زيارة خاصة

أمية عبود

ضج لبنان لأجل أمية عبود مرتين، الأولى عندما ارتبطت بأحد أعضاء الجيش الأحمر والأخرى لزواجها منه داخل سجن رومية اللبناني. تتحدث أمية في لقاء خاص عن سجنها ونضالها من أجل إعلاء كلمة الحرية لكل الشعوب وعن علاقتها بالجيش الأحمر.

مقدم الحلقة:

سامي كليب

ضيف الحلقة:

أمية عبود: إحدى أعضاء الجيش الأحمر الياباني

تاريخ الحلقة:

15/08/2003

– بداية تعرف أمية عبود على أداتشي
– أسباب حضور أداتشي إلى لبنان

– سجن أمية عبود وأعضاء الجيش الأحمر الياباني في لبنان

– زواج أمية عبود بأداتشي في السجن

– ترحيل سجناء الجيش الأحمر الياباني من لبنان ورد فعل أمية عبود

– سفر أمية عبود إلى اليابان والصعوبات التي واجهتها


undefinedسامي كليب: حين اعتقلت ضيفتنا قبل سنوات هنا في منطقة القرعون اللبنانية ضج لبنان بخبرها، ذاك أنها كانت مرتبطة بأحد أعضاء الجيش الأحمر الياباني أي الجيش الذي ناضل طويلاً إلى جانب القضايا العربية والفلسطينية، ولكن ضج لبنان مرة ثانية وأيضاً اليابان والعالم بزواجها منه داخل السجن.

لماذا تزوجته؟ ولماذا سُجِنَ أصلاً أعضاء الجيش الأحمر الياباني الذين كان قسمٌ منهم سُجِنَ في إسرائيل بعد عملية اللد الشهيرة؟

كل ذلك سنتعرف عليه في هذه الحلقة من برنامج (زيارة خاصة) مع ضيفتنا السيدة أمية عبود.

أمية عبود: وقت اللي بيستشهد شاب بالأرض المحتلة بأشعر بالألم، وقت الأم عم بتودع ابنها يعني بأبكي، وقت اللي بأشوف طفلة صغيرة عم بتنقتل بمجزرة بأبكي وأنا باليابان.


بداية تعرف أمية عبود على أداتشي

سامي كليب: في بلدة القرعون وُلِدَت أمية عبود وسرعان ما اكتشفت أن بلدتها الغناء بخضرتها والمستلقية بهدوئها عن الضفة اليمنى لبحيرة القرعون هي عرضة لأطماع إسرائيل، فكان أن أنجبت عائلة عبود المسيحية عدداً من المناضلين والمقاومين، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر المقاومة الشهيرة لولا عبود التي قضت إسرائيل على زهرة شبابها، فطبيعي أن تكون أمية يسارية الهوى، فلسطينية التضامن، حتى ولو أنها لم تدخل في أي حزب سياسي، ولكن كيف جمعها قدرها بأحد مناضلي الجيش الأحمر الياباني (ماساو أداتشي)، وكان في الحادية والستين من العمر، وفي أي عام تحديداً تعرفتي عليه؟

أمية عبود: تقريباً بالـ 93 أو بالـ 94 زارني بالعيادة وعنده كان وجع بظهره، ومثله مثل أي مريض يعني سمع من حدا إنه بأعالج بالوخز بالإبر، وإجا على العيادة عندي، وبلشت أعالجه يعني هو اهتم بطريقة الوخز بالإبر لأنه عندهم باليابان طريقة شعبية، بس أنا بوقته ما يعني بهذاك الوقت ما كنت أعرف عنه مين هايدا الزلمة.

سامي كليب: بس كنت.. كنت ذهبتي إلى اليابان قبل ذلك؟

أمية عبود: أيه أكيد، أنا رحت أول زيارة بالـ 91 هو عرف إنه بيعرف.. بتعرف الناس إنه من مريض لمريض ثاني بيقولوا إنه فيه واحدة كانت في اليابان وإجت درست وخز بالإبر وعم بتعالج، فإجا لعندي حتى يتعالج، وتعرف جلسة بعد جلسة يعني طريقة الوخز بالإبر تأخذ كثير وقت جلسات يعني مش من أول جلسة يعني ما فيها أدوية ولا فيها أي شيء بيأخذ دواء وبيروح على البيت. لأ، يداوم كل أسبوع أو بالأسبوع مرتين إنه كان يجيني عندي على العيادة، وبعدين يعني نحكي بهايدي الفترة ساعة يعني العلاج ساعة، كل جلسة بتأخذ وقت ساعة، فإن نتحدث مثلي.. يعني مش بس معه أتحدث مع كل المرضى والمرضى يحدثوني يعني، فصار فيه تقارب من هايدا بس مش من أول مرة يعني.

سامي كليب: طيب كان أول اتصال إذن بالوخز بالإبر، الاتصالات الثانية تلاحقت طبعاً بما أنه المعالجة تتطلب وقتاً طويلاً، متى علمتي إنه أداتشي ينتمي إلى الجيش الأحمر الياباني؟

أمية عبود: آه، يعني ما عرفت قبل السجن بشكل مباشر، يعني قبل ما ننسجن أنا وهو ما كنت أعرف بشكل مباشر أن هو بالجيش الأحمر الياباني، يعني من خلال أحاديثنا يعني كنا نتحدث أشياء ثقافية، مواضيع ثقافية نناقش فيها سياسية اجتماعية، نناقش بكثير أشياء، من خلال نقاشي معه مثلاً بمواضيع معينة كنت ألاحظ إنه.. كنت أشك بس ما عرفت يعني لا أنا حكيت ولا هو حكى يعني ما هو..

سامي كليب [مقاطعاً]: ما.. ما الاسم الذي كان يستخدمه حين كان يأتي إلى العيادة؟

أمية عبود: فيه اسم كان يستعمله آسيوي نسيته، ما.. اسم آسيوي نسيته.

سامي كليب: طيب وحين كنت تسأليه مثلاً عن سبب وجوده في لبنان وماذا يفعل ومنذ متى، هل كان يقول لكِ أسباب، يعني يخترع أسباباً كثيرة، وهل كنتِ تصدقيه مثلاً؟

أمية عبود: هتحقق معي؟! لأ، كان يقول لي إنه مثلاً هو عنده بيزنس بلبنان عم بيشتغل بيزنس، وأنا كنت ألاحظ يعني كنت أزوره بالبيت أحياناً أعمل له جلسات بالبيت كان معه بالبيت أحياناً تتواجد واحدة من رفاقه الست اللي انكمشت معه كمان، أحياناً حداً ثاني يعني بس بيشوف كمبيوتر يشوف شغل يعني ما أتدخل أنا بطبعي ما بأتدخل بس كنت أصدقه إنه هو بيزنس مان [Businessman] بلبنان يعني.

