء هجومهم على جبهات عدة على القوات النظامية.

[تقرير مسجل]

تعليق صوتي: في أواخر يوليو الماضي توعد الثوار السوريون والنظام بحسم معركة حلب، لكن المواجهة ما تزال مستمرة، سقط ما يقرب من 2300 قتيل في حلب منذ الشهر السابع أي ما يمثل عُشر قتلى الثورة السورية وفق الإحصائيات المتداولة حاليا، توصف المعارك منذ الخميس في حلب بأنها غير مسبوقة من حيث الحدة والانتشار الجغرافي، قتال في حي الشيخ مقصود ذي الأغلبية السكانية الكردية؛ يقول ضباط من الثوار إن مقاتلين من حزب العمال الكردستاني التركي يقفون إلى جانب الجيش السوري النظامي وهو خبر يحتاج إلى تأكيد من أكثر من مصدر أو إلى نفي من الجهة المعنية، تشمل خطوط التماس أحياء: صلاح الدين، بستان الباشا، العامرية، الميدان، باب النصر، أما الأحياء التي هي خارج سيطرة الجيش النظامي فمنها الإذاعة، سيف الدولة، بستان القصر، الكلاسة، الفردوس، السكري، العامرية، غير أن أحياء أخرى في حلب تبقى خارج غبار المعركة منها الجامرية، الزهراء، حلب الجديدة، عديد الثوار بين عشرين ألفا إلى أربعين ألف عبر سوريا كلها وفق بعض التقديرات، والخصم يتوقف أساسا بسلاح الجو غير أن متابعة دقيقة للمناطق التي يقصفها الجيش النظامي السوري تسعف المتابعين في التأكيد من أنه لا يسيطر عليها، ففي معارك السيطرة على الميدان الكلمة الفصل هي لمن يملك الأرض.

[نهاية التقرير]

عبد الصمد ناصر: لمناقشة هذا الموضوع ينضم إلينا عبر سكايب من حلب عبد القادر صالح قائد لواء التوحيد هناك، ومن عمان اللواء الدكتور فايز الدويري الخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية، ومن أنطاكية مراسل الجزيرة مازن إبراهيم، مازن ابدأ معك حول آخر التطورات كما تركتها في حلب.

مازن إبراهيم: في الواقع بالنسبة لمعركة الحسم التي أعلن عنها الثوار خلال الساعات القليلة الماضية فقد تمكنوا من تحقيق بعض التقدم في منطقة باب أنطاكية حيث سيطروا عليه وباب أنطاكية يبعد عمليا كيلومتر ونصف عن ساحة سعد الله الجابري التي تعتبر ساحة رمزية بالنسبة للحلبيين، كذلك تمكنوا من الدخول إلى منطقة الشيخ مقصود، على واقع الأرض المعطيات لم تتبلور بعد بشكل نهائي ذلك أن الساعات القليلة المقبلة ستكشف عن العمليات وعن مدى جدوى هذه العمليات وإمكانية تحقيق تقدم وخرق كبير بالنسبة إلى الثوار، ذلك أن الثوار خلال الفترة الماضية وبعدما تمكنوا من السيطرة على أكثر من 60% من مدينة حلب دخلت العمليات العسكرية بحالة من المراوحة بين الطرفين كان هنالك عمليات كر وفر في مناطق عدة من صلاح الدين مرورا بالإذاعة  وصولا إلى منطقة الجندول شمالا، هذه المعطيات دفعت الجيش السوري الحر إلى التفكير جديا بمحاولة كسر هذه حالة المراوحة التي سادت خلال الفترة الماضية وهو ما دفعهم خلال الساعات الماضية إلى الدخول في هذه العملية العسكرية، علما بأن دخولهم إلى منطقة باب أنطاكية وتحديدا وسط حلب يعني الكثير بالنسبة للثوار، وكذلك الدخول إلى منطقة الشيخ مقصود ولكن الدخول إلى منطقة الشيخ مقصود وهي منطقة ذات كثافة كردية، قد تكون سيف ذو حدين بالنسبة للثوار، ذلك أنها المنطقة التي يجري فيها الآن تماس مباشر، ولأول مرة بهذا الشكل ما بين الثوار من ناحية وما بين المقاتلين مقاتلي الجيش السوري الحر، وهو ما قد يؤدي إلى انطلاق مواجهات في أكثر من محافظة سورية بين الطرفين، لذلك يمكن القول بأن المعطيات الواردة حتى الآن لم تكتمل حتى يمكن إعطاء حكم نهائي حول هذه المعركة وما ستؤول إليه، علما بأنه هنا لابد أن نعود مرة أخرى وبشكل معمق إلي موضوع تسليح الجيش الحر وموضوع افتقاده إلى الصواريخ المضادة للطائرات والدبابات، جميع هذه المعطيات ستكون عنصرا حاسما في سير المعركة خلال الفترة المقبلة.

[نهاية التقرير]

التطورات الميدانية في مدينة حلب

عبد الصمد ناصر: على كل حال هذه المعطيات هامة جدا سأحاول أن أبلورها من جانبي من خلال حديثنا إلى السيد عبد القادر صالح وهو قائد لواء التوحيد في حلب، سيد عبد القادر صالح ما زلتم في يعني في حلقة مفرغة تسيطرون على أماكن ثم تنسحبون منها ويدخلها أو تدخلها القوات النظامية أو يقصفها هل بتم الآن على قناعة بأن هذا التكتيك لم يعد مجد لكم وبالتالي تريدون أن تغيروا من شكل العمليات وتكثيفها في محاور عدة في حلب لكي يتسنى لكم السيطرة عليها؟

عبد القادر الصالح: بسم الله الرحمن الرحيم، بالنسبة للعمليات أو بالنسبة للتكتيك العسكري النظام اكتشفناه في المرحلة الأخيرة أنه ما عنده استطاعة ولا عنده قوه يواجه على أرض المعركة والدليل على ذلك أنه معركة ثكنة هنانو، معركة ثكنة هنانو كانت ضربة قاصمة للنظام، حول قسم كبير من قواته المتواجدة بسيف الدولة وبالإذاعة إلى ثكنة هنانو مما جعل شبه هادئة المنطقة الغربية اللي هي سيف الدولة، واشتعلت المنطقة الشرقية العرقوب وثكنة هنانو، هذا دليل على أن النظام ليس عنده إمكانية للمواجهة أكثر، هذا مما أدى إلى أننا اجتمعنا قادة الكتائب والألوية بعد مشاورات دامت أكثر من يومين لا بد أن نوجه ضربة قاضية للنظام من عدة اتجاهات ومن كل الجبهات الموجودة ولكن في يوم واحد في ساعة..

