صورة عامة- الشريعة والحياة- حلقة مفتوحة للعلامة يوسف القرضاوي
الشريعة والحياة

حلقة خاصة بتساؤلات المشاهدين

يستضيف البرنامج العلامة الشيخ يوسف القرضاوي في حلقة عامة يخصصها ليجيب فيها عن تساؤلات السادة المشاهدين، فهل من المصلحة أن يتولى الإسلاميون زمام الحكم بكامله في مصر ويتحملوا صعوبات المرحلة الانتقالية دون مشاركة التيارات الأخرى؟
عثمان عثمان
عثمان عثمان
يوسف القرضاوي
يوسف القرضاوي

عثمان عثمان: مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلاً ومرحبا بكم في هذه الحلقة الجديدة من برنامج الشريعة والحياة، والتي تأتيكم على الهواء مباشرة من الدوحة، نتابع في هذه الحلقة الإجابة على تساؤلات السادة المشاهدين الواردة إلى البرنامج، ونظراً لوقائع التغيير التي أصبحت تشكل انشغالا يومياً للعامة، فقد طغى الشأن العام على الشأن الخاص في الأسئلة الواردة وسوف نحاول في هذه الحلقة بمشيئة الله الإجابة قدر الإمكان على أهم التساؤلات المتعلقة بقضايا السياسة والحكم والتغيير والإصلاح وبعض الأسئلة المتنوعة يجيب كالعادة في هذه الحلقة على أسئلتكم فضيلة الشيخ العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، مرحباً بكم سيدي.

يوسف القرضاوي: مرحباً بك يا أخ عثمان.

الإخوان المسلمون والصراع على السلطة بمصر

عثمان عثمان: الانتخابات المصرية مولانا تصدرت ربما مجمل الأسئلة التي وردت إلى هذا البرنامج، السيد داوود أحمد يسأل هل من المصلحة أن يتولى الإسلاميون زمام الحكم بكامله ويتحملوا صعوبات المرحلة الانتقالية وحدهم دون مشاركة التيارات الأخرى خاصة بعدما حققا حزبا الحرية والعدالة والنور نتائج طيبة خلال الانتخابات النيابية  الأخيرة؟

يوسف القرضاوي: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا ومعلمنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه وبعد، فلا بد لنا  أن نترحم على أحد القادة الذين كان لهم دورُ في بلادنا العربية والإسلامية وخصوصاً في الجزائر القائد أحمد بن بلة الذي قاد الثورة الجزائرية من أول يوم وإن حدث بعد ذلك ما حدث ولكنه يبقى قائداً عربياً إسلامياً، له وزنه وله قدره وله أثره في البلاد العربية وقد تقبلته الجزائر وانتهت به إلى مقبرته، نسأل الله تبارك وتعالى أن يتقبله وأن يغفر له وأن يرحمه وأن يهب أمتنا دائما القادة الصالحين المصلحين الذين يصلون بها إلى درجات العلا من الحرية والأصالة والاستقلال، ونبدأ بالإجابة عن سؤالك، من حق الإسلاميين بل من واجبهم أن يقوموا بما هو مطلوب منهم من تحمل أعباء الحكم الذي وصلوا إليه، ولكن أيضاً مطلوب منهم أن يشركوا معهم الآخرين حتى وإن كان لهم الأغلبية فمن المهم أن يشركوا الآخرين معهم، لا يتحملوا المسؤولية وحدهم وهذا ما أراه يعني من الإسلاميين ومن استعدادهم فهم يحاولون أن يجمعوا من القوى الموالية والمهتمة بإنجاح الثورة وأن تصل إلى كل ما تريده من أهداف هم يتعاونون معها وكل من يمد يده إلى هؤلاء يجب أن يتعاونوا معهم إلا من كان محسوباً على العهد القديم هناك أُناس أفسدوا الحياة السياسية في مصر، وهؤلاء أقل ما ينبغي لهم أن يعزلهم الناس مش هنعملهم حاجة ابعدوا عنا  سيبونا وحدنا فترة من الزمن عشر سنوات مثلاً وهذا ما انتهى إليه مجلس الشعب في قراره الأخير، لا ينبغي لأُناس شاركوا في هذا الإفساد وهذا التلويث للحياة أن يأتوا من جديد ويقولوا نحن نريد أن نتبنى أهداف الثورة، كيف أهداف الثورة وأنت وقفت ضدها وفعلت بها الأفاعيل فهؤلاء يجب أن يعزلوا، أما بقية الأفراد والأحزاب والقوى السياسية فينبغي التعاون معها ومد الأيدي لها والعمل بكل إخلاص الحقيقة للتعامل مع هؤلاء حتى تسير الأمة تبني بلدها جميعاً كل القوى تبني وليس هناك قوى تقف متفرجة.

