د. عبد الرحمن السميط في برنامج زيارة خاصة
زيارة خاصة

عبد الرحمن السميط.. مساعدة الفقراء ونشر الإسلام

يستضيف البرنامج الطبيب والداعية الكويتي الدكتور عبد الرحمن السميط ليروي لنا قصة حياته التي هجر فيها العيش الرغيد وذهب إلى أفريقيا ليساعد الفقراء والمحتاجين وينشر الإسلام.

– الجهاد ضد أوضاع أفريقيا المأساوية
– صور من أوجاع الفقر الأفريقي
– التعليم كوسيلة لمحارب الفقر
– إنجازات السميط في أفريقيا


undefinedسامي كليب
: مرحبا بكم أعزائي المشاهدين إلى حلقة جديدة من برنامج زيارة خاصة تنقلنا هذه المرة إلى الكويت، لو أن كل شخص في العالم قام بـ 1% مما قام به ضيفنا لكان هذا العالم ربما أصبح بألف خير، إنها قصة طبيب هجر العيش الرغيد وذهب إلى إفريقيا يساعد الفقراء والمحتاجين ونشر الإسلام بين أكثر من ستة ملايين شخص، الدكتور عبد الرحمن السميط يروي لنا قصة حياته وما شاهده وكيف أنه لم يُحارب إلا من قِبل بعض الأنظمة العربية، هذه صور قديمة للدكتور عبد الرحمن السميط تغير المظهر الخارجي لرجل الخير الذي كرث حياته لإطعام جائع أو تعليم أمي أو تخفيف آلام مريض تغيرت ملامحه بفعل العمر والأمراض اليوم بينما مآسي العالم تتجدد وتستعيد كل شبابها المأسوي الجائر، الطبيب والداعية الكويتي جاء إلى هنا إلى إفريقيا حيث للجوع والألم والمرض معاني إنسانية بامتياز وهنا أيضا أقنع الناس باعتناق الإسلام أو بالعودة إلى إسلامهم.

[مشهد مسجل]

الجهاد ضد أوضاع أفريقيا المأساوية

عبد الرحمن السميط: ما هو دينك؟

مشارك أول: (Catholic).

عبد الرحمن السميط: مسيحي من طائفة الكاثوليك وهو يود أن يسلم الآن بعد أن شرحنا له مبادئ الإسلام.

سامي كليب: بين مدغشقر والكويت كانت رحلتنا هذه المرة مع الطبيب والداعية الدكتور عبد الرحمن السميط ففي مدغشقر حيث الفقر هنا وصل إلى أقصى جورة وحيث الإنسان مهجور للمرض والجوع بعيدا عن خطابات قادة العالم ومهرجاناتهم التي تبشر كذبا بخير سيتدفق على إفريقيا ومساعدات كثيرة حمل عبد الرحمن السميط ما تيسر له وانتقل مع عائلته لتبدأ قصته الرائعة والصعبة والإنسانية بامتياز في إفريقيا.

عبد الرحمن السميط: أنا أريد أن أعيش في إفريقيا وأموت في إفريقيا أنا أحب إفريقيا أحب الأفارقة رغم ما يعتري الإنسان في إفريقيا من قلة الإمكانيات أنا أضربك مثال شمال كينيا أنا زرتها ثلاث مرات في الأربعة أشهر الماضية والطريق ما هو سهل عشرين ساعة بالسيارة وطريق وعر للغاية المرة الأولى انقلبت السيارة فينا والحمد الله طلعنا أحياء السيارة دمرت المرة الثانية أصبت بالملاريا وفى البداية رفضت إني آخذ علاج رغم أنه العلاج كان في جيبي بس قلت إن الفقير ما يملك هذا العلاج ليش أنا آخذه، لكن لما زاد علي المرض والآلام شديدة جدا مع الأسف الشديد يعني استسلمت وأخذت العلاج وإلا كان ممكن أموت بسبب الملاريا لكن رغم هذا أتمنى لو أروح أنا وأعيش بصورة دائمة هناك أنا وزوجتي وأنا متأكد إن زوجتي ما راح تمانع في ذلك كل سنة هي تروح معيا خمس ست مرات إلى إفريقيا وخاصة الآن أولادي كلهم تخرجوا وتزوجوا ما عاد علينا المسؤولية اللي كانت موجودة من قبل فأنا أتمنى من كل قلبي إني أذهب هناك وأعيش هناك.

سامي كليب: هنا حيث وجوه الأطفال تصبح أشباه وجوه وحيث الأجساد توحي بأنها قائمة لوتها من بين أموات وهنا في إفريقيا حيث الأطفال مشغولون فقط بالبحث عن لقمة العيش وتخفيف الآلام وليس عن لعبة أو نزهة هنا استقر الطبيب الكويتي عبد الرحمن السميط فيما أموال عربية وعالمية كثيرة تضيع على طاولات الميسر وسهرات العربدة وقصة عبد الرحمن السميط مع العمل الإنساني بدأت باكرا جدا حين كان على مقاعد الدراسة ينقل العمال مجانا إلى أماكن عملهم بعد نهارهم الشاق وحروق الجسد بفعل الشمس في الخليج.

عبد الرحمن السميط: كنا طلاب ثانوية وعندنا بالكويت يعني الواحد يلاقي الشيء اللي يعيش منه، فجمعنا من الأخوة الطلبة الآخرين الكويتيين اللي معانا بالمدرسة وبالمدارس الأخرى كل واحد عشرة دنانير واشترينا سيارة قديمة وكان أقصى أحلامنا نساعد فيها العمال المساكين اللي بالشارع بدل ما يجلسوا بالحر ينتظروا سيارة تأخذهم أو نجي إحنا نوصلهم..

سامي كليب [مقاطعاً]: عمال أجانب كانوا.

عبد الرحمن السميط: عمال أجانب طبعا نوصلهم إلى مكانهم مجانا طبعا ولك شهر نجمع الفلوس علشان البنزين تصليحات السيارة وغيره واستمرينا مدة لما رحت أميركا وكندا بدأنا نجمع من كل طالب في البداية كويتي وبعدين أي طالب خليجي دولار واحد بالشهر بس ما يزيد تبرعه عن خمس دولارات فيه بعض الأخوة جاءوا وقالوا أنا أدفع خمسين دولار..

سامي كليب [مقاطعاً]: نوع من الوجاهة وما إلى ذلك ربما.

عبد الرحمن السميط: لا لا لكن متحمسين إحنا كعرب إحنا نتحمس فقلت لهم أكثر من خمسة دولار أنا ما أقبل كل شهر.

سامي كليب: حين تقول دكتور عبد الرحمن السميط إنه كنت تجمع من الزملاء وحضرتك أيضا تتبرع بالقليل طيب عائلتك كانت عائلة متواضعة ولا كنتم ميسورين الحال؟

عبد الرحمن السميط: والله بالنسبة لزوجتي..