عبد الصمد ناصر: لكن السيد عبد القادر ما الذي يعني يجعل هذا التكتيك أو ربما هذا التكتيك ناجعا وفاعلا لمواجهة النظام إذا كان ربما النظام يريد أن يستدرجكم لمواجهة تصبحون فيها منكشفين في محاور عدة  يسهل عليه بالتالي استخدام الطيران الحربي فيها؟

عبد القادر الصالح: لا لا لا هذا الكلام، بالنسبة للنظام على العكس تماما الآن عندما تعددت الاتجاهات تعددت الجبهات، النظام الآن تشتت قواه تشتيتا كاملا والدليل على ما قمنا بها، الآن سيطرنا على حي باب أنطاكية طبعا بالقرب من باب الجنين الذي لا يبعد عن باب الفرج أكثر من 150 متر والذي لا يبعد عن سعد الله الجابري أكثر من 500 متر هذه نقطه مهمة جدا، طبعا اليوم أنا كنت هناك على بعد خمسين إلى سبعين متر فقط نحن الآن نحاصر فرع المرور محاصرة تامة وقمنا أيضا بإطلاق النار على القصر البلدي وهو رمز أساسي، وتوسعنا أيضا في منطقة العرقوب ودمرنا عدة آليات بسبب عدة جبهات جديدة، فتحنا عدة جبهات جديدة، ولم يستطيعوا الرد علينا وتمكنا في يوم واحد من السيطرة على عدة أحياء جديدة هذا بفضل الله عز وجل، أما بالنسبة إلى حي- اللهم صلِ على سيدنا محمد- حي الشيخ مقصود فنحن دخلنا حي الشيخ مقصود لهدف واحد أولا، في حي الشيخ مقصود على جهة اليسار يوجد ما يسمى بمديرية الزراعة والآن هي الآن مقر عسكري يصل  إليه الإمداد ثم يصل الإمداد إلى الميدان والى العرقوب فقررنا قطع هذا الطريق، عن طريق دخول الشيخ مقصود، في هذه المنطقة، ليس المقصود منها أنه يوجد أغلبية كردية أو حزب PKK  إنما  هي نقطة مهمة طريق وصول إمداد وقررنا قطع هذا الإمداد الذي يصل إلى مديرية الزراعة مكان التمركز العسكري.

عبد الصمد ناصر: طبعا الذين لا يعرفون جغرافية حلب وريفها الآن تتحدث أنت عن حلب وريفها أم حلب والأحياء المحيطة بها فقط.

عبد القادر الصالح: الآن أنا أتكلم عن معركة الحسم عن معركة حلب، أتكلم عن معركة حلب المدينة، هذا الكلام عن معركة حلب الشيخ مقصود هو حي من أحياء حلب.

عبد الصمد ناصر: طيب سؤالي هنا طبعا أستاذ عبد القادر، أسألك هنا حتى أتحقق من إمكانية أن تبسطوا سيطرتكم على المدينة، وأنتم ما زلتم لم تبسطوا سيطرتكم على كل المحاور المؤدية إليها من خارجها؟

عبد القادر الصالح: نحن نبدأ الآن معركة بالإمكانيات المتوفرة عندنا، فالآن أي خطة عسكرية الآن إذا مشينا في طريق بشكل طبيعي وهذا الطريق انقطع أنا الآن أجعل خطه جديدة، خطة أخرى لاجتياز هذه النقطة، الآن في نقطة مع النظام واقف بوجه النظام لم أستطع تجاوز هذه النقطة، لا بد أن أبحث عن محور آخر وعن عملية تخطيط عسكري جديد في هذه المرحلة.

عبد الصمد ناصر: يعني أنتم الآن اتخذتم سياسة المبادأة بدل انتظار التحرك من النظام.

عبد القادر الصالح: أخي الكريم بعدما حررنا القسم الأكبر من حلب وأصبحت مناطق محررة وبدأت الخدمات وأمن الثورة يعود فيها، وتعود الحياة  وتمشي فيها  بشكل جيد، بدأ القصف عنيف جدا ما يستثن مدني ولا عسكري ولا شيخ كبير ولا صغير فهذا مما استدعانا إلى اجتماع ما أمكن من قواتنا المتوفرة بين أيدينا ومن المجاهدين والأسلحة والذخائر وجمعها في وقت واحد، وتوجيه ضربة على قد الجبهات لهذا النظام لتشتيت هذا النظام ولتوسيع في نفس الوقت ولتخفيف الضغط عن المناطق المحاصرة.

عبد الصمد ناصر: اللواء الدكتور فايز الدويري سمعت ما قاله سيد عبد القادر الصالح ربما لك قراءة لما يجري، كيف أنت قرأت هذا النهج الذي بات يعتمده الجيش السوري الحر، والحال أنه في الأيام الأخيرة لم يبدو أن هناك لا هو منتصر باستمرار ولا هو مهزوم باستمرار في حلب.

فايز الدويري: مساء الخير أخ عبد الصمد أولا.

عبد الصمد ناصر: مساء الخير سيد اللواء.