عثمان عثمان: الدكتور محمد الولي العبيدي يسأل عن إمكانية وجدوى تحالف الإسلاميين في هذه الانتخابات الرئاسية يتحدث هنا بالتحديد عن جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين، كيف يمكن أن يتحالفوا في هذه الانتخابات في مواجهة ما ذكرتموه من فلول النظام السابق؟

يوسف القرضاوي: التعاون هنا واجب كما قال الله تعالى {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}[المائدة: 2] التعاون على كل ما فيه بر وتقوى وفيه خير للناس وخيرُ للدين وخيرٌ للدنيا وخيرًٌ للحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية كل ما يرقى بهذه الحياة ويرفع الناس يجب أن يتعاون الناس عليه، على الإخوان وعلى السلفيين وعلى حزب الوسط وعلى الأحزاب المتعاونة، مش بس إسلاميين، إسلاميين وليبراليين وكل الأحزاب، ما دامت متعاونة فنحن نتعاون معها فلا ينبغي أن نضيق في هذه، التوسيع مطلوب في هذا، نفتح الباب للجميع كل من يريد أن يدخل في هذا أن يتعاون معنا وأن يكون عنده هدف خاص لتدمير أو لإحباط أو هذا، هذا لا،  من يريد أن يسعى للرقي بالبلد وحل مشاكلها فليكن معنا ونحن معه.

عثمان عثمان: السيد عطا الله الترابي يتساءل عن ترشيح جماعة الإخوان المسلمين لمرشح لهم بعدما أعطوا عهداً بعدم ترشيح لهم أي مرشح لرئاسة الجمهورية، يعني هنا نتحدث عن هذا الوعد، هل إذا اختلفت المصلحة السياسية يختلف الموقف؟

يوسف القرضاوي: لم يكن وعداً مكتوباً من شيء هو رأي، الإخوان رأوا رأياً في هذا الوقت أنه ليس من المصلحة أن يحصلوا على الأغلبية في مجلس الشعب ومجلس الشورى ويحصلوا على الحكومة وبعدين يحصلوا على الجمهورية رئاسة الجمهورية فيكن ربما هذا يعني لا يتناسب كانوا يرون أنه يتركوا رئاسة الجمهورية ديت يقوم بها أحد الناس الذين يضمرون الخير للإسلام ولا يعادون الإسلاميين ويكون من الناس الوسطيين المعتدلين المقبولين يعني اجتماعيا وسياسياً عند الناس فكان هذا هو رأي مبني على هذه الحقائق ولكن الإنسان ليس كل ما يبني عليه رأيه يكون يعني يتحقق كما يريد لمَ جه عند الواقع لم يجدوا هذا الشخص الذي كانوا يتوقعونه ذهبوا إلى بعض الأشخاص مثل الأستاذ طارق البشري وعرضوا عليه فاعتذر لهم وقال أنا لا أريد أن أدخل في هذا المجال وسني وكذا ويعني حاولوا أن يجدوا شخصاً لم يجدوا هذا وارد، وهو ناس من الإسلاميين قاموا الدكتور محمد سليم العوا الدكتور حازم أبو إسماعيل والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح إسلاميين ورشحوا أنفسهم فرأوا الإخوان أنهم كانوا ملزمين أن يرشحوا أحد منهم، ورشحوا أحدهم، يعني أخُ كبير وصاحب عقل  منفتح وصدر منشرح ويتعامل مع الناس بقلب يعني يفهم ما حوله ويتعامل بكل صراحة وانشراح، خيرت الشاطر يعني الحقيقة، هذا لا يعاب، هذه السياسة الشرعية ليست فيها نصوص محكمه تحددها هي مبنية على المصالح رعاية المصلحة ودرء المفسدة وتحقيق أكبر قدر من المصلحة ومنع أكبر قدر من المفسدة هذه السياسة الشرعية كما هي في الحقيقة.

عثمان عثمان: أمير حاج طيب يقول مع بروز مفهوم المواطنة أصبح صوت العلمانيين مساوياً لصوت الإسلاميين وهم يطلبون عدم تطبيق الشريعة الإسلامية، هل يمكن التخلي عن تطبيق الشريعة هنا لو كانت الأكثرية تريد ذلك؟

يوسف القرضاوي: إذا كانت الأكثرية تريد ذلك، ماذا تفعل؟ الأكثرية سوف يمضي صوتها لكن إذا كان أنت معاك الأكثرية والناس لا تريد لك أن تطبق الشريعة فمن حقك أن تناقشهم لماذا تخافون من الشريعة؟ كثير من الناس يخافون من الشريعة لأن هناك إفهاما ضيقة عند بعض الإسلاميين تخوف الناس، وهذه الإفهام ليست ملزمة للمسلمين، هي إفهامهم، أنا شرحت لهم هذه الأشياء وماذا يريد الإسلام منها؟ وأن الإسلام يريد كذا وكذا  كثير من الناس يقولوا بقى هذا ليس ممنوعاً هذا نرحب به إذاً المسألة تحتاج إلى شرح وإلى تعليم وإلى تبسيط حتى يفهم الناس إيه المراد إنما الناس يقفون ضد الشريعة وهم يريدون شيئا غير ما تريده الشريعة الحقيقية.

عثمان عثمان: هنا سؤال جاءني الأسبوع الماضي ربما مناسب أن أطرحه الآن دائماً هناك تخوف من الإسراع إلى تطبيق الحدود، يفهمون الشريعة هي إقامة الحدود قطع اليد إلى ما هنالك.

