يوسف القرضاوي - الشريعة والحياة
الشريعة والحياة

فتاوى مباشرة

تتناول الحلقة مجال الفتوى، قال تعالى {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} فكيف يتحقق ذلك؟ وما الذي يقدمه مجال الفتوى في سبيل تعبيد الناس لله؟

– أهمية الفتوى وشروطها وحدودها
– الحكم بالشريعة الإسلامية وأحقية استخدام البصمة الوراثية

– فقه الأولويات لدى الأمة وأحكام الرشوة وصعق الحيوانات

– التأمين على الحياة وتطعيم الأطفال وتولية المرأة

 

عثمان عثمان
عثمان عثمان
يوسف القرضاوي

عثمان عثمان: مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلا ومرحبا بكم على الهواء مباشرة في هذه الحلقة الجديدة من برنامج الشريعة والحياة. يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الأنعام:162] فكيف يتحقق ذلك؟ وما الذي يقدمه مجال الفتوى في سبيل تعبيد الناس لله؟ وكيف نترفع عن اللغو وصغائر الأمور في الفتوى؟ وهل كل شيء قابل لأن يتحول إلى مجال للاستفتاء؟ هذه الحلقة مشاهدينا الكرام نخصصها اليوم لفتاوى مباشرة مع فضيلة شيخنا العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، مرحبا بكم سيدي.


يوسف القرضاوي: مرحبا بك أخ عثمان.

أهمية الفتوى وشروطها وحدودها


عثمان عثمان: ما الذي يقدمه مجال الفتوى في سبيل تعبيد الناس لله عز وجل؟


يوسف القرضاوي: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا ومعلمنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، وبعد، فقد خلق الله الناس ليعرفوه حق معرفته ويعبدوه حق عبادته كما قال تعالى {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً}[الطلاق:12] معرفة الله هدف من خلق الإنسان، بل من خلق الأكوان، من خلق السموات لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما، وبعد أن تعرف الله تعبده حق عبادته {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ، مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ}[الذاريات:57] فمن حق الخالق المنعم بأعظم النعم منها نعمة الحياة ونعمة العقل ونعمة الهداية ونعمة تسخير الكون ونعمة الهداية إلى الإيمان، حق هذا المنعم أن يعبد، وعبادة الله لا بد أن تكون عن بينة، لا تعبد الله بما شئت أو بهواك ولكن تعبد الله بما شرع، هناك أصلان عظيمان، الأصل الأول ألا يعبد إلا الله، كل الرسل أرسلوا بهذه الحقيقة {..يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ..}[الأعراف:59]، {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ..}[النحل:36] ألا يعبد إلا الله، الأصل الثاني ألا يعبد الله إلا بما شرع، لا بالأهواء والبدع حتى لا يشرع الناس في دينهم ما لم يأذن به الله، ولذلك لا بد أن تعبد الله بما شرعه في كتابه وعلى لسان نبيه، ولذلك كان من الأخطاء التي حرفت بعض الأديان عن حقيقتها دخول البدع، بدع صغرى وبدع كبرى وبدع قولية وبدع عملية وبدع اعتقادية وبدع سلوكية فأفسدت الأديان، الإسلام حافظ على حقائقه وعلى عقائده وعلى قيمه بأنه حرم الابتداع في الدين "كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار"، "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد" ولذلك كان أول ما يجب على الإنسان أن يعرفه هو الفقه في الدين أن يتعلم كيف يعبد الله وكيف يتعامل مع الناس وكيف يحقق الدين في حياته، هذا بالعلم والعلم قد يأتي بطريق حضور مجالس العلماء والاستماع إليهم وإلى دروسهم أو بقراءة الكتب أو بالسؤال، بالفتوى، قد يعن للإنسان أسئلة يحتاج أن يسأل عنها كما سأل الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم يسألونك عن الأهلة، يسألونك عن الخمر، يسألونك عن اليتامى، يسألونك ماذا ينفقون، يسألونك عن المحيض، سألوه عن أشياء خاصة وعامة وأجابهم القرآن ولذلك يقول  {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ..}[النساء:176] فالمفتي الأول هو الله والذي يعلم الناس دينهم ويجيبهم عن تساؤلاتهم والنبي صلى الله عليه وسلم يقوم مقام الله ولذلك الإمام الشاطبي يقول إن المفتي يقوم مقام النبي صلى الله عليه وسلم في بيان أحكام الله من فرض وواجب وسنة وحلال وحرام إلى آخره، بل الإمام ابن القيم يقول المفتي يقوم ويوقع عن الله، سمى كتابه "إعلام الموقعين عن رب العالمين" يعني زي ما تقول له حق التوقيع عن رئيس المؤسسة أو كذا، ده له حق التوقيع عن الله، الموقعين عن رب العالمين، فهذا كانت مهمة الفتوى في هذا مهمة، أن الإنسان يعبد الله ويعمل بأحكام دينه في خاصة نفسه في أسرته في جيرانه في الشأن المجتمع في الشؤون المالية في الشؤون الأسرية في الشؤون السياسية كل شيء يعني يعرف هل هذا حرام أم حلال فيتجنب الحرام ويتحرى الحلال ويقف عند حدود الله عز وجل.