فايز الدويري: كنت أتمنى أن ما ورد في الخبر العاجل قبل قليل من تشكيل قيادة مشتركة للمجالس العسكرية وبعض الفصائل أن يسبق الإعلان عن بدء معركة الحسم، فمشكلة قوات المعارضة المسلحة انه لا أستطيع أن أطلق عليها اسم واحد أنها يوجد عدة قيادات وبالتالي هناك تضارب وتقاطع في أعمالها بينما لو تم تشكيل هذه القيادة المشتركة سيتم وضع خطة على مستوى العملياتي والاستراتيجي لنتحدث عن معركة حاسمة لمدينة حلب، المعركة الحاسمة في مدينة حلب لها متطلباتها: أهم هذه المتطلبات من وجهة نظري الشخصية ومن خلال قراءتي لإمكانيات الجيش الحر وبقية الفصائل المسلحة تكمن في تحديد نقاط القوة وأنت أشرت إلى بعض منها لدى قوات النظام، أهم هذه النقاط: أولا القوة الجوية، ومن ثم القوات البرية المدرعة، وبالتالي يجب أن يعملوا على تحييد هذه القوات ضمن حدود الإمكانات المتاحة من حيث القوة الجوية يستطيعوا أن يفرضوا تشويشا وإرباكا على طلعات الطائرات العمودية من خلال التعامل مع المطارات القريبة سواء من منغ أو النيرب أو إعزاز، تفتناز إلى غير ذلك حيث يوجد حوالي ست مطارات في المنطقة، فيما يتعلق بالمطارات التي تقلع منها الطائرات المقاتلة يوجد تقريبا واحد وعشرين مطار في سوريا، وبالتالي هذا يتطلب تنسيق على مستوى قوات المعارضة كاملة لتقوم ببعض الأعمال التي تحد من إمكانات الطيران السوري وحريته في العمل، فيما يتعلق بتميزه بالقوات المدرعة يتطلب؛ لا تستطيع قوات المعارضة إجراء مواجهة قريبة معها بسب فارق التسليح وهذا يتطلب فرض تحديدات أخرى، من خلال التحكم في شريان الإمداد والتزويد في النقاط الحاسمة والمفصلية التي يمكن أن تستخدمها التعزيزات والإمدادات اللوجستية وبالتالي لو توفرت القيادة المشتركة الموحدة لوضعت خطة على المستوى العملياتي والاستراتيجي، أنا لا أنقص من جهد القوات المقاتلة وقوات الجيش الحر وقوات المعارضة ولكن أن يكون العمل مجزئا ومتقاطعا أخشى أن يؤدي إلى خسارة، وهذه الخسارة ستكون باهظة ومكلفة لأن إعادة بناء القوة بالنسبة لهم مجهدة جدا في ظل نقص الذخيرة والسلاح.

عبد الصمد ناصر: دكتور واضحة، لكن كيف يمكن أن يتجنبوا هذا السيناريو وألا يقعوا في هذه الخسارة وكيف يمكن أن تقع هذه الخسارة أصلا، للتوضيح..

فايز الدويري: يستطيعون أن يتجنبوا ذلك من خلال القيام بما يسمى حرب المدن وهو التقدم البطيء المدروس بحيث تشكل الأحياء التي يتم السيطرة عليها نقاط إسناد وارتكاز تساند بعضها البعض ولا يسمحوا ببقاء جيوب مقاومة لقوات النظام يمكن أن تشكل لهم لاحقا مشاكل على المستوى العملي القتالي والمستوى اللوجستي، لا بد أن يتم تطهير هذه الأحياء بتأني وبتزامن وبتكامل لتشكل قاعدة انطلاق تتحرك منها قوات المعارضة بما يسمى بمفاهيم المحاور المتوازية أو المتلاقية والتي تلتقي بنقاط الحسم الرئيسية التي إذا تم السيطرة عليها سيتم السيطرة على مدينة حلب.

عبد الصمد ناصر: نعم، الآن هّم الجيش السوري الحر أو المعارضة المسلحة كما تشاء أن تسميها اللواء الدكتور أن يسيطروا على حلب المدينة لكن إذا ما أتيحت لهم السيطرة وأراد الجيش السوري الحر أن يوسع عملياته نحو ريف حلب لتوسيع ربما دائرة سيطرته في المنطقة، ما هي الأشياء التي يفترض أن يحترز منها حتى لا يفقد ما كان يكسبه وراء في المدينة.

فايز الدويري: في الواقع بداية الثورة السورية أخ عبد الصمد، كان الحراك يأتي من الخارج إلى الداخل، من الريف إلى المدينة، من ريف دمشق إلى دمشق، من ريف درعا إلى درعا، من ريف حلب إلى حلب، وبالتالي مدينة حلب ليست جزيرة معزولة لا بد لقوات المعارضة السورية أن تؤمن نقاط الارتكاز قوية، هذه النقاط تتمثل في محاولة السيطرة على القواعد العسكرية أو معسكرات الجيش النظامي وعلى الحواجز التي تنتشر حولها بحيث تحيد القوات الموجودة بها، ولا بد لها من السيطرة على طرق إمداد الجيش النظامي ومن ثم لا بد لها أن تحقق الإسناد المتبادل ما بين هذه الوحدات وضمن خطة عملية على مستوى العمليات المشتركة ما بين القوات فلهذا السبب أؤكد على وحدة القيادة.

تشكيل قيادة مشتركة للمجالس العسكرية الثورية

عبد الصمد ناصر: بهذا الخصوص أريد أن أسئل دكتور اللواء، بهذا الخصوص أريد أن أسئل اللواء عبد القادر الصالح وهو قائد لواء التوحيد عن هذا الخبر بالذات، الإعلان عن القيادة المشتركة للمجالس العسكرية الثورية في سوريا، أستاذ عبد القادر هل انضممتم أنتم إلى هذه القيادة المشتركة، وهل ستغير الحقائق من حيث الإستراتيجية العسكرية والتكتيك المتبع في مواجهة النظام.

عبد القادر صالح: في الحقيقة نحن تم تشكيل المجلس العسكري الثوري منذ أسبوعين أو أكثر وكنت بعون الله مع عبد الجبار العقيدي مع رضوان قرندل في.

عبد الصمد ناصر: هذا في إدلب.

عبد القادر صالح: نعم.

عبد الصمد ناصر: في إدلب أليس كذلك.

عبد القادر صالح: لا لا في حلب، في حلب تم تشكيل المجلس العسكري الثوري ضمن قيادة مشتركة لهذا المجلس، يعني ليس رئيس مجلس واحد إنما مكتب رئاسي يضم 3 اثنين مدنيين عبد القادر الصالح ورضوان قرندل والعقيد عبد الجبار العقيدي، الجدوى والهدف من هذه التشكيلة كما ذكر الأخ اللواء إنه توحيد الجهود ووضع خطط إستراتيجية لتوحيد وضرب النظام ضربة قاصمة، ولكن للأسف الشديد وأقولها في كل صراحة الآن كل يوم في تشكيل جديد وكل يوم في بند جديد وكل يوم تسمع مسميات جدد لكن هذه لا تسمن ولا تغني من جوع، يعني كل من يغني على ليلاه ، الآن نحن بالمعركة يا أخ الكريم لا نحن بمعركة حلب هي الآن المجريات على الأرض تفرض علينا كيف نتحرك، ولا يوجد أحد من هذه القادة موجودون بحلب ولا أحد أبدأ ولا أي شخص موجود بالمعركة ضمن معركة حلب يعرف كيف تجري المجريات حتى إذا خطة عمل أو إستراتيجية معينة في معركة حلب.

