صورة عامة
الشريعة والحياة

حرمة الدماء في الإسلام

يتحدث ضيف البرنامج إبراهيم الكيلاني العميد السابق لكلية الشريعة بجامعة الأردن عن الموقف الشرعي تجاه السياسات التي تؤدي إلى إشاعة القتل.

– الدماء في الفقه الإسلامي
– سياسات إشاعة القتل وكيفية مواجهتها

– واقع المسلمين والقصاص الفردي والعام


undefinedعبد الصمد ناصر: السلام عليكم ورحمة الله وأهلا بكم إلى برنامج الشريعة والحياة، يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً ومَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً} صدق الله العظيم ويقول الله أيضا سبحانه وتعالى {ولَكُمْ فِي القِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} صدق الله العظيم، إذاً حرمة الدماء والقصاص من مستبيحيها بغير حق مسألتان تتعلقان بوجود الجماعات وحياتها وليس من مسائل الأفراد وإذا كان الفقه الإسلامي اهتم بعقوبة القتل بما هي سلوك فردي فنحن نطرح تساؤل هنا عن الموقف الشرعي من السياسات التي تؤدي إلى إشاعة القتل وهل يجوز الحكم بالقتل بالعموم على فئات لمجرد أنها تتبنى أفكار غير إسلامية؟ وما هو مفهوم العمالة الذي يستبيح به البعض دماء البعض الآخر؟ وما هو الموقف الشرعي مما يسمى بالمصالحة الوطنية؟ حرمة الدماء في الإسلام موضوع حلقة اليوم من برنامج الشريعة والحياة مع الدكتور إبراهيم زيد الكيلاني العميد السابق لكلية الشريعة بجامعة الأردن ورئيس هيئة العلماء في جبهة العمل في الأردن أهلا ومرحبا بك يا فضيلة الشيخ معنا.

إبراهيم زيد الكيلاني – عميد كلية الشريعة بجامعة الأردن سابقا: أهلا ومرحبا.

الدماء في الفقه الإسلامي

عبد الصمد ناصر: مرحبا بداية دكتور أول ما يُقضى به بين الناس يوم القيامة بما يخص حقوق الناس الدماء وأول ما يحاسب عليه العبد فيما يخص حقوق الله سبحانه وتعالى الصلاة وطبعا هذا جاء في أحاديث صحيحة لماذا الدماء تحديداً مقدمة يوم القيامة فيما يخص حقوق الناس؟

"
نذكر المسلمين بحرمة دم المسلم في وقت اجترأ فيه الكثيرون على قتل النفس وعلى الإبادة الجماعية من خلال عمليات التفجير
"

إبراهيم زيد الكيلاني: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه الأمين وعلى آله وصحبه من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، جاء الإسلام لإقامة المجتمع العادل مجتمع الرحمة الذي يكفل للناس أمنهم وعدالتهم وكرامتهم ولا شك أن ضروريات الإسلام ومقاصد الإسلام الخمسة أول ما يحافظ به عليه الدماء لأن الناس إذا لم يأمنوا على دمائهم وعلى أموالهم وعلى أعراضهم وعلى أنفسهم أصبح المجتمع فساد وفوضى ومُعرّض للزوال ولذلك كان الإسلام في تشريعه حكيما يخاطب الفرد ويخاطب الجماعة يضع القانون الزاجر{مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ} {فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً} {ولَكُمْ فِي القِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} ولكن لا يقف عند هذا القانون وإنما يربي الأمة على احترام النفس الإنسانية ويُذكر الإنسان بأن قابيل الذي قتل أخاه هابيل كانت جريمته جريمة إبادة جماعية لأن نسل قابيل أو نسل هابيل ذهب كله وصوَّر هذه الجريمة أبشع تصوير في إقدام الإنسان على قتل أخيه الإنسان، هنا يذكرنا ربنا تبارك وتعالى بأن أول ما يُقضى به يوم القيامة الدماء لأن الإنسان إذا كان قاتلا فهو {مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ} {فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً} {ومَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ ولَعَنَهُ وأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً} وفي الحديث عن ابن عمر قال رسول اله صلى الله عليه وسلم "لم يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما" رواه البخاري قال ابن العربي الفسحة في الدين سعة الأعمال الصالحة حتى إذا جاء القتل ضاقت لأنها لا تفي بوزره وعن عبد الله ابن عمر قال أن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمَن أوقع نفسه فيها سفك الدماء الحرام كالدم الحرام بغير حله فكان ابن عمر رضي الله عنه فهم من كونه القاتل لا يكون في فسحة أنه ورط نفسه فأهلكها ولا ينجيه مما فعل إلا صدق التوبة فما فعله جناية عظيمة تضيق عنها الأعمال الصالحات ومن هنا ننادي المسلمين في هذه الفترة الخطيرة من حياتنا وفي هذه الحقبة التي اجترأ فيها الكثيرون على قتل النفس وعلى الإبادة الجماعية بالتفجيرات وغيرها نذكرهم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ابن عباس سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول "يجيء المقتول متعلقا بالقاتل تشخب أوداجه دما فيقول أي ربي سل هذا فيما قتلني" وعن عبد الله أبن عمر أبن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا" ونظر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم إلى الكعبة فقال عن عبد الله ابن عمر قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول "ما أطيبك وأطيب ريحك ما أعظمك وأعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك ماله ودمه وأن نظن به إلا خيرا".