عثمان عثمان: ولكن فضيلة الدكتور يعني هل كل شيء قابل لأن يتحول إلى مجال الفتوى، يعني هل يمكن الحديث عن فتوى مهمة عن فتوى غير مهمة، عن صغائر ولغو في الفتوى؟


يوسف القرضاوي: طبعا كل ما يقبل أن يكون حلالا أو حراما هو من شأنه أن يستفتى فيه، يعني شيء قابل يكون هذا حرام أو حلال، إنما في بعض الناس يبالغ في السؤال عن أشياء لا دخل لها في هذه الناحية، إنما من حق كل إنسان اشتبه عليه أمر أهو مما أحل الله أو مما حرمه، أهو واجب أو ليس بواجب فيجب عليه أن يستفتي ويجب على المفتي في هذه الحالة إذا لم يكن هناك غيره أن يجيبه إنما إذا كان المفتون كثيرين واسأل، إنما إذا تعين واحد هو العالم الوحيد في البلد عليه أن يجيب كل من سأله "ومن سئل عن علم فكتمه ألجمه الله يوم القيادة بلجام من نار" والقرآن الكريم يقول {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ، إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}[البقرة:159، 160].


عثمان عثمان: في موضوع الفتوى أيضا سعيد أصيل من المغرب يسأل هل يجب على المفتي مراعاة المذهب الفقهي للمستفتي أم يفتي بإطلاق؟


يوسف القرضاوي: العامي ليس له مذهب في الحقيقة، المحققون من العلماء قالوا إن العامي لا مذهب له، لأنه ما معنى أن العامي يقول أنا مالكي أنا شافعي أنا كذا، لأنه معنى من يتبنى مذهبا أنه يعرف أصول المذهب وتميز هذا المذهب عن المذهب الآخر، لماذا يتميز مذهب الشافعي عن مذهب أبي حنيفة؟ لازم يكون عنده معرفة، هل العامي يعرف أصول المذاهب ويستطيع أن يميز بعضها عن بعض؟ إنما العامي هو يعني مذهبه في الحقيقة مذهب العالم الذي يفتيه، فإنما إذا كان واحد ذهب إلى بلد ويعرف أن أهل هذه البلد مالكية، خلص يفتيهم بمذهبهم، إذا كان هو من أهل التقليد إنما إذا كان عالما من أهل الاجتهاد ولو الاجتهاد الترجيحي الاجتهاد الانتقائي أو الاجتهاد الجزئي وليس الكلي عليه أن يفتيه بما اقتنع به بما وصل إليه علمه من دليل بما اطمأن إليه قلبه، يحرم عليه أن يفتيهم بما لا يعتقد، يعني أنا رأي أن هذا الأمر حلال أفتيهم حرام لأنه مذهبه وأنا معتقد بأنه ليس حراما، لا، أنا أفتيه بما وصل إليه اجتهادي، هذا هو الواجب.


عثمان عثمان: فضيلة الدكتور إذا كان أحد المسلمين ملتزما مذهبا من المذاهب الإسلامية وثبت له بالدليل الصحيح والنص القطعي أن هناك رأيا آخر هو الصحيح في هذه المسألة يلتزم بالمذهب أم يذهب إلى الدليل؟


يوسف القرضاوي: لا، إذا اقتنع بأن هذا الرأي هو الرأي الراجح أو الصحيح يجب أن يلتزم به، وليس هناك إمام يلزم اتباعه بأن يتبعوه في كل شيء لأنه يعني ليس نبيا معصوما، كما قال الإمام عز الدين بن عبد السلام إن هؤلاء المقلدين يتبعون أئمتهم كأنهم أنبياء معصومين وهؤلاء ليسوا أنبياء معصومين، هم نهوا الناس عن أن يقلدوهم، فإذا رأى الإنسان أن مذهبه ضعيف في هذه الناحية يعني عليه أن يتبع المذهب الذي اقتنع به، إذا أقنعه أحد العلماء بأن مذهبك أنت شافعي أو حنفي أو حنبلي في هذه القضية ضعيف وأن المذهب الصحيح هو كذا بدليل قوله تعالى كذا وبدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كذا وبدليل أن الصحابة أفتوا بكذا فاقتنع به يجب أن يتبعه ولا حرج، ولن يغضب إمامه منه بالعكس هذا ما يسر إمامه أنه عرف الحق فالتزم به.

الحكم بالشريعة الإسلامية وأحقية استخدام البصمة الوراثية


عثمان عثمان: سيدي نأخذ بعض الاتصالات من السادة المشاهدين، الأخ سيدي محمد من الكونغو السلام عليكم. سيدي محمد تسمعني.. الأخ رمضان من سوريا.