عبد الصمد ناصر: من تقصد بهؤلاء سيد عبد القادر، من تقصد بهؤلاء، هل الذين أصبحوا الآن بتشكيل القيادة المشتركة المعلن عنها للمجالس العسكرية.

عبد القادر صالح: يا أخي أنا بكل صراحة وبكل وضوح ليس موجود أحد الآن في حلب في ضمن مدينة حلب موجود نعم بعض قادة الألوية والكتائب الفعالين وجزآهم الله عنا كل شيء خير، ونجلس يومياً بشكل يومي ضمن غرفة عمليات مشتركة وندرس إذا كان بالإمكان التقدم والتأخر على الأرض، هذه الأرض هي التي الآن تفرض علينا نحنا أكثر من شهرين إلى الآن ما قدمت وما ستقدم المعارضة والمجالس العسكرية من شهرين إلى الآن ما حد جاءنا إلى حلب وما حد قدم لنا خطة عسكرية.

عبد الصمد ناصر: لم يقدم لكم أحد يعني دعماً بالسلاح مثلا.

عبد القادر صالح: يعني لا أحد يا أخي الكريم نحنا فكرنا من يومين يعني بكل بساطة إلى متى سنظل هكذا إلى متى يوميا النظام يقصفنا ويقصف المدنيين، ولسه نحنا يعني عنا أمل بالمجتمع الدولي بالمجالس العسكرية في المعارضة إنه يمدونا بالسلاح ويمدونا بالذخيرة للأسف ما وصلنا شيئا من هذا القبيل، فقررنا بالإمكانيات المتوفرة عندنا بالإمكانيات بالذخائر بالمجاهدين بالمقاتلين الموجودين عندنا تجميع قوانا وضرب النظام من عدة جبهات، أما من كان يريد أن يمد لنا يد المساعدة من المجالس العسكرية أو غيرها لوضع خطة إستراتيجية أو خطة عسكرية فنحن نقبل وبكل صدر رحب يتفضل إلى حلب ويرسم لنا الخطة ونكن له جزيل الشكر، هذا على مستوى حلب وحتى على مستوى سوريا نحن مع التوحيد، لذلك نحنا أول ما بدأنا بتوحيد الكتائب بمدينة حلب وفي ريف حلب جمعنا معظم الكتائب الموجودة حتى سميناه لواء التوحيد ومن ثم تسنى لنا بعد توحيد هذه الكتائب تسنى لنا دخول حلب، ولولا أنا لن نوحد الكتائب ضمن لواء التوحيد مع معظم الكتائب ما استطعنا دخول حلب، ونحن نمد يدنا إلى كل التشكيلات التي تجمع الصفوف لكن نريد تشكيلات حقيقة فعالة على الأرض ليس تشكيلات فقط من مكاتب وفقط بالتنظير نحن نريد حقيقة تشكيل غرفة عمليات حقيقة  ليس الآن نحن نسمع فقط أما على الأرض يا أخي نحنا ما شفنا شيء ما إن كان من دعم استراتيجي ولا من دعم لوجستي ولا حتى من وضع خطط عسكرية أو عمليات عسكرية.

عبد الصمد ناصر: لواء الدكتور فايز الدويري سمعت ما يقول السيد عبد القادر الصالح هذه القيادات هي مجرد أسماء لتنظيمات من باب الاستهلاك الإعلامي وليس لها أي وجود على ارض الواقع في حلب مثلا كما قال الأخ عبد القادر؟

فايز الدويري: هذا أخي ما تحدثت به قبل قليل، القيادة الموحدة لقوات المعارضة تؤدي إلى توحيد الجهود وإلى وضع خطط على المستوى العملياتي لأنه يتم تحديد أهداف على المستوى الاستراتيجي وبالتالي سيكون هناك خطة تؤدي وتفضي للسيطرة على أحد، أخشى أن يكون إجراء الإخوة في حلب الآن ما يسمى بضربة الشرف المميتة وهو أنهم بذلوا كل ما يستطيعون من قوة واستخدموا كافة الأوراق التي بأيديهم ولكن لم يستطيعوا تحقيق الهدف المنشود وهو السيطرة على مدينة حلب، هذا ما أخشاه، السيطرة على العاصمة الاقتصادية التي سكانها مع الأرياف 6 مليون لا تأتي بعجالة وباجتماع خلال 24 ساعة نوحد الجهود ضمن الإمكانات، لا بد من وضع خطة عملياتية تحدد به الأهداف وتبين بها تفاصيل الخطة وتبين بها الأهداف المرحلية التي تقود إلى الأهداف النهائية وهذا ما يفتقر له للأسف الإخوة في المعارضة المسلحة يجب أن تكون هناك قيادة موحدة، هذه القيادة الموحدة مجرد تشكيلها وتفعيلها صدقني أخ عبد الصمد ستقصر عمر النظام من أشهر إلى أسابيع رغم الإمكانات المحدودة، أما البقاء بهذا الشكل هذا عبارة عن فوضى قتالية لن تقود إلى تحقيق الأهداف الإستراتيجية والهدف النهائي وهو إسقاط النظام.

عبد الصمد ناصر: نعم، عبد القادر صالح يعني كنا في الشهور السابقة نتحدث عن فوضى في صفوف المعارضة السياسية، الآن ما نخشى منه أو يخشى منه اللواء فايز الدولي هو الفوضى العسكرية، هل هكذا ترى الأمر أنت كذلك.

عبد القادر صالح: الأمر اللي عم يقول إنه خلال 24 ساعة لا نقوم باستنتاج قرار، يا أخي الكريم نحنا الآن إلى اليوم صار لنا أكثر من شهرين، أكثر من شهرين نحن في هذا الحال، يعني مو إنه شغلة 24 ساعة ولا 48 ساعة صار لنا الآن شهرين في هذه المعركة يوميا يسقط عشرات المدنيين، عشرات المدنيين من الأبرياء من الأطفال والنساء يوميا تهدم المساجد ويوميا تهدم المباني على رؤوس ساكينها، إلى متى نحن الآن ننتظر يوميا ازدياد القتل ويوميا حتى إطالة أخونا كما يذكر الآن، إطالة أمد  الحركة ليس من صالحنا السبب الآن المجتمع الدولي، الدول العربية والدول الأجنبية حتى الدول الإسلامية ما رأينا موقف جاد يعني نحنا يئسنا يئسا تاما من جميع الدول ومن المجتمع الدولي لذلك اعتمدنا ما أمكن نحن مع {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60] الاستطاعة والقوة الموجودة عندنا والمتوفرة بين أيدينا إنا قمنا بتشكيلها وترتيبها بالعكس لو كان كما يقول إنه عدم التنظيم، كان ما استطعنا أن نضرب في وقت واحد أكثر من 8 جبهات وأثمرت عدة نتائج منها السيطرة على أحياء جديدة و تدمير عدة آليات، هذا دليل الترتيب ووضع الخطة العسكرية، ولأن لا يوجد ترتيب كان كل مين يعمل على حدا، سيف الدولة تضرب لحالها، والعامرية تضرب لحالها، لكل مين يضرب لحاله، ولكن دليل الترتيب ودليل التنسيق ووضع الخطط العسكرية، هذا دليل على وجود توقيت واحد في عمل واحد في ميزان معين.