عبد الصمد ناصر: طيب يعني في ضوء هذه النصوص سواء من القرآن الكريم أو في الأحاديث النبوية يتجلى حرص الإسلام على المحافظة على النفس وصيانتها من الاعتداء أو إراقة الدماء في حجة الوداع خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس قائلا "إن دمائكم وأموالكم حراما عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا" لماذا برأيك فضيلة الدكتور ركز رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصيته الأخيرة للأمة هذه الوصية الأخيرة للأمة على مسألة الدماء تحديدا؟

إبراهيم زيد الكيلاني: النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وضع المعالم للمجتمع الإسلامي الذي تشكل بعد فتح مكة أو بعد قيام الدولة الإسلامية في المدينة المنورة ثم بعد فتح مكة ودخول العرب في دين الله أفواجا فكان النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى حال الجاهلية التي كانوا فيها قبل الإسلام يستحل بعضهم دماء بعض وأموال بعض وأعراض بعض وكان المستفيد الوحيد من هذه الفرقة اليهود داخل المدينة المنورة حيث يسيطرون على سوقها التجاري وعلى قوتها الزراعية والاقتصادية والفرس والروم خارج الجزيرة وكان وظيفة العرب وأمراء العرب وأمراء القبائل في ذلك الزمان حماية وحراسة أمن الروم وحراسة أمن الفرس يعني الإمارات العربية المجاورة للفرس تحرس أمن الفرس والإمارات العربية المجاورة للروم تحرس أمن الروم وسر ضعف العرب في ذلك أنها قبائل يستحل بعضها دماء بعض وأموال بعض وأعراض بعض فجاء الإسلام ووحدهم وألّف بين قلوبهم وجمع كلمتهم وأرسى القواعد التي تحافظ على استمرار المجتمع ومن أعظمها حفظ الدماء وحفظ الأعمال وحفظ الأعراض وحفظ القيم وهذا ما نبه إليه النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وكان يقول "لا تعودوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض".

عبد الصمد ناصر: نعم هنا السؤال حينما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وخاطب المسلمين بقوله هذا الذي ذكرت في هذه الحديث "لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض" يعني نسأل هنا كيف يرجع المسلمون كفارا يعني ما وجه العلاقة بين استحلال الدماء والكفر فضيلة الشيخ؟

إبراهيم زيد الكيلاني: الحقيقة إنه سؤال في مكانه لأننا نجد الآن كيف تفعل الحلف الأميركي الصهيوني في المنطقة العربية كيف يريد أن يقضي على الإسلام في بلاد الإسلام عن طريق إثارة العصبيات الإقليمية والعصبيات الطائفية والعصبيات المذهبية حتى يقضي على الإسلام من خلال استحلال المسلمين دماء بعضهم لبعض انظر مثلا ما يجري في العراق الآن ما يجري في لبنان ما يجري في فلسطين ما يجري في المنطقة العربية نجد..

عبد الصمد ناصر [مقاطعاً]: في الصومال..

إبراهيم زيد الكيلاني [متابعاً]: في الصومال نجد تصريح بوش عندما قال حرب حضارة نريد أن نجهز على الإسلام في هذه الأرض هذا الكلام الذي أعلنه بوش بهذا التصريح أو قريب منه يعني أن يتخذ الوسائل..

عبد الصمد ناصر: وقال إنه كان ذلة لسان.

"
الحلف الأميركي الصهيوني نقل المعركة من مواجهة العدو الذي يحتل العراق ويحتل فلسطين ويحتل أرض الإسلام إلى حرب بين سني وشيعي
"

