للقصة بقية 

فيدل كاسترو.. ثائر أسطوري أم دكتاتور مستبد؟

سلط برنامج “للقصة بقية” الضوء على حياة الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو أحد رموز الحرب الباردة، الذي تحدى 11 رئيسا أميركيا ودام حكمه 48 عاماً.

من الثراء إلى الثورة، ومن الثورة إلى الدولة كانت حياة فيدل كاسترو الذي جلب الحرب الباردة إلى الحديقة الخلفية لأميركا وتحداها لعقود ثم صالحها، وبقي في منصبه رغم رحيل الاتحاد السوفياتي ورفاق الثورة ورؤساء أميركا الذين حاولوا النيل منه، وبقيت بعده دولة يقودها شقيقه.

حلقة (2016/11/28) من برنامج "للقصة بقية" سلطت الضوء على حياة الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو أحد رموز الحرب الباردة، الذي تحدى 11 رئيسا أميركيا ودام حكمه 48 عاماً.

في 2 ديسمبر/كانون الأول 1956 قاد كاسترو ثورة أطاحت بحكومة فولغينسيو باتيستا، وحين انتصرت حكم حكماً فردياً لنصف قرن، لكن ثورته مع تشي غيفارا ألهمت عدة ثورات في بلاد أميركا اللاتينية وخارجها، وظل مثاراً للجدل بين من يراه ثائراً أسطورياً ومن يراه حاكماً مستبداً.

دام حكمه 48 عاماً وهو الأطول من نوعه في الوقت الحاضر بعد حكم ملكة بريطانيا، وواجه خلال سنوات حكمه الطويلة 11 رئيسا في البيت الأبيض وأكثر من ستمئة محاولة اغتيال، وصارع آلة الإعلام الأميركية على مدى نصف قرن.

ورغم ذلك لم تنتظر كوبا رحيل زعيمها حتى تشرع في التغيير، فقد دقت في واشنطن كما في هافانا ساعة التطبيع ليتصافح باراك أوباما وراؤول كاسترو في مشهد طوى واحدة من تركات الحرب الباردة.

رحل زعيم الثورة الكوبية، وقريبا سيترك أوباما البيت الأبيض لخلفه دونالد ترمب، مما يطرح السؤال عما ستفعله كوبا إزاء هذا الواقع الذي لا يكف عن التبدل: هل ستلتفت إلى إرث كاسترو لتستلهم منه خارطة الطريق، أم أنها ستضرب عنه صفحا متجهة نحو كوبا أخرى مختلفة عن تلك التي حلم بها ونظّر لها وناضل من أجلها فيدل كاسترو.

زعيم مثير للجدل
الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسة حمزة مصطفى أكد أن العالم سيتذكر كاسترو كثائر وكمستبد، و"إذا قيّمنا الثورة وفق فترة الخمسينيات فهي تعني التغيير الجذري، بغض النظر عما إذا كان هذا التغيير أفضل أم أسوأ".

وأضاف أنه عندما قام فيدل كاسترو بالثورة المسلحة مع تشي غيفارا كان صوت الفلاحين ضد الإقطاع وصوت الشعب ضد الظلم والدكتاتورية والتبعية للولايات المتحدة، ولكن بعد سنوات قليلة تحولت الثورة إلى أيدولوجية للبقاء في الحكم، وبدأ الزعيم بالتخلص من رفقاء الثورة عبر القتل أو السجن.

وشدد مصطفى على أن كاسترو لم يكن شيوعيا ولا مؤمنا بأفكار كارل ماركس، بل كان وطنيا وقوميا، ولكنه تحول بعد واقعة خليج الخنازير إلى الشيوعية في سياق الحرب الباردة بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة.

في المقابل قال محيي الدين عميمور وزير الثقافة الجزائري الأسبق ومستشار الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين إنه "لا يمكن أن ينظر إلى كاسترو إلا كجزائري، ولا يمكن أن يُحكم عليه كما يحكم عليه بقايا من هزموا في خليج الخنازير أو بعض الاتجاهات السياسية والفكرية في العالم الثالث، التي تعيش على لعاب الولايات المتحدة".

وبحسب عميمور فإنه "لكي نستطيع تقييم كاسترو لابد أن نعود إلى فترة الخمسينيات التي ثار فيها، والتي أهدت ثورته لأميركا اللاتينية الحرية من التبعية الأميركية، كما كانت داعما كبيرا للثورة الجزائرية وللقضية الفلسطينية وحركات التحرر في أفريقيا".

وأشار إلى أن كل الذين قادوا حركات تحرر وطنية وأطلقوا مشاريع نهضة اقتصادية اتهموا بالدكتاتورية كجمال عبد الناصر وهواري بومدين وفيدل كاسترو وآخرين، في حين لم يتهم عملاء الغرب مثل موبوتو سيسي سيكو وفرانسيسكو فرانكو بالدكتاتورية.