يوسف القرضاوي: هذا خطأ، الشريعة هي ليست الحدود وحدها، الحدود هي جزء من الشريعة والحدود جاءت مش في أول الإسلام، الإسلام جاء وأوله الصلاة، أوله العقائد، أوله الصلاة، الأخلاق وهكذا وبعدين جاءت الحدود بعد مدة من السنين بعضها بعد في السنة التاسعة، بعضها في السنة السابعة، فالحدود مطلوبة، ولكن قبل أن تقيم الحدود أولاً علم الناس الإسلام، لازم يفهموا ما هو الإسلام؟ حتى يصلوا ويصوموا ويزكوا ويحجوا ويقيموا الفرائض ويجتنبوا عن المحرمات، شغل الناس العاطلين لا تترك هذا العاطل وتيجي وتقيم عليه حد السرقة سرق من حاجة، هذه شبهة، لماذا أوقف سيدنا عمر إقامة حد السرقة في عام المجاعة لأن السارق يسرق عن حاجه، إذا كان الناس ملايين منهم لا يجيدون عملاً كيف؟ هذه السرقة في هذه الحال لا يجوز أننا نأتي من أول الأمر ونقيم الحد، لا بد أن نعلم الناس الإسلام، لا بد أن نقيم الفرائض الأولية، نؤدي الزكاة يؤدي الناس الزكاة، نجد عملاً لكل عاطل، نجد تدريباً لكل عامل، نجد مدرسة لكل جاهد، نجد مستشفى لكل مريض، نحقق مطالب الناس أولاً، مش أول شيء نيجي نقطع يد الناس، ليس هذا المطلوب إسلامياً.

ليبيا والاقتتال الداخلي بين القبائل المتناحرة

عثمان عثمان: بانتقال إلى الملف الليبي عبد الفتاح إدريس، يريد منكم كلمة توجهونها إلى القبائل والمتقاتلين في ليبيا، ويسأل عن حكم القاتل والمقتول في هذا الصراع الداخلي بين المدن والقبائل المتناحرة ولأسباب كما يقول أكثر ما يقال عنها تافهة؟

يوسف القرضاوي: أهل ليبيا أهل بلد واحد لا فرق فيه بين شرق وغرب وبين شمال وجنوب وبين عرب وغير عرب في أمازيغ في الزنتان في كذا، كل هؤلاء ليبيون، ولا يجوز التفريق بينهم بحال وكلهم وقفوا ضد القذافي وحاربوا القذافي وكتائب القذافي وكلهم يريدون أن يبنوا بلدهم، ولذلك لا ينبغي إن إحنا نحن نترك يعني فصيل من الفصائل يعني صغير لأنه معه سلاح يقول لا أنا أريد أن أبني منطقتي لوحدي أو أنعزل لوحدي هذه فتن لا  ينبغي الاستماع إليها وينبغي إنه نسمع لقول جمهور الأمة، جمهور الأمة يريد الوحدة ولا بد أن نسعى ونحرص كل الحرص على أن تبقى ليبيا، ليبيا واحدة لا يجوز أن ينفصل أي جزء منها، هي بلد كبير صحيح يعني جغرافياً ولكن إن كان ستة مليون نفرق الستة مليون دوله هذا ما لا يجوز كل ما في الأمر إن الإخوة الذين معهم سلاح، من أول الأمر هذا السلاح لا يجوز أن يستمر في أيدي هؤلاء الأشخاص لا بد أن تعمل الدولة بكل ما تستطيع أن تجمع هذه الأسلحة وتعطى للمستحقين في الدولة إلي هي وزارة الدفاع ووزارة الداخلية، تسلم هذه الأسلحة ويدخل هؤلاء الناس ضمن هاتين الوزارتين إما في وزارة الدفاع وإما في وزارة الداخلية، ولا يكون هناك أحد في البلد معه أسلحة لا بد من أشعل هذا ويقول كل البلد تقف ضد من يقول أنا أريد أن أحمل السلاح لا تحمل سلاح ليه؟ لا بد أن تسلم الأسلحة للحكومة ونكون كلنا جنود عند هذه الحكومة، لا يكن أحدنا يحمل سلاح يهدد به الآخرين لا لا لا فلا بد أن تتفق الأمة كلها على هذا وأنا أعتقد إن الليبيين وقد زرتهم قبل الثورة وبعد الثورة وأعرف أنهم أناس طيبون ومخلصون ومجاهدون وصادقون هم كلهم يريدون أن تبقى بلدهم بلداً واحدة ونحن حريصون على أن تظل ليبيا بلداً واحدة وأن لا يسمح بها لا بتمزيق ولا بتفريق أبداً هذا ما أنادي به الجميع من إخواني وأحبابي في ليبيا ويجب أن ينصاع الجميع لصوت العقل وصوت الدين وصوت الإيمان.