سامي كليب: طيب ومتى بدأت العلاقة جدياً بينك وبينه يعني متى بدأت تشعرين أنه الرجل المناسب لكِ وأنكِ يمكن أن تضحي بثقافتك وبتاريخ يعني طبعاً أنت تربية شرقية لبنانية، وهو ياباني وهناك فارق في العمر أيضاً حوالي عشرين عام، متى بدأتي فعلاً تعتقدين أنه الرجل المناسب لكِ؟

أمية عبود: أول شغلة بأحب أوضح -سامي- إنه ما ضحيت يعني، ضحيت بأشياء كثيرة، بس بعدي محافظة على ثقافتي على حضارتي بالعكس يعني عم.. عم بأحاول أنشر ثقافتي، يعني ثقافتي هي الثقافة العربية، يعني بس وقت اللي بلشت أحس يعني إنه شيء تجاه (أداتشي)، يعني صرت أحس بقرب أكثر، بانجسام أكثر، يعني كان بعد ما صار يجي لعندي على العيادة بفترة يعني أكثر من ست شهور يعني، وبتعرف العلاقات كيف بتصير، يعني بتأخذ مسار ثاني يعني.

سامي كليب: كنتِ سمعتِ سابقاً بالجيش الأحمر؟

أمية عبود: أيه أول مرة أنا سمعت بالجيش الأحمر كنت صغيرة يعني كان عمري 11 سنة بالواحد.. بالـ 72 وقت عملية اللد، يعني كنا ولاد صغار بأذكر صرنا نغني (كوزو أوكاموتو) يعني نحنا وصغار، يعني ما كانت بالوقت وبعدين ثاني مرة سمعنا في وقت عملية التبادل.


أسباب حضور أداتشي إلى لبنان

سامي كليب: أمية عبود سمعت متأخرة إذن بالجيش الأحمر الياباني، وربما الكثير منكم أعزائي المشاهدين لا يعرف عن هذا الجيش شيء، ومع ذلك فإنه تأسس عام 69 من أربعمائة عضو ينتمون إلى حركة اليسار الجديد، ونفَّذ سلسلة من عمليات خطف الطائرات والهجمات، وبينها لو تذكرون الهجوم المسلح على مطار إسرائيلي عام 72 والذي أدَّى إلى مقتل أربعة وعشرين شخصاً وجرح ستة وسبعين آخرين، كل ذلك دعماً للقضايا الفلسطينية والعربية بعد أن اضطر لمغادرة اليابان هرباً من الملاحقة، وكان الجيش الأحمر الياباني الذي أعلن حل نفسه رسمياً قبل فترة قصيرة قريباً من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وحتى اليوم لم تعرف كل تفاصيل الصفقة التي جرت بين لبنان واليابان لتسليم جزء من أعضاء هذا الجيش وإبقاء فقط أحد مناضليه التاريخيين (كوزو أوكاموتو) في لبنان وهو يعاني حالياً من ظروف صحية ونفسية صعبة بعد أن أنهكته آلة التعذيب الإسرائيلية في معتقله، ولكن لماذا جاء أداتشي رفيق كوزو وزوج أمية عبود إلى لبنان أصلاً؟

أمية عبود: هو بهذيك الفترة يمكن بعد الـ 71، الـ 71 إذا بتذكر كانت حرب فيتنام كان يعني الأنظار كلها تشير.. كل الناس أنظارها على فيتنام، هلا كان فيه حركات طلابية باليابان، كان فيه حركات دعم أو ضد للحرب الفيتنامية الأميركية، فهو شاف إنه الأهم أو القضية التاريخية الأهم هي قضية فلسطين، فقرر يجي على فلسطين يعني قرر يجي على المنطقة العربية، ولحتى هلا مقتنع بحقوق الشعب الفلسطيني بعدالة القضية الفلسطينية لحد هلا بعده مصر على عدالة القضية الفلسطينية.

سامي كليب: حتى ولو كان الكثير من العرب اليوم يعني نسيوا عدالة هذه القضية؟

أمية عبود: تقريباً..

سامي كليب: طيب أمية عبود أنت بالنسبة لكِ يعني من.. جئت أيضاً من بيئة لبنانية قدمت الكثير في الواقع على الأقل حتى الآن يعني هناك أسماء عديدة، أسماء مقاومة وأسماء مناضلين أيضاً من المنطقة التي وُلِدْتِ فيها، ما هي علاقتك المباشرة أيضاً بالقضية الفلسطينية يعني؟ متى بدأت هذه العلاقة المباشرة؟ وما الذي دفعك إلى هذا الخط -إذا صح التعبير- النضالي الذي عبره التقيت بأداتشي فيما بعد؟

أمية عبود: يعني إذا بدي أقول أول.. أول مرة بأوعى على.. يعني الخطر الإسرائيلي الثاني كان عمري يمكن ست سنين بالـ 67 بتذكر الناس كلها خافت، يعني كنت طفلة لحد هلا بأذكر إنه كيف أهلي عم يدهنوا الإزاز بالأزرق كل الناس كانت خايفة يعني مع أنه ما كان الحرب إنه عندنا بس، إنه بلَّشت الحرب بـ 67، فبلشت أخاف كطفلة يعني لحد هلا أفكر يعني إنه شو معنى الخوف، يعني ليش إسرائيل بدها تقتلنا؟ يعني هايدا كانت إنه أنا فهمت هيك من أهلي، إنه إسرائيل جاية تقتلنا، بدنا نحمي حالنا، بعدين بلشت كيف بدي أقول لك.. الاحتلال ورا الثاني، يعني الاجتياح ورا الثاني يعني لجنوب لبنان، فبتحس بالخطر أكثر يعني بتشوف الخطر الإسرائيلي علينا أكبر، يعني بعدين إذا أنا بدي أتعاطف مع القضية الفلسطينية، فلسطين شعبي يعني أرضي يعني، أنا عربية انتمائي عربي قبل ما أكون لبنانية يعني، بعدين أجواء البيت، أجواء الضيعة يعني إنه أنا بانتمائي لعائلة مقاومة من ضيعة مقاومة قدَّمتُ شهداء، فيها مناضلين كثير يعني كل الأجواء ساعدتني لأشوف الحقيقة مثل ما هي.

سامي كليب: طيب طبعاً هو السؤال تمهيد قد يكون لسؤال آخر يعني أنا أحاول ألا أُجري تحقيق سياسي ولا..

أمية عبود: أسئلتك هيك.

سامي كليب: ولا.. ولا صحافي، ولكن هل انتميتي إلى حزب معين قبل اللقاء بأداتشي؟

أمية عبود: لأ، يعني كان عندي تعاطف كثير مع القضية الفلسطينية، بس ما انتميت أبداً لأي حزب ما عندي خجل.

سامي كليب: ولا حتى للجبهة الشعبية؟

أمية عبود: لأ، يعني مع أنه بأحترمهم وبأقدرهم بس ما..ما انتميت يعني لو انتميت ما عندي خجل يعني، حتى للجيش الأحمر الياباني ما أني منتمية، لأن هو منتمي للجيش الأحمر الياباني وهلا انحل الجيش الأحمر الياباني يعني بس بأناصر القضية الفلسطينية، بس يعني ما بأقدر أعمل أكثر من هيك، ما انتميت لأي حزب أبداً.

سامي كليب: بعد اللقاء طبعاً مع أداتشي وقصة الحب متى بدأتي في الواقع تشعرين بأن الرجل خطير بالمعنى السياسي للكلمة؟

أمية عبود: يعني بدك تفهمني إن هو خطير؟

سامي كليب: يعني خطير طبعاً قد يكون لها مفهوم إيجابي ومفهوم سلبي.

أمية عبود: هلا صحيح.. صحيح يعني هلا، أول شيء أنا ما شوفت فيه أي خطورة يعني، بالنسبة نحنا العرب يعني إذا بتقول جيش أحمر ياباني ما أقول لك إلا تحترمه صح أم لأ؟

سامي كليب: طبعاً.