رمضان زحمان/ سوريا: السلام عليكم. أخي أنا أعمل قاضيا في دولة تحكمها القوانين الوضعية ومنها ما يخالف صراحة نصوص قطعية للشريعة الإسلامية، وأنا مؤمن أن الشريعة الإسلامية العمل بها واجب وقد سألت العلماء البعض أفتى بتركي لهذا العمل والبعض أفتى بالاستمرار في هذا العمل، فما هو قول فضيلة الشيخ؟ وهل الآيات الثلاث المذكورة في سورة المائدة {..وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}[المائدة:44]،  {..وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}[المائدة:45]، {..وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}[المائدة:47] خطاب لولي الأمر أم للقاضي أم لهما على السواء؟ وشكرا.


عثمان عثمان: شكرا جزيلا. الأخ جمال.


جمال الطواب/ مصر: السلام عليكم. أسئلتي تتمحور حول، ما سبب مخالفتكم فضيلة الشيخ لفتوى الشيخ الشعراوي رحمة الله عليه حول زراعة الأعضاء البشرية ثم دفاعكم عنه؟ السؤال الثاني هل من الممكن أن تكون اللغة استدلالا على الوجود الإلهي؟ والسؤال الثالث لماذا وعد الله الرجال في الجنة بالحور العين ولم يعد النساء كذلك؟


عثمان عثمان: واضح أخ جمال شكرا جزيلا لك. نعود فضيلة الدكتور إلى الأخ رمضان من سوريا، هو يعمل قاضيا في إحدى البلدان التي لا تطبق الشريعة الإسلامية، بعض الأحكام التي تصدر عن هذه المحكمة تخالف الشرع الحنيف، ماذا يفعل؟ البعض قال يجب أن يترك عمله، البعض قال لا بأس.


يوسف القرضاوي: المفروض إذا كانت هناك مخالفات كثيرة في الأحكام زي الأحكام الجنائية، يعني ليس كل ما في القانون مخالفا للإسلام، في أشياء معينة مثلا الفوائد الربوية في القانون المدني، إنما القانون المخالف مخالفة صريحة وقطعية هو القانون الجنائي، فإذا كان بيعمل في الجنايات يعني يعتذر ويترك هذا العمل أو يحكم بالإسلام، في بعض القضاة في مصر حكموا بحكم الشريعة الإسلامية وقال إن القانون مخالف للدستور والدستور يجب أن يتبع وليس القانون، إن الدستور قال إن دين الدولة الإسلام وإن الشريعة الإسلامية هي مصدر القوانين في البعض منهم مصدر أو المصدر الرئيسي بيقول فهذه القوانين مخالفة للدستور فحكم بمقتضى الدستور وهذا قاله الأستاذ رحمه الله الشهيد عبد القادر عودة، له كتابه اسمه "الإسلام وأوضاعنا القانونية" وقال أنا قاض ولكنني مسلم -فصل كده في كتابه بيقول، أنا قاض ولكنني مسلم، أنا باعتباري قاضيا إذا جاءت لي قضية أحكم فيها بما لا يخالف الشريعة الإسلامية لأنه المفروض أنا وحاكمي والحكومة والشعب والجميع كلنا ملتزمون بالإسلام، لم نرتد عن الإسلام، كلنا نؤمن بأن حكم الله فوق حكم الناس {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ..}[الأحزاب:36] فقال أنا قاض إذا جائتني قضية لا أحكم بغير الشريعة الإسلامية، وهذا طبقه بعض الناس وإذا كان لا يستطيع هذا وتكثر عنده القضايا المخالفة للشريعة الإسلامية فيجب أن يترك عمله ويبحث عن عمل آخر.


عثمان عثمان: الأخ جمال من مصر يسأل عن زراعة الأعضاء البشرية، أحيله إلى حلقة سابقة تحدثنا بالتفصيل حول هذا الموضوع. ولكن يسأل سؤال أن رب العالمين وعد الرجال بالحور العين في الجنة، لماذا لا يكون هناك أزواج للنساء في الجنة كما للرجال؟


يوسف القرضاوي: النساء يا أخي قانعات، الرجال طماعون. المرأة الحرة لا تفكر إلا في أن يكون لها رجل واحد، ليس من طبيعتها ولذلك القرآن يقول {فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ }[الرحمن:56] معنى قاصرات الطرف يعني عينها ما تزوغش تبص لواحد ثاني أبدا، هي مقتنعة تماما بزوجها ولا تريد غيره وتحبه، اسمها عُرُباً، عُرُباً جمع عروب، العروب المتحببة لزوجها التي تعشق زوجها ولا تريد غيره، وهذا من خصائص الجنة أيضا.


عثمان عثمان:  الأخ محمد عبد الغفار من مصر يسأل هل هناك إجماع على حرمة المعازف والموسيقى؟ وما حكم إسبال الثوب؟


يوسف القرضاوي: ليس هناك إجماع، هناك كما ذكر الإمام سلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام وذكر أن القضية فيها ثمانية أقوال، يعني وذكر هذه الأقوال الثمانية، هناك من قال بالحرمة هناك من قال بالكراهة هناك من قال بالإباحة هناك من قالب بالندب وهناك من قال بالتفصيل في كل واحدة من هذه فهناك كلام، وأنا لي يعني كتاب اسمه "فقه الغناء والموسيقى" فصلت فيه هذه الأشياء، وذكر الإمام الشوكاني في كتابه خلاصة لهذه الأقوال المختلفة، فادعاء الإجماع في هذا غير صحيح.


