إصلاح مناهج التعليم في الدول العربية والإسلامية
الشريعة والحياة

الاستعداد لشهر رمضان

تناقش الحلقة الاستعداد لشهر رمضان الذي يعد علامة من علامات الوحدة بين المسلمين، غير أن مجيئه يستصحب خلافاً دائماً حوله بدايته ونهايته.

– رمضان شهر التَطهُّر
– توحيد بداية ونهاية رمضان
– السياسة، الإعلام، والشهر الفضيل
– حبوب منع الحمل، تأخير صلاة العشاء
– ليلة القدر، الرؤية، قبول الصيام


undefinedخديجة بن قنة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشاهدينا الكرام نحن مقبلين بعد أيام بإذن الله على شهر تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار، شهر فيه ليلة هي خير من ألف شهر، شهر أنزل فيه القرآن على النبي محمد صلى الله عليه وسلم شهر يجتمع فيه المسلمون على الكف عن طعامهم وشرابهم وشهواتهم حالما يؤذن لصلاة الفجر أن الله أكبر لعلهم يتقون ثم يجتمعون أخرى وقتما يؤذن لصلاة المغرب أن الله أكبر لعلهم يشكرون، ما هي معاني هذا الشهر العظيم ولماذا يتفرق المسلمون دائما في دخول شهر الصيام في يوم واحد كيف يستقبل المسلمون هذا الشهر وكيف يعيشه المسلمون المهاجرون في الغرب، حال المسلمين في شهر رمضان هو موضوع حلقة هذا اليوم من برنامج الشريعة والحياة مع فضيلة الدكتور العلامة يوسف القرضاوي للمشاركة يرجى الاتصال على الأرقام التالية الهاتف 9744888873 أو رقم فاكس 9744890865 كذلك يمكنكم مشاهدينا الاتصال أو المشاركة عبر الموقع الإلكتروني للجزيرة على الإنترنت وهو www.aljazeera.net ونبدأ فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي أهلا بك نبدأ..

يوسف القرضاوي: أهلا بك يا أخت خديجة.

خديجة بن قنة: بما يقوله الشرع في كيفية تحديد موعد بداية ونهاية شهر رمضان ولماذا يتفرق المسلمون كل سنة في تحديد موعد بداية هذا الشهر الفضيل؟

رمضان شهر التَطهُّر

يوسف القرضاوي: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته واهتدى بسنته وجاهد جهاده إلى يوم الدين، أما بعد فأود أن انتهز هذه الفرصة فرصة انتظار شهر رمضان عن قريب بعد أيام ليهل هلاله علينا إن شاء الله بالأمن والأمان والسلامة والإسلام، انتهز هذه الفرصة لأهنئ الأخوة المشاهدين في قطر وفي بلاد الخليج وفي بلاد العرب والإسلام حيث يوجد المسلمون حيث يوجدون في مشارق الأرض ومغاربها، أهنئهم بقدوم هذا الشهر الكريم وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل صيامهم وقيامهم وأن يعينهم على حسن الاستفادة من هذا الشهر الكريم، ثم أود أن أذكر يعني كلمة عن هذا الموسم العظيم شهر رمضان أنا أسميه ربيع الحياة الإسلامية فيه تتجدد القلوب بالإيمان والعقول بالمعرفة والأسرة بالتواصل، المجتمع بترابط بعضه مع بعض الغني يعطف على الفقير والقوي يأخذ بيد الضعيف ويتزاور الناس بعضهم فهو شهر يجدِّد الحياة الإسلامية من ناحية أخرى فهو بالنسبة للمسلم موسم من المواسم نحن نعرف أن الحياة فيها لكل تجارة موسم معين يحاول الناس في هذا الموسم أن يضاعفوا من نشاطهم ليزداد ربحهم والطاعات لها مواسم ربنا سبحانه وتعالى أراد أن يَمُن على أهل الإيمان ما بين الحين والحين بموسم من مواسم الخيرات هناك موسم الحج مثلا هناك موسم الصيام موسم رمضان هناك موسم أسبوعي يوم الجمعة، فأراد الله أن يكون هذا الشهر موسما لأهل الخير وأهل القروبات إلى الله والطاعات إلى الله ليستفيدوا من هذا الشهر أمرين مهمين الأمر الأول التطهُّر رمضان شهر التطهر كان السلف إذا أقبل شهر رمضان يقولوا مرحبا بالمطهِّر مرحبا لأن الإنسان طوال أحد عشر شهرا يقع في أوحال الذنوب والخطايا والتفريطات والتقصيرات في فرائض الله وأوامر الله فهو يريد أن يجعل من هذا الشهر شهر اغتسال وتطهُّر يغتسل الإنسان فيه من خطاياه ومن تفريطاته في حق الله ولذلك جاء في الحديث الصحيح "من صام شهر رمضان إيمانا واحتسابا غُفِر له ما تقدم من ذنبه ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" فكأن هذا الشهر فرصة الإنسان يتنظف ويتطهر..

خديجة بن قنة: من الذنوب.

يوسف القرضاوي: من ذنوبه ويخرج مغفور الذنوب من هذا الشهر فهو شهر للتطهر ومن ناحية أخرى شهر للتزود الإنسان يحاول يتزود فيه "وتزودوا فإن خير الزاد التقوى" أي واحد مسافر لأبد أن يحمل معه زادا يكفيه إلى مدة السفر وكلنا مسافرون إلى الآخرة تزود للذي لابد منه فإن الموت ميقات العباد أترضى أن تكون رفيق قوم لهم زاد وأنت بغير زاد فالإنسان يريد أن يتزود أن يكثر من زاده في شهر رمضان المبارك يزيد من حسناته يزيد من رصيده شوفي الإنسان لما بيكون عنده رصيد عنده عشر ألاف ريال عايز يخليهم عشرين ألف عنده ميت ألف عايز ميتين عنده مليون عايز عشرة مليون يزيد في رصيده الدنيوي المادي المؤمن حريص على أن يزيد في رصيده الروحي عند الله فشهر رمضان فرصة لزيادة هذا الرصيد عند الله ولذلك النبي عليه وسلم قال يوم وقد حضر شهر رمضان "أتاكم رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء ينظر الله تعالى إلى تنافسكم فيه ويباهي بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيرا فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل" الشقي من حرم رحمة الله في شهر رمضان المبارك ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام صعد المنبر وقال ثلاث مرات كل عتبة للمنبر كان ثلاث عتبات كل عتبة يقول آمين فالصحابة سألوه أمين فكان إحدى هذه الأوامين الثلاثة أنه قال جاءني جبريل وقال بعد أو شقي من أدرك رمضان ولم يغفر له إنسان فأبعده الله ثم أبعده لأنه لم ينتهز فرصة المغفرة المتاحة ويغرف منها ويأخذ لنفسه وينتهز فرصة الطاعات التي تضاعف..