عبد الصمد ناصر: السيد القادر يعني بكل صراحة ما الجدوى مما سمعنا عن انتقال قيادة الجيش السوري الحر من  العمل على الأراضي التركية إلى داخل سوريا.

عبد القادر صالح: والله يا أخي بصراحة أنا يعني بحلب قليل أن أنزل ولا أتابع الأخبار بشكل متواصل فمن يريد النزول على حلب فأهلا وسهلا بهم، كل من يريد أن يمد يد المساعدة.

عبد الصمد ناصر: يعني لا اتصال لكم بهم؟

عبد القادر صالح: نعم.

عبد الصمد ناصر: لا اتصال لكم بهؤلاء؛ بقيادة الجيش السوري الحر؟

عبد القادر صالح: الجيش السوري الحر، قيادة الجيش الحر إن كنت تريد النزول على المعركة وإرسال ضباط أصحاب ثقة وخبرة في المعارك فنحن نرحب بهم ونضعهم ضمن صفوفنا.

عبد الصمد ناصر: سؤالي واضح أستاذ عبد القادر، هل لديكم أي اتصال أي تنسيق أي  تواصل بينكم وبينهم حول دعمكم بالرجال والسلاح وأنتم في هذه المرحلة الحرجة كما وصفت.

عبد القادر صالح: لا يوجد أي اتصال للأسف.

عبد الصمد ناصر: طيب، مازن إبراهيم، شكرا لك على أية حال أستاذ عبد القادر الصالح قائد لواء التوحيد من حلب، أعود إلى مازن إبراهيم مراسلنا من أنطاكية، مازن من خلال في وجودك أثناء وجودك في حلب هل لمست بأن المقاتلين في حلب بالتحديد تأثروا بهذا الوضع التي تعيشه الألوية وعناصر المعارضة المسلحة هناك كما سمعنا  فوضى عسكرية في حلب.

مازن إبراهيم: في الواقع عبد الصمد ما لمسته هنالك كان غيبا للتنسيق ما بين مختلف الكتائب والألوية التي تحارب في حلب، في كل محور هنالك انتشار لمجموعات قتالية تحاول أن تتقدم تحاول أن تحقق مزيدا من المكاسب الميدانية ولكن كان هنالك غياب لغرفة عمليات عسكرية مشتركة توحد ما بين جميع هذه القوى في معركتها مع القوات النظامية، هذا ما لمسته في حلب وكذلك أيضا في مناطق أخرى حيث أني كنت سابقاً في إدلب كذلك كان هنالك عدة ألوية تقاتل ولا تنظيم فعلي يربطها جميعا بعضها ببعض، لا غرفة عمليات مشتركة توحد جميع هذه الجهود في المعركة هذا ما لمسته في مناطق عدة ضمن حلب سواء على المحاور الرئيسية حيث تتمركز الألوية التي تقاتل النظام، هذا الغياب أثر إلى حد ما في التكتيكات التي اعتمدت من قبل المقاتلين عندما بدأ الهجوم مثلا على الفوج 46 في منطقة أورم الكبرى وأورم الصغرى قبل 3 أو 4 أيام، لم تكن معركة الحسم قد بدأت في حلب كان هنالك توجه لبعض الألوية لحسم الموضوع ضمن إطار الريف الغربي بحلب، لم يتم توحيد هذه المحاولات جميعها في محاولة لإيجاد ضغط مكثف سواء من الناحية الشرقية أو الغربية لمدينة حلب، لإحداث ثغورات عسكرية كبيرة، هذا كان واضحا بالنسبة للمقاتلين حيث كان هنالك بعض التذمر من قبل بعض المقاتلين الذين كانوا يطالبون بمزيد من الوحدة بمزيد من التواصل بين مختلف هذه الألوية التي كانت تقاتل في مسعى منها لمحاولة السيطرة على حلب وبسط الجيش السوري الحر على كامل حلب.

عبد الصمد ناصر: شكرا لك مازن، مازن إبراهيم مراسل الجزيرة وقد تحدث إلينا من أنطاكية بعد مهمة طويلة في حلب ونشكر أيضا اللواء الدكتور فايز الدويري من عمان الخبير في الشؤون العسكرية الإستراتيجية، ونشكر أيضاً عبد القادر الصالح كان معنا من حلب وهو قائد لواء التوحيد، كان هذا عن التطورات الميدانية من حلب في الجزء الثاني من حلقتنا هذه سنستطلع إعطاء مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الضوء الأخضر لتمديد مهمة محققيه بسوريا مجدداً والتنديد أيضا بما وصفه تزايد المجازر تنديد إذن وتمديد ماذا بعد؟ سنجيب على هذه الأسئلة وغيرها في الجزء الثاني؛ انتظرونا.

                                                [ فاصل إعلاني]

كيفية تعاطي مجلس حقوق الإنسان مع الأوضاع الميدانية

عبد الصمد ناصر: أهلا بكم من جديد حيث نخصص هذا الجزء الثاني من  برنامجنا للتطورات القادمة من جنيف هناك في جنيف أدان أو دان مجلس الحقوق التابعة للأمم المتحدة ما وصفه بتزايد أعداد المجازر في سوريا، وأكد المجلس في قرار صدر بأغلبية واحد وأربعين صوتا في جنيف على ضرورة تقديم مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب في هذا البلد إلى العدالة ومدد القرار لستة أشهر عمل بعثة التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، ووصف المندوب السوري القرار بأنه مسيس وانتقائي، وقد عارضت القرار روسيا والصين وكوبا بينما امتنعت الهند وأوغندا والفلبين عن التصويت، لمناقشة هذا الموضوع ينضم إلينا من نيويورك عبد الحميد صيام الخبير في شؤون الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، ومن القاهرة عبد الكريم الريحاوي رئيس رابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان قبل أن يعني أن نفصل في موضوع مجلس حقوق الإنسان لا بد أن نشير إلى أيضا بأن مجلس حقوق الإنسان عين اليوم القاضية السويسرية كارلا ديل بونتي مفوضة في اللجنة المكلفة في التحقيق في ارتكاب جرائم الحرب في سوريا، وهنا أسأل دكتور عبد الحميد صيام عن دلالات هذا التعيين قبل أن نتحدث عن قرار اليوم في جنيف.