وسائل الدعم للثورة السورية

عثمان عثمان: من ليبيا إلى سوريا خلدون طالب يسأل هل نحن آثمون لعدم نصرة إخواننا في سوريا وماذا نفعل إذا لم نملك وسائل النصرة المادية وهل يكفي الدعاء لهم في هذه الحالة؟

يوسف القرضاوي: أقل ما يكفي الدعاء لهم ولكن كلنا مطالبون بأن ننصر إخواننا في سوريا ليس مطلوباً منا جميعاً أن نحمل السلاح لا أعتقد أنهم يحتاجون إلى من يحمل السلاح عندهم من يحمل السلاح وفي كل يوم حتى اليوم قتلوا مجموعة ممن انضموا من الجيش إلى السلاح قتلوهم وسينضمون غيرهم، لأنني أدعوا دائماً الذين يعملون في الجيش السوري أن يتركوا هذا الجيش، هذا جيش ظالم، جيش يقتل أمته يقتل شعبه أبائه أمهاته إخوانه وأخواته وأبنائه وبناته يقتل الناس بغير حق يتركوا هذا الجيش وينضموا إلى الجيش الحر ويعمل الجميع على إبعاد الحرب عن سوريا إبعاد سفك الدماء هتك الأعراض هدم المنازل تخريب العالم هذا كله لا يجوز، كلنا علينا أن نسعى لنقف وراء سوريا، كلنا مطالبون بأن نقف وراء السلم في سوريا الذين قاموا من أول الأمر شهور عديدة لم يكن فيهم أي أحد يحمل سلاح ولا إيه، بيطلعوا بمظاهرة ويهتفوا بحرية سورية فمن واجب هذا الشعب أن يعان على أن نحقق له الحرية والكرامة والمساواة وأن لا يكون أحد فوق رأسه سيداً عليه ما فيش سيد هنا ((متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً))، علينا جميعاً أن نسعى لهذا نكون مساندين لإخواننا في سوريا نساندهم، الله تعالى يقول {جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ }[التوبة: 41] طلب الجهاد بالأموال قبل الجهاد بالأنفس جاهدوا بأموالكم وأنفسكم دائماً يأتي الجهاد بالمال قبل إيه،إلا بس بيقول الله تعالى {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم } [التوبة: 111] إنما دايما نقول جاهدوا بأموالكم، الجهاد بالمال نجاهد بأموالنا ما استطعنا ندفع لهم نجمع لهم من إخواننا القادرين الذين عندهم أموال فائضة لا يجوز أن تظل هذه الأموال فائضة وهناك إخوة لا يجيدون ما يأكلون لم يعودون يجيدون ما يقتاتون لا بد أن نساعد هؤلاء الإخوة، خربت ديارهم فارقوا بيوتهم بعد ما هدمت وحرقت وخربت عن طريق الدبابات وعن طريق الراجمات وعن طريق الطائرات وعن طريق، كل ما يفعل بهم فعل بهم فهم أصبحوا بحاجة إلى الأموال نساعدهم بالأموال نساعدهم بالعمل الجماعي، يريدون رأياً عاماً عربياً وإسلامياً وعالمياً يشعرون أنه يؤيدهم هذا مهم لهم، يجب أن نسعى لهذا الأمر كلنا مطالبين بهذا، من لم يستطع أن يفعل شيء يدعو لهم هذا مطلوب أن ندعو ربنا سبحانه وتعالى أن يفتح لهم فتحاً مبيناً وأن يهديهم صراطاً مستقيماً وأن ينصرهم نصراً عزيزاً وأن يتم عليهم نعمته وأن ينزل في قلوبهم سكينةً وينشر عليهم فضله ورحمته وأن يعامل أعداءهم الجبارين في الأرض المستكبرين بغير الحق الذين يقتلونهم ولا يبالون بأرواحهم ولا بأموالهم ولا بأعراضهم ولا بيوتهم، نسأل الله أن يأخذهم أخذ عزيز مقتدر وأن يرد عنا كيدهم ويفل حدهم ويذهب عن أرضه سلطانهم ولا يجعل لهم سبيلاً على أحد من عباده المؤمنين، لا بد أن نسعى الدعاء سلاح المؤمن نسعى بأن نكون معهم، هذه سلاح المؤمنين وهو يرعب هؤلاء كلما سمعوا دعائي في خطبة الجمعة أو في الشريعة والحياة ارتعدت فرائصهم لأن هذا الدعاء يتجه إلى الله سبحانه وتعالى، لا يتجه للروس أو الصينيين كما هم يتجهون، يتجهون لا، يتجه إلى الله أن يأخذهم أخذاً أليماَ شديدا كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم عندما حين قال [إن الله لا يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته] ثم تلا قول الله تعالى {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}[هود:102] فيأخذهم الله أخذاً أليماَ شديداً إن شاء الله.

عثمان عثمان: الأخ ثامر شبانة يسأل عن حكم الإضراب عن الطعام الذي يخوضونه الأسرى الفلسطينيين حالياً للمطالبة بحقوقهم، أسمع الإجابة بعد أن نذهب إلى فاصل قصير، فابقوا معنا مشاهدين الكرام نعود إليكم بعد الفاصل بإذن الله.

[فاصل إعلانيٍ]

حكم الإضراب عن الطعام في السجون الإسرائيلية

عثمان عثمان: مشاهدينا الكرام أهلاً ومرحباً بكم من جديد إلى حلقة هذا الأسبوع من برنامج الشريعة والحياة، والتي هي بطبيعة الحال حلقة مفتوحة للإجابة على أسئلتكم واستفساراتكم مع فضيلة الشيخ العلامة يوسف القرضاوي، مولانا الأخ ثامر شبانه يسأل عن حكم الإضراب الذي يخوضه الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي للمطالبة بحقوقهم.