خديجة بن قنة: نعم لكن فضيلة الشيخ هناك صنف أخر من الناس أو من المسلمين شهر رمضان بالنسبة لهم هو شهر الاستسلام للنوم وللكسل وعدم العمل ماذا تقول لهم؟

"
رمضان يجب أن لا يكون شهر كسل ونوم كما يفعل بعض المسلمين، بالليل يأكلون ويشاهدون المسلسلات وفي النهار ينامون
"

يوسف القرضاوي: هذا خلاف ما شرعه الله تماما لأنه ربنا لم يشرع شهر رمضان ليكون شهر كسل وشهر نوم كما يفعل بعض الكثير من المسلمين، هم بالليل يعني أكل وشرب وطعام وكلام وغيبة ونميمة ويتفرج على المسلسلات والفوازير أشياء ابتدعها الناس في رمضان طول الليل في هذا وطول النهار نايمين، هذا طيب ده المسلمين يعني كثير من غزواتهم كانت في شهر رمضان يعني ولم يكن شهر رمضان صحيح الواحد ممكن يخفف يعني في شهر رمضان في العمل بعض الشيء ويعوِّضه في الليل إنما ليس معنى هذا أن يجعل الشهر شهر نوم في النهار وأكل في الليل ولذلك للأسف المسلمون ينفقون على الطعام في شهر رمضان أكثر مما ينفقونه على سائر الشهور كأنه أصبح شهر الأكل والشرب والزبيب والتين وقمر الدين والكنافة والقطايف والحلويات هكذا فشهر رمضان هو شهر الطاعة والعبادة فلذلك يعني أنا أريد أن يستفيد المسلم من هذا الشهر الكريم ليستفيد المغفرة ويستفيد الرحمة ويستفيد الجنة، عليه أنه يُحسن الصيام ويُحسن القيام يعني يصوم إيمانا واحتسابا ويُحسن القيام قيام إيمان يصلي التراويح صلاة جادة فيه بعض الناس بيصلي التراويح في شهر رمضان ويعني الله أكبر سمع الله لمن حمده الله أكبر فيه دقائق يخلص ثمان ركعات أو عشرين ركعة حتى مع أنه المقصود ليس الكم المقصود الكيف {قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ} "إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملا أن يتقنه" فلازم الإنسان يحسن الصيام يعني فيه ناس يصوم بطنه وفرجه ولكن لسانه مفطر على الكذب والشتم والسب والغيبة والنميمة والحديث عن الناس يعني لسانه مفطر عينه مفطرة قاعد ينظر للغاديات والرائحات وقاعد ينظر في أشياء لا تليق في التليفزيون وأذنه مفطرة لأنه قاعد يسمع أيضا ما لا يليق إما من الأغاني الخليعة أو الكلام عن الناس قاعد كل هذا فهو بطنه صائمة وكل جوارحه مفطرة هو صام عما أحل الله من الطعام وأفطر على ما حرم الله مع أن القرآن يقول {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} يعني مهمة الصيام أنه بيجعل الإنسان على رجاء التقوى لعلكم يؤهله لتقوى الله عز وجل وبدون هذا لا يكون للصيام معنى، الحديث صحيح يقول "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" ربنا مستغني عن الجوع مش قصده أنه يعذبه قصده يربيه ويذكيه ويطهره {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} فأنا يعني أرجو من المسلمين أن يحسنوا الصيام ويحسنوا القيام ويحسنوا التواصل فيما بينهم ويعطف بعضهم على بعض ولذلك فعل الخيرات كان النبي عليه الصلاة والسلام أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين ينزل جبريل فيدارسه القرآن يقول ابن عباس رضي الله عنه فلا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني أسرع بالخير من الريح المرسلة يعني الخيرات عن يمينه هكذا يعني ينبغي أن يكون شهر رمضان شهر الخيرات وشهر الصدقات وشهر التواصل بين الناس بعضهم وبعض، أما السؤال اللي ذكرتيه..

خديجة بن قنة: سنعود إليه فضيلة الشيخ بعد فاصل قصير سنتحدث عن مسألة توحيد بداية ونهاية شهر رمضان وعن كيف يحسن المسلم صوم هذا الشهر الفضيل لكن بعد هذا الفاصل القصير.

[فاصل إعلاني]

توحيد بداية ونهاية رمضان

خديجة بن قنة: أهلا بكم مشاهدينا مرة أخرى إلى برنامج الشريعة والحياة وموضوعنا اليوم رمضان شهر رمضان الفضيل وكيف يُحسن المسلم صيام هذا الشهر، فضيلة الشيخ كنا كان سؤالنا في الأول حول توحيد بدء هذا الشهر أو بداية هذا الشهر ونهايته كيف يمكن التوفيق بين الدول الإسلامية في هذه المسألة ولماذا كل هذا الاختلاف في كل سنة؟

يوسف القرضاوي: هو سبب الاختلاف هو الاختلاف في إثبات الشهر بماذا يثبت دخول شهر رمضان؟ يمكن أن يثبت بالرؤية البصرية كما قال النبي عليه الصلاة وسلم "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته" فإذا تمت الرؤية يثبت الصوم والأمر الآخر إكمال عدة شعبان ثلاثين يوما إذا كمل عدة شعبان يبقى يبدأ رمضان على طول ثلاثين يوما الأمر الآخر هو التقدير بالحساب، قضية الرؤية فيها خلاف أيضا رؤية مَن هناك من المذاهب من يثبت شهر رمضان برؤية شاهد واحد وبعضهم يقول برؤية شاهدين ورؤية الشاهد الواحد ممكن يغلط يقول أنا شايف حاجة بيضاء ويتهيأ له إن هي هلال وهي مش هلال ودا حدث يعني كثيرا ولذلك هناك من يقول لابد أن يراه جمع غفير مذهب الإمام أبي حنيفة يقول في حالة الغيم يمكن الأخذ برؤية واحد لأنه يمكن تنشق الغمامة أو الغيمة ويظهر هلال واحد يشوفه يقول شفته خلاص إنما يقول إذا كانت السماء صافية صحوًا لا سحاب ولا ضباب ولا غبار ولا دخان لماذا يأتي واحد أو اثنين يقول إحنا شفنا الهلال ولم يره سائر الناس ولذلك الإمام أبو حنيفة هنا يقول لابد في حالة الصحو أن يراه جمع غفير وأحيانا يقولوا خمسين واحد أو أهل قرية أو أهل مسجد طالعين من البتاع يقول شايف الهلال شوف يا فلان أهوه.. أهوه خلاص، هكذا فلذلك اختلاف في طريقة الإثبات جعل البلاد الإسلامية تختلف كم عدد الذين يرون من ناحية أخرى المطالع فيه اختلاف المطالع هل تعتبر يعتبر اختلاف المطالع أو لا إحنا في الشمس بنعتبر اختلاف مثلا إن غربت الشمس على توقيت الدوحة وعلى الذين يقيمون خارجها أن يراعوا فروق التوقيت هذا لأن في الصلاة لابد أن نراعي في.. في الصوم هل نراعي هذه الفروق إذا كل جماعة يراعوا مطلعهم ولا لا عبرة باختلاف المطالع هذه خلاف عملية خلافية ومن عهد الصحابة سيدنا عبد الله ابن عباس قال إحنا شفناه في المدينة يوم كذا سنظل حتى نراه أو نكمل العدة ثلاثين قالوا له صم بصيام معاوية في الشام قال لهم لا إحنا هكذا من عهد الصحابة اختلفوا فدي قضية أيضا أسباب الخلاف من القضايا.. من أسباب الخلاف هل يمكن إدخال الحساب الفلكي في هذه القضية؟ البعض بيرفض الحساب الفلكي تماما والبعض بيقبله البعض بيوسع في القبول والبعض بيضيق في القبول من عهد التابعين مطرَّف ابن عبد الله ابن الشخير من التابعين كان يقول بأنه يعمل بالفلك وأبو العباسي ابن سريج من أئمة الشافعية في القرن الثالث الهجري كان يقول بأننا أهل الفلك يعني الحساب الذين يتقنونه يعملون به.