عثمان عثمان: الأخ عبد الله يسأل نرجو من فضيلتكم توضيح أحقية أحد الزوجين في اللجوء إلى استخدام البصمة الوراثية وأيهما يقدم على الآخر عند طلب التحليل الوراثي الزوج أم الزوجة؟ وذلك عند وجود تنازع بين الزوجين في ثبوت نسب الولد.


يوسف القرضاوي: البصمة الوراثية يعني يلجأ إليها بالإجماع عند النزاع في غير الزوجين، يعني عندما يقال هذا الولد ابني، في المستشفيات أحيانا تختلف بعض الأمهات تقول ده ابني أو كذا، يمكن الممرضة يعني غلطت وضعت ولدا في مكان ولد أو يمكن ممرضة أخذت فلوسا وقالت لها خذي البنت وهاتي لنا الذكر أو أي شيء من هذا، فعند التنازع فيها يلجأ إلى البصمة الوراثية، أيضا في الحروب عندما تحدث يعني الحروب في البوسنة والهرسك وأفغانستان وبتاع يعني تنزل القنبلة تأخذ عائلات بأكملها، أهل عمارة، ويبقى بعض الأولاد وما نعرفش أولاد من هؤلاء فيمكن أن يلجأ إلى البصمة الوراثية، في أشياء كثيرة يمكن أن يلجأ إلى البصمة الوراثية وهي شبه قاطعة تماما، إنما عندما يكون الأمر بين الزوجين، الرجل رمى امرأته بأن ده الولد مش ابني وهي يعني رفضت هذا، العلماء اختلفوا في هذا وقالوا لا يلجأ إلى البصمة الوراثية لا لهذا ولا لذاك وإنما إلى اللعان ما ذكره القرآن في اللعان {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ، وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ، وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ، وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ}[النور:6- 9] ويفرق بينهم ولا ينسب الطفل إلى أحد.. إلى أمه فقط، إنما أنا خالفت العلماء في هذا وقلت إذا المرأة قالت أنا أحتكم إلى البصمة الوراثية فأنا الذي أراه يعني كفقه لي أنه يجب أن نسمع كلام المرأة ونحتكم لأن هذه ستفيد عدة إفادات، أولا المرأة مطمئنة إلى نفسها فستفيد براءتها في هذه الحالة وبراءتها ستريح الرجل، ضميره، هو يعني عنده شكوك تتكلم مع واحد وكل امرأة تتكلم مع واحد وتعمل.. هذا ليس معناها أنها زنت، فيعني يريح ضمير الرجل، الأمر الثالث أنه يفيد إثبات نسب هذا الطفل، ما ذنبه أننا نضيع نسبه ويفضل منسوبا إلى أمه، فباللجوء إلى البصمة الوراثية والاحتكام إليها أنا أرى أنه من حق المرأة، إنما لو الرجل قال أنا أطالب بالبصمة الوراثية والمرأة قالت لا، من حقها ذلك لأن الشرع يريد الستر عليها لا يريد أن يفضحها، مش حنستفيد شيئا من هذا إلا أن نفضح المرأة ونضيع الولد ونعمل.. ففي الحالة دي اللعان من حق المرأة، إنما الرجل مش حيخسر حاجة إذا المرأة قالت أنا أحتكم إلى البصمة الوراثية.

فقه الأولويات لدى الأمة وأحكام الرشوة وصعق الحيوانات


عثمان عثمان: نأخذ الحسين حميد من مصر، السلام عليكم.


الحسين حميد/ مصر: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لي سؤالان الأول مستمد من الحلقة السابقة حيث وصف فضيلة الدكتور أغنياء الحرب وأغنياء النفط والقطط السمان حيث الناس ينسلون وهم يسمنون ولقد أطلقت أنا شخصيا عليهم مصطلح المستوطنون الجدد، لماذا لا يطبق عليهم آية قوله تعالى {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً..}[المائدة:33] فلم يعد لهم من إفساد أفظع من هذا الفساد الذي نراه.


عثمان عثمان: السؤال الثاني.

الحسين حميد: السؤال الثاني فلقد ذكرت الجزيرة منذ ساعات على لسان دان ميرادور نائب رئيس الحكومة الإسرائيلي أنه لا يتصور العالم كله بدون القدس ولا يتصور إسرائيل بدون شاليط وفي نفس الوقت منذ أيام كانت إسرائيل تهجم على استشهادي فلسطيني ففقأت عينيه، أين فقه الأولويات في الوقت الذي فيه يهتم العالم بسمعة فنانة أو بزكام زعيم، أين فقه الأولويات يا مولانا في هذا الموضوع؟ وشكرا جزيلا.


عثمان عثمان: شكرا جزيلا الحسين حميد من مصر. بلقاسم من ليبيا.