أمية عبود: يعني أي واحد أي إنسان عربي يعني بيقدر النضالات اللي قدموها لشعبنا، فما حسِّيت بالخطورة بس مثلاً بأقدر أحكي مرة بعد ما اتزوجنا مش الخطورة ما.. ما بدي اسميها خطورة، بس السلبيات اللي بلَّشت تيجي لعندي يعني كانت بنت أختي مريضة وبخطرة ما عندي غيرها يعني أختي ما عندها غيرها بكندا عمرها 16 سنة صار عنها لوكيميا وكلنا عارفين إنه مرضها كثير خطير، ودوا لي ورقة جابوا ورقة من المستشفى ورحت على السفارة بدي أروح لعندها أزورها قبل ما يصير شيء على السفارة الكندية، فرفضوني يعني والسبب إنه أكيد زواجي من أداتشي كنت متزوجة من أداتشي، يعني أول شغلة بيقولوا لي إنه أنت كنت مسجونة، قلت له بس أنا كمان طلعت براءة، اللي قريت بالجريدة، قلت له أنا كمان طلعت براءة، فهايدي من الشغلات اللي يعني أثرت سلباً عليَّ، بس ما بأعتبر إنه هو إنسان ما خطير يعني، فيه شغلة إنه كان ملاحق وهلا صار وضعه كثير عادي.

سامي كليب: طيب طبعاً للتوضيح للمشاهدين مَنْ هو بالضبط؟ ولماذا اعتقل وكيف جاء إلى لبنان وما إلى ذلك؟ في الواقع هناك فقط سؤال إن (كوزو) معروف بأنه نفذ عملية اللد ضد إسرائيل وكان الناجي الوحيد من بين رفاقه في الواقع واعتقلته إسرائيل وسُجن فترة طويلة وتم تبادل الأسرى وما إلى ذلك، ولكن بالنسبة لأداتشي السؤال المطروح يعني وهنا السلطات اللبنانية وقفت كثيراً خلف هذا السؤال أو خلف هذه الذريعة في القول أنه لا يستحق اللجوء السياسي، يعني هل فعلاً قام بعمل مقاوم مع الفلسطينيين ومع القضايا العربية لكي يستحق أن يبقى في لبنان لو كان ينبغي أن يبقى في لبنان؟

أمية عبود: هلا إذا مش بس هو كان لازم يبقى بلبنان يعني إنه ما عمل العمل يعني كان فيه توضيح كمان أكثر إنه كوزو عمل عملية اللد، عمل عملية اللد بـ 72 وهو الناجي الوحيد -مثل ما قلت- بس مو هم كلهم يعني كان أداتشي أو (هارواكو) أو (توهيرا) أو (ماريكو) كلهم كانوا مع المقاومة الفلسطينية، مع المقاومة اللبنانية ودافعوا عن بيروت ودافعوا عن الجنوب، يعني ما عملوا بشكل مباشر عملية ضخمة مثل عملية اللد.

سامي كليب: طيب أمية عبود، يعني هذه فرصة اليوم لكي نقول بالفعل ماذا.. ماذا عمل يعني؟ أين كان تحديداً خصوصاً إنه كان عاش في لبنان منذ 73 تقريباً، فهل فعلاً عمل مع الفلسطينيين وناضل على الأرض وقاوم معهم ومع لبنان فيما بعد؟ يعني ماذا كان دوره؟

أمية عبود: أكيد يعني من 73 لما أن إجوا على لبنان أول شيء جم مثل ما قلت لك على جبل جرش وبعدين إجوا على لبنان يعني طول الفترة كانوا مع الفلسطينيين يعني (هارواكو) كان يدرِّب الفلسطينيين بالجنوب اللبناني، يعني طول حياتهم كانوا بين الفلسطينيين، يعني حتى أداتشي حتى (ماريكو) كل.. كل اللي رفاقاته لأداتشي يعني كانوا مع المقاومة الفلسطينية بالقواعد تبعتهم يعني مش البيوت، مطرح تواجد المقاومة الفلسطينية، بعدين يعني حتى لهجتهم اللي بيحكوا فيها العربية اللهجة الفلسطينية يعني.


سجن أمية عبود وأعضاء الجيش الأحمر الياباني في لبنان

سامي كليب: طب في.. في هذا المنزل إذن في الخامس عشر من شهر شباط من العام 1997 حصلت المداهمة.. مداهمة أمنية لبنانية وتم اعتقالك في الوقت نفسه الذي اعتقل فيه كل أعضاء الجيش الأحمر الياباني، يعني بداية السؤال الذي يطرح نفسه قد يطرحه المشاهدون، لماذا اعتقلوا بعد كل ذاك التاريخ من وجودهم في لبنان وهل فعلاً أن السلطات اللبنانية لم تكن تعرف بوجودهم في لبنان يعني؟

أمية عبود: أيه صحيح صارت بـ 15 شباط 97، يعني نحنا نائمين أربعة ونصف الصبح بأسمع ما.. ما سمعت كيف دقوا على الباب يعني، إجت أختي بتقول: أمية فيه ناس عم بيدقوا على الباب وعم بيقولوا.. عم بيداهموا البيت، اتفاجأت يعني تصور واحد يوعى على هايدي الخبرية يعني وبعده نصفه نائم، شو بيداهموا البيت، يعني فكرت إن فيه شيء غلط أنا، فإجوا حوالي 40 شخص يعني إجوا داهموا البيت طوقوا تحت، الطريق اتسكر.. سكروه من فوق ومن تحت إجوا لهون يعني بأسمع أول صرخة: وين أمية؟ فكرت عم بأحلم يعني، إنه شو عم بأمية، تطلعت كلهم.. كلهم بسلاح، أنا أمية شو فيه؟ البسي ثيابك، فتشوا البيت، فتشوا البيت، قلبوا كل شئ، يعني صار البيت كله مقلوب، قلبوا كل شيء حتى (…) صارت بقلب بعضها، ما فيه شيء، يعني إجوا قالوا له: سيدنا ما فيه شيء يعني، فمثل ما خبرتك إنه قال لي يعني عندك أعداء فيه شيء، قلت لهم ما بأعرف، المهم إنهم أخذوني معاهم قال: خذي ثياب معك، لأنه (…) مطولة عندنا، رحنا على زحلة، أخذوني على زحلة خلوني يومين، يعني سبت، أحد، الاثنين الصبح نزلوني على بيروت، هناك بقيت بحدود 18 يوم، 19 يوم عند أمن الدولة وبهذا الوقت صار فيه تحقيقات، يعني بزحلة ما حققوا معايا، ما كان فيه أبداً تحقيق بزحلة، كل شيء تاركينه لبيروت.

سامي كليب: لا تحقيق ولا أسئلة ولا..

أمية عبود: ولا شيء يعني حطوني بالسجن، إنه كان سجن يعني أول شيء رفضت يعني أنه أنا شو عملت لحتى أقعد بالسجن، يعني ياريت قبلت، يعني كان بزحلة على طول بأنام فيه ببيروت، بس رحت يعني حطوني بغرفة مثل ما قلت لك غرفة تليفون يعني، فوصلت على بيروت وبلشوا يعني أول شيء حققوا معي يعني بعدين.. مثلاً يومين ثلاثة، أوقات بالليل يحققوا معايا الساعة 12 بالليل يفتحوا الباب.. باب حديد هو وبيتسكر من برة محلين، مطلوبة على التحقيق، بس إنه كانت الأسئلة أكثر شيء مركزة إنه مثلاً تعرفي أداتشي؟ شو بتعرفي عنه وين بيروح؟ وين بيجي؟ مثلاً قد أيش بيسأل فيك أداتشي؟ يعني شو معرفتك فيه، ومعانا العلاج بالوخز بالإبر.