خديجة بن قنة: لكن فضيلة الشيخ مع تقدم العلم الآن ألا يفترض ترجيح الحسابات الفلكية على بقية الافتراضات الأخرى؟

يوسف القرضاوي: هناك من العلماء من رأى هذا يعني أحد العلماء الكبار في عصرنا اسمه الشيخ أحمد شاكر الشيخ أحمد شاكر دا كان من كبار علماء الحديث وله باعه الواسع والطويل في خدمة السنة النبوية وأصدر رسالة اسمها أوائل الشهور العربية ورأى أننا نأخذ بالحساب الفلكي وكذلك الفقيه الكبير الشيخ مصطفى الزرقا ومن كبار علماء سوريا من كبار الفقهاء له كتبه الفقهية وبحوثه الشهيرة كان يرى هذا وعُرِض الأمر هذا على المجمع الفقهي الدولي وحضرت هذا اللقاء في مدينة عمَّان في سنة 1978 أو 1988 على ما أذكر وعرض هذا الموضوع والشيخ الزرقا هو الذي قام بالحساب وواقف وحده أنا اتخذت موقفا وسطا مقرِّبا وقلت لهم يا جماعة نأخذ بالحساب في النفي على الأقل لا في الإثبات، الإثبات نثبت بالعين إما العين المجردة أو بالمرصد المراصد الفلكية يعني حتى ممكن نستخدم التلسكوب وهذه الأشياء دا كله يعتبر بالبصر وعلى الأقل نأخذه من ناحية النفي يعني النفي إذا إيه إذا قال الحساب أن الرؤية غير ممكنة فلا نقبل شهادة الشهود.

خديجة بن قنة: نعم.

يوسف القرضاوي: إنما للأسف بيبقى الحساب القطعي يقول أنه الهلال لم يولد فلكيا ولا يمكن أن يرى في أي مكان في العالم ويجي ناس يقولوا رأيناه كيف هذا أو هذا.

خديجة بن قنة: نعم سنواصل هذه الفكرة بعد الفاصل وسنتحدث أيضا عن الاختلاف والخلافات السياسية ربما دولة لا تريد أن تتبع دولة لأسباب سياسية في بداية شهر رمضان لكن نواصل هذه الفكرة بعد موجز لأهم الأنباء فإلى غرفة الأخبار.

[موجز الأخبار]

السياسة، الإعلام، والشهر الفضيل

خديجة بن قنة: أهلا بكم مشاهدينا مرة أخرى في برنامج الشريعة والحياة موضوعنا اليوم حال المسلمين في شهر رمضان الفضيل مع فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، فضيلة الشيخ كنت تتحدث عن اختلاف المسلمين في تحديد بداية رمضان تحدثنا عن اختلاف المطالع والحسابات الفلكية وما هي الوسيلة في رأيك الممكنة الآن لتوحيد المسلمين حول بداية موحدة لهم جميعا في رمضان؟

يوسف القرضاوي: بسم الله الرحمن الرحيم أنا ذكرت أنه الموضوع عُرِض على المجامع الفقهية المختلفة ومن هذه المجامع المجمع الفقهي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي الذي يمثل كل الدول الإسلامية وفي هذا عُرِض هذا الأمر واستعان المجمع بالخبراء العلماء الفلكيين وجاءنا بعض العلماء وقعد يشرح لنا يعني بوسائل الإيضاح وبيَّن لنا أن العلم الفلك في عصرنا قد بلغ مبلغا من الدقة والإحكام بحيث اصبح احتمال الخطأ فيه واحد على مائة ألف في الثانية وهذا يرُد على العلماء الذين يظنون أن علم الفلك هذا درب من التنجيم زي اللي بيقولك النجم هيعمل كذا ويحصلك كذا ويعرف الغيوب وهذا اللي جاء فيه حديث "مَن اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر" التنجيم شيء وعلم الفلك القائم على الملاحظة والتجربة والرصد وأدواته معروفة عند أهله هذا شيء آخر، بعض العلماء يعتمد على أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب" وهذا حديث متفق عليه صحيح إنما هل هذه الطبيعة الأمية تظل أبد الدهر هل الأمة الأمية لا تتعلم لا تكتب يعني طيب الأمم ما كانتش تكتب أصبح فيها مئات الملايين يكتبون كانت لا تحسب أصبح فيها من يحسب الحساب الفلكي يعني حساب كم من عهد الدولة العباسية الأول كان فيه مئات من الفلكيين المسلمين حيث اشتهروا يعني كانوا أساتذة العالم في علم الفلك وفي عصرنا الآن في كليات العلوم وغيرها علم الفلك أو الطبيعة الجوية أو ما يسمونه هذا أصبح.. كان في أول الأمر أن المسلمين لا يعرفون الفلك فسيعتمدون على غيرهم في مسائل عبادتهم لا الآن نعتمد على مسلمين في الواقع أنه يمكن اعتماد الحساب الفلكي ولكن المشكلة أن هناك بعض المذاهب لا تعتبر الحساب الفلكي والكثير من المشايخ يتعصَّبون لمذاهبهم والبعض لا يعرف كثير عن علم الفلك يعني أنا أرى أنه ينبغي أن يدرَّس علم الفلك في كليات الشريعة بحيث يأخذ الطالب الشرعي يأخذ قدرا مناسبا من هذه العلوم التي يحتاج إليها، كثير من الأشياء الاختلاف المعلومة عند هذا العالم وذاك الآخر يعني فيه البعض كان بيقول انتم بتقولولنا المرأة بتبيض البويضة هي عندها هي المرأة بتبيض ولا بتولد يعني ولكن يعني أنا أقول أننا نحن نستطيع على الأقل في هذه المرحلة لو أخذنا بالفلك وعلم الفلك في النفي وفي الإثبات لقلَّلنا الاختلاف الكثير.. في سنة من السنوات إحنا صمنا هنا في بلاد الخليج يوم الأربعاء وصام الناس في مصر وتونس والجزائر يوم الخميس وصام الآخرون في المغرب وباكستان والهند وأفغانستان والبلاد دية يوم الجمعة بعدها كنت في مؤتمر وبقول هذا للناس فقام واحد من بنجلاديش قال إحنا صومنا يوم السبت يعني شوف أربع خميس جمعة سبت..

خديجة بن قنة: أربعة أيام؟

يوسف القرضاوي: هل ده معقول لابد أن الأول على الأقل الأول والأخير خطأ فعايزين نقلل المسافة حتى بين المسلمين بعضهم وبعض..

خديجة بن قنة: طيب لو في هذه الاختلافات تدخل الاختلافات السياسية، سعود بيوض التميمي من عمان وهو كاتب ومفكر سياسي بعث فاكس يقول تخالف الأنظمة بعضها بعضا سياسيا تجعل قضية الصوم شقا لوحدة المسلمين متعمدة ذلك لكي تظهر أن أمتنا ليست أمة واحدة سؤال هنا هل تقسم الدول في حال كان الخلاف ناتجا عن خلاف سياسي وليس عن مسألة رؤية الهلال من عدمه؟

يوسف القرضاوي: هو فيه رأيان في الفقه الإسلامي رأي اعتبر اختلاف المطالع ورأي لا يعترف وأنا أذكر في مصر أيام عبد الناصر كان عبد الناصر أحيانا يكون متفق مع السعودية فتأتي دار الإفتاء وتقول أننا لم نرى الهلال ولكن رآه إخواننا في السعودية ومطلعنا واحد وأننا نصوم معهم وكذلك في العيد إذا اختلفت السياسة وكان فيه خصومة بين الاثنين أبدا يؤخذ بالرأي الآخر ولا يعتبر السعودية ولا يذكروها هذا أحيانا فعلا يكون الموقف السياسي مؤثرا على الحكم الشرعي.

خديجة بن قنة: نعم.. كثير من المشاركات وردت للبرنامج على الإنترنت على موقع البرنامج على الإنترنت وكثير منها يركز على عملية الإفساد في رمضان من خلال البرامج التليفزيونية والفوازير فلدينا مشاركة من أسامة منصور مراد من أسبانيا يقول بدأت من الآن حملة الإعداد لإفساد المسلمين في رمضان بالدعاية للسموم المقدمة في رمضان فكيف لمواطن عادي أن يحمي نفسه ويحمي أسرته من هذا الهجوم الشرس على العائلة المسلمة والشباب المسلم في شهر رمضان، مشاركة أيضا من الحاج محمد من فلسطين يقول أيضا تستعد جيوش الإعلام العربية لحرب رمضان القادمة بترسانة رهيبة من البرامج الساخرة والمسلسلات الاجتماعية الهدامة والموجهة لتدمير الفكر الإسلامي ولإلهاء المسلمين عن العبادة في هذا الشهر الفضيل كيف ينظر الشرع إلى التناول الإعلامي أو التعاطي..