عبد الحميد صيام: المعروف أن كارلا ديل بونتي خبيرة في موضوع الجرائم ضد الإنسانية وجرائم التي ارتكبت في يوغسلافيا السابقة، وقد كانت رئيسة للمحكمة الجنائية  الدولية التي عالجت الجرائم التي ارتكبت في رواندا ثم انتقلت لتكون هي المحققة في موضوع الجرائم التي ارتكبت في يوغوسلافيا السابقة وهي لديها خبرة طويلة ، وأود أن أضيف أنه أيضا تم تعيين شخص آخر وهو فيفيت مونتاربورن وهو أيضا خبير في نفس الموضوع وخاصة موضوع التجارة بالأطفال واستعمال الأطفال في الأغراض غير المقبولة، وكذلك كان محققا في موضوع شمال كوريا، الكورية الشمالية، من عام 2004 إلى عام 2010 وهو لذلك خبير في موضوع الدول التي لا تسمح للجان التحقيق أن تدخل أراضيها كما هو الحال في سوريا، لذلك اختيار هاتين الشخصيتين للانضمام إلى البرازيلي السيد سيرغو بينيرو والمعروف كارين أبو زيد التي كانت المفوضة السامية لقضية إغاثة وتشغيل اللاجئين "الأنروا" هذه الخبرات الأربعة تنضم إلى بعضها لتكون بداية عهد جديد في موضوع التحقيق في الجرائم التي ترتكب وارتكبت في سوريا  حتى لا يفلت أحد من العقاب سواء من جانب الحكومة أو حتى من جانب المعارضة.

عبد الصمد ناصر: نعم، عبد الكريم الريحاوي تابعتم قرارات مجلس حقوق الإنسان اليوم في جنيف إدانة ما يجري في سوريا إدانة النظام والمليشيات التابعة لهم من الشبيحة عن الانتهاكات والجرائم المرتكبة في حق المدنيين السوريين وتم تمديد لبعثة المحققين التابعة للمجلس وتعيين هاتين الشخصيتين كارلا ديل بونتي وفيفيت ومونتاربورن كما أفاد بذلك دكتور عبد الحميد صيام بالنسبة إليكم أنتم هل بدأ ربما مسار الآليات الحقوقية يسير في الاتجاه الصحيح نحو تغيير حقائق الأرض في سوريا؟

عبد الكريم الريحاوي: يعني في البداية دعني أتوجه بتحية إجلال وإكبار إلى أرواح شهداء ثورة الحرية والكرامة في سوريا، وأتمنى الشفاء للجرحى والعودة السريعة والمشرفة للمهجرين، سيدي الكريم المجتمع الدولي ليس بحاجة إلى إثباتات وأن النظام السوري يرتكب جرائم ضد الإنسانية في سوريا، فهو منذ اللحظات الأولى لإعلان بشار الأسد لخطابه المؤرخ بـ 30 مارس 2011 عندما أعلن هذا المعتوه الحرب على شعبه بطريقة واضحة وعلنية ومنذ ذلك التاريخ المجازر والجرائم ضد الإنسانية ترتكب بشكل يومي ومستمر بحق أبناء الشعب السوري، حقيقة ما يجري على الأرض السورية هو بحاجة إلى مئات المنظمات الدولية لكي تقوم بتوثيق الحالات والانتهاكات التي تجري، هناك فظائع بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى ترتكب على مرأى ومسمع من العالم الدولي ومجلس حقوق الإنسان مع احترامي الكبير لهذه المنظمة التي أنتمي إليها أعتقد أن قراره حتى الآن غير كافي بالنسبة لنا كسوريين، عليه أن يحيل هذا الملف بشكل عاجل إلى مجلس الأمن ومجلس الأمن عليه أن يصدر قرارا بإحالة هذا الملف إلى محكمة الجنايات الدولية، ما يرتكب في سوريا هو يعني وصمة عار في جبين الإنسانية مئات المدنيين يقتلون كل يوم نتيجة القصف بالطيران وبغطاء دولي وتحت مظلة من الحماية من روسيا والصين وبعم لوجستي كبير من إيران ومن حزب الله على الأرض، المجتمع الدولي الآن مطالب بتحمل مسؤولياته تجاه ما يجري أما بالنسبة للقرار فهو قرار غير ملزم يعني قرار إدانة هذه المجازر وبأن هناك جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ترتكب هو قرار غير ملزم للحكومة السورية، كما نعلم أن الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان وفي الأمم المتحدة بموجب انضمامها للمعادلات الدولية لحقوق الإنسان وبموجب مصادقتها على هذه الاتفاقيات تتعهد بعد هذا التصديق بأنها تكفل وتلتزم بحماية هذه الحقوق وبالذات حقوق مواطنيها، ولكن بالنسبة لسوريا وهي بلد تمتلك أسوأ سجل لحقوق الإنسان في العالم، مجرد هذه الاتفاقيات هي اتفاقيات حبر على ورق منذ اللحظات الأولى لاستلام المقبور حافظ الأسد السلطة في سوريا وهو يرتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وهو خارج نطاق المحاسبة وأفلت من العقاب أكثر من مرة.