بلقاسم المزوغي/ ليبيا: السلام عليكم. سؤالي الأول سيدي الفاضل هل هو لمس الذكر هل ينقض الوضوء؟ هذا رقم واحد. رقم اثنين هل الإنسان لما بيتحصل على عمل يعطي رشوة ولا ما يعطيش، هل جائزة الرشوة أو مش جائزة؟


عثمان عثمان: نعم. شكرا الأخ بلقاسم من ليبيا. فضيلة الدكتور نحن نجيب عن هذه الأسئلة إن شاء الله بعد أن نأخذ فاصلا قصيرا، فابقوا معنا مشاهدينا الكرام نعود إليكم بإذن الله بعد الفاصل.

[فاصل إعلاني]

عثمان عثمان: أهلا وسهلا بكم مشاهدينا الكرام من جديد إلى حلقة هذا الأسبوع من برنامج الشريعة والحياة والتي تأتي يعني تلبية لأسئلتكم وإجابة على أسئلتكم مشاهدينا الكرام وكما تعلمون هي حلقة مخصصة كل شهر في هذا الموضوع. فضيلة الشيخ يعني الأخ الحسين حميد سأل بأن نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية قال بأنه لا معنى لوجود إسرائيل إلا بأن تكون القدس عاصمة لها، يسأل عن فقه الأولويات عند العالم العربي والإسلامي تجاه هذه التصريحات؟


يوسف القرضاوي: هو العالم العربي فيه فقه أولويات حتى.. يعني العالم العربي مضيع الضروريات، يعني للأسف نحن نهزل وهم يجدون، نحن في غفلة وهم مستيقظون، نحن في كسل وهم عاملون، ليس هناك الحقيقة في عالمنا العربي إلا الفراغ والتمزق والكلام كما يقول الأخ عند الممثلة فلانة والمطربة مش عارف إيه والفنان هذا ويعني الأمة في ضياع، المسجد الأقصى مهدد والقدس تهود يعني كل يوم خطوة في التهويد أكثر وأكثر ونحن للأسف كما نحن محلك سر، يا ريت محلك سر بل نرجع إلى الوراء، يعني أنا أذكر أنه في سنة 1948 كانت الجامعة العربية طفلة وليدة صار لها ثلاث سنوات ومع هذا دخلت الجيوش العربية السبعة دخلت فلسطين من أجل حماية فلسطين ومن أجل الدفاع عن فلسطين، الآن الجامعة العربية صار لها يعني شوف من سنة 1945 إلى الآن وأكثر من عشرين دولة وأكثر من عشرين جيشا وإسرائيل أصبحت ترسانة كبرى في المنطقة ومع هذا تاركين الفلسطينيين يأكلونها وحدهم، هل نحن نتقدم أم نتأخر؟ قطعا نتأخر، وننتظر في كل يوم أن يكون يعني في خطوة إلى الأمام، صحوة من هذه نومة أهل الكهف، ولكن نجد، فنحن مع الأخ في هذه الشكوى ونشكو إلى الله ونشكو إلى الأمة، أملنا في الأمة أن يكون لها موقف أقوى تعبر فيه عن ذاتها وتضغط على حكامها حتى يقفوا موقفا حتى في احتجاجهم، كان زمان يقولون نشجب ونستنكر، حتى ما عادوش يشجبوا ولا.. وإذا شجبوا أو استنكروا بصوت خافت لا يكاد يسمع، والصوت الخافت ينيم اليقظان إنما الصيحة المدوية توقظ النائم، هؤلاء ينيمون اليقظان فنأسف ولا حول ولا قوة إلا بالله.


عثمان عثمان: الأخ بلقاسم من ليبيا يسأل أن هناك بعض الأعمال لا يمكن للإنسان أن يحصلها إلا بدفع رشوة، ما حكم ذلك؟


يوسف القرضاوي: المفروض يعني المسلم يمتنع عن الرشوة وإشاعة هذه الرذيلة ما أمكنه ذلك فإن كان ولا بد يعني وله حق في العمل ولكنه لا يستطيع أن يصل إلى حقه إلا بدفع الرشوة لأنه أحيانا لا يكون له حق يدفع الرشوة علشان يأخذ حق غيره، هو طالع آخر واحد في الدفعة والأول ما عينش يجي يأخذ هو! هذا ليس له حق لا يدفع رشوة ولا يعمل.. يعني لأنه بيأخذ حق.. إنما إذا كان هو فعلا مظلوم ومن حقه أن يعين ولكن لا يجد إلا بهذه الوسيلة، في هذه الحالة يكون الإثم على الآخذ وليس على المعطي يعني هو بيعطي اضطرارا ليأخذ حقه فليس عليه إنما اللي بيأخذ هو اللي عليه الإثم.


عثمان عثمان: للأسف يعني هناك بعض البلدان يكثر فيها هذا الأمر يعني من يأخذ الوظيفة هو من يدفع المال. الأخ وائل من فنلندا يسأل عن حكم أكل اللحوم في المطاعم وأيضا حكم شراء اللحم من المحلات التجارية حيث إن طريقة الذبح تكون بالصعق الكهربائي ثم الذبح، أي أن الذبيحة قد تموت نتيجة الصعق وليس نتيجة الذبح الحلال.