سامي كليب: وكان.. وكانت المعاملة جيدة أم كان فيه عنف أيضاً من خلال التحقيق؟

أمية عبود: يعني ما فيك تعتبر حالك يعني ما فيك تقول إنه أنت مسجون وفيه معاملة جيدة. ما تتصور، يعني مجرد ما أقول لك إنه أنا قاعدة بغرفة غرفة قد حجم علبة التليفون يعني، هايدا ما إنه معاملة جيدة أبداً يعني وإنها معاملة حسيت حالي كأنه مش بشر، يعني حتى قلت له لو واحد عنصر من اللي قلت له يعني صرت أفكر إنه جمعية الرفق بالسجين يعني.. بالموقوف يعني مش بالسجين.. بالموقوف يعني..

سامي كليب: وفي خلال التحقيق أحد رجال الأمن صفعك على ما يبدو؟

أمية عبود: إيه.

سامي كليب: كيف جرى ذلك؟

أمية عبود: كان عم بيسألني في شغلة مُصر بده يعرف شغلة وأنا ما بأعرفها يعني، لأنه قلت له ما بأعرفها أول مرة..

سامي كليب: شو الشغلة؟

أمية عبود: شغلة.. يعني بأنسى بالضبط إنه أنت معك كان أغراض وأخدهم منك (شفورولا) أو أداتشي، قلت له لا فالمهم يعني ركض من أول الغرفة للآخر وأنا قاعدة يعني جنب مكتب العميد (علي مكي) وصفعني، أنا وقتها هيك شفتِ نجوم الظهر كيف بيدور رأسي يعني هيك، بس لملمت حالي يعني، اتطلعت لعلي مكي قلت له شكراً يعني، ما توقعت أبداً يوصلوا لهايدي الطريقة بالمعاملة، فقال لي.. قال له لأ.. لأ مابيصير وما بأعرف شو إنه ما بأقبل يصير مكتبي، قلت له بس صار بمكتبك يعني، صار هايدي الشغلة بمكتبك، بعد هيك إنه يعني ما صار فيه لا تعذيب جسدي ولا شيء، تحقيق عادي صار يتم، وبهايدي الفترة يمكن ترك علي مكي يعني طلع..

سامي كليب: استقال.

أمية عبود: استقال.

سامي كليب: طبعاً سننتقل إلى موضوع آخر ولكن أمية يعني في خلال السجن هل كنتِ بدأتِ تشعرين أنكِ تفقدين الأمل بالعودة مجدداً إلى علاقتك.. علاقتكِ مع أداتشي أم أنكِ تمسكتي بهذه العلاقة أكثر، يعني هل.. هل شعرت بلحظة معينة وأنت في السجن أنك قد تفقدين هذه العلاقة وأنه قد يُرحَّل قبل أن تريه مرة ثانية؟

أمية عبود: هلا يعني بأقدر أقول لك اتمسكت أكثر يعني صار عندي إصرار أكثر، إنه حتى تتم هايدي العلاقة بس كان فيه أول شغلة إنه كيف أنا بدي أطلع من السجن وكيف هو بده يطلع من السجن، يعني أنا كنت واثقة إنه بيطلع بوقت قريب لأنه بأعرف حالي ما عملت شيء، يعني كنت واثقة كثير إنه راح أطلع بسرعة أنا من السجن، لأنه حتى لو المحاكمات طولت شوية يعني، بس هو راح يطلع من السجن، لأنه تهمته متوقع إنه ممكن يكون حكمه أقل من 3 سنين، لأنه كان (…)، بس اللي صار إنه كيف بدنا نتمم الزواج بعد ما أنا أطلع من السجن يعني كيف أول شيء بدي اتصل فيهم كيف أطمئن عليهم، يعني صار قلقي على صحتهم، على وضعهم النفسي، على وضعهم، يعني صرت حتى إنه كيف هم عم بيفكروا، مش بس أداتشي، صرت أفكر إنه كيف هايدي المجموعة عم بتفكر صار فيه عندي قلق يعني..

سامي كليب: والسجينات اللواتي كن معك في السجن، يعني بدأن يعرفن بقصتك مع أداتشي قصة الحب؟

أمية عبود: لا.. لا أنا ما أعلنت عنها إلا قبل ما طلعوا هم بشهرين.. ثلاث شهور بس، إنه ما كانوا بيعرفوا حتى، يعني بعيد ميلادي وعيد ميلاده مع بعض، فكانت (ماريكو) بتعرف إنه أنا بأحبه أو هو بيحبني، وفيه علاقة بيناتنا وعلاقة حب، فكان أهلي ودولي جاتوه على عيد ميلادي وكنت بالسجن فاحتفلت مع السجينات، فأنا يعني هو بـ 13 آيار عيد ميلاده، أنا بـ 14 آيار، بيغنوا لي بتعرف (هابي بيرث داي) Happy Birth Day وهيك فهن كانوا عم بيغنوا لإلي وأنا وماريكو عم نغني لإله وعم نحتفل بنفس الوقت يعني، بس ما كانوا بيعرفوا أي شيء.

سامي كليب: حتى.. حتى خروجك من السجن لم.. لم يعرف أحد بشيء يعني.. يعني (عظيم ها السجن) فيه علاقة.

أمية عبود: يابانية.. يسارية يابانية.

سامي كليب: طيب بعد خروجك من السجن.. يعني هذه في الواقع ما تحدثتي عنه في سجن النساء قد يكون صعباً ولكن ليس ربما بصعوبة سجن أداتشي عند الرجال ثلاث سنوات على الأقل، وكُتب الكثير آنذاك في لبنان أنه كيف يمكن أن يسجن خصوصاً عن (كوزو).. أداتشي كيف يمكن أن يسجن الذي سجن أيضاً في إسرائيل، ونشأت لجان تضامن أيضاً مع سجناء الجيش الأحمر الياباني، هل حين كنت في السجن أنت أيضاً كان هناك نوع من التضامن معكِ في السجن أم.. يعني كنت مفصولة عن هذه المسألة كلياً؟

أمية عبود: لأ، إنه التضامن صار يعني لجنة التضامن صارت مع كوزو ورفاقه بس إنه كان كثير يعني.. كثير ناس تضامنت معي وتعاطفت معي، بس المشكل إنه ما كان فيه حدا يوصل إلي، حتى أنا منعت الزيارات عني يعني أنا ما بأنسى.. يوم من الأيام إنه أمي جاية على السجن وقت ما بأعرف شو صار فجأة إنه صار أهلي مش مثل أي أهل أي سجين، إنه بيجوا يقولوا بدنا نزور بنتنا، لأ إنه يروحوا ياخدوا إذن من المحكمة من القاضي، من القاضي عبد الله بيطار..

سامي كليب: في خلال الخمس أشهر ونصف هل وصلك شيء من أداتشي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة؟

أمية عبود: رسائل شفهية.. رسائل شفهية..

سامي كليب: بس رسائل مكتوبة كان مستحيل وصولها..