عبد الصمد ناصر: نعم، واضحة الفكرة أستاذ عبد الكريم يعني أنت لا ترى جدوى من هذه القرارات ما دام الإرادة السياسية غائبة وأن الحقائق هي واضحة أمام أعين المجتمع الدولي وموثقة، وهناك الكثير من التقارير التي تثبت هذه الجرائم، سيد عبد الحميد صيام يعني ما الجدوى فعلا من هذه القرارات؟ ما الجدوى من هذه التحركات؟ وكيف نفهم أو هل تجد أي تبرير أو تفسير لافتقاد المسار الحقوقي والقانوني للديناميكية المطلوبة  التي تواكب أو تنسجم مع حقائق الوضع السوري الفظيع؟

عبد الحميد صيام: سيدي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية لا تموت بالتقادم، ولذلك يجب أن نعرف أن مجلس حقوق الإنسان عندما يعين مثل هذه اللجنة لتوثيق هذه الجرائم ووضعها في ملف خاص وسيأتي اليوم بالتأكيد بدون أدنى شك أن هذه الملفات ستفتح وأود أن أذكر أن السيدة نافي بيلاي أن هناك لديها مغلف يحمل اثنين وخمسين اسما من الذين ارتكبوا جرائم حرب في سوريا وقد قدمت نسخة منه إلى الأمين العام وهو بانتظار أن تأتي اللحظة المناسبة لتحويله إلى المحكمة الجنائية الدولية وهو لا شك قادم، مسألة وقت، خذ مثلا الجرائم التي ارتكبت في البوسنة رضوان كاراديتش اختفى ستة عشر عاما وهو مختبئ مثل الفأر داخل صربيا، لكنه في الأخير وقع في الفخ وهو الآن قيد المحاكمة، وكم من الجرائم ارتكبت في رواندا، عندما ارتكبت أكبر مذبحة في العصر الحديث وهي ما جرى من عملية التطهير العرقي الذي تم، والقتل الجماعي عام 1994 الآن يقفون أمام المحكمة لن يفلتوا من العقاب وهذا هو جهود مجلس حقوق الإنسان .

عبد الصمد ناصر: نعم يعني هذا الأمر الذي نختلف حوله أستاذ عبد الحميد صيام هذا الأمر ربما نختلف حوله بأن هذا التوثيق وهذه الجهود قد تكون لها نتائج مستقبليا ولكن ما يبدو الآن للمتابع والمراقب أن هذا الفراغ السياسي والدبلوماسي الذي يشهده الملف السوري على الصعيد الدولي يراد فقط ملأه سواء بالمبادرات من هنا وهناك أو بمهمة الإبراهيمي أو بتقارير حول حقوق الإنسان وبالتالي في نهاية المطاف ليس هناك أي شيء على أرض الواقع يتحقق في المدى المنظور.

عبد الحميد صيام: دعني أختلف معك قليلا لأن كل إدارة تابعة للأمم المتحدة  لها دور، وهذا الدور قد يختلف عن الدور الآخر نحن ننتقد مجلس الأمن لهذا العجز الذي استمر أكثر من عام ونصف لعدم التوصل إلى حل حاسم لما يجري في سوريا، نعم هناك خلافات سياسية لكن هل هذا يعني أن يعطل مجلس حقوق الإنسان دوره، هل يعني أن هناك المنظمات الإنسانية الأخرى ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية التي تراقب ما يجري في سوريا أن لا تقول شيئا، نعم هذا ننتقد مجلس الأمن وننتقد الانقسام داخل مجلس الأمن لكننا لا يعني هذا أن مجلس حقوق الإنسان لا يقوم بدوره دوره مركز حول الجرائم الإنسانية وجرائم الحرب التي ترتكب في أي مكان خاصة بعد إنشاء المحكمة الجنائية الدولية عام 2002 يعني هناك جرائم ارتكبت قبل عام 2002 قد هرب مرتكبوها من العقاب لكن بعد عام 2002 لا أعتقد أن هناك جزارا في هذا الكون يستطيع أن يذبح شعبه ويقدم آلاف الضحايا أمام العالم كله ثم ينجو من العقاب والذي يجري في ليبيا الآن واضح تماما فالذين كانوا يحكمون ليبيا لسنوات ها هم الآن في الزنازين ينتظرون محاكماتهم.

توثيق للانتهاكات والجرائم في حق الإنسانية

عبد الصمد ناصر: عبد الكريم الريحاوي سمعنا كثيرا من نشطاء الثورة ومن الحقوقيين السوريين أنهم منكبون على توثيق وإحصاء الانتهاكات والجرائم في حق الإنسانية في حق المدنيين السوريين لتوظيفها لاحقا على الوجه المطلوب أمام المحاكم الدولية الخاصة أو داخل سوريا أيضا، لكن بعد كل هذه الشهور لا نجد صدى لهذه الجهود على المستوى الإعلامي والحقوقي على المستوى الدولي طبعا أتحدث هنا، لا نجد مثلا منظمات أو شخصيات حقوقية تتجه إلى منظمات حقوقية دولية حكومية أو غير حكومية للتعريف بحقيقة ما يجري في سوريا يعني الأمر ما زال مقتصر في جهود محدودة؟

عبد الكريم الريحاوي: يعني أعتقد أن المجتمع الدولي بأسره يعرف حقيقة ما يجري على الأرض السورية، ويدرك تماما أن هناك مجازر ترتكب بشكل يومي وهذه كما قلنا المجازر مروعة وفظاعات، نعم ولكن المشكلة ليست في تقديم هذه الإثباتات إلى المجتمع الدولي، المشكلة هي في آلية مجلس الأمن، مجلس الأمن  الآن هو يشكل غطاء وحماية للنظام السوري، هذا الشعور بالأمان وبعدم الملاحقة هو ما يدفع النظام السوري إلى الاستمرار بنهجه الذي دمر البلد الآن أكثر من 40% من سوريا مدمرة بشكل كامل والمدنيون يعانون معاناة شديدة إذن المجتمع الدولي مطالب الآن بالتحرك خارج نطاق مجلس الأمن  طالما أن روسيا متعنتة والصين متعنتة وهي تستخدم هذه الآلية التي يجب على المجتمع الدولي إعادة النظر بآلية استخدام حق الفيتو لنصرة الشعوب المقهورة والمظلومة من غير المجدي الآن أن نتحدث عن هذه الآلية التي توفر حماية لهذه الأنظمة الدكتاتورية في العالم، أصبح هذا الأمر بحاجة إلى إعادة صياغة بمنظومة الأمم المتحدة، نحن الآن كسوريين نشعر يعني نشعر باليأس، هذا الأمر أخشى ما أخشاه أن يدفع الناس إلى التطرف،  ما نراه الآن على الأرض يسير باتجاه يثير قلقنا بشكل كبير وهذا مسؤولية المجتمع الدولي..