يوسف القرضاوي: كنت طلبت الإضراب عن الطعام؟

عثمان عثمان: نعم، الإضراب عن الطعام في السجون الإسرائيلية نعم.

يوسف القرضاوي: من حق الناس أن يضربوا عن الطعام باعتباره وسيلة للضغط على الأعداء، عرف العالم هذه الطريقة من الطرق المهمة أن يجوع الإنسان وأن يصبر عن الطعام والشراب أياماً عديدة وأحياناً بتطول أكثر من شهر يعني رأينا من الإخوة الفلسطينيين والأخوات الفلسطينيات من صبروا أياماً طويلة حتى قهروا العدو وصحتهم أصبحت معرضة للخطر من طول الجوع فيضطرون إلى محاولة الاستجابة لهم بطريقة من الطرق، فالإنسان يمكن أن يستعمل هذه الطريقة مع أعدائه وأن يستمر إلى أن يهيئ الله له الأسباب إن شاء الله وهذه الطريقة من الطرق للضغط على الأعداء الذين لا يستجيبون للضمير ولا ينصتون إلى صوت الدين ولا يستجيبون للأخلاق ولا يستجيبون لصيحات الأهالي ولا للأولاد ولا للآباء ولا للأمهات ولا إلى أحد فهؤلاء يستعملون هذه الطريقة ليؤثروا على هؤلاء.

عثمان عثمان: نأخذ مولانا بعض المشاركات من السادة المشاهدين على نوري من موريتانيا تفضل أخ علي، أخ علي موريتانيا، أخ جمال الطواب من مصر.

جمال الطواب:  السلام عليكم.

عثمان عثمان: وعليكم السلام ورحمة الله.

جمال الطواب: تحياتي لكم سيد عثمان وفضيلة مولانا، إني أحبك في الله فضيلة مولانا.

يوسف القرضاوي: أحبك الذي أحببتني من اجله.

جمال الطواب: شكراً مولانا إن ظاهرة العلمانية تجد مرددوها وصداها بين بعض أوساط النخب المثقفة فهل يعزى ذلك لكون هذه الظاهرة أكثر عقلانية ولا لاعتبارها ضرباً من ضروب الحداثة والتجديد؟ السؤال الثاني ممكن أخ عثمان.

عثمان عثمان: تفضل.

جمال الطواب: السؤال الثاني، عيد الأم أو عيد اليتيم اللذين يحتفل بهما كل عام في مصر هل ترون لهما أو هما شيئان لا مكان لهما في بلادنا؟ وشكراً والسلام عليكم.

 عثمان عثمان: شكراً جزيلاً، تفضل بالإجابة مولانا.

يوسف القرضاوي: بيقول السؤال الأول إيه؟

انتشار الأفكار العلمانية بين أوساط المثقفين

عثمان عثمان: على الأخ جمال موضوع أن الأفكار العلمانية تجد صداها في الطبقة المثقفة، لماذا؟

يوسف القرضاوي: نتيجة الفراغ الإسلامي لو كان هناك ثقافة إسلامية واسعة ومنتشرة وتسدد كل المطلوب وتجيب عن كل سؤال وتخاطب العقول بما بلائمها وتعطيهم ثقافة حقيقة مش ثقافة مزورة أو ثقافة سطحية ماذا وجدنا مثل هذا وهؤلاء على كل حال يوقنون شيئاً فشيئاً يعني الآن الثقافة الإسلامية يعني هاجمت الثقافة العلمانية والثقافة الدينية وقللت المساحة، لماذا انتصر الإسلام في البلاد الإسلامية؟ انتصر الإسلام في المغرب، انتصر الإسلام في تونس، وانتصر الإسلام في ليبيا أنتصر الإسلام في مصر، وانتصر الإسلام في اليمن وسينتصر إن شاء الله الإسلام في سوريا وينتصر الإسلام في الأردن وفي كثير من البلاد هذا دليل على أنه الفئة العلمانية قلت دائرتها فلابد أن نسعى إلى أن نخاطب العقل العلماني بعقل إسلامي علمي يقنع هذه العقول بقوة الإسلام وبضعف العلمانية، العلمانية ضعيفة جداً، ونحن ناقشناها في بعض كتبنا، أنا لي كتابين في مناقشة العلمانية، كتاب الإسلام والعلمانية وجهاً لوجه وكتاب التطرف العلماني وضربنا مثلاً ببلدين في ذلك الوقت تونس وتركيا والحمد لله تركيا انتصرت على العلمانية وإن بقيت اسماً وتونس انتصرت على العلمانية وأقامت دولة متوازنة وستنتصر بلاد أخرى كثيرة على العلمانية إن شاء الله.

عثمان عثمان: قبل أن نجيب عن سؤاله الثاني نأخذ عبد الله الصفراوي من المغرب.

عبد الله الصفراوي: ألو.

عثمان عثمان: تفضل أخ عبد الله .

عبد الله الصفراوي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

عثمان عثمان: وعليكم السلام ورحمة الله .