يوسف القرضاوي: والله يا أخي الذي سمعناه من الإخوة المختصين أن الصعق لا يميت، هنا الدكتور محمد الهواري من إخواننا العلميين من أهل العلوم وهو يعيش في ألمانيا من سنين طويلة وكتب تقريرا للمجلس الأوروبي للإفتاء يقول إن هذا الصعق هو بمثابة التخدير يعني حتى لا يذبح الحيوان، حيوان مثلا بقرة أو.. لازم تخدره قبل أن.. فالتخدير هو نوع من يعني كما تخدر المريض قبل العملية الجراحية حتى لا يحس بالآلام، يخدر الحيوان حتى لا يحس بآلام الذبح فهو نوع من الرحمة بالحيوان فهو يتفق مع الهدي الإسلامي في هذه الناحية، فإذا كان الأخ لا يطمئن إلى هذا فليأكل سمكا وبيضا وجبنة وهذه الأشياء بدل اللحم.

التأمين على الحياة وتطعيم الأطفال وتولية المرأة


عثمان عثمان: يجيب الدجاج ويذبح. نعم، إحدى الأخوات تسأل عن حكم التأمين على الحياة وهل يعتبر مال التأمين على المؤمن على حياته من الميراث؟


يوسف القرضاوي: التأمين على الحياة يعني بالطريقة الموجودة يعني حاليا المفروض أنها محرمة لأنها تستعمل في الأموال الربوية والمعاملات الربوية ولا يلتزم فيها بالأحكام الشرعية والشروط الإسلامية، هناك ممكن يكون.. يعني عقد التأمين نفسه فيه كلام والعلامة الشيخ مصطفى الزرقة رحمه الله وأستاذنا الشيخ علي الخفيف رحمه الله وعدد من الناس والشيخ عبد الله بن زيد المحمود هنا في قطر يعني من ناحية عقد التأمين نفسه أجازوه ولكن تدخل عليه أشياء تنقله من الحلال إلى الحرام، وأكثر العلماء لا يجيزون عقد التأمين، فالتأمين الحالي يعني بمشتملاته إلا التأمين الإسلامي لأن الكثير من البلاد الإسلامية يعني أنشأت تأمينا بديلا شأن ما هو معروف من إيجاد بدائل شرعية مثل المصارف الإسلامية بدل البنوك الربوية عملوا تأمينا أيضا أو تكافلا إسلاميا يعني فلا مانع من هذا. أما أنه هو من الميراث؟ المفروض هو جزء من التركة لأنه بيدفع مالا علشان يرد إليه في النهاية مع ربح هذا المال إلى آخره، المفروض أنه جزء من التركة فهو يورث كبقية ما عنده من أموال للميراث.


عثمان عثمان: هل ينطبق حكم التأمين على الحياة يعني كحكم التأمين على الصحة، التأمين الصحي، هناك ما يسمى بالتأمين الصحي ما حكمه أيضا، هل هو نفس حكم التأمين على الحياة؟


يوسف القرضاوي: لا، ده غير ده، التأمين عل الحياة أصله بيدفع فلوسا ويأخذها إنما التأمين الصحي بيدفع فلوسا لا ترجع إليه يعني زي التأمين على السيارات والممتلكات ده نوع من التأمين غير الآخر.


عثمان عثمان: لا بأس بذلك. الأخ عبد الرحمن من لبنان يسأل عن حكم تطعيم الأطفال باللقاحات الواقية من بعض الأمراض ومنها الشلل.


يوسف القرضاوي: هذا فرض، فرض ديني.


عثمان عثمان: البعض يقول إنه تدخل هناك مواد نتنة.


يوسف القرضاوي (متابعا): وواجب إسلامي وإلا يعرض ابنه للخطر يعني أنا شفت أحد الأبناء يصلي معنا التراويح ويعني ماشي بعكاز وهو ما شاء الله صحته، إنما إيه ده؟ بيقول اسأل الوالد أهه، أهملنا في تطعيمه في الصغر فأصيب بالشلل، من يرضى أن يصاب ابنه بالشلل؟ هناك للأسف في بعض البلاد في إفريقيا بعض العلماء أفتوا بتحريم تلقيح الأطفال أو تطعيم الأطفال بهذا اللقاح وهذا جهل يعني لا علاقة له بالدين، هذه خرافة، العالم كله اتفق على أن يقولوا ده مش عارف فيه إيه؟ ده.. هذا فيه إيه؟ فيه نجاسة! نجاسة إيه؟! يعني هذا واجب، أنا أقول إنه فريضة يعني دينية على كل الآباء أن يسعوا إلى تطعيم أولادهم في الصغر، كل ما يحتاجون إليه ضد التطعيم الثلاثي ده والتطعيم كل الأشياء ضد شلل الأطفال ضد ضد لأن هذا خطر على الأولاد، فما لا يتم الواجب إلا به واجب سلامة أطفالك من هذه الأمراض الخطيرة سلامته تتوقف على أن تعطيه هذه اللقاحات في أوانها، لأنه لها أوان، كذا مرة، لا بد أن كل أب وكل أم يجب عليهم وجوبا دينيا وإلا يدخل النار يعني آثم يعني بيتسبب في أن ابنه يتسبب في أمراض طول حياته، أنا أشدد على إخواننا من العلماء في بعض البلاد الإفريقية الذين يفتون بعد جواز تطعيم الأطفال هذا يعني ليس من الدين في شيء.