إبراهيم زيد الكيلاني: آه هذه زلة اللسان تبين لنا أنها ليست زلة لسان وإنما هو تخطيط من أجل القضاء على دين الله في الأرض فهم عندما دخلوا العراق أثاروها حرباً بين سنة وشيعة وأقاموا القواعد التي تشيع هذه الحرب العراق بقي دولة من زمن الهاشميين إلى العهود التالية ولم تثر حرب بين سني وشيعي لماذا بدأت هذه الحرب في هذه الأيام؟ لأن المخطط الأميركي أو الحلف الأميركي الصهيوني يريد أن يقضي على الإسلام بالقضاء على الأمة التي تحمل الإسلام ولذلك الآن نجد لا يقولون الحرب بين الفلسطينيين واليهود المعركة معركة الأقصى مع الهيكل المزعوم معركة القدس مع أورشليم معركة رسول الله مع أعداء رسول الله لا يقولون هذا يقولون على المقاومة أن تلقي سلاحها والآن الحرب سنة وشيعة والحلف السني والحلف الشيعي والهلال السني والهلال الشيعي نقل المعركة إلى هلال سني وهلال شيعي وبدأ يقسمها حتى في لبنان بدأنا نسمع وزير الخارجية الإسرائيلي ومسؤولين يقولون هذه حرب بين سنة وشيعة إذاً نقل المعركة من أن تواجه العدو الذي يحتل العراق ويحتل فلسطين ويحتل أرض الإسلام إلى معركة أخرى سني وشيعي مَن هم الشيعة؟ ومَن هم السنة؟ الشيعة شيعة أهل البيت الكرام مسلمون والسنة أهل الجماعة مسلمون وأهل السنة وأهل الشيعة وشيعة أهل البيت كلهم في خندق الإسلام حتى نحرر الأرض من أعدائها ما الذي يقوله هؤلاء؟ يقولون لابد أن نقيم حلفاً سنياً يواجه الحلف الشيعي الله أكبر هل السنة تختلف عن الشيعة؟ الشيعة مسلمون والسنة مسلمون وكلهم في خندق الإسلام لكنني أدعو من هذا المنبر ومن منبر الجزيرة أدعو رأس رئيس الدولة في إيران الشيخ سماحة حجة الإسلام الشيخ علي خامنئي وأدعو رئيس الوزراء أحمدي نجاد وأدعو حكام العرب إلى أن يقيموا الحلف السني الشيعي في مواجهة الحلف الأميركي الصهيوني، لماذا نقول حلف سني وحلف شيعي؟ نحن أمة الإسلام والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العظيم {إنَّمَا المُؤْمِنُونَ إخْوَةٌ} والرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بيَّن وحدة المسلمين لا فرق بين عربي وأعجمي وأحمر وأسود إلا بالتقوى إذاً نحن أمة واحدة العرب هنا والكرد هنا والترك هنا والسنة هنا كلنا نلتقي تحت راية محمد صلى الله عليه وسلم.

عبد الصمد ناصر: صلى الله عليه وسلم.

إبراهيم زيد الكيلاني: وفي أخوة الإسلام والذي يجري في العراق يا أخوة إبادة جماعية باسم السنة والشيعة ولكنها في الحقيقة إبادة لحلف أميركي صهيوني يريد أن يجتث الإسلام من هذه الأرض وهذا الحلف الصهيوني الأميركي..

عبد الصمد ناصر: طيب لو عدنا نعم لو عدنا للحديث عن حرمة الدماء..

إبراهيم زيد الكيلاني: يحتاج إلى قادة العرب وقادة المسلمين أنا أقول الآن ما يجري في العراق إبادة كاملة..

سياسات إشاعة القتل وكيفية مواجهتها

عبد الصمد ناصر: حتى لا دكتور إبراهيم لا نريد أن يذهب بنا الموضوع بعيداً عن لب أو صلب الموضوع وحرمة الدماء لو تحدثنا عن حرمة الماء من الفرد إلى الجماعات من الملاحظ أنه في الفقه الإسلامي هناك باب مخصص للحديث عن الجناية على النفس والبدن لكن الحديث فيه ينصرف إلى القصاص الفردي في الغالب ويعالج القتل لما هو سلوك فردي ماذا لو تحدثنا عن السياسات التي تؤدي إلى إشاعة القتل وللأسف هي سياسات تنتهجها حكومات ودول أو كل مَن يمتلك سلطة ما؟

إبراهيم زيد الكيلاني: في الحقيقة إذا تتبعت آيات القرآن الكريم والسيرة النبوية تجد أن القرآن كما وضع العقوبات للجنايات الفردية أيضاً نبه إلى خطورة أن تتحول الأمة إلى شيعة وأحزاب يستحل بعضها دماء بعض وأموال بعض وأعراض بعض يقول الله تعالى في كتابه العظيم في سورة الأنعام {قُلْ هُوَ القَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً ويُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ} هذه الآية تحذرنا من أن تتحول الأمة إلى شيع وأحزاب يستحل بعضها دماء بعض وأموال بعض وأعراض بعض وقد ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه عندما نزلت هذه الآية قال "أعوذ بوجهك أعوذ بوجهك وقال سألت ربي ثلاثة أعطاني اثنين ومنعني الثالثة سألته ألا يهلك أمتي بعذاب من فوقها فأعطاني إياها وسألته ألا يهلك أمتي بعذاب من تحتها أو بالسنة أو الجذب فأعطاني إياها وسألته ألا يجعل بأسهم بينهم فمنعني إياها" والسؤال الآن لماذا حرم الله الأمة من أن لا يجعل بأسها بينها بينما أعطى النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يهلكها بعذاب من فوقها أو من تحت أرجلها؟ نجد أن الفرق بين الأمرين أن العذاب من فوق أو من تحت ليس بمقدور الأمة ليس بمقدورها أن تمنع الزلازل أو الصواعق ولكن بمقدورها أن تمنع الفتنة في الداخل هذه مسؤولية العلماء مسؤولية القادة مسؤولية الحكام مسؤولية الإعلام مسؤولية التوجيه أن يشيعوا ثقافة الأمن ثقافة المحبة ثقافة الأخوة ثقافة الرحمة..