يوسف القرضاوي: للأسف موجود هذا حتى أنه يعني أحد وزراء الأوقاف في مصر رحمه الله الأستاذ الدكتور زكريا البري وهو أحد أساتذة الفقه وأساتذة الشريعة حاول في بعض المرات يعني يرفع دعوى ضد التليفزيون ويجمع توقيعات عدد من العلماء بإنكار فكرة الفوازير أو بدعة الفوازير في رمضان وقال لا نعرف مناسبة لجعل هذه.. أنتم عايزين تعملوا ليه ربطها برمضان فوازير كانوا بيعملوها أول ما بدأت عملها واحد شاعر معروف اسمه بيرم التونسي كان بيعملها للتسالي في الإذاعة يعني أشياء كده ألغاز للناس يحاول وبعدين تنهم طوروها لما بقت يعني مسخرة وترتبط بشهر رمضان يعني شهر رمضان شهر القرآن شهر التسابيح شهر التراويح شهر يعني أما شهر الفوازير؟! فهناك مسلسلات تعَد لشهر رمضان أنا أرى أن المسلم لا ينظر إلا للأشياء الإيجابية والنافعة الأشياء الساخرة الأشياء الراقصة والأشياء الخليعة يجب يتنزه عنها وليس هناك أحد يجبر المسلم على أن يشاهد برنامجا معينا أو فيلم معين أو مسلسل معين لا يجبرك أحد على هذا يستطيع الإنسان أنه يختار في المحطات النافعة اللي فيها برامج تنفعه في دينه تنفعه في دنياه بدل أن يضيع وقته فيما يكتب عليه سيئات وليعاذ بالله.

خديجة بن قنة: نعم فضيلة الشيخ يعني بسبب وجود أعداد غير قليلة من المسلمين في مختلف أنحاء العالم نشأت مشكلة قربهم أو بعدهم الجغرافي من أحد القطبين الدول القريبة من القطب الجنوبي تعاني حاليا من طول النهار وقصر الليل وهي مشكلة يتناوب عليها سكان الدول القريبة من القطبين مثلا المسلمون في النرويج نهارهم طويل وبالتالي ساعات الصيام تصبح طويلة فما رأي الشرع في ذلك؟

يوسف القرضاوي: يعني هناك ما دامت العلامات واضحة وبيصلي خمس صلوات يعني فيه مغرب وعشاء وصبح وظهر فعليه أن يصوم إذا قدر على الصيام وإذا لم يستطع يفطر وهو من سنة الله عز وجل فيه عدالة إلهية هو في هذه الآية مرات هيصوم عشرين ساعة ولا تسعة عشر ساعة ولا واحد وعشرين ساعة حتى وفيه مرات أخرى هيصوم ثلاثة أربع ساعات حينما ينعكس الوضع ويقصر النهار ويطول الليل فهذه بتلك الغرم بالغن ما دام الأمور واضحة إنما ما دام فيه أشياء يظل النهار ستة أشهر والليل ستة أشهر هنا بيقدر التقدير فاقدروا له هل نقدر بمكة والمدينة الذي نزل فيها الوحي هل نقدره بأقرب البلاد المعتدلة إليهم هل نقدره بأقرب الأيام التي كانت يعني هناك يعني آراء كثيرة في هذه الناحية.

خديجة بن قنة: لكن هناك دول يكون مثلا فيها الإفطار على الساعة الحادية عشر ليلا والفجر في حدود الساعة الثانية فجرا يعني لا يمكنهم إلا تناول وجبة واحدة على .. في خلال ما بين الساعة الحادية عشر ليلا والثانية فجرا ناهيك عن دول أخرى لا تغرب فيها الشمس في دول يمتد فيها فصل الشتاء لستة أشهر.

يوسف القرضاوي: لستة أشهر ده قلنا نقدر اليوم العادي يعني كل أربعة وعشرين ساعة يقسمها إلى مغرب وعشاء وصبح وظهر وهكذا لازم يتفقوا على هذا إنما المشكل في البلاد اللي بيطول فيها مع وجود العلامات الطبيعية الشمس والطلوع والشروق والغروب فأحيانا يطول النهار وأحيانا يقصر فقلنا أنه في الأيام اللي بيطول فيها النهار مقابلها أيام أخرى يقصر فيها النهار فأحيانا يصوم يوم طويل وأحيانا يصوم يوم قصير جدا يعني.

خديجة بن قنة: يعني هناك عادات مضرة لم تصل إلى درجة التحريم مثل الإفراط في الأكل هل هناك حرج شرعي في ذلك خصوصا بالنسبة لشهر رمضان الناس دائما تفرط في الأكل مع المغرب؟

يوسف القرضاوي: هو الإسراف في كل شيء ممنوع الله تعالى يقول {كُلُوا واشْرَبُوا ولا تُسْرِفُوا إنَّهُ لا يُحِبُّ المُسْرِفِينَ} ويقول كل وأشرب والبس ما أخطأتك خصلتان سرف ومخيلة يعني لا تصل إلى حد السرف والمخيلة الاختيال والفخر فالإنسان حتى في المباحات ليس له أن يفعل ما يشاء لابد أن يقف عند حد الاعتدال وإن كان الاعتدال يختلف من شخص إلى آخر يعني فيه واحد كان لنا صديق وكان هو رياضي وجسمه قوي وكنا في الرحلات بيقسِّموا الأكل متساوي يقولهم يا جماعة الحصة على قدر الجثة يعني مش معقول الرجل النحيف زي الرجل الكذا فإنما الرسول عليه الصلاة والسلام قال يعني "ما ملئ ابن آدم وعاء شرا من بطنه بحسب ابن آدم لقيمات يقيم بها صلبه فإن كان ولابد فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه" فالإسراف إنما الإسراف أيضا يختلف من شخص إلى أخر وأقل ما يقال في هذا الأمر أنه مكروه وقد تشتد الكراهة إلى أن تصبح كراهة تحريمية.

خديجة بن قنة: نعم هناك فاكس وردنا من سهيم النعيمي من هانوفر بألمانيا يقول أنا مقيم في ألمانيا وأعمل في مدينة تبعد عن سكني حوالي مائة وعشرين كيلو متر ودائما أصلي فرضي الظهر والعصر قضاء جمعا وقصرا يعني ركعتين كل فرض هل يجوز لي أن أصلي في شهر رمضان أيضا جمعا وقصرا أم أنه تجب علي الصلاة؟

يوسف القرضاوي: مش بيصلي صلاة المسافر.

خديجة بن قنة: يعني هل يواصل في شهر رمضان؟

يوسف القرضاوي: يعني هو بيمشي مائة وعشرين كيلو فده مش قضاء ولا حاجة ده لا تعتبر قضاء، قضاءا يكون فاتته يصليها بعد الوقت إنما إذا صلاها باعتباره مسافرا فيصليها في وقتها ويقصر ويجمع لا حرج عليه في هذا قال لي الدكتور حسان حتحوت وهو يقيم في لوس أنغلوس قال أنا لما بيكون عندي محاضرة أو مشوار في لوس أنغلوس وأحيانا يمشي أكثر من مائة كيلو يعني بسيارته سفر..

خديجة بن قنة: مسافة طويلة.

يوسف القرضاوي: فبيعتبر هذا فأنا أرى هذا حقيقة أنه مش لهذه المدن الواسعة جدا الإنسان يعتبر نفسه فيها مسافرا.