سامي كليب [مقاطعاً]: لا أتحدث عن الأهل يعني والدك.

عبد الرحمن السميط: أهلي أنا الحمد لله يعني عائلة متوسطة الدخل ما كنا متقيدين الناس ولا كنا يعني ينقصنا الأكل أو ينقصنا الأشياء الضرورية.

سامي كليب: ماذا كان يعمل والدك؟

عبد الرحمن السميط: الوالد كان موظف بالبداية كان يشتغل شغل حر وبعدين موظف، بالنسبة لزوجتي لما توفي أبوها ورثت منه مبلغ كبير ما أعرف أنا كم المبلغ لأن هذا ليس شأني ورفضت أن يدخل منه شيء إلى بيتنا قررت كله يروح لصالح إفريقيا.

سامي كليب: فهمت على صعيد التقشف لما قرأت عن حضرتك أنه كنت بأيام الدراسة أيضا تكتفي بوجبة واحدة من الطعام وتعيش حياة تقشف لا تنام على السرير تنام على الأرض وما إلى ذلك، يعني اسمح لي بعض هذه الأسئلة الشخصية عن بدايتك لكن هل صحيح مثل هذا الكلام؟

عبد الرحمن السميط: والله ما بدي اللقاء هذا يكون لقاء عن الشخص..

سامي كليب [مقاطعاً]: بأودعك أنه سنتوقف سندخل في..

عبد الرحمن السميط [متابعاً]: شعوري بأن هناك فقراء مسلمين ما توفر لهم ما توفر لي أجبرني على أن أحاول أن أعيش عيشتهم خلال جامعة سبع سنوات يندر أني أكلت وجبتين باليوم.

سامي كليب: دكتور هل في تجربتك الشخصية هناك نوع من التأثر الإسلامي يعني غير طبعا جو البيت في معظم دولنا العربية والإسلامية؟ يعني في تأثر مباشر من الأهل تأثير مباشر من الأهل من المحيط من التربية ولكن هل من مؤثرات شخصية عندك يعني هل انتميت إلى حركة إسلامية معينة؟

عبد الرحمن السميط: أنا عملت مع أغلب الحركات الإسلامية.

سامي كليب: يعني تحديدا لنبدأ بالإخوان المسلمين هل كنت تعمل معهم؟

"
عملت مع الإخوان المسلمين والحركة السلفية وجماعة التبليغ لأني كنت أريد جماعة تحفظني من الضياع في المجتمع، ومنذ أربعين سنة انقطعت علاقتي مع كل الجماعات الإسلامية وبدأت أمشي في الخط الخيري
"

عبد الرحمن السميط: عملت مع الإخوان المسلمين عملت مع الحركة السلفية عملت مع جماعة التبليغ يمكن الوحيدين اللي ما عملت معهم من الحركات الإسلامية في ذاك الوقت هي حزب التحرير لأن توجهه.. أنا كنت أريد جماعة تحفظني من أن أضيع في المجتمع ولكن ما كنت أنتمى لها بالقلب وإنما أنتمي لها بالعرفان لأنها حفظتني من الضياع، لكن من أربعين سنة تقريبا انقطعت علاقتي مع كل الجماعات الإسلامية وبدأت أمشي في الخط الخيري.

سامي كليب: في عيون الأطفال الباحثة عن جواب حول أسباب الجوع والمرض وفى أيادي النساء الإفريقيات الباحثات عن لقمة تسد جوع أطفالهم استقر جزء من تاريخ الدكتور عبد الرحمن السميط فغير جزء من تاريخ مآسي كل هؤلاء، فمن الكويت حيث ولد إلى بغداد وبريطانيا وكندا حيث درس الطب لمعالجة الأمراض الباطنية إلى إفريقيا حيث استقر فيها أكثر من ربع قرن رحلة بدأت بالصدفة حيث أن سيدة جاءته متبرعة ببناء مسجد في الكويت فقرر أن يكون المسجد في إفريقيا ولكن هل فعلا للصدفة مكان أم أن قدره منذ الطفولة كان يقوده إلى هنا إلى إفريقيا.

عبد الرحمن السميط: منذ كان عمري خمس سنوات وأنا دائما أتصور إني في إفريقيا والغابات وأذكر أن كانت عندي عصا أنا وأحطها جنبي عصا تبع الكشافة علشان الأفاعي وتعلمت كيف أصيد الأفاعي السامة..

سامي كليب [مقاطعاً]: غريب من أين جاءك ذاك؟

عبد الرحمن السميط: عندي خمس سنوات يعني صعب أنك تقول إنه واحد أثر في كله لكن بالتأكيد ما جاءني من السماء هكذا..

سامي كليب [مقاطعاً]: إذا تقول ما كان فيه تأثير تلفزة وما إلى ذلك..

عبد الرحمن السميط [متابعاً]: ما في تليفزيون في ذلك الوقت ولا فيه سينما ولا فيه حاجة، يبدو من القراءة كنت أنا نهم جدا بالقراءة.

سامي كليب: منذ سنواتك الخمس؟

عبد الرحمن السميط: نعم الخمس أقدر أقول من خمس نعم.. لا من خمس من ثمان تسع كان نهمي القراءة لدرجة أني لو اشتريت كتاب كنت أفضل أني أشتري كتاب على أني آكل وجبة.

سامي كليب: أول رحلة إلى إفريقيا.

عبد الرحمن السميط: في عام1980 رحت إلى ملاوي مع اثنين من الكرام الأخوة وجلسنا هناك مدة وكانت صفعة بالنسبة لنا كنا نعرف أنه فيه فقر في ملاوي وفي إفريقيا كنا نعرف أنه فيه جهل كنا نعرف أنه فيه مرض ولكن ما تصورنا أبدا الشيء اللي شفناه أعتقد أنه كان صفعة لنا صحتنا لأن هذه الرحلة ما رأينا فيها..

سامي كليب [مقاطعاً]: مثلا اعطني مثال.

صور من أوجاع الفقر الأفريقي

عبد الرحمن السميط: قال لنا أنت عايش في برج عاجي ذهبت إلى قرية من القرى وجدت فتاة عمرها 11 سنة تحمل طفلها وطبعا بدون زواج وكان أرجلها مثقبة ويطلع منها الصديد إخواننا أخصائيين العظام يعرفوا أن هذا في الأغلب هو التهاب نخاع العظم في الرجل، البنت هذه لو أخذت مضاد حيوي ربما ريال سعودي هناك كانت شفيت إذا ما أخذته من المؤكد أنها راح تموت لأنه راح ينتشر البكتريا في جسمها وتموت، فما أنسى هذه أبداً قصة ثانية شفت طفل ويسعل دم فاستغربت أنه فيه عندهم مستوصف قريب ولكن ما ودوه فرحت كلمت أبوه ليش ما تودوه قال والله هذا تابع للكنيسة والكنيسة لما تشوف واحد لابس طاقية تعرف أنه مسلم ترفض علاجه طبعا ما كنت أحلم أن إنسان له ضمير يرفض علاج إنسان محتاج بغض النظر إيش خلفيته.