عبد الصمد ناصر: نعم ولكن دكتور سنصل إلى هذه النقطة بالتفصيل أكثر ولكن حينما نتحدث عن السياسات التي تؤدي إلى الفتنة وإشاعة القتل للأسف هناك مَن يعني يستعين بالخارج يستقوي بالخارج أو بالاحتلال للوصول إلى السلطة وغير ذلك وهو ما قد يؤدي إلى إشاعة الفتن وسفك الدماء شرعاً ما حكم تلك السياسات الاستعانة بالاحتلال أو بالخارج؟

"
الاستعانة بالأجنبي من أجل الوصول إلى أهداف ومصالح شخصية من المحرمات شرعاً
"

إبراهيم زيد الكيلاني: يقول الله تعالى في كتابه العظيم {يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ} فالاستعانة بالأجنبي من أجل الوصول إلى أهداف شخصية ومصالح شخصية من المحرمات شرعاً فمثلاً أن نستعين بالأميركان من أجل أن نحصل على مراكز في الحكم في فلسطين أو في العراق أو في غيرها من البلاد العربية هذه الاستعانة لا يقدمها لك العدو الأميركي إلا لمصالحه ولأغراضه الشخصية ومن أجل ذلك المفروض على الدول الإسلامية أن يساعد بعضها بعضاً مثلا الخيار الديمقراطي لشعب فلسطين اختار حماس لماذا لا نحترم هذا الخيار الديمقراطي للشعب الفلسطيني ونقرر حصار حماس ومنع الرواتب ومنع التجارة وننفذ أوامر العدو الغربي على شعب فلسطين المجاهد ثم عندما نجد مصلحتنا في بلد آخر نقول الشرعية الدولية ونحترم الشرعية داخل هذا البلد مثلا كثير من الدول العربية أيَّدت الشرعية في لبنان ولم تؤيد الشرعية في العراق يكيلون بمكيالين هذا عجيب ومن أجل ذلك أن الاستعانة بالأجنبي جريمة والأجنبي لا يريد أن يقدم لك العون إلا لحساب مصالحه ومن هنا الذين دخلوا على الدبابات الأميركية في العراق هم الآن يبيدون شعب العراق ويحققون أهداف العدو الأميركي في إبادة شعب العراق كل يوم أكثر من مئة شخص من أهل السنة يقتلون على اسم عمر وعلى اسم عثمان وعلى اسم أبي بكر هذه الجرائم تنادي كل علماء المسلمين تنادي علي خامنئي وأحمدي نجاد وتنادي كل المسلمين تقول لهم ماذا ستقولون وتعتذرون لله يوم القيامة وأنتم ترون حلفاءكم في بغداد هم الذين يقومون بهذه الجرائم؟ فأنا أقول لأهل السنة أنا أقول لأهل السنة دم الشيعي حرام وأقول لأهل الشيعة دم السني حرام وأقول لهؤلاء وهؤلاء دماؤنا هي دماء بيت آل رسول الله هي دماء الزيانب والفواطم هي دماء كل مسلم غيور على شجرة رسول الله في العراق ألا تقطع وألا تجتث تحت خطر التحالف الأميركي الصهيوني.

عبد الصمد ناصر: طيب دكتور كيف يمكن درْء تلك السياسات والحيلولة دون أن تحقق نتائجها الدموية؟

إبراهيم زيد الكيلاني: أنا أقول درْء هذه السياسات لابد له من مصارحة أنا أقول أولا حكام العرب يتحملون مسؤولية وحكام إيران يتحملون مسؤولية وعبد العزيز الحكيم الذي هو يقود سرايا بدر التي تقوم كتائب بدر بهذه الجرائم هو صديق لإيران..

عبد الصمد ناصر: دكتور رجاء لو تحدثنا من المنظور الفقهي الشرعي دكتور..

إبراهيم زيد الكيلاني: من المنظور الفقهي الشرعي يجب على..

عبد الصمد ناصر: ربما حولنا برنامجنا إلى برنامج سياسي..

"
أدعو علماء أهل السنة وعلماء الشيعة وقادة إيران إلى تحالف سني شيعي يحقن الدماء في العراق
"

إبراهيم زيد الكيلاني: يا أخي من المنظور الفقهي أنا أدعو علماء أهل السنة وعلماء الشيعة وقادة إيران أدعوهم إلى تحالف سني شيعي وإلى ميثاق سني شيعي يحقن الدماء في العراق لأن دماء أهل الشيعة حرام ودماء أهل السنة حرام ومَن قتل شيعيا فكأنما قتل سنيا ومَن هدم مسجدا للشيعة فكأنما هدم مسجدا للسنة هؤلاء كلهم في حماية رسول الله هؤلاء شيعة آل بيت رسول الله هؤلاء إخواننا وأحبابنا وأصدقاؤنا ومن هنا أذكر بقول الشاعر ليس قتل الحسين أعظم جرما وهو مما اهتزت له الأجرام من تعاديكم الذي حرم الله ومن أن تقطع الأرحام وإنني لابد أن أشيد هنا..