خديجة بن قنة: هناك من يدخل عليه شهر رمضان وعليه أيام قضاء من أشهر رمضان التي سبقت الشهر الجديد فماذا عليه أن يفعل.

يوسف القرضاوي: عليه أن يصوم الشهر الحالي وتبقى الأيام الماضية دينا في عنقه وإذا كان جاءه وقت يقدر على أن يقضيها ثم تباطأ أو أخر بدون عذر فهو آثم المفروض أنه الإنسان إذا افطر مثلا لمرض أو سفر الله تعالى يقول {شَهْرُ رَمَضَانَ الَذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وبَيِّنَاتٍ مِّنَ الهُدَى والْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ومَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} كان مريض وأفطر من أجل المرض أو السفر عليه أن يقضي عدة من أيام أخر بقدر الأيام التي أفطرها يصوم يقضي في شهر شوال في ذو القعدة في ذو الحجة إلى شهر شعبان إذا كان مثلا مريض أو كان مسافر طول هذه المدة ولم تأته الفرصة فهو معذور ويبقى الدين في عنقه إنما إذا لم يكن له عذر إلا الكسل والإهمال وحتى جاءه شهر رمضان فلا شك أنه آثم في هذا التأخير ويبقى الدِين عليه بعد رمضان عليه.

خديجة بن قنة: أن يصوم.

يوسف القرضاوي: يقضي ما فاته.

خديجة بن قنة: نعم نأخذ مشاهدينا فاصل قصير ونعود إلى برنامج الشريعة والحياة وموضوعه شهر رمضان الفضيل وحال المسلمين في هذا الشهر.

[فاصل إعلاني]

حبوب منع الحمل، تأخير صلاة العشاء

خديجة بن قنة: مشاهدينا أهلا بكم من جديد إلى برنامج الشريعة والحياة وشهر رمضان الفضيل على الأبواب فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي لدينا أسئلة كثيرة منها سؤال لأخت تسأل عن أخذ مسألة أخذ حبوب الحمل في شهر رمضان طيلة هذا الشهر حتى تصوم هذا الشهر كله ولا تضطر للإفطار لمدة معينة.

"
العلماء لم يمنعوا حبوب منع الحمل التي تؤخِّر الحيض، أما البنات الأبكار لو أخذوها لتأخير الحيض للاستفادة من العبادة خلال رمضان فلا حرج ولا ذنب عليهم
"

يوسف القرضاوي: هذا فعلا سؤال يسأله الكثيرات من أخواتنا وبناتنا الحريصات على أن يَصُمْن الشهر كله وأن يقمن الشهر كله أيضا يعني البعض حريصة أنها تصلي التراويح يعني وخصوصا المساجد التي تطيل وتقرأ جزء من القرآن وتريد ألا تحرم من الصلاة أنا يعني العلماء لم يمنعوا هذا يعني الحبوب التي تمنع الحيض وتؤخِّر الحيض لا مانع خصوصا إذا كانت المرأة متعودة على هذه الحبوب يعني هذه أحيانا تأخذها النساء من أجل منع الحمل فهي لكن إن كنت أنا لا استحسن للبنات الأبكار أن يأخذن هذه الحبوب وإن أخذتها لتأخير الحيض والاستفادة من العبادة خلال الشهر فلا حرج وإن كان هذا يعني لا ذنب عليها في أنها تفطر هذه فطرة الله يعني كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن الحيض "هذا أمر كتبه الله على بنات آدم" فإذا أفطرت عدة أيام فلا حرج عليها وإذا حُرِمَت من الصلاة أيضا فلا حرج عليها ولكن إذا كانت قويت عندها الرغبة وأرادت أن لا تحرم فلا تمنع من تناول هذه الحبوب.

خديجة بن قنة: نعم نبدأ في أخذ المداخلات الهاتفية معنا خالد الزعاق من السعودية تفضل خالد.

خالد الزعاق: السلام عليكم.

خديجة بن قنة: وعليكم السلام ورحمة وبركاته.

خالد الزعاق: هلا دكتور.

يوسف القرضاوي: يا مرحبا.

خديجة بن قنة: أشكر الدكتور يوسف القرضاوي شكرا جدا على هذا الطرح البناء الحقيقة وأود التعليق على عجل بأن شعبان هذه السنة ثلاثين يوما والجمعة هو أول أيام شهر رمضان المبارك بسبب أن الأدلة تتضافر الأدلة الشرعية والفلكية على إتمام عدة شعبان ثلاثين يوما وأن يوم الجمعة أول أيام شهر رمضان المبارك لعام 1425 والسبب في ذلك كسوف الشمس الحلقي الغير مشاهد عندنا في جميع العالم الإسلامي والعربي أيضا والذي سيقع في نحو الساعة الرابعة من فجر يوم الخميس ثلاثين شعبان ولا يُشاهد إلا في المحيط الهادي وبناء على ذلك فإن هذا الكسوف سيُجبر إتمام شهر شعبان ثلاثين يوما وعليه يستحيل قطعا رؤية هلال رمضان بعد مغيب شمس يوم الأربعاء 29 شعبان لأن القمر سيغرب قبل الشمس بعشرين دقيقة وعند إذ سيكون الأفق خالي من القمر ومن لوازم الرؤية أن يتأخر غروب القمر عن غروب الشمس وقد قال الشيخ محمد بن تميم ما نصه إذا كسفت الشمس بعد الغروب وأدَّعى أحد برؤية الهلال في بلد غابت الشمس فيه قبل كسوفها فإن دعواه هذه غير مقبولة للقطع بأن الهلال لا يرى في مثل هذه الحالة فيكون المدعي متوهما أن كان ثقة وكاذبا أن لم يكن ثقة وقد ذكر العلماء قاعدة مفيدة في مثل هذا هي أن مَن أدعى ما يكذبه الحس لا تسمع دعواه انتهي كلام الشيخ محمد..

خديجة بن قنة: وصلت فكرتك خالد الزعاق من السعودية نأخذ أحمد توفيق من قطر.

أحمد توفيق: السلام عليكم ورحمة الله.

خديجة بن قنة: وعليكم السلام.

أحمد توفيق: جزأك الله خير يا شيخ على هذا البرنامج الطيب، شيخ كان في بس مجرد اقتراح يعني في إحدى الدول العربية.

يوسف القرضاوي: أرفع صوتك قليلا يا أخي والله.

أحمد توفيق: في إحدى الدول العربية يا شيخ صلاة العشاء إقامة صلاة العشاء بيؤجلوها بعد الأذان لمدة نصف ساعة يعني بيكون الصائم بيكون أفطر وأعد نفسه وصلَّى وجهز نفسه بعد المغرب فلما يروح على صلاة العشاء بيكون في مجال ما بين الأذان والإقامة بحيث أنه يجهز نفسه طب هنا في قطر عاد في الأيام العادية بيخلوا ثلث ساعة بين الأذان والإقامة لكن في رمضان بيقللوها هاي الفترة ممكن بنفس الفترة أنه يجهز نفسه فمش عارف إذا كان هذه بالإمكان أنه يطبقوها هنا في قطر قياسا على الدول الأخرى، وهذا السؤال في سؤال أخر شيخنا في بعض الناس في رمضان بتروح مثلا بمثلا الزيارة إيلهم أو عشان العزائم في رمضان فبيقدموا للشخص أكل بحيث أنه يأكل فهو ممكن يخجل وميكلش كثير يعني بحيث أنه من باب الخجل فهل النفس إذا كانت تطلب هذا الأكل هو منع نفسه من هذا الأكل فهل النفس هنا تحاسبه وتقاسمه يوم القيامة عليها كون أنه منع نفسه من هذا الأكل هو وهي تطلبه وجزأكم الله خيرا.

خديجة بن قنة: نعم شكرا بدء بالسؤال حول صلاة العشاء تؤجل ساعة يعني بين الأذان والإقامة وفي قطر ثلث ساعة بين الأذان والإقامة.