سامي كليب: بس غريب دكتور عبد الرحمن يعني المعروف لكي ننصف بالأحرى أيضا الجمعيات الخيرية الأخرى غير المسلمة معروف إنه الكنيسة حين كانت تذهب إلى إفريقيا في الواقع أو في أي دولة في العالم أيضا تحاول أن تشفي الجميع يعني لم تميز على حد عملي، إنه فعلا كنت ترى هناك أنه فيه تمييز بين مسلم وغير مسلم؟

عبد الرحمن السميط: بعد اثنين وعشرين سنة قضيتها أنا في إفريقيا وأنا قضيت أغلب حياتي في إفريقيا أجي الكويت زيارة أو المنطقة علشان العلاج أعتقد أن هناك قسس وراهبات قلوبهم طاهرة وأدعو الله لهم بالاستمرار بالخير لما قدموه أنا أعرف قسيس من القسس في توجو بنى مسجد بناء على نصيحتي قسيس ثاني..

سامي كليب [مقاطعاً]: قسيس بنى مسجد.

عبد الرحمن السميط: أي نعم، قسيس آخر فرنسي في مالي حب يعطيني المشروع اللي عمله واللي حسب كلامه كان دفع من جيبه من جيب أسرته عشرة مليون دولار وقال أعطيك إياه قلت له ليش قال خايف أنا أموت وتيجي الكنيسة وتأخذه وتجبر الناس وكلهم مسلمين أن يتحولوا إلى دين المسيحية ما في شك أنا أعترف وأقر بوجود نوعيات طيبة ولكن هناك نوعيات أخرى غير ذلك أنا رأيت في إثيوبيا عائلة جاءت تطلب معونة من منظمة مسيحية من شمال أميركا وأثناء المجاعة اللي صارت عام1983 فالشخص اللي كان يوزع شاب أميركي متحمس وعرف إن هذا اللي جاي إمام المسجد قال له غير دينك وأعطيك أكل رفض الإمام قال له طيب أنا أعرف أنك كذاب كذب عليا وقل لي أمام الناس إن أنا..

سامي كليب [مقاطعاً]: تخليت عن إسلامي.

عبد الرحمن السميط: تخليت عن الإسلام وقبلت المسيحية رفض قال أنا آسف ما أعطيك شيء علما بأن الأكل تبع منظمة الغذاء العالمية اللي إحنا كل الدول العربية تتبرع لها الحكومات.

سامي كليب: تمام.

عبد الرحمن السميط: بعد ثلاث أشهر رحت إلى القرية كان أهل القرية قد هاجروا فرحت إلى بيت الإمام فتحت البيت وجدت الهيكل العظمي وهيكل زوجته وهيكل أولاده كانوا ميتين من أشهر.

سامي كليب: الإمام لم يكن وحده الذي شاهده ضيفنا ميتا بفعل المرض والجوع فالكثير من الأطفال والنساء والشيوخ يموتون هنا وكم من الشبان يموتون في البحر وهم متجهون نحو حلم الشمال الغني والشمال يقرر بين حين وأخر أن يرمي لهم بفتات موائده العامرة ويلقي على الجائعين أطنان الخطابات الخاوية الفارغة من المضمون وفى قلب وذاكره الدكتور عبد الرحمن السميط صور كثيرة.

عبد الرحمن السميط: أنا أذكر قرية من القرى اللي زرتها قبل15 سنة من قبائل شوازي في منطقة شوازيلاند القريبة من جنوب إفريقيا رحت لهم على أساس نحفر لهم بير للمياه لأن أمير القرية أسلم وخاطبنا وقال إحنا بحاجة إلى مياه تشجيعا له رحنا بالأسف ما وجدناه ولقينا الناس تحت الشجرة وكل شويه واحد يقف ويتكلم ويصرخ وبعدين تقف امرأة وتصرخ وهكذا إحنا من باب الأدب ما حبينا نجلس فوقفنا طول المدة وإحنا واقفين أنا كنت تعبان وعايز أجلس بس قلنا يعني ليفهمونا فهم خاطئ الغريب أنه لما انتهت جلستهم تبين إنه عندهم محاكمة وفوجئنا فيهم مثل الطابور كلهم يمرون علينا وبالذات علي أنا ويبصقون علي وبعضهم اللي بيده حربة يروح يضرب الحربة بين رجلي فتلقاني أقفز وأنتقل لمكان آخر وييجي اللي وراه ويلحقني يضرب الحربة بين رجلي فمش عارف أيش المشكلة تبين أن احتقاراً منهم لي فعلوا ذلك لأن إحنا أهناهم إهانة كبيرة بوقوفنا أثناء المحاكمة كانت عندهم محاكمة رجل وامرأة ينفصلون وعندهم مشاكل والشيخ قاعد يحكم بينهم و إحنا ما جلسنا قلنا لهم والله لو أنتو قاعدين.. تكلمنا بعد ما نجلس طبعا ما حفرنا البير وما صدقنا على الله إنه رحنا السيارة وهربنا.

سامي كليب: إذا كان العامل الإنساني هو الذي دفع الطبيب الكويتي إلى إفريقيا ونجح في إنقاذ آلاف الأشخاص من الموت المحتم جوعا أو مرضا فإن الهم الإسلامي والعربي قاد هذا الداعية أيضا إلى هنا ففي هذه الأرض الإفريقية وفى أدغال ومجاهل العالم المنسي كان الدكتور عبد الرحمن السميط يخرج كل يوم من بيته أو خيمته أو بيت القش والشعر ويطوف من زوجته وأبنائه ينشرون الإسلام فهل كان في الأمر محاولة لمحاربة من ينشرون المسيحية في إفريقيا أو من يسمون بدعاة التنصير.