عبد الصمد ناصر: دكتور أسمح لي نأخذ فاصل ثم نعاود النقاش إن شاء الله بعد هذا الفاصل، مشاهدي الكرام نعود إليكم بعد هذا الفاصل فابقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

عبد الصمد ناصر: السلام عليكم ورحمة الله وأهلا بكم من جديد في الشريعة والحياة موضوع الليلة حرمة الدماء في الإسلام وضيفنا الدكتور إبراهيم زيد الكيلاني معنا على الأقمار الصناعية من عَمّان دكتور تحدثنا قبل قليل عن موضوع الفقه الإسلامي ومعالجته لمسألة دماء كمسائل القتل باعتبارها سلوكاً فرديا ولكن كيف يعالج مادمنا تحدثنا عن الوضع في العراق قبل قليل والمواجهات بين السنة والشيعة كما يقول البعض كيف يعالج الفقه الإسلامي الحروب الأهلية التي قد يحصل فيها سفك الدماء بالعموم يعني هل تضيع حقوق الناس هنا وعلى مَن تقع مسؤولية متابعة الجرائم التي قد ترتكب في تلك الحروب؟

إبراهيم زيد الكيلاني: شكراً بسم الله الرحمن الرحيم لابد هنا أن أذكر بحادثة تاريخية وردت في القرآن الكريم وهو قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا إن تُطِيعُوا فَرِيقاً مِّنَ الَذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إيمَانِكُمْ كَافِرِينَ وكَيْفَ تَكْفُرُونَ وأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وفِيكُمْ رَسُولُهُ ومَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} ورد في مناسبة نزولها ما ذكره ابن جرير في تفسيره أن شأس بن قيس من زعماء اليهود الذي عسا في الكفر يعني صلب عوده في الكفر مر على جماعة من الأنصار من الأوس والخزرج يجلسون ويتبادلون الحديث بمودة وإخاء فقال إن اجتمع ملأ بني قيلة وقيلة هي جدة الأوس والخزرج في هذا البلد لا يقر لنا قرار فعرف أن وجودهم كيهود يسيطرون على سوق المدينة وعلى تجارتها وعلى مزارعها وجودهم مرتبط بفرقة العرب فأرسل شابا من يهود وذكرهم بيوم بعاث وما دارت بينهم من حروب في الجاهلية وتمكن من إثارة العصبية القبلية الجاهلية بين صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتنادوا إلى القتال وهنا أدركهم الرسول صلى الله عليه وسلم وذكرهم بأخوة الإسلام "الله.. الله أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن آخاكم الله بالإسلام وقطع عنكم أمر الجاهلية وألّف بين قلوبكم" فعرفوا أنه كيد العدو ونزغة الشيطان فأقبل بعضهم على بعض يبكون ويتعانقون فما كان يوم أقبح في أوله وأحسن في آخره من هذا اليوم، هنا نذكر بأن الإسلام يبدأ بعملية الوحدة من خلال التربية عليها والتربية ليست شعار يُرفع التربية هي خلق ومن هنا مؤسساتنا التربوية والثقافية والتعليمية مسؤولة عن بعث روح الإسلام وروح الوحدة فيما بيننا كذلك العصبيات الإقليمية والمذهبية والطائفية هذه مسؤولية العلماء ومسؤولية أجهزة التوجيه والعقوبات لا شك {مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ} {فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً} جريمة الحراب في الإسلام معروفة لكن هل هذه العقوبات هي التي تحقق الوحدة أم أن الذي يحقق الوحدة هو النظام التربوي والأخلاقي؟ هنا أذكر بأن..

عبد الصمد ناصر [مقاطعاً]: طيب دكتور.. دكتور عفوا للمقاطعة يعني في حال سفك دماء فئة دون أخرى يعني هل تضيع حقوقهم هكذا يعني مَن الذي يفترض أن ينهض بمسألة متابعة هذه الجرائم حتى يسترد حقوق المظلومين؟