عثمان عثمان: نأخذ حسين بلخير من بريطانيا، السلام عليكم أخ حسين.


حسين بلخير/ بريطانيا: وعليكم السلام ورحمة الله، يا شيخ عندي لك سؤال ورجاء إذا أمكن الرجاء يا شيخ أنت يمكن سمعت بما يحدث الآن في القوانين هذه المتغيرة في الجزائر بالنسبة لجوازات السفر وبطاقات التعريف، ونحن نعلم يعني ونعرفك كثيرا أنت كنت في الجزائر وربيت أبناء الجزائر يعني فهم أبناؤك، وطلع عندنا بعض القوانين التي تريد يعني بطريقة أو بأخرى خلع الحجاب واللحية على بنات الجزائر وهن بناتك يا شيخ فأرجو أن تستعمل يعني كلمتك وصداقتك بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعل الله سبحانه وتعالى يجعل من كلمتك أن يعاد النظر في هذا القانون الذي يعني سبحان الله في أوروبا وفي أميركا يسمح للمسلمة بالحجاب وفي الجزائر يقال له لا! يجب أن يعني.. هذا في أضعف الإيمان يطلب منها أن تري أذنيها وأن تري مقدمة رأسها، فرجائي يا شيخ جزاك الله خيرا أن تستخدم يعني ما عندك من صداقة وما عندك من اتصال بالرئيس عبد العزيز لأنه ليس هو صاحب القرار، صاحب القرار هم أناس دونه، ولعله يستمع إليك.


عثمان عثمان: إن شاء الله. السؤال أخي الكريم.


حسين بلخير: السؤال في شخص صديق هنا في لندن استأجر محلا وهذا المحل فيه طابقان وهو لا يريد استخدام الطابقين، يريد استخدام طابق واحد فقط، فصاحب المحل فرض عليه أن يستأجر الطابقين وإلا ما يؤجره، فوجد شخصا ثانيا يشاركه باستئجار طابق واحد يعني هو يأخذ طابقا والشخص الثاني يأخذ الطابق الثاني ولكن الشخص الذي سيأخذ الطابق الثاني سيستعمله كمعبد تقريبا كنيسة أو شيء من هذا القبيل فيستخدمه لأغراض يعني سمعت أنه كنيسة لكن لست متأكدا لأن الطابق كبير جدا والكنائس لا أتوقع أن هذا المكان يكون كنيسة ولكن هذا الظاهر من الموضوع، فهل يجوز لهذا الشخص أن يستأجر هذا المحل لأنه هو ما محتاج الطابقين ولا يستطيع أن يأخذ الطابقين؟


عثمان عثمان: واضح، شكرا الأخ حسين بلخير من بريطانيا. صالح العفشوك من عمان.


صالح العفشوك/ عمان: السلام عليكم ورحمة الله. أنا قبل أيام كنت أتابع برنامجا في قناة المحور فقام أحد مقدمي البرنامج وعرض تساؤلا بأنه كيف في العالم العربي والإسلامي أنه لا يجوز للمرأة أن تكون قاضيا، ثم تدلل ببعض فتاوى العلماء المعاصرين منهم شيخ الأزهر رحمه الله ومنهم سماحة الشيخ القرضاوي حفظه الله، فإن كان هذا الكلام غير صحيح بالنسبة للشيخ فالحمد لله، وإن كان هذا الكلام صحيحا بالنسبة للشيخ حفظه الله فنرجو أن يوضح النصوص التي اعتمد عليها  وقد سبقه من أهل العلم السابقين الغابرين. وأنا عندي إشكال أريد الشيخ جزاه الله خيرا أن يحل لي هذا الإشكال، هناك نصوص منها قول النبي صلى الله عليه وسلم "لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة" وهناك نص آخر في قول الله عز وجل {..فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ..}[البقرة:282] فإذا كان هذا الأمر بالنسبة للشهادة أمام القاضي أن تكون امرأتان مقابل رجل فكيف يصح لنا أن نقدم هذه المرأة أن تكون قاضيا؟ وجزاكم الله خيرا.


عثمان عثمان: شكرا جزيلا، الأخ جمال الخطيب من الأردن.

جمال الخطيب/ الأردن: السلام عليكم. عزيزي أريد أسأل عن الضمان الاجتماعي الاختياري اللي بيكون أعمالا حرة وبيشترك في الضمان الاجتماعي منشان التقاعد بعد سن الستين أو الـ 55 هل هو حلال أو حرام؟ وسؤال ثاني عن مهنة المحاماة، هل هي حرام أم حلال؟ وشكرا لفضيلة الشيخ.


عثمان عثمان: شكرا جزيلا. فضيلة الدكتور الأخ حسين بلخير بريطانيا يتحدث عن قانون الآن في الجزائر يستهدف كما يقول الحجاب ولحى الرجال، يريد منكم يعني توجيه نداء لصديقكم -كما يقول- الرئيس الجزائري بالتراجع عن هذا القانون.