يوسف القرضاوي: هناك في المملكة يُصلَّون بعد المغرب بساعتين يعني إذا كان المغرب الساعة ستة يصلون الساعة الثامنة يعني ليعطوا فرصة للناس يعني وخصوصا الناس بتروح تصلى في الحرم وترجع إلى بيوتها أو ترجع إلى فنادقها أو في الأماكن المقيمة فيها فبيعطوا فرصة وأنا أحبذ هذا يعني في شهر رمضان هو هذا يعني أمر يتوافق عليه الناس يعني إذا أهل مسجد أتفقوا مع إمامهم أن إحنا الأصلح لنا نؤخر فبها إذا كانت ظروفهم يعني لا تحتاج إلى التأخير يعني يكفي أن يكون هناك قدر ربع ساعة ثلث ساعة بين العشاء والأذان والإقامة فهذا حسب مصلحة الناس وحسب توافقهم على هذا الأمر.

خديجة بن قنة: نعم فضيلة الدكتور هناك الكثيرين ممن دأبوا على عادات سيئة وربما مُحرَّمة مثلا مثل التدخين ولكنهم يقلعون عنها أثناء الصوم طبعا بعد صلاة المغرب هناك الكثير مِمَن يعود إلى عادة التدخين بعد الإفطار ما حكم الشرع في ذلك؟

يوسف القرضاوي: والله هو التدخين ده آفة أنا مِمَن يحرمون التدخين أرى أن هذا التدخين أمر محرَّم لأن المسلم يضر فيه نفسه يعني يضر جسده بهذا الشيء والرسول قال "لا ضرر ولا ضرار" والله تعالى يقول {ولا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً} وهو من ناحية أيضا ضرار مالي لأنه ينفق ماله فيما لا ينفع لا في الدنيا ولا في الآخرة وإضاعة المال منهي عنها شرعا وبعدين من الناحية النفسية بيجعل الإنسان يعني أسيرا عبدا لهذه العادة ولذلك المساكين الذين يُدخنون في شهر رمضان يبقي متقريف كما يقولون وحالته وينتظر الإفطار عشان يبدأ يفطر على السيجارة فيعني أنا أرى طبعا تحريم هذا ولكن الذين يعني يدخنون ويحرصون على الصيام نشكرهم على هذا على حرصهم على الصيام وليتهم يستفيدون من هذا من أن الإنسان بالإرادة يستطيع أنه يعني يمتنع سبعة عشر ساعة أو أقل أو أكثر إذا أراد ذلك فيستطيع أنه يفطم نفسه عن التدخين نهائيا ويجعل شهر رمضان يعني دليلا له على هذا.

خديجة بن قنة: هناك أيضا سؤال حول عادة أو ظاهرة جديدة معروفة في شهر رمضان هي توفير وجبات الإفطار لغير المقتدرين لكن من طرف أناس يأكلون الحرام في التجارة كالراقصات يعني الأمر وصل إلى أنه كما يقول بادرت السفارة الأميركية في القاهرة ذات مرة إلى توفير وجبات إفطار للصائمين ما الحكم الشرعي في ذلك؟

يوسف القرضاوي: لا كان واحد ده اللي قال السفارة الإسرائيلية في مصر عايزة تعمل إفطار للصائم وأنا قلت اللي يذهب إلى هذا يبقى يأكل في بطنه نار لا يأكل طعام هؤلاء.. أما الممثلات والمطربات والراقصات والفنانات اللي بيعملوا شيء من هذا فإذا كانوا بيعملوا هذا على قصد يعني أن المال الحرام هذا يُطهِّرَه لا هذا لا يكفي ولكن إذا كان بيعلموا هذا من باب يعني أنه عايز يقلل من سيئاته عايز يُكفِّر من بعض خطاياه {إنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} يعني العمل اللي بيعمله يعني شيء وهذا العمل الخيِّر شيء أخر وإذا كان المال هذا حرام فهو مش حرام على هؤلاء الفقراء الذين يأكلون من هذا لآن المال الحرام هو مَصرِفه الفقراء يعني الواحد لو عايز يتطهر من المال حرام عايز يتطهر منه يعمل فيه إيه يعطيه للفقراء أو للجمعيات الخيرية أو المصالح الإسلامية فلا حرج في أن يأكل الفقير من مال هؤلاء.

خديجة بن قنة: نعم نأخذ مكالمة من عبد الله القدسي من فلسطين تفضل عبد الله.

عبد الله القدسي: السلام عليكم.

خديجة بن قنة: وعليكم السلام.

عبد الله القدسي: سيدي الشيخ يعني كنا حابين بما أنه موضوع الحلقة وضع المسلمين في رمضان أنه يجتمعوا القادة المسلمين في أقدس بقعة في مكة المكرمة حتى طيلة شهر رمضان يعني يعطونا ها الشهر ها الفضيل هذا من وقتهم الثمين وعلماء المسلمين المعتدلين لأنه كما تعلمون أنه علماء المسلمين يعني المتطرفين الإصلاحيين كليتهم يا أما مقتول أو مسجون أو مُطارد فنحن بنطلب أنه القادة المعتدلين والعلماء المعتدلين يجلسوا يتناقشوا بأمور الأمة كفلسطين كالدماء المسالة في العراق كأفغانستان الممزقة أوضاع البطالة اللي بتعانيها دولنا الغنية أوضاع الفشل الاقتصادي الأمني..

خديجة بن قنة: [مقاطعة] عبد الله القدسي هل لديك سؤال محدد فيما يتعلق بشهر رمضان الكريم؟

عبد الله القدسي: نعم أقول لو سمحتي أخت خديجة في شهر رمضان الكريم بما أنه هذا شهر كريم أنه يجتمعوا قادتنا ويتناقشوا في أمور الأمة لأنه حقيقة.. نعم..

يوسف القرضاوي: [مقاطعا] القادة يعني الحكام يا أخي؟

عبد الله القدسي: نعم الحكام والعلماء أنه يستمعوا ويخرجوا بأمور قد يمكن أنه بها الشهر الكريم وفي وجودهم في مكة المكرمة أنه يحلوا قضايانا لأن قضايانا نحن فاشلين اقتصاديا أمنيا عسكريا تكنولوجيا ماديا بطالة إهمال أطفال يعملون، جميع الأمور هاي اللي بتحط من شأن الأمة تعليميا تجاريا اقتصاديا هذه الأمور كلياتها اللي بتمس بأمور الأمة إذا اجتمعوا حكامنا المعتدلين مع علمائنا المعتدلين ولم يخرجوا فيها بنتيجة في شهر كريم وفي مكة المكرمة فيكفيهم بنزين وإلى سقر وبأس المستقر.

خديجة بن قنة: نعم شكرا عبد الله القدسي من فلسطين هناك سؤال أيضا حول..

يوسف القرضاوي: يعني أريد أن أعلق على يعني أمنية الأخ عبد الله يعني كلنا نتمنى أن يلتقي الحكام يعني بجوار بيت الله الحرام وأن يلتقي العلماء وأن يلتقي العلماء والحكام كلها أماني يعني جميلة ولكن الأماني شيء والواقع شيء أخر مَن مِن الحكام يعني يشغل نفسه بأنه يذهب في شهر رمضان إلى مكة المكرمة وأن يلتقي بالإخوان طيب إحنا بنريد منهم ما هو أدنى من هذا أنهم إذا التقوا في اجتماع أو في مؤتمر في الجامعة العربية أو كذا يعني يصطلح بعضهم مع بعض ويضع كل منهم يده في يد أخيه ويتفقوا على أمور أساسية فلا يفعلون يبقى نريد منهم أنه هم يلتقوا بجوار الكعبة ويلتقوا مع العلماء هذه أماني يعني كما يقول الشاعر قديما

أماني من ليلى عذاب كأنما سقتني بها ليلى على ظمأ بردا

وأعلل بالأمانـي النفس مني وأعلم أن وصلك لا يـــردَّ

يعني هذه هي أشياء يعني خلينا نعيش في الواقع… الواقع أن الأمة ممزقة وهذا التمزيق يعني وراءه مكائد كثيرة وورائه مفاسد كثير من داخل الأمة عشان ما نجعلش كل شيء على الآخرين أيضا يجب أن نبحث عن أنفسنا يعني {قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ} هذه أمور علاجها لا يأتي بمجرد التمني.