عبد الله الصفراوي:  أحيي فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي وأشكركم على هذا البرنامج الطيب والقيم وأنا في الحقيقة من المعجبين بهذا البرنامج وأسال الله سبحانه وتعالى أن يكون إن شاء الله شعار خير وبركة على أمة الإسلام كلها واقترح على فضيلة الشيخ  أن ينادي خطباء المساجد وأئمتها أن يجعلوا يوم الجمعة القادم يوم الدعاء على بشار الأسد الذي أفسد البلاد والعباد في بلاد الشام.

عثمان عثمان: عندك سؤال أخ عبد الله تفضل بسؤالك.

عبد الله الصفراوي: نعم.

عثمان عثمان: عندك سؤال محدد.

عبد الله الصفراوي: سؤالي المحدد كيف ينصح فضيلة الشيخ الشعب السوري بالوحدة فيما بينه، وكيف يتجنب الطائفية التي يدعو إليها بشار الأسد وحزبه كيف يمكن أن يتوحد هذا الشعب على كلمة واحدة؟ وجزأكم الله الخير.

عثمان عثمان: شكراً جزيلاً، الأخ جمال الطواب مولانا يسأل عن موضوع عيد الأم وعيد اليتيم الموجود في مصر، هل له أثر أو مكان في التاريخ الإسلامي .

يوسف القرضاوي: هو هذه الأعياد اضطرت إليها المجتمعات الغربية نظراً لسوء سلوك الأبناء مع أمهاتهم ومع أبائهم مع اليتامى فاضطروا أن يجعلوا لها أعياداً وبعض الناس يفر من كلمة أعياد ويسميها أيام أي يوم الأم، يوم الأب يوم اليتيم لأني الأعياد لها خصوصاً في الإسلام في أعياد دينية لا ينبغي أن تزاحم بأعياد أخرى فيسموه يوم كذا بعض الناس بيقول لك لما نيجي على يوم الأم ماذا نفعل لإنسان الذي ماتت أمه؟ سيحتفل الأبناء بأمهاتهم وهو أمه ماتت أو أمه مطلقة من أبيه ولا يعرف أين هي ويعني فتحدث هذه الأشياء، إنما يريد الإسلام أن تكون أيام الأمهات كلها أعياداً لها، كل أيام الأمهات تكون أعيادا للأمهات، لا ينبغي أن يكون يوم واحد للأم هو عيد وبقية الأيام الأم لا تعرف الأم أبنائها ولا يعرفونها ولا يسألون عنها ولا يزورنها ولا يعرفون هل هي صحيحة أم مريضة، حية أم ميتة هذا لا ينبغي.

عثمان عثمان: الأخ عبد الله الصفراوي نجيب عن سؤاله بعد أن نأخذ مزيد من الاتصالات تامر أحمد، قطر.

تامر أحمد: السلام عليكم.

عثمان عثمان: وعليكم السلام، سؤالك باختصار لو سمحت.

تامر أحمد: الله يبارك أنا بس أنا بوجه نداء إلى سماحة الشيخ أني أحبكم في الله.

عثمان عثمان: يحبك في الله.

يوسف القرضاوي: أحبك الذي أحببتني من اجله، بارك الله فيك.

تامر أحمد: الله يرضى عليك، يا شيخ ممكن أوجه نداء من خلال البرنامج، أنا هنا عايش في قطر أنا التقيت مع بشار لمدة خمس وأربعين دقيقة..

عثمان عثمان: أخ تامر الوقت دقيق جدا لو سمحت إذا عندك سؤال اطرحه تفضل بسؤالك.

 تامر أحمد: ثوان الله يخليك، أنا بدي أوجه نداء إلى كل أهل سوريا ما تخافوا منه هذا ليس بالبعبع هذا أنه بالعربي الفصيح الشامي هبيلة فلا تردوا عليه.. 

عثمان عثمان: شكراً جزيلاً أخ تامر نأخذ عمر سفرجي من السعودية .

عمر سفرجي: السلام عليكم.

عثمان عثمان: وعليكم السلام ورحمة الله.

عمر سفرجي: أحبكم في الله فضيلة الشيخ.

يوسف القرضاوي: أحبك الذي أحببتني من اجله، بارك الله فيك

عمر سفرجي: الحمد لله الدين الإسلامي ماشي والناس تدخل في دين الله أفواجاً، أنا عندي سؤال أبغى أسأله لو الشيعة يريدون أن يصيروا سنه ماذا يفعلون وهل يتخذوا التقية أم ماذا؟ فهم يخافون القتل من جماعتهم وشكراً.

عثمان عثمان: شكراً جزيلاً الدكتور حامد المرواني وأريد أن نشير هنا رجاءً أن نبتعد في هذا البرنامج عن تجريح في الهيئات والشخصيات ونبتعد عن القضايا الشخصية نطرح القضايا العامة الفتاوى المتعلقة بالأحكام الشرعية الدكتور حامد المرواني من قطر تفضل .

حامد المرواني: السلام عليكم.

يوسف القرضاوي: وعليكم السلام، حياك الله يا دكتور.