"
عندما كنت أوزع الغذاء لا أفرق بين المسلم وغير المسلم وكان المسيحيون يأتون ويقولون كيف تعطينا وتعرف أننا مسيحيون فأقول لهم ديني يأمرني بذلك
"

عبد الرحمن السميط: أنا ما قمت بحملة مضادة أنا أعتقد أني حاولت أن أصلح بعض الأخطاء اللي كانت موجودة وما حاولت استغلال حاجة الإنسان أيا كان سواء كان مسلم أو غير مسلم أنا لما أوزع غذاء ما أفرق بين المسلم وغير المسلم كان المسيحيين يأتون يقولوا لي كيف تعطينا وتعرف عنا مسيحيين فأقول لهم هذا ما بطوله من عندي هذا ديني يأمرني بذلك ديني ذكر لي أن امرأة مومس عاهرة نزلت إلى بير شربت ماء لما طلعت فوق شافت كلب عطشان فقالت والله هذا أصابه مثل ما أصابني نزلت وملأت خفها بالماء أو حذائها بالماء وصعدت وسقت الكلب فغفر الله لها رغم أنها مومس فإذا كان الله غفر لمومس من أجل كلب فباب أولى إن الله سيغفر لي إذا أنا ساعدت إنسان مثلي مثله في الإنسانية من لحم ودم وعقل بغض النظر عن خلفيته، ما يوم من الأيام خلال ثمانية وعشرين سنة حاولت أن أساوم أحد على دينه مقابل المساعدات نهائيا وبالعكس بعض القرى كنا إحنا نساعدها من قبل لما يسلموا تقل المساعدات حتى لا يعتقدوا أن إحنا اشتريناهم بالمساعدات هذه فمدارسنا مفتوحة لكل الناس آبارنا مفتوحة لكل الناس أنا أعتقد اللي يصرون على مزج الدين بالمساعدة هما ناس خسرانين ورأيت هذا في أكثر من مكان.

سامي كليب: ولكن قرأت عنك دكتور عبد الرحمن أنه كنت تصل إلى بعض الناس يعني ذوي الأصول الإسلامية وكنت تبكي حين تراهم يبكون ربما على أهلهم الذين ماتوا على غير دينهم المسلم، فعلا إلى هذه الدرجة هناك واقع مسلوخ عن التاريخ عند بعض الأفارقة؟

عبد الرحمن السميط: آخر مكان أنا عشت فيه لمدة طويلة هو في جنوب شرق مدغشقر وسكنت هناك بنيت بيت واشتريت سيارة وسكنت لمدة ثلاث سنوات وشويه أنا وزوجتي وكان عندنا مجموعة كبيرة من الأيتام حوالي 200 يتيم وطلبه وغيره، أنا أعتقد القبيلة اللي كنت ساكن معها بدون أدنى شك هما أصلهم من الحجاز.

سامي كليب: وكانوا لا يعرفون أي شيء؟

عبد الرحمن السميط: ولا يعرفون أي شيء يقولون أصلنا من قرية اسمها جدة بالشمال.

سامي كليب: من قرية.

عبد الرحمن السميط: أي نعم وجنب جدة فيه قرية ثانية اسمها مكة فيها رجل طيب يحبونه كثير اسمه محمد لا يعرفون عنه أنه نبي كتابهم المقدس يكتبون بالحرف العربي ولكن بلغتهم هم وفي شيء من القرآن بأخطاء كثيرة وفيه شيء من تاريخهم وفي شيء من الشعوذة الموجودة يعني تاريخهم يقولهم إحنا أبناء أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وأمنا اسمها أمينة طبعا ما يقولونها بهذه الصورة مثلا (رابا كاري – را أوماري – را عثماني – را عليموكرا) (را عليموكرا) يعني صاحب الفخامة علي الكرار لا يأكلون الخنزير لا يحبون الكلب ولا يربون الكلاب ولا يأكلون إلا ما ذبح الذبح الشرعي.

سامي كليب: طيب الصلاة والصوم وما إلى ذلك؟

عبد الرحمن السميط: ما عندهم صلاة ولا صوم وبعضهم عندهم مبنى مربع يذهبون إليه مرة بالسنة وبعدين يطوفوا حول المبنى هذا سبع مرات ويدعون لذلك يسمونه دعاني.. دعاني بلغتهم بيت الدعاء ثم يذبحون ويمشون أنا لما رحت قابلت زعيم القبيلة وقلت له أنا جايب أسرتي وإحنا ناس عرب مسلمين قريبين من مكة فيعني غريبة الإخوان منعوا زوجتي وبناتي نسيت أقول لهم أنهم محجبات فقال لي حياهم الله ما عندنا مانع فرحت أرسلت ابني الصغير وقلت له جيب أمك وجيب أخواتك طول الطريق والناس يصرخون عليهم ويؤشرون على رأسهم أنهم شيلوا هذا هم يقولوا أبونا قل لنا تعالوا لما قربوا إلى الكعبة تبعهم هجموا علينا هجمة يريدون يفتكون في زوجتي أم صهيب وفي بناتي اللي أهانوا دينهم بأنهم جاءوا وهم لابسين الحجاب فلأول مرة أشوف زوجتي تركض مثل الغزال وحتى السيارة بدأت تتحرك وركوبها وهي تتعرج وأنا أشيل الفلوس وأرميها بالهواء حتى أخليهم ينشغلون بالفلوس حتى ننقذ الأهل.

[فاصل إعلاني]

التعليم كوسيلة لمحارب الفقر

سامي كليب: لم تكن تلك المرة الأولى التي تعرض فيها ضيفنا الدكتور عبد الرحمن السميط للموت في إفريقيا لكن كلما اشتدت عليه نوائب الدنيا كلما تعلق بإفريقيا التي أحبها وأخلص لها وخلص الكثير من فقرائها من فقهرهم ولكما ازدادت عليه المخاطر تذكر أنه هنا لقضية أسمى وأرقى من رفاهية العيش في الكويت.

عبد الرحمن السميط: أعتقد إحنا استطعنا نجحنا في كثير من الأماكن وحدها منها قبيلة الغبرة بشمال كينيا قبيلة غريبة جدا من الإسلام بيصوموا رمضان، بيصوموا نصف شوال يصومون الصوم فران الصوم الأصغر بيحتفلوا بعدها بشهرين بيوم يسومونه أرفه بيذبحوا ذبح المسلمين عندهم كثير من الأشياء اللي واخذينها من الإسلام وعندهم أقصى قسم وأعز قسم عندما يقول لك نور الله نور مكة مدينة فإذا قال لك تغذي عندي تقول له لا يقول لك نور الله نور مكة مدينة تتغذى عنده خلاص ما تستطيع زي إخوانا المصريين لما يقول لك طلاق بالثلاثة.

سامي كليب: بنى الدكتور عبد الرحمن السميط أول مسجد في ملاوي وهو كان أسس عام 1981 لجنة مسلمي إفريقيا وفى الإحصاءات التي قرأتها حول علمه في إفريقيا وجدت مثلا أنه بنى حتى الآن أربعة آلاف وستمائة مسجد ودفع رواتب أربعة آلاف داعية وتكفل برعاية خمسة عشر ألف يتيم صار بعضهم اليوم سفراء أو وزراء أو خبراء في الأمم المتحدة أو ضباط في الجيوش الإفريقية وكما نشاهد في هذه الصورة مثلا بئرا ارتوازية فهو بنى على غراره ستة آلاف وستمائة بئر ناهيك عن مئات مراكز الأيتام والمستشفيات والمستوصفات ولكن في كل ذلك يبقى التعليم هو الوسيلة الفضلى لتغيير أحوال الناس هنا في إفريقيا أو لتشجيعهم على اعتناق الإسلام.