خديجة بن قنة: نعم نأخذ مكالمة من يحيى دلاوي من الجزائر تفضل يحيى دلاوي.

يحيى دلاوي: تحياتنا من الجزائر وتقبل الله صيام الجميع.

يوسف القرضاوي: حياك الله يا أخي.

يحيى دلاوي: بسم الله الرحمن الرحيم {وعَلَى الَذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} وفي قراءة أخرى{طَعَامُ مِساْكِينٍ} فمنهم يا شيخنا الذين يطيقونه بالضبط وشكرا.

خديجة بن قنة: شكرا لك يحيى دلاوي من الجزائر هناك سؤال حول من يقاتل..

يوسف القرضاوي: [مقاطعا] نجاوب على سؤال الأخ يحيى هناك رأيان في هذه الآية الكريمة رأي يقول يطيقونه أي يتحملونه يعني بشدة وفيه قراءه يطوقونه يعني يُحمِّلونه تحميلا ولذلك فسر هذا بالحامل والمرضع ومثل هؤلاء فهؤلاء إذا أفطرت الحامل أو المرضع كما هو رأي سيدنا عبد الله أبن عباس تطعم مسكين وهناك رأي أخر ورد في البخاري ورواه سيدنا عبد الله أبن عمر وسلمة أبن الأكوع وعدد من الصحابة قالوا أن هذا كان أولا الصيام فرض على مرحلتين مرحلة أولى كانت بالتخيير يعني من شاء صام حتى الذي يطيق الصيام يستطيع أنه يفطر ويطعم عن كل يوم مسكينا وعلى الذين يطيقونه فدية طعام.. وبعدين المرحلة الثانية جاءت بها الآية التي بعد هذه {شَهْرُ رَمَضَانَ الَذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وبَيِّنَاتٍ مِّنَ الهُدَى والْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} فكانت هذه المرحلة الملزمة وهذا من التدرج في التشريع وأنا مع هذا الرأي لأن أدلته أقوى من الرأي الأخر.

خديجة بن قنة: فضيلة الشيخ هناك مَن يسأل وربما يكون رياضي عن الرياضيين الذين يخوضون مباريات على مستويات دولية عالية وهم يُمَثلون دولهم في منتخبات وطنية هل يجوز لهم الإفطار عندما يخوضون مباراة كرة قدم؟

يوسف القرضاوي: هم عادة بيبقوا مسافرين يعني هم مسافرون يعني هو بحق السفر يمكن أن يفطر برخصة السفر يعني أما إذا كان في بلده يعني أعتقد في بلده لا يعني ليس له هذا يعني لأنه يستطيع يؤجلها يعني.

خديجة بن قنة: نعم هناك دول إسلامية تعيش ظروف حرب هل يجوز للمقاتل الذي قد يضعف الصوم من قوته أن يفطر ليواصل القتال؟

يوسف القرضاوي: نعم ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم يعني كان في السفر معه في الصحابة فكان منهم من صام ومنهم من أفطر وهم في حالة استعداد للقاء الأعداء وبعدين حينما جاء يوم وسيلقون فيه الأعداء قال النبي صلى الله عليه وسلم "إنكم مصبحوا عدوكم والفطر أقوى لكم فأفطروا" قال فكانت عزمة من النبي صلى الله عليه وسلم فأفطروا يعني قالهم أفطروا لأن ده يعطيهم قوة على القتال وملاقاة الأعداء.

ليلة القدر.. الرؤية.. قبول الصيام

خديجة بن قنة: فضيلة الشيخ هل لك أن توضِّح لنا فضائل ليلة القدر فضلها وعلامتها وما الذي ينبغي أن يعمله أو يفعله المسلم من عبادة في هذه الليلة؟

يوسف القرضاوي: ليلة القدر تحتاج حديث يعني خاص يعني ربما يكون ذلك في آخر في العشرة الأواخر إنما يعني مبدئيا أنه من يعني خصائص رمضان أنه شهر فيه ليلة القدر وهي الليلة التي أنزل الله فيها القرآن يعني كما جاء في كتاب الله في سورة القدر {إنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ (1) ومَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ القَدْرِ} القدر يعني المقام ليلة ذات مقام وقدر وشرف {ومَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ القَدْرِ (2) لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} يعني ليلة أفضل من ثلاثين ألف ليلة بتقدر هذه الثلاثين ألف شهر ثلاثة وثمانين سنة وأربعة أشهر الإنسان إذا عُمِّر عمرا طويلا يعني إذا عاش ثمانين سنة بيعتبر أنه عُمِّر عمر طويلا كما قال الزهير أبن أبي سلمة يعني

سأمت تكاليف الحياة ومن يعش ثمانين حولا لا أبى لك يسأم

والشاعر الأخر يقول أن الثمانين وبلغتها قد أحوج السمع إلى ترجمان فهذه ليلة واحدة بثلاثة وثمانين سنة وأربعة أشهر فكأنه الإنسان في هذه الليلة يعيش عمرا طويلا فمن أجل هذا ينبغي أن يستفيد المسلم منها بالطاعة لله عز وجل يعني مفيش داعي يقعد يتكلم عن الناس أو يعمل يعني يا يقرأ القرآن يذكر الله يسبح يصلي على النبي عليه وسلم يستغفر الله عز وجل يدعوا الله بخير الدنيا والآخرة {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنَا عَذَابَ النَّارِ} السيدة عائشة قالت "يا رسول الله أرأيت أن صادفت ليلة القدر ماذا أقول" قال لها "قولي اللهم أني أسألك العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة" فالإنسان يستفيد من هذه الليلة ما أستطاع ويبعد عن اللغو وعن الكلام الفارغ وعن الأشياء التي لا تملأ صحيفته إلا بما يسخط الله عز وجل.

خديجة بن قنة: فضيلة الشيخ أعود إلى مداخلة..

يوسف القرضاوي: وأهم حاجة أنه هو يحرص على أن يصلي العشاء في جماعة والفجر في جماعة في هذه الليلة نعم.

خديجة بن قنة: في ليلة القدر قلت أعود إلى مداخلة الأخ المتدخل من السعودية الذي قال أن أول أيام رمضان المبارك ستكون يوم الجمعة هل ترجحون ذلك يعني لديه.

يوسف القرضاوي: أنا أرجِّح هذا لأني أعرف أنه من العلامات فعلا ما ذكره قضية خسوف الشمس وخسوف الشمس دائما يكون في آخر الشهر يعني كما أن كسوف القمر يكون في ليلة 15 في منتصف الإيه الشهر فهذا دليل على أن هذه الليلة لا يمكن أن تكون يعني يثبت فلازم يكون الليلة التي بعدها فهذا دليل علمي ولكن للأسف إنه يعني بعض المشايخ ملهومش علاقة يقولوا إحنا بيقول لك إذا جالنا واحد وقال لي أنا شفت الهلال إذا جاء أو اثنين يقول له تشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله بتصلي الحمد لله أقيم الصلاة خلاص صدق رجل لا يكذب فله إنما هو كما قال الأخ خالد إنه هذا إذا كان يعني رجلا ثقة فمعناه أنه متوهم يعني رأى شيئا ظنه هلالا وليس بالهلال وحتى قالوا في أيام عصر التابعين سيدنا أنس ابن مالك عاش إلى ما يقرب من مئة سنة وجاء عند القاضي إياس ابن معاوية وقال له أنا شفت الهلال فاستغرب يعني الرجل أبو تسعين سنة شاف الهلال والشبان ما شفهوش فنظر إليه قاله أنت شايفه الآن فنظر قال الله طب شايفه في المحكمة إزاي شايفه فهو يعني عمل كده مسح حاجبه وبعدين قال له أنظر كده هل تراه الآن قاله لا فقال له اقعد فيه شعرة بيضاء يعني كده مقوسة فهو شافها يعني أتهيئ له إنها هلال يعني فأحيانا الإنسان يتوهم خصوصا اللي خارج علشان يشوف الهلال يعني في واحد رايح عايز يشوف الهلال نفسيا مستعد يشوف عندنا مثل يقول اللي يخاف من العفريت يطلع له.