حامد المرواني: الله يحييك شيخنا أنا عندي سؤال متعلق بالأحداث الجارية الآن في مصر مثلاً الانتخابات الرئاسة، هناك بعض الأحزاب أو الجماعات ترشح أحد أعضائها كما مرشح لهذه الجماعة أو لهذا الحزب للرئاسة، ثم تطلب من أفرادها التصويت لهذا المرشح، والتصويت لاختيار الرئيس كما تعلمون هي عبارة عن شهادة من الشخص أن فلانا هو أشهد بأن فلانا هو الشخص الأمثل أو الأنسب لهذا المنصب فبالتالي هل يجوز سؤالي، هل يجوز للجماعة أو الحزب أن يفرض على أتباعه التصويت لمرشح الجماعة أو لمرشح الحزب، والشيء الثاني لو الأفراد هؤلاء التزموا أو كان أحد الأفراد قناعته أن شخص آخر أنسب من هذا الشخص إلى هو مرشح الحزب أو الجماعة هل إذا صوت لمرشح الحزب أو الجماعة امتثالا لأمر الجماعة أو الحزب هل يعتبر هذا قد شهد شهادة زور أم لا؟

عثمان عثمان: شكراً جزيلاً، نعود للأخ عبد الله الصفراوي .

يوسف القرضاوي: خلينا نأخذ السؤال ده..

عثمان عثمان: نعم السؤال الأخير.

يوسف القرضاوي:  سؤال الدكتور حامد المرواني ده..

عثمان عثمان: تفضل، تفضل.

يوسف القرضاوي: المفروض في كل جماعة سياسية تعمل على توجيه أفرادها ليكونوا في صالحها فتوجهم إلى انتخاب أحد الأشخاص والمفروض الأشخاص يتبعون هذه الجماعة ما داموا ملتزمين بها لكن لو كان واحد عنده أن هناك أنه يعرف مثلا من الشخص الذي ترشحه الجماعة يعرف فيه أشياء غير لائقة ويعرف شخص آخر أهم من هذا الشخص يرى أن في عنده فضائل مهمة وهكذا له في هذه الحالة أن يأخذ بما يطمئن إليه قلبه، يعني لا يكلفه الدين أن يخالف ضميره وأن يخالف ما انتهى إليه علمه هذا أمر يحتاج إلى نوع من الاجتهاد، إنما الأصل إن الجماعات توجه أفرادها إلى ما ترى أنه الخير هذا هو الطبيعي يعني ليس عجيبا أن تقول جماعة انتخبوا فلان أو كذا أو تترك الأمر خالص إن لم يكن لها رأي تترك الأمر للناس ليختاروا بأنفسهم إنما في بعض الأحيان تلتزم بهذا الأمر.

عثمان عثمان: السيد عبد الله الصفراوي يعني يسأل كيف يمكن للشعب السوري أن يتجنب الحرب الطائفية ويحافظ على وحدة الصف والكلمة؟

يوسف القرضاوي: هذا إذا امتنعت الدولة عن سفك دماء الناس وتخريب بيوتهم وهدم منازلهم فوق رؤوس أصحابها وضربهم بالصواريخ والدبابات والراجمات وبالطائرات بالبوارج البحرية وبالشبيحة وإنما إذا  ظلت الدولة تفعل هذا فللناس أن يدافعوا عن أنفسهم لا تظل الناس إلى الأبد يقتلون ثم يقتلون ثم يقتلون إلى متى إحنا في هذه الحالة نقول للناس ساعدوا الناس في سوريا، ساعدوا الجماعات غير المسلحة من حقهم أن يساعدوا حتى يدافعوا عن أنفسهم فالذين يساعدون على هذه الحرب هم الذين يقتلون الناس بغير حق ولا يبالون بمن يقتلون في كل يوم عشرات وعشرات ومئات آلاف قتلت في سوريا وآلاف فقدت إلى متى هذا؟ لا بد أن يدافع الناس عن أنفسهم {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ}[الحج:39-40] إلى آخره.

عثمان عثمان: الأخ عمر سفرجي يسأل عن مفهوم التقية؟

يوسف القرضاوي: عن إيه؟

عثمان عثمان: التقية؟

يوسف القرضاوي: التقية هي مذهب شيعي عند الشيعة الله تعالى يقول { لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً} [آل عمران: 28] إذا ما كنتوش تقدروا تحاولوا تهرب منهم بكلمة بكذا ولكن إلا أن تتقوا عملية استثناء إنما الشيعة جعلوا هذا الأمر حجة يعني في الحياة أساس من الأسس أن الحياة تقوم على هذه التقية، فالتقية هي أمر للضرورة يمكن الإنسان أن يلجأ إليه للضرورة خشية من أن يقع في حرج ديني أو دنيوي ولكن لا ينبغي أن تكون حياته كلها قائمة على هذه الضرورة.