عبد الرحمن السميط: عن طريق التعليم، إحنا اهتمينا بالتعليم كثير لأني تألمت جدا وبكيت عندما علمت أنه ليس هناك خريج مسلم واحد في كل ملاوي وكان الناس يسمون الناس الغير مسلمين ألاسالي.. ألا سالي معناها الرجل المتخلف فأصبح دينا هو دين التخلف فأول شيء عملناه..

سامي كليب [مقاطعاً]: يسمون غير المسلمين ولا يسمون غير المسيحيين.

عبد الرحمن السميط: غير المسلمين يسمون المسلمين سواء كانوا مسيحيين أو غيره، فيطلقون هذا الاسم علينا فقررت أنا وأخواني العاملين معي في الجمعية أن يكون مفتاح التغيير للمجتمع في إفريقيا هي المدرسة وفى فترة من الفترات كنا ندفع رسوم الدراسة عن 95 ألف طفل سنويا عندما كانت الدراسة هناك بفلوس الآن مجانا وكانوا يأخذون من كل طالب أقل من خمس ريالات أو نصف دينار كويتي أو حوالي دولارين إلا شويه أميركي.

سامي كليب: لا شك أن المشاهد سيسأل كما سيسأل أي شخص يعني حين كنتم تساعدون كل هذه المساعدات تقدمون تقيمون مدارس مساجد ما إلى ذلك من كان الذي يدفع يعني من أين المصادر؟

عبد الرحمن السميط: عندما بدأنا العمل قبل أن نبدأ العمل بطوبة واحدة وضعنا استراتيجية وضعنا أهداف يجب أن نسعى لتحقيقها وضعنا أوقات في السنة الأولى ماذا نريد أن نحقق خمس سنوات عشر سنوات وهكذا.

سامي كليب: خطط سنوية وخطط خمسية وعشرية.

عبد الرحمن السميط: فمن بين الأشياء اللي خططنا لها أننا نستهدف الطبقة الوسطى اللي ممكن تعطينى نفرض عشرين دولار ولا ثلاثين دولار ولا أربعين دولار كل شهر وخاصة النساء وخاصة اللي أعمارهم بين خمس وعشرين وخمسة وأربعين لأنهم موظفات..

سامي كليب [مقاطعاً]: وين؟

عبد الرحمن السميط: في الكويت وكانت هذه هي البداية ولذلك الآن إحنا عندنا840 مدرسة وثلاث جامعات يدرس نصف مليون طالب فيها.

سامي كليب: نصف مليون طالب مئات المدارس يعني لا شك أنه بحاجة إلى مبالغ مالية هائلة ولا أعتقد أنه فقط أنه تبرعات نسائية لموظفات من الطبقة المتوسطة تستطيع أن تلبي كل هذه الحاجات وإن لم تشأ أن تجيب على السؤال لا بأس ولكن هل من مصادر مثلا أكثر من منظمات من دول تدعمكم؟

عبد الرحمن السميط: إحنا عندنا ثلث المبلغ وأنا أعتقد إن هو العمود الفقري للمؤسسة لجمعية العون المباشر هو من الكويت وهو من هؤلاء المتبرعين إحنا ما ضد الدول تجينا وتتبرع لنا بمليون دولار ونقول حياك الله بس أنا ما أخطط على أن الأخ سامي راح يجي ويتبرع بمليون ولا بنصف مليون أنا مخطط على أنه عندي كذا ألف من النساء اللي يتبرعوا لي بهذه المبالغ، الشيء الثاني النصف الثاني تأتي لي تبرعات من الخليج، الشيء الثالث من منظمات دولية وهذا يشكل30% ومن داخل إفريقيا تستغرب أنه كثير من التجار في إفريقيا ورجال الأعمال يتبرعوا لنا سنويا والغريبة أنه في المدة الأخيرة بدأنا نعتمد عليهم أكثر مما نعتمد على التبرعات من بره إفريقيا..

سامي كليب [مقاطعاً]: من الأفارقة نفسهم.

عبد الرحمن السميط: من الأفارقة نعم أنا أعرف واحد إفريقي في إحدى الدول الإفريقية في بوركينا فاسوا بنى أربعة وأربعين مسجد.

سامي كليب: هذه الأموال التي بني فيها عامل الخير والداعية المسلم دكتور عبد الرحمن السميط الكثير من المدارس والمعاهد وحفر آبار المياه أثارت ضده أعداء في إفريقيا ولكن أيضا في العالم خصوصا بعد الاعتداءات على الولايات المتحدة الأميركية ففي إفريقيا حرب من قبل من لم يعجبهم أن يكون الإسلام خلف تخفيف المعاناة ففي العالم كانت الإدارة الأميركية الحالية بالمرصاد لمن يرسل مالا إلى محتاج دون أن يكون البيت الأبيض على علم بذلك.

عبد الرحمن السميط: أنا الآن بره مدغشقر أجبرت يعني أترك مدغشقر اللي أحبها.

سامي كليب: كيف شو حصل؟

عبد الرحمن السميط: يبدو أنه كان فيه منافسة ولكن منافسة غير شريفة لأن مثل ما يقول البدو عندنا هذا الميدان يحمل دان هذا الميدان أعمل فيه وخليه غيرك يعمل وأنا..

سامي كليب [مقاطعاً]: منافسة بين من ومن؟

عبد الرحمن السميط: بينا إحنا كمسلمين وبين بعض الكنائس المسيحية ليست كل الكنائس تحديدا الكنيسة بروتستانتية.

سامي كليب: نعم.

عبد الرحمن السميط: الكاثوليك علاقتنا فيهم أحلى ما يمكن وكنا نتزاور وكنا نعمل مسابقات في الرياضة في حاجات كثيرة مع الكاثوليك إحنا إهملنا الكنيسة البروتستانتية عمدا حتى نشوف أيش رد فعلهم بس ما تصورنا أن يبلغون إلى هذه الدرجة.

سامي كليب: ما الذي حصل يعني مهم يعني ما الذي تشير إليه؟

عبد الرحمن السميط: اشتغلنا في القبيلة اللي أصولها عربية مسلمة شيء بديهي أني أشتغل فيها وأقدمها على غيرها من القبائل..

سامي كليب [مقاطعاً]: في مدغشقر يعني في قبلية لانتي مور.

عبد الرحمن السميط: في مدغشقر أي نعم ويبدو أن الكنيسة البروتستانتية وضعت خطة لتحويل هذه الكنيسة إلى مسيحية اللي حصل..