خديجة بن قنة: يطلع له.

يوسف القرضاوي: يعني الحالة النفسية بتأثر هو يشوف كلب يقول دا الكلب ظل يكبر، يكبر لما صار قد الحمار وهذا دا عفريت ولا عفريت ولا فبعض الناس يتوهم فإذا كان رجل ثقة نقول هذا متوهم وإذا كان غير ثقة نقول دا كذاب يعني فأنا مع ما قاله الأخ خالد الزعاب ونرجو أن يتفق العلماء في هذه المرة على أن يكون أول رمضان هو يوم الجمعة إن شاء الله.

خديجة بن قنة: إن شاء الله، أحمد بهنسي من السعودية تفضل.

أحمد بهنسي – السعودية: السلام عليكم ورحمة الله.

خديجة بن قنة: عليكم من السلام ورحمة الله.

أحمد بهنسي: كنت لو سمح لي الشيخ بفكرة تثبيت آذان العشاء في موعده إيذانا بدخول الوقت وتأخير الإقامة كما يرى أهل المكان أو المسجد بما يناسبهم وبعد إذن الجزيرة أن أهنئهم على الأخت مكان الأخ عبد الله وجزاه الله خير.

خديجة بن قنة: شكرا.

أحمد بهنسي: هذه نقطة.

خديجة بن قنة: دائما عن الفارق الزمني بين الآذان والإقامة.

يوسف القرضاوي: أه هو لازم يكون فارق زمني لأن هو الآذان بيؤذن حي على الصلاة فممكن الواحد يكون مشغول أول ما يسمع هذا يقوم يتوضأ ويعمل لازم ندي فرصة ما بين الآذان والإيه والإقامة.

خديجة بن قنة: نعم فضيلة الشيخ هناك الكثير من الطاعات التي يلتزم بها المسلمون في شهر رمضان لكنها سرعان ما تزول بعد شهر رمضان حتى أن هناك مَن يتوقف عن التدخين وعن المحرمات مثل الخمر قبل رمضان ثم بعد انتهاء شهر رمضان يعود إلى هذه المحرمات كيف يمكن للمسلم الحفاظ على مكتسباته الروحية التي دائب عليها خلال شهر رمضان؟

"
الإنسان المستفيد من رمضان هو المستمر في عمل الخير والعبادات بعد رمضان
"

يوسف القرضاوي: هو الواقع لكي يستفيد الإنسان من رمضان وكي يعرف أن صيامه قُبل علامة قبول الصيام في شهر رمضان هو الاستمرار في الخير بعد رمضان إنما إذا كان صيامه مدخول أو مغشوش يبقى لن يظهر له أثر إذا كنت صمت لله يعني إحنا مهمة رمضان إيه إنه نقول شهر التزود يعني البطارية بتكون فرغت خلال أحد عشر شهرا فبيجي الإنسان يحاول يملأ هذه البطارية في شهر رمضان علشان لكي يستفيد منها بعد رمضان ولذلك كان بعض السلف يقول بئس القوم قوم لا يعرفون الله إلا في رمضان كن ربانيا ولا تكن رمضانيا يعني كن إنسانا ربانيا كما من كان يعبد رمضان فإن رمضان سيموت ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت المفروض الإنسان يعني يستمر في الخير بعد رمضان إنما يصلي في أيام شهر رمضان ويترك الصلاة بعد رمضان أو كان بيحرص على يصلي في الصلاة في وقتها في شهر رمضان ويحرص عليها يصليها في جماعة ويحرم من هذا الخير بعد رمضان هذا علامة قبول الحسنة أن يوفق المرء إلى الحسنة بعدها وعلامة عدم القبول إنه لا يوفق فعلى المسلم أن يحرص على الاستمرار في الخير النبي عليه الصلاة والسلام علمنا فقال: (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل) داوم على العمل وإن كان قليلا أفضل ما تكثر على العمل في وقت من الأوقات ثم تنقطع تماما (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل).

خديجة بن قنة: نعم فضيلة الشيخ كنا تحدث تحدثنا من قبل على النقطة تتعلق بموائد الرحمن عندما تقدم من طرف أناس يأكلون الحرام ربما في التجارة وفي أشياء أخرى هل يجوز للمسلم أن يأخذ أو أن يتناول الأكل في مثل هذه الموائد؟

يوسف القرضاوي: قلت الفقير يعني من حقه أن يأكل لأنه الأموال الحرام للفقراء قلنا هذا أه.

خديجة بن قنة: طيب كيف يمكن للمسلم أن يعرف أن صيامه قيامه في هذا الشهر يعني أنه يعتبر في عتاد المقبولين في هذا الشهر فضيلة؟

يوسف القرضاوي: إذا وفق بالعمل للاستمرار في عمل الخير بعد رمضان هذا دليل من العلامات يعني محدش يقطع يعني إنه قبل إنما من علامات القبول أن يظل الإنسان موفقا مستمرا في هذه الطاعة إنما القطع بأن الله قبل الله أعلم كان بعض الصالحين يبكي فقالوا له لماذا تبكي دا أنت طالما صليت وطالما صُمت وطالما تصدقت فقال لهم وما يُدريني أن الله قد تقبل ذلك مني وقد قال { إنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ المُتَّقِينَ } وما يدريني أنني من المتقين والتقوى هنا التقوى في القلب الإنسان عليه أن يعمل إن شاء الله ويحتسب الخير وسيقبل الله منه إن شاء الله.

خديجة بن قنة: سؤال من اليمن يقول كيف يمكن أن يتحوَّل الصيام من عادة إلى عبادة؟

يوسف القرضاوي: بالنية الصالحة إذا نوى الإنسان الصلاح والخير فدا النية الصالحة بتحوِّل العادة إلى عبادة فكيف لا تحوِّل العبادة إلى عبادة يعني الإنسان ممكن أكله يصبح طاعة لله إذا نوى إنه يتقوى بها على أداء الفرائض وعلى خدمة الناس وعلى عمل الخير في الأمور اللي هي مُباحة فالعبادة نفسها بتصبح عبادة حقيقية إذا توافرت فيها النية الصالحة أي ابتغاء وجه الله عز وجل كما قال الله تعالى "كل عمل بن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع طعامه من أجلي ويدع شرابه من أجلي ويدع شهوته من أجلي ويدع زوجته من أجلي" إيه اللي يخلي الإنسان يترك هذه الأشياء اللي كانت مباحة له تركها لله عز وجل ولذلك الصيام الأصل فيه إنه لا يدخله الرياء لأن أنا لا أستطيع أن أُرِي الناس إن أنا صايم وأدخل أشرب محدش شافني فلذلك الصيام لي لأنه الأصل فيه إنه عبادة لله عز وجل.

خديجة بن قنة: لا يسعنا في نهاية البرنامج إلا أن نشكر فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي ونهنئكم أيضا نهنئ المسلمين في كل بقاع العالم بحلول شهر رمضان المبارك لكم منا أطيب المنى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.