إبراهيم زيد الكيلاني: بيّن سيدنا عمر رضي الله عنه وبيّن الفقهاء لو أن أهل قرية اجتمعوا على قتل مسلم لأخذهم جميعا بها ولعذبهم الله بها فحرمة النفس الإنسانية حرمة عظيمة ومهما اجتمع الناس على قتل فئات فإن الله يسألهم هنا تسأل كيف نستطيع أن نحمي هؤلاء؟ وكيف نستطيع أن ننقذ حقوقهم؟ أقول لك الآن الجرائم التي ترتكب في العراق كيف نستطيع أن ننقذها؟ إحنا نريد أولا حقن دماء المسلمين هناك الجرائم في فلسطين قتل أهل بيت حانون المجازر التي سفكت مَن الذي يستطيع أن ينقذهم؟ إذا كان الاحتلال المدعوم بالقوة الأميركية هو الحامي وهو الخصم وهو القاضي ومن هنا المسؤولية مسؤولية حكام العرب وحكام المسلمين أن يغضبوا وأن يثأروا وأن يقوموا بالواجب من أجل حماية الإنسان، أذكر لك قصة تاريخية الصليبيون في زمن الحروب الصليبية حاولوا أن يحتلوا مصر وكان ملك مصر الفاطمي عاجزا عن دفعهم ماذا فعل؟ لم يتحالف معهم ويقول لهم تعالوا خذوا نصف البلاد وأبقوني ملكا اتصل بنور الدين زنكي وقال له بلادي مهددة بالخطر رغم أن هذا سني وهذا شيعي وطلب منه المساعدة نور الدين أرسل له جيشا وهذا الجيش طرد الصليبيين ثم مرة ثانية أيضا طلب منه النصرة فبعث له أسد الدين شيركوه وصلاح الدين وطرد الصليبيين ووحد بعدها صلاح الدين مصر مع بلاد الشام وكان وراء هذه الوحدة تحرير بيت المقدس من الصليبيين وطرد أربعة عشرة دولة أربعة عشر مملكة صليبية من هذه البلاد إذاً العمل بالوحدة يا أخي العمل بأن يكون حكام المسلمين يدا واحدة.

واقع المسلمين والقصاص الفردي والعام

عبد الصمد ناصر: دكتور مادمت جئت على ذكر العراق وقدمت العراق كنموذج صارخ الآن لبلد تستباح فيه الأنفس وتراق فيه الدماء لو سألنا ضيفنا على الهاتف الشيخ جواد الخالصي وهو نائب المشرف العام لجامعة مدينة العلم في الكاظمية بالعراق عن هذا الموضوع شيخ جواد أهلا بك..

جواد الخالصي – جامعة مدينة العلم في الكاظمية: أهلا وسهلا ومرحبا..

عبد الصمد ناصر: شيخ جواد الخالصي يعني لماذا والمسلمون كلهم متفقون طبعا على قيم الحق في الحياة حفظ النفس وصيانتها لماذا تغيب هذه القيم عن واقع المسلمين اليوم ولنا في العراق مثال؟

جواد الخالصي: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم وعلى الأخوة المشاهدين..

عبد الصمد ناصر: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

جواد الخالصي: ولابد أن أشيد بهذا البرنامج والموضوع المهم الذي يُطرح فيه سائلين المولى سبحانه أن يعيننا جميعا على حفظ الشريعة من هذه الجرائم التي يسعى الأعداء والجاهلون من أبنائنا لتشويه صورة الشريعة من خلالها، المسألة الواضحة جدا اليوم في العراق أن هذا الاقتتال أنما يتم في ظل ظروف الاحتلال وظروف الاحتلال حملت معها مجاميع من العناصر التي دربت في الخارج وجيء بها إلى داخل العراق وكانت مهمتها إثارة الفتنة الطائفية من خلال الاقتتال وسفك الدماء بالشكل القاسي ودخلت جماعات وجهات بدأت تحكم على العراقيين بالقتل الجمعي من خلال التفجيرات أو من خلال عصابات وفرق الموت المعروفة وهذا ما أدى للاستهانة بالدماء والتي هي أقدس المقدسات عبر قضية التوحيد والإيمان بالله سبحانه وتعالى بل أن مقاصد الشريعة كما يعلم أهل العلم ويعلم الكثير من الناس تتركز في حفظ الدماء كمطلب أول ونحن نعلم أن الله تعالى قد قال في كتابه الكريم على لسان الملائكة أنهم كانوا يتساءلون عن الخلائق الذين سيأتون في الأرض فقالوا {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} فجعل سفك الدم موازيا للإفساد في الأرض وهذا أيضا مشار به في قوله تعالى {إنَّمَا جَزَاءُ الَذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ ورَسُولَهُ ويَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُوا} هذا يسعون في الأرض فسادا هو حد الحراب المعروف الذي يتضمن القتل أحيانا وقد لا يتضمن القتل لأنه قطع طريق قد يكون بالسلاح وقد يؤدى إلى القتل فحرمة الدماء وواجب صيانتها من المقدسات التي لا يختلف عليها المسلمون ولا العقلاء من البشر ولكنه يرى مخطط واسع لكي يستهين المسلمون بسبب جهل بعض أبنائهم وبسبب استغلال بعض الفتاوى بشكل خاطئ للحكم على المسلمين بالتكفير وبالخروج من الدين أو بالتعجل للحكم عليهم لمجرد الاختلاف في الموقف السياسي وهذا ما يدفع الكثير من الناس إلى ممارسة القتل بهذا الأسلوب البشع الذي نراه اليوم في العراق مع الأسف شديد حرمة الدم المسلم أيها الأخ الكريم والأخوة المشاهدون حرمة الدم المسلم أن هذه الدماء لا يمكن أن تسقط نتائج الجريمة التي تؤدي إلى سفكها وهناك في الأثر المعروف الوارد عن أهل بيت رسول الله وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم التأكيد على أن دم المسلم لا يستهان به ولا يسقط وورد في الآثار لا يقتل دم امرئ مسلم على حال فإذا وجد مسلم مقتول في مكان في قرية أو بين قوم فالقوم جميعا يتحملون وزر هذا الدم ولا يتبرؤون به إلا بالقسامة الشرعية المعروفة أن يقسم خمسون منهم أو أكثر أو أقل على برأتهم من هذا الدم وعند ذلك يتحول الأمر إلى دفع الدية الشرعية وإن لم يتوجب أمر الدية الشرعية على شخص بعينه أو جماعة بعينها ينتقل إلى بيت مال المسلمين لكي لا يبقى دم امرئ كما ورد في الآثار بهذا نحن نطلب من أهل العلم ونطلب من أمم المسلمين أن يقفوا عند هذه النقاط الخطيرة وأن لا يعطوا لأنفسهم الحرية لكي يستهينوا بالدماء ويقتلوا الآخرين بمجرد الشبهات والآراء السياسية..