أمية عبود: كان مستحيل.. كان مستحيل..

سامي كليب: بعد الخروج من السجن بعد خمس أشهر.. خمسة أشهر ونصف بدأ الاتصال بأداتشي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ولكن هنا يجب توضيح إنه في القانون اللبناني لا يسمح لخطيبة أن تزور خطيبها، كيف استطعت أن تريه للمرة الأولى فعلاً يعني وجهاً لوجه؟

أمية عبود: أول مرة طلعت حتى أزوره بشكل عادي يعني، كان بعد حتى ما حدا بيعرف إنه نحنا كأنه مخطوبين أو بنحب بعضنا يعني، منعوني، صار فيه اتصالات يعني حسيت حالي مش مثل أي واحدة جاية تزور زيارة..

سامي كليب: بأي صفة إذن؟

أمية عبود: رحت.. ما أنا انكمشت معهم يعني وكان مريض إنه بدي أطلع أطل عليه، يعني بصفة كان مريض وأنا طالعة أشق عليه كصديقة يعني، فصار فيه اتصالات وكذا، وحسيت حالي إنه أول مرة كان بيطلع على السجن أزور حداً يعني، إنه مش مثل باقي الناس اللي جاية تزور قرايبها أو أصحابها.

سامي كليب: كيف؟

أمية عبود: يعني الكل بيعملوا.. بيكتبوا له ورقة إذن وإجوا وبيفوتوا، أنا لأ بقيت فترة ناطرة وعملوا اتصالات، رجعوا قالوا لي إنه ممنوع، ممنوع تزوريهم، طب ليش؟ قالوا بس زيارات للأهل، طب إذا ما عندهم أهل، هادول ناس ما عندهم أهل بلبنان وأنا بأعرفهم وانكمشت معهم، إني على الأقل بدي أتطمن عليه قال ممنوع، فشفتهم هيك.. كان فيه شبك عالي هيك، فشفتهم من على الشبك، حدا عيط لهم حدا عرف وهم كل المساجين بيظلوا يطلوا على ها الشبك حتى يشوفوا إذا حدا من قرايبهم إجا أو..، فشفتهم بس وفلِّيت، قالوا لي لازم تجيبي إذن من النيابة العامة التمييزية.. فنزلت لعند الرئيس (عبدون) نطرت ساعتين ثلاثة كمان رفض لي طلبي قال بس الأهل، يعني الأصحاب ممنوع وهيك.

سامي كليب: طيب يعني الجيش الأحمر الياباني المعروف بعلاقة وطيدة.. بعلاقته الوطيدة بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وعملياً بجزء كبير من الفلسطينيين، هل حصلوا على دعم معين من قِبَل منظمات عربية أو دول عربية أو شخصيات عربية وهم في السجن يعني؟ ألم يكن أحد يقدم لهم دعماً مباشراً؟

أمية عبود: دعم.. شو..

سامي كليب: يعني دعم مادي أو معنوي أو..

أمية عبود: دعم مادي أكيد لأ، بس دعم معنوي يعني بيكفي إنه المحامين العرب اللي وقفوا جنبهم محاميين اللبنانيين يعني المتطوعين اللي دافعوا عنهم، يعني هايدي كتير كانت خطوة مهمة، وكانت كرد جميل لإلهم يعني، أكيد فيه كتير ناس عرب ولبنانية كلهم وقفوا جنبهم، يعني بس كمنظمات، كدعم مادي ما كان فيه أي أشي.

سامي كليب: كانت الزيارات ممنوعة لأفراد الجيش الأحمر الياباني، فيما تجري الاتصالات سراً وبعيداً عن الأضواء بين الحكومتين اللبنانية واليابانية، ذلك أن لبنان كان بحاجة إلى المساعدات المالية، ويريد نزع صفة الحرب والإرهاب عنه، ولذلك فقد كانت الرسائل واللوحات التي رسمها أداتشي لحبيبته أمية عبود جسر العبور بين السجن والخارج لأناس لم يعرفوا حتى الآن كيف أن بلداً ناضلوا من أجله قد رماهم في السجون.

أمية عبود: هيك الصورة رسمها على عيد ميلاده الستين باليابان فيه عادات بيلبسوا الأشخاص اللي صاروا بالعمر الستين كاب.. برنطية حمرة، وهايدي خيطت له إياهم واحدة من رفاقه باليابان وودت لهم إياهم لهون.

سامي كيب: صورة له يعني…

أمية عبود: أيه (…) لأنه ما احتفلنا معه فحاول يودي لنا إياها إنه تحت (…) هايدي صورة عن حياة السجن كيف الأهالي بيجيبوا الأغراض للمساجين بسجن رومية، وكيف بيستقبلوهم، وكيف بيفتشوا الأغراض وكيف المساجين بيستنوهم.. هايدي..

سامي كليب: أيضاً بالسجن؟

أمية عبود: هايدي أيضاً كمان بالسجن، هايدي أول ما رحت أنا لعنده وما كانوا بيخلوني أشوفهم فعم بيتحرك هون أروح وأرجع عم بيصور أكتر من مشهد إنه أنا وما عم بيخلوني أقابلهم يعني فأخذ.. يعني هيك تصور الناس كلها وشافني هيك، هايدي الصورة يعني الغضب اللي غير محتمل اسمه، يعني كان أكيد كتير غضبان من وضعه الموجود.

سامي كليب: أيضاً هناك الكثير من الأفلام على ما يبدو المرتبطة بالقضايا الفلسطينية التي وقف خلفها القضايا العربية أو القضية الفلسطينية.

أمية عبود: عنده.. يعني آخر فيلم عمله وقت اللي كان هو باليابان بالـ 71 قبل ما يجي على المنطقة العربية، هايدا الفيلم بيحكي عن المقاومة الفلسطينية وعن.. يعني راح كان هو عم بيعرض هو واحد صاحبه مخرج سينمائي اسمه (واكامتسو) كانوا عم بيعرضوا فيلم بكان وقطعوا على جبل جرش وصوروا يعني شباب المقاومة الفلسطينية وكان فيه مقابلات مع غسان كنفاني، مع رئيس الجيش الأحمر، يعني مع قيادات المنظمات الفلسطينية وحتى قيادات الجيش الأحمر، هايدا واحد من الأفلام اللي عملها، يعني بيحكي.. يعني هو تقريباً فيلم وثائقي أكتر ما هو إنه فيلم.. يعني، فيه فيلم تاني..

سامي كليب: حكاية الفيلم؟

أمية عبود: لا، فيه فيلم تاني اللي عم نشوفه هلا، هو فيلم بيحكي عن شاب كوري بيقتل بنت باليابان، والكوريين عندهم وضع خاص حتى لو مولود باليابان ما.. عندهم صعوبات كتير، ما عندهم الجنسية ما بيتوظفوا مثلاً نفس وظايف اليابانيين الأصليين، فهايدا الفيلم بيحكي بطريقة شوي Comic، بس بنفس الوقت يعني بيحاولوا يفرجوا إنه كيف هذا الشاب الكوري إنه راح على الإعدام اتحكم إعدام في.. بوجود خوري أو بوجود واحد كأنه يعترف وليقدموا له إنه أشي آخر طلب وهيك ومثل اللي بيصير بحالات الإعدام، لازم يعترف بالقانون الياباني إنه يقول إنه أنا اسمي كذا وعملت كذا، فهايدا الشاب قرر هيك فكان الإعدام شنق، بيكون أداتشي عم بيمثل، ما كان هو المخرج بس كان عم بيمثل بدور مسؤول السجن.