يوسف القرضاوي: يعني يمنع الحجاب يعني ويمنع اللحى.


عثمان عثمان: يعني يريد تخفيف اللحية أو حلق اللحية كما فهمت منه.


يوسف القرضاوي: ما أظن هذا، لا بد أن نقرأ عن هذا الموضوع شيئا، يعني ما أظن أحدا يقدر يمنع اللحى، لا في..


عثمان عثمان (مقاطعا): هي فقط فضيلة الدكتور يعني هناك الجوازات يريدون صورا للجواز بلحية خفيفة أو من دون لحية وبشكل أن يكون الحجاب كاشفا للأذنين أو الرقبة على جواز السفر أو بطاقات التعريف.


يوسف القرضاوي: بالنسبة للمرأة يعني الكشف عن.. يعني سهلة دي على كل حال إنما منع الحجاب أو منع اللحى ما أظن هذا يصدر في الجزائر على ما أعتقد يعني.


عثمان عثمان: هو فقط في البطاقات التعريفية. يسأل سؤالا آخر فضيلة الدكتور، أحدهم استأجر محلا تجاريا بطابقين هو يحتاج إلى طابق واحد وهو ملزم أن يستأجر الطابقين يعني هو يستأجر الطابقين يستخدم أحدهما ويؤجر الآخر لرجل يريد أن يقيم معبدا في هذا الطابق الثاني.


يوسف القرضاوي: لا يجوز هذا.


عثمان عثمان: لا يجوز. يسأل الأخ صالح من عمان عن المرأة هل يجوز لها أن تكون قاضيا أم لا؟


يوسف القرضاوي: هذا إحنا أخذنا فيه يمكن أكثر من حلقة في الشريعة والحياة من قديم وقلنا يعني إن جمهور العلماء لا يجيزون ذلك ولكن أجاز ذلك الإمام أبو حنيفة في غير الجنائيات يعني في الأحوال الشخصية في القوانين المدنية في كل.. المرأة يجوز أن تكون قاضية إلا في الحدود والقصاص وهذه الأشياء، وهذا أيضا هو مذهب الإمام الطبري، الإمام الطبري هو كان له مذهب متبوع وظل عدة سنوات أتباعه يسمون بالطبرية وهو مذهب ابن حزم الظاهري وداود الظاهري، مذهب الظاهرية، وليس هناك في الشرع ما يمنع هذا، الأخ بيستدخل بآية يعني {..أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى..}[البقرة:282] هذا لا يعني أن المرأة أقل ذكاء من الرجل ولكن يعني القرآن بيقول إن الناس عندما يريدون أن يستوثقوا يعني عند الاستيثاق يقول لهم الأول هات رجالا لأن المرأة لا تضمن أن زوجها يسمح لها أو زوجها يسمح لها أن تأتي المحكمة، وبعدين المرأة غير مشغولة بهذه القضايا فتنساها وهي مشغولة بأولادها وبأسرتها فتنسى، فحتى احتاط أنه {..أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى..} إنما المرأة ممكن تكون مفتية زي الرجل تماما وممكن تكون مجتهدة يعني تصل إلى درجة الاجتهاد، والله سبحانه وتعالى يقول {..بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ..}[آل عمران:195] يعني الرجل من المرأة والمرأة من الرجل ويقول {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ..}[التوبة:71] أما حديث "ولوا أمرهم امرأة" فهذا في الملك، أي حتى بعض الأحاديث "تملكهم امرأة"، "لن يفلح قوم تملكهم.." وخصوصا يعني هذا الحديث جاء في قضية حينما ولوا -لما هلك كسرى- ولوا بنته، فالنبي عليه الصلاة والسلام قال "لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة". ونحن رأينا في عصرنا قاضيات ورأينا نساء حاكمات ورئيسات وزراء وكان بعضهن أكثر يعني نجاحا في حكومتهم من كثير من الرجال.


عثمان عثمان: فضيلة الدكتور يعني في أقل من دقيقة الأخ جمال سأل سؤالين نجيب عن سؤال فقط، عن مهنة المحاماة، هل هي حرام أم حلال وما هي ضوابطها؟


يوسف القرضاوي: هو إذا كان بيدافع طبعا عن القوانين الوضعية حيبقى مشكلة إنما هناك أيضا مشكلة أخرى أنه قد يدافع عن المبطلين، إذا كان محاميا يلتزم بأنه لا يدافع عن إنسان عرف أنه مجرم فلا يدافع عنه من أجل أنه بيدفع له فلوسا، إذا عرف أنه مجرم وأنه ظالم أو أنه مبطل في دعواه يتخلى عنه.


عثمان عثمان: طبعا الوقت ضاق وهناك الكثير من الأسئلة من السادة المشاهدين سواء من خلال الـ facebook أو البريد الإلكتروني، سنحتفظ بهذه الأسئلة إن شاء الله للحلقة المقبلة. أشكركم سيدي على هذه الإفاضة الطيبة كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن المتابعة، أنقل لكم تحيات معد البرنامج معتز الخطيب والمخرج منصور الطلافيح وسائر فريق العمل، دمتم بأمان الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.