عبد الصمد ناصر: شكرا لك شيخ جواد الخالصي نائب المشرف العام لجامعة مدينة العلم في الكاظمية بالعراق شكرا جزيلا لك، معنا مشاهد من الجزائر مهنا عطابة باختصار أخ مهنا تفضل عطابة..

مهنا عطابة – الجزائر: ألو السلام عليكم..

عبد الصمد ناصر: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

مهنا عطابة: تحية إلى الجزيرة وإلى المشاهدين وإقامة الرأي العام تحية لك أستاذ عبد الصمد..

عبد الصمد ناصر: شكرا أخ مهنا..

مهنا عطابة: وتحية خاصة لفضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم الذين نكن له كل احترام وسؤالي هو واضح وصريح وأرجو جواب واضح وصريح من فضيلة الدكتور للذين يتعاونون مع الاحتلال سواء كان في العراق أو في أفغانستان أو في الصومال أو في أي بلد كان هل نصنفهم في صنف الخونة يعني وإذا صنفناهم في هذه الدائرة أن في دائرة الخونة ما هو حكم الدين في دماء هؤلاء الخونة؟

عبد الصمد ناصر: شكرا لك واضح السؤال أخ مهنا سنحيله إلى الشيخ، صلاح صادق الأردن تفضل..

صلاح صادق – الأردن: السلام عليكم..

عبد الصمد ناصر: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخ صلاح تفضل..

صلاح صادق: أريد توجيه سؤالين إلى الضيف الكريم أولا هل يمكن للضيف الكريم أن يدعوا من خلال هذه الشاشة إلى اجتماع طارئ على مستوى القمة للدول الجوار بالعراق ابتداء من إيران إلى الأردن إلى سوريا إلى المملكة العربية السعودية..

عبد الصمد ناصر: يعني اجتماع طارئ لدول الجوار على مستوى القمة صلاح صادق شكرا لك هناك تقطع في الصوت للأسف نعود إلى ضيفنا دكتور إبراهيم زيد الكيلاني السؤال دكتور إبراهيم من المشاهد من الجزائر عطابة سألك بالنسبة للذين يثبت تعاونهم مع الاحتلال هل نصنفهم ضمن خانة الخونة؟ وما الحكم الشرعي في ذلك؟ والسؤال الثاني لصلاح صادق ربما قد سمعت هل يمكن توجيه دعوة إلى اجتماع طارئ لدول الجوار على مستوى القمة تفضل؟

إبراهيم زيد الكيلاني: بسم الله الرحمن الرحيم لا شك أن الذين يتعاون مع العدو المحتل لوطنه خائن وعميل وجاسوس يقدم له المعلومات عن المجاهدين وأفتى العلماء بقتل الجاسوس ولكن لا يجوز قتله إلا بعد التثبت من خيانته والتثبت من عمالته لا يجوز قتله على الشبهة أو الإشاعة..

عبد الصمد ناصر: هنا فضيلة الشيخ لا يجوز قلت أفتوا بحرمة دمه..

إبراهيم زيد الكيلاني: لا يجوز قتله على الشبهة لكن إذا ثبت..

عبد الصمد ناصر: نعم ولكن مَن له الحق في قتله؟

إبراهيم زيد الكيلاني: الحاكم أو قيادة المجاهدين..

عبد الصمد ناصر: وليس كل فرد له الحق أن ينفذ القصاص فيه؟

إبراهيم زيد الكيلاني: نعم..

عبد الصمد ناصر: طيب بخصوص صلاح صادق سؤال صلاح صادق..