سامي كليب: القبيلة بالأحرى تحويل القبيلة إلى مسيحية.

عبد الرحمن السميط: أي نعم هو يحلون قبيلة الأنتي مور إلى مسيحية اللي حصل إنه خلال ثلاث سنوات الماضية حوالي200 ألف واحد من قبيلة الأنتي مور عادوا إلى الإسلام فجن جنون..

سامي كليب [مقاطعاً]: مأتي ألف واحد تقريبا.

عبد الرحمن السميط: نعم جن جنون الكنيسة وشعروا أنه إحنا خطر عليهم وأهدافهم وبما أن السياسيين هما خاتم في يدهم استطاعوا يقنعوا السياسيين بطردنا.

سامي كليب: وطردتم؟

عبد الرحمن السميط: طردنا نعم العمل كان مستمر..

سامي كليب [مقاطعاً]: جاء قرار رسمي بالطرد يعني؟

عبد الرحمن السميط: أينعم.

سامي كليب: وبرر بأسباب معينة؟

عبد الرحمن السميط: لا تعرف الآن مع الحرب على الإرهاب يتخذ أي حاكم من الحكام ما يريد من قرارات دون أن يبرر.

سامي كليب: والتحويلات المالية التي كانت تصلكم مثلا إلى مصارف إلى ما إلى ذلك حصل تضييق عليها؟

عبد الرحمن السميط: حصل تضييق عليها الآن رغم أن المنظمات الاستخباراتية الغربية جاءت إلى مكاتبنا وزارت المكاتب فتشت كل ملفاتنا ما أخفينا عليهم ملف ودققوا حتى بأسماء الطلبة وتاريخ ميلادهم ومكان ميلادهم ما أخفلنا شيء وظلوا ست أشهر وقالوا لنا صار لنا ست أشهر نراجع ملفاتكم ما وجدنا شيء حولكم إحنا مطمئنين كنا منعناكم من تحويل الآن حولوا كنا منعناكم الشيء الفولاني الآن توكلوا على الله وحاجات من هذا النوع لكن مع الأسف يبدوا أنا شريحة صغيرة فقط في ذلك البلد أخذوا هذا الانطباع ولما كتبوه إلى مقراتهم في الدول العظمى يبدو أنه ما أخذ فيه.

سامي كليب: هذا التضييق حصل فقط في مدغشقر ضدكم أم في عدد من الدول الأخرى؟

عبد الرحمن السميط: لا لا في أكثر من دولة ما بدي أن أذكر.

سامي كليب: طيب دكتور عبد الرحمن يعني طبعا السؤال مطروح حاليا أنه جمعيات خيرية كجمعيتكم تعمل بالشفافية التي تتحدث عنها حضرتك طيب حين تطرحون المسألة على المسؤولين العرب والمسلمين في الدول العربية والإسلامية الذين يفاوضون مع الأميركيين حول هذا الموضوع يعني، هل تشعرون بمساعدة أم أيضا بتضييق من قبل الحكام العرب المسؤولين العرب؟

عبد الرحمن السميط: لا أعتقد أن أغلب الحكام العرب قلوبهم معنا ولكن سيوفهم علينا.. لأن القوانين تأتي جاهزة معلبة وتسلم للحكام العرب لا لإبداء الرأي فيها ولكن لتطبيقها.

سامي كليب: يعني نأخذ مثلا أقرب حضرتك بالكويت تشعر بتضييق على حركتك مثلا معين؟

عبد الرحمن السميط: نعم أشعر بتضييق كبير.

سامي كليب: هل يمكن أن تعطيني مثالا؟

عبد الرحمن السميط: الآن منعنا من التحويلات فالآن عايشين على التبرعات اللي من الداخل وعلى ما عندنا من أموال كنا محولينها من قبل، إحنا منعنا من جمع أي تبرعات نقدية منعنا من أشياء كثيرة ما مسموح لنا حتى بجمع الملابس وما أدري الملابس أيش علاقتها بالموضوع لأن علمي أن الملابس لا يمكن تحويلها إلى صواريخ ولا إلى قاذفات.

سامي كليب: خلافا لأقلام الرصاص التي منعت بالسابق في العراق يعني، طيب حضرتك تركت خلفك في إفريقيا الكثير من العائلات ربما والأفراد المعتمدين عليكم بشكل مباشر هؤلاء ما الذي سيحل بهم يعني اليوم مثلا؟

عبد الرحمن السميط: والله الله أعلم ولكن إحنا ما يأسنا إحنا ثقتنا بالله كبيرة وإحنا مطالبين بأن نعمل ضمن ما يسمح لنا بالعمل فيه والنتائج هي بيد الله سبحانه وتعالى إذا الله قرر أنه يرحمنا من خدمة هؤلاء فالأمر أمره.

سامي كليب: ذهبت طبعا دكتور عبد الرحمن إلى السودان في السودان تعرفت عن قرب على قبائل الدنكا، السؤال المطروح اليوم أنه طبعا حاولت السلطات السودانية سنوات طويلة أن تبقي على الجنوب موحدا مع باقي الدول أرسلت بعثات أيضا بعض الأئمة إلى جنوب السودان من أجل إقناع بعض الطوائف بأن تقتنع بالدين الإسلامي أو تعتنق الدين الإسلامي وكان بالمقابل هناك حملات تبشيرية مسيحية كثيرة أيضا مناهضة لذلك وهناك العديد من القبائل في الجنوب أيضا ليس لها بالمعنى المتعارف عليه دين عمليا، حضرتك ذهبت إلى هناك وشاهدت بأم العين الذي يحصل شعرت أنه فيه تقصير من قبل الذين ذهبوا إلى هناك من أجل إقناع هؤلاء الناس؟

عبد الرحمن السميط: تقصير كبير مني ومن غيري من المسلمين إحنا ما عملنا شيء لكن يجب أن نعلم أن الإنجليز عندما احتلوا السودان باسم مصر أصدروا قانون خاص يمنع دخول العرب إلى جنوب السودان ومنعوا تحديدا أي داعية من الدعاة ومنعوا الثوب العربي ومنعوا اللغة العربية وأنا أذكر على سبيل المثال في جبال النوبة حاولوا يغيروا اللغة العربية فحاولوا يعلموهم الإنجليزي فشلوا.

سامي كليب: طيب هذا في التاريخ ولكن معروف أنه الجبهة الإسلامية مثلا بقيادة خصوصا الدكتور حسن الترابي حاولت أن تقوم بالعكس.

عبد الرحمن السميط: ما ودي أن أتكلم في السياسة لي رأيي الخاص في الدكتور حسن الترابي وأمثاله أنا أعتقد أن هؤلاء ما خدموا الإسلام الخدمة اللي يتمناها الإنسان وكنا سنكون أفضل لو ما وجودوا على الساحة ما أرسل أي دعاة إلى جنوب السودان إلا ما ندر العمل كان مفتوح على مصرعيه للكنائس والمنظمات التبشيرية حتى يومنا هذا.