عبد الصمد ناصر: ماذا تقصد بالتصرف هنا سيد عبد الكريم؟

عبد الكريم الريحاوي: تخاذل تجاه السوريين وهي بالمناسبة مسؤولية دولية.

عبد الصمد ناصر: أستاذ عبد الكريم للتوضيح بماذا تقصد هنا أن يدفع هذا الأمر إلى التطرف؟

عبد الكريم الريحاوي: عفوا لم أسمع السؤال مرة أخرى؟

عبد الصمد ناصر: ماذا قصدت حينما قلت بأن هذا الأمر إذا ظل على حاله سيدفع إلى مزيد من التطرف أو إلى التطرف في سوريا؟

عبد الكريم الريحاوي: طبعا، طبعا عندما يشتد اليأس بين الناس في الداخل الذين يتعرضون للحصار وللقتل وللتهجير والترويع في كل يوم، في كل يوم نكتشف جثث مجهولة الهوية مذبوحة بالسكاكين، النظام يستعين بمليشيات من الدول المجاورة ومن خلفيات مذهبية تحرض على العنف الطائفي في سوريا، هذا الأمر إن ترك على هذه الحال بدون حماية للمدنيين داخل سوريا سيدفع الناس إلى التطرف، التطرف المذهبي ويدفع بالبلاد إلى أتون حرب أهلية ستمتد نيرانها إلى الدول المجاورة، إذن المجتمع الدولي الآن أمام مسؤولية وتحديات كبيرة عليه أن يتدخل فورا لحماية المدنيين في سوريا من بطش هذا النظام ومن الدعم الهائل الذي يتلقاه من دول الجوار ومن دول تساهم بشكل أساسي بإراقة دماء السوريين وباستهتار وبدم بارد أيضا، نحن نقتل الآن بأسلحة روسية وبدعم إيراني وبقناصين إيرانيين وهناك جثث يوميا تدفن بدون توثيق وبدون إخبار أهاليها، هذا الأمر في المستقبل سيكون نقطة، نقطة بالغة التعقيد بالنسبة لنا كحقوقيين خاصة عندما نفتح ملف المفقودين الذي يعد من الملفات الشائكة يعني سوريا حتى الآن تعاني من ملف المفقودين في فترة الثمانينات نحن الآن نتحدث عن أكثر من مئة ألف مفقود في سوريا والعدد يزداد يوما بعد يوم، إذن ما يجري في سوريا بحاجة إلى تحرك عاجل ونحن يعني نتمنى أن يصار إلى التحرك عاجلا خارج إطار مجلس الأمن لتفويت الفرصة على استخدام حق الفيتو هناك الآن..

عبد الصمد ناصر: عبد الحميد صيام.

عبد الكريم الريحاوي: من الداخل السوري.

عبد الصمد ناصر: نعم عبد الكريم شكرا أستاذ عبد الكريم، عذرا عبد الحميد صيام الأخ عبد الكريم الريحاوي يشير هنا إلى انسداد الأفق في مجلس الأمن الدولي وبالتالي يبقى الحل لكل الملفات إذا ما نحل هذا الأفق أو أزيح الفيتو الروسي الصيني، هنا نسأل أي منهما يؤثر في الأخر السياسي أم الحقوقي، المسار السياسي أم المسار الحقوقي أي من هما له تأثير على الأخر ويدفع في الآخر نحو خطوات متقدمة؟

عبد الحميد صيام: بالتأكيد السياسي هو الذي له فاعلية أكثر لأن الخلافات الموجودة داخل مجلس الأمن أدت إلى تفاقم هذه الأزمة كل هذه المدة وأعطت رخصة للنظام خاصة أن يستخدم القوى المفرطة لأنه يشعر أنه محمي من قبل دول كبرى كما هو معروف، لكنني أود أن أشير أيضا إلى أن اختلافات المعارضة والاتجاهات المتشعبة داخل المعارضة قد أساء أيضا إلى المعارضة وقد عقد اليوم في نيويورك لقاء بين أصدقاء سوريا، وكان الموضوع الرئيسي لهذا اللقاء الذي حضره الكثيرون وكانت السيدة هيلاري كلينتون  قد ترأست هذا الاجتماع وبحضور الأمني العام لجامعة الدول العربية وعدد كبير من أصدقاء الشعب السوري كان الهم الأكبر كيف يمكن أن تتوحد المعارضة؟ وكيف يمكن أن يكون لها صوت واحد يخاطبه العالم ويعرف أن هناك عنوانا واحدا للمعارضة حتى إذا ما تمت خطوات داخل مجلس الأمن أو خارج مجلس الأمن يكون هناك جهة واحدة يخاطبها المجتمع الدولي ومرة أخرى السياسي لا..

عبد الصمد ناصر: لم يعد هذا، عذرا على المقاطعة لم يعد هذا المبرر مقنعا أمام الأرواح التي تزهق يوميا.

عبد الحميد صيام: نعم، نعم أنا متفق تماما أن هناك مجازر ترتكب وأن المجتمع الدولي ما زال عاجزا عن جمع كلمته حول خطة معينة، هناك الكل الآن يعلق عجزه على السيد الأخضر الإبراهيمي والذي سيعود إلى المنطقة وهو في طور بلورة خطة معينة قد ترتكز على بعض نقاط ما جاءت في خطة أنان النقاط الستة ثم ما جاء في مبادرة جنيف في 30 حزيران/ يونيو الماضي حيث كانت هناك اتفاق بين الدول الدائمة العضوية بدعم من دول المنطقة والقوى الإقليمية وإذا ما ضمت إليها بعض القوى الأخرى التي استبعدت من مبادرة جنيف يعتقد كثيرون هنا في الأمم المتحدة أن خطة أنان زائد مبادرة جنيف زائد بعض الأفكار التي سيطرحها الإبراهيمي في الأيام القليلة القادمة حول رؤيته لحل الصراع قد تكون هي المنجى الأخير أو العصا الأخيرة التي سيستغيث بها كافة الغارقين في هذا البحر.

عبد الصمد ناصر: نعم، وربما قد يصل الإبراهيمي ونعود مرة أخرى لنسمع منهم تعليق الفشل على فشل المعارضة السياسية ونعود لندور في حلقة مفرغة للأسف، شكرا لك دكتور عبد الحميد صيام الخبير في شؤون الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي من نيويورك ونشكر السيد عبد الكريم الريحاوي رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان من القاهرة، بهذا تنتهي هذه الحلقة من حديث الثورة شكرا لكم إلى اللقاء بحول الله.