إبراهيم زيد الكيلاني: والله الأخ صلاح أنا أدعو إلى قمة تضم زعماء أهل السنة وزعماء أهل الشيعة من إيران ومن الدول العربية لحلف سني شيعي في مواجهة الحلف الأميركي الصهيوني للمحافظة على الإسلام والأرض والوطن والمقدسات وهذه مسؤولية أمام الله والتاريخ تنتظره هناك حلف أميركي صهيوني..

عبد الصمد ناصر: طيب دكتور..

إبراهيم زيد الكيلاني: وهناك مَن يريد أن يجعل القوس السني والهلال الشيعي ويحول المعركة بدلا أن تكون مع اليهود ومع المحتل لفلسطين والمحتل للعراق تصير بين السنة والشيعة هذه تبقى مصيبة..

عبد الصمد ناصر: طيب قبل قليل كان معنا عطابة من الجزائر وعلى ذكر الجزائر نتذكر ما وقع من أحداث دامية فيها والتواصل إلى ما يسمى بالمصالحة الوطنية لكن السؤال هنا طبعا أنا لا أتحدث عن الجزائر فقط ولكن في كثير من الدويلات قد تحدث فيها مواجهات داخلية آلية تنتهي أحيانا بمصالحة أو العفو العام هل هذه المصالحة والعفو العام يسقطان القصاص الفردي دكتور وحقوق الأفراد بتعبير آخر الحق العام هل يمكن أن يسقط الحق الفردي؟

إبراهيم زيد الكيلاني: هذا أمر يرجع إلى السياسة الشرعية لأن القصاص الغاية منه حفظ الأمن فإذا كان رأى ولي الأمر أن هذا العفو العام سيؤدي إلى حقن الدماء وإلى أن يترك المقاتلون سلاحهم بدل أن يعتدوا على حرمات الناس أن يرجعوا إلى القانون والنظام فولي الأمر بسياسته الشرعية يقدر المصالح والمفاسد ويغلب المصلحة على المفسدة..

عبد الصمد ناصر: نعم أحد أبرز الأسباب التي ربما تتيح للبعض استباحة الدماء في العراق ويتخذونها ذريعة لإباحة الدماء في العراق وفلسطين وغيرها ما يسمى بين قوسين بالعمالة هنا نتحدث عن العمالة نسأل أيضا عن ضابط العمالة وهل فعلا هي سبب لاستباحة الدم؟

إبراهيم زيد الكيلاني: يقول الله تعالى في كتابه العظيم {يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا اليَهُودَ والنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ومَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإنَّهُ مِنْهُمْ إنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ} لا شك أن العملاء الذين قدموا المعلومات لليهود فقتلوا أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي ويحيى عياش وكل يوم يقدم لا شك أن هؤلاء خونة لكن يجب أن نتثبت {يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا إن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} ولا شك أن الأجهزة الاستخبارية للسلطة أو لحماس أو للحكومة لا شك أن لها قدرة على الوصول إلى هؤلاء أو محاكمتهم ثم تنفيذ حكم الله فيهم..

عبد الصمد ناصر: نعم يعني رد أو عطف على جوابك بخصوص بأن الحاكم هو الذي يتولى مسألة القصاص هنا سؤال من أحد السادة المشاهدين عبر الإنترنت يسأل كيف أو هل يجوز أن يقوم بالقصاص أصحابه إن لم يقم الحاكم بتنفيذه؟

إبراهيم زيد الكيلاني: لا يجوز لأصحاب الحق أو لأصحاب ولي الدم أن يقوم بتنفيذه إلا عن طريق الحاكم لأن هذا سيكون فوضى ودماء ستؤدي إلى دماء وثأر سيؤدي ثأر..

عبد الصمد ناصر: الحاكم لم ينفذ فضيلة الدكتور؟

إبراهيم زيد الكيلاني: هنا يرجع الأمر إلى أن يرجعوا إلى الله لأن الله هو الذي ينتقم الآن فيه قوانين وضعية في بلادنا قد لا تحكم بالقتل لكن إذا تركنا لولي الدم أن يباشر هو القتل معناها أصبحت البلد ساحة دماء وسيأتي أقرباء القاتل فينتقمون وهكذا فنحن ننظر إلى أمن المجتمع وإلى المصلحة البعيدة ولا ننظر إلى القضايا الفردية..

عبد الصمد ناصر: دكتور إبراهيم زيد الكيلاني العميد السابق لكلية الشريعة بجامعة الأردن ورئيس هيئة العلماء في جامعة العمل بالأردن كان معنا من عَمّان شكرا جزيلا لك فضيلة الشيخ دكتور إبراهيم وشكرا مشاهدينا الكرام لمتابعتكم، في الختام لكم تحيات منصور طلافيح في الإخراج ومعتز الخطيب في الإعداد ومني عبد الصمد ناصر ومن كامل الطاقم الفني الساهر على هذا البرنامج ونلتقي في الأسبوع القادم في حلقة أخرى بحول الله.