زواج أمية عبود بأداتشي في السجن

سامي كليب: ومن وراء قضبان السجن ومرارة الاعتقال في البلد الذي نذروا دمائهم أجله وللقضية الفلسطينية، كانت المفاجأة قرر أداتشي المناضل في الجيش الأحمر الياباني أن يعطي لحياته معنى آخر، قرر أن يتزوج من أمية عبود، فأحدث سابقة في تاريخ السجناء السياسيين ليس لأنه تزوج في السجن فقط، وإنما لأن كل مراسم الزواج تمت هنا.

أمية عبود: بأقول لك شغلة إنه نحن ما.. يعني لا قررنا يوم الزواج أي نهار، ولا قدرنا قررنا عدد المدعوين أو مين المدعوين، ولا قررنا إنه بدنا نتزوج بالسجن، يعني كل اللي عملناه إنه أداتشي تقدم بطلب للمدعي العام كان يصير الرئيس عبدون إنه بده يتزوج من أمية عبود فأخذت وقت يعني كان شي شهر هذا لحتى رد الرئيس عبدون إنه بيسمح له يتزوج أو لأ، فكان إنه أعطانا الإذن بالزواج، فكان ترى.. يعني ترتيب مراسم الزواج وين راح تكون، يعني كان أفضل حل إنه تصير بالسجن، لأنه لحتى نروح على محل تاني حتى نتمم مراسم الزواج مش معقول.

سامي كليب: وطرحت مشكلة الديانة.

أمية عبود:آه، لأنه إذا هو.. إنه إذا هو هم بيتزوج مدنية ما فيه زواج مدني لبنان، هو كان بوذي يعني وأنا مسيحية، فكان الحل الأفضل إنه يعمل مسيحي وبنتزوج حسب الطقوس المسيحية الأرثوذكسية…

سامي كليب: مع الإشارة هنا فقط إلى قضية أخرى إنه كوزو أسلم أيضاً داخل السجن، ما السبب الرئيسي لأسلمة كوزو؟

أمية عبود: هو بده يؤسلم يعني ما فيك يعني مش لأنه أداتشي أعلن مسيحي أكيد هيك ولا لأنه بده يتجوز من حداً، حب يشهر إسلامه، يعني ما كان.. قبل ما يكون بيروح على اليابان أو قبل ما يتقرر مصيرهم، يعني هايدي شغلة مسألة بتتعلق بكوزو، مش بس كوزو اللي يعني أشهر إسلامه (ماريكو ياماموتو) أشهرت إسلامها، و(توهيرا كازو).. توهيرا كمان أشهر إسلامه، يعني هايدي شغلة يعني قراراهم الشخصي وما فيك إلا إنه تحترم.. تحترم هذا الرأي.

سامي كليب: إذن أداتشي تبنى الديانة المسيحية من أجل الزواج منك و.. وأصبح مسيحياً، إجراءات الزواج كانت صعبة في داخل السجن، يعني كيف اتفقتما على كل الإجراءات؟ هل اشتريت مثلاً فستان عرس خصوصاً أننا نراك في الشريط بالجاكيت وسترة وبنطلون و..

أمية عبود: لأ يعني كان الوقت كتير قليل من بعد ما تحدد، يعني جاءنا الرد بالموافقة ولحتى أتممنا مراسم التنصير أداتشي وهيك.. أخذت فترة يعني، وبعدين أنا كان عندي وقت كتير قليل تحدد.. وتحدد الموعد مش منا نحنا، من النيابة العامة.. فكنا ملتزمين بهذا اليوم كان.. يعني حتى يعني لا كملنا (…) مثل ما صار وصحافة وهيك، يعني أنا كنت بأحلم إنه نتجوز.. جوازة كتير بسيطة، يعني بس إنه نتزوج يعني ونصير زوج وزوجة شرعيين، بس.

سامي كليب: بس ذلك لم يمنع أنك بقيت تلتقين الصحافة حتى عشية الزواج يوم الزواج.

أمية عبود: نعم، أتصور مش.. ما التقيتهم كتير يعني، يوم الزواج أيه، يوم العرس.

سامي كليب: يعني آخر مقابلة لك في صحيفة "السفير" اللبنانية كانت.

أمية عبود: آه صحيح.. صحيح كانت قبل، صحيح، يعني الناس بدها تعرف وكانت شغلة غريبة على الناس، لأنه أنا ما.. يعني ما تصورت إنه راح تاخد هذه الضجة أول شغلة، ما تصورت راح يكون فيه صحافة، راح يكون فيه إعلام، يعني مثل ما قلت لك ببساطة مثل ما قلت لك.

سامي كليب: هل.. هل كان من قبيل الصدفة إنه يوم الاعتقال كان بشهر شباط ويوم الزواج أيضاً بشهر شباط؟

أمية عبود: ممكن،كان فيه كتير صدف على فكرة بزواجنا..

سامي كليب: مثلاً؟

أمية عبود: يعني كان هو من مواليد.. يعني كان عمره 61 سنة وأنا من مواليد 61، كان عمري 39 سنة، كان هو.. مش كان هو.. هو بالأصل مواليد 39، شو كمان يعني تواريخ مواليدنا والزواج..

سامي كليب: شهر شباط الاعتقال.. شهر شباط الزواج.

أمية عبود: تواريخ ميلادنا كمان متقاربة بأيار هو 13 أيار، أنا 14 أيار، فكانت فيه كتير صدف عم.. عم بتصير ما بأعرف شو تفسيرها.

سامي كليب: طيب يوم وصلك تاريخ الزواج والقبول من قبل القضاء في هذا اليوم أبلغت الأهل، كيف كانت ردة فعل الوالدة، خصوصاً أن الوالد متوفى؟ هل قررت أن تذهب معك بطيبة خاطر.. إلى السجن لحضور الزفاف برغبتها؟

أمية عبود: يعني الحقيقة أن ما قبلت يعني بطيبة خاطر مثل ما تقول يعني، كانت كل أم، كل أم يعني بدها الأفضل لبنتها، يعني كان عم بتفكر إنه من الأفضل إنه ما يكون مطلوب، ما يكون مسجون، ما يكون ملاحق، يعني هايدي الشغلة اللي كانت عم بتفكر فيها أمي، بس بعدين إنه لقيت إنه تناقشنا بالبيت يعني مع خَّياتي، مع خيَّ، مع الكل إنه والكل وافقوا على رأيي، لأنه أنا اللي اخترت واحترموا قراري، وبعدين أمي.. أمي احترمت قراري.

سامي كليب: طبعاً على طريقة الديانة المسيحية أيضاً ينبغي توفر إشبين وإشبينة، من اخترتما لهذا الزفاف؟

أمية عبود: اخترنا الإشبين صديقنا وصديق أداتشي يعني أستاذ نجاح واكيم المحامي بنفس الوقت والإشبينة كانت بنت أختي..