سامي كليب: دكتور عبد الرحمن طبعا سؤال يُطرح واسمح لي بطرحه لأنه حينما أطرحه عليك ربما طرح عليك مرات عديدة وخصوصا أنه جاء محققون أميركيون وحققوا فيما تقومون به، هل كانت لكم علاقة قريبة أو بعيدة بأسامة بن لادن بجمعيته الخيرية أيضا التي عملت.

عبد الرحمن السميط: أنا أعتقد إحنا بعيدين كل البعد عن أي جماعة تؤمن بالعنف وتؤمن بالسلاح.

إنجازات السميط في أفريقيا

سامي كليب: تجويد القرآن الكريم من بين الأمور التي ساهم الطبيب الداعية الكويتي الدكتور عبد الرحمن السميط في نشرها في إفريقيا وهو قام بترجمة الكثير من الكتب الإسلامية إلى اللغات واللهجات المحلية وكان لشخصه وإنسانيته وخبرته في العمل الإنساني والطبي تأثيره البالغ في إقناع مناطق كاملة بالعودة إلى أصولها العربية أو إلى الدين الحنيف.

عبد الرحمن السميط: أنا أضرب مثال قبيلة الغبرا شمال كينيا أسلمت عندما أقول أسلمت يعني أسلم51% .

سامي كليب: كم عددها قبيلة الغبرا تعتقد؟

عبد الرحمن السميط: حوالي مائة وشويه ألف، كثير قبائل الحمد لله عادت للإسلام خلال الثمانية وعشرين سنة الماضية اسلم في المناطق اللي إحنا نعمل فيها ما يقارب من ستة ونصف مليون شخص.

سامي كليب: ستة ونصف مليون شخص بفضل ما قمت به يعني في الجمعية.

عبد الرحمن السميط: نعم عندنا إحنا دعاة عندنا معلمين عندنا لكن أغلب الأحيان هو عن طريق التعليم علما بأن إحنا ما نجبر إنسان أبدا مهما كان على الدخول في الإسلام ولا نضغط عليه..

سامي كليب [مقاطعاً]: ولا إغراءات مالية مثلا؟

عبد الرحمن السميط: لا لا أبدا هذا ضد كل قيمنا.

سامي كليب: فقط بالتعليم.

عبد الرحمن السميط: بالتعليم الناس بيسلموا، الناس فطرتهم قريبة من الإسلام مشكلتنا إحنا إن إحنا ما وصلنا لهم الرسالة الكلمة اللي بأسمعها من كل مكان آخر سفرة أنا جيت من هناك منذ أسابيع أرسلنا شيخ من شيوخ قبيلة الرنديلي إلى الحج.

سامي كليب: من وين قبيلة الرنديلي؟

عبد الرحمن السميط: من شمال كينيا كنت أنا هناك وأسلم الرجل قبل أربعة أشهر خمسة أشهر وضحى بأشياء كثيرة الحقيقة أول شيء شالوه من القرية طردوه حرموه من زوجاته عنده زوجتين عملوا له أشياء كثيرة الرجل إحنا أرسلناه للحج فلما رجع الحج كان غاضبا إلى حد كبير بيقول لي يا دكتور عبد الرحمن كيف عندكم هذا الدين العظيم وأنتم نايمين قال لما رحت الحج الملك والأمير والسفير يلبسوا زيي أنا ويمشوا بنفس الأماكن اللي بنروح لها نروح لعرفات هما بيرحوا لعرفات نرجع لمنى هما يروحون، فيقول هذا الدين وين ما تكلموا عنه من زمن طويل ليه ما جيتوا لنا إلا قبل أشهر فالناس عندهم استعداد لقبول الإسلام أنا أضربك لك مثال بقرية صغيرة اسمها دلاب جنبو زرتها عام 1994 كان فيها مسلم واحد بس.

سامي كليب: وين موجودة؟

عبد الرحمن السميط: هي كمان بشمال كينيا الحقيقة كل تفكيري الآن..

سامي كليب [مقاطعاً]: في كينيا.

عبد الرحمن السميط: على المنطقة هذه وأنا لسه جاي منها فلذلك أتكلم عنها.

سامي كليب: كان فيها مسلم.

عبد الرحمن السميط: مسلم واحد في هذه القرية من حوالي ستة آلاف وخمسمائة شخص فيها16 كنيسة خلال الفترة الماضية أخذنا واحد من أولاده أذكر أول ما جاء عندنا بالمعهد الشرعي كان يحمل صليب فقلت للإخوان ما تأمروه..

سامي كليب [مقاطعاً]: نزع الصليب.

عبد الرحمن السميط: بنزع الصليب انزعوه من قلبه لكن هذا الصليب اللي معلقه بره هذا بينه وبين رب العالمين وعاملناه معاملة طيبة طبعا بعد شهرين ثلاثة أسلم بدأ يتعلم دينه الجديد رجع القرية ابتدى يكلم الناس في القرية لما رحت لهم المرة هذه وجدت أن عندهم أكثر من90% أسلموا رغم وجود16 كنيسة في المنطقة ولا يوجد أي مسجد على الإطلاق.

سامي كليب: ينقل الطبيب الداعية الكويتي الدكتور عبد الرحمن السميط عند ديفد بارت خبير الإحصاء في العمل التنصيري في العالم أن عدد العاملين في مجال التنصير ستة ملايين وربع المليون شخص وأنهم يملكون أسطولا جويا يضم أكثر من ثلاثمائة وستين طائرة وحوالي أربعة آلاف وخمسين إذاعة.

عبد الرحمن السميط: هذه المحطات الكبيرة محطات (FM).

سامي كليب: نعم.

عبد الرحمن السميط: ربما أكثر عشر مرات من أضعاف الرقم هذا.

سامي كليب: وموجود منها الكثير في إفريقيا على ما تعلم؟

عبد الرحمن السميط: أي نعم.

سامي كليب: أنتم أقمت إذاعات محلية؟

عبد الرحمن السميط: عندنا سبع محطات إذاعة الآن وننوي أن ننتشر فيها وتستغرب عدد الناس اللي اقتنعوا عن طريق الإعلام الجماهيري قرى كثيرة وبيوت كثيرة ما ممكن نصلها لكن الإذاعة توصل لها إذاعة تغطي عشرة آلاف كيلوا متر مربع تتلكم باللغة المحلية للمنطقة تكون أكبر رسول لحمل الرسالة إلى كل هذه البيوت والناس تسلم بشكل كبير لمجرد أنهم سمعوا شيء من شرح الإسلام وكثير من القرى يقولون كنا إحنا على الدين الفولاني أو على الطائفة الفولانية خاصة القديانيين لما سمعنا إذاعتكم بدينا نعرف الإسلام الحقيقي وتحولنا إلى الإسلام الإذاعة هذه تتكلف 250 ألف دولار.. نعم.