عثمان عثمان: نعم، محمد الجزائري كان يعيش في فرنسا لسنوات عده استحق على أساسها الجنسية الفرنسية وانتقل منذ فترة للعمل والعيش في قطر، هل يجوز أن يأخذ الجنسية الفرنسية علماً أن الحياتية والاقتصادية مرتاحة سواء في قطر أو الجزائر؟

 يوسف القرضاوي: والله إذا كان له هدف في أخذ هذه الجنسية في أنه مثلا يقوي المسلمين هناك أن يكون معه قوة حينما يذهب إلى فرنسا بحيث لا يطردونه ولا كذا يكون عنده قدره على تفعيل الدعوة الإسلامية الذي يحمل الجنسية له حق الانتخاب وله الحق أن يكون عضواً أساسياً فإذا كان يريد في أخذ هذه البتاعة تقوية للمسلمين هناك في حالة الانتخاب والترشيح وهذه الأشياء لا مانع من ذلك والأعمال بنيات وأن لكل امرئ ما نوى.

عثمان عثمان: سمر من الجزائر هل يشترط أن يكون حفظ القرآن الكريم مترافقاً مع أحكام التجويد؟ أم أنه من الممكن أن أحفظ الآن بسرعة وأعاود لاحقاً دراسة أحكام التجويد.

يوسف القرضاوي: هو يمكن أن يحفظ بتجويد ويمكن أن يحفظ والذي أراه أولى أن يحفظ بالتجويد بأحكام التجويد، لأنه إذا حفظ من أول الأمر بالتجويد سيظل هكذا ولا ينساه أبداً إنما إذا حفظ حفظاً كما يفعل كثيراً من الناس ثم يأتي بعد ذلك يعني يصعب عليه، إذا استطاع أن يجد محفظاً ويحفظه من أول الأمر من أول ما يقول له{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس:1] الناس دي النون المشددة هذه فيها إدغام فأدغمها، برب الناس وهكذا، لما يبدأ من أول الأمر يكون هذا أولى له والاستمرار على هذا.

عثمان عثمان: إحدى الأخوات تسأل عن حكم سفر المرأة لطلب العلم دون محرم؟

يوسف القرضاوي: وحدها؟

عثمان عثمان: نعم.

يوسف القرضاوي: لا يجوز للمرأة أن تذهب وحدها إلى طلب العلم إلى بلاد الغربة أو تذهب إلى أي بلد، إلى بلاد الغرب غرضها كما السؤال عندي، لا يجوز لها أن تذهب إلى بلاد الغرب أو بلاد أجنبية لا تعرف فيها يعني أحداً أن تعيش وحدها، هذا لا بد إذا كان ولا بد وجدنا هذا الأمر نحاول يعني قطر أرادت أن يذهب بعض البنات لدراسة الماجستير أو الدكتوراه في مصر فجعلت للبنات بيتاً خاصاً في الحجرات وفيه المطاعم وفيه إشراف، وتذهب لمدة الماجستير أو الدكتوراه، تعيش بهذا ممكن، إنما تذهب وحدها إلى بلد أجنبي لا نعرف كيف تعيش؟ وهذا صعب بالنسبة للبنت أو امرأة.

عثمان عثمان: الأخت مها تقول سمعت محاضرة تبين أن الضحك في الدنيا يبكي في الآخرة وأن الباكي في الدنيا ضاحك في الآخرة هل هي دعوة للاكتئاب والحزن والبكاء المتواصل؟

يوسف القرضاوي: الشاعر يقول لك:

ولدتك أمك يا ابن آدم باكياً           

والناس حولك يضحكون سرورا

فاعمل لنفسك كي تكون إذا بكوا        

في يوم موتك ضاحكاً مسرورا

يعني الإنسان يولد يبكي بما تؤذن الدنيا به من صنوفها يكون بكاء الطفل ساعة يولد وإلا فما يبكيه منها وأنها لأفسح مما كان فيه أرغد يعني الدنيا أوسع ليه يبكي إذانا بأن الدنيا أولها بكاء وأوسطها عناء وأخرها فناء، ولكن ليس كل ضاحك في الدنيا باكيا في الآخرة، الإسلام لا يمنع الضحك إنما الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: (لا تكثر من الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب) كثرة الضحك كثرة الفرح الذي في القلب نوع من انتشاء النفس والغرور كما قال قوم قارون لقارون {إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}[القصص:76-77] مجموعة نصائح أولها لا تفرح فرح الأشر والبطر إنما الفرح العادي يفرح بنعمة الله، كما قال بفضل قولوا بفضل الله ورحمته فبذلك فليفرحوا، فليس كل فرح مذمومُ وليس كل ضحك مذموماً روى الصحابي عبد الله بن الحارث الزبيدي آخر من مات من الصحابة في مصر جاء شاباً مع عمرو بن العاص وعاش في مصر ومات ودفن في قريتنا بقرية صفط تراب مركز المحلة الكبرى الغربية، آخر من مات من الصحابة روى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ما رأيت أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر واحد وأحياناً كان يضحك حتى بدت نواجذه، نواجذه الأسنان الأمامية، ضحك حتى بدت نواجذه فهكذا كان صلى الله عليه وسلم.

عثمان عثمان: بطبيعة الحال مولانا هناك الكثير من الأسئلة لم نستطع الإجابة عليها لضيق الوقت، أشكركم في ختام هذه الحلقة على هذه الإفاضة الطيبة، كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن المتابعة، لكم تحيات مقدم البرنامج معتز الخطيب والمخرج منصور الطلافيح وسائر فريق العمل، وهذا عثمان عثمان يترككم في أمان الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.