سامي كليب: طيب وحصل يعني كما نشاهد في الشريط حصل زفاف جدي يعني و.. و زلغطة وزغردات وكيف.. كيف حصل الأمر داخل السجن، يعني يمكن أن نرى بعض الصور عبر الشريط، ولكن اشرحي لنا مثلاً كيف كان شعورك الشخصي وأنت تتزوجين داخل السجن سجين وأنت سجينة سابقة، كيف كانت ردة فعل الناس من حولكما؟

أمية عبود: يعني أول ما وصلت أنا على السجن أكيد أداتشي كان بالسجن جوه فبلَّشت زغاريد المساجين، المساجين احتفلوا بالعرس، يعني كلهم كانوا من الشبابيك عم بيزغردوا ويهيصوا مبروك ويعني عم بيتمنوا إنه السعادة وكذا، فبعدين فوتنا على السجن بعد ما خلص يعني ما بتحس إنك بسجن، يعني كان فيه ترتيبات أمنية أول شيء بس وقت بلَّش الإكليل يعني بتنسى إنك بسجن، يعني صار فيه صمت صار فيه صوت الكاهن، عم بيكلل، بعدين بس تطلع تسمع كمان زغاريد المساجين بتوعى إنك أنت بالسجن، يعني الترتيبات الأمنية بتذكرك إنك أنت بالسجن، وزغاريد المساجين.

سامي كليب: وكيف كانت ردة فعل السجَّانين ورجال الأمن؟

أمية عبود: كانوا حاضرين العرس كانوا حاضرين، كانوا على طول جنبتنا.

سامي كليب: هو يعني على الأقل هو أول.. أول زفاف حصل في سجن في لبنان، يعني على الأقل مع رجل سياسي.

أمية عبود: أيه، عرفت هيك بعد ما تجوزنا، يعني مع رجل سياسي أو غير سياسي، يعني بعد ما تزوجنا عرفت إنه كان أول زواج بيصير بالسجن، يعني حتى المسؤول تبع السجن بعد يومين عم بيحتج لي.. قال لي صار جاي لي 20 طلب زواج هلا….، إنه بيحق له سجين كمان..


ترحيل سجناء الجيش الأحمر الياباني من لبنان ورد فعل أمية عبود

سامي كليب: يحق للسجين أنت يتزوج، ولكن ماذا بعد؟ فأداتشي ورفاقه في الجيش الأحمر الياباني كانوا قبل الزواج وبعده قابعين في زنزاناتهم ينتظرون المجهول، فلا الحكومة اللبنانية أبلغتهم بمصيرهم، ولا محاموهم كانوا عارفين بما يجري من مفاوضات في الكواليس.. فالتهمة الرسمية التي كانت وجهت إلى أداتشي وكوزو أوكاموتو وثلاثة من رفاقهم هي تزوير وثائق رسمية، وقد طالب هؤلاء باللجوء السياسي إلى لبنان وسط حملة تضامن شعبية واسعة، مع الإشارة إلى أن القوانين اللبنانية تمنع المرأة من منح جنسيتها اللبنانية لزوجها الأجنبي.

أمية عبود: أول شيء يعني بأقدر أقول إنه اتصدمت لأنه ما كنت بأتوقع مثل أي حد كان إنه يترحلوا بهذه السرعة وبهذه بالطريقة، ثاني شغلة ما يعني ما فقدت أبداً الاتصال ولا الأمل، يعني حتى بنفس الليلة اللي عرفت إنه ترحلوا فيها على الأردن.

سامي كليب: كيف عرفتي؟

أمية عبود: عرفت من المحامي اتصل فيِّ، ولأنه إن اتصلوا فينا من (…) وقالوا لي إنهم ترحلوا، فكانت صدمة للكل إنه مفاجأة للكل إنه يوم عطلة رسمية إنه ما بيتخذ فيه أي قرار، يعني اتجمعنا كلنا نحكي مع الأستاذ نجاح واكيم، يعني اتصدمنا كلنا.. كنا بوضع كله ما عم بنصدق اللي صار، فأخذت قرار..

سامي كليب [مقاطعاً]: بس على ذكر -أمية عبود- على ذكر نجاح واكيم، يعني هو كان حذَّر السلطات اللبنانية من إنه كيف يمكن تسليم أعضاء الجيش الأحمر دون أية ضمانات أردنية، وكان أكد إنه لا توجد أية ضمانات، يعني هل سعيتم قبل تسليمهم إلى الأردن للحصول على هكذا نوع من الضمانات؟

أمية عبود: لأ أبداً، لأنه ما..ما كان فيه حكي مضبوط من الدولة، لأنه الدولة ما وعدت إنه راح تسلمهم للأردن، أو ترحلهم على الأردن -إذا صح التعبير- بتعبيرهم إنه تم ترحيل، إنه إبعادهم عن لبنان، يعني على الأقل إنه كان مفروض إنه يُستشاروا بهذا.. بهايدي الإبعاد يعني وين بدكوا تروحوا أو يخيروهم إنه بدكم تروحوا على الأردن، بدكم تروحوا على أي بلد عربي أو أي بلد أجنبي، إنه وقت اللي أخذوهم من سجن رومية يعني ما قالوا لهم إنه أنتم مبعدين، راح نبعدكم هلا، قالوا لهم إنه راح ننقلكم على محل تاني، بهذه الطريقة…

سامي كليب [مقاطعاً]: طبعاً كان قرار الإبعاد مطروح، ومطروح لعدة دول، هل كان أعضاء الجيش الأحمر الياباني ومنهم أداتشي يفضلون دولة على أخرى مثلاً؟ هل كان الأردن من بين الدول التي يفضلونها مثلاً؟

أمية عبود: لأ، ما بأعتقد أبداً، ما بأعتقد أبداً.

سامي كليب: هل كانوا يفضلون دولة معينة؟

أمية عبود: ما عندي فكرة بالضبط اسم دولة معينة، بس أكيد ما راح يفضلوا دولة مثل الأردن.

سامي كليب: طبعاً مسألة تأشيرات الدخول طرحت مشكلة بين لبنان والأردن آنذاك، واضطر جميل السيد المسؤول الأمني الأول في لبنان بالرد على السلطات الأردنية التي نفت أن يكون الأربعة التابعون للجيش الأحمر الياباني حصلوا على تأشيرات، وذلك بعد أن كان أكد وزير الإعلام الأردني آنذاك صالح القلاب أنهم في الواقع ليسوا على علم بحصول أي اتفاق، إذن التأشيرات كانت موجودة، هل تباحثتي في الأمر فيما بعد مع أداتشي؟ هل سألتيه إذا كان على جواز سفره يوجد فعلاً تأشيرة أردنية؟

أمية عبود: اللي صار إنه أداتشي ورفقاته، إنه ما تسلموا أي جواز سفر من لبنان إلى الأردن، وما.. يعني حتى ما انقال لهم إنه راحوا على الأردن، واللي قالوا اللواء جميل السيد إنه عن وجود تأشيرات ما.. ما كان عنده علم فيهم إنه أداتشي ورفقاته يعني.

سامي كليب: يعني هم لم يتسلموا جواز سفر، ولكن جوازات قد تكون كانت موجودة وعليها تأشيرات.