سامي كليب: بالسنة؟

عبد الرحمن السميط: لا250 ألف دولار قيمة الأجهزة وقيمة البناء وقيمة تسييرها لمدة عشرة سنوات.

سامي كليب: كنت أسمع عن الطبيب الكويتي الدكتور عبد الرحمن السميط كما يسمع البعض منكم حول بعض أعماله الخيرية في إفريقيا وأعجبتني قصته على سبيل الفضول لكن حينما بدأت أجمع الأرشيف عنه وأشاهد هذه الصور الهائلة بعذابها وإنسانيتها وجورها سألته عن سبب عدم ظهوره عبر وسائل الإعلام ولماذا آثر العمل طيلة أكثر من نصف قرن بعيدا عن الأضواء؟ فهل أن إفريقيا هي علمته الصمت والحكمة وبأن وضع يد على كتف طفل جائع يبقى أكثر فائدة من خطابات واجتماعات وقمم العرب أجمع؟

عبد الرحمن السميط: تعلمت الكثير من إفريقيا وأنا شاكر لإخواني في إفريقيا تعلمت أولا أني أحترم عادات وتقاليد الآخرين وقيمهم ما لم تتعارض مع أساسيات الدين تعلمت أني أدوس على نفسي من أجل خدمة الآخرين لأن هذا سيترك أغلب الأثر وأعظم الأثر في نفوس الناس أنا لما رحت مع زوجتي المدة الأخيرة إلى توجو ووجدت أن القبائل هناك تتسابق لاستقبالي بالخيول والبنادق والسيوف وطيروا الطبول وبعدين وقف شيخ أكبر قبيلة هناك أميرها وقال يا دكتور عبد الرحمن أنا أناشدك فرديت عليه قلت أنا مستعد أعيش عندك أنا ما عندي مانع قال لي أنا أريد أن أستولي على قلبك بأن تبقى هنا هذا لن يكون إلا بالزواج من بنتي فكان في موجود آلاف من الناس قاموا يضحكون وحتى أهلي كان عندها مترجمة تترجمها ما يقول الأمير فكانت ذكية المترجمة قالت إنه يعرض على صهيب ابنه أبنكم يزوجه بنته فيعني تعلمت منهم أشياء كثيرة الحكمة محاولة ضرب الأمثلة في ..وبعدين الصبر البساطة القناعة هذه كلها تعلمتها منهم.

سامي كليب: الصبر كان بحاجة إليه الدكتور عبد الرحمن السميط ليس فقط لمواجهة مجاعة ومرض وجهل مستحكم في إفريقيا وإنما لمواجهة أنظمة عربية كانت بدلا من أن تساعده تسد الطريق عليه، رغم أن هذه الدول نفسها هي التي تجاهر بين الحين والآخر بضرورة مد الجسور الجديدة مع إفريقيا بينما المياه الإسرائيلية تسير تحت الجسور في القارة السمراء منذ أمد بعيد.

عبد الرحمن السميط: يؤلمني إني أقول لك ما أذكر الآن أي مساعدة حصلت عليها من أي جهة من الجهات الرسمية في البلاد العربية، أنا أعتقد إن السفارات وضعت للوجاهة في كثير من الأحيان وضعت رعاية المصالح التجارية وضعت للاستقبال ولتوديع المسؤولين يزورون لكن حقيقة..

سامي كليب [مقاطعاً]: ولملاحقة المعارضين.

عبد الرحمن السميط: ربما كان يعني ولو أنها بيسير قليل جدا إذا وجد هؤلاء أنا أعتقد أنه ما روعي فيها العمل الإسلامي، لا زلت أذكر أنه في سفارة مصر في رواندا قبل عشرين سنة تقريبا سمعت أن السفير يشتكي من أن المنح اللي تجي من مصر تباع بالسوق فرحت وقابلته وقلت له أيش تقترح؟ الكلام اللي تقوله هذا صحيح وهذا ما هو برواندا فقط في كل الدول الإفريقية تباع المنح بالشارع فقال هل بالإمكان أنتم تأخذوها قلت له بالتأكيد إحنا ممكن نأخذها وزيادة على هذا إحنا ندفع التذاكر نوفر على حكومة مصر التذاكر من رواندا إلى مصر والعودة بعد ذلك فقال لي والله هذه فكرة طيبة وهذه أفضل.. أنا ما اعترضت كتب إلى مصر كان فيه مسؤول كبير مع الأسف المسؤول هذا كان مسيحي وصار بعدين أمين عام الأمم المتحدة.

سامي كليب: بطرس غالي نعم.

عبد الرحمن السميط: ما أريد أن..

سامي كليب [مقاطعاً]: مش ضروري نذكر اسمه بس بطرس غالي.

عبد الرحمن السميط: رد عليه رد سيئ للغاية.

سامي كليب: شو قال حين كان وزيرا للخارجية؟

عبد الرحمن السميط: كان وزير للخارجية ووزير دولة للشؤون الخارجية وكان مسؤول عن الصندوق المصري للتنمية.

سامي كليب: شو كان الجواب؟

عبد الرحمن السميط: فكان يعني يوبخه توبيخ سيئ للغاية أنه ما أرسلناك علشان تشتغل للإسلام أو تشتغل هذا ما من شغلك.

سامي كليب: اليوم عمرك تقريبا ستين عاما إلى ما تشتاق في إفريقيا وأنت في الكويت؟

عبد الرحمن السميط: والله اشتاق أني أعيش من الناس البسطاء أشتاق إلى رؤية الأيتام وأعيش بينهم ومحادثتهم بعد صلاة المغرب أو بعد صلاة الفجر اشتاق وأشعر بالفخر عندما أرى الأيتام اللي كانوا مشردين حفاة الأقدام اليوم هما أطباء ومهندسين وأساتذة جامعيين ومدراء مدارس وخبراء في أماكن مختلفة أشعر بأن هذا فخر لي وأشعر أن جهدي خلال ثمانية وعشرين سنة الله سبحانه وتعالى كافئني فيه أني رأيت النتائج الآن.

سامي كليب: يرى الطبيب والداعية الكويتي الدكتور عبد الرحمن السميط اليوم بعض نتائج عمله وهو حين يحصل على جائزة يسارع بتوزيعها على الأيتام والمحتاجين وكما عمل سابقا بصمت فإنه اليوم يغالب الأمراض الكثيرة بصمت وتغرورق عيناه دموع مرة بفعل الألم ومرة أخرى حين يرى يتيما ممن أشرف عليهم قد أصبح سفيرا أو وزيرا أو فقط قد أكل وشبع وحصل على حبة دواء.