أمية عبود: ممكن بس هم ما عنده خبر فيهم…

سامي كليب [مقاطعاً]: طيب بعد طبعاً ما التقيت بأداتشي فيما بعد، واجتمعتما مجدداً، هل سألتيه كيف جرى.. جرت عمليات الاعتقال والتسليم إلى الأردن؟ ثم الانتقال إلى طائرة أخرى؟ هل روى لكِ ما الذي حصل؟

أمية عبود: أيه يعني حكى قبل حتى ما ألتقي فيه، كتب كل شيء صار معه إدالي.. بيحق لهم هوني بالسجن باليابان، يكتب أي شيء بده إياه ويوديه لأي محل، فاللي انقال لهم إنه فجأة جم عنكم في سجن رومية، مسؤول في سجن رومية وقالوا لهم إنه راح تنتقلوا هلا على محل ثاني على سجن تاني، فما كان فيه مجال للرفض، يعني ما عرفوا إلى وين؟ أنا كان يعني نقول كل شيء مفتوح على أكثر من احتمال يعني، مصيره مفتوح على أكثر من احتمال ترحيل أو إبعاد أو إنه ينتقلوا على بلد تاني، أو يخيروهم يعني، كان فيه أكثر من احتمال، فبس وصلوا على السيارات، قالوا لهم ما تجيبوا أغراض كثير يعني، أغراضكم اتركوهم، ما لقيوا كوزو بيناتهم فصار عنده خوف أداتشي إنه على كوزو شو راح يصير بحاله؟ بعدين ربطوا لهم حطوا لهم عصبات سود على عيونهم، وربطوا لهم أيديهم ربطوا لهم رجلين، طلعوا بالسيارات، فمن هذه اللحظة عرفوا كلهم إنه راح يرحلوهم على اليابان، يعني كان عندهم لحتى وصلوا على المطار، تركوهم ينتظروا فترة شي ساعة يمكن بالمطار، بعدين طلعوهم على الطيارة التابعة (للميدل إيست)، وصلوا على عمان رفضوا يستقبلوهم الضباط أردنيين بالمطار، إنه يفوتوا على الأردن، بعدين صار فيه ضباط أمن يابانيين وأجبروهم يطلعوا على الطيارة تابعة للإيرباص.

سفر أمية عبود إلى اليابان والصعوبات التي واجهتها

سامي كليب: طيب نعود إلى وضعك الشخصي، بعد أن علمتي بترحيلهم إلى الأردن، كنت تنوين إلى الذهاب إلى السفارة الأردنية في اليوم التالي، لطلب تأشيرة والذهاب، ما الذي حصل فيما بعد؟

أمية عبود: أول شيء عرفت إنه ما راح يفوتوا على الأردن، إنه أول أخبار صارت إنه انعطوا تأشيرة دخول لثلاثة أشهر هم على الأردن، فعلى الأقل بدهم يقعدوا 3 أشهر يعني، يعني هيك كنت عم بأعتقد، وبعدين يروحوا يختاروا بلد معين، بس وقررت إنه أروح على السفارة، بس تاني يوم عرفت إنه وصلوا على اليابان.

سامي كليب: طيب أمية عبود، فقط يعني سؤال تقني، أنتِ كنتِ أصبحتي زوجته يعني لم تبلِّغك السلطات اللبنانية ولا بأي قرار سوى عبر المحامي إنه سُلِّم إلى الأردن، وأنه أبعد إلى اليابان.

أمية عبود: صحيح.. صحيح أبداً، ما يعني أنا قبلها بنهار كنت عندهم بس وقتها كان عطلة عيد الأضحى، يعني ما توقعت أبداً، ولا كان فيه أي إشارة مع إنه أنا كنت حاكية مع مسؤول سجن رومية، إنه إذا إجه حداً غيري أنا أو غير المحامي أستاذ بشارة أبو سعد حتى يدفع كفالة مالية عنهم، يعني هم كان صار مرق الوقت اللي محكومين فيه، فكان عليهم غرامات مالية، فرفضنا ندفعهم، فقلت لمسؤول السجن قلت له ما تقبل إلا أنا أو المحامي يدفع هايدي الغرامة فهايدي كمان صارت قصة، إنه مين دفع الغرامات؟

سامي كليب: طيلة فترة السجن بلبنان، هل فكرت يوماً أنت أو أحد غيرك يعني من المتعاطفين على الأقل مع الجيش الأحمر الياباني، أعضاء الجيش الأحمر، بتهريبهم من السجن مثلاً؟ أو خطرت هذه الفكرة.

أمية عبود: لأ.. يا ريت، لأ.. لأ أبداً.

سامي كليب: طيب بعد الخروج طبعاً من السجن، بعد الترحيل إلى اليابان، وكل هذه القصة المعقدة التي استمعنا إليها، ذهبت للعيش باليابان، أولاً فقط بشكل سريع كيف استطعت الحصول على تأشيرة للذهاب إلى اليابان؟ هل كان صعب بالنسبة لكِ الحصول؟ خصوصاً أنك زوجة رجل مُلاحق في بلاده يعني؟

أمية عبود: لأ للحقيقة كانت أول مرة يمكن أسرع فيزا، أسرع فيزا بأخدها يعني، كنت انتظر أكثر وقت، وقتها كان بأتوقع إنه.. لأ أول مرة وقت رحت كان بعده بالسجن قبل ما يطلع، فقدمت طلب وطلبوا مني (عذبوني) أولاً على يعني طلبوا.. أوراق طلبوا كفالات، وبدهم أشياء فأمنت كل الأوراق اللازمة، ورحت شفته كان بعده بالسجن، تاني مرة حتى كنت بعد ما أني مسجلة زواجي بس إنه في المطار إنه الزواج عرفوا فيه كل الناس يعني، والحكومة اليابانية عرفت فيه، ويعني معظم الناس تعرف فيه، رغم إنه ما كنت مسجلة الزواج، بس أعطوني تأشيرة دخول على اليابان قبل ما يطلع هو من السجن بـ.. يمكن 4، 5 أيام، أنا كنت بدي أروح أنا وأشوفه عم بيطلع من السجن، كان متوقع إنه يطلع من السجن…

سامي كليب [مقاطعاً]: كنت قادرة على التواصل معه في السجن الياباني؟

أمية عبود: أيوه، كان مسموح له إنه يكتب لي رسائل بالإنجليزي يعني وأنا يعني بيستلم رسائلي كمان.

سامي كليب: كانت بتوصل بتواريخها الطبيعية الرسائل، أم تأخذ وقت أطول؟

أمية عبود: كانت تاخذ يعني أكثر من الوقت الطبيعي يومين ثلاثة لو بدهم يقرأوها ويشوفوا شو فيها يعني تمرق على الرقابة يعني.

سامي كليب: المسافة بين اليابان ولبنان طويلة، ولم تكن أمية عبود ستأتي قريباً إلى هنا، لأن تكاليف السفر عالية، وهذا دليل آخر على أن أعضاء الجيش الأحمر الياباني الذين ناضلوا للقضايا العربية بقوا في ظروف مالية متواضعة، ولكننا حرصنا على أن تعود أمية إلى هنا، إلى بلدتها القرعون لكي تستعيد كل تفاصيل قصتها السياسية والإنسانية والنضالية مع أداتشي، وفيما كان أداتشي يتصل من طوكيو للاطمئنان عنها هاتفياً، كانت أمها تعد لنا القهوة وتعد لها الصور التي تبقى وحدها للأجيال المقبلة، شاهدةً على أن ثمة أناس مناضلين مروا من هنا وناضلوا هنا، وعاشوا مثلنا ليثبتوا أن النضال لحرية الشعوب لا يعترف بحدود، وحده (كوزو أوكاموتو) ربما لن يرى بلاده الأصلية مرة ثانية.

إلى اللقاء.